logo
"ساهم بإعادة ترامب".. كتاب يكشف تستر الديمقراطيين على تدهور صحة بايدن

"ساهم بإعادة ترامب".. كتاب يكشف تستر الديمقراطيين على تدهور صحة بايدن

الجزيرةمنذ 2 أيام

واشنطن- صدر قبل أيام كتاب "الخطيئة الأصلية: تدهور الرئيس بايدن والتستر عليه واختياره الكارثي للترشح مرة أخرى"، الذي يُفصل في كيفية تستر قيادات الحزب الديمقراطي ، بالتواطؤ مع عائلة الرئيس الأميركي السابق جو بايدن ، على تدهور حالته العقلية والصحية خلال العامين الأخيرين من فترة حكمه.
وفي 319 صفحة و18 فصلا، عرض الصحفيان الأميركيان المخضرمان جيك تابر (المذيع بشبكة سي إن إن) وأليكس طومسون (كبير مراسلي موقع أكسيوس بالعاصمة واشنطن) عن تفاصيل لم يكشف عنها من قبل بشأن هذا التستر، وكيف أسهم ذلك في إعادة الرئيس دونالد ترامب للبيت الأبيض.
ويستند الكتاب -الذي صدر عن دار نشر بينغوين- إلى أكثر من 200 مقابلة، معظمها مع ديمقراطيين قريبين من بايدن، وأُجريت جميعها تقريبا بعد انتهاء انتخابات 2024.
بداية التدهور
يستدعي الكتاب لحظات لم يتعرف فيها بايدن على أشخاص قريبين منه، مثل مساعده مايك دونيلون، أو الممثل الشهير جورج كلوني. ويجادل بأن هناك نسختين من الرئيس السابق، واحدة "تعمل" والأخرى "غير عاملة". وعملت الدائرة المقربة منه على حماية النسخة "غير الفعالة" من الظهور أمام الأميركيين، بمن فيهم عديد من مسؤولي البيت الأبيض.
ويُرجع الكتاب بداية تدهور حالة بايدن، وفقده تسلسل أفكاره في محادثات مهمة، ونسيانه تواريخ مهمة، بما في ذلك وفاة ابنه الأكبر بو، إلى بدايات 2023 (أي العام الثالث في فترة حكمه)، ورغم تأكد الجميع من ذلك، فإن بايدن اتخذ أحد أكثر القرارات مصيرية في تاريخه السياسي بإعلانه خوض انتخابات 2024، وسط جهود يائسة لإخفاء مدى هذا التدهور الذي عانى منه.
وظهرت الطامة الكبرى لبايدن والديمقراطيين في مناظرته الرئاسية مع ترامب في 27 يونيو/حزيران 2024، التي كشفت للأميركيين وللعالم عن حجم الخداع وعمق التستر المحيط بترشح بايدن وعدم قدرته على أداء مهامه الخطيرة، وعلى رأسها كونه القائد الأعلى للقوت المسلحة الأميركية.
يأخذنا الكاتبان تابر وطومسون إلى النقاشات الخاصة المغلقة في دوائر الحزب الديمقراطي، ودهاليز منظومة الحكم الأميركية، ويكشفان عن حجم المشكلة وعدد الأشخاص الذين يعرفون عنها سواء من موظفي البيت الأبيض من أعلى المستويات إلى أدناها، أو من قادة الكونغرس إلى الوزراء، ومن حكام الولايات إلى المانحين ونجوم هوليود.
واعتبرا أن الحقيقة تُظهر أن قرار بايدن بإعادة الترشح -وإن بدا نرجسيا ومتهورا على نحو صادم- لم يكن له أي سوابق مماثلة تاريخية بما يستدعي كثيرا من المساءلة، والاستقصاء الذي قد يستمر لعقود.
ويشيران إلى مفارقة لاذعة ارتكبها قادة الديمقراطيين، فباسم هزيمة ما سموه تهديدا وجوديا للديمقراطية المتمثل في ترامب، أنكروا وجود مشكلات صحية وذهنية بدت واضحة للشعب الأميركي خلال السنوات الأخيرة، مما أدى للحكم على الديمقراطيين بالهزيمة.
ومثّل قرار بايدن بإعادة الترشح ما وصفها الكاتبان بـ"الخطيئة الأصلية" له، واعتبرا أن دعم هؤلاء القادة لذلك تمهيد غير محسوب لدفع ثمن باهظ يهدد بالفعل ديمقراطية أميركا، ألا وهو عودة ترامب التاريخية للسلطة.
ويقول الكاتبان إن "ما رآه العالم في مناظرة بايدن الوحيدة (مع ترامب) لم يكن حالة شاذة، لم يكن شخصا غير مستعد أو مفرِطا في الاستعداد أو متعبا بعض الشيء. لقد كانت نتيجة طبيعية لرجل يبلغ من العمر 81 عاما تتضاءل قدراته لسنوات. إذ جعل بايدن وعائلته وفريقه مصلحتهم الذاتية وخوفهم من فترة ولاية أخرى لترامب تبرر محاولة وضع رجل مسن -مضطرب في بعض الأحيان- في المكتب البيضاوي لمدة 4 سنوات أخرى".
وذكرا أن بايدن كان محميا من مجموعة معزولة ومغلقة تحيط به طوال الوقت، وعلى رأسها زوجته جيل وابنه هانتر، ومساعدون قدامى أطلقا عليهم وصف "المكتب السياسي"، في إشارة إلى لجنة قيادة الأحزاب الشيوعية في الاتحاد السوفياتي.
وأضافا أن السيناتورة الديمقراطية السابقة من ولاية ميشيغان، ديبي ستابينو، سألت السيدة جيل بايدن سؤالا غير مباشر عقب المناظرة بأيام، قائلة: "لا نعرف إذا ما كان هذا شيئا يحدث لمرة واحدة، أو أن هناك شيئا آخر يحدث مع الرئيس. لكني أعرف أنك تعرفين"، ولم تجب السيدة الأولى عن السؤال، وعبّرت عن غضبها من مغزاه.
وتضمّن الكتاب إشارة للحظات اعتبرت فيها عائلة بايدن أنه يتمتع بما يلزم للقيام بمهامه والتقدم لإعادة الانتخاب. فبعد أدائه الجيد في "خطاب حالة الاتحاد" في مارس/آذار 2024، انزعج بعض مساعدي البيت الأبيض بشدة عندما خاطب بايدن فصلا من طلاب إحدى المدارس الثانوية لاحقا بكلمة عفوية غير مكتوبة، وصرخ أحد المساعدين قائلا: "ما الذي رأيناه للتو؟ لن ينجح ولا يستطيع فعل ذلك! هذا جنون".
وبعد أيام من صدور الكتاب، تضاعف الاهتمام به وبتركيزه على عُمر بايدن وصحته، وذلك بعدما قال مكتب بايدن -في بيان- إن الرئيس السابق تم تشخيصه بحالة متقدمة من سرطان البروستاتا الذي امتد ووصل إلى عظامه، وإنه وعائلته "يراجعون خيارات العلاج مع أطبائه".
أثار التشخيص سيلا من الدعم والأمنيات الطيبة لبايدن، بما في ذلك تغريدة ترامب على منصته "تروث سوشيال"، قائلا "أنا وميلانيا حزينان لسماع التشخيص الطبي الأخير لبايدن. نتقدم بأحر وأطيب أمنياتنا لجيل زوجته والعائلة، ونتمنى له الشفاء العاجل والناجع".
لقاء عاصف
كذلك نشر موقع أكسيوس تسجيلا صوتيا من مقابلة بايدن مع المستشار الخاص روبرت هور بشأن تعامله مع الوثائق السرية، وهي التحقيقات التي اختار رئيس فريق التحقيق فيها عدم توجيه الاتهام إلى بايدن لإساءة التعامل مع المعلومات السرية جزئيا بسبب الطريقة التي ستنظر بها هيئة المحلفين إلى عمره، مما تسبب في غضب الديمقراطيين حينذاك، خاصة بعدما قال إن بايدن كان "رجلا مسنا وحسن النية وذا ذاكرة سيئة".
في الفترة التي سبقت قرار بايدن في يوليو/تموز 2024 بالانسحاب من السباق الرئاسي، أشار الكتاب إلى لقاء عاصف جمع بايدن وتشاك شومر زعيم الديمقراطيين ب مجلس الشيوخ وزميل بايدن السابق لأكثر من 30 عاما، الذي سافر إلى ولاية ديلاوير لإجراء المحادثة الصعبة.
وكتب المؤلفان أن شومر أخبر بايدن أنه سيحصل على 5 أصوات فقط إذا كان هناك اقتراع سري للديمقراطيين في مجلس الشيوخ، وحذره من أنه "سيسجل في التاريخ الأميركي بوصفه واحدا من أسوأ الشخصيات". وردّ بايدن "هل تعتقد أن كامالا يمكن أن تفوز؟"، وأجاب شومر: "لا أدري. أنا فقط أعلم أنه لا يمكنك أن تفوز".
ودافع بايدن وزوجته عن أدائه رئيسا -في مقابلة مشتركة مع برنامج على شبكة "إيه بي سي" جرت قبل أيام- ورفضا ما اعتبراها ادعاءات بمعاناته من تدهور معرفي وذهني خلال عامه الأخير في منصبه. وقالت جيل إن "الأشخاص الذين كتبوا هذا الكتاب لم يكونوا في البيت الأبيض معنا، ولم يروا مدى صعوبة عمل جو كل يوم".
كما انتقد مكتب بايدن ما جاء في الكتاب، وصرح أحد مساعديه بأنه "ما زلنا ننتظر أي شيء يوضح أين كان على بايدن اتخاذ قرار رئاسي، أو أين تعرض الأمن القومي للتهديد، أو حيث كان غير قادر على القيام بعمله. بل تشير الأدلة إلى عكس ذلك؛ لقد كان رئيسا فعالا للغاية".
في النهاية، ذكّر الكاتبان القراء بما تعهد به بايدن عندما أطلق محاولته الناجحة لانتخابات عام 2020 بهدف معلن يتمثل في إنقاذ الأمة من ولاية رئاسية ثانية لترامب، ويصبح رئيسا لفترة واحدة انتقالية ليكون جسرا يمهد لجيل جديد من القادة الديمقراطيين. ولم يفِ بايدن بتعهده، بل عمل جسرا بين رئاستي ترامب الأولى والثانية.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

رئيسة وزراء الدانمارك: لن نرضخ لضغوط ترامب بشأن غرينلاند
رئيسة وزراء الدانمارك: لن نرضخ لضغوط ترامب بشأن غرينلاند

الجزيرة

timeمنذ ساعة واحدة

  • الجزيرة

رئيسة وزراء الدانمارك: لن نرضخ لضغوط ترامب بشأن غرينلاند

قالت رئيسة الوزراء الدانماركية مته فريدريكسن اليوم الخميس إن الدانمارك لن ترضخ لضغوط "غير مقبولة" من الولايات المتحدة للسيطرة على غرينلاند التي تتمتع بحكم شبه مستقل، محذرة من أن حق سكان غرينلاند في تقرير المصير في خطر. وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب من قبل مرارا إنه يريد أن تسيطر الولايات المتحدة على الجزيرة الواقعة في القطب الشمالي الغنية بالمعادن وذات الموقع الإستراتيجي لأسباب تتعلق بالأمن القومي والدولي، ولم يستبعد استخدام القوة لفعل ذلك. وجزيرة غرينلاند إقليم ذاتي الحكم تابع للدانمارك، وهي أكبر جزيرة في العالم، ولكنها الأقل سكانا، ويغطيها ثاني أكبر غطاء جليدي في العالم بعد القارة القطبية الجنوبية ، وتقع بين المحيط المتجمد الشمالي و المحيط الأطلسي الشمالي. وأكدت فريدريكسن في خطاب بمناسبة اليوم الوطني أن "النظام العالمي الذي بنيناه عبر الأجيال يتعرض الآن لتحديات لم يسبق لها مثيل". وذكرت أنه "في الأشهر القليلة الماضية تعرضت غرينلاند والدانمارك لضغوط غير مقبولة من أقرب حلفائنا"، في إشارة إلى الولايات المتحدة، لافتة إلى أن المبادئ الأساسية في العلاقة عبر الأطلسي مثل السيادة الوطنية واحترام الحدود وحق الشعب في تقرير المصير في خطر الآن. وأضافت "لكننا لا ننحني، نحن -الدانماركيين- لسنا من هذا النوع". وخلال زيارة للجزيرة في مارس/آذار الماضي اتهم جيه دي فانس نائب الرئيس الأميركي الدانمارك بالتقصير في الحفاظ على سلامة غرينلاند، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة ستحميها بطريقة أفضل. ليست للبيع وبعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب نيته السيطرة على جزيرة غرينلاند بحجة ضمان "الأمن الاقتصادي" سارعت الجزيرة القطبية الشمالية إلى التأكيد أنها ليست للبيع، في ظل تزايد الاهتمام بمواردها المعدنية النادرة وغير المستغلة في معظمها. وفي مقابلة للجزيرة نت في مارس/آذار الماضي مع وزيرة الاقتصاد والموارد الطبيعية نايا ناثانيلسن من مقر الوزارة في العاصمة نوك، أكدت على انفتاح السوق الغرينلاندي على الشراكات الأجنبية في مجال التعدين. وتعليقا على تهديدات ترامب المتكررة بشراء المستعمرة الدانماركية السابقة، لا تعتقد الوزيرة أن هناك تهديدا وشيكا للاحتلال العسكري لغرينلاند، معتبرة أن خطاب ترامب بشأن الحروب التجارية والنهج الذي يسلكه في التعامل مع ملف الحرب في أوكرانيا وقناة بنما وقطاع غزة مترابطان بطريقة أيديولوجية ويُلحقان الضرر بالازدهار في كل أنحاء العالم. وأضافت "كنت أحاول فهم ما يدور بشأن هذا الأمر خلال الشهرين الماضيين وما إذا كان ذلك يتعلق بالأمن القومي، ولكن بما أن زيادة الاستثمارات في قطاع المعادن والوجود العسكري ممكنة في غرينلاند فأعتقد أن السبب الرئيسي يبقى على الأرجح هو الأيديولوجية التي تريد الولايات المتحدة فرضها على العالم".

اتصال هاتفي بين ترامب والرئيس الصيني في ظل توتر العلاقات
اتصال هاتفي بين ترامب والرئيس الصيني في ظل توتر العلاقات

الجزيرة

timeمنذ ساعة واحدة

  • الجزيرة

اتصال هاتفي بين ترامب والرئيس الصيني في ظل توتر العلاقات

ذكرت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) أن الرئيس الصيني شي جين بينغ أجرى، اليوم الخميس، محادثات هاتفية مع نظيره الأميركي دونالد ترامب ، وذلك في ظل توتر العلاقة بين البلدين بسبب النزاعات التجارية. وأضافت الوكالة أن الاتصال الهاتفي كان بناء على طلب من الرئيس الأميركي، وذلك دون الخوض في تفاصيل ما تناولته المحادثات. في السياق ذاته، قالت السفارة الصينية في واشنطن إن الرئيس الصيني أجرى اتصالا هاتفيا مع الرئيس ترامب بناء على طلب الأخير. وتأتي المحادثات وسط اتهامات في الأسابيع القليلة الماضية بين واشنطن وبكين بشأن المعادن الحيوية، وهو نزاع يهدد بعرقلة هدنة هشة في الحرب التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم. وفرض ترامب عقب عودته إلى البيت الأبيض رسوما جمركية جديدة ومرتفعة على الكثير من واردات بلاده، والعديد من دول العالم، خصوصا الصين. وتوصل البلدان في 12 مايو/أيار إلى اتفاق مدته 90 يوما لإلغاء بعض الرسوم الجمركية المضادة بينهما، والتي جرى تطبيقها منذ تنصيب ترامب في يناير/كانون الثاني. واتهم الرئيس الأميركي الصين بانتهاك بنود الاتفاق الذي تم إثر مباحثات في سويسرا، حيث اتفق الجانبان على تعليق مؤقت لزيادة التعريفات المتبادلة التي بلغت 125% على المنتجات الأميركية و145% على الصينية. وكان الرئيس الأميركي قال، أمس الأربعاء، إن الرئيس الصيني شي جين بينغ عنيد و"من الصعب للغاية إبرام اتفاق معه". وكتب ترامب في منشور على منصته تروث سوشيال"أحب الرئيس الصيني شي، لطالما أحببته وسأظل، لكنه عنيد للغاية ومن الصعب للغاية إبرام صفقة معه".

ترامب يعتبر الرئيس الصيني صعبا في إبرام الصفقات
ترامب يعتبر الرئيس الصيني صعبا في إبرام الصفقات

الجزيرة

timeمنذ 3 ساعات

  • الجزيرة

ترامب يعتبر الرئيس الصيني صعبا في إبرام الصفقات

في تصعيد جديد للتوترات بين الولايات المتحدة والصين، وصف الرئيس الأميركي دونالد ترامب نظيره الصيني شي جين بينغ بأنه "صعب جدًا، وصعب للغاية في التفاوض معه"، في منشور نشره على منصة "تروث سوشيال". وكتب ترامب "أنا معجب بالرئيس شي، لطالما كنت كذلك، وسأظل كذلك، لكنه شخص صعب جدًا وصعب للغاية في إبرام صفقة معه!". هذا التصريح المفاجئ أثار تساؤلات جديدة حول مدى قدرة الهدنة التجارية الهشة بين واشنطن وبكين على الصمود، في وقت يزداد فيه التوتر بين أكبر اقتصادين في العالم. ولم يصدر تعليق رسمي فوري من البيت الأبيض على منشور ترامب، بحسب وكالة بلومبيرغ. توتر متزايد بعد هدنة وتشير بلومبيرغ إلى أن هذا التوتر يأتي بعد أسابيع فقط من الإعلان عن هدنة تجارية في مايو/أيار الماضي، تضمنت تخفيضات جمركية واتفاقات مبدئية بين الجانبين في اجتماع جنيف. إلا أن إدارة ترامب اتخذت منذ ذلك الحين خطوات مثيرة للجدل، أبرزها: منع تصدير قطع غيار حساسة لمحركات الطائرات إلى الصين. تقييد وصول بكين إلى برامج تصميم الرقائق الإلكترونية. فرض قيود إضافية على شركة هواوي الصينية. الإعلان عن خطة لإلغاء تأشيرات طلاب صينيين الأسبوع الماضي. وفي المقابل، ردّت بكين بغضب دبلوماسي على تصريحات أدلى بها وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث في مؤتمر عسكري، وحذّر خلالها من أن الصين "تشكل تهديدا وشيكا لتايوان"، وهي الجزيرة التي تعتبرها الصين جزءًا من أراضيها. رد الصين.. الموقف ثابت عند سؤال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية لين جيان عن منشور ترامب، قال خلال مؤتمر صحفي دوري: "مبدأ الصين وموقفها من تطوير العلاقات الصينية-الأميركية ثابت ومتّسق". لكن بلومبيرغ أشارت إلى أن بكين لم تؤكد بعد أي خطط لإجراء مكالمة مباشرة بين الزعيمين، رغم أن البيت الأبيض أصر أكثر من مرة أن اتصالًا بين ترامب وشي "مرجّح" هذا الأسبوع. وبحسب ما نقلته بلومبيرغ عن كوري كومبس، رئيس أبحاث سلاسل الإمداد للمعادن الإستراتيجية في مؤسسة "تريفيم تشاينا"، فإن الخلاف الحالي يتمحور حول المعادن الأرضية النادرة ، وهي عناصر أساسية في الصناعات الدفاعية والتقنية. وقال كومبس "من الواضح أن الجانب الأميركي اعتقد أن بكين ستُزيل بالكامل شرط الحصول على الموافقة لتصدير تلك المعادن. لكن يبدو أن هذا لم يكن ما فهمته بكين من اتفاق جنيف". وكان خفض الرسوم الأميركية الشهر الماضي مشروطًا بوقف القيود الصينية على تصدير المغناطيسات المصنوعة من هذه المعادن، إلا أن استمرار التحكم الصيني فيها دفع واشنطن إلى اتهام بكين بخرق الاتفاق. ردود الفعل في الأسواق المالية ورغم حساسية التصريحات، فقد كانت ردود الأسواق العالمية "فاترة"، وفق وصف بلومبيرغ. فقد قلّص مؤشر الأسهم الصينية المتداولة في بورصة هونغ كونغ مكاسبه إلى 0.5%، بينما انخفض مؤشر بلومبيرغ للدولار بنسبة طفيفة بلغت 0.1%. واستقرت عائدات سندات الخزانة الأميركية لأجَل 10 سنوات عند 4.45%، ما يعكس حالة ترقب أكثر من كونه قلقا حقيقيا في الأسواق. وتؤكد بلومبيرغ أن الصين أظهرت مقاومة لافتة لأشدّ نظام تعريفي فرضته أميركا خلال قرن، وذلك بفضل برامج التحفيز الحكومية والإنفاق العام الضخم خلال الربع الأول من العام. لكن في المقابل، فإن قطاع التصنيع تراجع مؤخرًا، وأسعار العقارات واصلت الانخفاض، ما أثر على ثقة المستهلكين الذين ترتبط ثرواتهم بسوق العقارات. المحادثة المباشرة وفي تصريحات سابقة أدلى بها الجمعة الماضية من المكتب البيضاوي، عبّر ترامب عن رغبته في إجراء مكالمة هاتفية قريبة مع الرئيس الصيني، رغم اتهامه بكين بخرق جزء من اتفاق جنيف، وقال "أنا متأكد أنني سأتحدث مع الرئيس شي، وآمل أن نحل هذا الأمر". وألمح ترامب أيضًا إلى أنه مستعد لزيارة الصين بنفسه إن تطلب الأمر، رغم عدم وجود أي موعد معلن لمثل هذا اللقاء حتى الآن. وبحسب بلومبيرغ، فإن تصريحات ترامب الأخيرة تكشف عن عمق الإحباط داخل إدارته من نهج شي جين بينغ، وتضع مستقبل الهدنة التجارية على المحك، خصوصًا في ظل غياب جدول زمني واضح للاتصالات المباشرة بين الزعيمين، وتصاعد المواجهة في ملفات التكنولوجيا، التأشيرات، والمعادن النادرة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store