
سرطان البنكرياس... عدوانية أشد وتشخيص أصعب
سرطان خطير
ورغم أن معدل الإصابة بسرطان البنكرياس أقل مقارنةً بأنواع السرطان الأخرى؛ مثل سرطان الثدي أو الرئة، فإن خطورته تكمن في طبيعته العدوانية التي تجعله من أكثر السرطانات المميتة. ويتميز هذا النوع من السرطان بنمو سريع للخلايا الخبيثة، التي غالباً ما تنتشر إلى الأعضاء المجاورة في مراحل مبكرة قبل ظهور أي أعراض واضحة، مما يؤدي إلى تأخر التشخيص وتقليل فرص نجاح العلاج.
ومن بين التحديات الرئيسية المرتبطة بسرطان البنكرياس عدم وجود فحوصاتِ كشفٍ مبكر دقيقةٍ، مثل المتوفرة لأنواع السرطان الأخرى، كسرطان الثدي أو القولون. بالإضافة إلى ذلك، فإن الأعراض المبكرة غالباً ما تكون غير محددة، حيث تشمل آلاماً في البطن، وفقداناً غير مبرر للوزن، وتغيرات في الهضم، وهي أعراض قد تتشابه مع أمراض الجهاز الهضمي الأخرى، ما يؤدي إلى تجاهلها أو تأخير تشخيصها.
ونتيجة لهذه العوامل، يتم تشخيص معظم الحالات في مراحل متقدمة، حيث يكون السرطان قد انتشر إلى الكبد أو الرئتين أو الغدد الليمفاوية، ما يجعل التدخل الجراحي مستحيلاً ويحد من فاعلية العلاجات التقليدية مثل العلاج الكيميائي أو الإشعاعي. ولذلك، فإن معدل البقاء على قيد الحياة لمرضى سرطان البنكرياس، لا يزال منخفضاً مقارنة بأنواع السرطان الأخرى، حيث تشير الإحصائيات إلى أن نسبة البقاء لخمس سنوات بعد التشخيص لا تتجاوز 10 في المائة في معظم الحالات.
وبسبب هذا الواقع القاتم، تركز الأبحاث الطبية الحديثة على تطوير وسائل جديدة للكشف المبكر، بالإضافة إلى علاجات مبتكرة مثل العلاج المناعي والعلاج الجيني، والتي قد تسهم في تحسين نتائج العلاج وزيادة فرص البقاء على قيد الحياة في المستقبل.
عوامل الخطر والأعراض
• طفرات جينية. يتطور سرطان البنكرياس عادةً من آفات ما قبل سرطانية، وأكثرها شيوعاً هو التنشؤ الظهاري داخل القنوات البنكرياسية (Pancreatic Intraepithelial Neoplasia (PanIN)). تلعب الطفرات الجينية دوراً أساسياً في تحول هذه الآفات إلى سرطان خبيث. وتشمل الطفرات الرئيسية:
-طفرة KRAS: تظهر في 90 في المائة من الحالات.
-طفرة CDKN2A: موجودة في 95 في المائة من الحالات.
-طفرة TP53: تحدث في نحو 75 في المائة من الحالات.
-طفرة SMAD4: توجد في 55 في المائة من الحالات، وترتبط بتوقعات سيئة للبقاء.
يتميز سرطان البنكرياس أيضاً بوجود بيئة ورمية ميكروية (tumor microenvironment) معقدة، تتكون من نسيج ليفي كثيف وخلايا مثبطة للمناعة، مما يعزز نمو الورم ويمنحه مقاومة قوية للعلاج.
• عوامل الخطر. في عام 2021، تم تسجيل نحو 60430 حالة جديدة من سرطان البنكرياس في الولايات المتحدة. وتشير الإحصائيات إلى أن معدل الإصابة بسرطان البنكرياس يزداد بنسبة تتراوح بين 0.5 و1.0 في المائة سنوياً، ومن المتوقع أن يصبح ثاني أكثر الأسباب شيوعاً لوفيات السرطان بحلول عام 2030، بحسب شبكة «جاما» الطبية (Jama Network).
وتشمل عوامل الخطر المعروفة لسرطان البنكرياس ما يلي:
-العمر: غالبية الحالات تُشخَّص بعد سن 65 عاماً.
-التدخين: وفقاً للجمعية الأميركية للسرطان، يزيد التدخين من خطر الإصابة بسرطان البنكرياس بمقدار الضعف مقارنةً بغير المدخنين.
-السمنة والخمول البدني: يزيدان من احتمالية الإصابة.
-مرض السكري: خصوصاً مرض السكري الجديد، الذي قد يكون عامل خطر، وأيضاً عرضاً مبكراً.
-التهاب البنكرياس المزمن: يسبب التهابات طويلة الأمد تزيد من خطر الإصابة.
-التاريخ العائلي والطفرات الجينية: الطفرات في الجينات مثل «BRCA2» تزيد من القابلية للإصابة.
• الأعراض السريرية. يصعب اكتشاف سرطان البنكرياس في مراحله المبكرة بسبب غياب الأعراض الواضحة. تشمل الأعراض الأكثر شيوعاً:
-آلام البطن: غالباً ما تمتد إلى الظهر.
-فقدان الوزن غير المبرر: علامة شائعة في الحالات المتقدمة.
-اليرقان (اصفرار الجلد والعينين): بسبب انسداد القنوات الصفراوية.
-مرض السكري المفاجئ: خصوصاً عند غير المصابين بالسمنة.
-اضطرابات الجهاز الهضمي: مثل الغثيان، والتقيؤ، وفقدان الشهية.
التشخيص والعلاج
• التشخيص، ويشمل:
+ أولاً: وسائل تقليدية. نظراً لموقع البنكرياس العميق في الجسم، وعدم وضوح الأعراض في البداية، فإن تشخيص سرطان البنكرياس يمثل تحدياً كبيراً. تشمل الفحوصات التشخيصية:
-التصوير الطبي: مثل التصوير المقطعي المحوسب (CT)، والتصوير بالرنين المغناطيسي (MRI)، للحصول على صور واضحة للبنكرياس.
-التصوير بالموجات فوق الصوتية بالمنظار (EUS): يوفر دقة تشخيصية عالية ويسمح بأخذ خزعات نسيجية.
-اختبارات الدم: مثل قياس مستضد السرطان (CA 19-9)، والذي يستخدم علامة بيولوجية، لكنه ليس دقيقاً بدرجة كافية للكشف المبكر.
+ثانياً: تطورات جديدة في التشخيص، وتشمل:
-اختبار «PAC-MANN-1» تقنية مبتكرة للكشف المبكر عن سرطان البنكرياس.
-«الإنتاج الإنزيمي للبروتياز كمؤشر لتطور السرطان».
-وتم حديثاً تطوير اختبار اسمه «PAC-MANN-1» قائم على تحليل الدم، وقد أظهر دقة تصل إلى 98 في المائة في التمييز بين سرطان البنكرياس والحالات غير السرطانية، بالإضافة إلى دقته بنسبة 85 في المائة في الكشف عن المراحل المبكرة للمرض.
ويقول البروفسور هولدن ثورب (Holden Thorp, Ph.D.) أستاذ الكيمياء في جامعة جورج واشنطن، إن إنتاج البروتياز (proteases) يُعدّ إحدى العلامات المميزة لتطور السرطان، حيث يمكن أن توفر نشاطات البروتياز المنتشرة في الجسم معلومات تشخيصية لأنواع معينة من السرطانات.
ويعد سرطان البنكرياس الغدي القنوي (PDAC) من أكثر أنواع السرطانات عدوانية، ويفتقر إلى طرق كشف مبكر فعالة، مما يجعل خيارات العلاج محدودة عند اكتشاف المرض في مراحله المتأخرة كما جاء في مجلة «Science Translational Medicine».
في هذا السياق، قام الباحث مونتويا ميرا (Montoya Mira et al) وزملاؤه بتصميم اختبار سريع وغير جراحي يعتمد على ببتيد حساس للبروتياز مرتبط بمجس نانوي مغناطيسي مُعَلَّم بصبغة فلورية. ويهدف هذا الاختبار إلى الكشف عن نشاط البروتياز في عينة دم صغيرة.
تم تحسين هذا الاختبار المبتكر، المسمى «PAC-MANN-1»، ليتمكن من اكتشاف جميع مراحل سرطان البنكرياس الغدي القنوي (PDAC) بأداء فائق مقارنةً بالمؤشر البيولوجي السريري التقليدي (CA 19-9). إضافةً إلى ذلك، استطاع اختبار «PAC-MANN-1» التمييز بين عينات سرطان البنكرياس وعينات الأفراد الأصحاء، بل وتمكن أيضاً من التفريق بين سرطان البنكرياس وأمراض البنكرياس الأخرى، مما يعزز دقته في التشخيص السريري.
ولا يقتصر دور هذا الاختبار على الكشف المبكر؛ بل يمكن استخدامه أيضاً لمراقبة تطور العلاج لدى المرضى المصابين بسرطان البنكرياس. ويمثل اختبار «PAC-MANN-1» أداة واعدة تستدعي مزيداً من التطوير السريري، إذ يمكن أن يسهم بشكل كبير في زيادة معدلات التشخيص المبكر، وتحسين فرص البقاء على قيد الحياة للمرضى المصابين بسرطان البنكرياس الغدي القنوي (PDAC).
• خيارات العلاج. يعتمد العلاج على مرحلة السرطان عند التشخيص:
-أولاً: الاستئصال الجراحي. يعد الخيار العلاجي الوحيد القابل للشفاء، لكنه متاح فقط لـ20 في المائة من المرضى الذين يتم تشخيصهم في مراحل مبكرة، وفقاً للمعاهد الوطنية للصحة.
-ثانياً: العلاج الكيميائي. يُستخدم قبل الجراحة وبعدها، وأيضاً لعلاج الحالات المتقدمة. وقد أظهر بروتوكول «FOLFIRINOX» تحسناً في معدل البقاء مقارنة بعلاج الجمسيتابين (gemcitabine) التقليدي.
-ثالثاً: العلاج الإشعاعي. يُستخدم في بعض الحالات المتقدمة بالتزامن مع العلاج الكيميائي.
-رابعاً: الرعاية التلطيفية. تهدف إلى تخفيف الأعراض وتحسين جودة الحياة لدى المرضى في المراحل النهائية.
عدم ظهور أي أعراض واضحة له يؤدي إلى تأخر التشخيص وتقليل فرص نجاح العلاج
توقعات مستقبلية
أما حول التوقعات المستقبلية وأبحاث السرطان، فوفقاً لشبكة «جاما» الطبية، فإن البحث مستمر في عدة اتجاهات لتطوير طرق تشخيص وعلاج أكثر كفاءة، من أبرزها:
-تحليل الجينات والطب الشخصي: يعمل الباحثون على فهم الطفرات الجينية المرتبطة بسرطان البنكرياس، مما يسمح بتطوير علاجات مستهدفة تتناسب مع التركيبة الجينية لكل مريض. يساعد هذا النهج في تحسين استجابة المرضى للعلاج، وتقليل الآثار الجانبية مقارنةً بالعلاج التقليدي.
-المناعة والعلاج المناعي: أحد أبرز المجالات المتقدمة في أبحاث السرطان هو تثبيط نقاط التفتيش المناعية، وهي تقنيات تهدف إلى تحفيز الجهاز المناعي لمهاجمة الخلايا السرطانية بشكل أكثر فاعلية. تعمل هذه العلاجات على تعطيل البروتينات التي تستخدمها الخلايا السرطانية للهروب من الجهاز المناعي، مما يسمح لجهاز المناعة بمكافحتها بكفاءة أكبر.
-زراعة الأعضاء المصغرة: يشهد مجال الهندسة البيولوجية تطوراً ملحوظاً، حيث يعمل العلماء على تطوير خلايا بنكرياسية اصطناعية قادرة على إنتاج الإنسولين بشكل ذاتي. ومن المتوقع أن تسهم هذه الأبحاث في إيجاد علاجات مبتكرة، لا تقتصر على سرطان البنكرياس فحسب؛ بل تشمل أيضاً مرض السكري وأمراض البنكرياس المزمنة.
-استخدام الذكاء الاصطناعي في التشخيص: تعتمد الأبحاث الحديثة على تقنيات الذكاء الاصطناعي في تحليل الصور الطبية وعينات الأنسجة لاكتشاف العلامات المبكرة للسرطان بدقة أعلى من الطرق التقليدية. يمكن لهذه التقنيات أن تسهم في تقليل معدلات التشخيص الخاطئ وزيادة فرص الاكتشاف المبكر.
-العلاج الجيني وتحرير الحمض النووي: تعمل الفرق البحثية على تطوير تقنيات تعديل الجينات مثل «CRISPR» لاستهداف الطفرات الوراثية المسببة للسرطان. ويُعدّ هذا المجال واعداً، حيث يمكن أن يسمح مستقبلاً بتعديل الخلايا المصابة أو استبدال خلايا سليمة بها.
وهذه الابتكارات تعكس مستقبلاً أكثر إشراقاً في علاج وتشخيص السرطان، حيث يهدف العلماء إلى تحسين معدلات البقاء على قيد الحياة والحد من تطور المرض من خلال تقنيات متقدمة ومستهدفة.
نستخلص، في النهاية، أن سرطان البنكرياس هو من أصعب الأورام الخبيثة في التشخيص والعلاج، مما يجعله من أولويات الأبحاث الطبية العالمية. ومع ذلك، فإن الاكتشاف المبكر وتطوير العلاجات المستهدفة والمناعية قد يُحدثان فرقاً كبيراً في المستقبل.
* استشاري طب المجتمع.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الشرق الأوسط
منذ 2 ساعات
- الشرق الأوسط
سرطان البنكرياس... عدوانية أشد وتشخيص أصعب
يُعدّ سرطان البنكرياس أحد أكثر الأورام الخبيثة فتكاً، حيث ينشأ من البنكرياس، وهو عضو حيوي مسؤول عن إنتاج الإنزيمات الهاضمة التي تساعد في تفتيت الطعام، وتحويله إلى عناصر غذائية قابلة للامتصاص، كما أنه يلعب دوراً أساسياً في تنظيم مستويات السكر بالدم من خلال إنتاج هرمونات مثل الإنسولين والجلوكاجون. سرطان خطير ورغم أن معدل الإصابة بسرطان البنكرياس أقل مقارنةً بأنواع السرطان الأخرى؛ مثل سرطان الثدي أو الرئة، فإن خطورته تكمن في طبيعته العدوانية التي تجعله من أكثر السرطانات المميتة. ويتميز هذا النوع من السرطان بنمو سريع للخلايا الخبيثة، التي غالباً ما تنتشر إلى الأعضاء المجاورة في مراحل مبكرة قبل ظهور أي أعراض واضحة، مما يؤدي إلى تأخر التشخيص وتقليل فرص نجاح العلاج. ومن بين التحديات الرئيسية المرتبطة بسرطان البنكرياس عدم وجود فحوصاتِ كشفٍ مبكر دقيقةٍ، مثل المتوفرة لأنواع السرطان الأخرى، كسرطان الثدي أو القولون. بالإضافة إلى ذلك، فإن الأعراض المبكرة غالباً ما تكون غير محددة، حيث تشمل آلاماً في البطن، وفقداناً غير مبرر للوزن، وتغيرات في الهضم، وهي أعراض قد تتشابه مع أمراض الجهاز الهضمي الأخرى، ما يؤدي إلى تجاهلها أو تأخير تشخيصها. ونتيجة لهذه العوامل، يتم تشخيص معظم الحالات في مراحل متقدمة، حيث يكون السرطان قد انتشر إلى الكبد أو الرئتين أو الغدد الليمفاوية، ما يجعل التدخل الجراحي مستحيلاً ويحد من فاعلية العلاجات التقليدية مثل العلاج الكيميائي أو الإشعاعي. ولذلك، فإن معدل البقاء على قيد الحياة لمرضى سرطان البنكرياس، لا يزال منخفضاً مقارنة بأنواع السرطان الأخرى، حيث تشير الإحصائيات إلى أن نسبة البقاء لخمس سنوات بعد التشخيص لا تتجاوز 10 في المائة في معظم الحالات. وبسبب هذا الواقع القاتم، تركز الأبحاث الطبية الحديثة على تطوير وسائل جديدة للكشف المبكر، بالإضافة إلى علاجات مبتكرة مثل العلاج المناعي والعلاج الجيني، والتي قد تسهم في تحسين نتائج العلاج وزيادة فرص البقاء على قيد الحياة في المستقبل. عوامل الخطر والأعراض • طفرات جينية. يتطور سرطان البنكرياس عادةً من آفات ما قبل سرطانية، وأكثرها شيوعاً هو التنشؤ الظهاري داخل القنوات البنكرياسية (Pancreatic Intraepithelial Neoplasia (PanIN)). تلعب الطفرات الجينية دوراً أساسياً في تحول هذه الآفات إلى سرطان خبيث. وتشمل الطفرات الرئيسية: -طفرة KRAS: تظهر في 90 في المائة من الحالات. -طفرة CDKN2A: موجودة في 95 في المائة من الحالات. -طفرة TP53: تحدث في نحو 75 في المائة من الحالات. -طفرة SMAD4: توجد في 55 في المائة من الحالات، وترتبط بتوقعات سيئة للبقاء. يتميز سرطان البنكرياس أيضاً بوجود بيئة ورمية ميكروية (tumor microenvironment) معقدة، تتكون من نسيج ليفي كثيف وخلايا مثبطة للمناعة، مما يعزز نمو الورم ويمنحه مقاومة قوية للعلاج. • عوامل الخطر. في عام 2021، تم تسجيل نحو 60430 حالة جديدة من سرطان البنكرياس في الولايات المتحدة. وتشير الإحصائيات إلى أن معدل الإصابة بسرطان البنكرياس يزداد بنسبة تتراوح بين 0.5 و1.0 في المائة سنوياً، ومن المتوقع أن يصبح ثاني أكثر الأسباب شيوعاً لوفيات السرطان بحلول عام 2030، بحسب شبكة «جاما» الطبية (Jama Network). وتشمل عوامل الخطر المعروفة لسرطان البنكرياس ما يلي: -العمر: غالبية الحالات تُشخَّص بعد سن 65 عاماً. -التدخين: وفقاً للجمعية الأميركية للسرطان، يزيد التدخين من خطر الإصابة بسرطان البنكرياس بمقدار الضعف مقارنةً بغير المدخنين. -السمنة والخمول البدني: يزيدان من احتمالية الإصابة. -مرض السكري: خصوصاً مرض السكري الجديد، الذي قد يكون عامل خطر، وأيضاً عرضاً مبكراً. -التهاب البنكرياس المزمن: يسبب التهابات طويلة الأمد تزيد من خطر الإصابة. -التاريخ العائلي والطفرات الجينية: الطفرات في الجينات مثل «BRCA2» تزيد من القابلية للإصابة. • الأعراض السريرية. يصعب اكتشاف سرطان البنكرياس في مراحله المبكرة بسبب غياب الأعراض الواضحة. تشمل الأعراض الأكثر شيوعاً: -آلام البطن: غالباً ما تمتد إلى الظهر. -فقدان الوزن غير المبرر: علامة شائعة في الحالات المتقدمة. -اليرقان (اصفرار الجلد والعينين): بسبب انسداد القنوات الصفراوية. -مرض السكري المفاجئ: خصوصاً عند غير المصابين بالسمنة. -اضطرابات الجهاز الهضمي: مثل الغثيان، والتقيؤ، وفقدان الشهية. التشخيص والعلاج • التشخيص، ويشمل: + أولاً: وسائل تقليدية. نظراً لموقع البنكرياس العميق في الجسم، وعدم وضوح الأعراض في البداية، فإن تشخيص سرطان البنكرياس يمثل تحدياً كبيراً. تشمل الفحوصات التشخيصية: -التصوير الطبي: مثل التصوير المقطعي المحوسب (CT)، والتصوير بالرنين المغناطيسي (MRI)، للحصول على صور واضحة للبنكرياس. -التصوير بالموجات فوق الصوتية بالمنظار (EUS): يوفر دقة تشخيصية عالية ويسمح بأخذ خزعات نسيجية. -اختبارات الدم: مثل قياس مستضد السرطان (CA 19-9)، والذي يستخدم علامة بيولوجية، لكنه ليس دقيقاً بدرجة كافية للكشف المبكر. +ثانياً: تطورات جديدة في التشخيص، وتشمل: -اختبار «PAC-MANN-1» تقنية مبتكرة للكشف المبكر عن سرطان البنكرياس. -«الإنتاج الإنزيمي للبروتياز كمؤشر لتطور السرطان». -وتم حديثاً تطوير اختبار اسمه «PAC-MANN-1» قائم على تحليل الدم، وقد أظهر دقة تصل إلى 98 في المائة في التمييز بين سرطان البنكرياس والحالات غير السرطانية، بالإضافة إلى دقته بنسبة 85 في المائة في الكشف عن المراحل المبكرة للمرض. ويقول البروفسور هولدن ثورب (Holden Thorp, Ph.D.) أستاذ الكيمياء في جامعة جورج واشنطن، إن إنتاج البروتياز (proteases) يُعدّ إحدى العلامات المميزة لتطور السرطان، حيث يمكن أن توفر نشاطات البروتياز المنتشرة في الجسم معلومات تشخيصية لأنواع معينة من السرطانات. ويعد سرطان البنكرياس الغدي القنوي (PDAC) من أكثر أنواع السرطانات عدوانية، ويفتقر إلى طرق كشف مبكر فعالة، مما يجعل خيارات العلاج محدودة عند اكتشاف المرض في مراحله المتأخرة كما جاء في مجلة «Science Translational Medicine». في هذا السياق، قام الباحث مونتويا ميرا (Montoya Mira et al) وزملاؤه بتصميم اختبار سريع وغير جراحي يعتمد على ببتيد حساس للبروتياز مرتبط بمجس نانوي مغناطيسي مُعَلَّم بصبغة فلورية. ويهدف هذا الاختبار إلى الكشف عن نشاط البروتياز في عينة دم صغيرة. تم تحسين هذا الاختبار المبتكر، المسمى «PAC-MANN-1»، ليتمكن من اكتشاف جميع مراحل سرطان البنكرياس الغدي القنوي (PDAC) بأداء فائق مقارنةً بالمؤشر البيولوجي السريري التقليدي (CA 19-9). إضافةً إلى ذلك، استطاع اختبار «PAC-MANN-1» التمييز بين عينات سرطان البنكرياس وعينات الأفراد الأصحاء، بل وتمكن أيضاً من التفريق بين سرطان البنكرياس وأمراض البنكرياس الأخرى، مما يعزز دقته في التشخيص السريري. ولا يقتصر دور هذا الاختبار على الكشف المبكر؛ بل يمكن استخدامه أيضاً لمراقبة تطور العلاج لدى المرضى المصابين بسرطان البنكرياس. ويمثل اختبار «PAC-MANN-1» أداة واعدة تستدعي مزيداً من التطوير السريري، إذ يمكن أن يسهم بشكل كبير في زيادة معدلات التشخيص المبكر، وتحسين فرص البقاء على قيد الحياة للمرضى المصابين بسرطان البنكرياس الغدي القنوي (PDAC). • خيارات العلاج. يعتمد العلاج على مرحلة السرطان عند التشخيص: -أولاً: الاستئصال الجراحي. يعد الخيار العلاجي الوحيد القابل للشفاء، لكنه متاح فقط لـ20 في المائة من المرضى الذين يتم تشخيصهم في مراحل مبكرة، وفقاً للمعاهد الوطنية للصحة. -ثانياً: العلاج الكيميائي. يُستخدم قبل الجراحة وبعدها، وأيضاً لعلاج الحالات المتقدمة. وقد أظهر بروتوكول «FOLFIRINOX» تحسناً في معدل البقاء مقارنة بعلاج الجمسيتابين (gemcitabine) التقليدي. -ثالثاً: العلاج الإشعاعي. يُستخدم في بعض الحالات المتقدمة بالتزامن مع العلاج الكيميائي. -رابعاً: الرعاية التلطيفية. تهدف إلى تخفيف الأعراض وتحسين جودة الحياة لدى المرضى في المراحل النهائية. عدم ظهور أي أعراض واضحة له يؤدي إلى تأخر التشخيص وتقليل فرص نجاح العلاج توقعات مستقبلية أما حول التوقعات المستقبلية وأبحاث السرطان، فوفقاً لشبكة «جاما» الطبية، فإن البحث مستمر في عدة اتجاهات لتطوير طرق تشخيص وعلاج أكثر كفاءة، من أبرزها: -تحليل الجينات والطب الشخصي: يعمل الباحثون على فهم الطفرات الجينية المرتبطة بسرطان البنكرياس، مما يسمح بتطوير علاجات مستهدفة تتناسب مع التركيبة الجينية لكل مريض. يساعد هذا النهج في تحسين استجابة المرضى للعلاج، وتقليل الآثار الجانبية مقارنةً بالعلاج التقليدي. -المناعة والعلاج المناعي: أحد أبرز المجالات المتقدمة في أبحاث السرطان هو تثبيط نقاط التفتيش المناعية، وهي تقنيات تهدف إلى تحفيز الجهاز المناعي لمهاجمة الخلايا السرطانية بشكل أكثر فاعلية. تعمل هذه العلاجات على تعطيل البروتينات التي تستخدمها الخلايا السرطانية للهروب من الجهاز المناعي، مما يسمح لجهاز المناعة بمكافحتها بكفاءة أكبر. -زراعة الأعضاء المصغرة: يشهد مجال الهندسة البيولوجية تطوراً ملحوظاً، حيث يعمل العلماء على تطوير خلايا بنكرياسية اصطناعية قادرة على إنتاج الإنسولين بشكل ذاتي. ومن المتوقع أن تسهم هذه الأبحاث في إيجاد علاجات مبتكرة، لا تقتصر على سرطان البنكرياس فحسب؛ بل تشمل أيضاً مرض السكري وأمراض البنكرياس المزمنة. -استخدام الذكاء الاصطناعي في التشخيص: تعتمد الأبحاث الحديثة على تقنيات الذكاء الاصطناعي في تحليل الصور الطبية وعينات الأنسجة لاكتشاف العلامات المبكرة للسرطان بدقة أعلى من الطرق التقليدية. يمكن لهذه التقنيات أن تسهم في تقليل معدلات التشخيص الخاطئ وزيادة فرص الاكتشاف المبكر. -العلاج الجيني وتحرير الحمض النووي: تعمل الفرق البحثية على تطوير تقنيات تعديل الجينات مثل «CRISPR» لاستهداف الطفرات الوراثية المسببة للسرطان. ويُعدّ هذا المجال واعداً، حيث يمكن أن يسمح مستقبلاً بتعديل الخلايا المصابة أو استبدال خلايا سليمة بها. وهذه الابتكارات تعكس مستقبلاً أكثر إشراقاً في علاج وتشخيص السرطان، حيث يهدف العلماء إلى تحسين معدلات البقاء على قيد الحياة والحد من تطور المرض من خلال تقنيات متقدمة ومستهدفة. نستخلص، في النهاية، أن سرطان البنكرياس هو من أصعب الأورام الخبيثة في التشخيص والعلاج، مما يجعله من أولويات الأبحاث الطبية العالمية. ومع ذلك، فإن الاكتشاف المبكر وتطوير العلاجات المستهدفة والمناعية قد يُحدثان فرقاً كبيراً في المستقبل. * استشاري طب المجتمع.


صحيفة سبق
منذ 2 أيام
- صحيفة سبق
عش بصحة: الرضاعة الطبيعية تدعم الجهاز الهضمي وتحمي الطفل من الاضطرابات
أكدت وزارة الصحة أن الرضاعة الطبيعية ليست مجرد وسيلة لتغذية الطفل، بل تُعد ركيزة أساسية في دعم صحته الجسدية والنفسية، لا سيما من خلال دورها الكبير في تعزيز صحة الجهاز الهضمي لديه. وجاء ذلك في رسالة توعوية أطلقتها الوزارة عبر منصة "عشة بصحة" ضمن فعاليات الأسبوع العالمي للرضاعة الطبيعية، تحت شعار "في كل رضعة... راحة لبطنه". وأوضحت الوزارة أن حليب الأم غني بالبكتيريا النافعة والهرمونات المفيدة، ما يجعله عاملًا حيويًا في بناء جهاز هضمي قوي لدى الطفل، كما يسهم في حمايته من الاضطرابات المعوية ومشكلات الهضم المختلفة. وبيّنت أن كل رضعة طبيعية تسهم في تهدئة الطفل وتمنحه شعورًا بالراحة والأمان، إلى جانب إمداده بالعناصر الغذائية اللازمة لنموه. ويأتي هذا التوجه في إطار سعي وزارة الصحة إلى نشر الوعي الصحي بين الأمهات، وتعزيز ثقافة الرضاعة الطبيعية كخيار أول وأفضل لنمو الطفل، تماشيًا مع أهداف الصحة العامة وجودة الحياة. كما دعت الوزارة الأمهات إلى الاستمرار في الرضاعة الطبيعية لما لها من آثار إيجابية طويلة المدى، ليس فقط على الطفل، بل على صحة الأم كذلك. وتُعد الرضاعة الطبيعية من أبرز الممارسات الصحية التي تدعم مبادرات "عش بصحة"، إحدى المبادرات الوطنية المعنية بتعزيز أنماط الحياة الصحية في المملكة.


مجلة هي
منذ 4 أيام
- مجلة هي
غددٌ لعابية مُجدَدة لمكافحة جفاف الفم.. يحويها بنكٌ حيوي من تطوير مايو كلينك
قد يكون شهر رمضان، هو أكثر الأوقات التي نعاني منها من مشكلة جفاف الفم؛ نظرًا للصيام ساعاتٍ طويلة خلال النهار دون طعامٍ أو شراب. لكن ما قد لا يعرفه البعض، هو أن جفاف الفم مشكلةٌ شائعة أيضًا خلال فصل الصيف؛ نتيجةً لزيادة فقدان السوائل من الجسم بسبب الحرارة والتعرق، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى الشعور بعدم الراحة وتقرحات الفم وتسوس الأسنان. لذا من الضروري شرب كمياتٍ كافية من الماء في الصيف لمكافحة هذه المشكلة، وتجنَب الأطعمة والمشروبات التي تُسبَب الجفاف، واستخدام بدائل اللعاب إذا لزم الأمر، والمتوفرة في الصيدليات، لترطيب الفم. لكن ثمة سببًا آخر لا يمكن إغفاله، يمكن أن يؤدي إلى جفاف الفم المزمن الذي يعاني منه الملايين حول العالم، ألا وهو تضرر الغدد اللعابية. هذه الغدد مسؤولةٌ عن إنتاج اللعاب الذي بدوره يلعب دورًا هامًا في ترطيب الفم والحفاظ على صحة الفم والأسنان؛ وعندما لا تُنتج الغدد اللعابية ما يكفي من اللعاب، يحدث جفاف الفم (زيرو ستوميا)، مما قد يؤدي إلى مشاكل صحية مختلفة. وفي حين أن العلاجين الكيميائي والإشعاعي لسرطان الرأس والرقبة يُعدان من أكثر الأسباب شيوعًا للإصابة بهذه الحالة، إلا أن جفاف الفم المزمن قد يحدث أيضًا نتيجةً للتقدم في العمر واستخدام أدوية معينة وعوامل أخرى تشمل السكري والسكتة الدماغية وداء الزهايمر وفيروس نقص المناعة البشري. مع عدم وجود علاجٍ شافٍ للأسف في الوقت الحالي، لهذه الحالة. باحثو مايو كلينك يطورون أول بنك حيوي لتجديد الغدد اللعابية لمكافحة جفاف الفم إلا أن باحثي مايو كلينك، تمكنوا من تأسيس أول بنكٍ حيوي في العالم يضم نماذج عضوية مُصغرة (أورغانويدات) من أنسجة الغدد اللعابية البشرية، مما يمهّد الطريق لأبحاثٍ تهدف إلى إيجاد علاج شافٍ. هذا الإنجاز العلمي المهم يستحق الإضاءة عليه، في ظل التطورات الطبية المتعددة التي نشهدها في عصرنا الحالي، خصوصًا مع الاستخدام المكثف والصحيح للتكنولوجيا المتطورة، في سبيل صحة ورفاه المجتمعات. لذا دعينا نتعرف أكثر عزيزتي، من خلال مقالة اليوم، علا تفاصيل هذا البنك والآمال التي يحملها لملايين البشر حول العالم ممن يعانون من مشكلة جفاف الفم. ما هو البنك الحيوي لتجديد الغدد اللعابية؟ يُعلَق الدكتور ناجاراجان كانان، المؤلف الرئيسي في تصريحٍ حول الدراسة المنشورة في مجلة إن بي جيه للطب التجديدي (NPJ Regenerative Medicine) بالقول: "يتغلب هذا المُورد الفريد المتمثل في البنك الحيوي، على عقبةٍ رئيسية طالما واجهناها في هذا المجال، ألا وهي محدودية الحصول على عيناتٍ قياسية من أنسجة لعابية مناسبة لأبحاث تجديد الغدد اللعابية. كما تضع هذه المجموعة حجر الأساس لتطوير علاجٍ تجديدي، خاصةً لحالة جفاف الفم المقترنة بالعلاج الإشعاعي." والدكتور كانان هو أيضًا مدير مختبر مايو كلينك لبيولوجيا الخلايا الجذعية والسرطان. تجدر الإشارة إلى أن حوالي 70% من المرضى المصابين بسرطان الرأس والرقبة ممن يخضعون للعلاج الإشعاعي، يعانون من تضررٍ دائم في غددهم اللعابية. وينتجُ عن ذلك انخفاضٌ في جودة الحياة بسبب الشعور المستمر وكأن الفم مُبطن بالقطن. وبجانب الشعور بالانزعاج، يمكن أن يؤدي جفاف الفم المزمن إلى صعوباتٍ في المضغ والكلام والبلع، كما قد يتسبب في تسوس الأسنان. يقول الدكتور جيفري جانوس، اختصاصي الأنف والأذن والحنجرة في مايو كلينك في ولاية فلوريدا وأحد المشاركين في الدراسة: "يمكن أن يستمر جفاف الفم حتى بعد انتهاء العلاجات الإشعاعية بفترة طويلة: "يُعدَ هذا من أكبر المخاوف التي أسمعها من المرضى المصابين بسرطان الرأس والرقبة. وللأسف فإن الحلول العلاجية المتاحة تجاريًا محدودة لهؤلاء المرضى." تتمثل أحد أساليب البحث الواعدة في زراعة الخلايا المتجددة النادرة بأعدادٍ أكبر، بحيث تتمكن من مساعدة الأشخاص مستقبلًا على الاستشفاء ونمو خلايا غدد لعابية جديدة وسليمة. ويتكون البنك الحيوي من عينات جُمعت من 208 متبرع؛ وقد اكتشف الباحثون بالفعل، بفضل هذا المستودع، مؤشراتٍ حيوية لخلايا ناضجة مُنتجة للعاب، وبمساعدة خريطة بروتينية عالية الدقة، حدَدوا الأصل النسيجي المحتمل لخلايا لعابية نادرة ذاتية التجدد. كما طوّر فريق البحث نموذج لإصابةٍ إشعاعية، مقترن بالبنك الحيوي، والذي يُوفر منصةً متكاملة لاكتشاف العلاجات الحيوية التجديدية الجديدة والمُخصصة. ويأتي هذا البحث كثمرة تعاونٍ بين مركز مايو كلينك للعلاجات الحيوية التجديدية وقسم طب المختبر وعلم الأمراض وقسم الأنف والأذن والحنجرة وهي واعدةٌ، كما أسلفنا، للملايين ممن يعانون بشدة من مشكلة تضرر الغدد اللعابية وتداعياتها المتمثلة في جفاف الفم. الآن؛ لا بدَ من إلقاء نظرةٍ أعمق على ماهية الغدد اللعابية، وظائفها ومشاكلها وكيفية علاجها، في السطور التالية.. ينبغي شرب الماء بكثرة لترطيب الفم ومنع جفافه ما هي الغدد اللعابية؟ الغدد اللعابية هي غددٌ خارجية الإفراز، تقع حول الفم وتفرز اللعاب؛ ويحتوي الأخير على إنزيماتٍ تساعد في عملية الهضم، كما يحمي الأسنان من التسوس، ويحافظ على رطوبة الفم. هناك عدة أنواع من الغدد اللعابية، مثل الغدد الرئيسية والغدد الصغيرة. 1. الغدد اللعابية الرئيسية: • الغدد النكافية (Parotid glands): تقع أمام الأذنين وهي أكبر الغدد اللعابية. • الغدد تحت الفكية (Submandibular glands) : تقع تحت الفك السفلي. • الغدد تحت اللسان: (Sublingual glands) تقع أسفل اللسان وهي أصغر الغدد اللعابية. 2. الغدد اللعابية الصغيرة: • توجد في أنحاء الفم المختلفة مثل الشفاه وبطانة الفم والخدين والحلق. • تساعد في الحفاظ على رطوبة الفم وحماية الأسنان واللثة. ما هي وظائف الغدد اللعابية؟ الجميل أن هذه الغدد، ومعها اللعاب، ليست بسيطةً أبدًا؛ بل أن لها مزايا ووظائف مهمة وأساسية للإنسان. وتتمثل هذه الوظائف في الآتي: • الهضم: يبدأ اللعاب عملية الهضم في الفم بفضل الإنزيمات التي يحتويها، مما يساعد على تكسير الطعام. • البلع: يساعد اللعاب على ترطيب الطعام وتسهيل عملية البلع. • حماية الفم: يحمي اللعاب الأسنان من التسوس ويساعد على منع نمو البكتيريا الضارة في الفم. • التذوق: يُذيب اللعاب جُزيئات الطعام لتتمكن براعم التذوق من التعرف على النكهات. • التحدث: يساعد اللعاب في حركة اللسان والكلام. • الشفاء: يحتوي اللعاب على عوامل تساعد على التئام الجروح في الفم. كغيرها من أجهزة الجسم الآخرى، يمكن أن تتعرض هذه الغدد لمشكلاتٍ صحية تنجم عنها بعض الأمراض والمتاعب الصحية. ما هي مشاكل الغدد اللعابية؟ من الضروري تحرَي هذه المشاكل عن طريق الفحص الطبي، وبعد استشارة الطبيب المختص. ومشاكل الغدد اللعابية أربع تأتي كما يلي: 1. التهاب الغدد اللعابية: قد يحدث التهاب الغدد اللعابية بسبب العدوى أو انسداد القنوات اللعابية أو حصوات اللعاب. 2. تضخم الغدد اللعابية: قد يحدث تضخم الغدد اللعابية بسبب التهابٍ أو ورمٍ أو حصوات. 3. أورام الغدد اللعابية: يمكن أن تكون هذه الأورام حميدة أو خبيثة. 4. جفاف الفم: قد يحدث جفاف الفم بسبب نقص إفراز اللعاب. كيف يتم علاج مشاكل الغدد اللعابية؟ يعتمد العلاج في المقام الأول على سبب المشكلة، وقد يشمل: • المضادات الحيوية في حالة العدوى. • مُسكنات الألم لتقليل الألم والتورم. • إزالة الانسداد أو الحصوات. • العلاج الإشعاعي أو الجراحة في حالة الأورام. • علاجاتٌ أخرى ينصح بها الطبيب، لتخفيف جفاف الفم. في الخلاصة؛ جفاف الفم أو ما يُعرف طبيًا بـ"Xerostomia" هو حالةٌ تحدث عندما تقلَ كمية اللعاب التي تفرزها الغدد اللعابية، مما يؤدي إلى شعورٍ مزعج بالجفاف داخل الفم. هذه الحالة قد تكون مؤقتة أو مُزمنة، وتعتمد على السبب الكامن وراءها مثل الأدوية أو العلاجات الكيميائية والإشعاعية فضلًا عن تضرر الغدد اللعابية. نحتاج لتعزيز صحة اللعاب في الفم، للقيام بالعديد من الوظائف الحيوية والمهمة مثل المضغ والتذوق والشفاء. لذا لا تتهاوني عزيزتي في حال عانيتِ من مشكلة جفاف الفم لوقتٍ طويل، بادري لاستشارة الطبيب المختص لتحديد العلاج المناسب بأقرب فرصة.