
"قصة صغيرة": قراءة مختلفة في الجغرافيا السياسية للصراع اللبناني
عُرف جورج قرم كاقتصادي وأستاذ جامعي ورجل سياسة ومؤرخ، وتميّز بطرحه العميق وتحليله المركّب للواقع اللبناني. في هذا الكتاب، يتقاطع التحليل الجيوسياسي مع المعطيات التاريخية والاجتماعية، إذ يغوص في البنية الطائفية والمناطقية للبنان من منظور سوسيولوجي وتاريخي، متناولاً ظروف اندلاع الحرب الأهلية وما رافقها من تحالفات خارجية لكل طائفة، في وقت كان فيه قرم من أشد المعارضين لأي تدخّل خارجي، معتبراً أنّ هذا التدخّل كان أحد أبرز أسباب تأزّم الوضع اللبناني، إلى جانب تغلغل الطائفية في الحياة السياسية وغياب الفصل بين الدين والدولة.
يرى قرم أنّ من يصنع الحرب لا يريد التفاهم مع الآخر، بل يسعى إلى شيطنته، لأن الشيطنة تُبرر القتل. ويشدّد على أنّ أخطر ما في الحرب الأهلية اللبنانية هو استهداف المدنيين وحماية القيادات، معتبراً أنّ جوهر النزاع اللبناني مرتبط ارتباطاً وثيقاً بالصراع العربي - الإسرائيلي، وأنّ لبنان شكّل مرآةً وانعكاساً حيّاً لصراعات الشرق الأوسط.
ويتناول الكتاب دور منظمة التحرير الفلسطينية السلبي في الداخل اللبناني، وكذلك التدخل الإسرائيلي، مشيراً إلى تحالفات الطوائف مع أطراف خارجية: الموارنة مع الغرب، السنة والدروز مع منظمة التحرير، والشيعة مع الثورة الإيرانية. ويرى أنّ المجتمع الدولي آنذاك كان يبرّر ممارسات إسرائيل، ما فاقم تعقيدات المشهد.
قراءة هذا الكتاب، إلى جانب مؤلفات قرم الأخرى، تتيح فهماً أعمق لفترة مفصلية من تاريخ لبنان، وتُعيد طرح الأسئلة حول تركيبة البلد ومكامن الخلل فيه. فكر قرم ما زال حيّاً في طروحاته، ويشكل مرجعاً لفهم الواقع اللبناني بكل تشعباته، رغم أن العديد من أفكاره الجوهرية لم تجد طريقها إلى التطبيق بعد.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


النهار
منذ 3 ساعات
- النهار
هذا الفيديو ليس لتحطيم تماثيل أثرية في سوريا FactCheck
دفعت الأحداث التي تشهدها مدينة السويداء ذات الغالبية الدرزية في جنوب سوريا بعض الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي للترويج لمقطع فيديو ادّعى ناشوره أنّه يصوّر تحطيم تماثيل أثريّة في سوريا معيداً إلى الأذهان ما كان يقوم به عناصر تنظيم "الدولة الإسلاميّة" من تحطيم للآثار في المدن التاريخيّة. إلا أنّ الفيديو المتداول لا علاقة له بسوريا، وهو يصوّر في الحقيقة تنظيم "الدولة الإسلامية" يحطّم تماثيل بمدينة الحضر العراقية قبل أكثر من عشر سنوات. يبدو في الفيديو رجل وهو يحطّم رأس تمثال على جدار. وقيل في التعليق المرفق "كانت آثار سوريا تعبد من غير الله فحطمها الجولاني... كسروا تمثالاً عمره 100 سنة واحتفلوا بمناسبة إزالة التمثال". حصد الفيديو تفاعلات واسعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي وبدأ ينتشر بالتزامن مع الأحداث الدائرة في مدينة السويداء جنوب سوريا. ماذا يحصل في السويداء؟ اندلعت اشتباكات الأحد 13 تموز/يوليو في محافظة السويداء ذات الغالبية الدرزية بين مسلحين دروز وآخرين من البدو السنة على خلفية عملية خطف. ومع احتدام المواجهات، تدخلت القوات الحكومية بهدف فض الاشتباكات وانتشرت الثلاثاء في مدينة السويداء. لكن بحسب المرصد وسكان وفصائل درزية، فقد تدخلت هذه القوات إلى جانب البدو ضد المسلحين الدروز. وأسفرت هذه الاشتباكات عن مقتل 248 شخصاً، وفق حصيلة أوردها المرصد السوري لحقوق الإنسان الأربعاء. وأحصى المرصد منذ اندلاع الاشتباكات الأحد، مقتل 64 مسلحاً درزياً إضافة الى 28 مدنياً، 21 منهم قتلوا "بإعدامات ميدانية برصاص عناصر من وزارتي الدفاع والداخلية"، مقابل 138 قتيلاً من عناصر وزارتي الدفاع والأمن العام و18 مسلحاً من البدو. وتخللت المواجهات عمليات إعدام ميدانية طالت مدنيين وحرق ونهب المنازل والمتاجر، وفق شهادات سكان وشبكة اخبارية محلية والمرصد. فيديو قديم إلا أنّ الفيديو لم يصوّر في سوريا أخيراً. فالتفتيش عن مشاهد ثابتة منه، يظهر أنّه منشور قبل أكثر من عشر سنوات، في نيسان/أبريل 2015، عبر وكالات أنباء وقنوات إخباريّة. ويوثّق الفيديو تحطيم أفراد من تنظيم "الدولة الإسلامية" تماثيل في مدينة الحضر العراقية. ونشر تنظيم "الدولة الاسلامية" هذا التسجيل الذي يظهر فيه مسلحون وهم يستخدمون البنادق والمطارق لتدمير آثار في مدينة الحضر الأثرية جنوب مدينة الموصل شمال العراق. وتم بث الشريط الذي لم يحمل تاريخاً في 3 نيسان/أبريل 2015 بعد يوم من خروج تنظيم "الدولة الإسلامية" من مدينة تكريت بعد استيلاء القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها على المدينة. ويشاهد في الشريط مسلحان تحدث أحدهما إلى الكاميرا، قائلاً إن التنظيم المتشدد أرسلهما لتحطيم "الأوثان". ومدينة الحضر هي مدينة تضم مبان معمارية شرقية وغربية وتقع في صحراء على بعد نحو 100 كلم جنوب غرب مدينة الموصل وهي مدرجة على لائحة اليونيسكو للتراث العالمي. ودانت اليونيسكو آنذاك حملة تنظيم "الدولة الإسلامية" المنهجي لتدمير الآثار العراقية، ووصفت ذلك بأنه جريمة حرب.


النهار
منذ يوم واحد
- النهار
"قصة صغيرة": قراءة مختلفة في الجغرافيا السياسية للصراع اللبناني
في محطة جديدة من سلسلة "قصة صغيرة"، تستعرض الزميلة ميشيل تويني كتاب "Géopolitique du Conflit Libanais" للمفكر والباحث اللبناني جورج قرم، الذي يقدّم من خلاله قراءة متعددة الأبعاد للصراع اللبناني من زاوية الجغرافيا السياسية، السوسيولوجيا والتاريخ. عُرف جورج قرم كاقتصادي وأستاذ جامعي ورجل سياسة ومؤرخ، وتميّز بطرحه العميق وتحليله المركّب للواقع اللبناني. في هذا الكتاب، يتقاطع التحليل الجيوسياسي مع المعطيات التاريخية والاجتماعية، إذ يغوص في البنية الطائفية والمناطقية للبنان من منظور سوسيولوجي وتاريخي، متناولاً ظروف اندلاع الحرب الأهلية وما رافقها من تحالفات خارجية لكل طائفة، في وقت كان فيه قرم من أشد المعارضين لأي تدخّل خارجي، معتبراً أنّ هذا التدخّل كان أحد أبرز أسباب تأزّم الوضع اللبناني، إلى جانب تغلغل الطائفية في الحياة السياسية وغياب الفصل بين الدين والدولة. يرى قرم أنّ من يصنع الحرب لا يريد التفاهم مع الآخر، بل يسعى إلى شيطنته، لأن الشيطنة تُبرر القتل. ويشدّد على أنّ أخطر ما في الحرب الأهلية اللبنانية هو استهداف المدنيين وحماية القيادات، معتبراً أنّ جوهر النزاع اللبناني مرتبط ارتباطاً وثيقاً بالصراع العربي - الإسرائيلي، وأنّ لبنان شكّل مرآةً وانعكاساً حيّاً لصراعات الشرق الأوسط. ويتناول الكتاب دور منظمة التحرير الفلسطينية السلبي في الداخل اللبناني، وكذلك التدخل الإسرائيلي، مشيراً إلى تحالفات الطوائف مع أطراف خارجية: الموارنة مع الغرب، السنة والدروز مع منظمة التحرير، والشيعة مع الثورة الإيرانية. ويرى أنّ المجتمع الدولي آنذاك كان يبرّر ممارسات إسرائيل، ما فاقم تعقيدات المشهد. قراءة هذا الكتاب، إلى جانب مؤلفات قرم الأخرى، تتيح فهماً أعمق لفترة مفصلية من تاريخ لبنان، وتُعيد طرح الأسئلة حول تركيبة البلد ومكامن الخلل فيه. فكر قرم ما زال حيّاً في طروحاته، ويشكل مرجعاً لفهم الواقع اللبناني بكل تشعباته، رغم أن العديد من أفكاره الجوهرية لم تجد طريقها إلى التطبيق بعد.


ليبانون 24
منذ 2 أيام
- ليبانون 24
إعفاءات وتعيينات في قوات الأمن الوطني الفلسطيني في لبنان
تسارعت وتيرة التغييرات القيادية التي تجريها حركة "فتح" في إطار ترتيب "البيت الداخلي" عقب زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى بيروت في 21 أيار 2025. كتب محمد دهشة في" نداء الوطن":فيما ربطت مصادر فلسطينية مطلعة بين ترتيب البيت الفتحاوي الداخلي وبين اعتراض عدد من القياديين على تسليم السلاح بهذه السرعة، ودون التشاور والبحث في التفاصيل، رأت أخرى أنها تأتي لتثبيت النفوذ ومحاكاة المرحلة المقبلة في كيفية إدارة الحركة والمخيمات، مع قرار إعادة هيكلة اللجان الشعبية وتوسعة صلاحياتها وتواصلها مع الدولة اللبنانية تحت مرجعية دائرة شؤون اللاجئين. المفاجأة السريعة كانت في قرار إعفاء السفير الفلسطيني أشرف دبور من منصبه ونقله إلى سلطنة عُمان، بعد أيام قليلة على إصدار الرئيس عباس، بصفته رئيسًا لحركة "فتح" (5 تموز 2025)، قرارًا بإلغاء تعيينه كنائب للمشرف العام على الساحة الفلسطينية في لبنان ، وهو المنصب الذي يشغله عضو اللجنة المركزية للحركة عزام الأحمد، والذي كان قد انتُخب في 3 أيار 2025 أمينًا لسر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير. ويتم التداول في الأروقة الفلسطينية أنه جرى تعيين السفير محمد الأسعد مكان دبور، وهو يشغل منصب السفير الفلسطيني في موريتانيا، بعدما شغل مناصب دبلوماسية متعددة في أوكرانيا وروسيا وغيرهما طيلة عقدين من الزمن. ومن المتوقع أن يتولى مهامه قريبًا بعد تقديم أوراق اعتماده إلى وزارة الخارجية وأداء قسم اليمين أمام رئيس الجمهورية جوزاف عون. وإلى جانب هذا، جرى إلحاق وحدة "الأمن والحماية" التابعة لسفارة فلسطين في لبنان بقوات الأمن الوطني الفلسطيني في الساحة اللبنانية ، بأفرادها وعتادها، .... مقابل القرارات، علم أن تحالف القوى الفلسطينية اتخذ قرارًا بإعادة تفعيل اللجان الشعبية الفلسطينية التابعة له، بدءًا من العاصمة، حيث سيتم اتخاذ مقر مركزي لها، إلى جانب المناطق والمخيمات، وذلك بعد أيام قليلة على قرار الرئيس عباس بإعادة هيكلة اللجان الشعبية مع مراعاة شروط التمثيل العادل والشامل لجميع القوى والفصائل الفلسطينية المنضوية في إطار منظمة "التحرير"، بما يشمل معايير الكفاءة، والنزاهة، والالتزام الوطني لدى الأعضاء، إضافة إلى إشراك المرأة، والشباب، والكفاءات، والفاعليات المجتمعية والمدنية داخل المخيمات. وأوكل الرئيس عباس مرجعية اللجان الشعبية، إلى دائرة شؤون اللاجئين في منظمة التحرير التي يترأسها عضو اللجنة التنفيذية أحمد أبو هولي، باعتبارها الجهة المركزية المخوّلة إدارة ومتابعة شؤون اللاجئين الفلسطينيين. وقد منحها كامل الصلاحيات في ما يتعلق بالاتصال والتواصل والتنسيق مع الجهات الرسمية اللبنانية.