logo
رفض أممي لخطة أمريكا.. 3 عقبات تواجه مشروع واشنطن لتوزيع المساعدات في غزة

رفض أممي لخطة أمريكا.. 3 عقبات تواجه مشروع واشنطن لتوزيع المساعدات في غزة

بوست عربي٢٣-٠٥-٢٠٢٥

تواجه الخطة الأمريكية الجديدة لتوزيع المساعدات في غزة عقبات عدة قبل أيام من البدء في تطبيقها تحت إشراف مؤسسة مدعومة من الولايات المتحدة وسط رفض أممي للنموذج الجديد لتوزيع المساعدات في القطاع الفلسطيني، حيث تقول الأمم المتحدة إن الخطة تفتقر إلى النزاهة والحياد.
ومن المقرر أن تبدأ مؤسسة غزة الخيرية في توصيل المساعدات إلى قطاع غزة بدءاً من الأحد 24 مايو/أيار 2025.
يأتي ذلك بينما يعاني سكان القطاع من أزمة غذائية غير مسبوقة بعدما فرض الاحتلال حصاراً موسعاً على غزة ومنع دخول المساعدات الإنسانية منذ الثاني من مارس/آذار الماضي بعد انهيار اتفاق وقف إطلاق النار، الذي تم التوصل إليه بين حماس وإسرائيل في منتصف يناير/كانون الثاني الماضي، بسبب تعنت إسرائيل ورفضها المضي قدماً في تنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق.
ولم يدخل إلى قطاع غزة منذ ذلك الحين سوى كميات محدودة من شاحنات المساعدات التي لا تفي بالحد الأدنى من المواد الإغاثية المطلوبة لتلبية احتياجات السكان.
ما هي مؤسسة غزة الخيرية؟
مؤسسة غزة الخيرية هي مؤسسة غير ربحية تم تسجيلها في سويسرا في فبراير/شباط 2025، ومقرها جنيف.
وفي بيانها التعريفي، تسوق مؤسسة غزة الخيرية (GHF) نفسها كبديل آمن وفعال بدلاً من المنظمات الأممية التي هاجمها الاحتلال الإسرائيلي وسعى إلى إنهاء عملها في غزة.
وقالت دوروثي شيا، القائمة بأعمال الممثل الدائم للولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، أمام مجلس الأمن في وقت سابق هذا الشهر إن مسؤولين أمريكيين كباراً يعملون مع إسرائيل لتمكين المؤسسة من بدء العمل، وحثت الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة على التعاون. وقالت إسرائيل إنها ستسمح للمؤسسة بأن تباشر عملها دون المشاركة في إيصال المساعدات.
ولم تكن مؤسسة غزة الخيرية معروفة للعامة حتى بضعة أسابيع مضت عندما ظهر أن المؤسسة يقودها مزيج من العاملين في المجال الإنساني والممولين والمسؤولين العسكريين والأمنيين السابقين في الولايات المتحدة، ومن بينهم المدير التنفيذي للمؤسسة جيك وود، مؤسس فريق روبيكون، ومحارب قديم في مشاة البحرية الأمريكية.
كيف ستعمل خطة التوزيع الجديدة؟
قالت مؤسسة غزة الخيرية إن المؤسسة ستنفذ عملياتها في البداية من أربعة مواقع توزيع آمنة، ثلاثة في الجنوب وواحد في وسط غزة، وإنه سيُجرى "خلال الشهر القادم افتتاح مواقع إضافية، بما في ذلك في شمال غزة".
وأكدت المؤسسة أنها "لن تشارك أو تدعم أي شكل من أشكال التهجير القسري للمدنيين"، وأنه لا يوجد حد لعدد المواقع التي يمكنها فتحها أو أماكنها.
وذكرت في بيان: "ستستعين مؤسسة غزة الخيرية بمقاولين أمنيين لنقل المساعدات من المعابر الحدودية إلى مواقع التوزيع الآمنة. وبمجرد وصول المساعدات إلى المواقع، سيتم توزيعها مباشرة على سكان غزة بواسطة فرق إنسانية مدنية".
وأشارت المؤسسة إلى أنها تضع اللمسات الأخيرة على آليات إيصال المساعدات إلى من لا يستطيعون الوصول إلى مواقع التوزيع.
وأضافت أنها لن تشارك أي معلومات شخصية عن متلقي المساعدات مع إسرائيل، وأن جيش الاحتلال الإسرائيلي "لن يكون له وجود في المنطقة المجاورة مباشرة لمواقع التوزيع".
وبحسب مصادر خاصة لـ"عربي بوست"، فإن:
جيش الاحتلال الإسرائيلي اشترط أن تتم عملية شراء المساعدات من الداخل الإسرائيلي، الأمر الذي قوبل بالرفض.
وافق جيش الاحتلال الإسرائيلي على أن يتم الشراء من الأردن عبر "الخيرية الهاشمية"، ولكنه لم يبدِ موافقة بعد على مسألة الشراء من مصر.
ستنسق مؤسسة غزة الخيرية إدخال وتوزيع المساعدات بالترتيب مع مكتب تنسيق أعمال الحكومة الإسرائيلية في المناطق (COGAT).
طلبت مؤسسة غزة الخيرية أن ترشح المؤسسات الإغاثية الدولية مندوبين لها في مناطق التوزيع الأربعة.
سيتم تجهيز كشوفات مسبقة بشأن المستفيدين من المساعدات، يتم "فحصها أمنياً" من جيش الاحتلال الإسرائيلي، مع استخدام تقنيات التعرف على الوجه خلال عملية التسليم.
ما هي العقبات التي تواجه خطة التوزيع الجديدة؟
لا تقتصر العقبات التي تواجه خطة توزيع المساعدات الجديدة في غزة على رفض الأمم المتحدة المشاركة فيها، بل يشمل ذلك أيضاً انعدام الشفافية فيما يتعلق بعملية التمويل، وافتقار الشركات المنفذة إلى الخبرة الميدانية، حسبما أشارت تقارير عبرية.
وقال موقع "زمان إسرائيل" العبري تعليقاً على الخطة الجديدة: "على غرار خطة المساعدات باستخدام الرصيف العائم التي حاولت إدارة جو بايدن الترويج لها قبل نحو عام، يبدو أن خطة توزيع المساعدات الجديدة، التي أعدها ممثلو الحكومة الأمريكية وقدمها في إسرائيل السفير الأمريكي مايك هاكابي، محفوفة أيضاً بصعوبات أساسية".
ووفقاً لموقع "زمان إسرائيل" ، تواجه الخطة الجديدة عقبات من شأنها أن تجعل نجاحها صعباً، من بينها:
تفتقر الشركات التي من المفترض أن تدير مراكز توزيع الأغذية إلى الخبرة السابقة في هذا المجال.
ونقلت وكالة رويترز عن مصدر مطلع أن مؤسسة غزة الخيرية تعتزم العمل مع شركتين أمريكيتين خاصتين للأمن واللوجستيات، وهما "يو.جي سولوشنز" و"سيف ريتش سولوشنز"، وهما الشركتان اللتان قامتا خلال وقف إطلاق النار السابق بتفتيش المركبات الفلسطينية على المعابر.
ويتولى إدارة شركة "سيف ريتش سولوشنز" فيليب رايلي، ضابط سابق في وكالة المخابرات المركزية. أما شركة "يو.جي سولوشنز" فمملوكة لجيمسون جيوفاني، وهو ضابط أمريكي متقاعد.
وقد خدم الاثنان لسنوات في العراق وأفغانستان. وعمل رايلي أيضاً بشكل غير مباشر في السابق لدى شركة بلاك ووتر، التي كانت تعمل كمقاول من الباطن للجيش الأمريكي في العراق وارتبط اسمها بفضائح عدة.
وعلم موقع "زمان إسرائيل" من مصدرين مطلعين على برنامج مؤسسة غزة الخيرية أن هوية المشاركين فيه — وخاصة الروابط التاريخية مع شركة بلاك ووتر في العراق — كانت أحد الأسباب التي دفعت عدة جهات إلى عدم المشاركة في المشروع.
وبحسب مصدر مشارك في جهود الإغاثة، فإن الأفراد والكيانات المعنية ليس لديهم أي خبرة سابقة في الشرق الأوسط، وليسوا على دراية باللغة العربية — وهو ما يثير مخاوف جدية بشأن قدرتهم على العمل بشكل فعال في قطاع غزة.
واشارت تقارير إلى أن شركة "سيف ريتش سولوشنز" أعلنت عن شغل وظائف على موقع لينكدإن، وذلك وفقاً لإعلانات الوظائف التي شاركها مسؤولون أمريكيون حاليون وسابقون مع موقع ميدل إيست آي.
وقالت الشركة إنها تبحث عن "ضباط اتصال إنساني" لكي "يعملوا كحلقات وصل حيوية بين فرقنا التشغيلية والمجتمع الإنساني الأوسع"، وفقاً لوصف وظيفي واحد.
ولم يتضح حتى الآن الكيفية التي ستعتمد عليها مؤسسة غزة الخيرية لتمويل أنشطتها.
وترتبط مسألة التمويل بجانبين رئيسيين؛ ويتعلق الأول بشراء الأغذية والأدوية، والثاني بالأموال المستحقة لشركتي تأمين المساعدات وأطراف أخرى ذات صلة بتنفيذ الخطة، حسب موقع "زمان إسرائيل".
وتساءل الموقع العبري عن هوية الجهة التي ستتولى مهمة شراء الأغذية ودفع مستحقات شركتي التأمين.
يُذكر أنه منذ أن شنت إسرائيل الحرب على غزة وحتى توقف المساعدات في مارس/آذار 2025، كان تمويل شراء الأغذية والأدوية المنقولة إلى غزة يأتي من دول الخليج، والأردن، والأمم المتحدة، والاتحاد الأوروبي، ودول أخرى.
وخلال هذه الفترة، لم تستفد الشركات الإسرائيلية من بيع منتجاتها في غزة. ووفقاً لـ"زمان إسرائيل"، فإن دخول الشركات الإسرائيلية إلى غزة يخلط المصالح التجارية المباشرة بنظام المساعدات الإنسانية.
وبحسب مصادر في الصناعة، فإن العديد من الشركات "متلهفة" لتوقيع عقود مع مؤسسة غزة الخيرية، متوقعة تحقيق أرباح كبيرة.
وأفادت تقارير نشرها موقع "يديعوت أحرونوت" أن شركة استيراد القمح "شينتاركو" الإسرائيلية وقّعت اتفاقاً مع برنامج الغذاء العالمي لبيع القمح إلى غزة.
وبحسب ما ورد في مجلة "ذا ماركر" العبرية، قامت شركة "سيف ريتش سولوشنز" بتوزيع وثيقة متطلبات لشراء كميات كبيرة من المواد الغذائية من الشركات الإسرائيلية.
وعلم موقع "زمان إسرائيل" أن العديد من الشركات الإسرائيلية الخاصة التي تلقت طلبات من مؤسسة غزة الخيرية أبدت تحفظاتها بشأن توقيع العقود، بسبب تأخر شروط الدفع لمدة 60 يوماً.
وبينما صرّح وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، بأنه سيتم إدخال الحد الأدنى فقط من المساعدات الإغاثية المطلوبة، فإنه من المتوقع أن تؤدي هذه السياسة إلى تعزيز السوق السوداء وارتفاع كبير في الأسعار.
وقد يتحول صندوق طعام يزن 20 كيلوغراماً — مخصص لمدة أسبوع لأسرة واحدة — إلى سلعة ثمينة، وهدفاً للسرقة.
وقال دبلوماسي إسرائيلي كبير هذا الأسبوع: "إن المواطن الغزاوي الذي يمشي كيلومترات عديدة وهو يحمل 20 كيلوغراماً من المعدات على ظهره قد يتعرض للسرقة".
وأضاف أن فكرة حشد عشرات الآلاف من الأشخاص يومياً للوقوف في طوابير والحصول على الطعام هي "خطة مجنونة وغير منطقية".
وقال موقع "زمان إسرائيل" إن الحد من ظاهرة السوق السوداء لا يكمن في الحد من المساعدات، بل في توسيعها.
لماذا ترفض الأمم المتحدة التعامل مع خطة التوزيع الجديدة؟
تقول الأمم المتحدة إن خطة التوزيع المدعومة من الولايات المتحدة لا تفي بمبادئ المنظمة الراسخة المتمثلة في النزاهة والحياد والاستقلالية. وقال توم فليتشر، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، إنه لا ينبغي إضاعة الوقت على الاقتراح البديل.
وفي إفادة قدمها فليتشر إلى مجلس الأمن، أوضح أن المشكلات في الخطة التي كانت إسرائيل أول من طرحها هي أنها "تفرض مزيداً من النزوح، وتعرض آلاف الأشخاص للأذى… وتقصر المساعدات على جزء واحد فقط من غزة، ولا تلبي الاحتياجات الماسة الأخرى، وتجعل المساعدات مقترنة بأهداف سياسية وعسكرية، وتجعل التجويع ورقة مساومة".
وتقول الأمم المتحدة إن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) هي العمود الفقري لعمليات الإغاثة في غزة. إلا أن إسرائيل تتهم الوكالة بالتحريض ضدها، وتتهم موظفيها "بالتورط في أنشطة إرهابية". وتعهدت الأمم المتحدة بالتحقيق في جميع هذه الاتهامات.
حذرت نحو 12 منظمة إغاثية وحقوقية بريطانية من أن مؤسسة غزة الخيرية المدعومة أمريكياً "مسيسة".
وفي رسالة مفتوحة قبل عدة أيام، انتقدت المنظمات مؤسسة غزة الخيرية التي قالوا إنها أُطلقت دون مشاركة فلسطينية، بينما يظل السكان في غزة تحت حصار كامل.
ودعت المنظمات الحكومات والمنظمات الإنسانية إلى رفض نموذج المؤسسة الجديد والمطالبة بالوصول إلى القطاع لجميع مقدمي المساعدات "وليس فقط أولئك الذين يتعاونون مع قوة احتلال".
وقالت المنظمات البريطانية، التي تضم منظمة العمل من أجل الإنسانية ومجلس التفاهم العربي البريطاني، في رسالتها إن مؤسسة غزة الخيرية "ليس لها جذور في غزة، ولا تخضع للمساءلة أمام المجتمع المدني الفلسطيني، ولديها سجل واضح في العمل بالتنسيق مع الحكومتين الإسرائيلية والأمريكية".

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

أبرزها نفاذ المخزون.. 3 تحديات تواجه منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية خلال الحرب مع إيران
أبرزها نفاذ المخزون.. 3 تحديات تواجه منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية خلال الحرب مع إيران

بوست عربي

timeمنذ 2 أيام

  • بوست عربي

أبرزها نفاذ المخزون.. 3 تحديات تواجه منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية خلال الحرب مع إيران

بعد مرور خمسة أيام على شن جيش الاحتلال هجوماً موسعاً ضد طهران وما تبع ذلك من رد إيراني بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة، تواجه منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية تحديات عدة لإسقاط واعتراض الصواريخ الإيرانية، التي باتت تصيب أهدافاً في مدن وبلدات في تل أبيب وضواحيها. وتتمثل أهم التحديات التي تواجه منظومات الدفاع الجوي لجيش الاحتلال في استنفاذ المخزون الإسرائيلي والأمريكي من الصواريخ الاعتراضية للصواريخ الباليستية الإيرانية، والكلفة العالية التي تتطلبها عمليات الاعتراض، فضلاً عن تكتيكات الإطلاق الجديدة التي تتبعها إيران في إطلاق الصواريخ. وقال المكتب الصحفي لرئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الإثنين 16 يونيو/حزيران 2025، إن إيران أطلقت ما لا يقل عن 370 صاروخاً باليستياً على إسرائيل منذ الجمعة 13 يونيو/حزيران . ⭕️ متحدث باسم وزارة الدفاع الإيرانية: استخدمنا أحد صواريخنا للمرة الأولى في هجوم قواتنا المسلحة اليوم، والصهاينة لم يتمكنوا من رصد أو اعتراض الصاروخ وسيشهدون مزيداً من هذه المفاجآت — عربي بوست (@arabic_post) June 17, 2025 وتمتلك إيران ترسانة كبيرة من الصواريخ الباليستية التي اعتمدت عليها طهران من قبل في هجماتها التي استهدفت تل أبيب في أبريل/نيسان وأكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي، فيما تملك إسرائيل منظومة دفاع جوي متعددة المستويات بدعم أمريكي. وأشارت تقارير عبرية إلى أن نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي يواجه تحديات متزايدة منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة في أكتوبر/تشرين الأول 2023، لكن الهجمات الصاروخية الباليستية الأخيرة من إيران أدت إلى تصعيد التهديد إلى مستوى جديد تماماً. وقالت صحيفة هآرتس العبرية إنه وفي حين تم اعتراض معظم الصواريخ الإيرانية، فقد اخترقت العديد منها دفاعات إسرائيل، مما تسبب في أضرار واسعة النطاق في الممتلكات. ما هي التحديات التي تواجه منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية؟ قال مسؤول أمريكي كبير مطلع لموقع ميدل إيست آي البريطاني إن إسرائيل تستخدم صواريخها الاعتراضية للصواريخ الباليستية بوتيرة سريعة بعد أربعة أيام من الحرب مع إيران. وقال المسؤول إن هناك مخاوف في بعض دوائر الحكومة الأمريكية من أن تؤدي ضربة أمريكية مباشرة على إيران إلى رد إيراني أكبر ضد إسرائيل، وهو ما من شأنه أن يؤدي إلى استنزاف المخزون العالمي للولايات المتحدة من الصواريخ الاعتراضية إلى مستوى "مروع". وتعتمد إسرائيل على نظام دفاع جوي ثلاثي المستويات، وتمثل هجمات إيران تحدياً لدفاعاتها الأكثر تطوراً. وتُستخدم القبة الحديدية لإسقاط الصواريخ قصيرة المدى والطائرات المسيرة التي تطلقها جماعات مثل حماس وحزب الله. والمستوى الثاني هو مقلاع داود، القادر على اعتراض الصواريخ الثقيلة وبعض الصواريخ الباليستية. وتُستخدم منظومتا السهم 2 والسهم 3 لإسقاط الصواريخ الباليستية، حيث يستطيع الأخير إسقاط الصواريخ الأسرع من الصوت التي تخترق الغلاف الجوي. وكان تجديد أنظمة "حيتس" مشكلة دائمة بالنسبة لإسرائيل. وأفاد موقع ميدل إيست آي في سبتمبر/أيلول 2024 أن إسرائيل واجهت صعوبة في تجديد مخزونها من صواريخ آرو الاعتراضية بعد الهجوم الإيراني الأول على إسرائيل في أبريل/نيسان من ذلك العام. ويُذكر أن الولايات المتحدة وإسرائيل تنتجان صواريخ آرو الاعتراضية بشكل مشترك. وكتب دان كالدويل، المسؤول الكبير السابق في وزارة الدفاع في إدارة ترامب، والذي عارض المواجهة العسكرية مع إيران، على منصة إكس: "إن أنواع الصواريخ الاعتراضية المطلوبة لإسقاط الصواريخ الباليستية باهظة الثمن ويصعب إنتاجها بكميات كبيرة". وأضاف كالدويل: "أفترض أن إسرائيل قد خزّنت عدداً لا بأس به من صواريخ "السهام" و"الصاعقة" لمقلاع داود، لكن لا بد أنها استخدمت الكثير منها ضد الحوثيين وخلال الهجمات الصاروخية الإيرانية السابقة العام الماضي. لذلك، من المرجح أن تبدأ إسرائيل والولايات المتحدة قريباً بترشيد استخدام صواريخهما الاعتراضية". ويقول مسؤولون إن الولايات المتحدة تحاول تعويض النقص في الصواريخ الاعتراضية التي تمتلكها إسرائيل. إطلاق إيران عشرات الصواريخ في مدة زمنية قصيرة، لا يربك فقط الدفاعات الجوية الإسرائيلية، بل ويستنزفها أيضاً. ونظراً لأن الدفاعات الجوية الإسرائيلية، ومن بينها أنظمة "القبة الحديدية" و"مقلاع داود"، تعتمد على صواريخ اعتراضية متطورة، فإن تكلفة هذه الصواريخ باهظة الثمن. وقالت تقارير إن إيقاف الصواريخ الباليستية أثناء طيرانها هو في الأساس مهمة أنظمة الصواريخ بعيدة المدى الأمريكية والإسرائيلية "حيتس 3" و"حيتس 2″، التي استخدمت لأول مرة خلال حرب غزة، والتي تدعمها منظومة "مقلاع داود" متوسطة المدى. وكان المستشار المالي السابق لرئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي قدّر في أبريل/نيسان الماضي أن تكلفة الصاروخ الواحد من "حيتس" الأمريكي المخصص لاعتراض الصواريخ الباليستية تبلغ 3.5 مليون دولار، بينما تبلغ تكلفة صواريخ نظام "مقلاع داود" الاعتراضية الإسرائيلي مليون دولار للصاروخ الواحد. وقدّرت صحيفة هآرتس أن تصل تكلفة كل سلسلة من عمليات الاعتراض للصواريخ الإيرانية إلى مليار شيكل (حوالي 167 مليون دولار) في يوم واحد. قال الحرس الثوري الإيراني، الإثنين 16 يونيو/حزيران، إن هجومه الأحدث الذي استهدف تل أبيب ومدينة حيفا الساحلية استخدم أسلوباً جديداً جعل أنظمة الدفاع الإسرائيلية متعددة المستويات تستهدف بعضها البعض وسمح لإيران بقصف العديد من الأهداف بنجاح. وأضاف: "المبادرات والقدرات المستخدمة في هذه العملية، على الرغم من الدعم الشامل من الولايات المتحدة والقوى الغربية وامتلاك (إسرائيل) أحدث التقنيات الدفاعية، أدت إلى إصابة الصواريخ للأهداف في الأراضي المحتلة بنجاح". وقصفت صواريخ إيرانية تل أبيب ومدينة حيفا الساحلية في إسرائيل، فجر الاثنين، مما أدى إلى تدمير منازل عدة. وأظهرت مقاطع فيديو عدة صواريخ في سماء تل أبيب وسُمع دوي انفجارات هناك وفي أجواء القدس المحتلة. ودمر القصف عدة مبان سكنية في حي مكتظ بالسكان في تل أبيب، وتهشمت النوافذ في فنادق ومنازل أخرى في الجوار تبعد مئات الأمتار فقط عن مقر السفارة الأمريكية في المدينة. وقال السفير الأمريكي إن المبنى تعرض لأضرار طفيفة، ولكن لم تقع إصابات بين الموظفين، وفق وكالة رويترز. ما هي قدرات إيران الصاروخية؟ تمتلك إيران نوعين من الصواريخ الباليستية، تلك التي تعمل بالوقود الصلب وأخرى بالسائل، ولا تستغرق الصواريخ الباليستية العاملة بالوقود الصلب سوى دقائق لتحضيرها قبيل الإطلاق، في مقابل وقت أطول قد يصل لساعات لصاروخ يعمل بالوقود السائل غير مزود بالوقود، مما يجعلها أقل عرضة للضربات الاستباقية، وفقاً للمعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية. وفيما يلي أبرز وأهم الصواريخ الباليستية الإيرانية: صاروخ "خيبر" الباليستي إلى جانب صاروخ "فتاح" الفرط الصوتي والذي يعد أهم صواريخ إيران وأحدثها، طورت إيران صاروخ باليستياً يسمى "خيبر"، الذي يصنف بأنه أطول مدى لصاروخ تملكه البلاد حتى الآن. وصاروخ خيبر قادر على الوصول إلى مدى 2000 كيلومتر (1242 ميلاً)، ويحمل رؤوساً حربية تزن أكثر من طن، ومداه يطال إسرائيل ومعظم دول الشرق الأوسط. وفي مايو/أيار 2023 قالت إيران إن الصاروخ تم اختباره بنجاح، حيث بث التلفزيون الحكومي لقطات لما قالت إنه عملية الإطلاق لصاروخ خيبر. ووصفت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية "إرنا" صاروخ "خيبر" بأنه "صاروخ يعمل بالوقود السائل ويبلغ مداه 2000 كيلومتر ويحمل رأسا حربيا يزن 1500 كيلوغرام". صاروخ "سجيل" 2 الباليستي صاروخ يعمل بالوقود الصلب على مرحلتين ويبلغ مداه 2000 – 2500 كيلومتراً. يحمل الرأس الحربي لهذا الصاروخ مواد شديدة الانفجار يبلغ وزنها 500 كيلوغرام. يملك هذا الصاروخ قدرات على المراوغة من منظومات الدفاع الجوي، ويملك هامش خطأ بنسبة 10 أمتار. صاروخ "الحاج قاسم" الباليستي من أحدث الصواريخ الإيرانية ويبلغ مداه 1400 كيلومتر ويحمل اسم قائد فيلق القدس السابق، قاسم سليماني الذي قتل في غارة أمريكية عام 2019. يبلغ وزنه 7 أطنان، وله القدرة على حمل 500 كيلوغرام من المتفجرات، ويمكنه التحرك بسرعة 12 ماخ ويضرب الهدف بسرعة 6 ماخ. يبلغ طول جسم هذا الصاروخ 11 مترا، ويتراوح قطر جسمه بين 85 إلى 95 سم. ويتكون الصاروخ من 8 كتل، وتقول طهران إن دقة هذا الصاروخ أقل من 10 أمتار. صواريخ "خرمشهر" الباليستية صاروخ باليستي متوسط المدى يعمل بالوقود السائل، مشتق من صاروخ "موسودان" الكوري الشمالي الذي حصلت عليه إيران عام 2005، كُشف عنه لأول مرة عام 2017، وهو قادر على إيصال حمولة تزن 1800 كلغ إلى مدى 2000 كيلومتر. خلال اختباره في أغسطس/آب 2020، استطاع "خرمشهر" إصابة منطقة تبلغ مساحتها 40 متراً مربعاً، وفقًا لوكالة أنباء فارس. ومن التفسيرات المحتملة لهذه الحمولة الكبيرة جدًا (1500 إلى 1800 كلغ) هو أنه يحمل رؤوسًا حربية متعددة أو أجهزة خداع لإرباك أنظمة الدفاع الصاروخي. ⭕️ مستوطن إسرائيلي يوثق لحظة قصف مبنى يقول إنه للموساد خلال القصف الصاروخي الإيراني صباح اليوم #إيران #إسرائيل — عربي بوست (@arabic_post) June 17, 2025 ما هي منظومات الدفاع الإسرائيلية التي تواجه صواريخ إيران؟ آرو صممت إسرائيل منظومة الصواريخ آرو-2 وآرو-3 بعيدة المدى مع الأخذ في الحسبان التهديد الصاروخي الإيراني، بهدف التعامل مع التهديدات داخل الغلاف الجوي وخارجه. وتحلق هذه الصواريخ على ارتفاع يسمح بالانتشار الآمن لأي رؤوس حربية غير تقليدية. والمتعهد الرئيسي لهذا المشروع هو شركة صناعات الطيران والفضاء الإسرائيلية (إسرائيل إيروسبيس إندستريز) المملوكة للدولة، في حين تشارك بوينج في إنتاج الصواريخ الاعتراضية. مقلاع داود جرى تصميم منظومة ديفيدز سلينج (مقلاع داود) الصاروخية متوسطة المدى لإسقاط الصواريخ الباليستية التي يتم إطلاقها من مسافة تتراوح بين 100 و200 كيلومتر. وجرى تطوير وتصنيع المنظومة بشكل مشترك بين مؤسسة رافائيل لأنظمة الدفاع المتقدمة المملوكة لإسرائيل وشركة آر.تي.إكس الأمريكية، التي كانت تعرف سابقاً باسم ريثيون، وهي مصممة كذلك لاعتراض الطائرات والطائرات المسيرة وصواريخ كروز. القبة الحديدية تم بناء القبة الحديدية، وهي منظومة دفاع جوي قصيرة المدى، لاعتراض صواريخ مثل تلك التي تطلقها حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) من غزة. وطورت شركة رافائيل لأنظمة الدفاع المتقدمة منظومة القبة الحديدية بدعم من الولايات المتحدة، وصارت جاهزة للعمل في عام 2011. وتطلق كل وحدة محمولة على شاحنة صواريخ موجهة بالرادار لنسف تهديدات قصيرة المدى مثل الصواريخ وقذائف المورتر والطائرات المسيرة في الجو. ونشرت إسرائيل نسخة بحرية من القبة الحديدية لحماية السفن والأصول البحرية في عام 2017. منظومة ثاد الأمريكية قال الجيش الأمريكي في أكتوبر/ تشرين الأول إنه أرسل إلى إسرائيل منظومة ثاد المتقدمة المضادة للصواريخ. وتعد منظومة ثاد مكوناً رئيسياً في أنظمة الدفاع الجوي للجيش الأمريكي، وهي مصممة لاعتراض وتدمير تهديدات الصواريخ الباليستية ذات المدى القصير والمتوسط وفوق المتوسط خلال المرحلة النهائية من تحليقها.

هل من حق إسرائيل قصف المفاعلات النووية الإيرانية؟ إليك ما يقوله القانون الدولي
هل من حق إسرائيل قصف المفاعلات النووية الإيرانية؟ إليك ما يقوله القانون الدولي

بوست عربي

timeمنذ 5 أيام

  • بوست عربي

هل من حق إسرائيل قصف المفاعلات النووية الإيرانية؟ إليك ما يقوله القانون الدولي

قال خبراء بارزون ومؤسسات حقوقية دولية متخصصة في القانون الدولي إن الهجمات التي شنتها إسرائيل على إيران، الجمعة 13 يونيو/حزيران 2025، والتي استهدفت "عشرات" المواقع، بما في ذلك المنشآت النووية، والقادة العسكريين، والعلماء، تُعد غير قانونية. وقد استندت إسرائيل في هجومها الأخير على طهران إلى مبررات "الدفاع الوقائي عن النفس"، والتي تبرر استخدام القوة ضد دولة أخرى بهدف منع هجوم متوقع في المستقبل. إلا أن مثل هذه الحجة تتعارض مع القواعد التي تحكم استخدام القوة بموجب القانون الدولي، بما في ذلك الشروط المحدودة لاستخدام القوة التي ينص عليها ميثاق الأمم المتحدة، إضافة إلى الحظر المفروض على جريمة العدوان، وفقاً لتقرير نشره موقع ميدل إيست آي البريطاني. — عربي بوست (@arabic_post) June 14, 2025 وأوضح خبراء أن استخدام القوة لا يكون قانونياً إلا إذا كان الهدف منه صدّ هجوم وشيك أو هجوم جارٍ بالفعل. واتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الحكومة الإيرانية ببدء تصنيع رؤوس نووية، وقال إن الهجوم كان يهدف إلى "صد التهديد الإيراني لبقاء إسرائيل"، مضيفاً أن العملية ستستغرق "أياماً عديدة". في المقابل، وصف بيان صادر عن وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، تصرفات إسرائيل بأنها انتهاك صارخ للقانون الدولي، مشيراً إلى أنها انتهكت السيادة الوطنية الإيرانية وسلامة أراضيها، وهاجمت منشآتها النووية ومناطقها السكنية. هل انتهكت إسرائيل القانون الدولي في هجومها الأخير ضد إيران؟ وفقاً للقانون الدولي، هناك عدة معايير يجب أخذها في الاعتبار لتقييم ما إذا كان من حق الاحتلال الإسرائيلي قصف المفاعلات النووية الإيرانية. وتعتمد الإجابة عن هذا السؤال على تفسير عدد من المفاهيم القانونية، مثل مبدأ الدفاع عن النفس، وحقوق السيادة، واستهداف المدنيين. 1- حق الدفاع عن النفس تنص المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة على أن من حق الدول الدفاع عن نفسها في حال تعرضها لاعتداء مسلح مباشر. وإذا اعتبرت إسرائيل أن البرنامج النووي الإيراني يشكل تهديداً وشيكاً لأمنها، يمكنها الاستناد إلى مبدأ الدفاع عن النفس، بشرط أن يكون الهجوم متناسباً مع التهديد، وأن يُنفذ في إطار الدفاع الفوري. لكن وفقاً لخبراء في القانون الدولي، فإن الأهداف المعلنة للهجوم الإسرائيلي هذه المرة تمحورت حول منع هجوم نووي إيراني محتمل في المستقبل، ولم يكن رداً على هجوم بدأ أو هجوم وشيك الوقوع. وبما أن إيران لم تحصل بعد على أسلحة نووية، فلا يوجد تهديد وشيك يبرر لجوء إسرائيل إلى الدفاع الاستباقي عن النفس. ووفقاً للباحث في القانون الدولي، ماركو ميلانوفيتش، هناك ثلاثة توجهات رئيسية بشأن تفسير حق الدفاع عن النفس في القانون الدولي: يجيز بعضها استخدام الدفاع الوقائي عن النفس لصد تهديدات مستقبلية محتملة، وخاصة تلك التي تُعتبر وجودية. ويُجيز بعضها استخدام القوة بهدف استباق هجمات وشيكة. بينما لا يُجيز البعض الآخر اللجوء إلى استخدام القوة إلا بعد وقوع الهجوم فعلياً. ويؤكد ميلانوفيتش أن استخدام القوة لمنع هجوم مستقبلي، كما فعلت إسرائيل في عمليتها الأخيرة، يُعتبر "غير مقبول قانونياً" من قِبل غالبية فقهاء القانون الدولي. وفي مقال نشره عبر موقع EJIL Talk قال:"إن استخدام إسرائيل للقوة ضد إيران، استناداً إلى الحقائق المتاحة، يُرجَّح أن يكون غير قانوني". وأضاف: "ما لم تتمكن إسرائيل من تقديم أدلة أكثر إقناعاً بكثير من تلك المتوفرة حالياً للعامة، فمن غير المنطقي الزعم بأن إيران كانت على وشك مهاجمة إسرائيل، أو أن استخدام القوة كان الخيار الوحيد لمنع هذا الهجوم". 2- جريمة العدوان وجريمة العدوان هي واحدة من الجرائم الدولية الأربع الأساسية المنصوص عليها في نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، إلى جانب الإبادة الجماعية، والجرائم ضد الإنسانية، وجرائم الحرب. ويُقصد بها التخطيط أو الإعداد أو الشروع أو تنفيذ عمل عدواني، أو استخدام القوة بما يخالف ميثاق الأمم المتحدة، من قِبل شخص يشغل منصباً قيادياً، مثل رئيس دولة أو قائد عسكري كبير. وقد اتهم عدد من الباحثين القانونيين إسرائيل بارتكاب جريمة العدوان في هجومها على إيران. وقال البروفيسور كيفن جون هيلر، من جامعة كوبنهاغن:"قليلة هي الأفعال التي تُعد غير قانونية بشكل قاطع أكثر من الدفاع الوقائي عن النفس في غياب تهديد وشيك. لذلك، فإن هجوم إسرائيل غير قانوني وإجرامي – جريمة عدوان". كما وصف الباحث سيرجي فاسيلييف، من الجامعة المفتوحة في هولندا، الهجوم بأنه يندرج ضمن جريمة العدوان. وكتب على حسابه في منصة إكس (تويتر سابقاً):"هذه العملية تمثل استخداماً غير قانوني للقوة. لم تُشكّل إيران أي تهديد وشيك لإسرائيل يبرر مثل هذا الهجوم. هذا عمل عدواني". Israel has just attacked Iran by conducting strikes on Tehran, Ahvaz, Urmia, and Maragheh to eliminate its military leadership. This operation is an unlawful use of force. Iran presented no imminent threat to Israel that would justify such an attack. This is an act of aggression. — Sergey Vasiliev (@sevslv) June 13, 2025 3. سيادة الدول تُعتبر سيادة الدولة من المبادئ الأساسية في القانون الدولي. وبما أن كلًّا من إسرائيل وإيران دولتان ذاتا سيادة، فإن أي هجوم على منشأة داخل دولة أخرى – حتى في ظل تهديد متصور – قد يُعد خرقاً لسيادتها، ما لم يكن هناك مبرر مشروع قائم على الدفاع عن النفس. وتحظر المادة 2 (4) من ميثاق الأمم المتحدة "التهديد باستعمال القوة أو استخدامها ضد السلامة الإقليمية أو الاستقلال السياسي لأي دولة". 4. الأمم المتحدة والمجتمع الدولي يخول ميثاق الأمم المتحدة لمجلس الأمن إصدار قرارات باستخدام القوة في حال وجود تهديد فعلي للسلم والأمن الدوليين. غير أن ذلك يتطلب عادة إجماع الأعضاء الدائمين في المجلس، وهو ما لم يتحقق في حالة الهجوم الإسرائيلي على إيران. وفي ظل غياب تفويض دولي أو توافق داخل مجلس الأمن، تُصنّف الضربات الإسرائيلية على أنها غير مبررة قانونياً. 5- استهداف المدنيين: استهدفت الضربات العسكرية الإسرائيلية الأخيرة عشرات المواقع، بما في ذلك المنشأة النووية الإيرانية في نطنز، وأسفرت عن مقتل قادة عسكريين وعلماء نوويين إيرانيين بارزين. ويُحظر بموجب القانون الإنساني الدولي استهداف المدنيين عمداً. وقد طُرحت شكوك قوية بشأن كون العلماء النوويين الذين قُتلوا جراء الهجوم من الأشخاص المحميين بموجب هذا القانون، ما يجعل من عملية استهدافهم انتهاكاً محتملاً. وعلاوة على ذلك، أشارت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى أن الهجمات على المنشآت النووية قد تتسبب في إطلاق مواد إشعاعية، مما يُلحق ضرراً جسيماً بالمدنيين والبيئة المحيطة. وقال سعيد بن عربية، مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في لجنة الحقوقيين الدولية:"لا شيء في القانون الدولي يبرر هذه الهجمات المسلحة أو الاستهداف المتعمد للمدنيين المحميين". أما المؤرخ والأكاديمي الأمريكي خوان كول، أستاذ تاريخ الشرق الأوسط وجنوب آسيا في جامعة ميشيغان، فقد كتب:"إذا قصفت الطائرات المقاتلة الإسرائيلية مخزونات من اليورانيوم غير المخصب، فإن ذلك قد يُطلق غباراً مشعاً في الجو، مما يزيد من احتمالات الإصابة بسرطان الرئة لدى السكان المتضررين. أما إذا استهدفت يورانيوم مخصب، فسيكون ذلك بمثابة قنبلة قذرة". وفي مقال نشره عبر موقع Common Dreams تحت عنوان: "قصف إسرائيل غير المبرر لإيران ينتهك القانون الدولي" ، أضاف كول: "لا تشير تقديرات الاستخبارات الأمريكية إلى أن إيران تمتلك برنامجاً نووياً عسكرياً، بل برنامجاً مدنياً لتخصيب اليورانيوم. وبموجب القانون الدولي، يُسمح لها بإنتاج الوقود لمفاعل بوشهر، الذي بُنِي بدعم روسي، مع وجود خطط للتوسع. وبالتالي، فإن الهجوم الإسرائيلي يُعد انتهاكاً للقانون الإنساني الدولي".

6 موجات من الصواريخ الباليستية والمسيرات.. تفاصيل الرد الإيراني على إسرائيل والخسائر 'غير المسبوقة' الناجمة عنه
6 موجات من الصواريخ الباليستية والمسيرات.. تفاصيل الرد الإيراني على إسرائيل والخسائر 'غير المسبوقة' الناجمة عنه

بوست عربي

timeمنذ 5 أيام

  • بوست عربي

6 موجات من الصواريخ الباليستية والمسيرات.. تفاصيل الرد الإيراني على إسرائيل والخسائر 'غير المسبوقة' الناجمة عنه

شهدت الأراضي الفلسطينية المحتلة صباح السبت، 14 يونيو/ حزيران 2025، هجومًا إيرانيًا "عنيفًا" وصف بأنه "الأقوى" ضد إسرائيل في تاريخها، وذلك ردًا على الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف الأراضي الإيرانية وراح ضحيته عشرات الأهداف العسكرية والشخصيات العسكرية الإيرانية. قامت إيران باستهداف الاحتلال الإسرائيلي بثلاث موجات من الصواريخ ليلة الجمعة – السبت. ونقلت هيئة البث العبرية الرسمية عن الجيش الإسرائيلي قوله إنه رصد إطلاق صواريخ من إيران باتجاه إسرائيل، وطالب الإسرائيليين بـ"الدخول إلى الملاجئ والبقاء فيها حتى إشعار آخر". وفي وقت سابق مساء الجمعة، بدأ الرد الإيراني على العدوان الإسرائيلي على أراضيه. فيما ذكرت الإذاعة الإسرائيلية الرسمية أن "150 صاروخًا أُطلق من إيران"، وادعت اعتراض معظمها. وأكدت إيران حقها الشرعي في الرد على الهجوم، وتوعد المرشد الأعلى علي خامنئي – عبر رسالة وجهها إلى شعبه – إسرائيل بـ"رد ساحق" يجعلها تندم على هجومها. سقوط صواريخ في تل أبيب قالت وسائل إعلام إسرائيلية إن ما يُعتقد أنه صاروخ سقط في تل أبيب، وسمع شاهد من رويترز دوي انفجار قوي في القدس. ولم يتضح ما إذا كانت الضربات الإيرانية أو الإجراءات الدفاعية الإسرائيلية وراء هذا النشاط. وقالت وكالة أنباء فارس الإيرانية إن طهران شنت موجات من الغارات الجوية السبت بعد إطلاق موجتين ليل الجمعة. وقال شهود إن إحدى هذه الموجات استهدفت تل أبيب فجر اليوم، حيث سُمع دوي انفجارات في العاصمة والقدس. وجاءت تلك الغارات ردًا على الهجمات الإسرائيلية على إيران في وقت مبكر من يوم الجمعة، والتي استهدفت قادة وعلماء نوويين وأهدافًا عسكرية ومواقع نووية. وتنفي إيران أن تكون أنشطتها لتخصيب اليورانيوم جزءًا من برنامج أسلحة سرّي. وفي وسط تل أبيب، أصيب مبنى شاهق أدى إلى إلحاق أضرار بالثلث السفلي منه، في منطقة حضرية مكتظة بالسكان. ودُمر مبنى سكني في مدينة رامات جان المجاورة. وقالت خدمة الإسعاف الإسرائيلية إن 65 شخصًا أصيبوا الجمعة في منطقة تل أبيب، معظمهم بإصابات طفيفة. وأعلنت الشرطة لاحقًا عن مقتل شخص واحد، فيما عادت السلطات وأعلنت عن مقتل 3 في القصف الإيراني. وقال مسؤولان أمريكيان إن الجيش الأمريكي ساعد في إسقاط صواريخ إيرانية كانت متجهة إلى إسرائيل الجمعة. وأكد الجيش الإسرائيلي أن إيران أطلقت أقل من 100 صاروخ أمس، وتم اعتراض معظمها. وقد أصيبت عدة مبانٍ في تل أبيب ومحيطها. أثارت الضربات الإسرائيلية على إيران طوال يوم الجمعة، والرد الإيراني عليها، مخاوف من اندلاع حرب إقليمية أوسع نطاقًا، رغم أن إسرائيل قضت على الكثير من قدرات اثنين من أكبر حلفاء إيران في المنطقة: حركة حماس في غزة وجماعة حزب الله في لبنان. حصاد القصف الإيراني لإسرائيل الأهداف التي استهدفتها الصواريخ والمسيرات الإيرانية في إسرائيل: مركز تل أبيب المالي يعد مركز تل أبيب المالي منطقة تجارية رئيسية تضم مباني البورصة ومكاتب الشركات الكبرى، ويُعتبر رمزًا اقتصاديًا هامًا في إسرائيل. ذكرت الصحف الإيرانية أن الصواريخ الإيرانية استهدفت مراكز مدنية في تل أبيب، بما في ذلك المركز المالي، كجزء من الهجوم الواسع. والهدف من استهدافه قد يكون إلحاق ضرر اقتصادي ورمزي. في السياق، قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" إنه أُصيب ما لا يقل عن 63 شخصًا في إسرائيل جراء الهجوم. أما "تايمز أوف إسرائيل"، فأشارت إلى أن الهجوم أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص (واحد في تل أبيب ليلة الجمعة واثنان في وسط إسرائيل صباح السبت) وإصابة العشرات. وذكرت صحيفة "نيوزويك" الأمريكية أن الصواريخ أصابت مبانٍ سكنية وتسببت في حرائق. وتم تفعيل نظام الدفاع الجوي "القبة الحديدية" لاعتراض الصواريخ، لكن بعضها اخترق الدفاعات وأصاب أهدافًا. القدس ذكرت وكالة "رويترز" البريطانية وصحيفة "الغارديان" البريطانية أن انفجارات سُمعت فوق القدس مع تفعيل صفارات الإنذار، مما يشير إلى استهداف المدينة أو محيطها بالصواريخ الإيرانية. أفادت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية (إسنا) أن الصواريخ استهدفت مواقع استراتيجية في المنطقة. ولم تُبلغ المصادر عن أضرار مادية كبيرة في القدس، لكن تقارير من "إن بي آر" وصحيفة "واشنطن بوست" أكدت أن الدفاعات الجوية الإسرائيلية، بدعم من الولايات المتحدة، نجحت في اعتراض معظم الصواريخ فوق المدينة. ولم تُسجل خسائر بشرية كبيرة في القدس. قواعد جوية عسكرية (نفاتيم، رامون، وتل نوف) تضم إسرائيل عدة قواعد جوية رئيسية، مثل قاعدة نفاتيم وقاعدة رامون في النقب، وقاعدة تل نوف الجوية قرب تل أبيب، وهي مراكز حيوية للقوات الجوية الإسرائيلية. أعلن الحرس الثوري الإيراني، وفقًا لرويترز، أن وحدات الصواريخ والطائرات المسيرة استهدفت قواعد جوية إسرائيلية كانت مصدر الهجوم على إيران. ذكرت سي إن إن أن إيران استهدفت قاعدة تل نوف الجوية على وجه التحديد، إلى جانب قواعد أخرى. أفادت تقارير من الجزيرة أن الهجمات استهدفت مواقع عسكرية استراتيجية، بما في ذلك قواعد جوية. ذكر الجيش الإسرائيلي، وفقًا لصحيفة الغارديان، أن معظم الصواريخ والمسيرات تم اعتراضها، لكن بعض الصواريخ أصابت أهدافًا عسكرية. ولم تُبلغ المصادر عن أضرار كبيرة في القواعد الجوية، لكن تقارير سابقة (من هجمات أبريل 2024) أشارت إلى أضرار طفيفة في قاعدة نفاتيم. مراكز الصناعات العسكرية تشمل هذه المراكز مصانع إنتاج الأسلحة والمعدات العسكرية في إسرائيل، وهي أهداف استراتيجية تهدف إيران إلى تعطيلها. أفادت سي إن إن أن الحرس الثوري الإيراني أعلن استهداف "مراكز عسكرية-صناعية" تُستخدم لإنتاج الصواريخ والمعدات العسكرية. لم تُحدد المصادر مواقع هذه المراكز بدقة، لكن الهجوم شمل مواقع في وسط إسرائيل وحول تل أبيب. لم تُوفر المصادر تفاصيل دقيقة عن الأضرار في هذه المراكز، لكن وكالة مهر الإيرانية ادعت نجاح الصواريخ في إصابة أهداف استراتيجية بناءً على صور الأقمار الصناعية واستخبارات تم اعتراضها. حيفا ذكرت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية (إسنا) أن إيران استهدفت عدة مواقع في منطقة حيفا، بما في ذلك مواقع عسكرية محتملة. لم تُحدد المصادر مواقع بعينها، لكن الهجمات شملت صواريخ باليستية وطائرات مسيرة. لم تُبلغ الصحف عن أضرار كبيرة في حيفا، لكن الجيش الإسرائيلي أكد اعتراض معظم الصواريخ في شمال إسرائيل. منصة الغاز قبالة ساحل قطاع غزة تقع منصات الغاز الطبيعي في البحر الأبيض المتوسط قبالة سواحل غزة، وتُعد جزءًا من البنية التحتية للطاقة في إسرائيل. أفادت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية (إسنا) أن إيران استهدفت منصة غاز قبالة ساحل غزة. مركز أبحاث إسرائيلي أعلنت إسرائيل عن استهداف مبنى "هام" في قلب تل أبيب، بينما ذكرت منصات ومواقع إيرانية منها "إيران بالعربية" أن الجيش الإيراني استطاع استهداف مقر مركز الأبحاث الإسرائيلية النووية بشكل مباشر وتم تدميره. دور أنظمة الدفاع الإسرائيلية نجحت منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية، بما في ذلك القبة الحديدية ونظام "أرو"، بدعم من الولايات المتحدة والأردن، في اعتراض الكثير من الصواريخ والطائرات المسيرة، وفقًا لـ"الغارديان" و"تايمز أوف إسرائيل". ومع ذلك، أصابت بعض الصواريخ أهدافًا، خاصة في تل أبيب وريشون لتسيون. الخسائر البشرية أفادت "تايمز أوف إسرائيل" بمقتل ثلاثة أشخاص وإصابة العشرات، معظم الإصابات في تل أبيب ووسط إسرائيل. وذكرت "واشنطن بوست" أن 63 شخصًا على الأقل أُصيبوا في الهجمات. بعد الهجوم، أعلن رئيس بلدية تل أبيب حالة الطوارئ المحلية لمدة 48 ساعة، وفتحت السلطات مراكز طوارئ لإيواء السكان المتضررين. كما تم نشر قوات الشرطة والجيش في مناطق الإصابة لتأمينها والتحقيق في نوعية الأسلحة المستخدمة. دعا رئيس الحكومة الإسرائيلية إلى اجتماع أمني طارئ، فيما توالت إدانات دولية للهجوم مع دعوات لضبط النفس من قبل الأمم المتحدة وأطراف أوروبية. صافرات الإنذار والهروب إلى الملاجئ مع بدء الهجوم الإيراني، دوّت صفارات الإنذار في تل أبيب، القدس، بئر السبع، ومستوطَنات عديدة في الجنوب والوسط، إيذانًا بضرورة اللجوء الفوري إلى الملاجئ. سُجلت هذه الإنذارات على مدى ساعات طويلة متقطعة، مما تسبب بحالة من الهلع الجماعي وخلق مشاهد غير مألوفة من الهروب والاحتماء السريع. مباشرة بعد انطلاق صافرات الإنذار، شوهد مئات المدنيين يركضون في الشوارع وهم في حالة ذعر، حاملين أطفالهم أو أمتعتهم الأساسية، في محاولة للوصول إلى الملاجئ العامة أو الغرف المحصنة داخل منازلهم. في مدينة تل أبيب، بثت القنوات الإسرائيلية مشاهد مباشرة من محطة قطارات "هَهَچَنَا"، حيث توقفت الحركة فجأة وهرع الناس للنزول إلى الطابق السفلي كمأوى مؤقت. وقد أفادت عدة تقارير بأن بعض المناطق، خاصة في البلدات القديمة، لم تكن مجهزة بشكل كافٍ بالملاجئ، ما دفع الأهالي إلى اللجوء إلى مواقف السيارات تحت الأرض أو حتى الدرج الداخلي في المنازل، وهو ما زاد من حالة الارتباك والضغط النفسي. أصدرت قيادة الجبهة الداخلية في الجيش الإسرائيلي تعليمات طارئة عبر جميع وسائل الإعلام وعبر رسائل نصية جماعية إلى الهواتف المحمولة، تدعو فيها السكان إلى البقاء داخل الملاجئ أو الغرف المحصنة لفترات طويلة، محذرة من أن الهجوم قد يستمر على موجات، وأن مغادرة أماكن الاحتماء تمثل خطرًا على الحياة. وشملت التعليمات أيضًا تعليق الأنشطة العامة، وإغلاق المدارس والأسواق، وتعليق النقل العام، مما شل الحركة في معظم أنحاء إسرائيل لساعات. التقديرات الأولية تحدثت عن أكثر من 60 إصابة بين المدنيين نتيجة الشظايا والهلع، إضافة إلى ثلاث وفيات مؤكدة، بينهم امرأة في تل أبيب ورجلان من منطقة المركز. تداعيات على الحياة اليومية مع ازدياد وتيرة القصف، ظهرت تداعيات أخرى على الحياة اليومية، فالمستشفيات امتلأت ليس فقط بالمصابين، بل أيضًا بأشخاص أصيبوا بحالات هلع شديدة أو اختناق داخل الملاجئ المكتظة. واشتكى عدد كبير من السكان في مقابلات مع الإعلام المحلي من أن بعض الملاجئ كانت غير صالحة للاستخدام، أو لم تكن مجهزة بوسائل التهوية والإضاءة الكافية، ما أجبر البعض على مغادرتها بعد شعورهم بالاختناق أو الذعر من المساحات الضيقة. تصريحات تندد بالهجوم وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الهجوم الإيراني بأنه "تجاوز لكل الخطوط الحمراء وعدوان مباشر وغير مسبوق على دولة إسرائيل". وأكد أن الحكومة الإسرائيلية كانت تتوقع هذا النوع من الرد، لكنها مستعدة للردع والمواجهة، مشيرًا إلى أن العمليات العسكرية الإسرائيلية ستستمر حتى تحقيق "الردع الكامل". من جانبه، وصف وزير الدفاع الإسرائيلي إسرائيل كاتس الهجوم الإيراني بأنه "جريمة دولية واضحة تستهدف المدنيين"، مشددًا على أن "من استهدف الشعب الإسرائيلي في قلب بيته، سيدفع الثمن باهظًا مهما طال الزمن أو قصر". أما مستشار الأمن القومي تساحي هنغبي، فأكد أن الرد الإسرائيلي سيكون على مراحل، وأن الجيش "ينفذ الآن عمليات متقدمة داخل العمق الإيراني". قال السفير الأميركي لدى إسرائيل، مايك هاكابي، إن هذه الليلة كانت "قاسية" بسبب كثافة القصف الإيراني، إذ أطلقت طهران 6 دفعات صاروخية حتى الآن على مناطق مختلفة في إسرائيل، وأضاف أنه اضطر للذهاب إلى الملاجئ 5 مرات خلال الليل. تصريحات الجيش الإسرائيلي قال أفيخاي أدرعي، المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، وفقًا لما نقل عنه موقع "تايمز أوف إسرائيل": "خلال الهجوم، أطلقت إيران أكثر من 200 صاروخ وطائرة مسيرة تجاه أهداف داخل إسرائيل، مع محاولات لاستهداف مناطق مدنية وحيوية". وأضاف: "نجحت قوات الدفاع الجوي في اعتراض معظم هذه الصواريخ، لكن بعض الصواريخ أصابت أهدافًا أدت إلى أضرار مادية. نحن نراقب الوضع عن كثب ونستعد لأي تطورات محتملة". تصريحات وزراء ومستشارين إسرائيليين قال يوآف جالانت، وزير الإسكان الإسرائيلي، وفق تقرير إذاعة "كان" العبرية: "في ساعات الهجوم الأولى، اضطر آلاف المواطنين إلى اللجوء إلى الملاجئ في المناطق الجنوبية والوسطى. مشاهد الذعر والفوضى كانت واضحة". وقال مئير بن شابات، مستشار الأمن القومي الإسرائيلي السابق، في مقابلة مع صحيفة "يسرائيل هيوم": "الهجوم الإيراني هذه المرة لا يشبه أي هجوم سابق، فهو تزامن مع تحركات سياسية دولية ومحاولات إيران لفرض واقع جديد في الشرق الأوسط". وأضاف: "استغلال الطائرات المسيّرة مع الصواريخ الباليستية يضع إسرائيل أمام تحدٍ أمني استراتيجي خطير، يتطلب رد فعل شامل وحازم على المستويات العسكرية والدبلوماسية". ثلاث هجمات من إيران أعلن الجيش الإسرائيلي السبت إطلاق 3 هجمات صاروخية جديدة من إيران باتجاه شمال وجنوب ووسط إسرائيل. وقالت الجبهة الداخلية الإسرائيلية (تابعة للجيش) في بيان إن إيران أطلقت 3 دفعات جديدة من الصواريخ التي استهدفت مناطق واسعة في البلاد. وأضافت أن إجمالي دفعات الصواريخ الإيرانية التي استهدفت إسرائيل منذ مساء الجمعة ارتفع إلى 6. ولفتت إلى أن فرق الإنقاذ عملت في عدة مواقع بأنحاء إسرائيل سقطت فيها صواريخ إيرانية. من جانبها، أفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت" بأن إيران أطلقت 3 دفعات صاروخية على إسرائيل خلال 15 دقيقة فقط. وذكرت الصحيفة أن "موجة القصف الإيراني الأخيرة على إسرائيل أسفرت عن تدمير 6 منازل في مناطق وسط البلاد". وقالت هيئة البث العبرية الإسرائيلية إن إسرائيليًا قُتل وأصيب 14 آخرون بجروح بعد أن أصابت صواريخ إيرانية مجموعة من المباني في جنوب تل أبيب وسط إسرائيل. وأوضحت أن الصواريخ الإيرانية تسببت في تدمير عدد من المباني بمنطقة ريشون لتسيون جنوب تل أبيب. وأشارت إلى أن دوي انفجارات سُمع في مناطق واسعة من إسرائيل، بعضها للمرة الأولى في شمال ووسط وجنوب البلاد. خلفية الهجوم الإسرائيلي منذ فجر الجمعة، بدأت إسرائيل، وبدعم ضمني من الولايات المتحدة، هجومًا واسعًا على إيران بأكثر من 200 مقاتلة، أسمته "الأسد الصاعد"، وقصفت خلاله منشآت نووية وقواعد صواريخ في مناطق مختلفة واغتالت قادة عسكريين بارزين وعلماء نوويين. وأعلن الجيش الإسرائيلي أن هجومه "الاستباقي"، الذي تواصل على موجات متتالية، جاء بتوجيهات من المستوى السياسي، فيما قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إن "هدف الهجوم غير المسبوق هو ضرب البنية التحتية النووية الإيرانية ومصانع الصواريخ البالستية والعديد من القدرات العسكرية". ومساء الجمعة، بدأت إيران في الرد على الهجوم الإسرائيلي بهجوم صاروخي واسع. والهجوم الإسرائيلي على إيران اليوم يعد الأوسع من نوعه، ويمثل انتقالًا واضحًا من "حرب الظل" التي كانت تديرها تل أبيب ضد طهران عبر التفجيرات والاغتيالات، إلى صراع عسكري مفتوح يتجاوز ما شهده الشرق الأوسط منذ سنوات.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store