logo
أنباء عن خرائط إسرائيلية جديدة لنطاق الانسحاب من غزة

أنباء عن خرائط إسرائيلية جديدة لنطاق الانسحاب من غزة

الجزيرة١٢-٠٧-٢٠٢٥
يتوقع أن تقدم إسرائيل غدا الأحد خرائط جديدة لنطاق الانسحاب من قطاع غزة بما فيها السيطرة على محور موراغ ، في حين أفادت تسريبات اليوم بأن المفاوضات غير المباشرة بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل في الدوحة تواجه عقبات وصعوبات ولكنها لم تصل مرحلة الانهيار.
ونقلت القناة 12 الإسرائيلية -عن مصدر أجنبي مطلع- أن إسرائيل ستسلم الخرائط الجديدة استجابة لطلب من الوسطاء القطريين، مشيرا إلى أن القطريين أوضحوا لإسرائيل أن خرائطها السابقة سترفضها حماس وقد تتسبب بانهيار المحادثات.
ويأتي ذلك في وقت قال فيه مصدر فلسطيني -لوكالة الأنباء الفرنسية- إن مفاوضات الدوحة "تواجه تعثرا وصعوبات معقدة".
وهذه التعقيدات ناتجة عن إصرار إسرائيل على خريطة للانسحاب قدمتها أمس لإعادة انتشار تتضمن إبقاء قواتها العسكرية على أكثر من 40% من مساحة القطاع، وهو ما ترفضه حماس.
وحذر المصدر من أن خريطة الانسحاب "تهدف إلى حشر مئات آلاف النازحين في جزء من منطقة غرب رفح تمهيدا لتنفيذ تهجير المواطنين إلى مصر أو بلدان أخرى، وهذا ما ترفضه حماس".
وشدد على أن وفد حماس المفاوض "لن يقبل الخرائط الإسرائيلية المقدمة لأنها تمثل منح الشرعية لإعادة احتلال حوالي نصف مساحة القطاع وجعله معزولا وبدون معابر ولا حرية للتنقل، مثل معسكرات النازية".
وأشار المصدر إلى أن الوسطاء القطريين والمصريين "طلبوا من الطرفين تأجيل التفاوض حول الانسحاب إلى حين وصول المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف للدوحة".
وشدد مصدر فلسطيني آخر على أن "حماس طالبت بانسحاب القوات الإسرائيلية من كافة المناطق التي تمت إعادة السيطرة الإسرائيلية عليها بعد 2 مارس/آذار الماضي".
لكنه أشار إلى "تقدم" أحرز بشأن "مسألة المساعدات وملف تبادل الأسرى".
في ذات السياق، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية اليوم أن المفاوضات غير المباشرة مع حركة حماس بالعاصمة القطرية لم تصل مرحلة الانهيار.
إعلان
وأكدت استمرار مشاركة الوفد الإسرائيلي في المحادثات والعمل مع الوسطاء.
ونقلت القناة 12 الإسرائيلية -عن مسؤول سياسي لم تسمه- أن المفاوضات لم تصل مرحلة الانهيار، قائلا إن الوفد الإسرائيلي يواصل المحادثات في الدوحة "رغم عراقيل حماس".
والأربعاء، أعلنت حماس موافقتها على إطلاق سراح 10 أسرى إسرائيليين أحياء، في إطار مرونة تبديها للتوصل إلى اتفاق بشأن غزة، بينما تتعنت إسرائيل في "نقاط جوهرية" منها الانسحاب من غزة.
وفي المقابل، لا تزال إسرائيل تصر على منطقة عازلة بعرض 2 إلى 3 كيلومترات في منطقة رفح، ومن 1 إلى 2 كيلومتر في باقي المناطق الحدودية.
جولة جديدة
ومنذ أيام، تشهد الدوحة جولة جديدة من المفاوضات غير المباشرة بين وفدي حماس وإسرائيل، بوساطة قطرية ومصرية، وبمشاركة أميركية، بهدف التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.
ومن جهة أخرى، نقلت القناة 13 الإسرائيلية -عن مسؤول سياسي لم تذكر اسمه- أن "المفاوضات في الدوحة مستمرة، وأُجريت اليوم السبت، ووفد التفاوض يعمل مع الوسطاء من كل من مصر وقطر".
وأوضح المسؤول السياسي أن الوفد الإسرائيلي المفاوض "يحافظ على اتصال دائم مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الشؤون الإستراتيجية رون ديرمر".
وادعى ذلك المسؤول السياسي أن "حماس تضع العراقيل ولا تبدي أي مرونة، وتشن حرب وعي لتقويض المحادثات، والضغط على الرأي العام في إسرائيل".
وقبل أيام، قالت حماس في بيان إن هناك "نقاطا جوهرية تبقى قيد التفاوض، وفي مقدمتها تدفق المساعدات، وانسحاب (جيش) الاحتلال من أراضي القطاع، وتوفير ضمانات حقيقية لوقف دائم لإطلاق النار".
10 أسرى وهدنة 60 يوما
ووفق ما نقلته صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية "يتضمن المقترح المطروح في المفاوضات الحالية وقف إطلاق نار لمدة 60 يوما، يتخلله الإفراج عن 10 أسرى إسرائيليين أحياء على مرحلتين (8 أسرى في اليوم الأول، واثنان في اليوم الخمسين) بالإضافة إلى إعادة جثث 18 آخرين على 3 مراحل، مقابل الإفراج عن أسرى فلسطينيين وزيادة المساعدات الإنسانية إلى القطاع.
كما يقضي المقترح بأن يكون الرئيس الأميركي دونالد ترامب ضامنا لإنهاء الحرب في مراحل لاحقة، بحسب الصحيفة الإسرائيلية.
وحسب تقديرات إسرائيلية يوجد 50 أسيرا إسرائيليا في غزة، منهم 20 أحياء. في حين يقبع في سجون الاحتلال أكثر من 10 آلاف و800 فلسطيني يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا أودى بحياة العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.
يُشار إلى أن إسرائيل ترتكب بدعم أميركي -منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023- إبادة جماعية بقطاع غزة، خلفت نحو 196 ألفا بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم عشرات الأطفال.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

خبير عسكري: المقاومة تطبق إستراتيجية تستهدف استنزاف الاحتلال يوميا
خبير عسكري: المقاومة تطبق إستراتيجية تستهدف استنزاف الاحتلال يوميا

الجزيرة

timeمنذ 18 دقائق

  • الجزيرة

خبير عسكري: المقاومة تطبق إستراتيجية تستهدف استنزاف الاحتلال يوميا

قال الخبير العسكري والإستراتيجي العميد الركن حسن جوني إن العمليات التي تنفذها المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة تُظهر التزاما واضحا بإستراتيجية الاستنزاف اليومي، مشيرا إلى أن استمرار سقوط قتلى في صفوف جيش الاحتلال يؤكد نجاح هذه الإستراتيجية على الأرض. ورأى جوني خلال تحليل عسكري أن مقتل جندي إسرائيلي اليوم في عملية وصفتها وسائل الإعلام العبرية بـ"الحدث الأمني الصعب"، يندرج ضمن هذا النهج الذي يُبقي الاحتلال تحت الضغط الميداني، ويمنعه من تثبيت أي إنجاز عسكري حقيقي، خاصة مع تكرار الخسائر في المواقع التي يفترض أنها "مؤمنة". واعتبر أن العمليات النوعية التي تنفذها المقاومة في المناطق التي يدّعي الاحتلال تطهيرها تُثبت إخفاق عقيدته العسكرية، وتكشف عن هشاشة محاور التوغل التي أقامها في مناطق مثل شرق خان يونس، في محاولة لعزل الجبهات وتقليص ساحة المواجهة. وكانت سرايا القدس -الجناح العسكري ل حركة الجهاد الإسلامي – قد أعلنت في وقت سابق تفجير عبوة ناسفة في آلية عسكرية إسرائيلية أثناء توغلها جنوب شرق دير البلح وسط قطاع غزة، مؤكدة وقوع إصابات مباشرة في صفوف الجنود، في عملية تمثل جزءا من سلسلة هجمات نوعية تشنها الفصائل ضد القوات المتوغلة. وأشار العميد جوني إلى أن الاحتلال لجأ إلى شقّ محور يربط بين مناطق شمالية وأخرى جنوبية في محيط خان يونس، في مسعى لعزل شرق المدينة عن غربها وإحكام السيطرة عليها، لكنه فشل في وقف عمليات المقاومة المتكررة، مما اضطره إلى العودة إلى "مربعات أمنية ضيقة" لمواجهة التهديدات. وأوضح أن هذا الفشل العملياتي أعاد الجيش الإسرائيلي إلى الاعتماد على ما يسميه "العقيدة الأمنية"، القائمة على التحكم بمربعات محصورة بدلًا من السيطرة الكاملة، وهو ما يدل على عجز تكتيكي وإستراتيجي متواصل في الميدان، رغم مرور أكثر من 9 أشهر على اندلاع الحرب. وفي سياق متصل، علّق جوني على إعلان جيش الاحتلال عن أول توغل بري له في دير البلح منذ بداية الحرب، قائلا إن العملية تهدف للضغط على البيئة المدنية، عبر دفع النازحين باتجاه مناطق أكثر ازدحاما جنوب القطاع، وبخاصة نحو منطقة المواصي. وأكد أن التوقيت السياسي للعملية، الذي يتزامن مع مسار تفاوضي حرج، يكشف عن محاولة إسرائيلية لاستغلال العمليات الميدانية لتعزيز موقفها التفاوضي، من خلال إحداث تغيير في الوقائع المدنية والضغط على الحاضنة الشعبية للمقاومة. ولفت إلى أن تنفيذ العملية بواسطة كتيبة واحدة فقط من لواء غولاني يعكس أزمة بشرية متفاقمة داخل الجيش، مشيرا إلى أن معلومات سابقة تحدثت عن نقص حاد في أعداد الضباط، لا سيما في سلاح الهندسة، مما يُفسر انكفاء الاحتلال عن عمليات واسعة في مناطق أخرى. وكانت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية قد أفادت بوجود عجز في الجيش يصل إلى 300 ضابط ضمن صفوف القادة الميدانيين، إلى جانب أزمات مماثلة في وحدات التفكيك والهندسة، وهو ما يعكس الضغوط الهيكلية التي يعاني منها الجيش بعد أشهر طويلة من المعارك المستنزفة. فرصة للمقاومة ورأى جوني أن هذا النقص في القوى البشرية يُجبر الاحتلال على تنفيذ عمليات موضعية لا تتناسب مع طبيعة التهديدات، مشددا على أن كل توسع عملياتي بهذه الظروف يشكل فرصة إضافية أمام المقاومة لتوجيه ضربات جديدة تُفاقم خسائر الجيش الإسرائيلي. وتابع أن إصرار المقاومة على تنفيذ كمائن دقيقة وعمليات تفجير واستهداف مباشر للجنود في مناطق متفرقة يبرهن على قدرتها الاستخباراتية واللوجستية، ويؤكد أن بنيتها العسكرية لم تتفكك رغم القصف الكثيف ومحاولات الإطباق المتكررة. وكانت الفصائل الفلسطينية قد كثّفت مؤخرا من بث مشاهد مصورة توثق عمليات استهداف الجنود والآليات، في مؤشر على سعيها لتعزيز التأثير النفسي والإعلامي لهذه الهجمات، ورسالة واضحة بأن المعركة لم تُحسم ميدانيا لمصلحة الاحتلال. وتُظهر المشاهد المنشورة عمليات تفجير وكمائن محكمة ألحقت دمارا واسعا بآليات عسكرية إسرائيلية، وأسفرت عن مقتل وجرح جنود، وسط تأكيدات متكررة من الفصائل أن الاحتلال يتكبد خسائر متواصلة في الأرواح والعتاد. وتشير إحصاءات جيش الاحتلال إلى مقتل 893 عسكريا وإصابة أكثر من 6100 منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، في حين تقول فصائل المقاومة إن الأعداد الحقيقية أعلى بكثير، بالنظر إلى ما توثقه من عمليات ناجحة يومية ضد القوات المهاجمة.

تقاسم مفضوح للأدوار بين واشنطن وتل أبيب في سوريا
تقاسم مفضوح للأدوار بين واشنطن وتل أبيب في سوريا

الجزيرة

timeمنذ ساعة واحدة

  • الجزيرة

تقاسم مفضوح للأدوار بين واشنطن وتل أبيب في سوريا

فرضيتان يتعين على كل ذي عقل راجح، وضمير حيّ، أن يهجُرهما، في المدى المنظور: الأولى؛ أن إسرائيل تريد سلامًا مع العرب، حتى وإن كان من ضمن معادلة "سلام مقابل سلام" المرذولة.. والثانية؛ أن الولايات المتحدة وإسرائيل، لا تقرآن من الصفحة ذاتها، وأن التعويل ممكن على تباين مواقفهما وأولوياتهما، وأنه يمكن الاستنجاد بالأولى لكبح جماح الثانية. حقيقتان، تكشفت عنهما الحروب والمعارك المتناسلة في الإقليم الأكبر، منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تكرستا في غزة ولبنان بداية، قبل أن يُعاد تأكيدهما في حرب الاثني عشر يومًا على إيران، وصولًا لاستباحة سوريا أرضًا وجوًا وشعبًا وهويةً قومية، فما الذي نعنيه بذلك؟ ولنبدأ من الفصل السوري الأخير. رسميًا، أظهرت الولايات المتحدة حماسة مفاجئة في مسلسل انفتاحاتها متعدد الحلقات على النظام الانتقالي في دمشق. وقال رئيسها في الرئيس السوري أحمد الشرع، ما لم يقله فيه، أقرب حلفائه وأصدقائه إليه. رفعت العقوبات عن سوريا وعن "هيئة تحرير الشام"، في خطوة لم تحظَ بها منظمة التحرير بعد أوسلو، وبالرغم من أوسلو ومندرجاته. لم يقف الأمر عند هذا الحد، فما لم يقله ترامب، توسع في شرحه صديقه الأكثر وعيًا بخبايا المنطقة وتاريخها، توماس بارّاك، رجل الأعمال المُحمّل بحقائب ثلاث: (سفير في أنقرة، مسؤول عن الملفين السوري واللبناني)، فقال ما قال في "هجاء" سايكس- بيكو، وأثار حنين القوميين العرب والقوميين السوريين الاجتماعيين بخاصة، عند استحضاره زمن "بلاد الشام"، وتلويحه بالعودة إليه، إن استمر لبنان على تردده ومراوحته في موضوع نزع سلاح حزب الله، مقترحًا تلزيمه لـ"سوريا الجديدة"، التي بدا في حديثه عنها، أنها تحظى بمكانة مركزية في الإستراتيجية الأميركية الجديدة للمنطقة والشرق الأوسط الجديد. وبدا لوهلة، أن واشنطن نجحت في لجم تل أبيب، ودفعها للأخذ بمقاربتها حيال "سوريا ما بعد الثامن من ديسمبر/كانون الأول".. خفَت حديث جدعون ساعر عن "حلف الأقليات"، وتراجعت التهديدات للنظام الجديد، الموسوم إسرائيليًا بـ"الإرهابي"، وبدأت الوفود الإسرائيلية تلاقي نظيراتها السورية في عواصم عدة، سرًا وعلانية، مباشرة، أو بصورة غير مباشرة، لتندلع التكهنات والتخمينات، حول طبيعة ومضامين الاتفاق الذي سينتهي إليه هذا المسار. كل هذا الجدل، وما استبطن من فرضيات، تهاوى دفعة واحدة، وعلى نحو مروّع، وثبت أن إسرائيل ما زالت على إستراتيجيتها لتفتيت سوريا وتوزيعها على القبائل والمذاهب والطوائف والأقوام، وأن نهمها للاستيلاء على مزيد من الأراضي والقمم الإستراتيجية ومساقط المياه، لم يتأثر أو يتراجع نظير وعود السلام والتطبيع، وأن حوادث يمكن أن تظل في حدودها المحلية الضيقة، تُتخذ كسانحة لإخراج جميع هذه المخططات السوداء من الأدراج، كما حصل في السويداء. كنا نظن، أن إسرائيل التي رفضت من قبل صيغة "الأرض مقابل السلام" التي أجمع عليها "العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر"، ما زالت متمسكة بمعادلة سبق لنتنياهو نفسه، أن طوّرها شخصيًا، ونافح عنها مرارًا وتكرارًا: "السلام مقابل السلام". لم تطلب القيادة السورية الجديدة أكثر من إنفاذ هذه المعادلة، بعثت ما يكفي من رسائل "حسن النية" وقبلت بصيغة "أصعب" لاستعادة اتفاق 1974، كل ذلك لم يجدِ نفعًا، مع حكومة اليمين الفاشي. كل تلك الوعود والنوايا ورسائل الطمأنينة، لم تنفع مع المهجوسين بالغيتو والجدران "وكراهية الأغيار"، فتكشفوا دفعة واحدة عن معادلة جديدة، ناظمة لعلاقاتهم، لا مع سوريا وحدها، بل مع العرب وجوارهم الإقليمي كذلك: "السلام مقابل الاستسلام".. "السلام مقابل الخنوع" دون قيد أو شرط. عند هذه المحطة من تطور المشهد الإسرائيلي- السوري، شخصت أنظار مراقبين إلى واشنطن- رئيسها وموفدها بشكل خاص- لترصد مفاعيل "اختلاف وجهات النظر"، وتقيس "تباين الأولويات".. هؤلاء كانت خيبتهم كبيرة، بل وكبيرة جدًا.. إسرائيل تدمر عشرات المواقع السيادية في قلب دمشق، وعلى مبعدة أمتار من مكاتب الرئيس الذي قال فيه ترامب إنه "شاب، طيب وشجاع وقوي"، وتنذر بتحويل سوريا إلى جحيم لا يطاق، وتسعى في خلق الأرضية المناسبة لتأليب السوريين على بعضهم البعض، وتأليبهم على حكمهم الجديد، توطئة لاستحداث الخراب والتفتيت والتقسيم، ولتدشين "حرب المئة عام" بين الطوائف والمذاهب والأقوام المُشكّلة للإقليم. لا تنديد ولا إدانة، حتى على المستوى الشفهي المفرغ من أي مضمون، لا تحميل مسؤولية لإسرائيل من أي نوع، لا إنذارات بوقف استباحاتها لسوريا الجديدة التي تعهد الرئيس بمساعدتها لتساعد نفسها.. كل ما في الأمر، "سوء فهم وتفاهم"، وتصريحات معبّرة عن "التفاؤل" بقرب التوصل لوقف إطلاق النار، تمامًا مثلما فعلوا في غزة، طوال عامين كاملين من حرب التطويق والتجويع، والترويع، والتطهير، والإبادة.موقف واشنطن من العدوان الإسرائيلي الأخير على سوريا، يشرح بالنار والقذائف والصواريخ، ما ظلّ مبهمًا في تصريحات توماس بارّاك حول "سايكس-بيكو" و"بلاد الشام". تصريحاته الأخيرة أكدت على هذا النهج حيث قال إن الحكومة السورية يجب أن تتحمل المسؤولية ويجب أن تتم محاسبتها وأن أميركا لا تمتلك نفوذًا على قرارات إسرائيل. الرجل ضاق ذرعًا بخرائط ما بعد الحرب العالمية الأولى، والدول الوطنية "المصنّعة" التي نشأت في إثرها، ولكنه بالطبع، ليس من أنصار "الأمة الواحدة ذات الرسالة الخالدة"، ولا هو من أتباع "الهلال الخصيب ونجمته القبرصية" لأنطون سعادة، إنه يعيد إنتاج خرائط أسلافه من المحافظين الجدد الأشد تطرفًا، الذين دعموا فكرة إعادة رسم خرائط المنطقة، وترسيم حدودها، على خطوط الدم بين الطوائف والأقوام والمذاهب. بهذا المعنى، يبدو الرجل "محقًا" في هجائه لسايكس- بيكو الذي أنتج "دول الفسيفساء" القومية والعرقية، واستحضار "بلاد الشام"، ومنح سوريا مكانة مركزية فيها. لكن السؤال الذي لم يشغل بالنا كثيرًا: عن أي سوريا يتحدث الرجل؟ نعرف الآن أن أعين الرجل متسمّرة نحو دولة سورية سنيّة، تكون مركزًا لحواضر سنيّة ممتدة من حوض الرافدين إلى شرق المتوسط، أما بقية المناطق والطوائف، فتلكم أجرام تدور في هذا الفلك، أو تنفصل عنه، الأمر متروك لتطورات السياسة والميدان. "مركزية سوريا الجديدة" في تصور بارّاك وصحبه، نابعة من قدرتها على أن تكون دولة حاجزة "Buffer State"، بين قوتين إقليميتين كبيرتين، تحظيان بـ "إرث إمبراطوري"، طامعتين وتدخليتين، ولا تحتفظان بودّ ظاهر حيال إسرائيل. مركزية الدولة السنيّة، العابرة للحدود، تخدم هدفًا آخر: دفع بقية الطوائف والأقوام، للبحث عن مستقبلاتها البديلة، وتشكيل أحزمة من الدويلات والإمارات، التي لا وظيفة لها سوى حماية إسرائيل والاستقواء بها. بارّاك، لم يطور نظريته، أو يتبنى نظريات غيره، من فراغ. من الناحية الفكرية والإستراتيجية، الرجل ينهل من إرث مديد لمدرسة في التفكير الأميركي اليميني المحافظ. ومن الناحية العملية، فإنه يرى حراكًا عميقًا ممتدًا في الإقليم منذ سنوات، يعيد تعريف مفاهيم الولاء والانتماء، يستبدل ما هو "عمودي" منها كالولاء للدولة مثلًا، إلى ما هو "أفقي"، عابر لحدود الدول، ويجمع منتسبي الأعراق والأديان والطوائف حتى وهم موزعون على عدة دول، بعضهم إلى بعض. أمرٌ كهذا، يقع في صميم الحلم الصهيوني، ويحتل مكانة إستراتيجية في تل أبيب، أما واشنطن، فلن تمانع إن عمل "أزعر الحيّ" على تسريع ولادة هذه الكائنات الشوهاء، وهي إن اختلفت مع تل أبيب، فربما يتعلق الخلاف بـ"المعدلات والسرعات". نتنياهو الذي لا يفهم سوى خيار "القوة" و"البلطجة" يستعجل الولادة، ويسابق الزمن لتسجيل مكاسب في رصيده الشخصي، وليس لديه إلى جانب خيار القوة، أي أفق سياسي، أو "أدوات ناعمة". فيما ترغب واشنطن في الوصول إلى الهدف ذاته، ولكن بتدرج أكبر، وباستخدام الدبلوماسية وسلاح العقوبات، للحفاظ على بعض من ترابط مع حلفائها من عرب وأتراك. واشنطن، وفي توزيع مفضوح للأدوار مع تل أبيب، سواء كان متفقًا عليه أو من باب "تحصيل الحاصل"، تجهد لقطف ثمار البلطجة الإسرائيلية، بعد توفير الحماية وكل عناصر القوة والاقتدار، وبعد قليل من "العتب" و"التلاوم". واشنطن في عقلها الباطن والظاهر، تدرك تمام الإدراك، أن إسرائيل تقوم بوظيفة جرافة "الدي-9" التي اشتهرت في غزة، في تعبيد الطرق لأحلامها الإستراتيجية، فلا ينخدعن أحدٌ بحكاية الخلافات بين نتنياهو وترامب، أو بين تل أبيب وواشنطن، فذلك تقاسم مفضوح للأدوار. من منظور واشنطن، وبقدر أقل تل أبيب، فإن تشكيل الشرق الأوسط الجديد، هو سلسلة متصلة من التهدئات والتسويات التي تفصل بين جولة وأخرى من جولات الحرب والمواجهة مع الخصوم، جميع الخصوم، والطريق إليه مفروش بسلسلة من الحروب والمعارك بين الحروب، ولا بأس بهذا المعنى، من انخراط واشنطن في وساطات ومفاوضات، وسيظل قادتها ورسلها يعبرون عن تفاؤلهم بقرب الوصول إلى تهدئة هنا أو اتفاق لوقف النار هناك، وقد تمتد حبال التخدير والخداع لأسابيع وأشهر، ولسنوات إن اقتضى الأمر، ما دامت النتيجة في مصلحة إسرائيل، وما دامت المكاسب تتعاظم مع كل تقدم تحرزه دبابة الميركافا. في هذا السياق، أُبرمت اتفاقات في غزة ولبنان، بوساطة أميركية نشطة: ويتكوف في غزة، وهوكشتاين في لبنان.. اتفاقات وُجدت لكي تُنتهك، ومن قبل إسرائيل حصرًا، وبدعم والتزام من واشنطن، وبتبنٍّ كامل للرواية والرؤية الإسرائيليتين. وقد يُخرق وقف النار مع إيران في أي لحظة، وستنبري واشنطن منافحة عن إسرائيل وحقها في الدفاع عن نفسها، وستُبرم اتفاقات أخرى، على الجبهات ذاتها، أو على جبهات أخرى، وسيتم خرقها جميعًا، وستظل واشنطن على تبريرها للرواية الإسرائيلية، وسيظل وسطاؤها على تفاؤلهم بقرب التوصل إلى اتفاقات وتفاهمات جديدة.

56 شهيدا بغزة والاحتلال يبدأ عملية برية في دير البلح
56 شهيدا بغزة والاحتلال يبدأ عملية برية في دير البلح

الجزيرة

timeمنذ 2 ساعات

  • الجزيرة

56 شهيدا بغزة والاحتلال يبدأ عملية برية في دير البلح

أفادت مصادر في مستشفيات غزة باستشهاد 56 فلسطينيا بنيران الجيش الإسرائيلي منذ فجر اليوم الاثنين، من بينهم 7 من طالبي المساعدات الإنسانية، في حين أطلق جيش الاحتلال عملية برية في مدينة دير البلح وسط القطاع. واستشهد فلسطينيان في قصف طائرات الاحتلال الحربية مركبة بمدينة دير البلح، وسط قطاع غزة. وأفاد مصدر في مستشفى الشفاء بإصابة عدد من الفلسطينيين بنيران مسيرة إسرائيلية في ساحل منطقة السودانية شمال غرب مدينة غزة وسط القطاع. وشن جيش الاحتلال الإسرائيلي غارة على مخيم للنازحين في مدينة غزة وسط القطاع، كما قصف مبنى يضم روضة أطفال في حي الرمال بمدينة غزة، مما أدى إلى إصابة طفل وترويع الأطفال الذين كانوا في الروضة لحظة القصف. وأشارت وسائل إعلام فلسطينية إلى حدوث حالة من الذعر والهلع في صفوف الأطفال بعد قصف طائرات الاحتلال سطح المبنى الذي يضم روضتهم. واستشهد فلسطينيان بنيران قوات الاحتلال الإسرائيلي قرب مركز مساعدات شمالي مدينة رفح. كما استشهد آخر في قصف شنته مسيرة إسرائيلية على وسط مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة. عملية برية بدير البلح في هذه الأثناء قالت القناة 12 الإسرائيلية إن قوات من لواء غولاني بالجيش الإسرائيلي بدأت عملية برية في مدينة دير البلح. وتوعد المتحدث الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي بتوسيع نطاق الإبادة عبر تنفيذ عملية برية لأول مرة في المناطق التي حددها الإنذار في دير البلح. والأحد، أنذر الجيش الإسرائيلي مناطق بدير البلح بالإخلاء، والتوجه جنوبا نحو منطقة المواصي. وشوهدت موجة نزوح واسعة النطاق من الأحياء المشمولة بالإنذارات صباح الاثنين، وسط تساؤلات عن الوجهة التي يمكن أن يقصدها النازحون مع استفحال الإبادة واستهداف الجيش الإسرائيلي لخيام النازحين في مناطق سبق أن زعم أنها آمنة. وسبق أن أنذر الجيش الإسرائيلي في مايو/أيار الماضي، الفلسطينيين في مناطق بدير البلح بالإخلاء القسري الفوري، ضمن حرب الإبادة الجماعية التي يرتكبها بالقطاع. ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية بغزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها. وخلفت الإبادة أكثر من 200 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store