logo
الصراع الإيراني-الإسرائيلي يخلق انقسامًا بين صفوف الجمهوريين.. هل لا تزال "أمريكا أولًا"؟

الصراع الإيراني-الإسرائيلي يخلق انقسامًا بين صفوف الجمهوريين.. هل لا تزال "أمريكا أولًا"؟

يورو نيوزمنذ 2 أيام

وبينما يرى بعض الجمهوريين أن التصعيد ضد إيران ضرورة استراتيجية، يتمسّك آخرون بمبدأ "أمريكا أولًا"، ما فتح باب الانتقاد العلني داخل الصف الجمهوري وبدأ بوجوه بارزة من أكثر الداعمين لترامب.
الإعلامي الشهير تاكر كارلسون، الذي شكّل واجهة بارزة لحملة ترامب خلال 2024، اعتبر يوم الإثنين أن دعم ترامب لأي تدخل في الصراع القائم يعد خرقًا لوعده الانتخابي.
وقال كارلسون: "لن تقنعني بأن الشعب الإيراني عدوي... أنا رجل حر. أنت لا تُملي عليّ من أكره".
وأشار أيضَا إلى أن "الانقسام الحقيقي ليس بين من يدعمون إسرائيل ومن يدعمون إيران أو الفلسطينيين، بل بين من يشجعون العنف، ومن يسعون لمنعه، بين دعاة الحرب وصانعي السلام".
ولم يتأخر ترامب في الرد، فكتب عبر منصته للتواصل الاجتماعي: "أرجو من أحدهم أن يشرح للمجنون تاكر كارلسون أن إيران لا يمكن أن تمتلك سلاحًا نوويًا!".
قالت النائبة الجمهورية مارغوري تايلور غرين في منشور عبر "إكس": "الحروب الخارجية، التدخل، تغيير النظام تضع أمريكا في المرتبة الأخيرة، وتقتل الأبرياء، وتجعلنا مفلسين، وستؤدي في النهاية إلى تدميرنا. هذا ما صوّت له ملايين الأمريكيين. هذا ما نؤمن به: أمريكا أولًا".
في السياق نفسه، أبدى الناشط الجمهوري تشارلي كيرك قلقه من الانقسام المتنامي في صفوف أنصار ترامب، قائلاً: "لا توجد قضية تقسم اليمين حاليًا بقدر ما تقسمه السياسة الخارجية".
وأكّد لاحقًا أن دعم الجيل الشاب من أنصار ترامب كان مبنيًا على كونه "أول رئيس لم يُشعل حربًا جديدة"، مضيفًا: "آخر ما تحتاجه أمريكا الآن هو حرب جديدة. يجب أن يكون هدفنا الأول هو السلام".
ونشر بيانات تفيد بأن 60% من الأمريكيين لا يرغبون بتورط الولايات المتحدة في حرب مع إيران.
بدوره، حذّر المستشار السابق للرئيس ستيف بانون من أن أي تدخل عسكري أمريكي في الشرق الأوسط سيقوّض أساس القاعدة الشعبية التي أوصلت ترامب إلى البيت الأبيض، والتي قامت على وعود بإنهاء التورط في الحروب، وقف الهجرة غير النظامية، وخفض العجز التجاري.
وقال بانون: "لن يقتصر الأمر على تقويض التحالف فحسب، بل سيُحبط أيضًا ما نقوم به بشأن أهم شيء، وهو ترحيل المهاجرين غير الشرعيين".
في المقابل، يدعو مؤيدون بارزون لترامب إلى موقف أكثر تشددًا، وعلى رأسهم السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام، الذي يعتبر أن اللحظة مناسبة لتوجيه ضربة قاصمة لإيران.
وقال غراهام لـ"فوكس نيوز": "إسرائيل بحاجة إلى دعم أمريكي لتدمير منشأة فوردو النووية المحصّنة تحت الأرض، وآمل أن يكون ترامب مستعدًا لتقديم هذا الدعم".
وبين دعوات التهدئة وضغوط التصعيد، يجد ترامب نفسه أمام اختبار حقيقي: إما أن يحافظ على قاعدة شعاره "أمريكا أولًا"، أو ينزلق نحو تدخل قد يعيد خلط أوراقه الانتخابية والسياسية بالكامل.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

أردوغان يتعهد بتعزيز إنتاج الصواريخ في تركيا مع تصاعد الحرب بين إسرائيل وإيران
أردوغان يتعهد بتعزيز إنتاج الصواريخ في تركيا مع تصاعد الحرب بين إسرائيل وإيران

يورو نيوز

timeمنذ ساعة واحدة

  • يورو نيوز

أردوغان يتعهد بتعزيز إنتاج الصواريخ في تركيا مع تصاعد الحرب بين إسرائيل وإيران

أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن خطط لزيادة إنتاج بلاده من الصواريخ المتوسطة والبعيدة المدى، في إطار سعيه لتعزيز قدرات الردع الدفاعي لتركيا في ظل تصاعد المواجهة العسكرية بين إسرائيل وإيران. وقال أردوغان، عقب اجتماع لمجلس الوزراء يوم الاثنين الماضي، إن بلاده تضع خططاً لرفع مخزونها من الصواريخ إلى مستوى يضمن ردع أي تهديد محتمل، مؤكداً: "بعون الله، سنبلغ في المستقبل القريب قدرة دفاعية تجعل من غير الممكن لأي جهة التفكير في التجرؤ علينا". وفي خطاب لاحق، شدد الرئيس التركي على التقدم المحرز في الصناعات الدفاعية المحلية، من الطائرات المسيّرة والمقاتلات، إلى المدرعات والسفن الحربية، لكنه أقرّ بأن هذا التقدم لا يزال بحاجة إلى جهود متواصلة لتحقيق "الردع الكامل". ويأتي ذلك في ظل إدراك متزايد لأهمية التفوق الجوي في النزاعات الحديثة، كما أشار الباحث أوزغور أونلوهيسارجيكلي من "صندوق مارشال الألماني"، الذي اعتبر أن تركيا -رغم امتلاكها ثاني أكبر جيش في الناتو- ما زالت تعاني من ضعف نسبي في قدرات الدفاع الجوي. ويُنظر إلى تحركات أردوغان على أنها استجابة مبكرة لاحتمالات اندلاع سباق تسلح جديد في المنطقة، إذ تسعى دول غير منخرطة مباشرة في النزاع إلى تعزيز قدراتها العسكرية تفادياً لمخاطر مستقبلية. ويعتقد مراقبون أن التصعيد بين إسرائيل وإيران قد يدفع القوى الإقليمية، ومنها تركيا، إلى تطوير برامج التسلح الجوّي بشكل متسارع. ورفض الجيش الإسرائيلي التعليق على الخطط التركية، غير أن وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر ردّ على انتقادات أردوغان، متهماً إياه عبر منصة "إكس" بالسعي لتحقيق "طموحات إمبريالية"، وبأنه حطم الأرقام القياسية في قمع الحريات والمعارضة داخل تركيا. وقال ساعر إن الحكومة التركية تنخرط في ما أصبح "اللعبة الجارية" في الشرق الأوسط، أي سباق التسلح، معتبراً أن إسرائيل والولايات المتحدة رفعتا سقف التفوق في الحرب الجوية، ما دفع دولاً مثل تركيا لمحاولة سد الفجوة التكنولوجية. وقد أجرى أردوغان، يوم الجمعة، اتصالاً هاتفياً مع المستشار الألماني فريدريش ميرتس، ناقش خلاله تطورات الحرب الإيرانية-الإسرائيلية، مشدداً على أن ملف إيران النووي لا يمكن حله إلا عبر التفاوض، بحسب بيان صادر عن الرئاسة التركية. ورغم توتر العلاقات بين أنقرة وتل أبيب، لا يرى المحللون والمؤسسات الرسمية في تركيا خطراً مباشراً بانتقال النزاع إلى الأراضي التركية، العضو في حلف شمال الأطلسي. لكن أردوغان لا يخفي قلقه من تداعيات النزاع على بلاده، لا سيما من ناحية أمن الطاقة واحتمالات تدفق اللاجئين من إيران، التي تتشارك مع تركيا حدوداً يبلغ طولها 560 كيلومتراً. وتعتمد تركيا بشكل كبير على واردات الطاقة من الخارج، بما في ذلك من إيران، ما يجعلها عرضة لتقلبات أسعار النفط الناجمة عن النزاع، الأمر الذي قد يؤدي إلى تفاقم التضخم وزيادة الضغوط على الاقتصاد التركي الهش. وكان أردوغان قد كثّف من اتصالاته الدبلوماسية منذ اندلاع النزاع، حيث أجرى سلسلة من المحادثات مع قادة دوليين، بينهم الرئيس الأميركي دونالد ترامب والرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، عارضاً التوسط لاستئناف المفاوضات حول البرنامج النووي الإيراني. وعلى صعيد العلاقات التركية-الإسرائيلية، ازداد التوتر منذ اندلاع حرب غزة في عام 2023، حيث أصبح أردوغان من أبرز المنتقدين لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. وقد تعمقت الهوة بين البلدين إثر اتساع النفوذ التركي في سوريا، الأمر الذي أثار قلق إسرائيل، خاصة بعد سقوط نظام بشار الأسد. وعلى الرغم من محاولة البلدين إنشاء آلية لخفض التصعيد لتفادي الاشتباك بين قواتهما في سوريا، فإن المشهد ظل محفوفاً بالتوتر. ففي وقت سابق من العام، أعلنت وزارة الخارجية السورية أن طائرات إسرائيلية استهدفت قاعدة جوية سورية كانت تركيا تأمل باستخدامها. وفي الداخل التركي، صرح دولت بهتشلي، زعيم الحزب القومي المتحالف مع أردوغان، بأن تركيا قد تكون هدفاً محتملاً لإسرائيل، متهماً الأخيرة بمحاولة "تطويق" تركيا استراتيجياً، دون تقديم تفاصيل. لكن محللين اعتبروا تلك التصريحات موجهة للاستهلاك الداخلي وسط تصاعد مشاعر العداء لإسرائيل في الشارع التركي. وختم المحلل سونر كاجابتاي بالقول: "لا أعتقد أن إسرائيل مهتمة بمهاجمة تركيا، ولا أن تركيا تسعى إلى صدام مباشر مع إسرائيل"، مشيراً إلى أن التوترات الحالية توظَّف سياسياً لتعزيز الدعم الشعبي وتحقيق مكاسب استراتيجية في الإقليم المضطرب.

ما هي القاذفة الأمريكية الشبح "بي-2" التي تعول عليها إسرائيل لإنهاء النووي الإيراني؟
ما هي القاذفة الأمريكية الشبح "بي-2" التي تعول عليها إسرائيل لإنهاء النووي الإيراني؟

فرانس 24

timeمنذ 3 ساعات

  • فرانس 24

ما هي القاذفة الأمريكية الشبح "بي-2" التي تعول عليها إسرائيل لإنهاء النووي الإيراني؟

ما هي قاذفات بي-2 الأمريكية؟ ما هي قدراتها؟ وهل تستطيع القضاء على أحلام إيران النووية؟ أسئلة وتكهنات أخرى تطرح بكثافة مؤخرا في ظل اللهجة العدائية لترامب حيال الجمهورية الإسلامية. إذ إن هذه الطائرات الحربية قادرة على لعب دور محوري وحتى حاسم لو قررت الولايات المتحدة الانخراط مباشرة الحرب التي تشنها إسرائيل على إيران منذ 13 يونيو/حزيران. في هذا السياق، قال وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث الأربعاء إن قواته مستعدة لتنفيذ أي قرار يتخذه ترامب بشأن إيران، مضيفا أنه كان ينبغي لطهران أن تستجيب لدعوات إبرام اتفاق بشأن برنامجها النووي قبل بدء الضربات الإسرائيلية. منشأة فوردو تحت رحمة قاذفة "بي-2"؟ ولعل سبب السعي والإلحاح الإسرائيلي وراء التدخل الأمريكي بمواجهة إيران هو مسألة واحدة: فوردو. تقع هذه المنشأة النووية على بعد 150 كيلومترا جنوب طهران، وهي مدفونة كلية في أعماق الأرض وبمنطقة جبلية. لفهم القلق الإسرائيلي بخصوص هذه المنشأة، قال معهد دراسات الحرب في تقرير إن تل أبيب "إذا لم تجعل محطة فوردو لتخصيب الوقود غير صالحة للعمل، فستكون إيران قادرة على إنتاج ما يكفي من اليورانيوم المستخدم في صنع تسعة أسلحة نووية بحلول نهاية الشهر الأول، باستخدام مخزونها من اليورانيوم المخصب بنسبة 60 بالمئة". زادت تصريحات المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت الخميس الطين بلة، حيث قالت إن إيران قادرة على صنع قنبلة نووية"خلال أسبوعين". مضيفة بأن طهران "لديها كل ما تحتاج إليه للتوصل إلى سلاح نووي. كل ما يحتاجون إليه (الإيرانيون) هو قرار من المرشد الأعلى [ آية الله علي خامنئي ] للقيام بذلك، وسيستغرق إنجاز صنع ذاك السلاح أسبوعين". في المقابل، سخرت إيران من الإدارة الأمريكية وأعلنت مساء نفس اليوم عن نقل المواد النووية المخصبة إلى "مكان آمن". وقال عضو مجمع تشخيص مصلحة النظام والرئيس السابق للحرس الثوري الجنرال محسن رضائي في كلمة متلفزة: "قصفت إسرائيل نطنز وأصفهان وخندب وآراك، لكن تم إجلاؤها [المواد النووية] بالفعل". مضيفا: "تم نقل جميع المواد إلى مكان آمن". في الواقع، وإدراكا منها بأنها غير قادرة على تدمير منشأة مثل فوردو، التي تقع على عمق كبير تحت الأرض (ما بين 80 و90 مترا) وهي جد حيوية للبرنامج النووي الإيراني، تطالب الدولة العبرية من واشنطن إنجاز المهمة غير المستحيلة تماما بالنسبة إلى طائرات نورثروب غرومان "بي-2" سبيرت ، لكن العصية (صممت قنبلة جي-بي-يو-57 لاختراق عمق 61 مترا قبل أن تنفجر). ما هي قدرات قاذفة "بي-2"؟ تعد قاذفة "بي-2" سبيريت متعددة الأدوار، حسب الموقع الرسمي للقوات الجوية الأمريكية ، قادرة على إطلاق ذخائر تقليدية ونووية. تتميز بمرونة الاختراق وتمنحها خصائصها الشبحية قدرة على اختراق أكثر الدفاعات تطورا وتهديد المواقع الأكثر تحصينا. أبرز خصائصها: الوظيفة الرئيسية: قاذفة ثقيلة متعددة الأدوار. المحرك: أربع محركات من طراز جنرال إلكتريك F118-GE-100. قوة الدفع: 17,300 رطل لكل محرك أكثر من 7 آلاف كلغ. المسافة بين الجناحين: 52,12 مترا. الطول: 20,9 مترا. الارتفاع: 5,1 مترا. الوزن: 72,575 كلغ. سعة الوقود: 75,750 كلغ الحمولة: 18,144 كلغ.\ السرعة: فرط صوتية. المدى: عابرة للقارات. التسليح: أسلحة تقليدية أو نووية. الطاقم: طياران. التكلفة: حوالي 1,157 مليار دولار أمريكي (أسعار 1998)، حاليا: 2,1 مليار دولار، مما يجعلها أغلى طائرة عسكرية على الإطلاق حسب رويترز. التشغيل في أبريل/نيسان 1997. وإضافة إلى دقتها، "تملك الولايات المتحدة قنابل قوية للغاية مصممة خصيصا لتدمير المنشآت المحصنة تحت الأرض، مثل فوردو، لا تملكها إسرائيل. حمولة، بكل بساطة، لا يمكن أن نقلها سوى على متن قاذفات بي-2"، حسبما أوضح سيم تاك محلل عسكري. وتسمح حمولتها التي تزيد عن 18 ألف كلغ لها بنقل ترسانة واسعة من الأسلحة التقليدية والنووية. كما صممت مخازن الأسلحة الداخلية للقاذفة تحديدا للحفاظ على خصائص التخفي مع استيعاب حمولات كبيرة يمكن أن تشمل قنبلتين من طراز جي.بي.يو-57 إيه/بي (موب) الخارق للتحصينات ودقيق التوجيه. تزن القنبلة الواحدة 30 ألف رطل ما يعادل أكثر من 13 ألف كلغ. وتعتبر قاذفة "بي-2" سبيريت جوهرية في الثالوث النووي الأمريكي خصوصا لقدرتها على حمل أسلحة نووية استراتيجية بدقة وقدرة منقطعة النظير. يمكنها حمل قرابة 16 قنبلة نووية من طراز بي-83. كما أن هناك ميزتين رئيسيتين تجعلان قاذفة "بي-2" بمثابة المرشح المثالي لا بل الوحيد لإنجاز هذه المهمة: تدمير منشأة فوردو. أولا: هي من الطائرات الحربية النادرة في الأسطول الجوي الأمريكي القادرة على حمل هذه القنابل الضخمة عالية الاختراق والتي يبلغ وزنها 13,600 كلغ. في هذا السياق، يقول إيان هوروود مؤرخ متخصص في الشؤون العسكرية الأمريكية بجامعة سانت جون في يورك ببريطانيا: "حتى نكون دقيقين، لدى قاذفة "بي-2" متسع يكفي لنقل حتى اثنتين منها [القنابل الخارقة للتحصينات]". نظريا، يمكن لقاذفات أخرى مثل القاذفة الشهيرة "بي-52" إتمام هذا النوع من المهام. لكن "الأمريكيين لا يفكرون بإرسال مثل هذه الطائرة التي يمكن رصدها بسهولة"، بحسب فرانك ليدويدج متخصص في المسائل العسكرية بجامعة بورتسموث في بريطانيا. على النقيض، تملك "بي-2" ميزة هامة إضافية حيث إنها "على الأرجح قاذفة قنابل شبحية، الأكثر قدرة على التخفي في الأسطول الجوي الأمريكي"، يؤكد هوروود. من رادعة نووية إلى قاذفة قنابل عملاقة لا تنفك الولايات المتحدة تعزز قدرة هذه القاذفة "التي بدأت تصبح قديمة" على التخفي عن الرادارات لدرجة تجعلها شبه خفية، وفق ما يشير هوروود. إلا أنها "بدأت تفقد بريقها"، قفقد دخلت القاذفة "بي-2" الخدمة في أواخر ثمانينيات القرن الماضي، وصُممت لتكون القاذفة الأطول مدىً في سلاح الجو الأمريكي. يوضح إيان هوروود أيضا: "كان من المفترض أن تكون جزءا من الردع النووي، وأن تكون القاذفة الوحيدة القادرة على الوصول إلى الاتحاد السوفياتي انطلاقا من الولايات المتحدة لإسقاط قنابلها". غير أنها لم تستخدم لأول مرة سوى بعد انتهاء الحرب الباردة. في هذا الصدد، أوضح فرانك ليدويدج: "تعود مهمتها الأولى إلى حرب كوسوفو عام 1999. حيث حققت الرقم القياسي لأطول عملية جوية من حيث المسافة، لأنها انطلقت من الولايات المتحدة لقصف يوغوسلافيا سابقا". يضيف ليدويدج: "لاحقا، تم نشر هذه القاذفة خلال معظم النزاعات التي شاركت فيها الولايات المتحدة، سواء في ليبيا، في العراق وأيضا في أفغانستان". ومن ثم، يمكن اعتبارها كواحدة من أثمن رؤوس حربة القوة الجوية الأمريكية، على الرغم من عددها القليل: 19 قاذفة فقط. كما يقول هذا الخبير إنه ومع مرور الوقت "أصبحت قاذفة بي-2 بمثابة الطائرة الأيقونة التي تقحمها الولايات المتحدة في مسرح العمليات لإظهار عزيمتها". على أي حال، باتت هذه القاذفة التي اكتسبت سمعة مرموقة في الأجواء، رادعا حقيقيا تُمكِن للدبلوماسية الأمريكية المراهنة عليه. يشرح جاستن برونك كبير المحللين المتخصصين في قضايا الطيران العسكري بالمعهد الملكي للخدمات المتحدة (RUSI): "حين يتم نشرها في قواعد خارج الولايات المتحدة، يكون ذلك بمثابة الإشارة، أو حتى التحذير. مثلا، تم إرسال ست قاذفات من طراز بي-2 في أبريل/نيسان الماضي إلى القاعدة الأمريكية في دييغو غارسيا [بالمحيط الهندي، ملاحظة المحرر]، وكان ذلك بمثابة التهديد للحوثيين في اليمن". قاعدة دييغو غارسيا.. ما أهميتها في أي ضربة على إيران؟ يعد ذلك من العوامل الرئيسية التي تشرح أسباب تجدد الاهتمام بأي مؤشر على تحرك أو نشاط عسكري أمريكي في قاعدة دييغو غارسيا منذ بدء الحرب بين إيران وإسرائيل. فعلى الرغم من أن قاذفات "بي-2" لم تظهر مجددا في الجزيرة لحد الساعة، لكن هذا لن يمنع من احتمال استخدامها لقصف منشأة فوردو. يشرح سيم تاك: "هي قاذفات عابرة للقارات قادرة على الإقلاع من قاعدتها الرئيسية في ميسوري لضرب أي نقطة في العالم". بالرغم من ذلك، قد يكون مفيدا أن تقلع من أقرب موقع ممكن إلى إيران لأسباب تشغيلية ولوجستية، وهنا تكمن أهمية قاعدة دييغو غارسيا. في الحقيقة، "ستستغرق أية مهمة تنطلق من ميسوري أكثر من 12 ساعة طيران، وربما يجب إنجازها في الليل لأسباب أمنية، فيما يمكن لقاذفة بي-2 الوصول إلى إيران في ظرف أربع أو خمس ساعات من دييغو غارسيا"، حسب سيم تاك. هذا الفرق في مسار القاذفة ونقطة انطلاقها يشكل عاملا حاسما في العمليات التي يكون فيها الوقت جوهريا. يقول إيان هوروود في هذا الإطار: "ينبغي أن تُرافق هذه القاذفات عدة طائرات للإرضاع الجوي [للتزود بالوقود جوا] في حالة رحلة بمثل هذه المسافة، وبالتالي فمن الناحية اللوجستية هذا أكثر تعقيدا لإنجازها عكس شن العملية من دييغو غارسيا". من جانبه، يقول جاستن برونك: "تسمح قاعدة دييغو غارسيا للجيش الأمريكي بتنفيذ سلسلة طلعات لقاذفات بي-2 لضرب إيران بسرعة وسهولة أكبر، بالمقارنة مع الطيران ذهابا وإيابا من وإلى قاعدة وايتمان الجوية في ميسوري". على الرغم من ذلك، تطرح هذه الجزيرة إشكالية، إذ إن كافة الأنظار موجهة نحوها. يعني ذلك أن بإمكان إيران أن ترصد قاذفات "بي-2" الشبحية بمجرد وصولها إلى دييغو غارسيا. لا يُمثل ذلك حسب سيم تاك مشكلة كبيرة لسلامة المهمات الجوية الأمريكية المحتملة في إيران، "لأن الإسرائيليين دمروا أصلا أغلب الدفاعات الجوية الإيرانية". لكن الإيرانيين قد يستغلون الأمر لتحريك العناصر القابلة للنقل من البرنامج النووي الموجودة في فوردو، وإخفائها بعيدا عن البنية التحتية الحيوية، التي قد تكون هدفا لأي قصف محتمل.

مهلة الأسبوعين والحرب الإسرائيلية الإيرانية.. هل يمكن الوثوق بترامب؟
مهلة الأسبوعين والحرب الإسرائيلية الإيرانية.. هل يمكن الوثوق بترامب؟

يورو نيوز

timeمنذ 11 ساعات

  • يورو نيوز

مهلة الأسبوعين والحرب الإسرائيلية الإيرانية.. هل يمكن الوثوق بترامب؟

أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب سيقرر خلال أسبوعين ما إذا كانت الولايات المتحدة ستنضم مباشرة إلى الحرب بين إسرائيل وإيران، عبر توجيه ضربات إلى منشآت نووية إيرانية. هذا التصريح، الذي بدا للوهلة الأولى خطوة واضحة نحو الحسم، أعاد إلى الواجهة التساؤلات حول مدى مصداقية هذه المهلة. جاء إعلان البيت الأبيض في ظل تصعيد عسكري واسع بين إسرائيل وإيران، حيث نفذت تل أبيب ضربات جوية طالت مواقع حساسة داخل الأراضي الإيرانية، وردّت طهران بإطلاق صواريخ استهدفت منشآت ومناطق حيوية في الدولة العبرية. في هذا السياق، أعلن ترامب أنه سيمنح فرصة قصيرة للتهدئة أو التفاوض، محذرًا من خيارات عسكرية مفتوحة في حال فشل المساعي السياسية. عبارة "أسبوعين" ليست جديدة في خطاب ترامب. استخدمها سابقًا في قضايا تتعلق بالملف النووي الكوري، والعلاقات التجارية مع الصين، وحتى في شؤون داخلية كإصلاح النظام الصحي. وتشير مصادر مطلعة في واشنطن، نقلًا عن موقع "بوليتيكو"، إلى أن عبارة "الأسبوعين" لا تمثل موعدًا نهائيًا، بل نافذة زمنية مرنة قد تُمدّد أو تُلغى بناء على تطورات الميدان والموقف الإسرائيلي. في المقابل، تسعى واشنطن للحفاظ على تماسك الموقف الدولي، وإعطاء فرصة للجهود الأوروبية التي بدأت تتحرك باتجاه وساطة مع طهران. يبدو أن إدارة ترامب تسير في مسار مزدوج: التلويح بالحرب من جهة، واستخدام المهلة كغطاء لمواصلة الدعم لإسرائيل من جهة أخرى. تصريحات مسؤولين أميركيين لإعلام عبري أشارت إلى أن الولايات المتحدة قد تلعب دورًا في استهداف منشآت إيرانية ذات طابع نووي، خصوصًا تلك المحصنة تحت الأرض، والتي يصعب على إسرائيل وحدها التعامل معها. حتى الآن، لا توجد مؤشرات على أن إيران تستعد للدخول في مفاوضات جديدة بشروط أميركية. ونقل التلفزيون الإيراني عن وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، تأكيده أن طهران ترفض الدخول في أي محادثات في ظل استمرار الهجمات الإسرائيلية، قائلاً: "لسنا مستعدين لأي حوار مع أي طرف ما دامت الاعتداءات متواصلة". وأضاف عراقجي أن بلاده واثقة بأن "الدول ستنأى بنفسها عن هذا العدوان بعد أن أثبتنا قدرتنا على مقاومة إسرائيل"، بحسب تعبيره. وأوضح أن المفاوضات مع الأطراف الأوروبية في جنيف تتركز فقط على الملف النووي والقضايا الإقليمية، مشددًا على أن "قدرات إيران الصاروخية غير قابلة للنقاش"، وقال: "الجميع يعلم أنها دفاعية ومصممة لحماية أراضينا". وفيما يتعلق بالموقف من الولايات المتحدة، أكد عراقجي أن طهران لا ترى في واشنطن طرفًا محايدًا، مضيفًا: "لن نجري أي محادثات مع أميركا لأنها شريكة في الجريمة الإسرائيلية بحقنا، ولم يكن لدينا أي تواصل معها، ولن يحدث ذلك في الظرف الراهن" وفق تعبيره. وكشف عراقجي أن الولايات المتحدة بعثت برسائل تُبدي فيها رغبتها في الحوار، إلا أن طهران ردّت بأن "لا تفاوض تحت القصف، ونحن نقوم بدفاع مشروع عن النفس". - تصعيد عسكري مباشر: تدخل أميركي فعلي عبر ضربات جوية محددة، ما يرفع منسوب المواجهة الإقليمية. - استمرار الضغط دون تدخل: إبقاء المهلة قائمة كأداة سياسية دون تنفيذ، بالتوازي مع تصعيد إسرائيلي. - فتح قناة تفاوض مشروط: استغلال الوقت لإطلاق مفاوضات غير مباشرة مع طهران، عبر وسطاء دوليين.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store