
الربط بين الساعة البيولوجية والبدانة
أشارت مقالات في دورية Nature Reviews Endocrinology إلى أنّ ارتباك الإيقاعات اليومية، كما يحدث عند تأخير مواعيد النوم أو العمل بنظام الشفتات الليلية، مرتبط بزيادة مخاطر السمنة والسكري من النوع الثاني، نتيجة اضطراب إفراز الهرمونات وضغط الإيقاعات الأيضية في الجسم.
أظهرت دراسات على الفئران التي حملت طفرات في جينات مثل CLOCK أو BMAL1، أنّها تطوّرت بسرعة نحو السمنة والتمثيل الغذائي غير الصحي، مع ارتفاع مستويات السكّر وضغط الدم، ممّا أكّد دور الإيقاع الجيني في تنظيم الشهية والأنسجة الدهنية.
في تجربة حديثة نُشرت في مجلة Nature Communications، وجد الباحثون أنّ بروتين BMAL1 المتحكّم في الساعة البيولوجية يفقد توازنه لدى البشر المصابين بالسمنة، خصوصاً في الدهون البطنية.
وتغلق التهابية NF‑B مواقع ارتباط BMAL1 بجينات الساعة مثل PER2، ممّا يؤدّي إلى ارتخاء الانتظام الجيني وزيادة إنتاج الكينوكينات المسبِّبة للالتهاب، مع تأثير سلبي مباشر على مقاومة الأنسولين.
بالإضافة لذلك، توصّلت مراجعات موسعة مثل تلك المنشورة في PMC وNature أنّ تعطّل الإيقاع اليومي يعزّز ظهور متلازمة الأيض، ويزيد من مخاطر السمنة والسكري من النوع الثاني.
على المستوى الجزيئي، أثبتت دراسات على فئران أنّ تعطيل جينات الساعات مثل Per أو Cry أو حذف BMAL1 في الأنسجة الدهنية أو الكبد أو البنكرياس يؤدّي إلى السمنة، اضطراب في تحمّل الغلوكوز، وحتى تلف في خلايا بيتا المفرزة للإنسولين.
وأثبتت تجارب أخرى أنّ توقيت التغذية والنوم يؤثر بعمق على أن يخضع الجسم لهرمونات مثل leptin وghrelin. على سبيل المثال، تناول الطعام خارج أوقات النشاط اليومي المعتادة يُعطِّل ساعتنا الداخلية، ويؤدّي إلى السمنة والسكري، كما بيّنت مجموعة من الدراسات والكتب المتخصصة عام 2025.
علاجياً، ركّزت أبحاث نشرت في Scientific Reports على استخدام مثبطات حالة كايسين كيناز (CK1) لإعادة ضبط الساعة البيولوجية في الفئران المصابة بالسمنة، وأسفرت عن تحسن في تحمّل الغلوكوز ومرونة الأيض، ممّا يفتح أبواباً جديدة للعلاج الهرموني والتناظري للإيقاع اليومي.
باختصار، تجتمع الأدلة من التجارب الحية على الإنسان والفأر على أنّ الخلل في الساعة البيولوجية – سواء نتيجة عطب في جينات «السيركاديان» أو بسبب نمط حياة غير منتظم – يُسبِّب تغيّرات في التمثيل الغذائي للدهون والغلوكوز، ويؤدّي إلى السمنة والسكري.
والآفاق العلاجية الواعدة تشمل تنظيم مواعيد النوم والطعام، وربما الأدوية التي تستهدف مكونات الساعة الداخلية، بهدف تعزيز الصحة الأيضية والوقاية من هذه الأمراض المزمنة

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


بيروت نيوز
منذ 20 ساعات
- بيروت نيوز
للتخفيف من تأثير سن اليأس على البشرة والشعر.. اعتمدي على هذا العنصر الغذائي
يمكن أن يؤدي انخفاض الهرمونات في مرحلة سن اليأس إلى جفاف الشعر وتجعده، وأيضاً إلى ترققه. وأظهرت دراسة حديثة أن أكثر من 50% من النساء في سن اليأس، يعانين من درجة ما من تساقط الشعر. كما أن انخفاض مستويات هرمون الإستروجين يُمكن أن يُسبب جفاف الجلد وترهله وتجعده، ويجعل الأظافر أكثر هشاشة. لكن وحسب الدكتورة جيل جينكينز 'لا يعود السبب إلى الهرمونات فقط، فكثيرات يعانين من نقص في الكمية اليومية الموصى بها من البيوتين أو فيتامين ب7 خلال انقطاع الطمث'. ووفق 'سوري لايف'، تشير جينكينز إلى دراسة وجدت أن 47% من النساء اللواتي يمررن بانقطاع الطمث يشعرن بعدم الثقة. وتضيف 'لكن، ليست الهرمونات وحدها هي المسؤولة دائماً'. وتتابع 'نقص البيوتين، فيتامين ب7، يمكن أن يسبب أيضاً مشاكل في الشعر والبشرة والأظافر، ويفاقم هذه المشاكل في سن اليأس'. وتحث التوصيات النساء على تناول 30 ميكروغراماً من البيوتين يومياً. نقص البيوتين وتساقط الشعر و'أظهرت الأبحاث أن نقص البيوتين وُجد لدى 38% من النساء اللاتي اشتكين من تساقط الشعر'، حسب جينكينز. عوامل نقص البيوتين وتضيف جينكينز 'من المهم بشكل خاص التأكد من استعادة مستويات البيوتين خلال فترة انقطاع الطمث، حيث يمكن أن تؤدي عوامل مثل تناول بعض الأدوية، والإصابة بأمراض معوية مثل داء كرون، والتدخين، وشرب الكحول، والتقدم في السن، إلى نقصه'. مصادر البيوتين ويمكن الحصول على البيوتين بشكل رئيسي من أطعمة مثل البيض المطبوخ، والمكسرات، والسردين، والكبد، والسلمون، والبروكلي، والموز، والفطر، والسبانخ، ويمكن أيضاً إنتاجه بكميات صغيرة بواسطة بكتيريا الأمعاء. وهو الفيتامين قابل للذوبان في الماء، لكن لا يمكن تخزينه في الجسم. لذلك، من المهم الحصول على ما يكفي منه يومياً.


ليبانون 24
منذ يوم واحد
- ليبانون 24
للتخفيف من تأثير سن اليأس على البشرة والشعر.. اعتمدي على هذا العنصر الغذائي
يمكن أن يؤدي انخفاض الهرمونات في مرحلة سن اليأس إلى جفاف الشعر وتجعده، وأيضاً إلى ترققه. وأظهرت دراسة حديثة أن أكثر من 50% من النساء في سن اليأس، يعانين من درجة ما من تساقط الشعر. كما أن انخفاض مستويات هرمون الإستروجين يُمكن أن يُسبب جفاف الجلد وترهله وتجعده، ويجعل الأظافر أكثر هشاشة. لكن وحسب الدكتورة جيل جينكينز "لا يعود السبب إلى الهرمونات فقط، فكثيرات يعانين من نقص في الكمية اليومية الموصى بها من البيوتين أو فيتامين ب7 خلال انقطاع الطمث". ووفق "سوري لايف"، تشير جينكينز إلى دراسة وجدت أن 47% من النساء اللواتي يمررن بانقطاع الطمث يشعرن بعدم الثقة. وتضيف "لكن، ليست الهرمونات وحدها هي المسؤولة دائماً". وتتابع "نقص البيوتين، فيتامين ب7، يمكن أن يسبب أيضاً مشاكل في الشعر والبشرة والأظافر، ويفاقم هذه المشاكل في سن اليأس". وتحث التوصيات النساء على تناول 30 ميكروغراماً من البيوتين يومياً. نقص البيوتين وتساقط الشعر و"أظهرت الأبحاث أن نقص البيوتين وُجد لدى 38% من النساء اللاتي اشتكين من تساقط الشعر"، حسب جينكينز. عوامل نقص البيوتين وتضيف جينكينز "من المهم بشكل خاص التأكد من استعادة مستويات البيوتين خلال فترة انقطاع الطمث، حيث يمكن أن تؤدي عوامل مثل تناول بعض الأدوية، والإصابة بأمراض معوية مثل داء كرون، والتدخين، وشرب الكحول ، والتقدم في السن، إلى نقصه". مصادر البيوتين ويمكن الحصول على البيوتين بشكل رئيسي من أطعمة مثل البيض المطبوخ، والمكسرات، والسردين، والكبد، والسلمون، والبروكلي، والموز، والفطر، والسبانخ، ويمكن أيضاً إنتاجه بكميات صغيرة بواسطة بكتيريا الأمعاء. وهو الفيتامين قابل للذوبان في الماء، لكن لا يمكن تخزينه في الجسم. لذلك، من المهم الحصول على ما يكفي منه يومياً.


التحري
منذ 3 أيام
- التحري
الربط بين الساعة البيولوجية والبدانة
بالاعتماد على دراسات رصينة منشورة في مجلات عالمية مرموقة، تتضح العلاقة القوية بين اضطراب الساعة البيولوجية الداخلية (circadian rhythm) والإصابة بالسمنة ومرض السكري. أشارت مقالات في دورية Nature Reviews Endocrinology إلى أنّ ارتباك الإيقاعات اليومية، كما يحدث عند تأخير مواعيد النوم أو العمل بنظام الشفتات الليلية، مرتبط بزيادة مخاطر السمنة والسكري من النوع الثاني، نتيجة اضطراب إفراز الهرمونات وضغط الإيقاعات الأيضية في الجسم. أظهرت دراسات على الفئران التي حملت طفرات في جينات مثل CLOCK أو BMAL1، أنّها تطوّرت بسرعة نحو السمنة والتمثيل الغذائي غير الصحي، مع ارتفاع مستويات السكّر وضغط الدم، ممّا أكّد دور الإيقاع الجيني في تنظيم الشهية والأنسجة الدهنية. في تجربة حديثة نُشرت في مجلة Nature Communications، وجد الباحثون أنّ بروتين BMAL1 المتحكّم في الساعة البيولوجية يفقد توازنه لدى البشر المصابين بالسمنة، خصوصاً في الدهون البطنية. وتغلق التهابية NF‑B مواقع ارتباط BMAL1 بجينات الساعة مثل PER2، ممّا يؤدّي إلى ارتخاء الانتظام الجيني وزيادة إنتاج الكينوكينات المسبِّبة للالتهاب، مع تأثير سلبي مباشر على مقاومة الأنسولين. بالإضافة لذلك، توصّلت مراجعات موسعة مثل تلك المنشورة في PMC وNature أنّ تعطّل الإيقاع اليومي يعزّز ظهور متلازمة الأيض، ويزيد من مخاطر السمنة والسكري من النوع الثاني. على المستوى الجزيئي، أثبتت دراسات على فئران أنّ تعطيل جينات الساعات مثل Per أو Cry أو حذف BMAL1 في الأنسجة الدهنية أو الكبد أو البنكرياس يؤدّي إلى السمنة، اضطراب في تحمّل الغلوكوز، وحتى تلف في خلايا بيتا المفرزة للإنسولين. وأثبتت تجارب أخرى أنّ توقيت التغذية والنوم يؤثر بعمق على أن يخضع الجسم لهرمونات مثل leptin وghrelin. على سبيل المثال، تناول الطعام خارج أوقات النشاط اليومي المعتادة يُعطِّل ساعتنا الداخلية، ويؤدّي إلى السمنة والسكري، كما بيّنت مجموعة من الدراسات والكتب المتخصصة عام 2025. علاجياً، ركّزت أبحاث نشرت في Scientific Reports على استخدام مثبطات حالة كايسين كيناز (CK1) لإعادة ضبط الساعة البيولوجية في الفئران المصابة بالسمنة، وأسفرت عن تحسن في تحمّل الغلوكوز ومرونة الأيض، ممّا يفتح أبواباً جديدة للعلاج الهرموني والتناظري للإيقاع اليومي. باختصار، تجتمع الأدلة من التجارب الحية على الإنسان والفأر على أنّ الخلل في الساعة البيولوجية – سواء نتيجة عطب في جينات «السيركاديان» أو بسبب نمط حياة غير منتظم – يُسبِّب تغيّرات في التمثيل الغذائي للدهون والغلوكوز، ويؤدّي إلى السمنة والسكري. والآفاق العلاجية الواعدة تشمل تنظيم مواعيد النوم والطعام، وربما الأدوية التي تستهدف مكونات الساعة الداخلية، بهدف تعزيز الصحة الأيضية والوقاية من هذه الأمراض المزمنة