logo
سعي ألمانيا لإعادة لاجئين إلى اليونان يصطدم برفض أثينا – DW – 2025/5/29

سعي ألمانيا لإعادة لاجئين إلى اليونان يصطدم برفض أثينا – DW – 2025/5/29

DWمنذ 2 أيام

تتفق ألمانيا واليونان في ضرورة التصدي لموجات الهجرة لكن يتخلف البلدان يختلفان في طريقة معالجة الأمر. وبينما تريد الحكومة الألمانية إعادة طالبي اللجوء إلى اليونان، ترفض أثينا ذلك وتريد المزيد من دعم الاتحاد الأوروبي.
بالنسبة لرئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس، كانت دعوته لزيارة برلين استراحة ممتعة من حياة يومية صعبة في وطنه اليونان. وقد منحه المجلس الاقتصادي في الحزب المسيحي الديمقراطي ميدالية لودفيغ إيرهارد الذهبية التذكارية - وحصل خلال ذلك على فرصة ليعرض للمستشار الجديد فريدريش ميرتس في 13 أيار/مايو قصة نجاح النمو الاقتصادي في اليونان (2.3 بالمائة عام 2024) وخفض معدل البطالة (9.5 بالمائة عام 2024).
ويُذكر أنَّ من بين الحاصلين على ميدالية لودفيغ إيرهارد التذكارية أيضًا وزير المالية الألماني الأسبق الراحل فولفغانغ شويبله، الذي أصر بشدة طيلة سنين أثناء أزمة اليورو على "ضرورة قيام اليونان بواجباتها المنزلية". وهكذا فقد قدّم الآن في عام 2025 رئيس الحكومة اليونانية الحالي نفسه بصفته الشخص الذي قام بواجباته المنزلية - وتم تكريمه على ذلك بنفس الميدالية.
وعبّر المستشار فريدريش ميرتس عن تحمّسه واعجابه بـ"شجاعة حكومة ميتسوتاكيس للإصلاح". وأشاد بعودة اليونان إلى نظام أسبوع العمل لمدة ستة أيام. وقال إنَّ "اليونان فعلت أكثر بكثير جدًا فيما يتعلق بموضوع ساعات العمل في الأسبوع، ويمكننا هنا بالتأكيد أن نتعلم من اليونان".
رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميسوتاكيس (على اليسار) والمستشار الألماني فريدريش ميرتس في مؤتمر صحفي ببرلين في 13 أيار/مايو 2025 صورة من: Lisi Niesner/REUTERS
ولكن لقاء ميتسوتاكيس مع ميرتس كانت له أيضًا جوانب غير سارة، وخاصة فيما يتعلق بموضوع اللجوء والهجرة. ونظريًا، رئيسا الحكومتين مصممان على وقف الهجرة غير النظاميةإلى أوروبا. فقد عيَّن كل منهما "متشددين" معروفين كوزراء لشؤون الهجرة - رجل الحزب المسيحي الاجتماعي البافاري ألكسندر دوبريندت في برلين واليميني المتطرف السابق ماكيس فوريديس في أثينا؛ وكما قرّرا بحزم فرض ضوابط صارمة تحدد مَنْ يمكنه القدوم إلى أوروبا ومن لا يمكنه ذلك.
مصالح واهتمامات مختلفة
ولكن عمليًا، مصالح البلدين واهتماماتها مختلفة جدًا، حيث تقع اليونان على حدود الاتحاد الأوروبي الخارجية، وهي بذلك أول دولة في الاتحاد الأوروبي تستقبل اللاجئين والمهاجرين، الحالمين بحياة أفضل في أوروبا الغربية. ولذلك فإنَّ طالبي اللجوء المسجلين أو المعترف بهم في اليونان يواصلون السفر منذ سنين إلى ألمانيا أو فرنسا أو الدول الإسكندنافية.
وحتى الآن، تمكنت ألمانيا من إعادة القليل جدًا فقط من هؤلاء المهاجرين، ولكن حكومة ميرتس تريد إعادة المزيد منهم إلى اليونان. وهذا أصبح الآن ممكنًا من الناحية القانونية أيضًا بعد أن قضت في منتصف نيسان/أبريل المحكمة الإدارية الاتحادية في لايبزغ بعدم وجود أية صعوبات شديدة تُهدِّد المهاجرين في اليونان. والمعيار الذي استندت إليه المحكمة هو إن كان يتوفر للمهاجرين في اليونان "خبز وسرير وصابون"، كما قال رئيس القضاة روبرت كيلر.
لاجئون في "مركز دبلن" لتسريع إعادة طالبي اللجوء إلى دول الاتحاد الأوروبي الأخرى في ولاية براندنبورغ الألمانية صورة من: Patrick Pleul/dpa/picture alliance
"موقفنا لن يكون لطيفًا جدًا"
ومنذ ذلك الحين، أصبح بإمكان ألمانيا نظريًا أن تعيد إلى اليونان عدة آلاف من المهاجرين، وخاصة الشباب الوحيدين والأصحاء. ولكن الحكومة اليونانية لا تريد ذلك. وبعد سؤاله في نهاية نيسان/أبريل عن قرار المحكمة الألمانية، أجاب وزير الهجرة اليوناني فوريديس بأنَّه لا يوجد لديه حاليًا أي طلب من ألمانيا على مكتبه. وقال محذّرًا: "لكن موقفنا لن يكون لطيفًا جدًا تجاه هذا الطلب".
وبحسب بيانات وزارة الهجرة واللجوء اليونانية فقد تم تسجيل وصول أكثر من 56 ألف مهاجر غير نظامي إلى اليونان في عام 2024، بمعدل نحو 155 مهاجرًا كل يوم. وفي العام نفسه، عاد من ألمانيا إلى اليونان 219 شخصًا. وهذا يعني أنَّ عدد المعادين سنويًا من ألمانيا إلى اليونان يعادل فق عدد القادمين إلى اليونان خلال يوم ونصف اليوم. وبلغ في عام 2024 مجموع العائدين من جميع الدول الأوروبية (بما فيها ألمانيا) إلى اليونان 473 لاجئًا معترفًا بهم، بينما بلغ عددهم في عام 2025 (حتى 16 أيار/مايو) 114، منهم 48 من ألمانيا.
الحكومة الالمانية الجديدة تأمر بإبعاد مهاجرين غير نظاميين عند الحدود
To view this video please enable JavaScript, and consider upgrading to a web browser that supports HTML5 video
وفي حال بقاء هذا الوضع على ما هو عليه فلن تشكّل إعادة اللاجئين أي عبء يستحق الذكر على اليونان. ولكن إذا كانت جمهورية ألمانيا الاتحادية تريد في الواقع إعادة 20 إلى 30 ألف مهاجر إلى اليونان، من المفترض أنَّهم وصلوا ألمانيا عن طريقها، فسيصبح الوضع إشكاليًا بالنسبة لأثينا.
تراجع بنسبة 30 بالمائة
وفي الواقع، لقد أصبح الوضع أهدأ على الحدود اليونانية منذ بداية عام 2025. وحتى نيسان/أبريل، بلغ عدد القادمين إلى اليونان 8295 شخصًا، ما يمثل تراجعًا بنسبة 30 بالمائة بالمقارنة مع الفترة نفسها خلال العام الماضي. وحول ذلك قال فوريديس في 22 أيار/مايو: "بفضل حماية الحدود الفعالة وتحسين التعاون مع تركيا، تراجعت تدفقات المهاجرين بنسبة 30 بالمائة تقريبًا خلال الأشهر الأربعة الأولى، على الرغم من ارتفاع نسبة التدفق من ليبيا بنحو 174 بالمائة".
وزير الهجرة اليوناني ماكيس فوريديس صورة من: Giannis Panagopoulos/ANE/picture alliance
والآن يحلم وزير الهجرة اليونانية بعقد اتفاقية مع ليبيا مثل الاتفاقية التي وقعتها إيطاليا مع الحكومة في طرابلس عام 2017. وبفضل الدعم المالي والتقني الإيطالي، تمكنت السلطات الليبية من اعتراض آلاف الأشخاص خلال عبورهم البحر الأبيض المتوسط ​​وإعادتهم إلى ليبيا.
لقد كانت الطريق تمتد في السابق من غرب ليبيا إلى جزيرة لامبيدوزا الإيطالية، أما الآن فتوجد طريق جديدة تمتد من طبرق في شرق ليبيا إلى جزيرة كريت اليونانية. ولكن الحكومة في طرابلس لا تملك أية سلطة في شرق ليبيا. وعلى الرغم من إعلان فوريديس عن نيته زيارة ليبيا قريبًا، لكن ليس لديه حاليًا أي شريك في ليبيا ليعقد صفقة معه - وبالتأكيد ليس لديه المال الضروري من أجل إقناع جميع الميليشيات المحتملة بإغلاق الطريق من طبرق إلى كريت.
مهاجرون بجانب قارب تابع لخفر السواحل الليبي في مدينة الخمس الليبية، الواقعة على بعد نحو 120 كيلومترًا شرق طرابلس صورة من: Hazem Ahmed/AP/picture alliance
دعوى قضائية في مأساة غرق سفينة "أدريانا"
وللتذكير: لقد انطلقت من طبرق في حزيران/يونيو 2023 سفينة الصيد "أدريانا"، التي غرقت قبالة مدينة بيلوس الساحلية - مع مئات الأشخاص الموجودين على متنها. ومن المفترض أنَّ 600 مهاجر قد غرقوا. وأشارت تقارير من الناجين وأبحاث دولية إلى ارتكاب خفر السواحل اليونانية أخطاء شديدة.
والآن رفع المدعي العام اليوناني دعوى ضد 17 موظفًا من خفر السواحل اليوناني، بعضهم برتب عالية. ومن بين المتهمين قبطان سفينة خفر السواحل LS 920، التي كان لها دور حاسم في كارثة السفينة أدريانا. وهو متهم بالمسؤولية عن غرق سفينة اللاجئين وبالتدخل بشكل خطير في حركة الملاحة البحرية، مما أدى في النهاية إلى مقتل 82 شخصًا على الأقل.
وبالإضافة إلى ذلك، يواجه طاقم سفينة خفر السواحل كله ورئيس خفر السواحل اليوناني آنذاك وضابطان كانا في الخدمة اتهامات بتعريض المهاجرين على متن سفينة أدريانا لوضع يهدد الحياة.
ومن الجدير بالذكر أنَّ هذه هي المرة الأولى، التي يتخذ فيها القضاء اليوناني مثل هذه الخطوات الجنائية ضد مسؤولين رفيعي المستوى في خفر السواحل.
أعده للعربية: رائد الباش
تحرير: عبده جميل الخلافي

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

محكمة استئناف تسمح لترامب بمواصلة فرض الرسوم الجمركية – DW – 2025/5/29
محكمة استئناف تسمح لترامب بمواصلة فرض الرسوم الجمركية – DW – 2025/5/29

DW

timeمنذ يوم واحد

  • DW

محكمة استئناف تسمح لترامب بمواصلة فرض الرسوم الجمركية – DW – 2025/5/29

سمحت محكمة استئناف فيدرالية، للرئيس الأمريكي ترامب بمواصلة فرض الرسوم الجمركية مؤقتا بموجب قانون الصلاحيات الطارئة، وذلك بعد يوم من حكم محكمة تجارية بوقف تنفيذها بأثر فوري قائلة إن ترامب تجاوز سلطته بإصدار هذه الرسوم. أعادت محكمة استئناف اتحادية أمريكية الخميس (29 مايو/ أيار 2025) فرض الرسوم الجمركية الشاملة التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. ووافقت محكمة الاستئناف للدائرة الفيدرالية على طلب عاجل تقدمت به إدارة ترامب، تدفع فيه بأن وقف فرض الرسوم الجمركية يعد "أمرا حرجا للأمن القومي الأمريكي". وأوقفت محكمة الاستئناف مؤقتا القرار الذي أصدرته محكمة تجارة فيدرالية أمس الأربعاء بوقف الرسوم بأثر فوري قائلة إن ترامب تجاوز سلطته بإصدار هذه الرسوم. وطعنت إدارة ترامب فورا على الحكم وطلبت من محكمة استئناف وقفه والسماح ببقاء نظام الرسوم الجمركية ساريا. ولم يقدم قرار دائرة محكمة الاستئناف الاتحادية في واشنطن أي رأي أو تعليل، وإنما وجّه المدعين في القضية باتخاذ إجراء بحلول الخامس من يونيو/ حزيران المقبل والإدارة الأمريكية بحلول التاسع منه. ويواجه ترامب عدة دعاوى قضائية تدفع بأن الرسوم الجمركية التي فرضها تجاوزت صلاحياته، وجعلت سياسة التجارة في البلاد رهنا لأهوائه الشخصية. ووضع ترامب الرسوم الجمركية في قلب جهوده لانتزاع تنازلات من الشركاء التجاريين للولايات المتحدة ، بما في ذلك الحلفاء التقليديون مثل الاتحاد الأوروبي . رسوم ترامب والقضاء الأمريكي.. أي انعكاسات سياسية واقتصادية؟ To view this video please enable JavaScript, and consider upgrading to a web browser that supports HTML5 video واستند ترامب في قراراته إلى قانون الصلاحيات الاقتصادية الدولية الطارئة، وهو قانون يهدف إلى مواجهة التهديدات في أثناء حالات الطوارئ الوطنية، لفرض رسوم جمركية على كل شريك تجاري للولايات المتحدة تقريبا، مما أثار مخاوف من حدوث ركود عالمي. و علق الرئيس الأمريكي العديد من الرسوم الجمركية حتى أوائل يوليو تموز بعد أن شهدت الأسواق حالة من الاضطراب. تحرير: عماد غانم

ميرتس وفون دير لاين يدعوان لـ"أوروبا مستقلة.. قوية وموحّدة" – DW – 2025/5/29
ميرتس وفون دير لاين يدعوان لـ"أوروبا مستقلة.. قوية وموحّدة" – DW – 2025/5/29

DW

timeمنذ يوم واحد

  • DW

ميرتس وفون دير لاين يدعوان لـ"أوروبا مستقلة.. قوية وموحّدة" – DW – 2025/5/29

دعت رئيسة المفوضية الأوروبية أورزولا فون دير لاين إلى "أوروبا مستقلة بحق"، متوقعة "تشَّكل نظام عالمي جديد" خلال هذا العقد ورأت أنه يجب أن يصاغ هذا النظام من قبل أوروبا. وميرتس يؤكد "التزام ألمانيا بأوروبا قوية وموحّدة". أ ف ب د ب ا عبده جميل المخلافي أ ف ب د ب ا عبده جميل المخلافي أ ف ب د ب ا دعت رئيسة المفوضية الأوروبية أورزولا فون دير لاين اليوم الخميس (29 مايو/ أيار 2025) إلى "شكل جديد من السلام الأوروبي في القرن الحادي والعشرين ، شكل تصوغه وتديره أوروبا نفسها". وتابعت فون دير لاين: "نظام دولي جديد سيظهر في هذا العقد. وإذا لم نرغب بأن نكتفي بقبول ما سيترتب عليه من عواقب على أوروبا والعالم، فعلينا أن نساهم في تشكيله". وأكدت المسؤولة الأوروبية على أن تكون "أوروبا مستقلة بحق" في ظل تغيرات جذرية يشهدها العالم، وذلك خلال تسلمها جائزة شارلمان الدولية في مدينة آخن الألمانية. وأضافت "أوروبا مستقلة - أعلم أن هذه الرسالة تبدو مخيفة للكثيرين. لكن الأمر يتعلق في جوهره بحريتنا". وقالت فون دير لاين "ما كنا نعتمد عليه سابقا كنظام دولي تحول بسرعة إلى فوضى دولية". وأشارت إلى غزو روسيا لأوكرانيا الذي حطم مسلمات قديمة بعد عقود تسبب فيها حلف شمال الأطلسي (ناتو) بقيادة الولايات المتحدة بـ "نوع من التراخي بيننا". مكاسب السلام وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية: "كنا نعتقد أنه يمكننا الاعتماد على مكاسب السلام"، في إشارة إلى فترة ما بعد الحرب الباردة التي انخفض فيها الإنفاق الدفاعي الأوروبي. وتابعت "لكن هذه الأوقات ولّت"، محذّرة من أن "العالم أصبح مجددا موسوما بالطموحات الإمبريالية والحروب الإمبريالية". وأضافت أن "خصوم مجتمعاتنا الديموقراطية المفتوحة أعادوا التسلّح والتعبئة ، ولا يوجد مثال أوضح على ذلك من حرب (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين الوحشية والقاسية ضد أوكرانيا". وأشارت إلى تحرّك الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء لتخصيص مئات مليارات اليوروهات للإنفاق الدفاعي، مؤكدة أن "الأزمنة تتغيّر، وأوروبا تتغيّر معها... نحن نفعل ذلك لنكرّس كل جهودنا للدفاع عن السلام". واعتبرت أن "التاريخ لا يغفر التردد ولا التأجيل. مهمتنا هي الاستقلال الأوروبي". ميرتس يؤكد "التزام ألمانيا بأوروبا قوية وموحّدة" من جانبه، أكد المستشار الألماني فريدريش ميرتس الذي تولّى منصبه مطلع أيار/مايو، خلال حفل تسليم الجائزة، "التزام ألمانيا بأوروبا قوية وموحّدة". وشدد على أن بلاده "لن تقف على الحياد عندما يتعلّق الأمر بالحفاظ على الحرية والديموقراطية وسيادة القانون وكرامة الإنسان في قارتنا". وأضاف ميرتس أن "الألمان مستعدون لاتخاذ قرارات جذرية خلال قمة الناتو في حزيران/ يونيو، قرارات توازي حجم مسؤولية أوروبا عن أمنها". وقال المستشار الألماني لإن أوروبا نجحت كمشروع سلام داخلي، وذلك في إشارة إلى الحروب السابقة في القارة الأوروبية، مضيفا أن أوروبا يجب أن تتحول الآن إلى مشروع سلام خارجي. وأضاف زعيم الاتحاد المسيحي الألماني: "تشمل هذه المهمة التاريخية أن نجعل أوروبا قوية بما يكفي لاستعادة السلام في قارتنا ولتتمكن من تأمين الحرية على المدى الطويل". وأكد أن "ألمانيا مستعدة للمضي قدما في هذه المهمة بكل عزيمة، بالتنسيق الوثيق مع شركائنا الأوروبيين وجيراننا". وكانت برلين قد لمّحت سابقا إلى تأييدها زيادة الإنفاق الدفاعي إلى 3,5 % من الناتج المحلي الإجمالي، وزيادة الاستثمارات المرتبطة بالبنية التحتية الأمنية إلى 1,5 %. تحرير: عماد غانم

سعي ألمانيا لإعادة لاجئين إلى اليونان يصطدم برفض أثينا – DW – 2025/5/29
سعي ألمانيا لإعادة لاجئين إلى اليونان يصطدم برفض أثينا – DW – 2025/5/29

DW

timeمنذ 2 أيام

  • DW

سعي ألمانيا لإعادة لاجئين إلى اليونان يصطدم برفض أثينا – DW – 2025/5/29

تتفق ألمانيا واليونان في ضرورة التصدي لموجات الهجرة لكن يتخلف البلدان يختلفان في طريقة معالجة الأمر. وبينما تريد الحكومة الألمانية إعادة طالبي اللجوء إلى اليونان، ترفض أثينا ذلك وتريد المزيد من دعم الاتحاد الأوروبي. بالنسبة لرئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس، كانت دعوته لزيارة برلين استراحة ممتعة من حياة يومية صعبة في وطنه اليونان. وقد منحه المجلس الاقتصادي في الحزب المسيحي الديمقراطي ميدالية لودفيغ إيرهارد الذهبية التذكارية - وحصل خلال ذلك على فرصة ليعرض للمستشار الجديد فريدريش ميرتس في 13 أيار/مايو قصة نجاح النمو الاقتصادي في اليونان (2.3 بالمائة عام 2024) وخفض معدل البطالة (9.5 بالمائة عام 2024). ويُذكر أنَّ من بين الحاصلين على ميدالية لودفيغ إيرهارد التذكارية أيضًا وزير المالية الألماني الأسبق الراحل فولفغانغ شويبله، الذي أصر بشدة طيلة سنين أثناء أزمة اليورو على "ضرورة قيام اليونان بواجباتها المنزلية". وهكذا فقد قدّم الآن في عام 2025 رئيس الحكومة اليونانية الحالي نفسه بصفته الشخص الذي قام بواجباته المنزلية - وتم تكريمه على ذلك بنفس الميدالية. وعبّر المستشار فريدريش ميرتس عن تحمّسه واعجابه بـ"شجاعة حكومة ميتسوتاكيس للإصلاح". وأشاد بعودة اليونان إلى نظام أسبوع العمل لمدة ستة أيام. وقال إنَّ "اليونان فعلت أكثر بكثير جدًا فيما يتعلق بموضوع ساعات العمل في الأسبوع، ويمكننا هنا بالتأكيد أن نتعلم من اليونان". رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميسوتاكيس (على اليسار) والمستشار الألماني فريدريش ميرتس في مؤتمر صحفي ببرلين في 13 أيار/مايو 2025 صورة من: Lisi Niesner/REUTERS ولكن لقاء ميتسوتاكيس مع ميرتس كانت له أيضًا جوانب غير سارة، وخاصة فيما يتعلق بموضوع اللجوء والهجرة. ونظريًا، رئيسا الحكومتين مصممان على وقف الهجرة غير النظاميةإلى أوروبا. فقد عيَّن كل منهما "متشددين" معروفين كوزراء لشؤون الهجرة - رجل الحزب المسيحي الاجتماعي البافاري ألكسندر دوبريندت في برلين واليميني المتطرف السابق ماكيس فوريديس في أثينا؛ وكما قرّرا بحزم فرض ضوابط صارمة تحدد مَنْ يمكنه القدوم إلى أوروبا ومن لا يمكنه ذلك. مصالح واهتمامات مختلفة ولكن عمليًا، مصالح البلدين واهتماماتها مختلفة جدًا، حيث تقع اليونان على حدود الاتحاد الأوروبي الخارجية، وهي بذلك أول دولة في الاتحاد الأوروبي تستقبل اللاجئين والمهاجرين، الحالمين بحياة أفضل في أوروبا الغربية. ولذلك فإنَّ طالبي اللجوء المسجلين أو المعترف بهم في اليونان يواصلون السفر منذ سنين إلى ألمانيا أو فرنسا أو الدول الإسكندنافية. وحتى الآن، تمكنت ألمانيا من إعادة القليل جدًا فقط من هؤلاء المهاجرين، ولكن حكومة ميرتس تريد إعادة المزيد منهم إلى اليونان. وهذا أصبح الآن ممكنًا من الناحية القانونية أيضًا بعد أن قضت في منتصف نيسان/أبريل المحكمة الإدارية الاتحادية في لايبزغ بعدم وجود أية صعوبات شديدة تُهدِّد المهاجرين في اليونان. والمعيار الذي استندت إليه المحكمة هو إن كان يتوفر للمهاجرين في اليونان "خبز وسرير وصابون"، كما قال رئيس القضاة روبرت كيلر. لاجئون في "مركز دبلن" لتسريع إعادة طالبي اللجوء إلى دول الاتحاد الأوروبي الأخرى في ولاية براندنبورغ الألمانية صورة من: Patrick Pleul/dpa/picture alliance "موقفنا لن يكون لطيفًا جدًا" ومنذ ذلك الحين، أصبح بإمكان ألمانيا نظريًا أن تعيد إلى اليونان عدة آلاف من المهاجرين، وخاصة الشباب الوحيدين والأصحاء. ولكن الحكومة اليونانية لا تريد ذلك. وبعد سؤاله في نهاية نيسان/أبريل عن قرار المحكمة الألمانية، أجاب وزير الهجرة اليوناني فوريديس بأنَّه لا يوجد لديه حاليًا أي طلب من ألمانيا على مكتبه. وقال محذّرًا: "لكن موقفنا لن يكون لطيفًا جدًا تجاه هذا الطلب". وبحسب بيانات وزارة الهجرة واللجوء اليونانية فقد تم تسجيل وصول أكثر من 56 ألف مهاجر غير نظامي إلى اليونان في عام 2024، بمعدل نحو 155 مهاجرًا كل يوم. وفي العام نفسه، عاد من ألمانيا إلى اليونان 219 شخصًا. وهذا يعني أنَّ عدد المعادين سنويًا من ألمانيا إلى اليونان يعادل فق عدد القادمين إلى اليونان خلال يوم ونصف اليوم. وبلغ في عام 2024 مجموع العائدين من جميع الدول الأوروبية (بما فيها ألمانيا) إلى اليونان 473 لاجئًا معترفًا بهم، بينما بلغ عددهم في عام 2025 (حتى 16 أيار/مايو) 114، منهم 48 من ألمانيا. الحكومة الالمانية الجديدة تأمر بإبعاد مهاجرين غير نظاميين عند الحدود To view this video please enable JavaScript, and consider upgrading to a web browser that supports HTML5 video وفي حال بقاء هذا الوضع على ما هو عليه فلن تشكّل إعادة اللاجئين أي عبء يستحق الذكر على اليونان. ولكن إذا كانت جمهورية ألمانيا الاتحادية تريد في الواقع إعادة 20 إلى 30 ألف مهاجر إلى اليونان، من المفترض أنَّهم وصلوا ألمانيا عن طريقها، فسيصبح الوضع إشكاليًا بالنسبة لأثينا. تراجع بنسبة 30 بالمائة وفي الواقع، لقد أصبح الوضع أهدأ على الحدود اليونانية منذ بداية عام 2025. وحتى نيسان/أبريل، بلغ عدد القادمين إلى اليونان 8295 شخصًا، ما يمثل تراجعًا بنسبة 30 بالمائة بالمقارنة مع الفترة نفسها خلال العام الماضي. وحول ذلك قال فوريديس في 22 أيار/مايو: "بفضل حماية الحدود الفعالة وتحسين التعاون مع تركيا، تراجعت تدفقات المهاجرين بنسبة 30 بالمائة تقريبًا خلال الأشهر الأربعة الأولى، على الرغم من ارتفاع نسبة التدفق من ليبيا بنحو 174 بالمائة". وزير الهجرة اليوناني ماكيس فوريديس صورة من: Giannis Panagopoulos/ANE/picture alliance والآن يحلم وزير الهجرة اليونانية بعقد اتفاقية مع ليبيا مثل الاتفاقية التي وقعتها إيطاليا مع الحكومة في طرابلس عام 2017. وبفضل الدعم المالي والتقني الإيطالي، تمكنت السلطات الليبية من اعتراض آلاف الأشخاص خلال عبورهم البحر الأبيض المتوسط ​​وإعادتهم إلى ليبيا. لقد كانت الطريق تمتد في السابق من غرب ليبيا إلى جزيرة لامبيدوزا الإيطالية، أما الآن فتوجد طريق جديدة تمتد من طبرق في شرق ليبيا إلى جزيرة كريت اليونانية. ولكن الحكومة في طرابلس لا تملك أية سلطة في شرق ليبيا. وعلى الرغم من إعلان فوريديس عن نيته زيارة ليبيا قريبًا، لكن ليس لديه حاليًا أي شريك في ليبيا ليعقد صفقة معه - وبالتأكيد ليس لديه المال الضروري من أجل إقناع جميع الميليشيات المحتملة بإغلاق الطريق من طبرق إلى كريت. مهاجرون بجانب قارب تابع لخفر السواحل الليبي في مدينة الخمس الليبية، الواقعة على بعد نحو 120 كيلومترًا شرق طرابلس صورة من: Hazem Ahmed/AP/picture alliance دعوى قضائية في مأساة غرق سفينة "أدريانا" وللتذكير: لقد انطلقت من طبرق في حزيران/يونيو 2023 سفينة الصيد "أدريانا"، التي غرقت قبالة مدينة بيلوس الساحلية - مع مئات الأشخاص الموجودين على متنها. ومن المفترض أنَّ 600 مهاجر قد غرقوا. وأشارت تقارير من الناجين وأبحاث دولية إلى ارتكاب خفر السواحل اليونانية أخطاء شديدة. والآن رفع المدعي العام اليوناني دعوى ضد 17 موظفًا من خفر السواحل اليوناني، بعضهم برتب عالية. ومن بين المتهمين قبطان سفينة خفر السواحل LS 920، التي كان لها دور حاسم في كارثة السفينة أدريانا. وهو متهم بالمسؤولية عن غرق سفينة اللاجئين وبالتدخل بشكل خطير في حركة الملاحة البحرية، مما أدى في النهاية إلى مقتل 82 شخصًا على الأقل. وبالإضافة إلى ذلك، يواجه طاقم سفينة خفر السواحل كله ورئيس خفر السواحل اليوناني آنذاك وضابطان كانا في الخدمة اتهامات بتعريض المهاجرين على متن سفينة أدريانا لوضع يهدد الحياة. ومن الجدير بالذكر أنَّ هذه هي المرة الأولى، التي يتخذ فيها القضاء اليوناني مثل هذه الخطوات الجنائية ضد مسؤولين رفيعي المستوى في خفر السواحل. أعده للعربية: رائد الباش تحرير: عبده جميل الخلافي

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store