
المبعوث الأميركي يجدد دعمه للحكومة السورية ويقول إن إسرائيل تفضل «سوريا مُقسّمة»
وفي مقابلة حصرية مع وكالة «أسوشييتد برس»، انتقد توم برّاك أيضاً التدخل الإسرائيلي الأخير في سوريا، واصفاً إياه بأنه سيئ التوقيت، وقال إنه عقّد جهود تحقيق الاستقرار في المنطقة.
برّاك هو سفير لدى تركيا ومبعوث خاص إلى سوريا، وله ولاية قصيرة الأجل في لبنان. تحدث في بيروت عقب أكثر من أسبوع من الاشتباكات في محافظة السويداء جنوب سوريا بين ميليشيات من الأقلية الدينية الدرزية وعشائر بدوية سنية.
مدينة السويداء ودخان يتصاعد من منازل محترقة وسط اشتباكات بين مقاتلين من العشائر وفصائل درزية محلية جنوب سوريا في 19 يوليو الحالي (د.ب.أ)
خلال عطلة نهاية الأسبوع، أعلن برّاك وقف إطلاق النار بين سوريا وإسرائيل. أعادت قوات الحكومة السورية انتشارها في السويداء لوقف تجدد الاشتباكات بين الدروز والبدو، ومن المقرر إجلاء المدنيين من كلا الجانبين، يوم الاثنين.
أشار مبعوث أميركي إلى أن «إسرائيل تريد رؤية سوريا منقسمة». صرّح برّاك لوكالة «أسوشييتد برس» أن «القتل والانتقام والمجازر من كلا الجانبين لا تُطاق»، لكن «الحكومة السورية الحالية، في رأيي، تصرفت بأفضل ما بوسعها كحكومة ناشئة ذات موارد محدودة للغاية لمعالجة القضايا المتعددة التي تنشأ، في محاولة لمّ شمل مجتمع متنوع».
وفي مؤتمر صحافي لاحق، قال إن السلطات السورية «بحاجة إلى محاسبة» على الانتهاكات. فيما يتعلق بالضربات الإسرائيلية على سوريا، قال برّاك: «لم يُطلب من الولايات المتحدة، ولم تشارك في هذا القرار، ولم تكن مسؤولية الولايات المتحدة في مسائل تعتقد إسرائيل أنها دفاع عن نفسها». ومع ذلك، قال إن تدخل إسرائيل «يخلق فصلاً آخر مُربكاً للغاية»، و«جاء في وقت سيئ للغاية».
علم درزي مرفوع على جدار أسمنتي إسرائيلي جديد بُني بجوار البوابة عند خط وقف إطلاق النار بالقرب من قرية مجدل شمس في مرتفعات الجولان المحتلة (إ.ب.أ)
قبل أعمال العنف في السويداء، كانت إسرائيل وسوريا تجريان محادثات حول المسائل الأمنية، بينما كانت إدارة ترمب تدفعهما نحو التطبيع الكامل لعلاقات دبلوماسية.
وعندما اندلع القتال الأخير، قال برّاك: «كانت وجهة نظر إسرائيل أن جنوب دمشق منطقة مشكوك فيها، ومن ثم فإن أي شيء يحدث عسكرياً في تلك المنطقة يحتاج إلى اتفاق ومناقشته معهم. الحكومة الجديدة (في سوريا) لم تكن على هذا الاعتقاد تماماً».
وقال إن وقف إطلاق النار الذي أُعلن عنه، يوم السبت، بين سوريا وإسرائيل، هو اتفاق محدود يتناول فقط الصراع في السويداء. ولا يتناول قضايا أوسع نطاقاً، بما في ذلك زعم إسرائيل بأن المنطقة الواقعة جنوب دمشق يجب أن تكون منطقة منزوعة السلاح.
رحَّب البيان المشترك باتفاق إنهاء الأزمة بمحافظة السويداء السورية (رويترز)
وفي المناقشات التي سبقت وقف إطلاق النار، قال برّاك إن «الجانبين بذلا قصارى جهدهما» للتوصل إلى اتفاق بشأن مسائل محددة تتعلق بحركة القوات والآليات السورية من دمشق إلى السويداء. وأضاف: «قبول تدخل إسرائيل في دولة ذات سيادة مسألة مختلفة». مشيراً إلى أن إسرائيل تُفضل رؤية سوريا مُجزأة ومُقسّمة لا دولة مركزية قوية تسيطر على البلاد. وقال: «الدول القومية القوية تُشكّل تهديداً - خصوصاً الدول العربية التي تُعد تهديداً لإسرائيل». لكنه أضاف أنه في سوريا، «أعتقد أن جميع الأقليات ذكية بما يكفي لتقول: (نحن أفضل حالاً معاً، مركزياً)».
وفي وقت لاحق من يوم الاثنين، نشر وزير الدفاع الإسرائيلي إسرائيل كاتس على موقع «إكس» أن الضربات الإسرائيلية «كانت السبيل الوحيد لوقف مذبحة الدروز في سوريا، الذين هم إخوة لإخواننا الدروز في إسرائيل». وأضاف كاتس: «كل من ينتقد الهجمات لا يُدرك الحقائق». ولم يتضح ما إذا كان يرد على تعليقات برّاك.
مصاب على كرسي متحرك في أثناء مساعدته على الخروج من مستشفى السويداء الوطني الأحد (أ.ف.ب)
وتتفاوض دمشق مع القوات الكردية التي تسيطر على جزء كبير من شمال شرقي سوريا، لتنفيذ اتفاق من شأنه دمج قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة بقيادة الأكراد، مع الجيش الوطني الجديد.
وقال برّاك، الذي تحدث إلى قائد قوات سوريا الديمقراطية، مظلوم عبدي، خلال عطلة نهاية الأسبوع، إنه لا يعتقد أن العنف في السويداء سيعرقل هذه المحادثات، وأنه قد يكون هناك تقدم «في الأسابيع المقبلة».
وعرضت تركيا المجاورة، التي تريد الحد من نفوذ الجماعات الكردية على طول حدودها، والتي تربطها علاقات متوترة مع إسرائيل، تقديم مساعدة دفاعية لسوريا.
وقال برّاك إن الولايات المتحدة «ليس لديها موقف» بشأن احتمال إبرام اتفاقية دفاع بين سوريا وتركيا. وأضاف: وقال: «ليس من شأن الولايات المتحدة أو مصلحتها أن تملي على أي من الدول المحيطة ما يجب فعله».
وواصلت إسرائيل شن غارات جوية شبه يومية على لبنان، تقول إنها تهدف إلى منع «حزب الله» من إعادة بناء قدراته. وأكد «حزب الله» أنه لن يناقش نزع سلاحه حتى توقف إسرائيل ضرباتها، وتسحب قواتها من كامل جنوب لبنان.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

العربية
منذ 37 دقائق
- العربية
لأول مرة منذ الإطاحة بالأسد.. وزير خارجية سوريا يزور موسكو الخميس
أعلنت روسيا، الأربعاء، أن وزير الخارجية السوري سيتوجه الخميس إلى موسكو، في أول زيارة رسمية لمسؤول في الحكومة الجديدة بدمشق إلى روسيا منذ الإطاحة ببشار الأسد العام الماضي. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، لوكالة الأنباء الروسية الرسمية "تاس"، إن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف سيستقبل نظيره السوري أسعد الشيباني، لإجراء محادثات في موسكو الخميس. وجاء في بيان زاخاروفا أن الجانبين سيناقشان العلاقات الثنائية، إضافةً إلى "قضايا دولية وإقليمية". ولم يصدر أي بيان من الجانب السوري بشأن الزيارة. يذكر أن روسيا كانت أحد أبرز الداعمين لبشار الأسد خلال سنوات الحرب في روسيا، وقد ساهم دعمها العسكري له ببقائه في السلطة لسنوات، إلى أن أطاحت به فصائل معارضة في ديسمبر (كانون الأول) 2024 فهرب مع عائلته إلى موسكو حيث يقطن حالياً.


العربية
منذ ساعة واحدة
- العربية
"لبنانية" أميركا و "شيعية" السلاح
مرحلة الامتحانات الخطية المتبادلة بين أميركا ولبنان انتهت إلى لا شيء، لكنها كشفت أشياء كثيرة. ما انتهت إليه هو نوع من مسرح العبث حول سلاح "حزب اللّه": الطرف القويّ المصرّ على الإسراع في سحب السلاح يترك المهمّة للطرف الضعيف المتخوّف من المواجهة ومضاعفاتها الأمنية والسياسية والعاجز عن إقناع صاحب السلاح بالتخلّي عنه بالحوار. وأقلّ ما كشفته هو ثلاثة أمور في ظلّ الرهانات على دور جديد للبنان ضمن مسار التحوّلات المتسارعة في المنطقة. الأول هو أوهام اللبنانيين حول ضمانات أميركية في إطار الضغوط لسحب الاحتلال الإسرائيلي من التلال الخمس ومزارع شبعا، وإجبار حكومة نتنياهو على وقف الاعتداءات والخروق للاتفاق على تطبيق القرار 1701. إذ سمعوا الموفد الأميركي توم برّاك يقول بصراحة: "أميركا لا تستطيع إرغام إسرائيل على القيام بأيّ شيء وليست هنا لإرغامها على ما لا تريد". والثاني هو تصوّر إدارة الرئيس دونالد ترامب أنّ الحكم الجديد في لبنان قادر مثل الإدارة الجديدة في سوريا على إخراج النفوذ الإيراني من البلد والتفاوض على ما يتجاوز اتفاق الهدنة مع إسرائيل. والثالث هو الطريقة المواربة التي أدار بها المسؤولون لعبة التفاوض مع أميركا من خلال رؤساء الجمهورية والبرلمان والحكومة ولجنة المستشارين من دون أيّ دور لمجلس الوزراء الذي هو مركز السلطة والقرار ومن دون إطلاع المجلس النيابيّ على أيّ شيء. ومختصر ذلك هو القول لكلّ من يسأل في الداخل والخارج عن حصرية السلاح: راجعوا خطاب القسم والبيان الوزاري. وليس من المفاجآت أن يرفع "حزب اللّه" سقف الرفض القاطع للتخلّي عن سلاحه. ولا أن يرى في مخاطر داعش والقاعدة السلفية الجهادية في سوريا بالإضافة إلى الخطر الإسرائيلي أسبابًا تقوّي حجة الرافضين لتسليم السلاح. المفاجأة هي في الاعتراف بإعطاء "هوية شيعية" للسلاح والقول إنّ من مهام السلاح حماية الشيعة من "تهديد وجوديّ". لكنّ ربط الشيعة بسلاح "حزب اللّه" هو في الحدّ الأدنى نوع من تصغير دور الشيعة وموقعهم في التركيبة اللبنانية. لا بل نوع من تجاهل الدور المهمّ للإمام موسى الصدر في تنظيم الموقع الشيعي إلى جانب المواقع اللبنانية الأخرى. فلا مخاوف الشيعة الجديدة بعد القديمة مختلفة عن مخاوف اللبنانيين في كلّ الطوائف ولدى العلمانيين العابرين للطوائف. ولا تهديد الوجود الشيعي في لبنان سوى جزء من تهديد الوجود اللبناني كلّه. ذلك أنّ الأكثريّة في الداخل وأكثرية الدول والقوى في الخارج تطالب بسحب السلاح بسبب خطورته خارج السلطة الشرعية، لا بالانتقاص من دور الشيعة في المجتمع والدولة. حتّى من هم على خصومة أو عداء مع "حزب اللّه" والذين يضعونه في خانة "المنظمة الإرهابية"، فإنهم ليسوا خصومًا للشيعة. أهل الداخل هم شركاء للشيعة في الوطن النهائيّ لجميع أبنائه. وأهل الخارج يريدون أفضل العلاقات مع الشيعة. فضلًا عن أنّ مواجهة أيّ خطر يهدّد لبنان، سواء أكان خطرًا إسرائيليًا واقعًا أم خطرًا أصوليًا سلفيًا مفترضًا وحتى مرجّحًا، هي مهمة الدولة بجيشها وقواها الأمنية، لا مهمة أيّ طرف. فاليوم ليس الماضي. "حزب اللّه" أدّى دورًا مهمًا في تحرير الجنوب من إسرائيل في ظروف غياب الدولة وسطوة الوصاية السورية والوصاية الإيرانية، لكنّ الوقت حان لتسليم قرار الحرب والسلم للدولة. وقبل "المقاومة الإسلامية" كانت المقاومة الوطنيّة التي ضمّت أحزابًا وطنية عابرة للطوائف جرى دفعها إلى إخلاء الساحة من أجل انفراد "حزب اللّه" بالمقاومة. والمسألة في البداية والنهاية هي لبنان ومستقبله ومصيره. لبنان الذي دقّت الساعة لفكّ ارتباطه بحرب دائمة ليس تحرير فلسطين سوى فصل واحد من فصولها المتعدّدة لإكمال المشروع الإيراني الكبير الذي يواجه الانحسار حاليًا. لبنان الذي يحدّد العرب والغرب خياره بين أمرين: السلاح وإكمال الحرب التي دفع ثمنها باهظًا، أو إعادة الإعمار والاستثمارات والمساعدات والنهوض الاقتصادي. وليس هناك خيار آخر. وإذا كان بسمارك يقول "إنّ الحرب الوقائية مثل الانتحار خوفًا من الموت"، فإنّ الحرب الدائمة في لبنان مثل الانتحار تحت عنوان "الشهادة أو النصر" في معارك محكومة بالخسارة. ولعلّنا في حاجة إلى نصيحة الزعيم دينغ شياو بينغ: "عبور النهر مع تلمّس الصخور".

العربية
منذ 3 ساعات
- العربية
نعيم قاسم: سلاح حزب الله شأن لبناني داخلي ولن نقبل بتسليمه لإسرائيل
قال الأمين العام لـ"حزب الله" اللبناني، نعيم قاسم، إن مسألة السلاح شأن لبناني داخلي، "ولن نقبل بتسليم السلاح لإسرائيل". وأضاف نعيم قاسم، خلال الذكرى السنوية لمقتل القائد العسكري للحزب فؤاد شكر، أن إسرائيل "تنتظر نزع السلاح للتوسع من النقاط الخمس حتى تحتل القرى الباقية وللتوسع تدريجيًا". وقال: "لبنان أمام خطر وجودي وكل طوائفه مهددة، من خطر داعش والعدو الإسرائيلي.. المسألة ليست نزع سلاح، بل هي خطر كبير"، واعتبر أن "استمرار التجريف والنسف على الحدود ومنع أهالي القرى من عناوين التوسع لا الحفاظ على الأمن". وتحدث الأمين العام لـ"حزب الله" عن الاتفاق الذي أفضى إلى وقف إطلاق النار في جنوب لبنان، قائلا إن إسرائيل لم تنفذه، وأشار إلى أن "الاتفاق حصرًا في جنوب الليطاني، والسلاح مسألة لبنانية". وتشدّد إسرائيل على أنها ستواصل العمل "لإزالة أي تهديد" ضدها، ولن تسمح للحزب بإعادة ترميم قدراته بعد الحرب التي تلقى خلالها خسائر كبيرة على صعيد البنية العسكرية والقيادية.