logo
الكرد في سوريا.. الكل يساوم عليهم

الكرد في سوريا.. الكل يساوم عليهم

الميادين٠٨-٠٥-٢٠٢٥

من المتوقع أن يبحث ترامب مع حكام الخليج، بالإضافة إلى صفقة الدولارات، مستقبل سوريا بانعكاسات ذلك على المشاريع والمخططات الإسرائيلية.
لا يزال الغموض يخيّم على مستقبل المنطقة الكردية في سوريا.
مع استمرار مساعي أنقرة لتحقيق المصالحة مع الكرد بشقّيهم التركي والسوري، لا يزال الغموض يخيّم على مستقبل المنطقة الكردية في سوريا، على الرغم من الاتفاق الذي وقّع عليه الرئيس المؤقت أحمد الشرع مع مظلوم عبدي، القائد العسكري لقوات "قسد"، في 10 مارس/ آذار الماضي بإشراف أميركي - فرنسي مشترك.
وفقد الاتفاق الكثير من معانيه بعد مؤتمر الأحزاب والقوى الكردية السورية في القامشلي في 25 نيسان/ أبريل الماضي، إذ أكّدت ضرورة الاعتراف دستورياً للكرد في سوريا بحكم ذاتي أو فدرالي.
وكما هي الحال في شمال العراق منذ الإعلان عن منطقة الحظر الجوي شمال خط العرض 36، عام 1991 حيث جاءت القوات الأميركية ومعها الفرنسية والبريطانية والألمانية تركيا لحماية هذه المنطقة، التي كان الرئيس الراحل تورغوت أوزال يخطط لضمّها إلى تركيا.
وهي الخطة التي يقال إن الرئيس إردوغان يسعى لإحيائها، لكن هذه المرة بضمّ الشمال السوري أيضاً إلى هذا المشروع، بعد أن نجحت أنقرة في إسقاط نظام الأسد في دمشق التي يسيطر عليها الآن حلفاء تركيا باعتراف الرئيس ترامب.
ويتمنى الرئيس إردوغان أن يساعده الرئيس ترامب على تحقيق أحلامه، ليس فقط في الشمال السوري والعراقي، بل في المنطقة عموماً، في ظل الوجود العسكري التركي الكبير في عموم سوريا والعمق العراقي لمسافة 100 كم ومعهما في ليبيا وقطر والصومال وتشاد والسودان ودول أخرى.
ومن دون أن يكون واضحاً كيف سيكون الموقف الأميركي في هذا الموضوع الذي بحثه الرئيس ترامب هاتفياً الاثنين 5 أبريل/ نيسان مع الرئيس إردوغان الذي قال إنه "دعا ترامب إلى زيارة تركيا، وتمنى الآخر أن يلتقي به في البيت الأبيض في أقرب فرصة، وربما بعد لقاء ترامب زعماء دول الخليج في الرياض 13 الشهر الجاري وبعدها سيزور "تل أبيب" والقاهرة.
ومن المتوقع أن يبحث ترامب مع حكام الخليج، بالإضافة إلى صفقة الدولارات، مستقبل سوريا بانعكاسات ذلك على المشاريع والمخططات الإسرائيلية ومعها التركية، وكلاهما يؤثران ويتأثران بالسياسات الإقليمية والدولية الخاصة بالعراق وإيران، وسيبحثها زعماء الدول العربية في قمتهم 17 الشهر الجاري في بغداد.
ومع انتظار مخرجات هذه القمة "الفاشلة" التي ستنعقد بعد يوم من عودة ترامب إلى واشنطن، لا تفوّت "تل أبيب" أي فرصة لترسيخ وجودها العسكري والاستخباري في سوريا التي يقصفها الطيران الإسرائيلي يومياً.
وذلك بغياب أي رد فعل جدي وعملي من أنقرة والدول العربية التي تستعد لدعم الرئيس محمد عباس في مخططاته للتخلص من حماس، وذلك بالتنسيق والتعاون مع حكومة الكيان العبري التي أقرت خطتها الجديدة لاجتياح غزة واحتلالها من جديد.
ومن دون أن تكون كل هذه المعطيات كافية لإنهاء الخلافات الكردية -الكردية، ليس فقط في سوريا وتركيا، بل في العراق أيضاً، حيث المنافسة التقليدية بين الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة عائلة البارزاني والاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة عائلة الطلباني، ويبدو أن واشنطن ومعها البعض من العواصم الغربية قد ترجح عليهما حزب الاتحاد الديمقراطي الكردستاني وهو الذراع السورية لحزب العمال الكردستاني التركي المؤثر حتى بين كرد إيران.
وتفسر ذلك مساعي أنقرة لتحقيق المصالحة بينها وبين حزب العمال الكردستاني التركي في إطار صفقة تهدف إلى إبعاد هذا الحزب وجناحه السياسي حزب المساواة وديمقراطية الشعوب عن حزب الشعب الجمهوري الذي يقود حملة معارضة شرسة للتخلص من الرئيس إردوغان في أول انتخابات مبكرة يتوقعها المراقبون، على الرغم من اعتقال رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام إوغلو، المنافس الأقوى لإردوغان الذي قال قبل أيام "إنه سيتم إتلاف (تصفية) كل من يفكر في تحدّيه شخصياً".
وهو التهديد الذي تقول المعارضة إنه قد شجع أحد المواطنين المجرمين أن يهاجم الأحد (٤ أيار/ مايو) اوزكور اوزال، زعيم حزب الشعب الجمهوري ويصفعه، كما صفع مواطن قبل ثلاث سنوات الزعيم السابق للحزب كمال كليجدار أوغلو، ومن دون أن يلقى أي عقاب جدي.
في وقت يعرف الجميع أن الرئيس إردوغان يخطط لمنع الكرد من المشاركة في انتفاضة شعبية متوقعه في أي لحظة مع استمرار التظاهرات والاعتصامات التي يشارك فيها الملايين، ويتبناها حزب الشعب الجمهوري وحلفاؤه.
وتثبت جميع استطلاعات الرأي أن مرشح المعارضة لانتخابات الرئاسة، سواء كان إمام أوغلو أو رئيس بلدية أنقرة منصور ياواش، سيحظى في أول انتخابات قادمة بتأييد ما لا يقل عن 60% من أصوات الناخبين.
ويسعى الرئيس إردوغان من خلال حواره مع العمال الكردستاني لمنع الكرد من دعم إمام أوغلو أو ياواش، مقابل الإفراج عن زعيم الحزب عبد الله أوجلان المعتقل منذ شباط/ فبراير 1999 .
كما يتمنى الرئيس إردوغان لمثل هذا الحوار مع العمال الكردستاني أن يدعمه في مساعيه لتغيير الدستور، وضمان انتخابه لولاية رابعة، وهو ما يمنعه الدستور الحالي.
كما يعرف الجميع أن كل ما يهدف إليه الرئيس إردوغان أو يسعى من أجله يحتاج إلى دعم من واشنطن والعواصم الأوروبية، وبشكل خاص، باريس ولندن وبرلين التي تأخذ دائماً حسابات "تل أبيب" في الاعتبار، فيما الأنظمة العربية تفتقر إلى إرادة موحدة تساعدها على تقرير مصير الورقة الكردية في البلدين العربيين (سوريا والعراق) وعبرهما في تركيا ثم إيران، الهدف الأهم في مخططات الكيان العبري ومشاريعه، والذي فعل وما زال يفعل كل شيء لتضييق الحصار على إيران التي لولاها منذ ثورة الإمام الخميني لكانت المنطقة الآن تحت رحمة الصهاينة، ليس فقط سياسياً و اقتصادياً، بل أيضاً عقائدياً ودينياً ونفسياً.
وفي جميع الحالات، ومع استمرار العدوان الصهيوني على سوريا ولبنان وغزة واليمن، يبقى التركيز على حجم التآمر الصهيو/أميركي على المنطقة بالورقة الكردية التي سلمها أصحابها الكرد لواشنطن التي ستلوّح بها ضد كل من يعترض على مشاريعها ومخططاتها، التي عانى ويعاني منها الجميع في المنطقة منذ أكثر من مئة عام، ويبدو أن أحداً لم يستخلص منها أي درس، وإلا وكما قال كاتب النشيد الوطني التركي محمد عاكف "لما كرر التاريخ نفسه " !

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

بـ 25 مليار دولار... ترامب يعلن عن خطة تنفيذ مشروع "القبة الذهبية"
بـ 25 مليار دولار... ترامب يعلن عن خطة تنفيذ مشروع "القبة الذهبية"

ليبانون 24

timeمنذ 38 دقائق

  • ليبانون 24

بـ 25 مليار دولار... ترامب يعلن عن خطة تنفيذ مشروع "القبة الذهبية"

أفاد موقع "بوليتيكو"، نقلاً عن مصادر، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سيعلن عن تخصيص 25 مليار دولار لبدء تنفيذ نظام الدفاع الصاروخي المعروف بـ" القبة الذهبية". وأوضح مصدر مطلع في البيت الأبيض لـ"بوليتيكو" أن هذا المبلغ يتماشى مع الطلب المدرج في مشروع قانون الميزانية الكبير للإدارة، والذي لم يقره الكونغرس بعد. وذكر المصدر أن التكلفة الإجمالية للمشروع، بحسب تقديرات مكتب الميزانية بالكونغرس، تصل إلى حوالي 500 مليار دولار خلال فترة عشرين عاماً. من المتوقع أن يعلن ترامب هذا القرار في حدث رسمي بالبيت الأبيض، بحضور وزير الدفاع بيت هيغسيث ، فيما تشير التقارير إلى تعيين الجنرال مايكل جيتلين من قوة الفضاء الأميركية رئيساً لبرنامج "القبة الذهبية". واقترح المشرعون الجمهوريون "استثمارا أوليا بقيمة 25 مليار دولار للقبة الذهبية كجزء من حزمة دفاعية أوسع نطاقا، لكن هذا التمويل مرتبط بمشروع قانون مثير للجدل يواجه عقبات كبيرة في الكونغرس". كما أعرب الديمقراطيون عن قلقهم بشأن "فعالية الدرع الدفاعية الباهظة التكلفة".

مصادر لرويترز: القيادة السورية وافقت على تسليم متعلقات إيلي كوهين لإسرائيل
مصادر لرويترز: القيادة السورية وافقت على تسليم متعلقات إيلي كوهين لإسرائيل

LBCI

timeمنذ ساعة واحدة

  • LBCI

مصادر لرويترز: القيادة السورية وافقت على تسليم متعلقات إيلي كوهين لإسرائيل

كشفت ثلاثة مصادر لرويترز أن القيادة السورية وافقت على تسليم وثائق ومتعلقات الجاسوس إيلي كوهين لإسرائيل في محاولة لتخفيف حدة التوتر وإظهار حسن النوايا للرئيس الأميركي دونالد ترامب. وأعلنت إسرائيل الأحد استعادة مجموعة من الوثائق والصور والمتعلقات الشخصية المرتبطة بكوهين، قائلة إن المخابرات الإسرائيلية (الموساد) تعاونت مع جهاز مخابرات أجنبي لم تحدده للحصول على الوثائق والمتعلقات. ومع ذلك، قال مصدر أمني سوري ومستشار للرئيس السوري أحمد الشرع وشخص مطلع على المحادثات السرية بين البلدين إن أرشيف المواد عرض على إسرائيل في مبادرة غير مباشرة من الشرع في إطار سعيه لتهدئة التوتر وبناء الثقة لدى ترامب. ولا يزال كوهين، الذي أعدم شنقا في عام 1965 في ساحة بوسط دمشق بعد اختراقه النخبة السياسية السورية، يعد بطلا في إسرائيل وأشهر جاسوس للموساد لكشفه أسرارا عسكرية ساهمت في تحقيق النصر في حرب 1967. ووصف بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي كوهين يوم الأحد بأنه أسطورة و"أعظم عميل استخبارات في تاريخ الدولة". وتسعى إسرائيل منذ مدة طويلة لاستعادة رفاته ودفنه في إسرائيل. وأشاد الموساد باستلام متعلقاته التي احتفظت بها المخابرات السورية لمدة 60 عاما ووصف ذلك بأنه "إنجاز أخلاقي رفيع". ولم توضح إسرائيل كيفية حصولها على الوثائق والمقتنيات واكتفت بالقول إن هذا نتيجة "عملية سرية ومعقدة للموساد، بالتعاون مع جهاز مخابرات أجنبي حليف".

بولر يتحدث عن إمكانية اتفاق بغزة وويتكوف يؤكد دعم إسرائيل
بولر يتحدث عن إمكانية اتفاق بغزة وويتكوف يؤكد دعم إسرائيل

الشرق الجزائرية

timeمنذ ساعة واحدة

  • الشرق الجزائرية

بولر يتحدث عن إمكانية اتفاق بغزة وويتكوف يؤكد دعم إسرائيل

قال المبعوث الأميركي للرهائن آدم بولر 'إننا نقترب أكثر فأكثر من التوصل إلى اتفاق في غزة'، كما أكد البيت الأبيض ضرورة وقف إطلاق النار وإطلاق الأسرى، في الوقت الذي تستمر فيه المفاوضات غير المباشرة بين حركة حماس وإسرائيل في العاصمة القطرية الدوحة. ونقلت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية عن بولر قوله إنه 'إذا أرادت حماس الحضور وتقديم عرض مشروع وإذا كانت مستعدة للإفراج عن الرهائن فنحن دائما منفتحون على ذلك'. كما نقلت القناة 14 الإسرائيلية عن بولر تأكيده أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب لم يغير موقفه 'فهو يدعم إسرائيل والشعب اليهودي'. وفي السياق، نقلت جيروزاليم بوست عن المبعوث الأميركي للمنطقة ستيف ويتكوف قوله 'نقف جنبا إلى جنب مع إسرائيل ومصممون على ضمان عودة كل رهينة إلى عائلته'. واعتبر ويتكوف أنه منذ 7تشرين الأول 2023 يخوض الحوثيون وحماس وحزب الله ما أسماها 'حربا جبانة وغير أخلاقية'. وأكد أن من واجبه إلى جانب آخرين في الإدارة تنفيذ رؤية ترامب واستعادة السلام. من جانبها، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت إن الرئيس ترامب يريد وقفا لإطلاق النار في غزة، وإفراجا عن جميع الأسرى. وأضافت ليفيت، في مؤتمر صحفي، أن الإدارة الأميركية تتواصل مع طرفي الصراع في غزة، وأن ترامب أوضح لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) أن عليها إطلاق سراح الأسرى. وكانت القناة 13 الإسرائيلية قالت الاثنين إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قرر إبقاء وفد بلاده المفاوض في العاصمة القطرية الدوحة، من أجل مواصلة المفاوضات بشأن إبرام صفقة تبادل أسرى مع حركة حماس. ونقلت القناة، عن مصادر وصفتها بالمطّلعة على تفاصيل المفاوضات، أن حماس لا تزال متمسكة بمطلبها بإنهاء الحرب بشكل نهائي، في حين يرفض الوفد الإسرائيلي، وفق التفويض السياسي الممنوح له، تقديم أي التزام بذلك. وذكرت صحيفة واشنطن بوست، الاثنين، أن الضغوط الأميركية على إسرائيل أصبحت أكثر شدة، حيث حذر مسؤولون مقربون من الرئيس ترامب القيادة الإسرائيلية من أن الولايات المتحدة قد توقف دعمها لتل أبيب إذا لم تنهِ الحرب في قطاع غزة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store