logo
ماذا نعرف عن القيادي الفلسطيني مروان البرغوثي الذي 'هدده' بن غفير في معتقله؟

ماذا نعرف عن القيادي الفلسطيني مروان البرغوثي الذي 'هدده' بن غفير في معتقله؟

الأياممنذ يوم واحد
أثار ظهور القيادي في حركة فتح، السياسي الفلسطيني مروان البرغوثي، في مقطع مصور قصير من معتقل إسرائيلي، ضجة على الساحة الفلسطينية بسبب التغيرات التي رافقت شكله، خلال ظهوره أمام وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير.
وظهر بن غفير في المقطع، المتداول الخميس، وهو يقول للبرغوثي: "من يعبث بإسرائيل، من يقتل أطفالنا، من يقتل نسائنا – سنمحوه، عليك أن تعرف ذلك".
وقالت زوجته المحامية الفلسطينية فدوى البرغوثي، إنها لم تتعرف على ملامحه.
وعلق نائب رئيس السلطة الفلسطينية حسين الشيخ، أن "هذا يشكل انفلاتاً غير مسبوق في سياسة الاحتلال ضد الأسرى الفلسطينيين، ما يتطلب التدخل الفوري للمنظمات والمؤسسات الدولية لحمايتهم".
Getty Images
مروان البرغوثي
نشاط البرغوثي السياسي
وتردد اسم مروان البرغوثي، المعتقل في السجون الإسرائيلية، ضمن صفقة وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس، والإفراج عن رهائن إسرائيليين وعدد من الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.
مروان البرغوثي بدأ نشاطه السياسي في سن الخامسة عشرة في حركة فتح، التي قادها الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات. وحشد البرغوثي الدعم للقضية الفلسطينية، وحل الدولتين، خلال نشاطه السياسي.
واعتقل البرغوثي في ​​عملية "السور الواقي" الإسرائيلية عام 2002، عندما اتهمته إسرائيل بتأسيس "كتائب شهداء الأقصى" العسكرية، وهو ما نفاه البرغوثي.
وشنت "كتائب الأقصى"، التي ظهرت خلال الانتفاضة الثانية، سلسلة عمليات ضد الجيش الإسرائيلي والمستوطنين. كما قامت بعمليات استهدفت المدنيين داخل إسرائيل.
ويذكر أن حركة فتح تبرأت من "كتائب الأقصى" عام 2007.
وحُكم على البرغوثي بخمسة أحكام بالسجن المؤبد، بالإضافة إلى حكم بالسجن لمدة 40 عاماً، لاتهامه بالمسؤولية عن تلك الهجمات.
ورفض القيادي الفلسطيني الاعتراف بسلطة المحكمة الإسرائيلية أثناء محاكمته، كما رفض التهم الموجهة إليه.
وقالت زوجته فدوى لبي بي سي عربي في وقت سابق من العام الماضي: "لم تُوجه إليه التهم بسبب أنه ارتكب هذه الأفعال بيديه، ولكن بسبب أنه كان قائداً".
وأضافت فدوى حينها، أن البرغوثي "رفض كل التهم" أثناء استجوابه، ومنها التهمة الموجهة إليه بـ "تأسيس كتائب شهداء الأقصى".
ماذا يعني إبعاد البرغوثي؟
Getty Images
بدأت حركة فتح حملة لتحرير البرغوثي بعد اعتقاله في أبريل/نيسان 2002
وتشير بعض التقارير الصحفية الإسرائيلية إلى أن إسرائيل قد تفرج عن البرغوثي بشرط "إبعاده خارج الأراضي الفلسطينية".
وقال أنيس القاسم، الخبير في القانون الدولي، لبي بي سي عربي، إنه في حال إبعاد البرغوثي خارج الأراضي الفلسطينية، فإنه نظرياً لا يوجد ما يمنع توليه رئاسة الحكومة الفلسطينية من الخارج. إذ سبق وأن كانت هناك حكومات في المنفى عبر التاريخ، خاصة خلال الحرب العالمية الثانية. وحتى الدستور والقوانين الفلسطينية لا تمنع ذلك.
ويعلق القاسم على ما تناقلته بعض الصحف الإسرائيلية بشأن "إصرار" إسرائيل على إبعاد البرغوثي، بقوله إن ذلك سببه "القاعدة الجماهيرية الواسعة للقيادي الفلسطيني، وخاصة من حركة فتح".
ونشر المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية استطلاعاً للرأي في 13 ديسمبر/كانون أول 2023، أظهر أن الشخصية "الأكثر شعبية بين الفلسطينيين" هو مروان البرغوثي.
وأظهر الاستطلاع في ذلك الوقت أنه في حال تنافس البرغوثي من فتح مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، والقيادي في حماس إسماعيل هنية (قبل اغتياله في طهران في تموز/يوليو 2024)، على الرئاسة الفلسطينية، ينتظر أن ترتفع نسبة المشاركة "لتصل إلى 71%"، على أن يحصل البرغوثي على 47%، وهنية على 43% وعباس على 7%".
"خيار توافقي"
AFP via Getty Images
كتب البرغوثي مقالاً في صحيفة واشنطن بوست في عام 2002 يقول فيه "في حين أعارض أنا وحركة فتح التي أنتمي إليها بشدة الهجمات واستهداف المدنيين داخل إسرائيل، جارتنا المستقبلية، فإنني أحتفظ بالحق في حماية نفسي ومقاومة الاحتلال الإسرائيلي لبلدي والقتال من أجل حريتي".
وتابع "ما زلت أسعى إلى التعايش السلمي بين الدولتين المتساويتين والمستقلتين إسرائيل وفلسطين، على أساس الانسحاب الكامل من الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967...".
"بصراحة، لقد سئمنا من تحمل اللوم دائماً على التعنت الإسرائيلي عندما يكون كل ما نسعى إليه هو تنفيذ القانون الدولي".
وقال محللون سياسيون لبي بي سي عربي في وقت سابق إن البرغوثي، المسجون في السجون الإسرائيلية منذ عام 2002، قد يكون "خيارا توافقياً" لتولي السلطة الفلسطينية والتحضير للدولة القادمة.
ولا يقتصر الأمر على مسؤولين ومحللين فلسطينيين، فرغم أن عدداً من المسؤولين والمحللين السياسيين الإسرائيليين أعلنوا رفضهم الإفراج عن البرغوثي باعتباره يقضي حكماً بتهم "قتل"، فإن آخرين يرون فيه أيضاً "خياراً توافقياً".
الكاتب الإسرائيلي غيرشون باسكن كتب في صحيفة هآرتس في يناير/كانون الثاني 2024، أن الفترة الانتقالية لما بعد حرب غزة تتطلب "زعيماً فلسطينياً قادراً على تعزيز الوحدة الفلسطينية، والالتزام بتجريد المنطقة من السلاح، هذا القائد يمكن أن يكون البرغوثي".
ولد البرغوثي في ​​عام 1958 في قرية كوبر، قرب مدينة رام الله.
وكان يبلغ من العمر نحو 9 سنوات عندما احتلت إسرائيل الضفة الغربية والقدس الشرقية، ثم أصبح في سن الخامسة عشرة ناشطاً في حركة فتح.
سجنته إسرائيل في عام 1978 لمدة تزيد عن 4 سنوات، بتهمة انتمائه لجماعة فلسطينية مسلحة.
حصل البرغوثي على الشهادة الثانوية، وتعلم اللغة العبرية داخل السجن. وأكمل دراسته الجامعية في التاريخ والعلوم السياسية بعد إطلاق سراحه، في جامعة بيرزيت، لكن نشاطه السياسي أجل إتمام تعليمه لأحد عشر عاماً.
لدى البرغوثي ابنة وثلاثة أولاد، وهو متزوج من المحامية والناشطة السياسية فدوى.
ويعد البرغوثي من مؤيدي عملية السلام مع إسرائيل، لكنه كان متشككاً بشأن التزام إسرائيل بالاتفاقيات.
وفي عام 2014 نشرت صحيفة الغارديان البريطانية مقال رأي وصفت فيه البرغوثي بـ "نيلسون مانديلا"، وقال عنه كاتب المقال مارتن لينتون: "لو كانت إسرائيل جادة في تحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، فإنها ستطلق سراح البرغوثي، الذي يعتبر الشخص الأمثل الذي يمكن التوصل من خلاله إلى اتفاق سلام".
تنويه: تم تعديل هذه المقالة لتتضمن بعض المعلومات الأساسية التي لم تكن واردة فيها عندما نشرت لأول مرة.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

كاتب إسرائيلي يؤكد أن بلاده على شفا الانهيار خلال عامين والمشروع الصهيوني يسقط
كاتب إسرائيلي يؤكد أن بلاده على شفا الانهيار خلال عامين والمشروع الصهيوني يسقط

المغرب اليوم

timeمنذ ساعة واحدة

  • المغرب اليوم

كاتب إسرائيلي يؤكد أن بلاده على شفا الانهيار خلال عامين والمشروع الصهيوني يسقط

أطلق الكاتب الإسرائيلي "ليئور بن شاؤول" تحذيراً غير مسبوق من مستقبل قاتم ينتظر إسرائيل، مؤكدًا أن البلاد تعيش لحظة سوداء قد تقودها إلى الانهيار الكامل خلال عامين فقط. جاء ذلك في مقال نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت"، وصف فيه ما تمر به إسرائيل بأنه ليس مجرد "أزمة أمنية" أو "تعثر سياسي"، بل زلزال وجودي يضرب جوهر المشروع الصهيوني من أساسه. وقال بن شاؤول: "من كان يتخيل أن الدولة التي نشأت من رماد الحرب العالمية الثانية، وتغذّت لعقود على دعم غربي غير محدود، ستصل إلى هذا المنحدر؟ نعم، أقولها بلا مواربة: إسرائيل تتهاوى، والانهيار بات مسألة وقت، لا أكثر." وأضاف: "ما نعيشه اليوم ليس حالة طوارئ مؤقتة، بل انهيار شامل على كل المستويات. حماس لم تنتصر فقط عسكرياً، بل فجّرت خرافة 'الدولة التي لا تُقهر'، وفضحت هشاشة المنظومة الإسرائيلية أمام العالم بأسره." وأوضح الكاتب أن مؤشرات الانهيار باتت جلية: هروب جماعي عبر طلبات الهجرة إلى أوروبا وأمريكا وكندا، والرحلات الجوية المحجوزة بالكامل. سفارات مكتظة بطالبي الهجرة، وعائلات تبيع ممتلكاتها بهدوء، وشباب يُرسَلون للدراسة في الخارج دون نية للعودة. حالة ذعر جماعي، حيث "نحن لا نهاجر... بل نفرّ، نعم، نفرّ كالفئران من سفينة تغرق"، حسب تعبيره. وتابع بن شاؤول: "نرى يومياً مشاهد مهينة: جنود يبكون، مستوطنون يفرون من الجنوب والشمال، وزراء يصرخون بلا أثر، وشعب بأكمله يعيش على الحبوب المهدئة. دولة تُقصف عاصمتها ومستوطناتها يومياً ولا تملك القدرة على الرد! جيش فشل في تركيع غزة رغم آلاف الغارات، وقيادة تدّعي النصر بينما الداخل ينهار!" وأكد أن حركة حماس، حسب قوله، "لم تنتصر فقط في الحرب، بل عرّت ضعف إسرائيل، وأعادت الثقة للفلسطينيين في الداخل، بينما يعيش الإسرائيليون حالة تفكك وخوف وتآكل داخلي". كما أشار إلى أن "الضفة الغربية على وشك الانتفاض، والعرب في الداخل الفلسطيني يستعيدون ثقتهم بأنفسهم"، بينما "نحن شعب بلا مشروع، بلا بوصلة، بلا أخلاق". وختم مقاله بتوقع قاتم: "خلال عامين، لن تبقى إسرائيل كما نعرفها. قد تتحول إلى دولة قلاع محاصرة، أو جيب يهودي مسلح يعيش على فتات الحماية الأمريكية. وربما تنهار تماماً وتعود الأرض إلى أصحابها. هل أُبالغ؟ اسألوا التاريخ. كل مشروع استعماري قام على الظلم والقتل والكذب، انتهى إلى زوال." وأضاف: "الساعة تدق. وحين تسقط إسرائيل – وهي ستسقط – سيتحدث العالم عن اللحظة التي تخلّت فيها دولة نووية عن إنسانيتها، فخسرت كل شيء." وفي ختام مقاله، وجّه الكاتب رسالة تحذيرية قائلاً: "إذا لم نستفق الآن، فسنُسجَّل في كتب التاريخ كأغبى أمة عاشت في وهم القوة، بينما كانت تنهار أمام أعين الجميع." إصابة شرطي من قوات الاحتلال بجروح عقب مهاجمة سيارة شرطة في بلدة كفر قاسم بالداخل الفلسطيني المحتل.

تفاهم ترامب وبوتين على 'العديد من النقاط' في قمتهم التاريخية
تفاهم ترامب وبوتين على 'العديد من النقاط' في قمتهم التاريخية

بلبريس

timeمنذ 9 ساعات

  • بلبريس

تفاهم ترامب وبوتين على 'العديد من النقاط' في قمتهم التاريخية

أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنه عقد اجتماعا 'مثمرا جدا' مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين بشأن إنهاء الحرب في أوكرانيا، مشيرا إلى أنهما اتفقا على 'العديد من النقاط'. وقال ترامب في مؤتمر صحافي مشترك مع بوتين عقب قمتهما في ألاسكا، يوم الجمعة 15 غشت 2025، 'عقدنا اجتماعا مثمرا جدا، وتم الاتفاق على العديد من النقاط. لم يتبق سوى عدد قليل جدا منها'. ومن جانبه، أشار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى 'تفاهم' تم التوصل إليه مع نظيره الأميركي دونالد ترامب خلال قمتهما في ألاسكا، قائلا إنه قد يجلب السلام إلى أوكرانيا، لكنه لم يقدم أي تفاصيل إضافية. وقال بوتين في نفس المؤتمر الصحافي 'نأمل أن يمهد التفاهم الذي توصلنا إليه (…) الطريق إلى السلام في أوكرانيا'. وكان الكرملين قد أعلن انتهاء المحادثات الأولية بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين في قاعدة إلمندورف-ريتشاردسون الجوية في ألاسكا. وأفاد الكرملين عبر تليغرام، يوم الجمعة 15 غشت 2025، أن 'المحادثات بصيغتها المغلقة قد انتهت'، دون أن يكون واضحا ما إذا كانت ستتبعها محادثات موسعة بين الوفدين الاميركي والروسي. ومن المقرر أن يعقد ترامب وبوتين مؤتمرا صحفيا مشتركا في وقت لاحق. وبدأت القمة التاريخية للرئيسين الأميركي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين بمصافحة في ألاسكا الأمريكية، حيث قدم الرئيس الأميركي لنظيره الروسي عودة إلى الساحة الدبلوماسية، بعد تواصل الغزو الروسي لأوكرانيا منذ أكثر من ثلاث سنوات مشكلا أعنف صراع في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية. وصل ترامب أولا إلى قاعدة إلمندورف-ريتشاردسون الجوية، وانتظر ليقترب نظيره الروسي منه على المدرج. وتصافح الزعيمان وتبادلا الابتسامات، ثم سارا على سجادة حمراء اصطف بجانبها جنود بزيهم الرسمي، قبل التقاط الصور. وفي خطوة نادرة، صعد بوتين على متن سيارة ترامب المدرعة للوصول إلى مكان الاجتماع. ولم يعقد الرئيسان الاجتماع على انفراد كما كان مخططا في البداية، بل بحضور مستشارين اثنين من كل جانب. وشارك إلى جانب ترامب وزير الخارجية ماركو روبيو والمبعوث الخاص إلى روسيا ستيف ويتكوف. ويرافق بوتين في أول زيارة له إلى دولة غربية منذ غزو بلاده لأوكرانيا في فبراير 2022، وزير الخارجية سيرغي لافروف والمستشار الرئاسي للسياسة الخارجية يوري أوشاكوف. وكان إعلان الاجتماع الثنائي بين الزعيمين عز ز مخاوف القادة الأوروبيين والأوكرانيين من احتمال جر بوتين للرئيس الأميركي إلى تسوية تفرض على أوكرانيا. وأعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الغائب الأبرز عن القمة أنه 'يعتمد' على ترامب لإنهاء الحرب. وشدد على أن الجنود الروس 'يواصلون القتل يوم المفاوضات'، فيما أعلن الجيش الأوكراني الجمعة استعادة ست قرى سيطرت عليها قوات موسكو مع تحقيقها تقدم سريع في الأيام الأخيرة. وأكد ترامب أنه سيعرف في غضون 'خمس دقائق' أو أقل ما إذا كان أول لقاء مباشر له مع نظيره الروسي منذ العام 2019 سينتهي بالفشل. وأكد ترامب الذي يعتبر نفسه جديرا بالحصول على جائزة نوبل للسلام، أن هذا الاجتماع 'إذا كان جيدا… يؤسس لاجتماع ثان' ثلاثي مع فولوديمير زيلينسكي. ويكتسب مكان انعقاد القمة أهمية رمزية، إذ باعت روسيا هذه المنطقة الشاسعة للولايات المتحدة في القرن التاسع عشر. وسيتعين على الرئيس الأوكراني والقادة الأوروبيين انتظار الرئيس الأميركي لإبلاغهم بمضمون اجتماعه، كما وعد.

لافتة مثيرة للجدل تثير أزمة دبلوماسية بين إسرائيل وبولندا
لافتة مثيرة للجدل تثير أزمة دبلوماسية بين إسرائيل وبولندا

أخبارنا

timeمنذ 10 ساعات

  • أخبارنا

لافتة مثيرة للجدل تثير أزمة دبلوماسية بين إسرائيل وبولندا

أثارت لافتة رفعها مشجعو نادي مكابي حيفا الإسرائيلي خلال مباراة مع فريق راكوف تشيستوخوفا البولندي غضبًا واسعًا في بولندا، حيث تضمنت اللافتة عبارة تصف البولنديين بأنهم "قتلة منذ عام 1939"، في إشارة إلى بداية الحرب العالمية الثانية. هذا التصرف أدى إلى تصعيد التوترات بين إسرائيل وبولندا، ما دفع الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) لفتح تحقيق تأديبي. اللافتة المثيرة للجدل رفعت خلال مباراة أقيمت في مدينة ديبريتسين المجرية يوم الخميس، بعدما تم نقل المباراة إلى هناك لأسباب أمنية. وقد اعتبر البولنديون أن هذه العبارة تمثل إهانة لذكرى ضحايا الاحتلال النازي، بما فيهم ملايين اليهود البولنديين الذين لقوا حتفهم في المحرقة. الرئيس البولندي كارول نافروتسكي وصف اللافتة بأنها "غُبن لا يمكن تبريره"، مشددًا على أنها تمثل إهانة لذكرى الضحايا من اليهود والبولنديين على حد سواء. من جانبه، وصف وزير الداخلية البولندي مارتشين كيرفينسكي اللافتة بأنها "تشويه مشين للتاريخ البولندي"، داعيًا إلى "إدانة قوية لهذه التصرفات". كما أدانت السفارة الإسرائيلية في وارسو الحادثة، مؤكدّة أن هذا النوع من التصرفات لا يعكس مشاعر غالبية المشجعين الإسرائيليين، وأشارت إلى أن "لا مكان لمثل هذه التصرفات في أي مكان، سواء في الملعب أو خارجه". يُذكر أن هذه اللافتة جاءت رداً على لافتة رفعها مشجعو الفريق البولندي في مباراة الذهاب الأسبوع الماضي، والتي حملت عبارة "إسرائيل تقتل والعالم يلتزم الصمت"، في إشارة إلى الوضع في غزة. التوتر بين إسرائيل وبولندا تصاعد في السنوات الأخيرة بسبب الاختلافات في الروايات التاريخية المتعلقة بالمحرقة، حيث تشير بعض الدراسات إلى تورط بعض البولنديين في الجرائم ضد اليهود، بينما ترى قطاعات واسعة في بولندا أن هذه الاتهامات تسعى لتشويه صورة الأمة التي عانت من ويلات الاحتلال النازي. من جانب آخر، أسفرت مباراة الإياب عن فوز فريق راكوف تشيستوخوفا 2-0، ليتأهل إلى الدور الفاصل في دوري المؤتمر الأوروبي، بعدما كانت مباراة الذهاب قد انتهت بفوز مكابي حيفا 1-0. الاتحاد الأوروبي لكرة القدم فتح تحقيقًا في تصرفات الناديين، وأكد أن مثل هذه التصرفات تُعد تجاوزًا لروح الرياضة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store