
"القصف بضغطة زر".. تكنولوجيا غوغل ومايكروسوفت في خدمة الإبادة
لم تكد تمر بضعة أيام على سريان وقف إطلاق النار في غزة ، حتى ظهرت تقارير ووثائق مسرّبة جديدة تؤكد تورط جهات جديدة بشكل مباشر في حرب الإبادة الإسرائيلية على القطاع، هذه المرة كانت الفضيحة من نصيب شركتي مايكروسوفت وغوغل.
ففي 21 يناير/كانون الثاني الماضي، نشرت صحيفة "واشنطن بوست" تقريرًا يوثق تزويد شركة غوغل للجيش الإسرائيلي بأحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي التي طورتها الشركة، وذلك منذ بداية الحرب على غزة.
وبعد يومين فقط، أكد تحقيق صحفي جديد نشرته صحيفة "الغارديان"، استنادا إلى وثائق سرّية مسرّبة، تصاعد اعتماد الجيش الإسرائيلي على تقنيات شركة مايكروسوفت السحابية وأنظمة الذكاء الاصطناعي خلال أشد مراحل قصفه على القطاع.
في سياق حرب إبادة استخدمت فيها إسرائيل أنظمة تقنية متطورة، مثل نماذج الذكاء الاصطناعي " غوسبل" و"لافندر" لتحديد أهداف القصف. تُبرز تلك الوثائق الجديدة كيف ساهمت شركات التقنية الأميركية الكبرى في دعم العمليات العسكرية الإسرائيلية، إذ ظل هذا الدور دون توثيق ملموس ودون أدلة واضحة وقوية إبان الحرب، خاصة مع نفي تلك الشركات أيَّ مساهمة لها في العمليات العسكرية، رغم ظهور بعض المؤشرات والتصريحات من قيادات الجيش الإسرائيلي التي أشارت إلى هذا الدور.
لذا، فهذه هي المرة الأولى التي تؤكد التقارير والملفات الداخلية هذا التعاون المباشر بين شركات التقنية الكبرى والجيش الإسرائيلي في حرب الإبادة على قطاع غزة.
شراكة جديدة مع غوغل
في مايو/أيار 2024، وقّع قرابة 200 موظف داخل مختبر "ديب مايند"، وهو قسم الذكاء الاصطناعي التابع لشركة غوغل، على خطاب يطالب الشركة العملاقة بإلغاء عقودها مع المؤسسات العسكرية بشكل عام، وفقًا لنسخة من الخطاب اطّلعت عليها مجلة "تايم" ونشرت عنها تقريرا في أغسطس/آب 2024.
انتشر هذا الخطاب وسط تصاعد المخاوف داخل قسم الذكاء الاصطناعي من بيع تقنياته إلى الجيوش المتورطة في الحروب عالميا، الأمر الذي وصفه الموظفون بأنه انتهاك لقواعد الذكاء الاصطناعي الخاصة بشركة غوغل.
ورغم أن الموظفين في خطابهم أكدوا أن رسالتهم لا تتعلق بأي صراع ناشب في أي مكان بالعالم وقت إرساله، في محاولة للنأي عن استهدافهم من قبل اللوبي الإسرائيلي في الولايات المتحدة، جاء الخطاب ليكون علامة جديدة وواضحة على تصاعد حدة الخلاف داخل شركة غوغل ، على الأقل بين بعض موظفي قسم الذكاء الاصطناعي، الذين تعهدوا بعدم المشاركة في تطوير التقنيات العسكرية، وبين قسم الأعمال السحابية الذي يبيع خدمات غوغل السحابية، ومنها تقنيات الذكاء الاصطناعي التي يطورها مختبر "ديب مايند"؛ للعديد من الحكومات والجيوش ومنها الجيش الإسرائيلي، وخاصة التعاون الذي نشأ من مشروع "نيمبوس".
التناقض الحالي يسلط الضوء على شروط استحواذ غوغل على شركة الذكاء الاصطناعي البريطانية "ديب مايند" عام 2014، إذ تضمنت الصفقة تعهدًا بعدم استخدام تقنياتها لأغراض عسكرية أو أمنية. هذا التعهد أكده مؤسس شركة "ديب مايند"، ديميس هاسابيس، في لقاء صحفي عام 2015. اليوم، يشرف هاسابيس على مختلف عمليات تطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي تحت العلامة التجارية "غوغل ديب مايند" (Google DeepMind)، التي تشمل تطبيقات متطورة في معالجة الصور والفيديو والصوت بالإضافة إلى المساعد الذكي "جيميناي".
تتبنّى غوغل سياسات معلنة تقضي بعدم استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في أي تطبيقات قد تُلحق ضررًا بالبشر. كما تتضمن برامج الشركة المتعلقة بحقوق الإنسان مراجعات دقيقة للمنتجات والسياسات لضمان امتثالها للمعايير الدولية، بما فيها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وتشجع الشركة موظفيها على الإبلاغ عن أي انتهاكات أو مخاوف تتعلق بنشاطات الشركة.
لكن الأمر ليس بهذا النقاء! إذ تُظهر الوثائق الداخلية للشركة، التي حصلت عليها صحيفة "واشنطن بوست"، أن غوغل قدمت مساعدة فعلية لوزارة الدفاع والجيش الإسرائيلييْن.
فقد أظهرت تلك الوثائق أنه في أعقاب عملية " طوفان الأقصى" بدأ أحد موظفي قطاع الخدمات السحابية في غوغل تصعيد طلباته بهدف توفير وصول أوسع إلى تقنيات الذكاء الاصطناعي لصالح وزارة الدفاع الإسرائيلية. كما أشارت الوثائق إلى سعي الوزارة الإسرائيلية بصورة عاجلة لتوسيع نطاق استخدامها لمنصة "فيرتكس أي آي" (Vertex AI)، التي تتيح للعملاء تطبيق خوارزميات الذكاء الاصطناعي على بياناتهم الخاصة.
يشير الموقع الرسمي إلى أن هذه المنصة من غوغل أداة شاملة لتطوير وتطبيق حلول تعلم الآلة والذكاء الاصطناعي، وتوفر المنصة بيئة متكاملة تجمع بين أدوات هندسة وعلوم البيانات وتعلم الآلة، مما يسهل على الفرق العمل معًا بكفاءة وفعالية. وتتيح المنصة تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي واستخدامها، مع إمكانية تخصيصها لتلبية احتياجات التطبيقات المختلفة. كما تقدم خياراتٍ متعددة تناسب المستخدمين، سواء احتاجوا إلى حلول بسيطة تعتمد على الأتمتة، أو أدوات متطورة تمنحهم تحكمًا كاملًا في عملية تطوير تلك النماذج.
وفي وثيقة مؤرّخة بشهر نوفمبر/تشرين الثاني 2023، وجّه أحد موظفي غوغل شكرًا لزميله على دعمه في تسريع تلبية طلب وزارة الدفاع الإسرائيلية. وفي ربيع وصيف العام 2024، ظهرت طلبات جديدة عبر موظفي غوغل لمنح الجيش الإسرائيلي مزيدًا من الوصول إلى إمكانات وتقنيات الذكاء الاصطناعي. كما أظهرت وثيقة أخرى أن أحد موظفي غوغل طالب في أواخر الشهر نفسه بمنح الجيش الإسرائيلي صلاحيات لاستخدام نموذج "جيميناي" بهدف تطوير أدوات لمعالجة الوثائق والملفات الصوتية.
تورط غوغل عسكريًّا
بالنسبة لغوغل على الأقل، كانت الأمور واضحة خلال الحرب وظهرت آثارها فعلا، وتحديدا بعد ظهور تفاصيل مشروع " نيمبوس" إلى النور. مشاركة غوغل ومساندتها لإسرائيل في حرب الإبادة كانت جليّة لدرجة أن تضحي الشركة بسمعتها المعروفة عنها في عالم الشركات، وتفصل أكثر من 50 موظفًا لاحتجاجهم على مشروع "نيمبوس"، في أبريل/نيسان 2024.
قبل ذلك بثلاث سنوات، كانت الحكومة الإسرائيلية قد وقعت اتفاقًا مع شركتي غوغل وأمازون لبناء مراكز بيانات إقليمية لتقديم الخدمات السحابية، وبهذا تضمن استمرارية الخدمة حتى إن تعرضت الشركتان لضغوط دولية لمقاطعة إسرائيل فيما بعد، وقُدرت تكلفة المشروع بنحو 1.2 مليار دولار.
هذا ما ذُكر رسميا في وسائل الإعلام حينها، لكن مشروع "نيمبوس" كان ينطوي على أكثر من مجرد مراكز بيانات إقليمية. ورغم عدم توفر تفاصيل رسمية كثيرة حول المشروع حينها، فإن تقريرا لموقع "ذي إنترسبت"، صدر في يوليو/تموز 2022، استشهد بوثائق ومقاطع فيديو تدريبية داخلية من غوغل تشير إلى أن جزءا أساسيا من المشروع سيوفر لإسرائيل مجموعة كاملة من أدوات تعلم الآلة والذكاء الاصطناعي تقدمها منصة غوغل السحابية.
أوضحت مجموعة الوثائق التدريبية ومقاطع الفيديو الخاصة بشرح المشروع، والموجَّهة إلى موظفي الحكومة الإسرائيلية، لأول مرة مزايا منصة غوغل السحابية التي تقدمها الشركة لجيش الاحتلال من خلال المشروع، إذ توفر غوغل مجموعة كاملة من تقنيات الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة، تلك التقنيات تمنح جيش الاحتلال قدرات أكبر في التعرّف على الوجوه، والتصنيف الآلي للصور، وتتبع مسار تحرك الأجسام، وحتى القدرة على تحليل المشاعر، التي ادّعت الوثائق أن بإمكانها تقييم المحتوى العاطفي داخل الصور والكلام والكتابة.
أشار التقرير حينها إلى أن تلك الإمكانات ستزيد من قدرات جيش الاحتلال على فرض رقابة صارمة على المواطنين الفلسطينيين، بجانب معالجة كميات هائلة من البيانات.
يتناقض هذا مع تصريحات غوغل لوسائل الإعلام، التي سعت إلى التقليل من أهمية التورط العسكري لمشروع نيمبوس ، إذ ذكرت المتحدثة باسم غوغل في بيان أن "هذا المشروع ليس موجهًا نحو مهام حساسة للغاية أو سرية أو عسكرية تتعلق بالأسلحة أو أجهزة الاستخبارات. عقد نيمبوس مخصص لمهام العمل على خدماتنا السحابية التجارية لصالح الوزارات الحكومية الإسرائيلية، التي توافق على الامتثال لشروط الخدمة وسياسة الاستخدام المقبولة لدينا".
لكن حتى قبل ظهور الوثائق الأخيرة، كانت الدلائل والتصريحات العامة تشير إلى تورط غوغل مع الجيش الإسرائيلي من خلال مشروع "نيمبوس".
مثلا، وفقًا لتقرير من موقع "وايرد" في يوليو/تموز 2024، أظهرت مراجعة الوثائق العامة وتصريحات المسؤولين الإسرائيليين وموظفي غوغل وأمازون أن الجيش الإسرائيلي احتل موقعًا مركزيًا داخل مشروع "نيمبوس" منذ بدايته، إذ شكّل الجيش تصميم المشروع وكان من أبرز مستخدميه. كما يرى كبار المسؤولين الإسرائيليين أن هذا المشروع يؤسس لبنية تحتية مهمة للجيش الإسرائيلي.
وفي فبراير/شباط من العام الماضي، ضمن مؤتمر مخصص لمشروع "نيمبوس"، ذكر رئيس هيئة السايبر الإسرائيلية، غابي بورتنوي، أن "العقد أسهم في الرد العسكري الإسرائيلي على حركة حماس" نقلا عن وسائل الإعلام الإسرائيلية. وأضاف بورتنوي: "تحدُث أمور استثنائية في أرض المعركة بسبب السحابة العامة لمشروع نيمبوس، وهي أمور لها تأثير على تحقيق النصر، لكن لن أشارك التفاصيل"، وفقًا لمقال في مجلة "بيبول آند كمبيوتر" التي شاركت في تنظيم المؤتمر.
علاقة راسخة مع مايكروسوفت
الأغرب في هذا الوضع هو تأخر التقارير التي تشير إلى دور مايكروسوفت مع الجيش الإسرائيلي، بالنظر إلى العلاقة القديمة والراسخة بين الشركة وجيش الاحتلال. التقرير الصحفي هذه المرة من "الغارديان"، وأجرته بالتعاون مع مجلة "972+" ومنصة "لوكال كول" العبرية، واستند إلى وثائق مسرّبة حصل عليها موقع "دروب سايت نيوز"، بجانب مقابلات مع مصادر من الأوساط الدفاعية والاستخباراتية الإسرائيلية.
تمتد العلاقة بين شركة مايكروسوفت إسرائيل لعقود طويلة، حيث بدأت أولى محطاتها بإقامة أول مركز بحثي للشركة خارج الولايات المتحدة في الأراضي المحتلة عام 1991. منذ ذلك الحين، تعمّقت هذه العلاقة عبر سنوات من التعاون والاستثمار في تطوير تقنيات عسكرية لصالح جيش الاحتلال، إذ عقدت الشركة الأميركية صفقات ضخمة تضمنت التزامها بتزويد جيش الاحتلال ووزارة الدفاع بعدد غير محدود من منتجاتها، بالإضافة إلى تبادل واسع للمعلومات بين الطرفين.
لم تقتصر العلاقة على الصفقات فحسب، إذ تُعرف وحدات الاستخبارات التابعة لجيش الاحتلال، مثل الوحدة الشهيرة " 8200"، بتأسيس شركات ناشئة لأغراض عسكرية. لا تكتفي تلك الشركات بتطوير المنتجات، بل تعمل أيضًا على تدريب كوادر بخبرات تقنية تجذب اهتمام شركات كبرى مثل مايكروسوفت.
على مدى السنوات الماضية، استحوذت مايكروسوفت على العديد من الشركات الناشئة المرتبطة بجيش الاحتلال، بل استعانت أحيانًا بفرق العمل داخل تلك الشركات، إلى جانب استثمارها في شركات إسرائيلية أخرى خلال السنوات القليلة الماضية.
تُظهر الوثائق المسرّبة أن مايكروسوفت عززت تلك الشراكات السابقة أكثر مع المؤسسة العسكرية الإسرائيلية عقب 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، عبر توفير خدمات التخزين السحابية والحوسبة المتطورة للجيش الإسرائيلي. كما تضعها وزارة الدفاع الإسرائيلية في تصنيف الشريك الموثوق، لذا تكلّف مايكروسوفت بمشاريع شديدة السرية والحساسية.
تؤكد تلك الوثائق، التي تضمنت سجلات من وزارة الدفاع الإسرائيلية وملفات من فرع مايكروسوفت إسرائيل، أن الجيش الإسرائيلي استفاد من منصة "أزور" السحابية في دعم الأنشطة القتالية والاستخباراتية. كما عمل موظفو مايكروسوفت عن كثب مع الجيش الإسرائيلي، سواء عبر تقديم المشورة الفنية عن بُعد، أو عبر تواجدهم في القواعد العسكرية.
الحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي
في عام 2021، توقع رئيس وحدة الاستخبارات الإسرائيلية "8200" أنّ تزايد طلب الجيش الإسرائيلي على خدمات الحوسبة السحابية سيقود إلى شراكات استراتيجية مع شركات مثل مايكروسوفت وأمازون، شبيهة بالشراكات القائمة مع شركات تصنيع الأسلحة الأميركية الكبرى مثل لوكهيد مارتن، وهو ما حدث فعلًا بعدها بعامين، خلال الحرب الإسرائيلية على غزة، لتتزايد حاجة الجيش إلى خدمات الحوسبة السحابية بنفس حاجته إلى أطنان القنابل والقذائف التي استخدمها في هذه الحرب.
جاء ذلك بالتزامن مع توجّه قوات الاحتلال نحو شركات التقنية الأميركية الكبرى لمواجهة الزيادة في الطلب على قدرات التخزين والخدمات السحابية بعد بداية الحرب على غزة، وشمل ذلك التعاون مع شركتي أمازون وغوغل لتخزين وتحليل كميات أكبر من البيانات والمعلومات الاستخباراتية لفترات أطول.
أشارت تلك الوثائق التي سربها "دروب سايت نيوز" إلى تصاعد ملحوظ في اعتماد جيش الاحتلال على تقنيات الحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي التي توفرها شركة مايكروسوفت، وتحديدًا خلال إحدى أكثر مراحل قصفه تدميرًا لقطاع غزة. وكشفت عن استخدام قوات الجيش المختلفة لمنتجات الشركة الأميركية، وخاصةً منصة "أزور" السحابية، وتنوعت تلك القوات بين الجوية والبرية والبحرية الإسرائيلية إلى جانب مديرية الاستخبارات.
تُظهر تلك الوثائق أن وزارة الدفاع الإسرائيلية وافقت على شراء 19 ألف ساعة من خدمات الدعم الهندسي والاستشاري من مايكروسوفت في الفترة ما بين أكتوبر/تشرين الأول 2023 ويونيو/حزيران 2024، في صفقة شراكة تجاوزت عوائدها المالية نحو 10 ملايين دولار. وتزامن هذا مع ارتفاع استهلاك الجيش الإسرائيلي لمنصة "أزور" السحابية بنسبة 60% خلال الأشهر الستة الأولى من الحرب على قطاع غزة، مقارنة بالأشهر الأربعة السابقة للحرب.
خلال أيام الحرب على القطاع، اضطلع مهندسو شركة مايكروسوفت بدور محوري في تقديم الدعم التقني لوحدات الاستخبارات الإسرائيلية، ومنها الوحدة 8200 والوحدة 9900 المتخصصة في جمع وتحليل المعلومات الاستخبارية المرئية. وكان الهدف تسهيل استخدام هذه الوحدات للبنية التحتية السحابية وتعزيز أدائها في تنفيذ العمليات.
وفي أثناء قصف غزة، استخدمت وحدة "أفق" التابعة لسلاح الجو الإسرائيلي نظام الاتصالات والبريد الإلكتروني من مايكروسوفت، لإدارة قواعد بيانات ضخمة للأهداف المحتملة للقصف والمعروفة باسم "بنوك الأهداف".
تكشف الوثائق أيضًا زيادة هائلة في استخدام الجيش الإسرائيلي للمنتجات المعتمدة على الذكاء الاصطناعي من مايكروسوفت خلال نفس الفترة. ففي نهاية مارس/آذار 2024، تضاعف استهلاك أدوات تعلم الآلة من منصة "أزور" بمعدل 64 مرة مقارنة بشهر سبتمبر/أيلول 2023. كما تضاعف استخدام منتجات شركة "أوبن أي آي"، مثل نموذج الذكاء الاصطناعي "جي بي تي-4″، بصورة ملحوظة، إذ كان يستخدمها الجيش الإسرائيلي من خلال منصة "أزور" بدلًا من الوصول المباشر عبر الشركة.
في يناير/كانون الثاني 2024، أنهت "أوبن أي آي" الحظر على استخدام تقنياتها في الأعمال العسكرية، وهو أمر حدث في صمت ولم تكشف عنه الشركة إعلاميًا، مما ساهم في تسهيل استخدام الجيش الإسرائيلي لهذه التقنيات التي تطورها الشركة، إذ تشير الوثائق إلى أن هذا التغيير أدى إلى ارتفاع ملحوظ في استخدام الجيش الإسرائيلي لمنتجات "أوبن أي آي" عبر منصة "أزور" السحابية.
لكن، هل توجد أي استفادة ممكنة لتلك الشركات من مشاركتها في حرب الإبادة الإسرائيلية؟
بيانات من أرض المعركة
المشاركة في سيناريوهات الحرب الفعلية قد تمثل فرصة ذهبية لتطوير الأنظمة العسكرية لتلك الشركات، خاصة أنظمة الذكاء الاصطناعي التي تحتاج إلى بيانات بجودة عالية. وإذا نظرنا من منظور تلك الشركات، فهذا سيناريو حقيقي يمكنها فيه اختبار أنظمة الذكاء الاصطناعي وتطويرها، بل وبيعها في المستقبل وهي تحمل شعار "مُجرّبة في أرض المعركة".
مناطق الحروب قد تُوفر بيئة فريدة مليئة بالتحديات الحقيقية لاختبار تقنيات الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية، فالعمليات العسكرية تُنتج كميات هائلة من البيانات، مثل لقطات المراقبة وأنماط الاستهداف والخطط اللوجستية. لذا، من خلال دعم قوات الجيش الإسرائيلي بالبنية التحتية السحابية وأدوات الذكاء الاصطناعي، ربما تُطوّر الشركتان تقنياتهما في ظروف يستحيل تقليدها في الحياة اليومية.
كما تحتاج العمليات العسكرية إلى تحليل كميات ضخمة من البيانات المعقدة، وهذا النوع من البيانات يُساعد غوغل ومايكروسوفت في تحسين خوارزمياتهما بدقة أكبر.
عموما هذا سيناريو قد يخدم مصلحة الولايات المتحدة مستقبلا، فإن كانت تنوي الاندفاع نحو حرب ضد التنين الصيني، فعليها الاستعانة بكل ترسانتها من الأسلحة، وبالطبع شركات التقنية جزء أصيل وتأسيسي في حروب هذا العصر.
مايكروسوفت نفسها هي شركة التقنية الأساسية للجيش الأميركي، إذ تسيطر الشركة تقريبًا على كل ما يخص التقنيات العسكرية المتطورة، وتدافع عن الحكومة الأميركية ضد التهديدات السيبرانية.
بدأت الشركة فعلًا عرض تقنيات الذكاء الاصطناعي على الجيش الأميركي، ففي أكتوبر/تشرين الأول 2023، اقترحت مايكروسوفت استخدام أداة توليد الصور الشهيرة "دال-إي"، التي تطورها شركة "أوبن أي آي" لمساعدة وزارة الدفاع الأميركية في تصميم برمجيات لتنفيذ العمليات العسكرية، وفقًا لمواد داخلية للعرض التقديمي اطلع عليها موقع "ذا إنترسبت"، وأشار إليها في تقريره الصادر في أبريل/نيسان 2024.
وفرت مواد العرض التقديمي الخاصة بشركة مايكروسوفت، بعنوان "الذكاء الاصطناعي التوليدي باستخدام بيانات وزارة الدفاع" والذي حصل عليه موقع "ذا إنترسبت"، تفاصيل عامة حول كيفية استفادة البنتاغون من أدوات وتقنيات تعلم الآلة الخاصة بشركة "أوبن أي آي"، والتي تشمل روبوت المحادثة الشهير "شات جي بي تي" ومولد الصور "دال-إي"، وذلك لمهام تتفاوت بين تحليل المستندات والمساعدة في صيانة الآلات.
تلك الوثائق التي قدمتها مايكروسوفت مستخرجة من مجموعة مواد كبيرة عُرضت في ندوة تدريبية لوزارة الدفاع الأميركية حول "الإلمام والتثقيف بتقنيات الذكاء الاصطناعي" نظمتها وحدة القوات الجوية الأميركية في لوس أنجلوس في أكتوبر/تشرين الأول 2023.
إحدى صفحات العرض التقديمي من مايكروسوفت تبرز العديد من الاستخدامات الفدرالية الشائعة لتقنيات شركة "أوبن أي آي"، بما فيها الاستخدام للأغراض العسكرية. وجاء في إحدى النقاط، تحت عنوان "أنظمة إدارة القتال.. استخدام نماذج دال-إي لإنشاء صور لتدريب أنظمة إدارة القتال"، وكما يبدو من الاسم، فإن نظام إدارة القتال هو مجموعة برمجيات للقيادة والتحكم تزود القيادات العسكرية برؤية عامة لسيناريو القتال في أرض المعركة، مما يتيح لهم تنسيق عناصر تخص المعارك مثل قذائف المدفعية وتحديد أهداف الضربات الجوية وتحركات الجنود على الأرض.
تقترح الإشارة إلى تدريب الرؤية الحاسوبية أنّ بإمكان الصور التي يولدها نموذج "دال-إي" مساعدة حواسيب البنتاغون على رؤية الأوضاع في ساحة المعركة بصورة أفضل، وهي ميزة خاصة لتحديد الأهداف وتدميرها.
لم توفر ملفات العرض التقديمي تفاصيل أخرى حول كيفية استخدام نموذج "دال-إي" بالضبط في أنظمة إدارة القتال في ساحة المعركة، إلا أن تدريب تلك الأنظمة قد يتضمن إمكانية استخدام "دال-إي" لتزويد البنتاغون بما يُسمى بيانات التدريب الاصطناعية، وهي مشاهد تخيلية ومصطنعة تحاكي إلى حد كبير مشاهد العالم الحقيقي.
تعمل القوات الجوية الأميركية على إنشاء نظام إدارة القتال المتطور، وهو الجزء الخاص بها من مشروع البنتاغون الأكبر الذي تبلغ تكلفته عدة مليارات من الدولارات والمسمى "نظام القيادة والتحكم المشترك لجميع المجالات" (JADC2)، الذي يهدف إلى ربط الجيش الأميركي بأكمله معًا لتوسيع نطاق التواصل بين الفروع العسكرية الأميركية وتحليل البيانات المدعومة بالذكاء الاصطناعي، وتحسين القدرة على القتال في نهاية المطاف.
يتصور البنتاغون من خلال هذا المشروع مستقبلًا وشيكًا تتبادل فيه كاميرات الطائرات المسيّرة التابعة للقوات الجوية، ورادارات السفن الحربية التابعة للبحرية، ودبابات الجيش، وقوات المارينز على الأرض، البيانات حول الخصم بسلاسة لتدميره بطريقة أفضل. وفي أبريل/نيسان 2024، كشفت القيادة المركزية الأميركية أنها بدأت فعلا استخدام عناصر من هذا المشروع في الشرق الأوسط.
حينها، صرّحت المتحدثة باسم شركة "أوبن أي آي"، ليز بورغوس، أن شركتها لم يكن لها أي دور في عرض مايكروسوفت، وأنها لم تبرم أي صفقات بيع لأدوات أو تقنيات لصالح وزارة الدفاع، وأضافت: "تحظر سياسات أوبن أي آي استخدام أدواتنا لتطوير أو استخدام الأسلحة، أو إلحاق الضرر بالآخرين أو تدمير الممتلكات".
في توقيت هذا العرض التقديمي، يبدو أن سياسات شركة "أوبن أي آي" كانت ستحظر استخدام نموذج "دال-إي" عسكريًا، لكن لم تمر سوى أشهر قليلة حتى غيّرت الشركة من سياستها الخاصة باستخدام أدواتها وتقنياتها في العمليات العسكرية، حتى يتسنّى لمايكروسوفت تقديم المساندة اللازمة للجيش الإسرائيلي كما ذكرنا.
في النهاية، ربما طوّرت إسرائيل -كما تدّعي- أنظمة الذكاء الاصطناعي التي تستخدمها لقصف الأبرياء، لكن هذه ليست سوى نصف الحقيقة، ببساطة لأن تلك الأنظمة تحتاج إلى خدمات مايكروسوفت وغوغل السحابية، مما يجعل من كليهما شريكا أصيلًا في جرائم الحرب التي شاهدها العالم، غالبًا عبر أجهزة تعمل بأنظمة تشغيل هاتين الشركتين، أي أنهما في الأساس شركات استهلاكية، يستخدم منتجاتهما مليارات البشر حول العالم كل يوم.
لهذا فإن توثيق وتسجيل التاريخ مهم، خاصة مع ادعاءات تلك الشركات المتواصلة باحترام حقوق الإنسان، وأن التقنيات التي تطورها لا تستهدف سوى الخير والحق والجمال والقيم الإنسانية السامية. لكنْ علينا الآن أن نتساءل عما إذا كانت تعني ادعاءات تلك الشركات شيئًا أكثر من قيمة الذاكرة التخزينية الصغيرة التي تشغلها على مواقعها الرسمية.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ 20 ساعات
- الجزيرة
أبرز الإعلانات في مؤتمر "غوغل" للمطورين 2025
أنهت " غوغل" مؤتمرها السنوي للمطورين الذي تطلق عليه "غوغل آي/أو" (Google I/O)، وكما جاءت التوقعات، كان لتقنيات الذكاء الاصطناعي نصيب الأسد من الإعلانات في المؤتمر، بدءًا من تعزيز بحث "غوغل" بالذكاء الاصطناعي وتعميم التجربة الخاصة به، وحتى أدوات توليد الصور ومقاطع الفيديو والنصوص المعتمدة على الذكاء الاصطناعي. ضم المؤتمر أيضًا بعض التحديثات للمنتجات الجديدة من "غوغل" التي كانت الشركة أعلنت عنها في وقت سابق، وإليكم أبرز ما جاء في المؤتمر. البحث المعزز بالذكاء الاصطناعي قادم للجميع أعلنت "غوغل" أن مزايا البحث المعزز بالذكاء الاصطناعي قادم لجميع المستخدمين حول العالم بدءًا من مستخدمي الولايات المتحدة، وذلك بعد انتهاء الفترة التجريبية التي أمضاها النموذج في بعض الدول ومع بعض المستخدمين. قدّمت الشركة أيضًا بعض التحسينات على مزايا البحث المعزز بالذكاء الاصطناعي، إذ أطلقت عليه الآن "وضع الذكاء الاصطناعي" (Ai Mode)، وهو يظهر إلى جانب قوائم البحث المعتادة الخاصة بالشركة، أي قائمة بحث الأخبار والصور ومقاطع الفيديو وهكذا. يتيح هذا الوضع للمستخدمين التواصل مباشرة مع "جيميناي" والاستفادة من المزايا الخاصة به في عملية البحث بدلًا من التوجه إلى صفحة الدردشة الخاصة به، وأضافت الشركة أن هذا الوضع يحصل على مجموعة من التحسينات والمزايا الجديدة خلال العام. "جيميناي ألترا" كشفت الشركة عن باقة اشتراك جديدة من أجل استخدام نموذج الذكاء الاصطناعي الخاص بها "جيميناي" وهي تدعى "ألترا" وتبلغ قيمة الاشتراك بها 250 دولارا شهريًا، وتضم هذه الباقة كافة خدمات الذكاء الاصطناعي التي تقدمها الشركة إلى جانب الأدوات الخاصة بها. ويشمل ذلك الأدوات الجديدة التي كشفت عنها الشركة ضمن فعاليات مؤتمر "غوغل آي/ أو 2025" بدءًا من أداة "فيو 3" (Veo 3) لتوليد مقاطع الفيديو وأداة التفكير العميق التي لم تطرحها الشركة بعد، كما أن الباقة الجديدة تضم حدود استخدام أعلى لكافة هذه الأدوات وأدوات "نوت بوك إل إم" (Notebook LM) و"ويسك" (Whisk) أيضًا. ولا تنتهي مزايا الباقة هنا، بل يحصل المشتركون فيها على وصول خاص لروبوت دردشة "جيميناي" مباشرة في متصفح "كروم" إلى جانب بعض عملاء الذكاء الاصطناعي الذين تم تطويرهم باستخدام منصة "غوغل" واشتراك "يوتيوب بريميوم" (Youtube Premium) ومساحة تخزين في خدمات "غوغل" السحابية تصل إلى 30 تيرابايت. وضع تفكير عميق محسن في "جيميناي" أعلنت "غوغل" عن وضع التفكير العميق المحسن في روبوت الدردشة الخاص بها، ويعمل مع روبوت "جيميناي 2.5 برو" (Gemini 2.5 Pro)، وبحسب بيان الشركة، فإن الوضع المحسن يعمل على التفكير في أكثر من إجابة على السؤال قبل تقديم الإجابة النهائية. ورغم أن الشركة لم تدخل في الكثير من التفاصيل حول آلية عمل الوضع الجديد، إلا أنها أعلنت بدء اختباراته مع مجموعة من الشركاء المعتمدين، وأكدت أنها تأخذ وقتها في اختبارات الأمان والمنطق قبل طرحه بشكل رسمي للعامة. تغير اسم "بروجيكت ستار لاين" (Project Starline) في السنوات الماضية، أعلنت "غوغل" عن مشروع متطور لمحادثات الفيديو يدعى "بروجيكت ستار لاين"، وهو يتيح إجراء محادثات فيديو ثلاثية الأبعاد كأن الطرفين يجلسان متقابلَين، والآن أعلنت الشركة تغيير اسمه إلى "غوغل بيم" (Google Beam). المفاجأة الحقيقية كانت الإعلان عن قرب طرح المشروع الجديد للمستخدمين في تعاون مع شركة "إتش بي" (HP) التي تقدم أجهزة خاصة تدعم المشروع الجديد، وهي تضم مساحة إضاءة متصلة ب6 كاميرات مختلفة من أجل توليد صورة ثلاثية الأبعاد واقعية. "فيو 3″ (Veo 3) لتوليد مقاطع الفيديو و"إيماجين 4" (Imagen 4) لتوليد الصور كشفت "غوغل" أيضًا عن الجيل الجديد من أدوات توليد مقاطع الفيديو والصور الخاصة بها، وبحسب إعلان الشركة، فإن "فيو 3" أصبح الآن قادرًا على توليد الأصوات والضوضاء المحيطة وحتى بعض المحادثات الصوتية للمقاطع الخاصة بها، فضلًا عن تحسين جودة المقاطع المولدة من الأداة. وأما "إيماجين 4" فقد حصلت على تحسينات في السرعة والدقة، ومن المتوقع أن تزداد سرعتها بعد الإطلاق النهائي لها، إذ تنوي الشركة طرح نسخة أسرع بـ10 مرات من "إيماجين 3″، كما أصبحت الأداة الآن قادرة على توليد الصور ذات التفاصيل الدقيقة والتحكم فيها، مثل أنواع الملابس والخيوط المستخدمة إلى جانب قطرات المياه وفِراء الحيوانات. وضّحت "غوغل" أن "إيماجين 4" قادرة على التعامل مع مختلف أساليب الصور والرسم، بدءًا من الصور الواقعية وحتى التجريدية، كما أن الأداة أصبحت تدعم دقة أعلى في الصور الآن، وكلاهما متاحان منذ الآن ضمن اشتراك "جيميناي ألترا" الجديد. أداة ذكاء اصطناعي توليدي موجهة لصناع الأفلام كشفت "غوغل" خلال المؤتمر عن أحدث أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي الخاصة بها، وهي أداة "فلو" (Flow) الموجهة لصناع الأفلام والسينما بشكل عام، وهي تأتي على شكل تطبيق منفصل يجمع بين مزايا "إيماجين" و"فلو" و"جيميناي" من أجل توليد مقاطع فيديو تصل مدتها إلى 8 ثوان بناءً على الصور أو النصوص المدخلة. وتضم الأداة أيضًا ميزة بناء المشاهد والتعديل فيها كما ترغب، ومن المتوقع أن توفر الشركة نسخة احترافية قادرة على توليد مقاطع أطول من 8 ثوان في المستقبل القريب. نظارة الواقع المعزز من "غوغل" استعرضت الشركة أيضًا نظارة الواقع المعزز الخاصة بها والتي تطلق عليها مشروع "أورا" (Aura)، وهي تأتي بالتعاون مع شركة "إكس ريل" (Xreal)، ورغم أن الاستعراض تضمن عرض مقطع سريع للغاية للنظارة، إلا أن الشركة أعلنت عن دعم "جيميناي" مباشرةً منها. تنوي الشركة أيضًا التعاون مع "سامسونغ" وعدد من الشركات الرائدة لتقديم طرز متنوعة من نظارات واقع معزز مستقبلًا. أداة جديدة لتصميم واجهات التطبيقات كشفت "غوغل" عن أداة "ستيتش" (Stitch)، وهي أداة جديدة تعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي من أجل بناء واجهات التطبيقات مباشرة وبشكل سريع للغاية، وتعتمد الأداة على مجموعة من السمات الخاصة المبنية بداخلها مباشرة. يمكن تعديل السمات والأشكال الموجودة داخل الأداة عبر تعديل الوصف الخاص بها، كما يمكن استخدام مزايا النماذج السلكية والرسومات الأولية ولقطات الشاشة لاقتباس التصميم من واجهات المستخدم الأخرى، ويمكن الوصول إلى الأداة مباشرة من معامل "غوغل". الترجمة المباشرة في "غوغل ميت" (Google Meet) تحصل أداة الاجتماعات الخاصة بـ"غوغل" على ميزة جديدة تتيح لك ترجمة الكلام بشكل مباشر وحي داخل المنصة من أي لغة إلى أخرى بالاعتماد على الذكاء الاصطناعي، ولكنها في الوقت الحالي تدعم اللغة الإسبانية والإنجليزية فقط. واجهة جديدة لنظام "وير أو إس 6" (Wear OS6) كشفت "غوغل" عن واجهة جديدة لنظام الساعات الذكية الخاص بها "وير أو إس 6" (Wear OS6)، وتمتاز الواجهة الجديدة بكونها موحدة ومتسقة مع نظام "أندرويد 16" الجديد، كما يحصل النظام الجديد على خط جديد للاستخدام مع الواجهة، وهو ما يسهل على المطورين تطوير البرمجيات لها. مزايا الذكاء الاصطناعي في "أندرويد ستوديو" (Android Studio) وضحت الشركة أن واجهة التطوير البرمجية الخاصة بها "أندرويد ستوديو" تحصل على مجموعة من مزايا الذكاء الاصطناعي التي تتيح دمج عملاء الذكاء الاصطناعي مباشرة مع الواجهة واستخدامهم في تطوير البرمجيات. كما يمكن لعملاء الذكاء الاصطناعي فحص التطبيقات وتجربتها لضمان جودتها والعثور على الاخطاء البرمجية قبل نشر التطبيقات. "كروم" يساعدك على تحديث كلمات المرور المسربة منذ فترة أضافت "غوغل" إلى متصفح "كروم" إمكانية فحص الكلمات المخزنة والبحث عن الكلمات التي ظهرت في تسريبات البيانات الكبيرة، والآن تضيف خاصية جديدة تتيح لك تحديث كلمة المرور المسربة في المواقع المدعومة. ومن المتوقع أن تكون هذه الميزة مدعومة من قلة من المواقع في البداية قبل انتشارها وتبنيها من مختلف المواقع مستقبلًا.


الجزيرة
منذ 5 أيام
- الجزيرة
كيف يحول "أندرويد" هاتفك إلى أستوديو احترافي؟
في عالم يتجه بسرعة نحو الاعتماد على الهواتف الذكية أداة أساسية للإبداع البصري، يبرز نظام "أندرويد 16" بوصفه منصة طموحة تستهدف المصورين المحترفين بشكل مباشر. ومن خلال سلسلة من المزايا المتقدمة التي تعزز التحكم في الكاميرا وتوفر تجربة تصوير غير مسبوقة، يسعى "أندرويد" إلى تجاوز الحدود التقليدية للهواتف الذكية، ووضعها في مصاف الكاميرات الاحترافية. هذا التوجه ليس مجرد تحسينات طفيفة، بل هو نقلة نوعية تشمل جودة الصور، ودعم التنسيقات الاحترافية، وأدوات التحرير المتطورة، مما يفتح آفاقًا جديدة للإبداع الفوتوغرافي. ومع استمرار الأجهزة المحمولة في لعب دور متزايد الأهمية في عالم التصوير، فإن أحدث أدوات وتحسينات "أندرويد 16" تَعِد بتوفير تحكم ومرونة وجودة غير مسبوقة. ومع طرح تحديثات "أندرويد 16" التجريبية، تجري " غوغل" بعض التغييرات لتحسين تجربة الكاميرا للمستخدمين عبر مجموعة من الميزات الجديدة المصممة لمنافسة معدات التصوير التقليدية. التعريض التلقائي الهجين في السابق، كان تطبيق الكاميرا في "أندرويد" يمنح المصورين خيار التحكم اليدوي الكامل في إعدادات التعريض الضوئي أو ترك التعريض الضوئي التلقائي يتولى كل شيء، ولكن "أندرويد 16" يقدم نهجًا هجينا حيث يمكن التحكم في جوانب محددة يدويًا، في وقت يدير فيه التعريض الضوئي التلقائي الباقي. ويسمح وضع التعريض التلقائي الهجين للمصورين بالتحكم يدويًا في سرعة الغالق وحساسية الضوء وتوازن اللون الأبيض وحتى التركيز البؤري اليدوي مع الحفاظ على الضبط التلقائي لفتحة العدسة، وهي معايير طالما ظلت حكرًا على الكاميرات الاحترافية من الفئة العليا. ويفتح هذا التوجه الباب أمام تطبيقات الكاميرا المستقلة لتوفير تجارب تصوير احترافية بمعايير دقيقة تلبي متطلبات الأستوديوهات والمصورين المتخصصين. ويوفر هذا الوضع التوازن المثالي بين التحكم اليدوي والدقة الآلية، مما يسمح للمستخدمين بالتقاط الصور حتى في ظروف الإضاءة الصعبة. ومع النظام الهجين الجديد، يستطيع المستخدمون ضبط خيارات عديدة يدويًا، في حين يتولى نظام التعريض التلقائي الخوارزمي التعامل مع الجوانب المتبقية. ويتيح التحكم الدقيق في التعريض التقاط صور أفضل ذات نطاق ديناميكي عالٍ وصور بانورامية ولقطات فنية في ظروف إضاءة صعبة. وعادة ما يقدم مصنعو الهواتف الذكية أسلوبهم الخاص في ضبط التعريض التلقائي، لكن النتائج التي يقدمونها ليست مرضية للجميع. ويمنحك النهج الهجين تحكمًا في جانب أساسي دون أن ترهقك مقاييس الوضع الاحترافي. وتسمح غوغل أيضًا لتطبيقات خارجية، مثل " إنستغرام" و "سناب شات"، باستخدام الأوضاع الليلية المدمجة في الهواتف لالتقاط صور أفضل في الإضاءة المنخفضة. وسّعت غوغل نطاق تعديلات توازن اللون الأبيض، التي تقتصر حاليًا على قائمة من الإعدادات المسبقة، بما في ذلك الغائم والمتوهج والشفق، مع التحكم الدقيق في درجة شدة اللون ومستويات التدرج اللوني والتظليل. ويسمح هذا للمصورين بالتعويض عن ظروف الإضاءة الصعبة، وضمان التقاط صور ومقاطع فيديو دقيقة الألوان دون الحاجة إلى تطبيق تصحيحات الألوان لاحقًا. كما يتيح أيضًا مزيدًا من الإبداع في مظهر الصور مباشرة من الكاميرا. ويعد هذا المستوى من التحكم مفيدًا بشكل خاص للأعمال الاحترافية، حيث تكون دقة الألوان أمرًا بالغ الأهمية. صور الحركة إذا كنت من محبي تصوير صور الحركة، فإن لديك الآن خيارات إضافية. وتدمج هذه الميزات مقاطع الفيديو القصيرة مع الصوت، بالإضافة إلى مجموعات من الصور الثابتة. كما يمكنك التحكم الكامل في مكان تخزين صور الحركة عبر جهازك. ويقدم التحديث أيضًا دعمًا محسنا لالتقاط صور الحركة. ووفرت غوغل نظامًا مشابهًا إلى حد ما لالتقاط صور الحركة عبر هواتف "بيكسل" (Pixel)، حيث ربطته بوضعي "تصوير الحركة" (Action Pan) و"التعريض الضوئي الطويل" (Long Exposure). كما يتوفر أيضًا وضع "اللقطة المثالية" (Top Shot) الذي يتيح للمستخدمين اختيار الإطار المثالي من داخل مقطع أو صورة التقطوها. ومع ذلك، فإنه ليس متطابقًا مع نظام "الصور الحية" (Live Photo) الموجود في أجهزة "آيفون"، وهناك تطبيق مشابه له على بعض الهواتف الذكية الأخرى مثل "ون بلس 13" (OnePlus 13). ومع وصول "أندرويد 16″، أصبح التقاط وعرض صور الحركة أمرا موحدًا. دعم متقدم للتنسيقات يحسن نظام "أندرويد 16" دعم تنسيق "راو" (Raw)، حيث أصبح المستخدم قادرًا على التقاط الصور الخام غير المضغوطة التي تحتفظ بكامل البيانات البصرية التي التقطها المستشعر، مما يتيح معالجة لاحقة دقيقة باستخدام أدوات تحرير متقدمة. ويسمح هذا الأمر للمصورين بالتقاط الصور وتحريرها بأقل ضغط ممكن وأعلى تفاصيل ممكنة، مما يضمن مرونة أكبر للمستخدمين أثناء مرحلة ما بعد المعالجة، ويسهل تحقيق المظهر المطلوب دون المساس بجودة الصورة. ويدعم نظام "أندرويد 15" صور النطاق الديناميكي العالي "إتش دي آر" (HDR)، ولكن "أندرويد 16" يدعم تقنية "ألترا إتش دي آر" (UltraHDR)، مما يمنح صورك نطاقًا ديناميكيا أوسع بكثير. وبالإضافة إلى ذلك، تستخدم هذه الصور تنسيق "هيك" (HEIC)، وهو تنسيق أعلى جودة من "جيه بي إي جي" (JPEG)، مع استهلاك أقل للمساحة بفضل تقنيات الضغط المحسنة. ومثل ملفات "ألترا إتش دي آر جي بي إي جي" (UltraHDR JPEG)، تحتوي ملفات "ألترا إتش دي آر هيك" (UltraHDR HEIC) على خريطة مضمنة في البيانات الوصفية بحيث يمكن عرضها بشكل صحيح على الأجهزة القديمة ذات شاشات النطاق الديناميكي القياسية. أما على الأجهزة الحديثة ذات شاشات النطاق الديناميكي العالي، فتظهر تفاصيل إضافية للألوان والسطوع والتباين. وتقول غوغل إنها تعمل أيضًا على إضافة دعم تنسيق "أفيف" (AVIF) لتقنية "ألترا إتش دي آر" لاحقًا. ختامًا، تمثل ميزات المصور الاحترافي في "أندرويد 16" قفزة نوعية في مجال التصوير الفوتوغرافي بالهواتف المحمولة، حيث يوفر أدوات كانت في السابق حكرًا على الكاميرات المتطورة. ومع استمرار اضمحلال الخط الفاصل بين التصوير الفوتوغرافي عبر الهاتف المحمول والتصوير الاحترافي، يضمن "أندرويد 16" للمصورين، سواءً كانوا هواةً أو محترفين، الحصول على الموارد اللازمة لالتقاط وإنشاء محتوى بصري مذهل، ويؤكد على أهمية التصوير الفوتوغرافي في عالمنا الرقمي المتزايد.


الجزيرة
١٣-٠٥-٢٠٢٥
- الجزيرة
تسريب يكشف مخاوف غوغل من التبعات الأخلاقية والقانونية لمشروعها مع إسرائيل
كشف تقرير سري داخلي أن شركة غوغل وقعت عقدا مع الحكومة الإسرائيلية ضمن مشروع يُعرف باسم "نيمبوس" لتقنيات الحوسبة السحابية المتقدمة، رغم إدراكها أنها لن تستطيع التحكم بكيفية استخدام هذا المشروع، مما قد يعرضها للمساءلة القانونية، حسب موقع إنترسبت. وأكد التقرير السري أن نوعية التعاون بين غوغل والحكومة الإسرائيلية، بما في ذلك مشاركة المعلومات الحساسة وتنسيق آليات العمل المشتركة، يعد سابقة في تاريخ تعاملات غوغل مع الحكومات الأجنبية. وفي هذا الصدد أكد الموقع أن هناك فريقا سريا داخل غوغل يتكون من إسرائيليين أعطوا تصاريح أمنية، يعملون بشكل مباشر مع الأجهزة الأمنية الإسرائيلية ويشاركون في تدريبات مشتركة معها، مما يعزز دمج أدوات غوغل ضمن الإستراتيجية الأمنية الإسرائيلية. وذكر الموقع نقلا عن التقرير أن الفريق صمم "لتلقي معلومات من إسرائيل، لا يمكن مشاركتها مع غوغل". وأضاف أن العقد يُلزم غوغل بإبلاغ إسرائيل حول أي محاولة تحقيق خارجية بالمشروع، ورفض أو مقاومة أي طلبات قانونية من حكومات أجنبية ما لم توافق إسرائيل. وأشار الموقع إلى أن غوغل كانت قلقة من أن أدواتها السحابية وتقنيات الذكاء الاصطناعي قد تُستخدم لارتكاب انتهاكات ضد الفلسطينيين، خاصة في الضفة الغربية وقطاع غزة، مما يشكل خطرا قانونيا وتهديدا لسمعة غوغل. تفاصيل المشروع وقال الموقع إن مشروع "نيمبوس" يقوم على عقد موسع أعلن عنه في 2021 أبرمته الحكومة الإسرائيلية مع شركتي غوغل وأمازون، ويهدف إلى تزويد مؤسسات الدولة الإسرائيلية الأمنية، بما في ذلك الجيش والمخابرات، بخدمات حوسبة سحابية متقدمة وأدوات تخزين البيانات ومعالجتها. وأوضح أن المشروع يشمل بناء مراكز بيانات داخل إسرائيل، تخضع حصريا لسيادة القانون الإسرائيلي، وهو ما يمنع غوغل من مراقبة طبيعة استخدام خدماتها من قبل السلطات الإسرائيلية أو التحكم بها. ووفق التقرير السري، حذّر مستشار خارجي استعانت به غوغل من تسليم تكنولوجيا التعلم الآلي والذكاء الاصطناعي لإسرائيل، معتبرا أن ذلك قد يُسهم في ارتكاب انتهاكات حقوقية جسيمة. غير أن غوغل قبلت بالمخاطر بسبب العوائد المالية المقدرة بـ 3.3 مليارات دولار خلال 4 سنوات (2023-2027)، حسب الموقع. قيود صارمة على غوغل وكشف التقرير السري -حسب الموقع- بعبارات صريحة عن القيود المفروضة على شركة غوغل ضمن مشروع "نيمبوس"، حيث سيكون للشركة "معرفة محدودة للغاية" حول كيفية استخدام البرمجيات التي توفرها للحكومة الإسرائيلية. كما أنه من غير المسموح لغوغل "تقييد أنواع الخدمات أو المعلومات التي تختار الحكومة الإسرائيلية، بما في ذلك وزارة الدفاع، أو التدخل في استخدام الوزارات الأمنية والتقنية لهذه الخدمات"، حتى لو وُجدت مؤشرات على إساءة إسرائيل استخدام التكنولوجيا. وذكر الموقع أن العقد يسمح للحكومة الإسرائيلية بتمديد المشروع حتى 23 عاما، ويصعب على غوغل الانسحاب حتى لو ظهرت انتهاكات واضحة لحقوق الإنسان أو للقانون الدولي. ووفق التقرير السري، يخضع "نيمبوس" لقوانين إسرائيل فقط، مما يعني أن غوغل لا تستطيع التعاون مع أي تحقيقات دولية تتعلق باستخدام تقنيتها. وخلص تقرير الموقع بقلم المراسل سام بيدل إلى أن غوغل تخلّت عن مبدأ الشفافية والمساءلة، عبر توقيع عقد لا يمنحها حق التدقيق في استخدام تقنياتها، مما يضعها أمام مساءلة قانونية وأخلاقية متزايدة.