
فريق ترامب يعيد تقييم استراتيجيته بشأن غزة بعد 6 أشهر من الفشل وفقًا لأكسيوس
فريق ترامب يعيد تقييم استراتيجيته بشأن غزة بعد 6 أشهر من الفشل وفقًا لأكسيوس
مقال مقترح: تحقيق صادم يكشف استخدام 'إكس' و'واتساب' في تجارة أسلحة الحوثيين والأسلحة الأمريكية
وأشار الموقع إلى أنه بعد مرور ستة أشهر على تولي الرئيس الأمريكي منصبه، لا يبدو أنه قد اقترب من إنهاء الحرب في غزة، حيث تتفاقم الأزمة الإنسانية، وتستمر المفاوضات في حالة من الجمود، في الوقت الذي تواجه فيه الولايات المتحدة وإسرائيل عزلة دولية متزايدة.
كان ترامب قد وعد خلال حملته الانتخابية بإنهاء الحرب وإعادة الرهائن إلى منازلهم، لكن مع استمرار النزاع وظهور صور الفلسطينيين الذين يعانون من الجوع، بدأت تظهر بوادر انقسام داخل قاعدته 'MAGA'، وذلك بسبب دعمه لنهج رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المتشدد في الحرب العدوانية على غزة.
أكد ترامب أن الوقت قد حان لتصعيد الحرب من قبل إسرائيل بهدف 'التخلص من حماس' و'إنهاء المهمة'، مما أثار تساؤلات في الأوساط الإسرائيلية حول ما إذا كان ذلك تغييرًا فعليًا في السياسة أم مجرد مناورة تفاوضية، حيث صرح ترامب للصحفيين بعد وصوله إلى اسكتلندا: 'ما فعلته حركة حماس كان فظيعًا وسنرى ما هو رد إسرائيل على ذلك، لكن يبدو أن الوقت قد حان'.
من نفس التصنيف: 'ترامب كارد' يمنح إقامة دائمة في أمريكا مقابل استثمار 5 ملايين دولار
خلال لقائه مع عائلات الرهائن في وزارة الخارجية يوم الجمعة، كرر روبيو عدة مرات أن الإدارة بحاجة إلى 'إعادة النظر' في استراتيجيتها في غزة و'تقديم خيارات جديدة للرئيس'، وفقًا للمصادر.
الضوء الأخضر الأمريكي لنتنياهو
أعطى ترامب نتنياهو حرية شبه مطلقة في إدارة الحرب في غزة، بدءًا من العمليات العسكرية وصولًا إلى مفاوضات الرهائن وتوزيع المساعدات الإنسانية، ورغم أن مصادر في البيت الأبيض تشير إلى انزعاج ترامب من مقتل الفلسطينيين، إلا أنه لم يمارس ضغطًا حقيقيًا على نتنياهو لإنهاء الحرب، بل شجعه أحيانًا على التصعيد.
بينما اتهم نتنياهو إدارة بايدن السابقة بعرقلة إسرائيل من خلال الحد من شحنات الأسلحة، زاعمًا أن تولي ترامب للرئاسة وتعيين رئيس أركان جديد سيمكنانه من هزيمة حماس، مشيرًا إلى أن ترامب أرسل لإسرائيل قنابل بوزن 2000 رطل، بينما أوقف بايدن إرسالها، ولم يوجه ترامب أي انتقادات علنية لإسرائيل بشأن مقتل المدنيين، لكن النتائج لم تتغير كثيرًا، حيث لم تتمكن إسرائيل من القضاء على حماس، وتعرضت غزة لدمار واسع وقتل آلاف الفلسطينيين.
خرق إسرائيل هدنة يناير
كان لترامب ومستشاره ستيف ويتكوف دور كبير في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل رهائن في يناير، قبل أيام من تنصيبه، لكن إسرائيل خرقت الاتفاق بعدم التفاوض على المرحلة الثانية من هدنة يناير، واستأنفت الحرب من طرف واحد في مارس.
أشار روبيو في اجتماعه إلى أن واشنطن كانت مقتنعة بالنهج التدريجي الذي تم اعتماده في صفقة بايدن، وهو الهدنة المؤقتة مقابل إطلاق عدد محدود من الرهائن، واعتبره غير مستدام على المدى الطويل، لكنه أوضح أن الإدارة اضطرت للتعامل معه في يناير بسبب الظروف، بينما كان نتنياهو يفضل هذا النهج لأسباب سياسية داخلية حتى لا يجبر على إنهاء الحرب، ومع أنه لم يكن مقتنعًا به، إلا أن ترامب دعمه في الجولات اللاحقة من المفاوضات، والتي باءت جميعها بالفشل، باستثناء إطلاق سراح المواطن الأمريكي إدن ألكساندر، الذي تم بجهود مباشرة من ترامب متجاوزًا نتنياهو.
الجوع في غزة
رغم تحذير الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المبكر من الجوع في غزة، فقد دعم خطة إسرائيلية لتوصيل المساعدات من خلال مؤسسة إنسانية خاصة (GHF) بعيدًا عن الأمم المتحدة، لتفادي سيطرة حماس عليها، ومع ذلك، قُتل المئات من الفلسطينيين أثناء محاولتهم الوصول إلى مراكز توزيع المساعدات.
الوضع الإنساني في غزة
تشير تقارير وزارة الصحة في غزة إلى وفاة 122 فلسطينيًا مؤخرًا بسبب الجوع، وبلوغ حصيلة القتلى منذ بداية الحرب نحو 60 ألفًا، كما حذرت دول غربية من تفاقم الكارثة، حيث أصدرت فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة بيانًا مشتركًا قالت فيه: 'الوضع الإنساني الكارثي في غزة يجب أن ينتهي الآن'.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


بوابة الأهرام
منذ 6 دقائق
- بوابة الأهرام
مصر سند الشعب الفلسطينى القاهرة ترفض التهجير .. وتدخل مساعدات لغزة برا وجوا.. وتكثف جهود وقف النار
تأكيدا على موقف مصر الثابت إزاء القضية الفلسطينية والدعم الكامل لحقوق الشعب الفلسطيني، جدد الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، رفض مصر الكامل لمحاولات تهجير الفلسطينيين من أرضهم، مشيرا إلى استمرار الجهود السياسية التى تبذلها القاهرة بالتنسيق مع كل من قطر والولايات المتحدة من أجل التوصل إلى وقف فورى لإطلاق النار فى قطاع غزة. وشدد على اعتزام مصر استضافة مؤتمر التعافى المبكر وإعادة الإعمار فى قطاع غزة، فيما تواصل مصر جهودها من أجل نيل الشعب الفلسطينى حقوقه المشروعة وفى مقدمتها استقلال دولته على خطوط الرابع من يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. جاء ذلك خلال كلمته فى افتتاح مؤتمر المصريين بالخارج، أمس بالعاصمة الإدارية الجديدة، حيث أكد مدبولى أن مصر، رغم الاضطرابات الإقليمية، حافظت على أمنها واستقرارها، متمسكة بثوابت سياستها الخارجية وعلى رأسها دعم القضية الفلسطينية. .. وعملية إسقاط المساعدات من الجو على القطاع وفيما يتعلق بالسياسة الخارجية، أكد د. بدر عبدالعاطى، وزير الخارجية والهجرة، أن مصر هى سند الشعب الفلسطينى وتقود سياسة خارجية شريفة فى ظروف إقليمية غير مسبوقة. واستنكر فى هذا السياق الحملة الممنهجة ضد الدور المصرى الداعم للشعب الفلسطينى مؤخراً التى تعكس أغراضا مشبوهة ومضللة، مبرزاً تقديم مصر 70% من المساعدات للقطاع، منوها بأن مصر ستظل ركيزة الاستقرار بالمنطقة لاعتبارات كثيرة، وشدد على أن من يتحدث عن تهميش الدور المصرى «واهم ولا يفهم» حقيقة الاعتبارات الجيواستراتيجية للمنطقة. وفى موازاة التحرك السياسي، واصلت مصر تكثيف عمليات الإغاثة وتوصيل المساعدات الإنسانية للقطاع المنكوب جوا وبرا، حيث أقلعت 9 طائرات نقل عسكرية مصرية على مدار الثلاثة أيام الماضية، محملة بعشرات الأطنان من المساعدات الغذائية لتنفيذ أعمال الإسقاط الجوى على المناطق التى يصعب الوصول إليها برا بالقطاع، يأتى ذلك تزامنا مع الجهود المصرية لاستمرار تدفق شاحنات المساعدات برا. كما انطلقت صباح أمس القافلة السادسة للهلال الأحمر المصرى من معبر رفح، حاملةً مساعدات غذائية وطبية و107 أطنان من السولار لتشغيل المستشفيات ومحطات المياه فى القطاع. كما أعلن التحالف الوطنى للعمل الأهلى التنموى عن انطلاق القافلة الـ11 لغزة، وتضم أكثر من 200 شاحنة محملة بالمواد الغذائية بحمولة إجمالية تُقدر بـ 4000 طن من المواد الغذائية الضرورية. فى شأن آخر، كشفت مصادر لموقع «أكسيوس» الأمريكى الإخبارى، عن تحول كبير فى الاستراتيجية الأمريكية بشأن مفاوضات وقف إطلاق النار وتحرير المحتجزين، إذ تسعى إدارة الرئيس دونالد ترامب إلى التخلى عن سياسة الاتفاقات الجزئية لصالح اتفاق شامل، يعيد جميع المحتجزين دفعة واحدة، وينهى الحرب بشروط أبرزها نزع سلاح حركة حماس. وفى الضفة الغربية، دعا وزير الأمن القومى الإسرائيلى إيتمار بن غفير، إلى «احتلال كامل لقطاع غزة وإعلان السيادة الإسرائيلية على القطاع وتشجيع الفلسطينيين على الهجرة الطوعية»، وقال بن غفير بعد اقتحامه أمس باحة المسجد الأقصى: «يجب أن نحتل كامل قطاع غزة ونعلن السيادة على كل القطاع، ونشجع على الهجرة الطوعية».


نافذة على العالم
منذ 6 دقائق
- نافذة على العالم
أخبار العالم : مسؤول إسرائيلي: نتنياهو يريد تحرير الرهائن في غزة عبر "هزيمة عسكرية" لحماس
نافذة على العالم - (CNN)-- قال مسؤول إسرائيلي إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو "يدفع باتجاه تحرير الرهائن عبر هزيمة عسكرية (لحماس)"، مُتهمًا المسلحين الفلسطينيين برفض الدخول في مفاوضات جادة. وقال المسؤول الإسرائيلي لشبكة CNN، الأحد: "نجري مناقشات مع الأمريكيين. هناك فهم متزايد بأن حماس غير مهتمة بالتوصل إلى اتفاق". وأضاف المسؤول أيضًا أن نتنياهو أراد الجمع بين تحرير الرهائن "وإدخال المساعدات الإنسانية إلى مناطق خارج مناطق القتال، وبقدر الإمكان، إلى المناطق غير الخاضعة لسيطرة حماس". تأتي هذه التعليقات في الوقت الذي أصرّت فيه حماس علنًا على التزامها بمحادثات إطلاق سراح الرهائن؛ ولكن بشرط تحسن الأوضاع في غزة أولًا. قال باسم نعيم، المسؤول السياسي البارز في حماس، لشبكة CNN هذا الأسبوع: "من الضروري تحسين الوضع الإنساني الكارثي بشكل ملحوظ والحصول على رد مكتوب من العدو بشأن ردنا". وأضاف: "هذا شرط للعودة إلى المفاوضات". ومع ذلك، صرّح مصدران مطلعان على الأمر لـCNN، الخميس، بأن حماس توقفت عن المشاركة في أي مناقشات تتعلق بوقف إطلاق النار أو إطلاق سراح الرهائن. وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، صرّح محمود مرداوي، المسؤول البارز في حماس، بأنه "لا جدوى" من استمرار المحادثات طالما استمرت أزمة المجاعة في غزة. وكانت CNN قد ذكرت سابقًا أن حماس تدرس تشديد موقفها في المفاوضات، مما يزيد من تعقيد جهود التوصل إلى اتفاق. مع تعثر الجهود الدبلوماسية، تستمر حصيلة الحرب في الارتفاع، حيث تواجه غزة نقصًا حادًا في الغذاء والدواء والإمدادات الأساسية. حماس مُستعدة للسماح للصليب الأحمر بتوصيل الطعام إلى الرهائن في وقت أعلنت حماس، الأحد، استعدادها "للتعامل بإيجابية" مع أي طلب من الصليب الأحمر لتوصيل الطعام والدواء إلى الرهائن؛ ولكن بشرط فتح ممرات إنسانية في غزة. يأتي بيان حماس عقب طلب نتنياهو من الصليب الأحمر الدولي المساعدة في توفير الطعام والرعاية الطبية للرهائن. تأتي هذه الخطوة في ظل تصاعد الغضب الشعبي في إسرائيل خلال نهاية الأسبوع، مطالبًا بالإفراج عن الرهائن، عقب نشر حماس مقاطع فيديو دعائية تُظهر أسيرين إسرائيليين يعانيان من الهزال. قد يهمك أيضاً وقال أبو عبيدة، المتحدث باسم كتائب القسام، الجناح العسكري لحماس، في بيان الأحد إن الحركة "مُستعدة للتعامل بإيجابية والاستجابة لأي طلب من الصليب الأحمر لإدخال الطعام والدواء" إلى الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في غزة. وأضاف البيان: "نشترط لقبول ذلك فتح ممرات إنسانية بشكل منتظم ودائم للسماح بمرور الغذاء والدواء إلى جميع أبناء شعبنا في جميع مناطق قطاع غزة، ووقف جميع أشكال الطلعات الجوية المعادية خلال فترة استلام الأسرى للطرود". وأكد أبو عبيدة أن حماس لا تتعمد تجويع الرهائن، لكنه أكد أنهم يأكلون نفس الطعام الذي يأكله مقاتلو حماس وعامة سكان غزة. وأضاف: "لن يحصلوا على أي امتيازات خاصة في ظل جريمة التجويع والحصار". وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في إسرائيل والأراضي المحتلة، الأحد، عبر منصة إكس: "نشعر بالفزع إزاء مقاطع الفيديو الأخيرة التي نُشرت للرهائن الإسرائيليين المحتجزين في غزة. يجب وضع حد لهذا الوضع المزري". وأعلن مكتب نتنياهو، الأحد، أن رئيس الوزراء تحدث مع جوليان ليريسون، رئيس بعثة الصليب الأحمر في المنطقة، لطلب "مشاركته في توفير الغذاء والرعاية الطبية للرهائن فورًا".


بوابة الأهرام
منذ 6 دقائق
- بوابة الأهرام
العلاقات المصرية ـ الأمريكية والرئيس القدوة
العلاقات المصرية - الأمريكية، لها تاريخ طويل من التعاون الاستراتيجى والمصالح المتبادلة، لكنها أيضا مرت بمراحل لا تتصف بالوفاق، ستظل مرتبطة بحقيقة أن الولايات المتحدة أصبحت قوة عالمية لها مصالحها فى مختلف المناطق بما فيها منطقة الشرق الأوسط، ومصر قوة إقليمية لها التزاماتها ورؤيتها لقضايا المنطقة، واقع يفرض التعاون ويأتى بالمشكلات.. ظهرت الولايات كدولة قوية بعد الحرب العالمية الثانية، وأصبحت تحتل مركز الصدارة الذى كانت تحتله بلاد الإنجليز. كانت العلاقات حينئذ تقتصر على الزيارات واتصالات طفيفة الى أن احتلت أمريكا قيادة العالم، وعملت على توطيد العلاقات بين دولها العريقة. مشكلة الشرق الأوسط وهى إنشاء دولة إسرائيل ترجع الى انجلترا وهى المسئولة عنها الى أن أصبحت معسكر الغرب بالأخص الولايات المتحدة فى المنطقة. شهدت العلاقات تطورا كبيرا منذ الحرب العالمية الثانية واختلفت السياسات حسب مواقف القادة فى مصر، فى أثناء رئاسة عبدالناصر ساءت العلاقات بسبب رفض أمريكا تمويل السد العالى فاتجه الى الاتحاد السوفيتى الذى دعمه دعما كاملا وأصبحت العلاقات بين القاهرة وموسكو تجٌب أى علاقات أخرى. فى مرحلة رئاسة السادات حدث العكس اتجه السادات بل وسياسته إلى الغرب إلى الولايات المتحدة على وجه الخصوص، وظهرت علاقات تعاون بينهما وصلت إلى درجة من التوافق الإستراتيجى، بلغت ذروته بعد توقيع اتفاقيات كامب ديفيد برعاية أمريكا، وغير صحيح أن السادات كان يتبع السياسة الأمريكية بشكل مطلق، فقد رفض إنشاء قاعدة عسكرية فى رأس بناس كما أن زيارته لإسرائيل لم تكن بتوجيه من واشنطن، فقد أكد مساعد الرئيس الأمريكى حينئذ أنه فوجئ بهذه الزيارة تماما كما فوجئ بها العالم. ثم جاءت مرحلة رئاسة مبارك، العلاقات كانت متوازنة بعض الشيء لا تميل الى الشمال أو اليمين لكنها شهدت شدا وجذبا بين الجانبين بالنسبة لبعض القضايا، منها رفض مصر المشاركة فى غزو العراق، ومجزرة صبرا وشاتيلا وسحب السفير المصرى فى تل أبيب وهو التصرف الذى أغضب دوائر صنع السياسية الأمريكية. كما رفض مبارك إقامة قاعدة عسكرية أمريكية جنوب البحر الأحمر، ولعل ذلك ما أغضب واشنطن منه، لذلك كان لها دور ما فى أحداث يناير عام 2011 وجعلوا منها أسطورة وأصبحت مصر وأسدا قصر النيل مزارا خاصا للأمريكيين.. هناك أمران رئيسيان من أهم أسباب توتر العلاقة مع الولايات المتحدة. الأمر الأول يتعلق بإصرار مصر على دعم قضية فلسطين وإنشاء الدولتين. رفضت مصر كل الضغوط لقبول تهجير الفلسطينيين من أرضهم وتصفية القضية. استطاعت مصر بقيادة الرئيس السيسى أن تقف بكل حسم أمام اقتراح ترامب بجعل غزة ريفييرا الشرق الأوسط مما كان له اثر فى صياغة موقف عربى ودولى موحد ضد هذا الاقتراح فتراجع عنه، ولا يجوز أن نتصور بسذاجة أن بعض اعتراضات ترامب ضد سياسة نيتانياهو تعنى وجود تراجع فى دعم واشنطن لإسرائيل. فالدعم لا يتوقف على الرئيس بل مصدره الرئيسى الكونجرس. تقوم المنظمات الصهيونية داخل وخارج أمريكا باختيار بعض الأعضاء وتمويل انتخاباتهم، وهم بذلك يدينون لها ولإسرائيل بمناصبهم وان أعلنوا رفضهم جرائمها يفقدوا تلك المناصب وهو ما حدث بالفعل لبعض الأعضاء وأمثلة ذلك كثيرة...رغم ذلك فإن ترامب الذى اشتهر بالتعبير التلقائى عن آرائه قد يغضب مرة وينتقد إسرائيل ونيتانياهو ويهدد بعدم الدعم لكنها سوف تكون زلة لسان وسوف يتراجع عنها ولا يجوز أن نعتمد على تراجع العلاقات بين واشنطن وإسرائيل، إنما علينا أن نعتمد على انفسنا وقوتنا واستراتيجية عربية لها قيمتها الدولية. الأمر الثانى هو علاقة أمريكا بالمنطقة ومكانتها فى الشرق الأوسط الذى قلبه مصر والاستراتيجية الأمريكية التى تسعى الى تكييف الدول حسب إرادتها والتدخل فى أمورها الداخلية واتخاذ قرارات ليست من اختصاصها، وهو ما ترفضه دول المنطقة خاصة مصر، تستغل فى ذلك نقد هذه الدول واتهامها بانتهاكات حقوق الإنسان والديمقراطية أو بالعنصرية وعدم المساواة، وهذه الأمور تعانيها أمريكا اليوم ولن يستمر تصديق قولها إنها داعية العالم الى هذه المبادئ بعد أن أهدرتها، مهما تكن الأحوال والظروف والقرارات فإن الواقع يؤكد أن العلاقة الجيدة بين واشنطن والقاهرة لمصلحة الطرفين وهو ما ادركه عدد غير قليل من الرؤساء الأمريكيين ولهم مع مصر مواقف ايجابية أبرزها : موقف أيزنهاور من العدوان الثلاثى على مصر 1956، ومطالبة ( بريطانيا وفرنسا وإسرائيل) بالانسحاب فورا. ثم فترة كارتر وتميزت بالعديد من الأحداث، أبرزها اتفاقيات كامب ديفيد وتوقيع معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل. أما العلاقة فى أثناء جورج بوش الابن فشهدت تعاونًا فى بعض القضايا، واتسمت بالتوتر فى قضايا أخرى. كانت مصر حليفًا رئيسيًا للولايات المتحدة فى المنطقة، خاصة فى مكافحة الإرهاب، لكنها عارضت بعض السياسات الأمريكية، مثل غزو العراق. وصلنا اليوم الى مرحلة لا نسير خلالها فى ركاب الغرب وواشنطن، ولا يوجد أيضا صدام بيننا. هناك أمور ما تعطى انطباعا بأن هناك بعض التحسن فى هذه العلاقات، منها اهتمام ترامب بمسألة السد الإثيوبى الذى يحرم مصر والسودان من نصيبهما الشرعى فى المياه ويعرض الشعبين لمجاعة مائية.. ومنها لقاء الدكتور مصطفى مدبولى، الجهات المعنية لزيادة جهود دعم وتعزيز أوجه التعاون الاقتصادى المصرى الأمريكى.. سمعت يوما أن قيادة دولية قالت إن من يلتقى الرئيس السيسى ولو مرة واحدة لا يسعه إلا أن يكن له التقدير والاحترام بل والمحبة، فهو لا يفكر فى نفسه اطلاقا إنما يفكر فى مصلحة وطنه، يتمسك بمبادئه بإصرار مهما كانت المغريات...هذه كلها حقائق جعلت الشعب يطلق عليه الرئيس الإنسان والرئيس القدوة ورئيس المواطنة والمساواة وقد انعكس هذا الخلق الكريم على الإعلام المصرى الذى لا يتناول إسرار وفضائح أى قيادات ولا يتناول ما تتناوله الصحف الأمريكية للانحرافات التى ارتكبها رئيسهم. نكرر العلاقات المصرية - الأمريكية، مهمة للبلدين ، ومصر لديها تحركات واضحة، ترفض سياسة المحاور، وتقيم علاقات مع كل الأقطاب الكبرى وأى علاقة مع طرف لا تؤثر على الأطراف الأخرى، تحكمنا مصالحنا والاحترام المتبادل وبناء الجسور مع كل الأطراف دون التأثير على القرار السياسى.