logo
صفقة سعودية – أميركية حول لبنان؟

صفقة سعودية – أميركية حول لبنان؟

ليبانون ديبايت - عبدالله قمح
منذ زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى الرياض ولقائه بولي العهد الأمير محمد بن سلمان، أصبح جزءً من تفاهمات أميركية - سعودية أوسع. وفي إطار إستراتيجية شاملة للمنطقة، أظهر ترامب اهتماماً ملحوظاً بلبنان، حين خصّه بتعليقات مهمة للغاية في سياق خطابه السعودي. لكنه في الوقت نفسه تعمّد استبعاده من اللقاء الثنائي السريع مع الرئيس السوري للفترة الإنتقالية أحمد الشرع، بحضور ولي العهد السعودي.
فُهم يومذاك أن إدارة ترامب فوّضت السعودية إدارة الملف اللبناني سياسياً، وبالتالي لم تعد واشنطن الطرف الوحيد المؤثر أو المقرّر فيه، ورضيت قبول وتشارك الرؤية السعودية للملف من ضمن إستراتيجية شاملة للمنطقة تشمل سوريا أيضاً.
من هنا، جاءت مبادرة الرياض لعقد لقاءات بين بيروت ودمشق في جدّة، في مؤشر واضح على أن المملكة تسعى إلى بناء منصة حوار إقليمي انطلاقاً من أراضيها. حتى أن دمشق، حين طُلب منها بيروت عقد اجتماع جديد، اقترحت استضافته في جدّة.
توكيل الملف اللبناني إلى السعودية من قبل إدارة ترمب يعني أنها ستتبنى الرؤية السعودية تجاه لبنان، وهو أمر نادر الحدوث، وقد يكون مرتبطاً بسلسلة تفاهمات أعمق وذات إمتدادات بين الجانبين، وربما بأوراق وأثمان اقتصادية قدمتها الرياض. ويُحتمل أن يكون بن سلمان قد أقنع ترمب بأن أي توسيع لاتفاقات "إبراهام" يتطلب تغييراً شاملاً في الإقليم، يشمل لبنان وسوريا.
وهنا تحضر بقوّة الترتيبات والمناقلات التي أجرتها الإدارة الأميركية من ضمن ما سُمي "إعادة هندسة ملف الشرق الأوسط" لديها، من بينها تخفيض مستوى التدخل السياسي الأميركي في لبنان وهو ما فهم مع قرار إعفاء مورغان أورتاغوس من مهامها. ومن المحتمل أن يكون جزءً من الصفقة غير المعلنة مع السعودية أو من جراء تفاهم معهم.
تعتقد السعودية أن الوضع اللبناني لم يتعافَ بعد، ومن يتحدثون معها يدركون أنها تُحجم حالياً عن تقديم أي دعم فعلي، مكتفية بمواقف سياسية عامة. اما الوعود التي أُطلقت بشأن مساعدات خليجية أو إنعاش السياحة، فتظل معلّقة بانتظار تطورات ملموسة في ملفات عدّة، أبرزها سلاح حزب الله. وإلى حين تحقق هذه الأهداف، ستبقى السعودية في موقع المراقب.
على الأرض، لا مؤشرات فعلية على عودة الخليجيين بالكثافة التي جرى الحديث عنها مؤخراً، رغم رفع بعض القيود على السفر. منازلهم الصيفية لا تزال خالية إلى حد كبير، والحجوزات الفندقية تكاد لا تذكر. دبلوماسياً لا حراك فعلي: لا عودة إماراتية كما سبق وأعلن، ولا تحديث إستثنائي في العلاقات مع السعودية ولا تطور في البحرينية أو الكويتية.
قد يُفهم أن إعفاء مورغان أورتاغوس من مهامها مرتبطٌ بشؤون لبنانية وأميركية بحتة، وهذا صحيح. لكنه لا يُلغي التأثير السعودي. إذ ترى الرياض أن على واشنطن تخفيف اندفاعتها السياسية في لبنان، والابتعاد عن الضغوط السياسية المباشرة، ببساطة لأن الأجواء السياسية اللبنانية الراهنة لا توحي بأن الحلول قريبة.
فحزب الله لا يبدو في وارد تسليم سلاحه شمالي الليطاني أو تقليص حضوره الداخلي. بل إن المعطيات تشير إلى أنه يربط سلاحه بسياقات تتجاوز الخطر الإسرائيلي، ولبنان لا يبدو قادرًا على التعافي، رغم كل ما قُدّم مؤخرًا.
على هذا الأساس، يُحتمل أن واشنطن استبدلت نموذج التدخل المباشر الذي كانت تمثله أورتاغوس، بنهج جديد يتماشى والتوجه السعودي. هذا النهج قد يتمثل في رفع وتيرة العسكرة جنوباً، وهو ما رافقته تعليقات من مقربين من واشنطن والرياض في بيروت بشأن تغيّر الرؤية الأميركية للبنان.
وقد اتفق هؤلاء على أن الفترة المقبلة قد تترافق وتصعيد عسكري إسرائيلي مُتجدّد، إنطلاقاً من أن إسرائيل حافظت وتحافظ على أجواء العسكرة ضمن الحيّز الجنوبي. وليس من الضروري أن يكون ذلك عبر حرب شاملة كما حدث بين 17 أيلول و27 تشرين الثاني 2024.
إذاً، يصبح غياب الخليجيين عن لبنان، رغم قرارات رفع حظر السفر، أمراً مفهوماً. فلماذا تغامر دول الخليج وتسمح لمواطنيها بالسفر إلى لبنان، في حين أن إسرائيل تقول صراحة إنها بصدد تنويع نشاطها العسكري هناك؟
كذلك، تصبح التبدلات الأميركية مفهومة إلى حدٍّ ما: تخفيف الضغوط السياسية مقابل السماح لإسرائيل بحرية عسكرية أكبر، بشرط أن تكون مضبوط. وعليه، لم تعد هناك حاجة إلى نموذج مورغان أورتاغوس التصعيدي، طالما أن اليد الإسرائيلية الخشنة حاضرة. ولا توجد أولوية لأن تنخرط إدارة ترامب في تفاصيل الملف اللبناني من خلال مبعوث خاص، بل تفضل إعادة هذا الملف إلى كنف وزارة الخارجية مما يمكن تفسيره على أنه تخفيض لمنسوب الإهتمام الدبلوماسي الأميركي بلبنان، ما قد إلى إعادة أحياء أفكار أخرى، كإستبدال "اللجنة الخماسية" بأخرى ثنائية أو ثلاثية على أبعد تقدير تشمل فرنسا التي يُخطّط مبعوثها الدائم، جان إيف لودريان لزيارة بيروت خلال الفترة المقبلة، مع الإشارة إلى أن الأخير شريك إستراتيجي للرياض!

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

قد يتحول لـعدو خطير… الجمهوريون قلقون من ماسك
قد يتحول لـعدو خطير… الجمهوريون قلقون من ماسك

بيروت نيوز

timeمنذ 8 دقائق

  • بيروت نيوز

قد يتحول لـعدو خطير… الجمهوريون قلقون من ماسك

كتبت 'سكاي نيوز': خيمت حالة من القلق على الجمهوريين في الولايات المتحدة خشية أن يتحول الملياردير إيلون ماسك إلى عدو قوي للحزب، في ظل تصاعد الخلاف بينه والرئيس دونالد ترامب. ونقلت قناة 'إن بي سي' نيوز الأميركية عن مصادر داخل الحزب الجمهوري مخاوف من أن يستهدف ماسك مقاعدهم في الانتخابات النصفية لعام 2026، مما يعرض وجودهم السياسي للخطر. كما أشارت إلى أن بعض المشرعين بدأوا يدركون أن الصراع بين ترامب وماسك قد يكون له عواقب وخيمة. وذكرت القناة تصريحاً لمستشار لم تذكر اسمه مقرب من ماسك، قال فيه: 'ماسك لا يهتم بالجمهوريين.. سيدمرهم، وسيفعل ذلك بلا تردد'. وتابع: 'نحن نعلم أن الجمهوريين سيفقدون السيطرة على مجلس النواب'، مشيراً إلى أن ماسك لن يقدم الدعم المالي الذي كان متوقعاً، والبالغ 100 مليون دولار، للجان السياسية التابعة لترامب. بعدما وصفه ترامب بـ'المجنون'.. إيلون ماسك يدعم مساءلة الرئيس من جهته، عبّر عضو الكونغرس دون بيكون، الذي يمثل دائرة تنافسية في ولاية نبراسكا، عن رفضه الانخراط في هذا الصراع. وكان الخلاف بين ترامب وماسك قد تصاعد علناً بعد انتقاد ماسك مشروع القانون الذي قدمه ترامب لخفض النفقات الفيدرالية، واصفاً إياه بـ'القذارة المقززة'. فرد ترامب بمزاعم أنه 'دعم ماسك في الماضي'، بينما أكد ماسك لاحقاً أن ترامب وصل إلى البيت الأبيض بفضله، وأن الجمهوريين حصلوا على أغلبية الكونغرس بسبب جهوده.

نائب الرئيس الأمريكي يعلن دعمه الكامل لترامب وسط توتر مع إيلون ماسك
نائب الرئيس الأمريكي يعلن دعمه الكامل لترامب وسط توتر مع إيلون ماسك

صدى البلد

timeمنذ ساعة واحدة

  • صدى البلد

نائب الرئيس الأمريكي يعلن دعمه الكامل لترامب وسط توتر مع إيلون ماسك

أعلن جي دي فانس، نائب الرئيس الأمريكي، اليوم الجمعة، عن دعمه القوي والثابت لـ دونالد ترامب، مؤكدًا ثقته في زعامة الأخير للحركة الجمهوريةـ يأتي ذلك تعليقا على تصاعد التوترات السياسية بين الرئيس الأمريكي والرئيس التنفيذي لشركة تسلا، إيلون ماسك، ونقلًا عن منشور لفانس عبر منصة "إكس" (تويتر سابقًا)، قال السياسي الجمهوري البارز "لقد قام الرئيس ترامب بأكثر مما قام به أي شخص في حياتي لكسب ثقة الحركة التي يقودها. أنا فخور بالوقوف إلى جانبه." وجاء تصريح دي فانس في لحظة سياسية حساسة، تعكس تصاعد الخلاف العلني بين ترامب وماسك، والذي بدأ يأخذ طابعًا شخصيًا وسياسيًا متشابكًا. وتأجج الخلاف بين الطرفين على خلفية الجدل حول مشروع قانون الميزانية الفيدرالية، والذي يراه ماسك تهديدًا مباشرًا للنمو الاقتصادي والاستثمار في الابتكار. ووفقًا لتقارير إعلامية أمريكية، فإن ماسك وجّه انتقادات علنية لترامب بسبب تمرير القانون، رغم ما اعتبره "مخاطر اقتصادية بعيدة المدى". وعندما سئل ترامب عن تعليقات ماسك، أعرب عن استيائه مما وصفه بـ"تغير مفاجئ في الموقف"، قائلاً "كان لدي علاقة رائعة مع إيلون. لا أعرف إذا ما كنا سنستمر بها بعد الآن. أشعر بخيبة أمل كبيرة منه. كان يعرف كل تفاصيل هذا القانون أفضل من أي شخص تقريبًا، ولم تكن لديه مشكلة حتى غادر." وأضاف الرئيس الأمريكي 'قال أجمل الكلام عني، ولم يقل شيئًا سيئًا عني شخصيًا، ولكني متأكد أن ذلك سيأتي لاحقًا... لقد ساعدت إيلون كثيرًا.' وتأتي تصريحات فانس في وقت يسعى فيه ترامب إلى ترسيخ وحدة الصف الجمهوري قبيل الانتخابات الرئاسية المرتقبة، حيث يُعد دعم كبار الشخصيات السياسية مثل فانس عنصرًا أساسيًا في حملته. كما تعكس هذه التصريحات انقسامًا متزايدًا بين رموز التيار المحافظ والفاعلين الاقتصاديين في وادي السيليكون، وعلى رأسهم ماسك، الذي يُعرف بتوجهاته الليبرالية في بعض الملفات الاقتصادية والتقنية. ويترقب المشهد السياسي الأمريكي تطورات هذه العلاقة المتوترة بين ترامب وماسك، خاصة مع احتمال دخول الأخير بشكل أكثر فاعلية في النقاشات السياسية مع اقتراب موعد الانتخابات.

ماسك فقد عقله ولست مهتماً بالحديث معه
ماسك فقد عقله ولست مهتماً بالحديث معه

بيروت نيوز

timeمنذ ساعة واحدة

  • بيروت نيوز

ماسك فقد عقله ولست مهتماً بالحديث معه

وشدد المصدر على أنه لا توجد خطط لإجراء اتصال هاتفي بين الرجلين على خلفية الحرب الكلامية التي اشتعلت بينهما خلال الساعات الماضية. 'فقد عقله' في حين بدا الرئيس الأميركي بوقت سابق اليوم في اتصال مع شبكة 'أيه بي سي' أنه غير مبالٍ بالحديث مع حليفه السابق. وأوضح رداً على التقارير التي أفادت سابقاً بوجود مكالمة مجدولة مع ماسك في وقت لاحق من اليوم، أنه غير مهتم. إذ رد قائلاً: 'هل تقصد الرجل الذي فقد عقله؟.. ليست مهتماً بالتحدث معه الآن'. كما أكد ترامب أن ماسك يريد التحدث معه، لكنه ليس مستعداً للرد. أتى رد الرئيس الأميركي بينما راح الوسطاء يسعون إلى تهدئة الأمور، حيث ألمح مساعدو ترامب في البيت الأبيض إلى احتمال إجراء اتصال هاتفي بين الرجلين، وفق ما نقلت صحيفة 'بوليتيكو'.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store