logo
زيارة -ويتكوف- إلى رفح ،استعراض إنساني يخفي تواطؤا سياسيا ، بقلم : بديعة النعيمي

زيارة -ويتكوف- إلى رفح ،استعراض إنساني يخفي تواطؤا سياسيا ، بقلم : بديعة النعيمي

شبكة أنباء شفامنذ يوم واحد
زيارة -ويتكوف- إلى رفح،استعراض إنساني يخفي تواطؤا سياسيا ، بقلم : بديعة النعيمي
جاءت زيارة المبعوث الأميركي 'ستيف ويتكوف' إلى ما يسمى ب 'مركز توزيع المساعدات الإنسانية' في رفح في الأول من أغسطس/٢٠٢٥ ضمن جولة وصفتها وسائل الإعلام العبرية بـ'التاريخية'. لكنها لم تكن سوى خطوة شكلية، تتستر بغطاء إنساني هش لتكريس الدور الأميركي الداعم بلا قيد أو شرط للعدوان الصهيوني المستمر على قطاع غزة منذ أكتوبر/٢٠٢٣
ما حدث في رفح كان استعراضا إعلاميا يخفي وراءه تواطؤا سياسيا من طرف الولايات المتحدة،فالمركز الذي زاره 'ويتكوف' يُدار من قبل المدعوة 'مؤسسة غزة الإنسانية' 'GHF'، وهي منظمة مشبوهة التمويل والتوجيه، أنشأتها إدارة 'ترامب' بدعم مباشر من جيش الاحتلال خارج إطار التنسيق مع 'الأمم المتحدة' التي رفضت التعامل معها بسبب انعدام الحيادية وغياب شروط السلامة، مع عدم ثقتي أيضا بمنظمة الأمم لأنها لطالما كانت ولا تزال تصدر القرارات التي تدعم دولة الاحتلال.
وفي الوقت الذي تدعي فيه واشنطن أنها تحرص على تخفيف معاناة المدنيين في القطاع، تشير تقارير 'الأمم المتحدة' إلى أن أكثر من ١,٣٠٠ فلسطيني ارتقوا شهداء وهم يحاولون الوصول إلى هذه 'المساعدات'. فكيف تُمنح هذه المؤسسة التي يُرتكب في محيطها المجازر على مدار الساعة، شرعية أميركية كاملة؟
الزيارة التي رافقها الإعلام الأميركي بكثافة، وبعيدا عن الصور الرسمية والتصريحات الفضفاضة، لم تفض إلى أي التزام ملموس سوى 'دراسة خطة جديدة'،بهدف فسح المجال أمام دولة الاحتلال لإبادة المزيد من أهلنا في غزة بالقنص والتجويع.
ومن المعروف أن الولايات المتحدة الأمريكية المنافقة، تبنت منذ بداية الحرب ذلك الخطاب المزدوج، فمن جهة تعلن عن 'قلقها الإنساني' أمام العالم، ومن جهة أخرى تزود الدولة الزائلة بالسلاح وتمنحها غطاء دبلوماسيا في 'المحافل الدولية'. وإن إرسال مبعوثين لإدارة عمليات توزيع مساعدات تحت حماية قوات الاحتلال، وفي أماكن يُقتل فيها الناس لأجل حفنة طحين، ما هو إلا دعم مباشر لسياسة 'التجويع كسلاح'، وهي سياسة وثقتها منظمات دولية مثل هيومن رايتس ووتش.
والخلاصة أن الإدارة الأميركية لن تكون إلا الحامي العتيد للمجرمة دولة الاحتلال بالرغم من بشاعة ما ارتكبت الأخيرة ولا زالت من مجازر وفظائع، وإن ما جرى في رفح من زيارة لهو تجسيد حي لهذه المعادلة الثابتة.
فعن أية مساعدات إنسانية يتحدثون وهي ليست سوى أفخاخ موت، يُمنع فيها المجوعين من الوصول إليها إلا عبر ممرات يتحكم بها الجنود المدججون بغطاء جوي من الطائرات؟
والأسوأ من كل ذلك أن الولايات المتحدة الأمريكية تحاول إعادة تشكيل سردية الحرب في غزة، لتظهر بمظهر 'الوسيط المنقذ'، بينما هي في الواقع شريك أصيل في الحصار والقتل. وزيارة 'ويتكوف'، بكل ما فيها من استعراض وادعاءات، ليست سوى فصل آخر من النفاق يضاف للسياسة الأميركية تجاه القضية الفلسطينية.
والدم الفلسطيني المراق على أبواب مراكز 'مساعدات الموت'، سيظل الشاهد الأصدق على زيف 'الرحمة الأميركية'.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

تقرير إسرائيلي: تجاهل مبادرة الاعتراف بدولة فلسطينية قد يسرّع "تسونامي سياسي" ضد إسرائيل
تقرير إسرائيلي: تجاهل مبادرة الاعتراف بدولة فلسطينية قد يسرّع "تسونامي سياسي" ضد إسرائيل

قدس نت

timeمنذ 2 ساعات

  • قدس نت

تقرير إسرائيلي: تجاهل مبادرة الاعتراف بدولة فلسطينية قد يسرّع "تسونامي سياسي" ضد إسرائيل

حذّر تقرير صادر عن معهد أبحاث الأمن القومي في جامعة تل أبيب، اليوم الإثنين، من أن استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، ورفض الحكومة أي مبادرة سياسية لإنهائها، إلى جانب التصريحات حول ضم مناطق في الضفة الغربية وغزة وتهجير الفلسطينيين، يدفع المجتمع الدولي نحو موجة واسعة من الاعتراف بدولة فلسطينية، فيما وصفه التقرير بـ"تسونامي الاعتراف الدولي". وأوضح التقرير أن المشاهد المروعة في غزة من مجاعة ودمار وحشود تتدافع للحصول على المساعدات، عمّقت الفجوة بين الرواية الإسرائيلية التي تزعم "العدالة والأخلاقية" في الحرب، وبين ما يراه العالم من معاناة إنسانية كارثية، ما جعل المجتمع الدولي يقتنع بأن حلّ الدولتين هو السبيل الوحيد لإنهاء الصراع. وأضاف التقرير أن حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير معترف به دوليًا، تمامًا كما حصل الشعب اليهودي على هذا الحق وفق قرار تقسيم فلسطين عام 1947، وأن الدولة الفلسطينية لم تُقم حتى اليوم، وحدود إسرائيل لم تُحسم رسميًا. وأشار إلى أن المواقف الدولية تتبلور باتجاه سحب حق الفيتو من إسرائيل وحماس على أي تسوية، وإعادة الصراع إلى طاولة المفاوضات للوصول إلى اتفاق على أساس حلّ الدولتين، محذرًا من أن أي خطوات إسرائيلية متطرفة، مثل ضم أراضٍ أو تشجيع "الهجرة الطوعية" للفلسطينيين، ستؤدي إلى عقوبات دولية وتجميد اتفاقيات التطبيع، خاصة "اتفاقيات أبراهام". كما لفت إلى أن معارضة إسرائيل للاعتراف بدولة فلسطينية قد تعرقل إعادة إعمار غزة أو تسليم إدارتها للسلطة الفلسطينية بعد إصلاحها، ما سيجعل عبء السيطرة على القطاع المدمر ومليوني فلسطيني فيه يقع على كاهل إسرائيل وحدها. وتوقع التقرير أن تواصل إدارة ترامب دعم إسرائيل واستخدام الفيتو في مجلس الأمن ضد أي قرار للاعتراف بالدولة الفلسطينية، لكنه حذّر من صعوبة استمرار هذا الموقف طويلًا في مواجهة غالبية المجتمع الدولي، خاصة إذا ردّت إسرائيل بخطوات استفزازية كإسقاط السلطة الفلسطينية اقتصاديًا. واختتم التقرير بالتأكيد أن امتناع إسرائيل عن تسوية الصراع سيؤدي إلى تسريع "التسونامي السياسي" ضدها وتفاقم تبعاته الأمنية والاقتصادية، بينما يمكنها تقليل الخسائر إذا اكتفت برفض سياسي للمبادرة الدولية دون خطوات تصعيدية، مع إدارة علاقات دبلوماسية متوازنة ومعقدة. المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - القدس المحتلة

الأمم المتحدة: بعد 5 سنوات مأساة انفجار بيروت لا تزال تتفاقم
الأمم المتحدة: بعد 5 سنوات مأساة انفجار بيروت لا تزال تتفاقم

معا الاخبارية

timeمنذ 8 ساعات

  • معا الاخبارية

الأمم المتحدة: بعد 5 سنوات مأساة انفجار بيروت لا تزال تتفاقم

بيت لحم- معا- أفادت منسقة الأمم المتحدة الخاصة بلبنان جانين هينيس بلاسخارت بأن مأساة انفجار مرفأ بيروت لا تزال تتفاقم بعد مرور خمس سنوات من وقوعها بسبب غياب العدالة. ونقل مكتب الأمم المتحدة الإعلامي في بيروت عن المنسقة الخاصة قولها: "بعد 5 سنوات، لا تزال المأساة تتفاقم وسط غياب صارخ للعدالة، الضحايا والناجون وعائلاتهم يستحقون مساءلة كاملة من قبل المسؤولين. ويستحقون ذلك الآن". وشددت هينيس-بلاسخارت على ضرورة أن تبذل الحكومة اللبنانية كل ما يلزم لتسريع الإجراءات القضائية المتعلقة بالانفجار. كما هنأت البرلمان اللبناني لإقراره قانون استقلال القضاء، مشيرة إلى أن ذلك يشكل مساهمة مهمة في استعادة الثقة بين الشعب والمؤسسات الحكومية في البلاد. في 4 أغسطس 2020، وقع انفجار أكثر من 2700 طن من نترات الأمونيوم في مرفأ بيروت، مما جعله أحد أكبر الكوارث غير النووية في العصر الحديث. وأسفر الحادث عن مقتل ما بين 170 إلى 220 شخصا، وإصابة حوالي 6000، وتشريد عشرات الآلاف. كما دمرت أحياء سكنية كاملة في العاصمة. ولا يزال التحقيق القضائي جاريا في لبنان، ولكن حتى الآن لم يصدر أي حكم قضائي في القضية.

أعضاء الكونغرس الديمقراطيون يدعون إدارة ترامب للاعتراف بالدولة الفلسطينية
أعضاء الكونغرس الديمقراطيون يدعون إدارة ترامب للاعتراف بالدولة الفلسطينية

معا الاخبارية

timeمنذ 8 ساعات

  • معا الاخبارية

أعضاء الكونغرس الديمقراطيون يدعون إدارة ترامب للاعتراف بالدولة الفلسطينية

بيت لحم معا- وقّع أكثر من اثني عشر عضوًا ديمقراطيًا في الكونغرس رسالةً تدعو إدارة ترامب إلى الاعتراف بدولة فلسطينية. ويعتزم واحدٌ منهم على الأقل تقديم مشروع قرار يدعم قيام الدولة، وفقًا لما ذكره موقع "أكسيوس".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store