logo
انضمام بريطانيا إلى لائحة الاعترافات المحتملة بفلسطين يضع إسرائيل أمام "أيلول أسود" ديبلوماسي

انضمام بريطانيا إلى لائحة الاعترافات المحتملة بفلسطين يضع إسرائيل أمام "أيلول أسود" ديبلوماسي

النهارمنذ 3 أيام
مع إعلان رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر الثلاثاء، أن بريطانيا ستعترف بدولة فلسطين بحلول أيلول/سبتمبر، في حال لم تتخذ إسرائيل "خطوات ملموسة" لوضع حد للحرب في غزة ووقف إجراءات ضم الضفة الغربية والتزام سلام مستدام في الشرق الأوسط، تكون مسألة الاعترافات بالدولة الفلسطينية قد تعدت كونها خطوات رمزية بحتة، وباتت عاملاً ضاغطاً على إسرائيل والولايات المتحدة.
إعلان ستارمر الذي جاء غداة لقائه مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب في اسكوتلندا، يصعّد الضغوط الدولية على إسرائيل، على خلفية تدهور الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، إلى حد استشراء الجوع. كما أنه يأتي عقب إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بأن بلاده ستعترف بدولة فلسطين على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك في أيلول.
وكي لا يبدو أن ستارمر اتخذ خطوته ربطاً بلقائه ترامب، سارع الأخير إلى نفي أن تكون هذه المسألة قد نوقشت في اللقاء، معتبراً أن الاعتراف سيكون بمثابة "مكافأة لحماس". وهو موقف كرره رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
ما قرره ماكرون وستارمر، يضع المستشار الألماني فريدريتش ميرتس في موقف صعب، ويزيد الضغوط عليه للحذو حذوهما، أو المضي في التزام المواقف المؤيدة لإسرائيل، كي لا يعرض نفسه لاتهامات تنبش حساسيات الماضي، ولا يريد أيضاً أن يكون هدفاً لترامب. ولا تزال برلين تُعتبر العقبة الكأداء أمام تبني الاتحاد الأوروبي إجراءات عملية بحق إسرائيل، على رغم تنامي مناخ يحث على ضرورة الانتقال إلى سياسة أكثر نشاطاً لحمل تل أبيب على وقف الحرب والإعراب عن معارضة التوسع الاستيطاني في الضفة. وفي هذا السياق، جاء قرار الحكومة الهولندية حظر منح الوزيرين الإسرائيليين المتطرفين إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش تأشيرتي دخول إلى هولندا.
تواجه إسرائيل في الوقت الحاضر بيئة دولية غير مواتية لها. تجلى ذلك خلال مؤتمر تثبيت حل الدولتين الذي رعته فرنسا والسعودية في مقر الأمم المتحدة الاثنين والثلاثاء. وأعقب المؤتمر، نداء مشترك وجهته فرنسا و14 دولة أخرى من بينها كندا وأستراليا، البلدان الأخرى إلى إعلان عزمها الاعتراف بدولة فلسطين.
هذا المد المتصاعد من الاعترافات المحتملة، يعمّق من عزلة الولايات المتحدة ديبلوماسياً. ويمكن قراءة تقصير الرئيس الأميركي مهلة الـ50 يوماً المعطاة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين كي يوافق على وقف النار في أوكرانيا، وكأنه مسعى أميركي لتلبية شرط أوروبي أساسي يتعلق بتصعيد الضغط على روسيا، في مقابل إبطاء الأوروبيين لإجراءات الاعتراف بالدولة الفلسطينية.
لم يعد في مستطاع ترامب إدارة الظهر للموقف الأوروبي ومواقف دول أخرى صديقة لأميركا تطالب بوضع حد للحرب في غزة وبسلوك مسار سياسي يوصل إلى حل الدولتين.
قد تكون الدول التي تعتزم الاعتراف بدولة فلسطين، لا تملك الوزنين العسكري والاقتصادي اللذين تملكهما الولايات المتحدة، لكن هذه الدول تملك ثقلاً ديبلوماسياً كبيراً إذا شاءت استخدامه يمكن أن يأتي بتأثيرات عملية لا يمكن الاستهانة بها.
ومع أن اعتراف 147 دولة من الأعضاء الـ193 في الأمم المتحدة بفلسطين، لم يغير شيئاً على الأرض ولم يوصلها إلى العضوية الكاملة في المنظمة الدولية بسبب "الفيتو" الأميركي، لكن اعتراف دول داخل مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى، وداخل مجموعة العشرين، يجعل فلسطين في موقع أفضل.
هل تجعل الاعترافات إدارة ترامب تتراجع عن سياستها القائمة على التشكيك بجدوى حلّ الدولتين؟ على الأرجح، كلا. لكن لا بد أن يدفع البيت الأبيض إلى ممارسة الضغط على نتنياهو كي يوافق على الأقل على وقف نار ولو موقت في غزة.
الاعتراف البريطاني، إذا ما حصل، سيشكل أيضاً تعويضاً رمزياً عن وعد بلفور قبل قرنٍ من الزمن.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

إسرائيل تعلن دخول 23 ألف طن مساعدات لغزة أسبوعياً.. والأمم المتحدة: الكميات غير كافية
إسرائيل تعلن دخول 23 ألف طن مساعدات لغزة أسبوعياً.. والأمم المتحدة: الكميات غير كافية

صوت بيروت

timeمنذ ساعة واحدة

  • صوت بيروت

إسرائيل تعلن دخول 23 ألف طن مساعدات لغزة أسبوعياً.. والأمم المتحدة: الكميات غير كافية

أعلنت السلطات الإسرائيلية، اليوم الأحد، أن 23 ألف طن من المساعدات وصلت إلى السكان في غزة عن طريق البر خلال الأيام السبعة الماضية. ووفقاً لما نشرته 'هيئة تنسيق أعمال الحكومة الإسرائيلية في المناطق' على منصة 'إكس'، فقد 'تم جمع 1200 شاحنة بنجاح من قبل الأمم المتحدة والمنظمات الدولية' داخل قطاع غزة. لكن منظمات إنسانية تؤكد أن الكميات الحالية، والتي تبلغ نحو 200 شاحنة يومياً، غير كافية لإطعام نحو مليوني فلسطيني يعيشون في هذا الإقليم الساحلي المدمر. ووفقاً للأمم المتحدة، فإن قطاع غزة على شفا المجاعة. وتسيطر إسرائيل على جميع المعابر المؤدية إلى القطاع، وكانت قد سمحت خلال الأشهر الماضية بمرور محدود جداً أو شبه معدوم للمساعدات. وتقول إسرائيل إن تقليص دخول المساعدات كان يهدف إلى زيادة الضغط على حركة حماس للإفراج عن بقية الأسرى المختطفين منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023. ومنذ نهاية الأسبوع الماضي، وبسبب تصاعد الانتقادات الدولية للأوضاع الإنسانية الكارثية التي يواجهها المدنيون الفلسطينيون، بدأت إسرائيل بالسماح بدخول كميات أكبر من المساعدات عبر الطرق البرية. وقبل فرض الحصار، كانت الأمم المتحدة ومنظمات أخرى تدخل ما بين 500 إلى 600 شاحنة مساعدات يومياً إلى غزة. إلى جانب ذلك، تنظم عدة دول عمليات إسقاط جوي للمساعدات في غزة، حيث أعلن الجيش الإسرائيلي اليوم الأحد عن إسقاط 136 طرداً من المواد الغذائية قامت بها الإمارات والأردن ومصر وفرنسا وألمانيا وبلجيكا.

سويسرا تصعّد دبلوماسيًا بعد رسوم ترامب وتخشى ركودًا وشيكًا
سويسرا تصعّد دبلوماسيًا بعد رسوم ترامب وتخشى ركودًا وشيكًا

صوت بيروت

timeمنذ 2 ساعات

  • صوت بيروت

سويسرا تصعّد دبلوماسيًا بعد رسوم ترامب وتخشى ركودًا وشيكًا

قال وزير الأعمال السويسري جاي بارميلين إن الحكومة منفتحة على مراجعة عرضها للولايات المتحدة التي قررت فرض رسوم جمركية مرتفعة على صادرات الدولة الأوروبية. وحذر خبراء من أن تؤدي رسوم استيراد 39 بالمئة أعلنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى ركود في سويسرا. أصيبت سويسرا بالصدمة يوم الجمعة بعد أن فرض ترامب عليها واحدة من أعلى نسب الرسوم الجمركية في حين حذرت اتحادات صناعية من تعرض عشرات الآلاف من الوظائف للخطر. وسيعقد مجلس الوزراء السويسري اجتماعا خاصا غدا الاثنين لمناقشة خطواته التالية. وقال بارميلين لهيئة الإذاعة والتلفزيون السويسرية (آر.تي.إس) إن الحكومة ستتحرك سريعا قبل دخول الرسوم الأمريكية حيز التنفيذ في السابع من أغسطس آب الجاري. وأضاف 'نحن بحاجة لأن نفهم تماما ما حدث، ولماذا اتخذ الرئيس الأمريكي هذا القرار. وبمجرد أن يكون ذلك متاحا لنا، يمكننا أن نقرر كيفية المضي قدما'. وأضاف 'المدى الزمني قصير وربما يكون من الصعب تحقيق شيء ما بحلول السابع من الشهر الجاري، لكننا سنفعل كل ما في وسعنا لإظهار حسن النية ومراجعة عرضنا'. وقال بارميلين إن ترامب يركز على العجز التجاري الأمريكي مع سويسرا الذي بلغ 38.5 مليار فرنك سويسري (48 مليار دولار) العام الماضي، موضحا أن شراء سويسرا الغاز الطبيعي المسال من الولايات المتحدة ضمن الخيارات قيد الدراسة. وربما يكون هناك خيار آخر يتمثل في زيادة استثمارات الشركات السويسرية في الولايات المتحدة، أكبر سوق لصادرات سويسرا من الأدوية والساعات والآلات. ونفى مسؤولون سويسريون التقارير التي أفادت بأن فرض الرسوم بأعلى من المتوقع جاء بعد مكالمة هاتفية سيئة بين رئيسة سويسرا كارين كيلر سوتر وترامب في ساعة متأخرة من مساء يوم الخميس. وقال مصدر حكومي لرويترز 'لم تكن المكالمة ناجحة، ولم تكن نتيجتها جيدة لسويسرا… لكن لم يحدث شجار. وقد أوضح ترامب من البداية أن لديه وجهة نظر مختلفة تماما، وهي أن الرسوم الجمركية البالغة 10 بالمئة ليست كافية'. وأضاف المصدر 'نعمل بجد لإيجاد حل، ونحن على اتصال مع الجانب الأمريكي… نأمل أن نتمكن من إيجاد حل قبل السابع من أغسطس'. وحذر الخبير الاقتصادي هانز جيرسباخ، من جامعة إي.تي.إتش في زوريخ، من أن الرسوم الجمركية سيكون لها تأثير كبير على الاقتصاد السويسري القائم على التصدير وستزيد من خطر حدوث ركود. وأضاف أن النمو الاقتصادي السويسري ربما ينخفض بين 0.3 و0.6 بالمئة في حال فرض رسوم 39 بالمئة، وهي نسبة ربما ترتفع متجاوزة 0.7 بالمئة إذا أُدرجت الأدوية التي لا تشملها حاليا رسوم الاستيراد الأمريكية. وأشار جيرسباخ إلى أن الاضطرابات المطولة يمكن أن تقلص الناتج المحلي الإجمالي السويسري بأكثر من واحد بالمئة. وقال 'قد يحدث ركود'.

أزمة مالية تضرب الأمم المتحدة… وغوتيريش يعلن أكبر خفض في ميزانيتها منذ عقد
أزمة مالية تضرب الأمم المتحدة… وغوتيريش يعلن أكبر خفض في ميزانيتها منذ عقد

ليبانون ديبايت

timeمنذ 3 ساعات

  • ليبانون ديبايت

أزمة مالية تضرب الأمم المتحدة… وغوتيريش يعلن أكبر خفض في ميزانيتها منذ عقد

يعتزم الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، تنفيذ خفض كبير في إنفاق المنظمة الدولية يتجاوز 700 مليون دولار، مع وضع خطط لإعادة هيكلة شاملة، في ظل تراجع الدعم المالي من الولايات المتحدة، أكبر ممولي المنظمة. وتشمل خطة غوتيريش خفض الإنفاق والوظائف بنسبة 20%، ما سيقلص ميزانية الأمم المتحدة الحالية البالغة 3.7 مليار دولار إلى أدنى مستوى لها منذ عام 2018. ومن المتوقع أن تؤدي هذه التخفيضات إلى إلغاء نحو 3 آلاف وظيفة، وفق ما نقلته وكالة "بلومبرغ". ورغم أن برنامج الإصلاح يرتبط رسمياً بالذكرى الثمانين لتأسيس الأمم المتحدة، إلا أن حجمه يعكس المخاطر الناجمة عن التراجع الأميركي في تمويل المنظمة، إذ تمثل المساهمة الأميركية التقليدية نحو 22% من ميزانيتها. وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد أوقف التمويل في السابق وانسحب من عدة هيئات تابعة للأمم المتحدة، فيما يُتوقع أن تؤدي المراجعة الجارية إلى مزيد من التقليص. وقال نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، تومي بيغوت، الخميس الماضي: "لن نكون جزءاً من منظمات تنتهج سياسات تعيق مصالح الولايات المتحدة". وتأتي هذه المواقف بالتوازي مع خطوات إدارة ترامب لإلغاء عشرات المليارات من الدولارات من المساعدات الخارجية، في إطار التركيز على ما تعتبره مصالح أميركا، رغم تزايد الحاجة إلى المساعدات الإنسانية بفعل الصراعات الممتدة من الشرق الأوسط إلى أوكرانيا وأفريقيا. وكان غوتيريش قد أكد، في كلمة ألقاها الأحد بمدينة ريو دي جانيرو، أن "أفضل رد ممكن على عودة ترامب إلى رئاسة الولايات المتحدة هو تعزيز التعددية". كما سبق أن حذر، في كانون الثاني الماضي، من أن المنظمة تواجه "أزمة سيولة مكتملة الأركان". ويُتوقع أن يشهد الإنفاق عبر منظومة الأمم المتحدة انخفاضاً إلى أدنى مستوى له منذ نحو عقد، بتراجع قد يصل إلى 20 مليار دولار مقارنة بالذروة التي بلغها عام 2023، في وقت بدأت فيه المنظمة فعلياً خطوات لإعادة هيكلة واسعة تشمل تغييرات تنظيمية وهيكلية لمواجهة الأزمة المالية المتفاقمة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store