
المفاوضات بين واشنطن وطوكيو إلى طريق مسدود.. ما علاقة الأرز؟
في الأيام الأخيرة، شدد ترامب على شكواه من اليابان بشأن قضيتين جوهريتين؛ فهو يعتقد بأنه من الظلم أن يشتري الأميركيون السيارات اليابانية بكثرة بينما السيارات الأميركية في اليابان نادرة ومتباعدة، وأن اليابان تستورد كميات ضئيلة نسبياً من الأرز الأميركي.
ويوم الثلاثاء، أعرب عن شكوكه في إمكانية التوصل إلى اتفاق تجاري قبل الموعد النهائي الأسبوع المقبل.
حتى الآن، توصلت إدارة ترامب إلى اتفاقيات أولية بشأن تخفيضات الرسوم الجمركية مع دولتين فقط، هما بريطانيا و الصين ، مما يُبرز الصعوبات التي واجهها شركاء تجاريون رئيسيون للولايات المتحدة في المفاوضات، بحسب تقرير لـ "نيويورك تايمز" نقل عن بعض خبراء التجارة إشارتهم إلى أن المفاوضين اليابانيين ربما أخطأوا في حساباتهم بتقديم تنازلات هامشية في قضايا لطالما أحبطت ترامب.
ونقل التقرير عن نائب مدير مركز سياسات اليابان في معهد هدسون، ويليام تشو، قوله إن الإدارة الأميركية "ترحب بالحديث عن قضايا مثل الأمن الاقتصادي، وشراء الغاز الطبيعي، والمواد الدفاعية". وأضاف أن ترامب "يرى أن الأمر يتعلق بما يعتبره وصولًا غير عادل، واستبعاداً غير عادل من اليابان للولايات المتحدة".
ملف الأرز
بدوره، يقول رئيس قسم الأسواق العالمية في شركة Cedra Markets، جو يرق، لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية":
الأرز ، مثل العديد من المنتجات الزراعية في اليابان، يخضع لحماية شديدة ويعتبر رمزاً وطنياً.
هناك سياسة حماية واضحة للمزارعين، سواء للأرز واللحوم وغيرها من المنتجات الزراعية.. واليابان مصرّة على صون هذه الحماية.
عندما ارتفعت أسعار الأرز بشكل كبير في السوق اليابانية عادت للانخفاض في الفترات الأخيرة. ورغم الضغوط للمشاركة بالمنتجات الزراعية ضمن مفاوضات التجارة، اليابان تمسك بحدودها، بل وصل الأمر إلى أن بعض المسؤولين اليابانيين وصفوا الأمر بأنه يمس الهوية الوطنية.
ويتابع يرق: هذا الأمر يشكل حجر أساس في المفاوضات التجارية؛ فاليابان ترفض أي تنازل عن كل ما يتعلق بالزراعة، وتملك موقفاً مدعوماً من المزارعين والسلطات المحلية، التي تضغط لعدم القبول بأي تنازلات.. "الحكومة اليابانية ثابتة في هذا الموقف."
ويوضح يرق أنه في الوقت الذي تشمل فيه سلسلة المفاوضات التجارية أحياناً موضوع الأرز ضمن سلة التبادل "نحن الآن في خضم حرب تجارية بين الولايات المتحدة وحلفائها، واليابان من أبرز اللاعبين فيها، خصوصاً في ملف السيارات. وحتى الآن لم تقدم اليابان أي تنازل في مسألة الزراعة."
حرب تجارية عالمية
ووفق تقرير لصحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، فإن التهديد بزيادة الرسوم الجمركية على رابع أكبر اقتصاد في العالم من شأنه أن يزيد المخاوف من أن ترامب سوف يشعل حربا تجارية عالمية من جديد إذا فشل مسؤولوه في تنظيم الدول قبل الموعد النهائي الذي حدده هو الأسبوع المقبل.
واتهم ترامب اليابان بأنها "مدللة" وترفض الالتزام بشراء المزيد من الأرز الأميركي أو السماح للسيارات المصنعة في الولايات المتحدة بدخول سوقها.
ونقلت الصحيفة عن مصدر قوله: "تتقبل اليابان تدريجيًا فكرة عدم إعفائها من الرسوم الجمركية على السيارات، وفقًا لشخص مطلع على المحادثات، لكنها تطالب بضمانات بأن أي اتفاق يُبرم سيكون نهائياً".
ويضيف: "تتمسك اليابان بموقفها، مُصرّةً على موافقة الولايات المتحدة على أن يكون الاتفاق نهائيًا، ولن تكون هناك أي زيادات أخرى في الرسوم الجمركية.. تحتاج الشركات اليابانية إلى معرفة قيمة الرسوم الجمركية بدقة والبدء في التخطيط لذلك، ولذلك تتفاوض طوكيو على اتفاق يُمثل عهدًا تلتزم به الولايات المتحدة".
مفاوضات متعثرة
بدوره، يوضح خبير أسواق المال، محمد سعيد، في حديثه مع موقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية" أن:
مفاوضات التجارة بين الولايات المتحدة واليابان تواجه مرحلة حرجة من التعثر، في ظل تصاعد التوترات بين الطرفين بشأن الرسوم الجمركية، إلى جانب الخلاف العميق حول ملف الأرز الأميركي، الذي شكّل نقطة اشتعال جديدة في هذا النزاع التجاري المعقد.
على مدار الأشهر الماضية، ظلّت المحادثات تراوح مكانها بسبب إصرار واشنطن على الإبقاء على رسوم جمركية مرتفعة تطال واردات السيارات اليابانية، إلى جانب قطاعات الصلب والألمنيوم، وهي صناعات تعدّ من ركائز الاقتصاد الياباني المعتمد بشكل كبير على التصدير.
رغم محاولات طوكيو المتكررة للحصول على إعفاءات من هذه الرسوم، فإن إدارة الرئيس دونالد ترامب تمسكت بموقفها الرافض حتى لمناقشة هذا الطلب، مما زاد من حدة الجمود.
ويضيف: أما أزمة الأرز، فقد كانت الشرارة التي فجّرت الخلاف إلى العلن. فقد أعلن ترامب عزمه فرض رسوم جمركية إضافية على الصادرات اليابانية، متذرعاً برفض طوكيو استيراد الأرز الأميركي، رغم ما تعانيه اليابان من نقص داخلي في هذا المحصول. غير أن البيانات الرسمية الأميركية تشير بوضوح إلى أن اليابان استوردت أرزاً أميركياً بقيمة تقترب من 298 مليون دولار في العام الماضي، ونحو 114 مليون دولار خلال الأشهر الأربعة الأولى من العام الجاري.
ويشير سعيد إلى أن الإدارة الأميركية استخدمت هذا الملف كورقة ضغط إضافية مع اقتراب انتهاء فترة تعليق الرسوم الجمركية في 9 يوليو، حيث بادرت بإرسال رسائل رسمية إلى عدد من الدول، من بينها اليابان، تشير إلى احتمالية فرض تعريفات جديدة. ويأتي ذلك في أعقاب فرض رسوم إضافية بنسبة 24 بالمئة على بعض الصادرات اليابانية، قبل أن تعود مؤقتًا إلى المستوى العالمي البالغ 10 بالمئة.
في الخلفية، تبرز رغبة أميركية متزايدة في فتح السوق اليابانية أمام المنتجات الزراعية الأميركية، لاسيما الأرز والذرة وفول الصويا، مقابل تخفيف الضغط المفروض على صادرات السيارات اليابانية، وهو ما لا تزال طوكيو ترفضه بشكل قاطع.
ويختتم سعيد حديثه بالإشارة إلى أنه "إذا استمر الجمود الحالي دون إحراز تقدم فإن احتمالية التصعيد التجاري تبدو واردة بشدة؛ خاصة مع اقتراب موعد انتهاء تعليق الرسوم وغياب أي بوادر لحل قريب.. السيناريو الأقرب في الأجل القصير هو بقاء المفاوضات في حالة جمود مع مخاطر متزايدة لتصاعد الحرب التجارية إذا لم يتم التوصل إلى تسوية متوازنة تراعي مصالح الطرفين وظروفهما الاستراتيجية.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

سكاي نيوز عربية
منذ ساعة واحدة
- سكاي نيوز عربية
بسبب كلمة مثيرة للجدل.. ترامب في قلب انتقادات جديدة
وقال ترامب للحشود، الخميس، في ولاية أيوا في دي موين "لا ضريبة وفاة ولا ضريبة عقارية ولا لجوء إلى البنوك والاقتراض في بعض الحالات، من مصرفي بارع. وفي بعض الحالات من مرابين ومجرمين". مصطلح "مُرابٍ" مُقتبس من مسرحية "تاجر البندقية" لوليام شكسبير. وتدور القصة حول شخصية يهودية تُصوَّر كمقرض بلا رحمة يطلب "رطل لحم" من تاجر عاجز عن سداد قرض. يشير المصطلح إلى مُرابي القروض ولطالما اعتُبر مسيئا في تصنيف اليهود. وهذا الجدل يعيد إلى الأذهان حادثة مماثلة وقعت عام 2014 عندما استخدم نائب الرئيس آنذاك جو بايدن المصطلح لوصف المُقرضين الانتهازيين. واعتذر بايدن لاحقا مؤكدا أن ما حصل "اختيار سيء للكلمات". وقال أبراهام فوكسمان مدير رابطة مكافحة التشهير، المنظمة اليهودية الناشطة آنذاك، "نرى مجددا ترسيخ هذه الصورة النمطية عن اليهود في المجتمع". وعندما سُئل ترامب عن استخدامه لهذا المصطلح بعد نزوله من الطائرة الرئاسية عائدا إلى واشنطن، قال إنه "لم يسمع قط" أن هذه الكلمة يمكن اعتبارها معادية للسامية. وأضاف: "لم أسمع ذلك قط. هذا المصطلح يصف شخصا يُقرض المال بفائدة مرتفعة. تنظرون إلى الأمر بشكل مختلف. لم أسمع ذلك قط". ووصف دانيال غولدمان العضو في الكونغرس الديموقراطي عن نيويورك، تصريحات ترامب بأنها "معاداة للسامية صارخة ودنيئة. وترامب يدرك تماما ما يفعله". وكتب غولدمان على منصة إكس "أي شخص يعارض معاداة السامية حقا يفضح الأمر أينما وجد - في كلا الطرفين - كما أفعل". قبل إعادة انتخابه العام الماضي وعد ترامب بمكافحة ما سماه موجة من المشاعر المعادية للسامية في الولايات المتحدة.


العين الإخبارية
منذ ساعة واحدة
- العين الإخبارية
أسهم أوروبا تنخفض بضغط من تراجع قطاعي البنوك والتعدين
أغلقت الأسهم الأوروبية على انخفاض الجمعة متأثرة بتراجع أسهم البنوك وشركات التعدين مع تحول تركيز المستثمرين صوب الموعد النهائي للشركاء التجاريين للتوصل إلى اتفاق مع واشنطن بشأن الرسوم في 9 يوليو/ تموز. وفقا لرويترز، تراجع المؤشر ستوكس 600 الأوروبي 0.5% عند الإغلاق، مسجلا انخفاضا أسبوعيا طفيفا. وانخفض المؤشر داكس الألماني 0.6% والمؤشر كاك 40 الفرنسي 0.8% والمؤشر إيبكس الإسباني 1.5%. وقاد قطاع الموارد الأساسية التراجع في المؤشر ستوكس 600 الأوروبي بانخفاضه 1.4% متأثرا بالضغوط التي تعرضت لها أسعار المعادن الأساسية، ومنها النحاس. وانخفضت أسهم البنوك في منطقة اليورو 1.3%، وتصدر سهم بنك (بي.بي.في.إيه) الإسباني الخسائر بانخفاض 2.6%. لكن صعود قطاع الرعاية الصحية حد من الخسائر بارتفاعه 1.1%. وحققت شركات الأدوية نوفارتس وروش ونوفو نورديسك، وهي من أكبر الشركات ثقلا في المؤشر ستوكس 600، مكاسب. وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن واشنطن ستبدأ اليوم الجمعة في إرسال رسائل إلى الدول لتحديد الرسوم الجمركية التي ستفرض على صادراتها إلى الولايات المتحدة. ومع انتهاء المهلة التي حددها ترامب لرفع الرسوم الجمركية الأمريكية الأسبوع المقبل، اتخذ المستثمرون موقفا حذرا مع عدم توصل عدد من كبار الشركاء التجاريين، ومنهم الاتحاد الأوروبي، إلى اتفاقيات تجارية بعد. ويسعى الاتحاد للتوصل إلى "اتفاق مبدئي" مع الولايات المتحدة قبل الموعد النهائي سعيا للحصول على إعفاء فوري من الرسوم في قطاعات رئيسية ضمن أي صفقة تجارية. وقال محللون من جيه.بي مورجان في مذكرة "تجري محادثات أيضا حول مجموعة من القضايا غير الجمركية.. ومن المرجح أن تكون النتيجة 'اتفاقا مبدئيا' من صفحتين يؤجل البت في عدد كبير من القضايا بينما يُبقي على الرسوم الجمركية الحالية كما هي". وانصب تركيز المستثمرين هذا الأسبوع أيضا على تشريع ترامب لخفض الضرائب، الذي تجاوز العقبة الأخيرة في الكونغرس أمس الخميس. ومن المتوقع أن يصادق ترامب على التشريع ليصبح قانونا نافذا في وقت لاحق من اليوم. aXA6IDk0LjE1NC4xMjIuMjEyIA== جزيرة ام اند امز RO


الاتحاد
منذ 2 ساعات
- الاتحاد
مكالمة بين ترامب وزيلينسكي حول الدفاع الجوي
قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اليوم الجمعة، إنه ناقش مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب مسألة تعزيز الدفاعات الجوية لأوكرانيا، متفقين على العمل معًا لرفع قدرات كييف الدفاعية في ظل تصاعد الهجمات الروسية. وأضاف في رسالة عبر تطبيق تيليجرام أنه بحث مع ترامب موضوع الإنتاج الدفاعي المشترك، بالإضافة إلى المشتريات والاستثمارات ذات العلاقة. وتطالب أوكرانيا الولايات المتحدة ببيع المزيد من صواريخ «باتريوت» وأنظمة دفاع جوية أخرى تعتبرها ضرورية لحماية مدنها من الغارات الجوية الروسية. ويثير قرار واشنطن تعليق بعض شحنات الأسلحة إلى أوكرانيا تحذيرات من كييف، التي ترى أن هذه الخطوة قد تضعف قدرتها على التصدي للهجمات الجوية والتقدم في ميادين القتال. ونقل موقع «أكسيوس» عن مصادر أن مكالمة جرت بين زيلينسكي وترامب استمرت نحو 40 دقيقة، وأن ترامب أكد أنه سيتحقق من وجود الأسلحة الأميركية المقررة لإرسالها إلى أوكرانيا.