
تحوّل استراتيجي خطير.. الشرع يحوّل سوريا إلى قاعدة أمريكية لإبتزاز لبنان
في فصل جديد من فصول الحرب التي تقودها الإدارة الامريكية ضد قوى المقاومة في المنطقة خرج المبعوث الامريكي الخاص ' توم باراك' بتصريحات هدد فيها صراحة الدولة اللبنانية بخطر وجودي إذا لم تمتثل للمطالب الامريكية المتمثلة طبعاً في التحرك ضد حزب الله ، ونزع سلاحه ،مستعرضاً قوى إقليمية ستفرض السيطرة على لبنان ، ومتحدثاً عن عودة لبنان إلى بلاد الشام .
إشهار ورقة سوريا
والملاحظ ان ' توم باراك' رغم أنه أورد إيران كقوة إقليمية أشار إلى 'إسرائيل' وسوريا كقوتين إقليميتين ستؤثران في مصير لبنان، واضعاً سوريا و 'إسرائيل' في خانة واحدة، ، كورقة ضغط في وجه لبنان ، وهو ما يؤكد التحول الاستراتيجي الخطير لسوريا التي تحولت بعد وصول أحمد الشرع ' أبو محمد الجولاني ' الزعيم السابق لجبهة النصرة سابقاً إلى ورقة في يد المشروع الأمريكي ' الإسرائيلي ' في المنطقة .
رسالة واشنطن عبر دمشق
تزامناً مع تهديدات المبعوث الامريكي أعلنت وزارة الداخلية السورية مزاعم حول القبض على عنصر 'مرتبط بحزب الله'، كان يخطط لتفجيرات داخل الأراضي السورية.
الإعلان، بتوقيته الحساس، يفتح الباب واسعاً أمام تساؤلات حول طبيعة الرسالة التي أرادت حكومة الشرع إيصالها، أو بالأحرى التي أرادت واشنطن إيصالها من خلال حكومة الشرع .
فهل هي صدفة أن يُربط حزب الله بالإرهاب في الإعلام الرسمي السوري بعد يوم واحد فقط من تهديدات باراك؟ أم أن الأمر جزء من سيناريو متكامل، تسعى فيه الولايات المتحدة لاستخدام الورقة السورية الجديدة لابتزاز الحكومة اللبنانية ، وتضييق الخناق على حزب الله ومحاصرته ؟ وهل تحاول واشنطن بذلك إيصال رسالة جدية للبنان أن 'التهديد السوري' قد يكون هذه المرة حقيقياً وليس ورقة إعلامية فقط؟.
وبالتأكيد أن إعلان الداخلية السورية يكشف عن إشارة من النظام السوري الجديد باستعداده لتنفيذ المطلب الامريكي ، والتحرك ضد لبنان و التصعيد ضد حزب الله ، فيما إذا أرادت واشنطن ذلك ، وهو ما يعزز من فرضية تحويل التهديدات الامريكية الى واقع .
ما مدى استعداد حكومة أحمد الشرع ؟
منذ وصول الشرع إلى قمة الحكم، بدأ النظام السوري الجديد يُظهر إشارات متزايدة على استعداده للانخراط في مسار 'التطبيع'، سواء مع الولايات المتحدة أو حتى مع 'إسرائيل ' وإستعداده للإنخراط في المشروع الامريكي 'الاسرائيلي' في المنطقة ، وأن يكون أداة وظيفية بيد واشنطن .
ماذا يقصد 'باراك توم' بمصطلح بلاد الشام
مصطلح 'بلاد الشام' لطالما كان مصطلحاً جغرافياً- حضارياً يعبّر عن الامتداد الطبيعي بين سوريا ولبنان ، فما الذي يدفع توم باراك إلى استحضاره اليوم؟
الجواب في السياسة لا في الجغرافيا : إعادة لبنان إلى بلاد الشام، في قاموس باراك، تعني إعادة لبنان إلى سلطة مركزية إقليمية تسيطر عليها واشنطن وتخضع لإرادتها ، وهذه 'السلطة' لن تكون سوى النظام السوري الجديد بقيادة أحمد الشرع، الذي أثبت خلال الأشهر الماضية استعداده لتقديم أوراق اعتماده للبيت الأبيض و' تل أبيب ' عبر سلسلة من الخطوات العلنية والسرية .
وبالتأكيد فان خطوة إعادة لبنان إلى ما يسمى بلاد الشام التي تحدث عنها 'توم باراك ' تعني تسليمها لـ 'إسرائيل 'عبر بوابة سوريا التي أصبحت مع حكم الشرع أداة من أدوات تنفيذ المشروع الامريكي 'الاسرائيلي' في المنطقة .
لماذا سوريا ؟
واشنطن تدرك أن توجيه ضربة مباشرة من 'إسرائيل' إلى الحزب قد يكون مكلفاً، وقد يجر المنطقة إلى حرب كبرى، ولهذا فأن دفع النظام السوري الى حرب ضد لبنان وحزب الله هو أفضل الخيارات .
فتح جبهة جديدة مع المقاومة
التصريحات الأمريكية الأخيرة، وعلى رأسها تهديدات توم باراك التي ألمح فيها إلى إمكانية فرض 'سيطرة إقليمية' على لبنان، تكشف نوايا واضحة: واشنطن تريد فتح جبهة جديدة على المقاومة من الشرق، وليس من الجنوب فقط ، والأنسب للعب هذا الدور هو النظام السوري الحالي الذي أعيد ترتيب أوراقه بالكامل ، ليؤدي وظيفته في خدمة المشروع الامريكي 'الاسرائيلي' في المنطقة إلى جانب أدوات أمريكا في المنطقة وفي مقدمتها السعودية التي تلعب دوراً كبيراً في إعادة رسم التوازنات في المنطقة بهدف تعزيز الهيمنة الامريكية ، وإتاحة الفرصة أمام 'إسرائيل ' لتنفيذ مشروعها .
مرحلة جديدة من الضغط المتعدد الجبهات
تصريحات 'توم باراك' ليست مجرد 'تحذير دبلوماسي'، بل هي إعلان واضح لاستراتيجية خنق تدريجية لحزب الله عن طريق أصوات وأدوات عربية ، وفي مقدمتها سوريا التي تحولت من حليف إلى عدو بعد وصول الجماعات المسلحة الى الحكم في سوريا بقيادة 'أحمد الشرع ' المدعوم أمريكياً والمبارك 'إسرائيلياً ' .
الحقيقة أن ما يجري اليوم في دمشق هو انقلاب استراتيجي كامل على عقيدة سوريا التي دعمت المقاومة لعقود ، فالشرع يحول سوريا إلى قاعدة أمريكية- 'إسرائيلية' متقدمة، مستعدة لتصفية الحساب مع حزب الله، ومحور المقاومة ، وحتى مع الفصائل الفلسطينية نيابة عن أسيادها الجدد أمريكا و' إسرائيل' .
ورغم ضخامة المؤامرة وتعقيد أدواتها، إلا أن لبنان ليس ساحة مفتوحة ، فبين حاضنة شعبية صلبة، ودولة تتفهم دور المقاومة، وحلف إقليمي متماسك، لن تنجح محاولات تفجير الداخل اللبناني أو إشعال حرب بالوكالة ..
وحزب الله ،لن يسمح بتحويل لبنان إلى ساحة حرب بالوكالة تذهب بلبنان ، ومقاومته ، فلبنان الذي هزم 'إسرائيل' سيفشل أدواتها الجديدة ، مهما غيّرت أوجهها أو لغتها .

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


اليمن الآن
منذ 11 دقائق
- اليمن الآن
ضربة أمريكية مباشرة تستهدف مسؤول حوثي كبير
اخبار وتقارير ضربة أمريكية مباشرة تستهدف مسؤول حوثي كبير الثلاثاء - 15 يوليو 2025 - 11:46 م بتوقيت عدن - نافذة اليمن - خاص أعلنت الولايات المتحدة، مساء الثلاثاء، فرضها عقوبات على القيادي الحوثي زيد الوشلي، منتحل صفة رئيس إدارة موانئ الحديدة، لدوره في تسهيل عمليات تهريب الأسلحة عبر الموانئ الواقعة تحت سيطرة الجماعة. وأكدت السفارة الأمريكية لدى اليمن، في بيان نشرته على منصة 'إكس'، أن الوشلي يترأس شركة إدارة الموانئ الموالية للحوثيين، والتي تتحكم في حركة الملاحة بموانئ الحديدة والصليف، مشيرة إلى أن دوره يتجاوز الإدارة الشكلية ليصل إلى تنسيق مباشر في عمليات شراء وتهريب الأسلحة. وأوضحت السفارة أن الوشلي متورط في تسهيل إدخال مكونات تستخدم في تصنيع الطائرات المسيّرة، وأنه جزء من شبكة تنسق بين الجناح العسكري والقيادات السياسية للحوثيين، بهدف تعزيز موقف الجماعة التفاوضي مع شركات الشحن الدولية، والالتفاف على العقوبات الدولية. وتأتي هذه الخطوة ضمن حملة متصاعدة تقودها واشنطن، استهدفت خلال السنوات الماضية عشرات الأفراد والكيانات المرتبطة بتمويل الحوثيين، وتهريب الأسلحة والمخدرات والنفط لدعم آلة الحرب الحوثية. وتُعد العقوبات الجديدة بمثابة ضربة مباشرة لشبكة الموانئ التي تعتمد عليها الجماعة لتمويل أنشطتها العسكرية، وتوجيه تحذير واضح للمجتمع الدولي بشأن مخاطر استمرار الحوثيين في استخدام موانئ الحديدة كمنصات تهريب وابتزاز سياسي. ويرى مراقبون أن العقوبات على زيد الوشلي تؤكد مضي الولايات المتحدة في تفكيك البنية المالية واللوجستية للجماعة المسلحة، تمهيداً لعزلها دوليًا وقطع طرق إمدادها بالسلاح والعتاد، خاصة في ظل تصاعد الهجمات الحوثية على الملاحة الدولية، ومطالبات واسعة بتصنيفها منظمة إرهابية عالمية. الاكثر زيارة اخبار وتقارير العاصمة تزلزل الحوثيين: سقوط ثالث قيادي في قبضة الحزام الأمني خلال أيام. اخبار وتقارير جرعة وقود كبرى: دبة البترول إلى 50 ألف ريال وخبير نفطي يكشف سيناريو الانهيا. اخبار وتقارير واشنطن تُهدد الحوثي: مصيركم كمصير حزب الله.. وتحالف عسكري جديد في الطريق. اخبار وتقارير ناقلات النفط تتدفق إلى ميناء الحوثي: شحنات ضخمة من الديزل والغاز تصل رأس عي.


اليمن الآن
منذ 28 دقائق
- اليمن الآن
رئيس الحكومة: لا انتصار على الحوثي دون كسر الفساد وكبح الانهيار الاقتصادي في المناطق المحررة
اخبار وتقارير رئيس الحكومة: لا انتصار على الحوثي دون كسر الفساد وكبح الانهيار الاقتصادي في المناطق المحررة الثلاثاء - 15 يوليو 2025 - 11:10 م بتوقيت عدن - نافذة اليمن - خاص دعا رئيس الحكومة الشرعية الدكتور سالم صالح بن بريك، اليوم الثلاثاء، إلى أعلى درجات التنسيق والتلاحم الوطني في مواجهة التحديات المصيرية التي تهدد اليمن، محذرًا من أن المعركة مع مليشيا الحوثي المدعومة من إيران لم تعد مجرد حرب عسكرية، بل تحوّلت إلى حرب شاملة اقتصادية وسياسية وخدمية تستهدف وجود الدولة ومعيشة المواطن. وجاءت تصريحات رئيس الحكومة خلال استقباله قيادة المكتب السياسي للمقاومة الوطنية برئاسة النائب الأول الشيخ ناصر باجيل، في العاصمة عدن، حيث شدد على أن النجاح في معركة استعادة الدولة يبدأ من وحدة الصف الوطني وتوحيد القرار بين القوى السياسية والمجتمعية. وأكد بن بريك أن الحكومة، ورغم شح الموارد وتعقيدات المرحلة، تمضي في إصلاحات عاجلة لكبح الفساد، ووقف التدهور الاقتصادي والخدمي، وتحقيق استقرار العملة الوطنية، مضيفًا: "نحن لا نبحث عن حلول مؤقتة، بل نسعى إلى تعافٍ مستدام يرتكز على موارد الدولة الذاتية وإعادة ضبط بوصلتها لصالح المواطن." ولفت رئيس الوزراء إلى أن المطالب الشعبية الحقيقية اليوم ليست شعارات سياسية، بل وقف غلاء الأسعار، وتحسين الكهرباء والخدمات، وتثبيت الأمن، معتبرًا أن هذه الأولويات لا يمكن إنجازها إلا بتضافر جهود الجميع. وثمّن رئيس الوزراء الدور الذي تضطلع به المقاومة الوطنية بقيادة العميد طارق صالح، وكافة المكونات المنضوية في إطار الشرعية، مؤكدًا أن المعركة ضد المشروع الإيراني في اليمن معركة مصيرية تتطلب قرارًا وطنيًا موحدًا، وخطابًا إعلاميًا مسؤولًا يعيد الثقة بالدولة ويواجه التضليل الحوثي. كما ناقش اللقاء تطورات الأوضاع السياسية والاقتصادية، حيث استعرض رئيس الوزراء التحديات التي تواجهها الحكومة، وأبرز الخيارات المتاحة لتجاوزها، مؤكدًا على أهمية المبادرات الوطنية كرافعة للقرار السياسي في البلاد. من جانبهم، عبر قياديو المكتب السياسي للمقاومة الوطنية عن دعمهم الكامل للحكومة، واستعدادهم للمشاركة في أي خطوات تعزز وحدة الصف، وتكرّس العمل المؤسسي لمواجهة الانقلاب الحوثي ومشاريعه التخريبية. الاكثر زيارة اخبار وتقارير العاصمة تزلزل الحوثيين: سقوط ثالث قيادي في قبضة الحزام الأمني خلال أيام. اخبار وتقارير ناشطة تهاجم شوقي القاضي: تتبرأون من نسب مدينة تعز وتحمّلون طارق كل شيء. اخبار وتقارير جرعة وقود كبرى: دبة البترول إلى 50 ألف ريال وخبير نفطي يكشف سيناريو الانهيا. اخبار وتقارير واشنطن تُهدد الحوثي: مصيركم كمصير حزب الله.. وتحالف عسكري جديد في الطريق.


اليمن الآن
منذ 5 ساعات
- اليمن الآن
دعوات أمريكية بإدراج (حزب الإصلاح) على قوائم الإرهاب
دعوات أمريكية بإدراج (حزب الإصلاح) على قوائم الإرهاب وكالة المخا الإخبارية دعا معهد بحثي أمريكي بإدراج حزب الإصلاح الذراع المحلي للإخوان في اليمن على قوائم الإرهاب ، مؤكداً ان ذلك أول خطوات السلام. ونشر المعهد الامريكي للمشاريع البحثية (AEI) دراسة للباحث الأمريكي مايكل روبين تطرق فيها الى المعارضة التي تبديها الأوساط السياسية والدبلوماسية في الغرب من تصنيف جماعة الإخوان المسلمين كمنظمة إرهابية. ويشير الباحث الى التبرير الغربي بأن 'الشبكة الواسعة من تصنيفات الإرهاب سوف تؤدي إلى نتائج عكسية' ، مستشهداً بالرفض الأوروبي السابق لتصنيف حزب الله كمنظمة إرهابية ، بحجة أن ذلك بذلك قد يؤدي إلى زعزعة استقرار لبنان بسبب اندماج حزب الله في النسيج السياسي للبلاد. الا أنه يُشير الى نتائج الضربات الإسرائيلية العنيفة التي أطاحت بقيادات حزب الله العام الماضي ، وكيف أنها تسبب في إحياء آمال لبنان في السلام بعد عقود من الحرب. روبين تطرق الى النقاش الدائر حالياً في أمريكا حول ما إذا كان ينبغي للولايات المتحدة أن تصنف جماعة الإخوان المسلمين كمنظمة إرهابية أجنبية ، على غرار ما قام به حلفاء واشنطن مثل البحرين ومصر والإمارات العربية المتحدة. موضحاً بان وزارة الخارجية لا تزال تُقاوم هذا التصنيف الواسع لسببين أولًا أن جماعة الإخوان المسلمين منظمةٌ مُنتشرة؛ بالإضافة الى أنها أيديولوجيةٌ أيضًا ويخشى الدبلوماسيون تحديدَ حدود الجماعة ، ثانيًا، ما يواجه البيت الأبيض من ضغوط من قبل دولٍ متعاطفة مع الإخوان المسلمين أو تابعةٍ لهم، مثل قطر وتركيا. وإزاء ذلك ، يقترح الباحث على وزارة الخارجية الأمريكية تجاوز الجدل أن تقوم بتصنيف فروع محددة لجماعة الإخوان المسلمين، التي لا يمكن إنكار سجلها الإرهابي مثل حزب الاصلاح اخوان اليمن.