
تظاهرات حاشدة في باريس وميونيخ تدعو إلى إسقاط النظام الإيراني
في ظل تصاعد الأحداث السياسية والاجتماعية في إيران، شهدت الفترة الأخيرة تحركات دولية واسعة لدعم الشعب الإيراني في نضاله ضد النظام الحاكم، وذلك عبر تظاهرات حاشدة وبيانات رسمية من شخصيات بارزة. وفي هذا الإطار، ناشد خمسة عشر شخصية ألمانية بارزة، يوم الخميس، قادة العالم المشاركين في مؤتمر ميونيخ للأمن بتبني سياسة حازمة تجاه النظام الإيراني. وقد تم نشر بيانهم قبيل تجمع لمئات من الإيرانيين-الألمان من أنصار المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، الذين يرفضون الديكتاتورية ويدعمون إقامة جمهورية ديمقراطية في إيران.
بعد التظاهرة الكبرى التي شارك فيها أكثر من 20 ألف إيراني وأنصار المقاومة الإيرانية في باريس يوم 8 فبراير، والتي رفضت كلًا من حكم الشاه والملالي، نظم مئات من أنصار المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية تجمعًا آخر خارج مؤتمر ميونيخ للأمن في ميدان أوديون بلاتز يوم الجمعة 14 فبراير. وقد طالب المتظاهرون المجتمع الدولي، وخاصة الاتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء، باتخاذ موقف صارم ضد النظام الإيراني، لا سيما فيما يتعلق بطموحاته النووية المتزايدة.
وفي السنوات الأخيرة، أدت الانتفاضات الوطنية والنكسات الاستراتيجية التي مني بها النظام الإيراني في المنطقة – والتي بلغت ذروتها في سقوط نظام بشار الأسد في سوريا – إلى إضعاف النظام أكثر من أي وقت مضى خلال العقود الماضية.
وردًا على ذلك، قام النظام بتصعيد القمع في الداخل، بالتوازي مع تسريع جهوده للحصول على أسلحة نووية. وقد طالب المتظاهرون في ميونيخ بتفعيل آلية "سناب باك" وإعادة فرض قرارات مجلس الأمن الدولي بشأن برنامج النظام النووي.
كما دعوا إلى تفكيك جميع المشاريع النووية للنظام، وإدراج الحرس الثوري الإيراني ضمن قائمة المنظمات الإرهابية من قبل الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة، والاعتراف بحق الشعب الإيراني ووحدات المقاومة في مواجهة قوات القمع التابعة للنظام.
وجاء في البيان: "ندعو مؤتمر ميونيخ للأمن إلى الوقوف بحزم إلى جانب الشعب الإيراني الشجاع في نضاله لإنهاء الديكتاتورية الدينية وإقامة جمهورية ديمقراطية حقيقية." وأكد الموقعون أن الشعب الإيراني أظهر من خلال انتفاضاته الوطنية إرادته الواضحة لإنهاء النظام الحالي، مع رفضهم لكل من ديكتاتورية الشاه السابق ونظام الملالي الحالي.
وأعرب الموقعون عن دعمهم لخطة النقاط العشر التي قدمتها السيدة مريم رجوي، الرئيسة المنتخبة للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية (NCRI)، والتي حظيت بدعم أكثر من 4000 برلماني و137 من القادة العالميين السابقين في عام 2024. ووصف الموقعون هذه الخطة بأنها "خارطة طريق عملية لمستقبل إيران الحرة".
في مشهد يعكس الرفض الشعبي العارم لنظام الحكم في إيران، احتشد آلاف الإيرانيين في باريس يوم 8 فبراير لإحياء ذكرى الثورة المناهضة لنظام الشاه عام 1979، مؤكدين عزمهم على إسقاط النظام الديني الحاكم. وقد رفع المتظاهرون شعارات تؤكد التزامهم بالديمقراطية، قائلين: "لا للشاه ولا للملالي، نعم لجمهورية ديمقراطية!"
وأكدت السيدة مريم رجوي في خطابها أمام الحشود: "نحن نكرّم الثورة الكبرى المناهضة لنظام الشاه بهذا العهد المقدس: يجب علينا أيضًا إسقاط النظام الديني القمعي. هناك ثورة أخرى تلوح في الأفق."
وصف المسؤولون الفرنسيون التظاهرة بأنها "ضخمة ومؤثرة"، وحظيت بتغطية واسعة من وسائل الإعلام الدولية. كما أشارت التقارير إلى أن المتظاهرين شاركوا مقاطع الفيديو والصور بشكل مكثف على مواقع التواصل الاجتماعي، مما جعلها "صرخة عالمية ضد الاستبداد الديني".
وفي ظل التصعيد المستمر للنظام الإيراني في قمعه الداخلي وسعيه للحصول على أسلحة نووية، تبرز التحركات الدولية والشعبية كقوة دافعة للتغيير. وقد أكدت التظاهرات الأخيرة في باريس وميونيخ أن الشعب الإيراني لا يزال ثابتًا في نضاله من أجل الحرية، معبرًا عن إرادة قوية لإسقاط النظام الديني الحالي وإقامة دولة ديمقراطية. وكما خلصت التقارير إلى القول: "هذه المرة، الثورة الإيرانية لن تُختطف."

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


المدى
منذ 7 ساعات
- المدى
المجلس الأوروبي: تأسيس برنامج للاستثمار العسكري بقيمة 150 مليار يورو
وافق مجلس الاتحاد الأوروبي اليوم الثلاثاء على إنشاء برنامج يحمل اسم SAFE لتمويل التسلح في الاتحاد الأوروبي بقيمة 150 مليار يورو، وفقا لبيان صادر عن المجلس. وجاء في متن الوثيقة: 'من خلال برنامج SAFE، سيوفر الاتحاد الأوروبي ما يصل إلى 150 مليار يورو، والتي سيتم صرفها للدول الأعضاء المعنية بناءً على الطلب والخطط الوطنية. وسيتم السداد في شكل قروض طويلة الأجل بأسعار تنافسية'. وأشار البيان إلى أن هذا البرنامج سيكون متاحاً أيضا لأوكرانيا ضمن الدول المستفيدة.


الرأي
منذ يوم واحد
- الرأي
موسكو لا ترى الفاتيكان مكاناً جاداً لمحادثات سلام مع أوكرانيا
- روسيا وأوكرانيا دولتان أرثوذكسيتان شرقيتان... والفاتيكان كاثوليكي - عقوبات الاتحاد الأوروبي عقبة أمام ذهاب المسؤولين الروس إلى الفاتيكان رويترز - قالت ثلاثة مصادر روسية رفيعة المستوى لـ «رويترز»، إن روسيا لا ترى في الفاتيكان مكاناً جاداً لإجراء محادثات سلام مع أوكرانيا، لأن الكرسي الرسولي هو مقر الكنيسة الكاثوليكية، وتحيط به إيطاليا البلد العضو في حلف شمال الأطلسي (الناتو) والاتحاد الأوروبي. وأشاروا أيضاً إلى أن العديد من المسؤولين الروس لا يستطيعون حتى السفر إلى هناك بسبب القيود الغربية. والتزم الفاتيكان علناً حتى الآن، الصمت بشأن الفكرة التي طرحها الرئيس الأميركي دونالد ترامب بعد مكالمة هاتفية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بأن البابا ليو الرابع عشر، يمكن أن يستضيف محادثات تهدف إلى إنهاء أكثر الصراعات دموية في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية. وقالت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجا ميلوني الأسبوع الماضي، إن ليو الرابع عشر، أول بابا مولود في الولايات المتحدة، أكد استعداده لاستضافة المحادثات خلال مكالمة هاتفية معها. وذكر مصدر روسي رفيع المستوى مطلع على تفكير الكرملين، شرط عدم ذكر اسمه بسبب حساسية المسألة، «لا يُنظر إلى الفاتيكان بالتأكيد في روسيا على أنه قوة جادة قادرة على حل مثل هذا النزاع المعقد». ومن بين الأسباب التي ذكرتها المصادر الثلاثة، حقيقة أن كلا من روسيا وأوكرانيا دولتان أرثوذكسيتان شرقيتان في الغالب، في حين أن الفاتيكان الكاثوليكي، محاط بإيطاليا التي دعمت أوكرانيا وفرضت عقوبات متكررة على روسيا. وعندما سُئل الكرملين الأسبوع الماضي عن فكرة الفاتيكان، أعلن انه لم يتم اتخاذ قرار بعد. وشددت المصادر الروسية على أنه بالنسبة لمعظم كبار المسؤولين الروس، سيكون من الصعب للغاية حتى الوصول إلى الفاتيكان من موسكو، إذ تم إلغاء الرحلات الجوية المباشرة بعد بدء الحرب في 24 فبراير 2022، وهناك عدد لا يحصى من العقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي على مسؤولين روس. وقال أحد المسؤولين الروس ساخراً، إن المكان الوحيد الأفضل من الفاتيكان هو لاهاي، مقر المحكمة الجنائية الدولية، التي أصدرت مذكرة اعتقال بحق بوتين بتهم ارتكاب جرائم حرب. ويؤكد الكرملين أن مذكرة الاعتقال الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية قرار متحيز بشكل مشين، لكنه لا معنى له في ما يتعلق بروسيا التي لم توقع على معاهدة إنشاء المحكمة. وينفي المسؤولون الروس ارتكاب جرائم حرب في أوكرانيا. وقال وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف، الجمعة، إن فكرة الفاتيكان كمكان محتمل لمحادثات السلام «غير لائقة بعض الشيء» بالنظر إلى أن روسيا وأوكرانيا دولتان أرثوذكسيتان شرقيتان. وأوضحت مصادر روسية أنهم ينظرون إلى تركيا ودولة الإمارات والسعودية وقطر وسلطنة عُمان، بوصفها أماكن مناسبة محتملة لإجراء المحادثات. وأثنى بوتين مراراً على دول الخليج وتركيا لمحاولاتها التوسط في إنهاء الحرب.


الوطن الخليجية
منذ يوم واحد
- الوطن الخليجية
ترامب يوافق على تمديد مهلة فرض الرسوم الجمركية على الاتحاد الأوروبي
وافق الرئيس دونالد ترامب على تمديد الموعد النهائي لفرض الرسوم الجمركية على الواردات من الاتحاد الأوروبي حتى 9 يوليو (تموز) المقبل، لإتاحة مجال للمفاوضات مع التكتل. وكان الرئيس الأمريكي قد أكد، يوم الجمعة، أنه سيوصي بفرض نسبة 50% من الرسوم بسبب 'إحباطه من بطء المحادثات مع بروكسل'، غير أن تواصلاً بينه وبين رئيسة المفوضية أورسولا فون دير لاين، يوم الأحد، جعله يعيد النظر في قراره. وقد استجاب الزعيم الجمهوري لفون دير لاين، التي تحدثت معه في مكالمة هاتفية وطلبت إرجاء فرض الرسوم حتى تموز، وهو الموعد النهائي الذي كان قد حدده عندما أعلن عنها للمرة الأولى. ووصف ترامب المكالمة بأنها 'لطيفة للغاية'، مشيرًا إلى أن الأخيرة أكدت عزمها على لقائه والبحث في إمكانية التوصل إلى حلول. في منشور على 'إكس'، علقت فون دير لاين على المكالمة، قائلة إن الرئيس الأمريكي مستعد للتفاوض بسرعة، مؤكدة أن الاتحاد الأوروبي يشاطره ذات الموقف. انخفاض أسعار النفط وسط مخاوف من الرسوم الجمركية والتقدم في محادثات إيران في هذه الأثناء، شهدت الأسواق العالمية حالة من الاضطراب، حيث ارتفع اليورو والدولار الأمريكي مقابل الين والفرنك السويسري، اللذين يُعتبران ملاذًا آمنًا. وكان الزعيم الجمهوري، قد أمهل الاتحاد الأوروبي، في أوائل أبريل/نيسان، 90 يومًا لفرض الرسوم الجمركية، لكنه قلب الطاولة يوم الجمعة عندما قال إنه غير مهتم بالتوصل إلى اتفاق على الإطلاق. وقد تسبب ذلك في انخفاض مؤشرات الأسهم الأمريكية الرئيسية والأسهم الأوروبية، وفي تراجع الدولار أيضا. وفي حين سارعت عدة دول لعقد لقاءات مع البيت الأبيض لمناقشة قضية الرسوم، كان أداء الاتحاد الأوروبي أقل نشاطًا. في هذا السياق، اتهم دونالد ترامب الشريك التقليدي للولايات المتحدة في الضفة الأخرى من الأطلسي، بأنه يستفيد من شروط غير عادلة مقارنة بالصين، الخصم الجيوسياسي لواشنطن. ففي الوقت الذي خفّضت فيه إدارته الرسوم الجمركية على بكين إلى 30% هذا الشهر لتسهيل التفاوض، يصرّ الأوروبيون، حسب وصف ترامب، على خفض الرسوم إلى الصفر، بينما يتمسك هو بفرض ضريبة أساسية بنسبة 10% على معظم الواردات، وهو ما أثار انفعاله. The post ترامب يوافق على تمديد مهلة فرض الرسوم الجمركية على الاتحاد الأوروبي appeared first on الوطن الخليجية.