
مكالمة 'بوتين' تُثير انزعاج 'ترامب'.. مسؤول روسي يكشف السبب!
كشف مسؤول روسي، اليوم الاثنين، عن السبب الذي أثار انزعاج الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال مكالمته الهاتفية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مؤخرًا.
وقال عضو مجلس 'الدوما' الروسي ميخائيل شيريميت: ' إن انزعاج الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في أعقاب مكالمته الهاتفية مع الرئيس فلاديمير بوتين مؤخرا، يعود إلى سبب جوهري'، وفق وكالة 'نوفوستي' الروسية.
وأضاف شيريميت: 'أعتقد أن السبب الحقيقي لانزعاج ترامب هو إدراكه أنه يتعامل مع رئيس قوي لدولة قوية، لا تفرط بمصالحها الوطنية، ولا تستبدل ضمانات أمنها بوعود رنانة'.
وأوضح أن ترامب أدرك خلال الاتصال أنه يواجه دولة قوية تتمسك بمصالحها الوطنية ولا ترضخ للضغوط الخارجية، لافتًا إلى أن موسكو طورت مناعتها ضد الهجمات الغربية، وأن الشعب الروسي يقف موحدا خلف قيادته، متجاوزا التحديات استنادا إلى إرث الأجيال السابقة، وهو في حالة جهوزية تامة.
وكان ترامب قد أبدى في وقت سابق 'خيبة أمله' عقب محادثته مع بوتين، معبرا عن استيائه من مسار تسوية الأزمة الأوكرانية.
وأكد ترامب للصحفيين المرافقين للبيت الأبيض: 'لقد شعرت بخيبة أمل كبيرة من محادثتي مع الرئيس بوتين. كنت شديد الإحباط'.
وكان مساعد الرئيس الروسي، يوري أوشاكوف، قد أشار في وقت سابق إلى أن بوتين أبلغ ترامب بأن روسيا ستمضي في تحقيق أهدافها في النزاع الأوكراني، والعمل على إزالة الأسباب التي أدت إلى التوتر القائم.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


وكالة الصحافة اليمنية
منذ 34 دقائق
- وكالة الصحافة اليمنية
تحوّل استراتيجي خطير.. الشرع يحوّل سوريا إلى قاعدة أمريكية لإبتزاز لبنان
خاص/ وكالة الصحافة اليمنية // في فصل جديد من فصول الحرب التي تقودها الإدارة الامريكية ضد قوى المقاومة في المنطقة خرج المبعوث الامريكي الخاص ' توم باراك' بتصريحات هدد فيها صراحة الدولة اللبنانية بخطر وجودي إذا لم تمتثل للمطالب الامريكية المتمثلة طبعاً في التحرك ضد حزب الله ، ونزع سلاحه ،مستعرضاً قوى إقليمية ستفرض السيطرة على لبنان ، ومتحدثاً عن عودة لبنان إلى بلاد الشام . إشهار ورقة سوريا والملاحظ ان ' توم باراك' رغم أنه أورد إيران كقوة إقليمية أشار إلى 'إسرائيل' وسوريا كقوتين إقليميتين ستؤثران في مصير لبنان، واضعاً سوريا و 'إسرائيل' في خانة واحدة، ، كورقة ضغط في وجه لبنان ، وهو ما يؤكد التحول الاستراتيجي الخطير لسوريا التي تحولت بعد وصول أحمد الشرع ' أبو محمد الجولاني ' الزعيم السابق لجبهة النصرة سابقاً إلى ورقة في يد المشروع الأمريكي ' الإسرائيلي ' في المنطقة . رسالة واشنطن عبر دمشق تزامناً مع تهديدات المبعوث الامريكي أعلنت وزارة الداخلية السورية مزاعم حول القبض على عنصر 'مرتبط بحزب الله'، كان يخطط لتفجيرات داخل الأراضي السورية. الإعلان، بتوقيته الحساس، يفتح الباب واسعاً أمام تساؤلات حول طبيعة الرسالة التي أرادت حكومة الشرع إيصالها، أو بالأحرى التي أرادت واشنطن إيصالها من خلال حكومة الشرع . فهل هي صدفة أن يُربط حزب الله بالإرهاب في الإعلام الرسمي السوري بعد يوم واحد فقط من تهديدات باراك؟ أم أن الأمر جزء من سيناريو متكامل، تسعى فيه الولايات المتحدة لاستخدام الورقة السورية الجديدة لابتزاز الحكومة اللبنانية ، وتضييق الخناق على حزب الله ومحاصرته ؟ وهل تحاول واشنطن بذلك إيصال رسالة جدية للبنان أن 'التهديد السوري' قد يكون هذه المرة حقيقياً وليس ورقة إعلامية فقط؟. وبالتأكيد أن إعلان الداخلية السورية يكشف عن إشارة من النظام السوري الجديد باستعداده لتنفيذ المطلب الامريكي ، والتحرك ضد لبنان و التصعيد ضد حزب الله ، فيما إذا أرادت واشنطن ذلك ، وهو ما يعزز من فرضية تحويل التهديدات الامريكية الى واقع . ما مدى استعداد حكومة أحمد الشرع ؟ منذ وصول الشرع إلى قمة الحكم، بدأ النظام السوري الجديد يُظهر إشارات متزايدة على استعداده للانخراط في مسار 'التطبيع'، سواء مع الولايات المتحدة أو حتى مع 'إسرائيل ' وإستعداده للإنخراط في المشروع الامريكي 'الاسرائيلي' في المنطقة ، وأن يكون أداة وظيفية بيد واشنطن . ماذا يقصد 'باراك توم' بمصطلح بلاد الشام مصطلح 'بلاد الشام' لطالما كان مصطلحاً جغرافياً- حضارياً يعبّر عن الامتداد الطبيعي بين سوريا ولبنان ، فما الذي يدفع توم باراك إلى استحضاره اليوم؟ الجواب في السياسة لا في الجغرافيا : إعادة لبنان إلى بلاد الشام، في قاموس باراك، تعني إعادة لبنان إلى سلطة مركزية إقليمية تسيطر عليها واشنطن وتخضع لإرادتها ، وهذه 'السلطة' لن تكون سوى النظام السوري الجديد بقيادة أحمد الشرع، الذي أثبت خلال الأشهر الماضية استعداده لتقديم أوراق اعتماده للبيت الأبيض و' تل أبيب ' عبر سلسلة من الخطوات العلنية والسرية . وبالتأكيد فان خطوة إعادة لبنان إلى ما يسمى بلاد الشام التي تحدث عنها 'توم باراك ' تعني تسليمها لـ 'إسرائيل 'عبر بوابة سوريا التي أصبحت مع حكم الشرع أداة من أدوات تنفيذ المشروع الامريكي 'الاسرائيلي' في المنطقة . لماذا سوريا ؟ واشنطن تدرك أن توجيه ضربة مباشرة من 'إسرائيل' إلى الحزب قد يكون مكلفاً، وقد يجر المنطقة إلى حرب كبرى، ولهذا فأن دفع النظام السوري الى حرب ضد لبنان وحزب الله هو أفضل الخيارات . فتح جبهة جديدة مع المقاومة التصريحات الأمريكية الأخيرة، وعلى رأسها تهديدات توم باراك التي ألمح فيها إلى إمكانية فرض 'سيطرة إقليمية' على لبنان، تكشف نوايا واضحة: واشنطن تريد فتح جبهة جديدة على المقاومة من الشرق، وليس من الجنوب فقط ، والأنسب للعب هذا الدور هو النظام السوري الحالي الذي أعيد ترتيب أوراقه بالكامل ، ليؤدي وظيفته في خدمة المشروع الامريكي 'الاسرائيلي' في المنطقة إلى جانب أدوات أمريكا في المنطقة وفي مقدمتها السعودية التي تلعب دوراً كبيراً في إعادة رسم التوازنات في المنطقة بهدف تعزيز الهيمنة الامريكية ، وإتاحة الفرصة أمام 'إسرائيل ' لتنفيذ مشروعها . مرحلة جديدة من الضغط المتعدد الجبهات تصريحات 'توم باراك' ليست مجرد 'تحذير دبلوماسي'، بل هي إعلان واضح لاستراتيجية خنق تدريجية لحزب الله عن طريق أصوات وأدوات عربية ، وفي مقدمتها سوريا التي تحولت من حليف إلى عدو بعد وصول الجماعات المسلحة الى الحكم في سوريا بقيادة 'أحمد الشرع ' المدعوم أمريكياً والمبارك 'إسرائيلياً ' . الحقيقة أن ما يجري اليوم في دمشق هو انقلاب استراتيجي كامل على عقيدة سوريا التي دعمت المقاومة لعقود ، فالشرع يحول سوريا إلى قاعدة أمريكية- 'إسرائيلية' متقدمة، مستعدة لتصفية الحساب مع حزب الله، ومحور المقاومة ، وحتى مع الفصائل الفلسطينية نيابة عن أسيادها الجدد أمريكا و' إسرائيل' . ورغم ضخامة المؤامرة وتعقيد أدواتها، إلا أن لبنان ليس ساحة مفتوحة ، فبين حاضنة شعبية صلبة، ودولة تتفهم دور المقاومة، وحلف إقليمي متماسك، لن تنجح محاولات تفجير الداخل اللبناني أو إشعال حرب بالوكالة .. وحزب الله ،لن يسمح بتحويل لبنان إلى ساحة حرب بالوكالة تذهب بلبنان ، ومقاومته ، فلبنان الذي هزم 'إسرائيل' سيفشل أدواتها الجديدة ، مهما غيّرت أوجهها أو لغتها .


26 سبتمبر نيت
منذ 43 دقائق
- 26 سبتمبر نيت
فرنسا وبريطانيا.. إخفاء خطة الحرب تحت عنوان السلام
على الرغم من توقيع فرنسا وبريطانيا "الجارين اللدودين" ما سمي بـ "الاتفاق الودي" عام 1904, إلاّ أن تاريخ العلاقات بينهما شهد العديد من فترات التحالف والعداء, وقدما عبر التاريخ مزيجاً من التوتر والمنافسة التي لم تخلو من الخداع, وخاضا عشرات الحروب كحرب المئة عام, وتحالفا في الحربين العالميتين ضد ألمانيا النازية, ولم يتوقفا عند حدود صراعاتهما البينية على الصيد والتجارة والنفوذ والسيطرة في أوروبا وأمريكا الشمالية والهند والشرق الأوسط, كذلك سجلا معاً فترات من التعاون كالعدوان الثلاثي على مصر, ودعم الكيان الإسرائيلي في جميع جولات عدوانه لإغتصاب وإبتلاع أرض فلسطين المحتلة, وعلى الرغم من تباين مواقفهما تجاه روسيا في سنوات الصراع الأولى مع أوكرانيا, إلاّ أنهما عادا اليوم للإلتقاء والتقارب مجدداً ضدها, وبات الفرنسيون أكثر قرباً من الموقف البريطاني المتشدد والمتمسك بمواجهتها بشكلٍ مباشر. إن إصرار الرئيس دونالد ترامب على إبعادهم عن المشاركة في التفاوض لإنهاء الصراع في أوكرانيا, وإجبارهم على زيادة إنفاقهم الدفاعي إلى 5% من اجمالي الناتج المحلي لدولهم, أتى في وقتٍ أعلن فيه ترامب ذاته استمرار واشنطن بتزويد الناتو بالأسلحة الأمريكية وعلى دوله دفع ثمنها, وبذلك يبدو أنه يضعهم في خانة العبيد ويدخلهم دوامة الحلابة الأمريكية. في الوقت الذي يرى فيه الأوروبيون أن روسيا أصبحت دولة منهكة تعاني الخسائر الفادحة, وباتت غير قادرة على خوض حرب طويلة الأمد، لذلك راهنون عبر تهديداتهم وضغوطاتهم العسكرية إما على إجبار الرئيس ترامب على قبولهم كأطراف رئيسية لحل الصراع, أو تطوير الصراع عسكرياً, ودفع موسكو لإستخدام أسلحتها النووية, وهذا ما لن يقبله ترامب المرشح لنيل جائزة نوبل للسلام, وكذلك غالبية دول العالم. يبدو أن صقور القادة الأوروبيين في فرنسا وبريطانيا وألمانيا باتوا يرفعون سقف الرهان, لتأكيد سردية "العدو الخارجي" أمام شعوبهم, التي ضاقت ذرعاً بهم وبسياساتهم وبتفاقم الأزمات الإجتماعية والإقتصادية, جراء انخراط دولهم في الصراع الذي– برأيهم- لن ينتهي سلماً إلاّ بمشاركتهم وشروطهم أو بحربٍ عالمية مدمرة. من هنا تأتي خطورة ما أعلنه ماكرون وستارمر عن خطة فرنسية – بريطانية, تكشف استعدادهما معاً لإرسال 50 ألف جندي إلى أوكرانيا تحت عنوان "حفظ السلام", وبحسب ماكرون فإن توحيد القوات العسكرية يجعلها قادرة على القيام بعمل عسكري واسع النطاق عند الضرورة, وبتشكيل الأساس لإنشاء قوة دولية ستكون مهمتها المستقبلية مراقبة وقف إطلاق النار في أوكرانيا و"الحفاظ على الاستقرار" في المنطقة. يا لها من خطة خبيثة مكشوفة, تسعى لإدخال 50 ألف من القوات هذين البلدين الأوروبيين تحت راية الناتو وليس تحت راية الأمم المتحدة المعنية بهكذا أدوار ومهام وفق القانون الدولي للمنظمة, ويبقى السؤال, هل تشمل خطة ماكرون وستارمر زيادة عدد القوات بإقحام أعدادٍ إضافية من دولٍ أوروبية أخرى, وهل يفكران حقاً كدول استعمارية قديمة - حديثة بحماية أمن أوكرانيا ؟ أم بإقتراب هذه القوات من حدود روسيا تحضيراً لأدوارٍ عسكرية أوروبية قادمة ضدها, يبدو أن "الجاران" يفكران بالإنتقام من روسيا وليس بإحتوائها لإحلال السلام . يا لها من خطة فضحت أصحابها وشريكهما المهرج الأوكراني المحارب دائماً,غير الاّبه بوقف الحرب والسلام لحماية شعبه وما تبقى من بلاده, في وقتٍ أكدت فيه خططهم أن حروبهم لا تعدو سوى وسيلة لتحقيق أهدافهم الدنيئة بإغتنام وتقاسم الأموال الأوروبية والأوكرانية, وسعيهم لفرض أنفسهم على أساس واقعٍ جيوسياسي جديد. أي خرابٍ يسعى إليه هؤلاء, وأية شرورٍ تجعلهم يجرون دولهم والعالم نحو الحرب العالمية الثالثة, وأي عارٍ يجنيه قادتهم بإخفاء خطط حروبهم ومصالحهم تحت ستار السلام.


26 سبتمبر نيت
منذ ساعة واحدة
- 26 سبتمبر نيت
مراوغات الاستعراض السياسي والسلام المزعوم
وسط دمار هائل ومعاناة إنسانية غير مسبوقة يعيشها أبناء الشعب الفلسطيني وفي ظل استمرار الغارات الصهيونية المكثفة على الأحياء السكنية واستمرار مجازر القتل والإبادة الوحشية التي يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي يتحدث الداعم الرئيسي المتمثل بالمجرم ترامب عن أزمة إنسانية في غزة وعن سعي أمريكي لإحلال السلام.. وبالمقابل تجاري بعض الأطراف الإقليمية والدولية ترامب في حديثه عن مقترحات ومفاوضات وقف إطلاق النار وإحلال السلام في غزة التي يمكن وصفها في حقيقة الأمر بمراوغات السلام المزعوم والاستعراض السياسي الهادف إلى تلميع صورة الاحتلال وتمكين آلة القتل الصهيوني واستمرار حرب الإبادة الجماعية واستباحة الأرض والإنسان.. تفاصيل أكثر في السياق التالي : محمد الزعكري فيما تستمر مفاوضات الدوحة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي بشأن وقف إطلاق النار في غزة بالتزامن مع زيارة نتنياهو للبيت الأبيض والتي تعد الزيارة الثالثة خلال أقل من 6أشهر.. تثبت تطورات الأحداث والوقائع على صعيد ميدان المواجهة العسكرية بين فصائل المقاومة وجيش الاحتلال الإسرائيلي وكذا على صعيد ميدان المواجهة السياسية أن مفاوضات السلام المزعومة ووقف إطلاق النار بناء على مقترحات الإدارة الأمريكية ليست سوى مراوغات سياسية أمريكية صهيونية هادفة إلى تهدئة الأجواء مؤقتا ومنح الكيان الصهيوني والنظام الأمريكي فرصة رسم استراتيجية جديدة للمضي مجددا في تنفيذ حرب الإبادة والتهجير للشعب الفلسطيني. ترامب كاذب ورغم ادعاء ترامب أنه وسيط للسلام تثبت حقائق الواقع عكس ذلك تماما وتؤكد أنه ممول مباشر للعدوان الإسرائيلي وفيما يتحدث عن أزمة إنسانية في غزة تستمر طائرات العدو الإسرائيلي في قتل أطفال غزة ويستمر جيش الاحتلال في ارتكاب أبشع مجازر الحرب العدوانية التي تؤكد للعالم أجمع أن زيارة المجرم نتنياهو لواشنطن ليست زيارة سلام أو تفاوض بل زيارة استعراض سياسي لإيجاد مبرر لاستمرار الحرب وتلميع لصورة الاحتلال وتمكين لآلة القتل والاستباحة للأرض الفلسطينية وتهيئة الأجواء لاستباحة المزيد من الأوطان والأراضي العربية . وبالتالي فإن التقارب الواضح بين ترامب ونتنياهو ليس إلا ورقة دعائية يريد من خلالها الأمريكي استثمار الدم الفلسطيني في معركة سياسية ضيقة داخل أمريكا. مقاومة باسلة وفي الوقت الذي يُراد فيه لهذه المفاوضات أن تكون عملية ابتزاز سياسي لا أكثر، ومحاولة لفرض منطق الاستسلام على المقاومة من خلال سلاح الضغط الإنساني، بعدما فشل العدو في تحقيق أهدافه العسكرية على الأرض. تدرك المقاومة الفلسطينية خطورة هذه المفاوضات، التي يحاول العدو تمريرها تحت غطاء إنساني بينما جوهرها الحقيقي سياسي بحت وتؤكد بالمقابل استمرار صمودها وثباتها في ميادين المواجهة والقتال. دفاعًا عن أرضها وكرامة شعبها، وترى أن أي حديث عن مفاوضات وقف إطلاق نار أو إحلال سلام لا تضمن وقف العدوان الإسرائيلي بشكل كامل ورفع الحصار وإدخال المساعدات الإنسانية وانسحاب جحافل جيش الاحتلال هي مجرد مراوغات سياسية واستراحة مؤقتة للعدو، يلتقط خلالها أنفاسه ليعود لاحقًا بأبشع صور الإجرام. ولذلك فإن المقاومة الفلسطينية ترفض أي محاولة لفرض حلول مجتزأة أو اتفاقيات مشروطة لا تصون حقوق الشعب الفلسطيني ولا تعالج المأساة التي خلفها الحصار الخانق والاعتداءات المتكررة بشكل جذري. صمود شعبي فلسطيني وإلى جانب المقاومة الفلسطينية يقف الشعب الفلسطيني الذي أثبت صلابته وقدرته على الصمود، ويدرك جيدًا أن أي تهدئة لا تضمن رفع الحصار بشكل كامل ووقف العدوان نهائيًا ليست إلا هدنة خادعة سرعان ما تنفجر في وجه الأبرياء من جديد. ويدرك أيضا أن معركة غزة ليست فقط معركة صواريخ أو قذائف، بل هي معركة إرادة وثبات وصبر سياسي، تحتاج إلى دعم كل الأمة، ووعي شعبي يرفض الضغوط الدولية، ويقف إلى جانب الحق الفلسطيني حتى النهاية. ووحدة خيار المقاومة هو الطريق نحو وقف إطلاق نار حقيقي يحمي الأرض والكرامة، أما ما يُطبخ خلف الكواليس فليس سوى وصفة جديدة لاستمرار المعاناة. مفارقات عجيبة ولعل المفارقة الغريبة في هذه المفاوضات المزعومة أن المفاوض الفلسطيني يفاوض حرفيا من أجل استعادة عمل مؤسسات ومنظمات الأمم المتحدة بغزة فيما يصر الكيان الإسرائيلي ومن خلفه ما تسمى بـ"راعية الديمقراطية"؛ على استبدال هذا الدور بشركات أمنية عسكرية. وفيما يفاوض المفاوض الفلسطيني من أجل قيم المجتمع الدولي في الإغاثة الإنسانية فيما يصر المجتمع الدولي على دفن رأسه بالتراب كالنعامة. خلاصة وتبقى الخلاصة أن الاحتلال الإسرائيلي يحاول استغلال المفاوضات لتحقيق مكاسب عجز عنها ميدانيًا، وفي مقدمتها استرجاع جنوده الأسرى لدى المقاومة، وتصفية البنية العسكرية لفصائل المقاومة، وفرض قيود مشددة على دخول السلاح والمواد الحيوية إلى غزة، بما يحول القطاع إلى سجن كبير تحت السيطرة الصهيونية. وإن الولايات المتحدة، كعادتها، تساند الاحتلال بلا قيد أو شرط، وتضغط على بعض الأطراف لفرض تهدئة تحفظ أمن إسرائيل أولًا وأخيرًا، غير مكترثة بحجم الجرائم أو بالدماء التي سالت في غزة. فهي لا تزال تردد شعاراتها الزائفة حول "حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها"، متجاهلة أن الشعب الفلسطيني هو من يدافع عن نفسه في وجه احتلال دموي متوحش. ولذلك كله سيظل العالم أعورا وظالما ومنافقا رغم إدراكه بعدالة مطالب مقاومة غزة الصامدة ومطالب الشعب الفلسطيني وسيكتب التاريخ أن هذا العالم فيما بقي صامتا على إهانة مؤسساته كانت غزة بالدم تُرغم الاحتلال على احترامها.