logo
لمواجهة سياساته الجديدة .. 'ترمب' يُجبّر أوروبا على زيادة إنفاقها الدفاعي بعد 30 عامًا من الركود

لمواجهة سياساته الجديدة .. 'ترمب' يُجبّر أوروبا على زيادة إنفاقها الدفاعي بعد 30 عامًا من الركود

موقع كتابات٠٨-٠٣-٢٠٢٥

خاص: كتبت- نشوى الحفني:
منذ أكثر من (30 عامًا)؛ لم يشهد قطاع الدفاع الأوروبي انتعاشًا مثلما يحدَّث الآن، فبعد عقود من تقليص الميزانيات العسكرية لصالح التزامات أخرى، فرضت سياسات الرئيس الأميركي؛ 'دونالد ترمب'، الصارمة تجاه 'أوكرانيا' ودعوته للحلفاء لتحمل المزيد من أعباء أمنهم، قرارات حاسمة على القادة الأوروبيين.
وتعتزم الحكومات الآن ضخ مئات المليارات من اليورو لتعزيز قاعدتها الصناعية وسدّ الفجوات في ترساناتها العسكرية.
وكانت صحيفة (فايننشال تايمز) البريطانية؛ قد قالت إن شركات الدفاع الأوروبية استفادت من الزيادة في الإنفاق العسكري منذ الغزو الروسي الشامل لـ'أوكرانيا'؛ قبل (03) سنوات، حيث أدت العقود الحكومية الجديدة إلى تحقيق مستويات قياسية في حجم الطلبيات. إلا أن عودة 'ترمب' إلى 'البيت الأبيض'؛ قد تُسرّع من وتيرة إعادة التسلح في 'أوروبا'، مما يرفع آفاق الصناعة بشكلٍ غير مسبّوق.
وقد ارتفعت قيمة أسهم بعض الشركات الأوروبية إلى مستويات قياسية، حيث سجلت بعضها زيادات بأكثر من (40%) منذ بداية العام.
واشنطن تُصدّر أكثر من النصف..
وأشارت الصحيفة إلى أن احتمال إنهاء الدعم العسكري الأميركي؛ لـ'أوروبا'، يُثيّر تساؤلات حول الثغرات الاستراتيجية في القدرات الدفاعية للقارة، وكذلك حول الشركات التي قد تستّفيد من الحاجة المُلحة لسدّ هذه الثغرات.
وقد كشف الصراع في 'أوكرانيا' عن أوجه القصور في مجالات مثل الاستخبارات والمراقبة، ونُظم الحماية من الصواريخ والطائرات، والطائرات الثقيلة للنقل العسكري، وأنظمة التزود بالوقود جوًا.
كما وجهت 'واشنطن' ضربة؛ لـ'كييف'، هذا الأسبوع، من خلال وقف تبادل المعلومات الاستخباراتية مع 'أوكرانيا'.
ووفقًا لمعهد (ستوكهولم) الدولي لأبحاث السلام، شكلت 'الولايات المتحدة': (55%) من واردات المعدات الدفاعية الأوروبية بين عامي (2019 و2023)، مقارنة: بـ (35%) فقط في السنوات الخمس التي سبقتها.
يُعادل نهاية الحرب الباردة..
ويعتبر بعض الخبراء أن التحول في السياسة الأميركية تجاه 'أوروبا'؛ هو الأكبر منذ الحرب العالمية الثانية. فقد قال 'غونترام وولف'؛ الزميل في معهد (بروغيل)، بـ'بروكسل'، للصحيفة، إن: 'هذا التحول يُعادل نهاية الحرب الباردة، لكنه يحمل جانبًا سلبيًا، حيث كانت أوروبا الغربية تحت المظلة الاستراتيجية للولايات المتحدة طيلة الثمانين عامًا الماضية'.
استعداد قادة الصناعة الدفاعية..
من جهتهم؛ أكد قادة الصناعة الدفاعية الأوروبية استعدادهم لزيادة الاستثمار، لكنهم شدّدوا على ضرورة التزام الحكومات بتعهداتها عبر عقود طويلة الأجل.
وأوضح 'باتريس كاين'؛ الرئيس التنفيذي لشركة (تاليس) الفرنسية للإلكترونيات الدفاعية، أن 'أوروبا' تمتلك: 'التكنولوجيا اللازمة لإنتاج جميع المعدات الدفاعية التي تحتاجها'، لكن نجاح الأمر يعتمد على تحويل التصريحات إلى عقود فعلية.
وتواجه 'أوروبا' تحديات كبيرة في قُدراتها الإنتاجية للذخائر والمركبات المدرعة، مما قد يوفر فرصة للشركات الأميركية؛ مثل (جنرال دايناميكس)، للاستمرار في تزويد القارة بالمعدات. لكن المستَّفيدين الفوريين في 'أوروبا' سيكونون الشركات الوطنية الرائدة مثل (راينميتال) الألمانية؛ و(بي. إيه. إي. سيستمز) البريطانية، اللتين تلقتا طلبات كبيرة لمركبات القتال والذخائر.
كما من المتوقع أن تستّفيد شركة (KNDS)، التي تُمثل تحالفًا بين (نيكستر) الفرنسية و(كراوس-مافي فيغمان) الألمانية، من هذه الطلبيات.
تمويل الدفاع الجوي والصاروخي..
كما تُشير الصحيفة إلى أنه من المتوقع أن يتدفق المزيد من التمويل نحو أنظمة الدفاع الجوي والصاروخي. وقد استفادت 'أوكرانيا' حتى الآن من نظام (باتريوت) الأميركي، وهو الأكثر تطورًا في الدفاع الجوي.
إلا أن بعض المحللين يُشيرون إلى أن 'أوروبا' قد تعتمد بشكلٍ أكبر على أنظمة (SAMP-T)؛ التي تُصنّعها (يوروسام)، وهي مشروع مشترك بين (MBDA) و(تاليس)، وتستّخدمها القوات المسلحة الإيطالية والفرنسية.
ويُمثل الاستثمار في مجالات الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع أولوية أخرى مُلحة. فقد سلطت الحرب في 'أوكرانيا' الضوء على أهمية هذه المجالات، خاصةً مع اعتماد 'أوروبا' الكبير على 'الولايات المتحدة' في هذا المجال.
وتُعد (هنسولدت) الألمانية و(ساب) السويدية؛ من بين الشركات التي تمتلك تقنيات متقدمة في أنظمة المراقبة الجوية.
كما تعتمد 'أوروبا' بشكلٍ كبير على الدعم الأميركي في مجال الاتصالات عبر الأقمار الصناعية وإدارة البيانات في ساحة المعركة. وقد بدأت بعض الشركات الأوروبية، مثل (يوتلسات) الفرنسية، في التفاوض مع الحكومات الأوروبية لتوفير بدائل محلية للاتصالات عبر الأقمار الصناعية في 'أوكرانيا'.
وتُعد هذه الخطوة ضرورية؛ خاصة إذا قررت شركة (سبيس إكس)؛ التابعة لـ'إيلون ماسك'، سحب خدمات (ستار لينك)، من 'كييف'.
ومن المتوقع أن تستثمر الحكومات الأوروبية مبالغ ضخمة في مجالات 'الذكاء الاصطناعي' والأمن السيبراني والأنظمة المستقلة، والتي ستلعب أدوارًا رئيسة في حروب المستقبل.
يستّخدم 'لعبة فرق تسدَّ' !
وفي تقرير لصحيفة (بوليتيكو)؛ أشارت إلى أن 'ترمب' وجد في الانقسامات الأوروبية بشأن 'أوكرانيا'، ضالته: لـ'تهميش التكتل'، بعد فشل سلاح الحرب التجارية، في ولايته الأولى.
وقالت في تقريرٍ لها؛ حول خطة 'ترمب' للاتحاد الأوروبي، إنها تعتمد على استخدام: 'لعبة فرق تسدَّ' مع زعماء القارة العجوز.
وأشارت (بوليتيكو) إلى؛ أن هذه السياسة لم تكن ممكنة في ولاية 'ترمب' الأولى، عندما حاول شّن حرب تجارية، إلا أن القارة العجوز توحدت. ضده، لكن الآن تطرح الانقسامات حول 'أوكرانيا' أسئلة وجودية حول وحدة التكتل.
ووصف الرئيس الأميركي؛ 'دونالد ترمب'، 'الاتحاد الأوروبي'، بأنه تم تأسيسه: 'لخداع الولايات المتحدة'. وبالنسبة له فإن التكتل مثله مثل أعدائه الآخرين؛ مثل 'منظمة التجارة العالمية' و'منظمة الصحة العالمية'، والذين: 'يجب صفعهم لأنهم نهبوا بلاده'.
وفي الأسابيع القليلة المحمومة من ولايته الثانية؛ سّرع 'ترمب' من التعريفات الجمركية على 'أوروبا' بعد زيارة رئيس التجارة في الاتحاد لـ'واشنطن'، كما تعرض وزير خارجية التكتل لتجاهل من قبل وزير الخارجية الأميركي؛ 'ماركو روبيو'، في حين عاد أعضاء 'البرلمان الأوروبي' إلى ديارهم برسالة مفادها أن 'أميركا' ستتحدى قواعد التكنولوجيا الأوروبية.
توحيد جهود 'واشنطن' و'الكرملين'..
والآن؛ تتماشى جهود 'واشنطن' المناهضة لـ'الاتحاد الأوروبي'، مع عداء (الكرملين) القديم تجاه التكتل، مما سيؤدي إلى أزمة في مؤسسات 'بروكسل'، حيث يُكافح 'الاتحاد الأوروبي' إثبات أهميته مع تقدم زعماء مثل؛ الرئيس الفرنسي 'إيمانويل ماكرون'، ورئيس الوزراء البريطاني؛ 'كير ستارمر'، إلى الواجهة لتولي مسؤولية استجابة القارة العجوز لـ'ترمب'.
ويواجه 'المجلس الأوروبي'؛ حيث من المفترض أن يتخذ زعماء دول الاتحاد الـ (27) قرارات السياسة الخارجية الكبرى بالإجماع، انقسامًا حادا كما أنه غير قادر على الاستجابة لحجم العاصفة التي يُثيرها 'ترمب' بشأن 'أوكرانيا'.
ينقل الثقل الأوروبي إلى العواصم الوطنية..
ويُقلل دبلوماسيو 'الاتحاد الأوروبي' من التوقعات حول تحقيق اختراقات كبرى في القمة الطارئة في 'بروكسل'؛ بسبب معارضة 'المجر' لمزيد من المساعدات لـ'أوكرانيا'. وبدلًا من ذلك، يضطر 'ستارمر' و'ماكرون' إلى العمل مع التكتل في صيغ دبلوماسية مخصَّصة، ودعوة دول مثل 'تركيا وكندا'، وعدم دعوة زعماء 'الاتحاد الأوروبي' المؤيدين لـ'روسيا' بشكلٍ واضح.
وقال 'مجتبى رحمن'؛ المدير الإداري لـ'أوروبا' في مجموعة (أوراسيا)، وهي مؤسسة بحثية، إن الأزمة: 'تنقل مركز ثقل أوروبا إلى العواصم الوطنية'، مشيرًا إلى أن: 'دور المؤسسات في هذا السيّاق مهم، لكنه ليس بالغ الأهمية'.
وأضاف: 'هذا هو التوازن الجديد والواقع الجديد الذي يتعين على كبار المسؤولين في الاتحاد الأوروبي التكيف معه'.
ويعمل 'ترمب' على ضرب التكتل؛ ليس فقط من خلال التقرب من 'روسيا' وقلب التحالف الغربي، لكن أيضًا من خلال التدخل المباشر في السياسة الوطنية ودعم صعود أحزاب أقصى اليمين.
ويزعم المراقبون الأكثر تشاؤمًا في 'أوروبا'، أن إدارة 'ترمب' عازمة على تعزيز القوى القومية الشعبوية في 'أوروبا' للمساعدة في تدمير 'الاتحاد الأوروبي'، وجعل جميع دوله أكثر اعتمادًا على 'الولايات المتحدة' أو ربما 'روسيا'.
إنشاء اتحاد جديد..
وقال 'تانغوي سترويه دي سويلاند'؛ أستاذ العلاقات الدولية في جامعة (لوفين): 'إن ما فعله؛ جي. دي. فانس، نائب الرئيس الأميركي، في مؤتمر ميونيخ للأمن.. يُظهر رغبة في تدمير الاتحاد الأوروبي لإنشاء اتحاد جديد متحالف مع الولايات المتحدة، من الدول الأوروبية ذات النزعة المحافظة'.
ولا يُعدّ غضب 'ترمب' بشأن 'الاتحاد الأوروبي'؛ الذي يقول إنه: 'بغيض للغاية'، أمرًا جديدًا، فلفترة طويلة أثار التكتل غضب الرئيس الأميركي باعتباره من أصحاب الوزن الثقيل في التجارة، في حين يعتمد على 'أميركا' للحماية العسكرية.
ومن أشهر الأمور التي أثارت غضبه هو عدد السيارات الألمانية الفاخرة في 'نيويورك'، ومع ذلك كان عليه أن يتعامل مع كبار مسؤولي التكتل.
وقال 'مارغريتيس شيناس'؛ الذي كان المتحدث باسم 'المفوضية الأوروبية' خلال فترة ولاية؛ 'ترمب'، الأولى، إن العلاقات عبر 'الأطلسي' كانت متوترة؛ لكنها وظيفية، وفي بعض الأحيان كانت مضحكة.
وأضاف أن 'ترمب' أحب رئيس المفوضية الأوروبية – آنذاك – 'جان كلود يونكر'، ورئيس المجلس الأوروبي – آنذاك – 'دونالد توسك'.
تعريفات جمركية مقابلة..
لكن هذه المرة، يبدو أن 'ترمب' ليس في مزاج للتعامل مع مسؤولي 'الاتحاد الأوروبي' ومن بين جميع زعماء دول التكتل، تلقت فقط رئيسة الوزراء القومية الإيطالية؛ 'جورجيا ميلوني'، ورئيس الوزراء المجري؛ 'فيكتور أوربان'، على دعوة رسمية لحضور تنصيبه إضافة إلى السياسيين الأوروبيين من أقصى اليمين.
ولم تتمكن رئيسة المفوضية الأوروبية؛ 'أورسولا فون دير لاين'، ولا رئيس المجلس الأوروبي؛ 'أنطونيو كوستا'، من عقد اجتماع شخصي مع 'ترمب'؛ منذ تنصيبه.
في المقابل، من المُرجّح أن تحظى 'فون دير لاين'، التي تتحكم مفوضيتها في ميزانية 'الاتحاد الأوروبي' وفي التجارة وسياسة مكافحة الاحتكار، باهتمام 'ترمب'، سواء أحب ذلك أم لا.
وعندما يبدأ 'ترمب' حربه التجارية، فإن أصحاب النفوذ في 'بروكسل' هم من سيُفرضون التعريفات الجمركية على 'البوربون والغينز والدراجات النارية' الأميركية. ويمكن أن تضرب المفوضية شركات التكنولوجيا الأميركية العملاقة بغرامات بقيمة مليارات الدولارات.
وقد يكون الأمل الوحيد لـ'الاتحاد الأوروبي'؛ هو أن 'ترمب' و'روسيا' يهتمان بالتكتل بما يكفي لاستثمار الطاقة في تشويه سمعته؛ وهو ما يُشير إلى أن الاتحاد يستحق القتال من أجله.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

روسيا: سنسلم أوكرانيا شروط انهاء الحرب
روسيا: سنسلم أوكرانيا شروط انهاء الحرب

وكالة أنباء براثا

timeمنذ 5 ساعات

  • وكالة أنباء براثا

روسيا: سنسلم أوكرانيا شروط انهاء الحرب

أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، اليوم الجمعة (23 أيار 2025)، أن بلاده ستسلم أوكرانيا وثيقة تتضمن شروطها لإنهاء هجومها الذي بدأته في 2022، بعد انتهاء عملية تبادل الأسرى مع كييف التي يتوقع أن تستمر حتى الأحد. وقال لافروف كما نقلت عنه الخارجية الروسية "مع انتهاء تبادل أسرى الحرب، سنكون جاهزين لتسليم الطرف الأوكراني مشروع وثيقة يضع الطرف الروسي اللمسات الأخيرة عليها". كما أوضح أن "مشروع الوثيقة يعرض الشروط لاتفاق مستدام وشامل وبعيد المدى حول تسوية" النزاع في أوكرانيا. بدورها، ستعد أوكرانيا وثيقة مماثلة بموجب ما تم الاتفاق عليه خلال المباحثات المباشرة بين الروس والأوكرانيين منتصف أيار/مايو في إسطنبول، وفق "فرانس برس". وبدأ الجانبان الجمعة تنفيذ مرحلة أولى من موضوع آخر تم الاتفاق عليه في إسطنبول، هو تبادل ألف أسير حرب من كل جانب. وتبادلت كييف وموسكو الجمعة 270 عسكريا و120 مدنيا من الأسرى، على أن تتواصل العملية السبت والأحد، بحسب الطرفين. وفي وقت سابق اليوم، أعلنت روسيا أنها تبادلت 270 أسير حرب و120 مدنيًا مع أوكرانيا، في صفقة تبادل تم الاتفاق عليها مع كييف خلال محادثات في إسطنبول الأسبوع الماضي. وأفادت وزارة الدفاع الروسية في بيان بأنه "أُعيد 270 جنديا روسياً و120 مدنياً، بينهم سكان مسالمون من منطقة كورسك كانوا قد أسرهم الجيش الأوكراني... وفي المقابل، سُلم 270 أسير حرب أوكرانيًا و120 مدنيًا". وكان الرئيس الامريكي دونالد ترامب، أعلن في وقت سابق اليوم، أن عملية تبادل كبيرة لسجناء اكتملت للتو بين روسيا وأوكرانيا. يشار إلى أن موسكو وكييف كانتا عقدتا أول محادثات سلام بينهما منذ ربيع العام 2022 في تركيا، الجمعة الماضي، لكن الاجتماع الذي استمر أقل من ساعتين فشل في التوصل إلى وقف لإطلاق النار أو تحقيق اختراقات كبيرة أخرى. وتتمسك روسيا بمطالب ترفضها كييف، منها أن تتخلى أوكرانيا عن فكرة الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، وأن تتنازل عن أربع مناطق تسيطر عليها روسيا جزئيا، بالإضافة إلى شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو عام 2014، وأن تتوقف شحنات الأسلحة الغربية. بالمقابل، ترفض أوكرانيا هذه المطالب بشدة وتطالب بانسحاب الجيش الروسي. كذلك تطالب كييف، إلى جانب حلفائها الغربيين، بهدنة قبل محادثات السلام، رفضها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مرارا.

بأوامر تنفيذية.. ترامب يسرّع من وتيرة الإنتاج النووي الأمريكي
بأوامر تنفيذية.. ترامب يسرّع من وتيرة الإنتاج النووي الأمريكي

شفق نيوز

timeمنذ 6 ساعات

  • شفق نيوز

بأوامر تنفيذية.. ترامب يسرّع من وتيرة الإنتاج النووي الأمريكي

شفق نيوز/ وقع الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، يوم الجمعة، عدة أوامر تنفيذية بهدف تعزيز إنتاج الطاقة النووية في الولايات المتحدة. وأمر ترامب اللجنة التنظيمية النووية المستقلة في البلاد، بتقليص اللوائح التنظيمية، وتسريع إصدار التراخيص الجديدة للمفاعلات ومحطات الطاقة، سعيا لتقليص الفترة الزمنية لعملية تستغرق عدة سنوات إلى 18 شهراً. جاء ذلك ضمن مجموعة أوامر تنفيذية وقعها ترامب، الجمعة، لدعم إنتاج الطاقة النووية وسط طفرة في الطلب من مراكز البيانات والذكاء الاصطناعي. ووقع الرئيس الأمريكي، 4 أوامر تنفيذية تهدف، بحسب مستشاره، إلى إطلاق "نهضة" في الطاقة النووية المدنية في الولايات المتحدة، مع طموح بزيادة إنتاجها أربع مرات خلال السنوات الـ25 المقبلة. ويريد الرئيس الأمريكي الذي وعد بإجراءات "سريعة للغاية وآمنة للغاية"، ألا تتجاوز مدة دراسة طلب بناء مفاعل نووي جديد 18 شهرا، ويعتزم إصلاح هيئة التنظيم النووي، مع تعزيز استخراج اليورانيوم وتخصيبه. وصرح ترامب للصحفيين في المكتب البيضاوي: "الآن هو وقت الطاقة النووية"، فيما قال وزير الداخلية دوغ بورغوم، إن التحدي هو "إنتاج ما يكفي من الكهرباء للفوز في مبارزة الذكاء الاصطناعي مع الصين". ونقلت وكالة فرانس برس عن مسؤول كبير في البيت الأبيض: "نريد أن نكون قادرين على اختبار ونشر المفاعلات النووية" بحلول كانون الثاني/يناير 2029. وتظل الولايات المتحدة أول قوة نووية مدنية في العالم، إذ تمتلك 94 مفاعلا نوويا عاملا، ومتوسط أعمار هذه المفاعلات ازداد حتى بلغ 42 عاما. ويمكن أن يستغرق إصدار تراخيص المفاعلات في الولايات المتحدة أكثر من 10 سنوات في بعض الأحيان، وهي عملية تهدف إلى إعطاء الأولوية للسلامة النووية، لكنها لا تشجع المشاريع الجديدة. ونقلت وكالة رويترز عن مسؤول كبير في البيت الأبيض، قوله إن التحركات تشمل إصلاحات جذرية للجنة التنظيمية النووية تتضمن النظر في مستويات التوظيف، وتوجيه وزارتي الطاقة والدفاع للعمل معا لبناء محطات نووية على الأراضي الاتحادية. وأضاف المسؤول، أن الأوامر تسعى أيضا إلى تنشيط إنتاج اليورانيوم وتخصيبه في الولايات المتحدة. وبعد توليه الرئاسة في كانون الثاني/يناير، أعلن ترامب حالة طوارئ وطنية في مجال الطاقة، قائلا إن الولايات المتحدة لديها إمدادات غير كافية من الكهرباء لتلبية احتياجات البلاد المتزايدة، خاصة لمراكز البيانات التي تدير أنظمة الذكاء الاصطناعي.

"لم نكن مستعدين لذلك": الغموض يكتنف مصير الطلاب الدوليين في جامعة هارفارد بعد قرارات ترامب
"لم نكن مستعدين لذلك": الغموض يكتنف مصير الطلاب الدوليين في جامعة هارفارد بعد قرارات ترامب

شفق نيوز

timeمنذ 6 ساعات

  • شفق نيوز

"لم نكن مستعدين لذلك": الغموض يكتنف مصير الطلاب الدوليين في جامعة هارفارد بعد قرارات ترامب

عندما التحقت شريا ميشرا ريدي بجامعة هارفارد في عام 2023، كان والداها "في غاية السعادة". تقول شريا لبي بي سي: "إنها الجامعة المثالية التي يريد أي شخص في الهند أن يلتحق بها". والآن، ومع اقتراب موعد تخرج ميشرا، كان يتعين عليها أن تزف إلى عائلتها بعض الأخبار السيئة، وهي أنها قد لا تتخرج في شهر يوليو/تموز من برنامج القيادة التنفيذية بعدما اتحذت إدارة ترامب إجراءت تهدف لمنع جامعة هارفارد من قبول الطلاب الدوليين "نتيجة لعدم التزامهم بالقانون". وتقول شريا:" لقد كان من الصعب جداً على عائلتي سماع هذه الأنباء. إنهم لا يزالون يحاولون استيعابها". تعد شريا واحدة من حوالي 6800 طالب دولي يدرسون في جامعة هارفارد، وهم يشكلون أكثر من 27 في المئة من الطلبة المسجلين هذا العام. كما أنهم يشكلون مصدراً حيوياً لإيرادات رابطة آيفي "آيفي ليغ"، فحوالي ثلث طلابها الأجانب من الصين، وأكثر من 700 منهم من الهند، مثل ريدي. وجميع هؤلاء الطلاب، ليسوا متأكدين من الخطوات المتوقعة التي قد تُتخذ بعد ذلك. وقد وصفت جامعة هارفارد هذه الخطوة بأنها "غير قانونية"، مما قد يؤدي إلى الطعن عليها قضائياً. إلا إن ذلك سيترك مستقبل الطلاب في حالة من عدم اليقين، سواء هؤلاء الذين ينتظرون التسجيل هذا الصيف، أو أولئك الذين لا يزالون في منتصف دراستهم الجامعية، أو حتى أولئك الذين ينتظرون التخرج وترتبط فرص عملهم بتأشيراتهم الطلابية. ويتعين على الطلاب المقيدين الذين يدرسون في هارفارد، تحويل أوراقهم للدراسة في جامعات أمريكية أخرى للبقاء في الولايات المتحدة والاحتفاظ بتأشيراتهم. وتقول ريدي: "أتمنى أن تقف جامعة هارفارد معنا وأن يتم التوصل إلى حلول ما". وقالت جامعة هارفار: "نحن ملتزمون تماماً بالحفاظ على قدرتنا على استضافة طلابنا الدوليين والعلماء، الذين يأتون من أكثر من 140 دولة ويثرون (من خلال دراستهم) الجامعة وهذه الأمة، بلا حدود". هذه الخطوة ضد جامعة هارفارد، لها تداعيات وخيمة على نحو مليون طالب دولي أو أكثر يدرسون في الولايات المتحدة. كما أنها تأتي في أعقاب حملة قمع متزايدة شنتها إدارة ترامب على مؤسسات التعليم العالي، وخاصةً تلك التي شهدت احتجاجات حاشدة مؤيدة للفلسطينين داخل حرمها الجامعي. ويواجه العشرات من هؤلاء الطلاب الدوليين تحقيقات، بينما تحاول الحكومة إصلاح عملية اعتماد تأشيراتهم الدراسية وإعادة تشكيل طرق إدارتها. وقد هدد البيت الأبيض، في بادىء الأمر، بمنع الطلاب الأجانب من الدراسة في جامعة هارفارد في أبريل/نيسان، بعد أن رفضت الجامعة إجراء تغييرات على إجراءتها الخاصة بعمليات التوظيف والقبول والتدريس. كما جمّد البيت الأبيض قرابة ثلاثة مليارات دولار من المنح الفيدرالية، وهو ما طعنت جامعة هارفارد عليه قضائياً. تقول الطالبة الصينية كات شيه، التي تدرس في السنة الثانية ببرنامج العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات الذي يعرف اختصاراً باسم "ستيم"، "إنها تشعر بالصدمة". وتستطرد كات في حديثها، قائلة: "كنت قد نسيت تقريبا (التهديد السابق بالحظر)، ثم جاء إعلان يوم الخميس فجأة". إلا أنها تضيف أن جزءاً بداخلها كان يتوقع "الأسوأ"، لذا فقد أمضت الأسابيع القليلة الماضية في طلب المشورة من المتخصصين حول كيفية الاستمرار في الإقامة في الولايات المتحدة. لكنها تقول إن جميع الخيارات "مزعجة ومكلفة للغاية" ويبدو أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد استهدفت بالتحديد الصين عندما اتهمت، في بيان لها، جامعة هارفارد "بالتنسيق مع الحزب الشيوعي الصيني". وقد ردت بكين يوم الجمعة منتقدةً ما وصفته بـ "تسييس" التعليم. وقالت إن هذه الخطوة "تضر فقط بصورة الولايات المتحدة ومكانتها الدولية"، وحثت على سحب الحظر "في أقرب وقت ممكن". ويقول عبد الله شهيد سيال، 20 عاماً، وهو ناشط طلابي باكستاني معروف بأرائه الصريحة: "نحن لم نسجل في الجامعة للدراسة حتى نصل إلى هذا الوضع". وعبد الله هو طالب في السنة الثالثة بجامعة هارفارد وقد تخصص في مجال الرياضيات التطبيقية والاقتصاد، وكان واحداً من اثنين فقط من الطلاب الجامعيين الباكستانيين الذين قُبلوا في جامعة هارفارد في عام 2023. كما أنه كان أول فرد في عائلته يدرس في الخارج، واصفاً هذه اللحظة بأنها كانت "عظيمة" بالنسبة لعائلته. ويضيف أن الوضع الذي وجد نفسه فيه الآن "سخيف وغير إنساني". وقال كل من شريا ميشرا ريدي وعبد الله شهيد سيال، إن الطلاب الأجانب يتقدمون للالتحاق بالجامعات في الولايات المتحدة لأنهم يرونها مكاناً مٌرحبا، وغنياً بالفرص. وتقول شريا: "لديك الكثير لتتعلمه من ثقافات مختلفة، ومن أشخاص من خلفيات متنوعة. وقد قدَّر الجميع ذلك حقاً"، مضيفةً أن تلك كانت تجربتها في هارفارد حتى الآن. لكن عبد الله يقول إن الوضع تغير مؤخراً، ولم يعد يشعر الطلاب الأجانب بالترحيب. فقد ألغت إدارة ترامب المئات من تأشيرات الطلاب. ليس هذا فسحب، بل احتجزت طلاباً من جامعات في جميع أنحاء البلاد. وكان العديد منهم مرتبطاً بالاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين. ويضيف عبد الله أن هناك الآن قدراً كبيراً من الخوف وعدم اليقين داخل مجتمع الطلاب الدوليين. وقد فاقمت التطورات الأخيرة الوضع. وتقول طالبة دراسات عليا من كوريا الجنوبية إنها تُعيد التفكير في العودة إلى وطنها خلال الصيف خوفاً من عدم تمكنها من دخول الولايات المتحدة مجدداً. لم ترغب هذه الطالبة في الكشف عن اسمها خوفاً من أن يؤثر ذلك على فرص بقائها في الولايات المتحدة، ولم يتبقَّ لها سوى عام واحد على التخرج. وقالت إنها قضت فصلاً دراسياً شاقاً، وإن كل ما تتطلع إليه حتى الآن هو "الالتقاء بالأصدقاء والعائلة". ويقول جيانج فانجزهو، الذي يدرس الإدارة العامة في كلية كينيدي بجامعة هارفارد، إن القلق بين الطلاب الأجانب واضح وملموس. ويضيف: "قد نضطر للمغادرة فوراُ، لكن الناس لهم حياة هنا. فهناك إيجارات ودروس ومجتمع. هذه أمور لا يُمكن التخلي عنها بين عشية وضحاها". ولا يقتصر الحظر على الطلاب الحاليين فقط، كما يقول مواطن نيوزيلندي يبلغ من العمر 30 عاماً. ويوضخ: "فكروا في القادمين الجدد، الأشخاص الذين رفضوا بالفعل عروضاً من جامعات أخرى وخططوا حياتهم بناء على عملهم في جامعة هارفارد. إنهم الآن يواجهون المجهول".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store