logo
مارشيكا تتبخر….صفقات بمئات المليارات لم تغير شيئاً وإرث الفساد يتواصل

مارشيكا تتبخر….صفقات بمئات المليارات لم تغير شيئاً وإرث الفساد يتواصل

زنقة 20٠٩-٠٥-٢٠٢٥
زنقة20ا الرباط
(الصورة للمديرة الجديدة بأحد ملاعب كرة القدم / الصورة المقابلة لشاطئ قرية أركمان (8 كلمترات عن الناظور) الذي يفترض أنه تابع لمنطقة تدخل وكالة مارتشيكا).
رغم كونه واحداً من المشاريع الملكية الكبرى التي راهن عليها جلالة الملك محمد السادس والمغاربة للنهوض بجهة الريف اقتصادياً وبيئيا، إلا أن مشروع 'مارشيكا' بالناظور ظلّ حبيس التدبير العشوائي للمسؤولين.
فبدل أن يتحول المشروع إلى نموذج يحتذى به في التنمية المستدامة، أضحى المشروع مرآة لفشل ذريع على يد المدير السابق سعيد زارو، تجسده التأخيرات المزمنة، والاختلالات البنيوية، والغياب التام لأي طفرة تنموية تذكر وهو ما يعيشه المشروع مع المديرة الجديدة لبنى بوطالب.
ما حدث في مارشيكا لا يمكن وصفه فقط بسوء التسيير، بل يصل إلى حدّ الاستهتار بالأولوية التي منحها جلالة الملك لهذا الورش الاستراتيجي، ما يطرح بإلحاح ضرورة محاسبة المسؤولين عن هذا التراجع، والقطع مع عقلية 'الريع التنموي' التي عطلت انطلاقة مشروع كلف خزينة الدولة آلاف المليارات دون أثر فعلي على الأرض.
وعوض أن يتحول إلى مشروع ضخم يعيد البريق للمنطقة يواصل مشروع 'مارشيكا ميد' غرقه في بحيرة من التناقضات والوعود المؤجلة، فبينما تُطلق وكالة تهيئة موقع بحيرة مارشيكا طلبات عروض بملايين الدراهم تحت مسميات براقة كـ'حماية البحيرة' و'تهيئة الكورنيش'، يبقى الواقع الصادم على الأرض: مساحات خضراء ذابلة، مياه معالجة تُهدر، وازبال تحيط بالبحيرة من كل مكان.
مياه مهدورة ومساحات خضراء تحتضر
قبل شهور، أُطلق ناقوس الخطر بشأن كارثة بيئية وإدارية تتمثل في تبذير ما يقارب 10 ملايين متر مكعب سنوياً من المياه المعالجة، دون استغلالها في سقي المساحات الخضراء التي تحولت إلى صحارى صفراء، أو في دعم الأراضي الفلاحية المجاورة.
وبعد تفاعل كبير مع الموضوع، خرجت مديرة وكالة مارشيكا، إلى جانب رئيس المجلس البلدي، بتصريحات تؤكد وجود 'دراسة' لتوسيع محطتي المعالجة في بوعرك وبني انصار، بتنسيق مع عامل الإقليم، واستغلال هذه المياه في سقي المساحات الخضراء، بما فيها منطقة أطاليون ومحيط ملعب الغولف.
لكن على الأرض، لم يُر من هذه 'الدراسات' سوى شاحنة ماء تابعة لجماعة سلوان تُسقي المساحات الذابلة بكورنيش المدينة، في مشهد مؤقت لا يرقى لحجم الأزمة. شكوك كبيرة تحوم حتى حول طبيعة المياه المستعملة، وما إذا كانت فعلاً مياه معالجة أم مجرد حل ترقيعي لا غير.
تمييز جهوي و'إبادة إدارية' داخل شركة مارشيكا ميد
تتجاوز الأزمة الجوانب البيئية إلى ما هو أخطر: سلوكيات إدارية مُهينة وتمييز جهوي صارخ. المدير المنتدب لشركة 'مارشيكا ميد'، وفي جلسة خاصة بالرباط، صرّح دون مواربة بأن 'الريفيين غير أكفاء ولا يستحقون البقاء في الشركة'، في تصريحات تنضح بالعنصرية والتنميط المجحف ضد كفاءات المنطقة، وهو ما تم تنقاله على نطاق واسع في صفحات بمواقع التواصل الاجتماعي.
ويروج أنه 'من داخل أروقة هذه الشركة، تُدار عمليات 'تطهير إداري' ممنهجة، حيث تُقصى الكفاءات المحلية ويُوزع النفوذ على أصدقاء وأقارب من خارج الإقليم. أصبحت المؤسسة التي كان يُفترض أن تكون رافعة تنموية للمشروع الملكي، مجرد ضيعة عائلية تدار بمعايير الولاء لا الكفاءة'.
ملايير تصرف على الورق.. والميدان يحتضر
مديرة الوكالة الجديدة، التي يُفترض أنها جاءت لتصحيح المسار، اكتفت بإطلاق طلبات عروض بمبالغ ضخمة دون أثر ملموس على الأرض، من بينها: 109 مليون سنتيم لأشغال حماية البحيرة، و499 مليون سنتيم لري المساحات الخضراء، و580 مليون سنتيم لتهيئة ساحة مشروع النور، و614 مليون سنتيم لخدمات النظافة المحيطة بالبحيرة، و580 مليون سنتيم لخدمات المراقبة.
صرخة الناظور.. كفى من التلاعب بالمشروع الملكي
منذ انطلاقه، وُصف مشروع 'مارشيكا' بأنه بوابة أمل لساكنة الريف، لكن اليوم باتوا يرون فيه رمزاً للتهميش وسوء التسيير، حيث الكفاءات تُقصى، والموارد تُهدر، والتنمية تُقبر وسط صراعات المصالح والعلاقات الشخصية.
ما يحدث في مارشيكا ليس مجرد 'سوء تدبير'، بل مسلسل من الإقصاء الإداري، والهدر المالي، وغياب الشفافية والمساءلة. وإذا لم يتم تدارك الوضع بسرعة، فقد تتحول صرخات الكفاءات المحلية إلى هتاف جماعي يصعب تجاهله، ويضع الجميع أمام مسؤولياتهم أمام الملك وأمام الوطن.
مارشيكا… إرث الفساد يلاحق الإدارة الجديدة وسط مطالب بالمحاسبة أو الرحيل
تعيش وكالة تهيئة موقع بحيرة مارشيكا بالناظور على وقع مرحلة دقيقة من التقييم وإعادة التموقع، عقب تعيين المديرة الجديدة خلفًا للمدير السابق سعيد زارو، الذي يُحاكم أمام غرفة الجرائم المالية بمحكمة الاستئناف بفاس، في ملفات تتعلق بشبهات فساد مالي وتدبير مشبوه للصفقات العمومية.
ورغم الآمال التي رافقت تعيين المسؤولة الجديدة على رأس الوكالة، إلا أن الشكوك بدأت تتسرب بشأن مدى قدرتها واستعدادها لمباشرة مراجعة شاملة للتركة الثقيلة التي خلفتها الإدارة السابقة، خاصة ما يتعلق بالمشاريع والرخص التي تم تمريرها في ظروف يلفّها الغموض، وسط حديث متزايد عن اختلالات قانونية وتجاوزات في تدبير الأموال العمومية.
مشروع 'مارشيكا'، الذي خُصص له غلاف مالي ضخم قُدر بـ2600 مليار سنتيم، كان يُنتظر منه أن يتحول إلى قاطرة للتنمية السياحية والاقتصادية بالمنطقة، لكنه ظل دون مستوى الطموحات. مرافق عديدة لم ترَ النور رغم الميزانيات الضخمة، ومشاريع أخرى نُفذت في ظروف مشبوهة، ما يطرح أكثر من علامة استفهام حول فعالية المراقبة والشفافية في تدبير هذا الورش الملكي.
ووفق معطيات متقاطعة، فإن فترة المدير السابق شهدت تمرير عدد من الصفقات والتراخيص خارج الأطر القانونية المعتمدة، مع تغليب واضح لمنطق الزبونية والمحسوبية، خاصة في تهيئة كورنيش الناظور وبعض المشاريع السياحية المرتبطة به. وضع أثار سخطًا في الأوساط المحلية، وأجّج المطالب بفتح تحقيقات إدارية ومالية شاملة.
في هذا السياق، تجد المديرة الحالية نفسها أمام امتحان صعب، يتطلب منها اتخاذ قرارات جريئة لتصحيح الانحرافات السابقة، وإعادة بناء الثقة مع المواطنين والشركاء، عبر مراجعة شاملة للصفقات الممنوحة وتدقيق مسار الأموال العمومية التي أُنفقت دون أثر تنموي حقيقي.
ويتساءل الرأي العام المحلي: هل ستتجه الإدارة الجديدة نحو مراجعة كافة الرخص والمشاريع التي وُقّعت في عهد سلفها؟ وهل سيتم تفعيل مبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة، أم أن الوكالة ستواصل النهج ذاته وسط غياب للمساءلة والشفافية؟
الإجابة عن هذه الأسئلة ستُحدّد إلى حد كبير مصير المشروع الملكي، الذي يُفترض أن يكون نموذجا للتنمية الجهوية المستدامة، لكنه تحوّل بفعل سوء التدبير إلى عنوان للفوضى الإدارية، في انتظار صحوة حقيقية تُعيده إلى سكته الصحيحة، أو الرحيل عن منصب المسؤولية الذي ذاق البعض حلاوة تعويضاته ونسي الثقة المولوية لجلالة الملك محمد السادس.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

انعقاد الدورة الثالثة للملتقى الدولي لمغاربة العالم بقلعة مكونة: نجاح يعزز روابط الانتماء والتنمية
انعقاد الدورة الثالثة للملتقى الدولي لمغاربة العالم بقلعة مكونة: نجاح يعزز روابط الانتماء والتنمية

المغربية المستقلة

timeمنذ 3 ساعات

  • المغربية المستقلة

انعقاد الدورة الثالثة للملتقى الدولي لمغاربة العالم بقلعة مكونة: نجاح يعزز روابط الانتماء والتنمية

المغربية المستقلة : إدارة الملتقى الدولي لمغاربة العالم في إطار العناية المولوية السامية التي يوليها صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله لرعاياه الأوفياء من مغاربة العالم، وانسجامًا مع التوجيهات الملكية السامية الرامية إلى تعزيز روابط الانتماء، وتثمين إسهامات الجالية المغربية في الدفاع عن القضايا الوطنية وخدمة التنمية المستدامة، اختُتمت يوم الثلاثاء 12 غشت 2025 بمدينة قلعة مكونة أشغال النسخة الثالثة للملتقى الدولي لمغاربة العالم، المنظم من طرف جمعية مكونة لرعاية الأيتام وإدماج الأشخاص في وضعية صعبة، في الفترة 5 – 12 غشت 2025 بشراكة مع عدد من الفاعلين المؤسساتيين والمدنيين، وفي مقدمتهم مركز أنباء إكسبريس للدراسات والأبحاث. وقد تميزت هذه الدورة بنجاح منقطع النظير على جميع المستويات، بحضور وازن لمغاربة العالم القادمين من مختلف القارات، ومن خلال حلقات نقاشية علمية وأكاديمية رصينة، وفعاليات موازية على هامش أشغال الملتقى، والتي أبرزت غنى وتنوع وثراء روافد الهوية المغربية. أهم محاور الملتقى شهد الملتقى تنظيم سلسلة من الندوات الفكرية والعلمية التي تناولت قضايا محورية، من أبرزها : مغاربة العالم: رافعة للتنمية والدفاع عن القضية الوطنية، حيث تمت الإشادة بدور الجالية في الترافع الدولي عن مغربية الصحراء في كافة المحافل الدولية والترويج لمبادرة الحكم الذاتي بالأقاليم الجنوبية، باعتبارها حلا عادلا ونهائيا لنزاع مفتعل عمر كثيرا. الحكم الذاتي: رؤية مغاربة العالم ومساهمتهم في التنزيل الفعلي، مع استعراض التجارب الدولية في الحكامة واللامركزية. الهجرة غير النظامية: الأسباب والتحديات والآفاق، التي خلصت إلى ضرورة تبني سياسات شمولية لمعالجة الظاهرة. ندوة مركز أنباء إكسبريس للدراسات والأبحاث بتعاون مع منظمة أفريكا ووتش حول دور مغاربة العالم في الدفاع عن القضايا الوطنية، والتي أبرزت المكانة الاستراتيجية للجالية كقوة ناعمة في خدمة الدبلوماسية الوطنية وحماية والدفاع عن المصالح العليا للوطن، وفي مقدمتها قضية الصحراء المغربية. رؤية منظمة 'أفريكا ووتش' التي خصصت حيزًا مهمًا للجانب الحقوقي وآليات الترافع التي يتعين على مغاربة العالم التسلح بها. الأنشطة الموازية رافق البرنامج العلمي أنشطة ثقافية وفنية وسياحية غنية ومتنوعة، من أبرزها: سهرات فنية كبرى بمشاركة فنانين من مغاربة الداخل والخارج. معارض للصناعات التقليدية والفنون التشكيلية والمنتجات المحلية. زيارات ميدانية للتعريف بالمؤهلات الطبيعية والسياحية لمدينة قلعة مكونة. ورشات تفاعلية للأطفال والشباب لترسيخ قيم الهوية والمواطنة. كما تميزت هذه الدورة بحضور شخصيات وازنة، ومشاركة فنانين تشكيليين من عدة دول نظموا ورشات تكوينية لفائدة المشاركين، إضافة إلى خبراء دوليين قدموا رؤى عملية لدعم الاقتصاد المحلي وتطويره. التوصيات خلصت أشغال الملتقى إلى مجموعة من التوصيات العملية، أبرزها: 1. تسهيل مساهمات مغاربة العالم في تنمية المناطق القروية والجبلية. 2. تبسيط المساطر الإدارية وتشجيع الشراكات مع الجماعات المحلية والجهات. 3. اعتماد تحفيزات واضحة للاستثمار الاجتماعي في القرى النائية. 4. تعزيز الحضور الإعلامي المغربي بالخارج، وإطلاق قناة فضائية موجهة لمغاربة العالم. 5. إقامة لقاء سنوي يجمع الكفاءات المغربية بالخارج من مختلف التخصصات. 6. بلورة استراتيجية وطنية للتواصل الدائم مع مغاربة العالم طيلة السنة. 7. توعية المواطنين بمخاطر الهجرة غير النظامية وتسليط الضوء على معاناة المهاجرين السريين. التتويج والتأسيس وفي ختام أشغال الملتقى، تم الإعلان عن تأسيس إدارة الملتقى الدولي لمغاربة العالم، التي ستتكلف بالإشراف على تنظيم الدورات المقبلة وضمان استمرارية تنفيذ برامجه وأنشطته، في أفق ترسيخ هذا الموعد كملتقى دولي سنوي قار للتفكير والتشاور بين مغاربة العالم ووطنهم الأم، في أفق إبداع صيغ واستراتيجيات خادمة لإدماج الجالية اوراس المغربية في وانخراطهم في قضايا وطنهم ودعم الارتباط الجيلي مع الوطن الام والاسهام في الأوراش الكبرى للمملكة المغربية، في تناغم مع التوجيهات الملكية السامية القاضية بالرفع من مستوى تلك الفئة والاهتمام والاستجابة لتطلعاتها وتعزيز انخراطها في مختلف الاستراتيجيات والخطط التنموية المعتمدة في المملكة. وإذ يثمن المشاركون الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله لمختلف فئات شعبه الوفي، فإنهم يجددون العهد على مواصلة التعبئة الدائمة في خدمة قضايا الوطن، وفي مقدمتها قضية الصحراء المغربية. وفي ختام فعاليات الدورة، تم رفع برقية ولاء وإخلاص إلى السدة العالية بالله، جلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده.

لقاء بوجدة تخليدا للذكرى الثانية والسبعين لانتفاضة 16 غشت 1953
لقاء بوجدة تخليدا للذكرى الثانية والسبعين لانتفاضة 16 غشت 1953

كش 24

timeمنذ 4 ساعات

  • كش 24

لقاء بوجدة تخليدا للذكرى الثانية والسبعين لانتفاضة 16 غشت 1953

نظمت المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، أمس السبت، في عاصمة جهة الشرق، لقاء للاحتفال بالذكرى الثانية والسبعين لانتفاضة 16 غشت 1953 في وجدة، والتي كانت الشرارة الأولى لثورة الملك والشعب. وقال المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، مصطفى الكتيري، في كلمة له بالمناسبة، إن انتفاضة 16 غشت 1953، التي جسدت ملحمة خالدة ومنعطفا حاسما في التاريخ الوطني، تعد مصدر فخر، وأن دروسها في الشجاعة والعزيمة والوطنية يجب أن تنقل إلى الأجيال الصاعدة لتعزيز ثقافة المواطنة. وأبرز في هذا الصدد الدلالات العميقة لهذه الانتفاضة التي تم التحضير لها بعناية من طرف الحركة الوطنية والمقاومة بوجدة، وشكلت مثالا بليغا على التضامن والوحدة والتماسك على المستويين المحلي والوطني كلما دعت الضرورة للدفاع عن وحدة الوطن وكرامته. كما جدد الكثيري التأكيد على التعبئة الدائمة والمستمرة لأسرة المقاومة وراء صاحب الجلالة الملك محمد السادس في الدفاع، دون هوادة، عن الوحدة الترابية للمملكة. وفي السياق ذاته، توقف المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير عند إنجازات الدبلوماسية المغربية والنجاحات البارزة التي حققها المغرب في ملف الصحراء تحت القيادة الحكيمة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس. كما ذكر بالخطاب السامي الهام الذي ألقاه جلالة الملك محمد السادس بمناسبة الذكرى السادسة والعشرين لتربعه على عرش أسلافه المنعمين. وتم بالمناسبة تكريم اثني عشر من قدماء المقاومين خلال هذا اللقاء، الذي عرف أيضا توزيع مساعدات مالية واجتماعية بمبلغ إجمالي يفوق 155 ألف درهم لفائدة قدماء المقاومين أو ذوي الحقوق. وحضر هذا اللقاء، على الخصوص، ممثل والي جهة الشرق، ومدير الأنظمة والدراسات التاريخية بالمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، ورئيس المجلس الجماعي لوجدة، وعدد من المنتخبين وقدماء المقاومين وذوي حقوقهم، وأعضاء المجلس العلمي المحلي، وشخصيات أخرى. وسبقت هذه التظاهرة لحظة تكريمية بساحة 16 غشت بوجدة، خصصت لاستحضار ذكرى شهداء وأبطال الاستقلال. يذكر أن انتفاضة 16 غشت 1953 تشكل صفحة مشرقة من تاريخ المملكة المعاصر، وتعكس العزم الراسخ للشعب المغربي على التخلص من نير الاستعمار واستعادة حريته، كما تبرز البطولة والتضحيات التي بذلت دفاعا عن السيادة الوطنية. وتبرز هذه الانتفاضة التي قادها قادة من منطقة الشرق، وتلتها انتفاضة أخرى في تافوغالت (إقليم بركان) في 17 غشت 1953، مدى الوعي العميق لسكان المنطقة بالمثل الوطنية التي جسدها جلالة المغفور له الملك محمد الخامس، الذي قاد مع شعبه النضال من أجل التحرر والاستقلال. كما أن هذين الحدثين البطوليين سيظلان دائما علامة بارزة في ذاكرة الأمة المغربية، وملحمة مجيدة في مسار استقلال المغرب.

بركان .. تخليد الذكرى الـ72 لانتفاضة 17 غشت 1953 بتافوغالت
بركان .. تخليد الذكرى الـ72 لانتفاضة 17 غشت 1953 بتافوغالت

صوت العدالة

timeمنذ 8 ساعات

  • صوت العدالة

بركان .. تخليد الذكرى الـ72 لانتفاضة 17 غشت 1953 بتافوغالت

و م ع نظمت المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، أمس السبت ببركان، لقاء لتخليد الذكرى الـ72 لانتفاضة 17 غشت 1953 بتافوغالت (إقليم بركان). وشهدت انتفاضة 17 غشت 1953، التي اندلعت عقب انتفاضة 16 غشت 1953 بوجدة، مظاهرات شعبية عفوية جسدت التضامن العميق لسكان المنطقة والتزامهم بمقاومة اضطهاد المستعمرين وتعسفهم. وأكد المتدخلون خلال هذا اللقاء أن الهدف من الاحتفاء بهذين التاريخين المجيدين هو تسليط الضوء على الملاحم الكبرى للنضال الوطني وإبراز هذه الصفحات المشرقة. كما شددوا على أهمية المساهمة في صون الذاكرة الجماعية للشعب المغربي، مبرزين أن هذين الحدثين البطوليين، الغنيين بالدروس، يستحقان أن ينتقلا إلى الأجيال القادمة لترسيخ قيم الوطنية والدفاع عن مصالح الأمة. وأوضحوا أن الاحتفال بالانتفاضتين يشكل مناسبة لإبراز بطولات وتفاني وتضحيات أبناء وبنات جهة الشرق في إحباط مناورات المستعمر، وكذا التعبئة المستمرة من أجل الدفاع عن القيم المقدسة والثوابت الوطنية والوحدة الترابية للمملكة. وأشار المتدخلون إلى أن قدماء المقاومين خلفوا إرثا تاريخيا، يتعين الحفاظ عليه واستخلاص العبر منه من أجل بناء الوطن وتنميته تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس. وفي كلمة بالمناسبة، أبرز المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، مصطفى الكثيري، أن تخليد ذكرى انتفاضة 17 غشت 1953 بتافوغالت يشكل مناسبة لتسليط الضوء على البطولات والتضحيات الجسام التي قدمها سكان هذه المنطقة دفاعا عن السيادة الوطنية. وأوضح أن هذا الاحتفال يعتبر أيضا فرصة لتكريم تضحيات أبطال المقاومة الذين جسدوا أسمى معاني الوطنية والتشبث الراسخ بالعرش العلوي المجيد، مشددا على أهمية الحفاظ على ذاكرة المقاومة وجيش التحرير. كما جدد السيد الكثيري التأكيد على التعبئة المستمرة والدائمة لأسرة المقاومة وراء صاحب الجلالة الملك محمد السادس في الدفاع عن الوحدة الترابية للمملكة دون هوادة. وفي السياق ذاته، سلط المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير الضوء على أداء الدبلوماسية المغربية والنجاحات الكبيرة التي حققتها المملكة في ملف الصحراء تحت القيادة الحكيمة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، مذكرا بخطاب جلالته الهام الذي ألقاه بمناسبة الذكرى الـ26 لتربع جلالته على عرش أسلافه المنعمين. وخلال هذا اللقاء، تم تكريم ثمانية من قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، بالإضافة إلى توزيع مساعدات مالية واجتماعية لفائدة 37 من قدماء المقاومين أو ذوي حقوقهم، بغلاف مالي إجمالي بلغ 74 ألف درهم. وقد جرى الاحتفال بهذه المناسبة بحضور عامل إقليم بركان، ورئيس المجلس الإقليمي، ومنتخبين، وقدماء المقاومين وذوي حقوقهم، وأعضاء المجلس العلمي المحلي، وشخصيات أخرى.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store