logo
دمشق - قسد .. تصعيد مرتقب

دمشق - قسد .. تصعيد مرتقب

عمونمنذ 4 أيام
يبدو ان تطورات الاوضاع في الاقليم تتجه نحو التصعيد في اكثر من ساحة،، فمن خطط نتنياهو لاحتلال غزة ، وما يترتب على ذلك من استمرار حرب الابادة قتلا وتدميرا وتجويعا وصولا الى التهجير ،، الى النار التي تغلي تحت مرجَل لبنان ، على خلفية قرار نزع سلاح حزب الله، وصولا الى الساحة السورية التي تشهد منذ ايام تصعيدا لافتا في شكله ومضمونه وادواته.
ففي الوقت الذي كانت الانظار متجهة فيه الى لقاء باريس المنتظر ، بين الحكومة السورية - ومجلس سوريا الديمقراطية ( قسد ) الذي يشكل الاكراد عموده الفقري،، جاء ( مؤتمر الحسكة ) ليُعيد خلط الاوراق ، ويعمق الازمة القائمة بعد ان اعلنت دمشق عن الغاء اجتماعات باريس ، وهاجمت المؤتمر والمشاركين فيه ، وشككت باهدافهم وارتباطاتهم ووصفت بعضهم بانهم ( انفصاليون).
اهمية مؤتمر الحسكة تكمن في حجم وتأثير وتنوع الاطراف المشاركة فيه ، اذ انها ضمت خليطا من مختلف انحاء الجغرافيا السورية ، فالى جانب الاكراد كان هناك ممثلون عن العشائر العربية والارمن والتركمان والشركس والمسيحيين ، والعلويين في الساحل ، والدروز في السويداء، ولذلك ، وصَف البعض المؤتمر بانه ( حلف الاقليات).
تقريب المسافات بين دمشق وقسد اصبح بعد المؤتمر اكثر صعوبة ، في ضوء تباعد الاهداف والمواقف بين الجانبين، ففي حين كانت ( قسد ) تفاوض دمشق من جغرافيا شمال شرق البلاد، اصبحت الآن مدعومة - سياسيا على الاقل - من اطراف اخرى تمتد من الساحل وحتى الصحراء ، وبعضها يقبع في قلب دمشق بحسب بيان مجهول المصدر ، اكد دعمه لمخرجات المؤتمر.
دمشق وقسد - تتحدثان - اعلاميا - عن ضرورة الدولة الواحدة الموحدة ، والحوار السوري - السوري ، واهمية الامن والاستقرار ، لكن عند الدخول في التفاصيل ، نلحظ ان الثقة مفقودة بين الجانبين ، وان تفسير العناوين الكبيرة تنطلق من رؤى مختلفة لدى الطرفين ، ففي الوقت الذي يؤكد فيه الجانبان اهمية دمج قوات سوريا الديمقراطية ضمن وزارة الدفاع ، يختلفان بشكل جذري حول شكل هذا الدمج ، وبينما يتحدثان عن اهمية المكون الكردي ، تتباين مواقفهما بشأن مدى وآفاق ( الخصوصية) التي يمكن ان يتمتع بها وتثبيتها في الدستور .
وفي حين تعتبر ( قسد ) ان تجربتها في ( اللامركزية ) تجربة رائدة تستحق التعميم في بعض المناطق السورية الاخرى ، ترى دمشق ان هذه التجربة هي اول مدماك في مشروع ( التقسيم) وتقر بانها مع لامركزية ( ادارية ) وليس ( سياسية).
وبعد ساعات من انتهاء مؤتمر الحسكة انفجرت في حضن دمشق قنبلة اخرى ، تمثلت في البيانات المتزامنة التي اصدرها شيوخ العقل للطائفة الدرزية ( الشيخ الهجري والشيخ الحناوي ) والتي انتقدت دمشق وطالبت بتحقيق دولي لما جرى في السويداء ، وذلك بالتزامن مع دخول مجلس الامن على خط الازمة ، مما يعني عمليا ( تدويل ) ازمة السويداء ، وخسارة دمشق لمعظم حلفائها من الدروز.
العامل الخارجي يبقى ضاغطا في ملف دمشق - قسد ، فكما كان الدور الاسرائيلي - ولا زال - مؤثرا وفاعلا في ازمة السويداء ،، نجد ان تركيا تضغط على عاصمة الامويين لكي لا تقدم اية تنازلات مع الاكراد ( اعداء انقره ) ، وبعض الدول الاوروبية، وتحديدا فرنسا تتخذ مواقف ( رمادية ) تؤهلها للقيام بدور الوساطة بين الادارة الذاتية ، والحكومة المركزية، والولايات المتحدة تمسك العصا من المنتصف ، فهي تؤيد دمشق ، وتدعم الاكراد في نفس الوقت ، وترصد لقوات قسد موازنة ودعما ماليا في العام المقبل.
الغائب الوحيد في ازمة قسد - دمشق ، ومن قبلها ، ازمتي الساحل والسويداء ، هو ( الدور العربي ) المؤثر ، الذي من المفترض ان يكون ( بيضة القبان ) سواء على مستوى الدول المعنية منفردة، او عبر مؤسسة العمل العربي المشترك ( الجامعة العربية).
ولذلك فانه في ظل استمرار صراع النفوذ الاقليمي والدولي في الساحة السورية، وفقدان الثقة، بين المركز وباقي المكونات ( الدروز والاكراد والعلويين والمسيحيين ) وغياب الدور العربي الموحد الفاعل، وتردي الاوضاع الاقتصادية ، وتوفر ٢٠ مليون قطعة سلاح على الارض السورية، تبقى الاوضاع مفتوحة على كل الاحتمالات، مع ما يحمله ذلك من اخطار على مستقبل سوريا الجديدة ، واستقرار دول الجوار ، وعلى الامن القومي العربي بمفهومه الواسع.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

بعد هرطقات نتنياهو.. الجذور العقائدية لسياسة "إسرائيل الكبرى" ورفض الدولة الفلسطينية
بعد هرطقات نتنياهو.. الجذور العقائدية لسياسة "إسرائيل الكبرى" ورفض الدولة الفلسطينية

رؤيا

timeمنذ ساعة واحدة

  • رؤيا

بعد هرطقات نتنياهو.. الجذور العقائدية لسياسة "إسرائيل الكبرى" ورفض الدولة الفلسطينية

هذه العقيدة التي يعتبرها كثيرون المحرك الحقيقي لسياسات حكومته أعادت التصريحات والأفعال الأخيرة لرئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، وحكومته اليمينية، تسليط الضوء على عقيدة "إسرائيل الكبرى" المتطرفة. هذه العقيدة، التي يعتبرها كثيرون المحرك الحقيقي لسياسات حكومته، ليست مجرد شعارات سياسية ظرفية، بل هي فكرة ذات جذور تاريخية ودينية وسياسية عميقة، تمتد من نصوص توراتية إلى مخططات المؤتمر الصهيوني الأول، وتترجم اليوم عبر سياسات الضم والاستيطان الممنهج. 1. الجذور الدينية: "أرض الميعاد" كعقيدة جغرافية تستند فكرة "إسرائيل الكبرى" في جوهرها الديني إلى مفهوم "أرض الميعاد" (إيرتس يسرائيل) كما ورد في أسفار التوراة. فالنص التوراتي المحوري في سفر التكوين (15:18) يحدد وعد الرب لإبراهيم بحدود جغرافية تمتد "من نهر مصر إلى النهر الكبير، نهر الفرات". وقد شكل هذا النص، إلى جانب نصوص أخرى، أساساً لاهوتياً للتيارات الصهيونية الدينية المتطرفة التي ترى أن حدود "دولة إسرائيل" الحقيقية يجب أن تشمل هذه الأراضي، وأن أي تنازل عنها هو مخالفة للإرادة الإلهية. 2. التأسيس السياسي: من "بازل" إلى "الجدار الحديدي" سياسياً، بدأت ملامح المشروع تتضح مع المؤتمر الصهيوني الأول الذي عُقد في بازل بسويسرا عام 1897 بقيادة ثيودور هرتزل. ورغم أن "برنامج بازل" استخدم لغة دبلوماسية حذرة، متحدثاً عن إنشاء "وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين يضمنه القانون العام"، إلا أن التيارات الأكثر تطرفاً داخل الحركة الصهيونية كانت تتطلع إلى حدود أوسع وسيادة كاملة. وقد تبلورت هذه الرؤية بشكل واضح مع ظهور تيار "الصهيونية التصحيحية" بقيادة زئيف جابوتنسكي، الذي أسس لاحقاً حركة "حيروت"، والتي انبثق عنها حزب "الليكود". كانت عقيدة هذا التيار تقوم على أساس أن "حق" اليهود يشمل كامل أرض فلسطين الانتدابية على ضفتي نهر الأردن. وطرح جابوتنسكي في مقالته الشهيرة "الجدار الحديدي" (1923) فكرة أن التسوية السلمية مع العرب مستحيلة، وأنه يجب إقامة قوة يهودية عسكرية ساحقة ("جدار حديدي") لا يمكن للعرب اختراقها، مما يجبرهم في النهاية على قبول السيادة اليهودية على كامل الأرض. 3. حزب الليكود: ترجمة العقيدة إلى برنامج سياسي ورث حزب الليكود، الذي يتزعمه بنيامين نتنياهو، هذه الأيديولوجية بشكل مباشر. وقد نص البرنامج الأصلي لحزب الليكود عام 1977 صراحة على أن: "حق الشعب اليهودي في أرض إسرائيل هو حق أبدي وغير قابل للجدل". "بين البحر والنهر، لن تكون هناك سوى سيادة إسرائيلية واحدة". رفض الحزب بشكل قاطع إقامة دولة فلسطينية غرب نهر الأردن. وعلى الرغم من أن اتفاقيات السلام اللاحقة دفعت الحزب إلى تعديل خطابه العلني، إلا أن هذه العقيدة بقيت المحرك الأساسي لتياره اليميني. 4. نتنياهو: تجسيد العقيدة في السياسة المعاصرة تعتبر سياسات نتنياهو، خاصة في عهد حكومته الحالية، الترجمة العملية لهذه الأيديولوجية على الأرض، وتتجلى في عدة مظاهر موثقة: خريطة الأمم المتحدة (2023): في خطوة رمزية بالغة الدلالة، عرض نتنياهو خلال خطابه في الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر 2023 خريطة لـ "الشرق الأوسط الجديد"، ظهرت فيها "إسرائيل" وهي تضم كامل أراضي الضفة الغربية وقطاع غزة، مع محو كامل للوجود الفلسطيني. رفض الدولة الفلسطينية: كانت تصريحاته المتكررة، وآخرها خلال الحرب على غزة، برفضه القاطع لقيام دولة فلسطينية، وتأكيده على ضرورة احتفاظ "إسرائيل" بالسيطرة الأمنية الكاملة على المنطقة الواقعة "بين النهر والبحر"، بمثابة تبنٍ صريح لمبادئ الصهيونية التصحيحية. التوسع الاستيطاني: يعتبر الدعم غير المسبوق للتوسع الاستيطاني في الضفة الغربية، والذي يقوده وزراء متطرفون في حكومته مثل بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير، هو التطبيق الفعلي لهذه الأيديولوجية، بهدف خلق واقع جديد على الأرض يجعل من قيام دولة فلسطينية أمراً مستحيلاً.

اشتباكات عنيفة بين الجيش السوري و"قسد" في دير الزور
اشتباكات عنيفة بين الجيش السوري و"قسد" في دير الزور

البوابة

timeمنذ ساعة واحدة

  • البوابة

اشتباكات عنيفة بين الجيش السوري و"قسد" في دير الزور

اندلعت اشتباكات عنيفة ليلة الأربعاء – الخميس بين قوات الجيش السوري و"قوات سوريا الديمقراطية (قسد)" في مدينة دير الزور، بالتزامن مع مواجهات أخرى بين أبناء عشائر محلية و"قسد" في ريف المحافظة الشرقي، في تصعيد عسكري جديد يعكس التوتر المتزايد بين الطرفين. وأفاد "تلفزيون سوريا" بأن الاشتباكات اندلعت بالأسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية على ضفتي نهر الفرات، وذلك بعد استهداف عناصر "قسد" لنقطة عسكرية تابعة للجيش السوري قرب مستشفى القلب في الجهة الغربية من المدينة. وأسفر الاستهداف عن إصابة عدد من عناصر النقطة، بالإضافة إلى إصابات في صفوف صيادين مدنيين من أبناء المنطقة، بحسب المصدر. وردّت القوات الحكومية بقصف مواقع إطلاق النيران. ويأتي هذا التصعيد بعد يوم واحد من إعلان وزارة الدفاع السورية مقتل أحد جنودها خلال هجوم شنّته مجموعتان من "قسد" على مواقع عسكرية في منطقة تل ماعز بريف حلب الشرقي. وأكدت الوزارة، عبر وكالة "سانا"، أن قوات الجيش تصدّت للهجوم وأجبرت المسلحين على الانسحاب، مضيفة أن الرد تم "ضمن قواعد الاشتباك". كما أشارت الوزارة إلى أن "قسد" تواصل استهداف مواقع الجيش في مناطق منبج ودير حافر، إضافة إلى قيامها بإغلاق طرق تؤدي إلى مدينة حلب من مواقعها قرب دوار الليرمون، ما اعتبرته دمشق "انتهاكاً للتفاهمات القائمة". وحذّرت وزارة الدفاع السورية "قسد" من "عواقب جديدة" في حال استمرار ما وصفته بـ"الاستفزازات والاعتداءات"، داعية إياها إلى الالتزام بالاتفاقات الموقعة بين الطرفين. ويُذكر أن هذا التصعيد يأتي في ظل جمود سياسي وميداني منذ تعثر المفاوضات بين الطرفين، بعد اتهام الحكومة السورية لـ"قسد" بالتنصل من اتفاق العاشر من آذار، وتنظيمها مؤتمراً سياسياً مناهضاً للحكومة في مدينة الحسكة.

عشائر بني خالد: لن نسمح لأي قوة غاشمة أن تمس كرامة الأردن
عشائر بني خالد: لن نسمح لأي قوة غاشمة أن تمس كرامة الأردن

الدستور

timeمنذ 2 ساعات

  • الدستور

عشائر بني خالد: لن نسمح لأي قوة غاشمة أن تمس كرامة الأردن

عمان-الدستور أصدرت عشائر بني خالد بيانا اكدت فيه رفضها وادانتها لتصريحات المجرم نتنياهو ضد الأردن. وقالت عشائر بني خالد إن هذه التصريحات المشبوهة لا تعبّر إلا عن عقلية استعمارية مريضة تتوهم أن بإمكانها المساس بسيادة الأردن أو النيل من مكانته الراسخة في محيطه العربي والإقليمي. وتاليا نص البيان: بيان صادر عن عشائر بني خالد حول تصريحات المجرم نتنياهو ضد الأردن بسم الله الرحمن الرحيم قال تعالى: 'وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا' إن قبيلة بني خالد في الأردن، وهي إحدى القبائل الأصيلة الضاربة جذورها في عمق هذا الوطن العزيز، تابعت ببالغ الغضب والاستهجان التصريحات العدوانية التي صدرت عن المجرم بنيامين نتنياهو بحق الأردن وقيادته وشعبه. إن هذه التصريحات المشبوهة لا تعبّر إلا عن عقلية استعمارية مريضة تتوهم أن بإمكانها المساس بسيادة الأردن أو النيل من مكانته الراسخة في محيطه العربي والإقليمي. إننا في قبيلة بني خالد نؤكد أن الأردن، بقيادته الهاشمية الحكيمة ممثلة بجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، سيبقى الحصن المنيع في وجه كل محاولات العدو الصهيوني لفرض أجنداته أو التعدي على حقوق الأمة العربية وفي مقدمتها حقوق الشعب الفلسطيني الشقيق ، فالأردن لم يكن يوماً إلا سيفاً مشرعاً في الدفاع عن قضاياه القومية، ودرعاً يحمي الأرض والعرض والمقدسات. لقد أثبتت التجارب عبر التاريخ أن الأردنيين، بكل مكوناتهم وقبائلهم، يقفون صفاً واحداً خلف قيادتهم، لا يهابون التهديد ولا يخشون وعيد المعتدين. ونحن اليوم، كما كنا عبر الأجيال، نعلنها واضحة وصريحة: لن نسمح لأي قوة غاشمة أن تمس كرامة الأردن أو مكانته أو استقلال قراره. إن القدس وفلسطين ستبقيان في ضمير كل أردني، وقضية الشعب الفلسطيني ستظل قضيتنا الأولى حتى تعود الحقوق إلى أصحابها، وتتحرر الأرض من دنس الاحتلال ، وما تصريحات نتنياهو إلا دليل على خوفه من الموقف الأردني الثابت، وإدراكه أن الأردن سيبقى صخرة تتحطم عليها أطماعه. وعليه، فإن قبيلة بني خالد، بكل أبنائها، تجدد عهد الوفاء والانتماء للوطن والولاء المطلق لقيادته، مؤكدة أن دماءنا وأرواحنا ستبقى فداءً للأردن وفلسطين، وأننا سنبقى كما عهدنا التاريخ، سدّاً منيعاً في وجه الباطل، وصوتاً عالياً في نصرة الحق. عاش الأردن حراً أبياً، وعاشت فلسطين عربية من النهر إلى البحر. شيخ عشائر بني خالد الدكتور موفق محمد سعود القاضي 14 آب 2025

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store