logo
أكرم القصاص يكتب: صراع فى «السويداء».. سوريا على شفا الطائفية!

أكرم القصاص يكتب: صراع فى «السويداء».. سوريا على شفا الطائفية!

اليوم السابعمنذ 7 أيام
التطورات الميدانية التى تشهدها سوريا فى السويداء أو مناطق الدروز، تأتى ضمن تحولات كبرى ما بعد تولى نظام الرئيس أحمد الشرع للسلطة، فى أعقاب سقوط النظام السابق، ووجود عدد من التنظيمات والمقاتلين الأجانب فى سوريا من انتماءات ومذاهب متنوعة، حيث كانت هذه التنظيمات تخوض حربا بالوكالة على مدى سنوات، ولكل منها نظام يدعمها وأجهزة توجهها، وحتى لو كانت موحدة تحت راية واحدة شكلا فإنها تعبر فى النهاية عن مصالح إقليمية ودولية وأيضا مصالح وأهداف إسرائيلية، حيث أعلن الرئيس السورى عن مفاوضات غير مباشرة مع إسرائيل، كما أكد أن لسوريا وإسرائيل أعداء مشتركين، كما أعلن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، عن رفع العقوبات المفروضة على دمشق خلال جولته الخليجية فى شهر مايو الماضى، بعد أن التقى ترامب خلالها بالرئيس الشرع، وحثه على التطبيع مع إسرائيل.
كل هذه التطورات تكشف عن ترتيبات تجرى وفى وسطها هذه الصدامات أو الصراعات، والتقاطعات والتشابكات بين أطراف إقليمية، ومنه هنا يمكن النظر إلى الاشتباكات التى تشهدها سوريا بين قوات تابعة للنظام ومقاتلين أجانب من جهة، وبين والدروز فى مدينة السويداء جنوب سوريا من جهة أخرى.
الاشتباكات أو الاعتداءات نتاج طبيعى لتطورات وتراكمات وتفاعلات مستمرة تجعل الصدام أمرا واردا طوال الوقت طالما تسيطر تنظيمات وجماعات غير قادرة على تقبل البشر باعتبارهم مواطنين.
وحسب موقع السويداء 24 المحلى للأنباء، فإن السويداء المدينة والقرى المجاورة لها تعرضت لقصف كثيف بالمدفعية بينما أصدرت وزارة الدفاع السورية بيانا نشرته الوكالة السورية للأنباء «سانا»، حملت فيه من أسمتهم جماعات خارجة عن القانون فى السويداء مسؤولية انتهاك الهدنة، وحسب تقرير للزميل أحمد جمعة، مدير التحرير فى «اليوم السابع» فقد أفاد المرصد السورى لحقوق الإنسان بمقتل 12 مدنيا درزيا فى عمليات «إعدام ميدانية» نفذتها قوات الأمن السورية بمدينة السويداء فى 6 يوليو الجارى، بينما جرى تداول مقاطع لعمليات إذلال عبر «قص شوارب» عدد من الرجال عنوة، وهو مشهد أثار غضبا واسعا بين السكان، وحسب المرصد فقد أقدم عناصر من وزارتى الدفاع والداخلية على تنفيذ إعدامات ميدانية عقب اقتحام مضافة آل رضوان فى مدينة السويداء.
وأظهر مقطع مصور انتشر على منصات التواصل الاجتماعى أشخاصا يرتدون ملابس مدنية مضرجين بالدماء داخل المضافة، طرح بعضهم أرضا وآخرون على أرائك، وبجانبهم صور لمشايخ دروز ملقاة على الأرض وأثاث مخرب ومبعثر.
وتأتى هذه التطورات عقب مقتل 116 شخصا خلال 48 ساعة من القتال الذى نشب عقب حادثة اعتداء تعرض لها شاب من أبناء السويداء قادت لسلاسل من العنف، وأيضا تعرضت كنيسة مار ميخائيل، الواقعة فى قرية الصورة بريف محافظة السويداء جنوبى سوريا، لأضرار وتخريب، من جراء حريق أضرمته فيها مجموعة مسلحة بشكل متعمد، فى الوقت الذى طالب معارضون سوريون الرئيس السورى أحمد الشرع، بإصدار أوامره بوقف الحرب الدائرة فى السويداء، ومنع استباحة منازل الدروز وسرقة منازلهم وحرق المحال التجارية ونفذت عمليات إعدام ميدانية، مع تقارير عن وجود كارثة إنسانية فى السويداء مع عدم توافر المياه والطعام أو الحليب للأطفال.
وأرجعت بعض التقارير قتل الدروز إلى أنه يتم من قبل مقاتلين أجانب فى صفوف القوات الحكومية السورية ضمن عمليات تصفية عرقية، فى الوقت الذى اعتبرت فيه الخارجية السورية هجمات طائرات الاحتلال الإسرائيلى، على مناطق متفرقة فى محافظة السويداء، دعم إسرائيل لما وصفتها بـ«المجموعات الخارجة عن القانون» فى الجنوب، فى محاولة لضرب الاستقرار وتقويض وحدة الأراضى السورية.
وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، عن قلقه البالغ إزاء استمرار العنف فى محافظة السويداء جنوبى سوريا، والذى أسفر عن عشرات الضحايا، بمن فيهم مدنيون، وفى الوقت نفسه يبدو أن هذه الصدامات والتصفيات العرقية والجرائم الطائفية تأتى ضمن تطورات طبيعية لوجود العديد من العناصر الأجنبية ضمن الجيش والشرطة، تمثل مصالح وقوى وأجهزة، ولكل منها أهداف ناهيك عن طائفية تحكم عقول الكثير من التنظيمات الدينية المسلحة، تضع هذا الصدام ضمن خطوط بارزة على تطورات ترتبط بما يجرى منذ 7 أكتوبر، بل ربما قبلها على خلفية نضوج مراجل الغليان طوال أكثر من عقد فى إقليم ما زال يسفر عن تطورات تتوالد وتتداخل.
اليوم السابع
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الداخلية والدفاع السوريتان تدينان الإعدامات الميدانية في السويداء وتؤكدان محاسبة مرتكبيها
الداخلية والدفاع السوريتان تدينان الإعدامات الميدانية في السويداء وتؤكدان محاسبة مرتكبيها

اليوم السابع

timeمنذ 9 ساعات

  • اليوم السابع

الداخلية والدفاع السوريتان تدينان الإعدامات الميدانية في السويداء وتؤكدان محاسبة مرتكبيها

أدانت وزارة الداخلية السورية مقاطع فيديو متداولة تظهر تنفيذ إعدامات ميدانية من قبل أشخاص مجهولي الهوية في مدينة السويداء، مؤكدة أن هذه الأفعال تمثل جرائم خطيرة. وأعلنت الوزارة عن فتح تحقيق عاجل من قبل الجهات المختصة لتحديد هوية المتورطين في هذه الجرائم، والعمل على ملاحقتهم وإلقاء القبض عليهم. وأضافت: 'تُشدد الوزارة على أن لا أحد فوق القانون، وأن كل من يثبت تورطه سيُحال إلى القضاء المختص لينال الجزاء العادل وفقا لأحكام القانون". ومن جانبها، قالت إدارة الإعلام والاتصال في وزارة الدفاع السورية في بيان: "تابعت وزارة الدفاع، ممثلة بالسيد وزير الدفاع مرهف أبو قصرة، تقارير حول انتهاكات صادمة وجسيمة ارتكبتها مجموعةٌ غير معروفة ترتدي الزي العسكري في مدينة السويداء". وأضاف البيان: "بناء على التعميمات الصارمة التي أصدرتها الوزارة بعدم دخول أي تشكيلات غير تابعة لها إلى منطقة العمليات العسكرية، تم تشكيل لجنة لمتابعة الانتهاكات التي حصلت في مدينة السويداء، والتحقيقِ في تبعيةِ وخلفية الأفرادِ المرتكبين لها. وسيتم اتخاذُ أقصى العقوباتِ بحق الأفرادِ المرتكبين للانتهاكات في مدينة السويداء، بعد التعرف عليهم". وأشارت إدارة الإعلام والاتصال في وزارة الدفاع إلى أن الوزير مرهف أبو قصرة سيتابع تحقيقاتِ لجنة الانتهاكات العسكرية بشكلٍ مباشر، ولن يتم التسامح مع أي من مرتكبي الانتهاكات، حتى لو كان منتسبا لوزارة الدفاع. وأضافت الإدارة: "أكدنا في تصريحات سابقة أن العديد من المجموعات المناطقية كانت متواجدة بمدينة السويداء، ونفذت عملياتٍ انتقامية فيها. التحقيقات ستشمل كلّ من ظهر في التقاريرِ الصادمة والمروعة، وستعرض النتائج حالما تنتهي أعمال اللجنة". هذا وارتفعت حصيلة الاشتباكات المسلحة التي شهدتها محافظة السويداء في جنوب سوريا، إلى 1311 قتيلا، وفق حصيلة جديدة أوردها المرصد السوري لحقوق الإنسان الثلاثاء. وأحصى المرصد في عداد القتلى 533 من المسلحين و300 مدني من الطائفة الدرزية، بينهم 196 "أُعدموا ميدانيا برصاص عناصر من وزارتي الدفاع والداخلية". وفي المقابل، قتل 423 من عناصر وزارة الدفاع وجهاز الأمن العام، إضافة إلى 35 مسلحا من أبناء العشائر، ثلاثة منهم مدنيون "أعدموا ميدانيا على يد المسلحين الدروز". كما أسفرت غارات شنتها إسرائيل خلال التصعيد عن مقتل 15 عنصرا من القوات الحكومية. وأوضح المرصد، أن ارتفاع الحصيلة يعود إلى توثيقه أعدادا إضافية من القتلى منذ اندلاع الاشتباكات في 13 يوليو حتى دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في 20 منه.

رئيس وزراء اليابان يعتزم الاستقالة بعد الانتكاسة الانتخابية
رئيس وزراء اليابان يعتزم الاستقالة بعد الانتكاسة الانتخابية

اليوم السابع

timeمنذ 14 ساعات

  • اليوم السابع

رئيس وزراء اليابان يعتزم الاستقالة بعد الانتكاسة الانتخابية

يعتزم رئيس وزراء اليابان شيجيرو إيشيبا إعلان استقالته قريبا، وفق ما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن إعلام محلي، بعد الانتكاسة الانتخابية التي تركت ائتلافه بدون أغلبية في مجلس الشيوخ في البرلمان. وذكرت التقارير الإعلامية أن إيشيبا أبلغ المقربين منه بنيته التنحي عن منصبه، عقب إعلان اتفاق تجاري بين الولايات المتحدة واليابان. وكان قد أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عن إبرام صفقة استثمارية "ضخمة" مع اليابان، وصفها بأنها "ربما الأكبر في التاريخ"، مؤكداً أن طوكيو ستستثمر، بتوجيه مباشر منه 550 مليار دولار في الولايات المتحدة. وقال ترامب، في منشور على منصته "تروث سوشيال"، إن الصفقة ستعود بنسبة 90% من الأرباح لصالح الولايات المتحدة، مشيراً إلى أنها ستخلق مئات الآلاف من الوظائف داخل البلاد. وأضاف: "لم يحدث شيء مماثل من قبل". وأكد ترامب أن الاتفاق يشمل أيضاً فتح الأسواق اليابانية أمام التجارة الأميركية، بما في ذلك السيارات والشاحنات، والأرز، وبعض المنتجات الزراعية الأخرى. وأوضح أن اليابان وافقت على فرض رسوم جمركية متبادلة بنسبة 15% لصالح الولايات المتحدة. واختتم ترامب بالقول: "إنه وقتٌ مثير للغاية للولايات المتحدة الأميركية، وبخاصة لكوننا سنواصل دائماً الحفاظ على علاقة عظيمة مع دولة اليابان".

مديرة الاستخبارات الأمريكية تنتقد تصريحات مساعد أوباما بشأن تدخل روسيا في الانتخابات
مديرة الاستخبارات الأمريكية تنتقد تصريحات مساعد أوباما بشأن تدخل روسيا في الانتخابات

اليوم السابع

timeمنذ 17 ساعات

  • اليوم السابع

مديرة الاستخبارات الأمريكية تنتقد تصريحات مساعد أوباما بشأن تدخل روسيا في الانتخابات

انتقدت مديرة الاستخبارات الأمريكية تولسي جابارد تصريحات مساعد الرئيس السابق باراك أوباما، الذي وصف المعلومات حول تلفيق ادعاءات بتدخل روسيا في الانتخابات الأمريكية بأنها "سخيفة". وقالت جابارد في مقابلة مع قناة "فوكس نيوز": "هناك قائمة طويلة ومفصلة من الحقائق والبيانات الاستخباراتية التي تتناقض تماماً مع تصريحات فريق أوباما وأولئك الذين يحاولون صرف الانتباه عما حدث حقا. في الواقع، بعد انتخاب دونالد ترامب، تمت محاولة بإشراف باراك أوباما لإعداد وثيقة اصبحت ذريعة لانقلاب حكومي استمر لسنوات ضد الرئيس ترامب". وكان ممثل أوباما باتريك رودينبوش قد وصف سابقا تصريحات إدارة ترامب حول تلفيق بيانات عن تدخل روسيا في الانتخابات بأنها "سخيفة". ويرى فريق الرئيس الأمريكي السابق أن مثل هذه التصرفات تمثل "محاولة ضعيفة لصرف الانتباه" عن القضايا الحقيقية. وأضافت جابارد: "أعتقد أن الناس يجب أن ينتبهوا إلى أن تصريحات فريق أوباما، وتصريحات الديمقراطيين في الكونغرس وأصدقائهم في وسائل الإعلام الدعائية لا تذكر التحول بزاوية 180 درجة الذي حدث في تقييم المجتمع الاستخباري - من موقف واحد قبل الانتخابات إلى موقف متناقض تماماً تم إعداده بأمر من أوباما بعد فوز دونالد ترامب". ووفقا لتقرير صدر في 18 يوليو وأعده مكتب غابارد، فإن إدارة أوباما الديمقراطية بعد فوز الجمهوري ترامب في الانتخابات الرئاسية عام 2016 قد زورت فعليا بيانات استخباراتية زعمت أنها تثبت تدخل روسيا في العملية الانتخابية، وقد تم ذلك في محاولة لحرمان ترامب من السلطة. وأوضحت غابارد أنه قبل أشهر من الانتخابات، كانت الاستخبارات الأمريكية مجمعة على أن روسيا لم تكن لديها نية أو قدرة على التدخل في الانتخابات الأمريكية. لكن في ديسمبر 2016 (بعد فوز ترامب)، أعطت إدارة أوباما تعليماتها بإعداد تقرير جديد يتناقض مع التقييمات السابقة. ولفتت غابارد إلى أن الاستنتاج الرئيسي للاستخبارات بأن روسيا لم تؤثر على نتائج الانتخابات تم سحبه وتصنيفه كسرّي.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store