
رسوم "ترامب" الجمركية تهدد نمو أوروبا الوسطى وسط تحديات مالية متزايدة
حذرت وكالة ستاندرد آند بورز جلوبال للتصنيف الائتماني، من أن اقتراح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية بنسبة 25% على الواردات من الاتحاد الأوروبي قد يشكل ضربة قوية لاقتصادات أوروبا الوسطى، مما يزيد من الضغوط المالية القائمة في المنطقة.
وكان ترامب قد صرّح الأسبوع الماضي، بأن إدارته ستعلن قريبًا عن الرسوم الجمركية، مؤكدًا أن هذه الإجراءات تستهدف ما وصفه بـ'الإزعاج' الذي تسببه السياسات التجارية الأوروبية للولايات المتحدة.
من جانبها، أكدت المفوضية الأوروبية أنها سترد على هذه الرسوم 'بحزم وفورًا'، في الوقت الذي تستعد فيه الولايات المتحدة لتطبيق تعريفات جمركية جديدة على الواردات من كندا والمكسيك، اعتبارًا من يوم الثلاثاء المقبل.
وفيما يتعلق بتأثير هذه الرسوم على اقتصادات أوروبا الوسطى، أشارت ستاندرد آند بورز جلوبال إلى أن تعرض المنطقة المباشر للولايات المتحدة محدود، لكن التأثير غير المباشر سيكون ملحوظًا من خلال قطاع السيارات الألماني، والذي تعتمد عليه دول مثل جمهورية التشيك، والمجر، وسلوفاكيا، وسلوفينيا، ورومانيا، حيث تشكل صادرات الآلات ومعدات النقل إلى ألمانيا أكثر من 10% من إجمالي صادرات هذه الدول.
تُعتبر دول وسط أوروبا من بين الأكثر اعتمادًا على التجارة الخارجية داخل الاتحاد الأوروبي، حيث تُشكل الصادرات نسبة 92% من الناتج المحلي الإجمالي في سلوفاكيا، و69% في جمهورية التشيك، بينما تُعد رومانيا الأقل تأثرًا بصادراتها التي تمثل 39% من ناتجها المحلي، وفقًا لبيانات يوروستات 2023.
أما بولندا، أكبر اقتصاد في المنطقة، فتبدو أقل عرضة للخطر نظرًا لاعتمادها الأقل على صادرات السيارات، وحجم سوقها الداخلي الكبير، واستفادتها من مليارات اليوروهات من أموال التعافي الأوروبية.
لكن على الرغم من ذلك، شهدت الأسواق المالية اضطرابات ملحوظة، حيث انخفضت عملتا الفورنت المجري والكرونة التشيكية إلى مستويات حرجة، كما تراجع الزلوتي البولندي من أعلى مستوى له خلال 10 سنوات، متأثرًا بتصاعد التوترات التجارية.
وفقًا لنيكولاس فار، المحلل الاقتصادي في كابيتال إيميرجينج يوروب، فإن فرض رسوم جمركية أمريكية بنسبة 25% على واردات الاتحاد الأوروبي قد يؤدي إلى انخفاض نمو اقتصادات وسط أوروبا بنحو 0.5% من الناتج المحلي الإجمالي، وتأثير اقتصادي أقوى من التقديرات الأولية للرسوم الجمركية المعتدلة.
وفي الوقت الذي أغلقت فيه وول ستريت تداولاتها بارتفاعات قوية يوم الجمعة، حيث سجل مؤشر داو جونز مكاسب بنسبة 1.4%، وارتفع كل من ستاندرد آند بورز 500 وناسداك بنسبة 1.6%، فإن أوروبا الوسطى قد تواجه مرحلة ركود اقتصادي مع استمرار ضعف النمو.
على الرغم من تهديدات الرسوم الجمركية الأمريكية، أكدت ستاندرد آند بورز جلوبال أن تباطؤ الطلب الصيني على السيارات الألمانية سيكون له تأثير أكبر على اقتصاد وسط أوروبا مقارنة بالتعريفات الأمريكية.
وتعتمد شركات صناعة السيارات الكبرى مثل فولكس فاجن، مرسيدس، وبي إم دبليو على الصين كمصدر رئيسي للمبيعات، حيث تمثل حوالي 30% من إجمالي مبيعاتها، مقارنة بـ10-15% فقط للولايات المتحدة.
تواجه العديد من دول وسط وشرق أوروبا تحديات مالية متزايدة، حيث بدأت المفوضية الأوروبية إجراءات تأديبية ضد سبع دول بسبب عجزها المالي الكبير في 2023، ومن بينها المجر، وبولندا، وسلوفاكيا، بينما تكافح رومانيا للتعامل مع أكبر عجز مالي في الاتحاد الأوروبي.
ويبدو أن اقتصادات وسط أوروبا تقف أمام تحديات مزدوجة، فمن جهة، تهدد الرسوم الجمركية الأمريكية نموها التجاري، ومن جهة أخرى، يشكل تباطؤ الطلب الصيني تحديًا خطيرًا لصناعاتها الرئيسية، مما يضع المنطقة أمام موجة جديدة من الضغوط الاقتصادية والمالية. : أوروباالجماركترامب
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الدستور
منذ 33 دقائق
- الدستور
"فورين بوليسي": حرب ترامب التجارية تخدم سياسات بكين لإعادة التوحيد مع تايوان
وضع رئيس وزراء الصين "لي تشانغ"، خلال منتدى التنمية الصيني المنعقد في 23 مارس الماضي، خارطة طريق طموحة للتعافي الاقتصادي للبلاد، مركزًا على الانفاق الاستهلاكي والابتكار والاستثمار الأجنبي. وذكرت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية أن رسالة رئيس الوزراء الصيني كانت واضحة، وهى أن أولوية بكين في هذه المرحلة هى الاستقرار الاقتصادي، لا الصراع الجيوسياسي، كما أن هذه الرسالة عكست اصطفافا مع أولويات العديد من النخب الصينية الشابة؛ ففي الوقت الذي تصارع فيه الصين تباطؤ النمو وارتفاع معدلات البطالة بين الشباب في ظل إعادة التقييم الاقتصادي التي أعقبت جائحة كوفيد-19، فإن إلحاح الوحدة مع جزيرة تايوان بدا وكأنه يتضاءل بين النخب الشابة. وفي هذا الصدد، أشارت نتائج استبيان أجري عام 2023 وشمل مجموعة من طلبة الجامعات الصينية في بكين، إلى أن النخب الشابة - التي يُفترض عادة أنها تميل إلى القومية بشكل متزايد بسبب آرائها المؤيدة للحزب الحاكم- أصبحت في الواقع أكثر براجماتية، وانطوائية، وتشككا في الحرب والصراع. وتتناقض هذه النتائج مع الآراء القومية، التي يتبناها سائقو سيارات الأجرة الصينيون من الطبقة العاملة، في منتصف العمر، الذين أجريت معهم مقابلات في مدينتي بكين وشيامن، حيث تنظر هذه الفئة إلى إعادة التوحيد مع تايوان باعتبارها تجسيدا لهيبة الدولة الصينية. وأوضحت المجلة أنه في ربيع عام 2023، تم إجراء استبيان بين طلبة جامعتي تسينغهوا وبكين النخبويتين في العاصمة بكين، حول القضايا الأكثر إلحاحا، ومن بينها: إعادة التوحيد مع تايوان، واستخدام القوة إذا لزم الأمر كما هو مستخدم في خطاب الدولة، لافتة إلى أن النتائج كانت صادمة وملفتة، حيث نادرا ما تطرق الطلاب إلى قضية تايوان. وأظهرت النتائج أنه من بين ثماني قضايا "داخلية" مهمة، جاءت تايوان في المرتبة السابعة وقبل الأخيرة من حيث الأهمية، حيث سبقت تغير المناخ بمرتبة واحدة فقط.. وكانت القضايا الأخرى المدرجة، مرتبة من الأكثر إلى الأقل إلحاحا، هي: التعافي الاقتصادي بعد جائحة كوفيد، وعدم المساواة الاجتماعية والاقتصادية، والاستقرار الاجتماعي، وجذب الاستثمار الأجنبي المباشر، ومكافحة الفساد، وتحسين التعليم. وخلال أقل من عامين، وبسبب السياسات الأمريكية الجديدة مثل الرسوم الجمركية المتغيرة باستمرار التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، زادت حالة الاستياء تجاه الولايات المتحدة، وساهمت في تدعيم الشباب الصيني لإعادة التوحيد مع تايوان كرد فعل دفاعي. وشددت "فورين بوليسي" على أن مشاعر اللا مبالاة السابقة لدى الشباب الصيني تجاه القومية وإعادة التوحيد مع تايوان، اختفت تماما، عندما نُظر إلى التوحيد على أنه عمل دفاعي ردا على السياسات الأمريكية.. فعلى سبيل المثال، في سيناريو افتراضي لإعلان تايوان الاستقلال، كان الطلاب الصينيون أكثر دعما للتوحيد باستخدام القوة، حيث رأوا أن تايوان مجرد "ورقة رابحة" أخرى تستخدمها الولايات المتحدة في مسعاها لقمع صعود الصين، وأن قضية تايوان لا تختلف، في نظرهم، عن هونج كونج أو التبت أو التعريفات الجمركية. ورأت المجلة الأمريكية أن تركيز الحكومة الصينية على الانتعاش الاقتصادي، ربما يتماشى مع مواقف النخب الشابة التي أبدت في السابق اهتماما أكبر لملفات البطالة والنمو الاقتصادي، إلا أن التحديات الاقتصادية التي تواجهها الصين اليوم تختلف عن تلك التي واجهتها في عام 2023، وأهمها تهديد ترامب بالرسوم الجمركية وضوابط التصدير، وهي التهديدات التي تُلهم النزعة القومية لدى الشباب الصيني، وتدعم بشكل أكبر الإجراءات التي تقودها الدولة الصينية للتعامل مع ملف تايوان. وأكدت المجلة أنه إذا بدأ الرأي العام الصيني ينظر إلى رسوم ترامب الجمركية على أنها مرتبطة بدعم واشنطن لاستقلال تايوان، فإن الولايات المتحدة تُخاطر بذلك بتعزيز الدعم الشعبي للتوحيد، دون قصد، بما في ذلك بين النخب الشابة التي وصفتها بـ "العقلانية والحذرة" من الحرب، والتي كانت ستعارض هذا الإجراء في ظروف مغايرة، معتبرة أن هذا الدعم - الذي توفره الولايات المتحدة للصين بسبب سياساتها - سيوفر للقيادة الصينية غطاء محليا لزيادة الضغط على جزيرة تايوان، أو ربما يُغري بكين للسعي نحو تعزيز وتوحيد الصف الداخلي لأي إجراء محتمل لإعادة التوحيد (سواء سلميا أو بالقوة). ونبهت "فورين بوليسي" إلى أنه مع احتمال المزيد من التقلبات في العلاقات الاقتصادية بين الولايات المتحدة والصين خلال السنوات الأربع المقبلة (فترة ولاية ترامب)، ومع تصاعد التوترات (والرسوم الجمركية)، سيميل المسؤولون الأمريكيون إلى استخدام لهجة حازمة فيما يتعلق بالصراع عبر المضيق ودعم تايوان، إلا أنه يجب على هؤلاء المسؤولين الفصل بين خطابهم التجاري وخطابهم المتعلق بتايوان لضمان عدم تفاقم الصراع هناك وتطوره بشكل غير محسوب. وأخيرا، وفي عصر التوترات المتصاعدة، لم يعد السؤال المطروح حاليا: "هل يهتم الشباب الصيني بتايوان؟"، بل: "ما هي السياسات الأمريكية - مثل رسوم ترامب الجمركية - التي يمكن أن تُغير عقليتهم من اللامبالاة إلى دعم سياسات حكومتهم في ملف تايوان ردا على هذه السياسات؟".


اليوم السابع
منذ 41 دقائق
- اليوم السابع
توقعات سعر الذهب اليوم السبت 24 مايو 2025.. هل يصل عيار 21 إلى 4800 جنيه؟
كشفت شعبة الذهب والمعادن الثمينة، توقعات سعر الذهب اليوم السبت 24 مايو 2025، حيث ترى أن حركة الذهب ستكون محدودة في ظل وقف التداولات العالمية على الذهب عقب أسبوع عاصف بالتطورات وارتفاع في عيار 21، وترى أنه على المدى المتوسط فإن الذهب عيار 21 يستهدف 4800 جنيها. أسعار الذهب في مصر اليوم - عيار 24 يسجل 5382.86 جنيهًا. - عيار 21 يسجل 4710 جنيهات. - عيار 18 يسجل 4038 جنيهًا. - الجنيه الذهب 37640 جنيهًا. تراجع الدولار الأمريكي يوم الجمعة، متجهاً نحو أسبوع خاسر وسط مخاوف بشأن الصحة المالية للبلاد مع تقدم مشروع قانون الضرائب للرئيس دونالد ترامب عبر الكونجرس. فيما انخفضت مؤشرات الأسهم الأمريكية بعدما صعّد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مجددًا من حربه التجارية، وهدد بفرض تعريفة جمركية على شركة آبل بسبب تصنيع أجهزة آيفون خارج الولايات المتحدة، كما أوصى بفرض رسوم جمركية أشد على الاتحاد الأوروبي. تأتي تحركات ترامب في وقت كانت فيه التوترات التجارية في طريقها للتهدئة، ففي أبريل، فرض ترامب رسوماً جمركية على معظم دول العالم، مما أحدث صدمة في سوق الأسهم وكاد أن يدفع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 إلى سوق هابطة، إلا أن الرئيس قام بعد ذلك بتجميد الرسوم الأشد لمدة 90 يومًا، وتوصّل إلى اتفاقات أولية مع المملكة المتحدة والصين، مما ساعد الأسهم على التعافي،وتمكن مؤشر ستاندرد آند بورز 500 من العودة إلى نقطة التعادل منذ بداية العام، الأسبوع الماضي.


صوت الأمة
منذ ساعة واحدة
- صوت الأمة
توقعات سعر الذهب اليوم السبت 24 مايو 2025.. هل يصل عيار 21 إلى 4800 جنيه
كشفت شعبة الذهب والمعادن الثمينة، توقعات سعر الذهب اليوم السبت 24 مايو 2025، حيث ترى أن حركة الذهب ستكون محدودة في ظل وقف التداولات العالمية على الذهب عقب أسبوع عاصف بالتطورات وارتفاع في عيار 21، وترى أنه على المدى المتوسط فإن الذهب عيار 21 يستهدف 4800 جنيها. أسعار الذهب في مصر اليوم - عيار 24 يسجل 5382.86 جنيهًا. - عيار 21 يسجل 4710 جنيهات. - عيار 18 يسجل 4038 جنيهًا. - الجنيه الذهب 37640 جنيهًا. تراجع الدولار الأمريكي يوم الجمعة، متجهاً نحو أسبوع خاسر وسط مخاوف بشأن الصحة المالية للبلاد مع تقدم مشروع قانون الضرائب للرئيس دونالد ترامب عبر الكونجرس. فيما انخفضت مؤشرات الأسهم الأمريكية بعدما صعّد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مجددًا من حربه التجارية، وهدد بفرض تعريفة جمركية على شركة آبل بسبب تصنيع أجهزة آيفون خارج الولايات المتحدة، كما أوصى بفرض رسوم جمركية أشد على الاتحاد الأوروبي. تأتي تحركات ترامب في وقت كانت فيه التوترات التجارية في طريقها للتهدئة، ففي أبريل، فرض ترامب رسوماً جمركية على معظم دول العالم، مما أحدث صدمة في سوق الأسهم وكاد أن يدفع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 إلى سوق هابطة، إلا أن الرئيس قام بعد ذلك بتجميد الرسوم الأشد لمدة 90 يومًا، وتوصّل إلى اتفاقات أولية مع المملكة المتحدة والصين، مما ساعد الأسهم على التعافي،وتمكن مؤشر ستاندرد آند بورز 500 من العودة إلى نقطة التعادل منذ بداية العام، الأسبوع الماضي.