
دراسة جديدة في بريطانيا حول مخاطر محتملة لأدوية التخسيس
وتتعاون هيئة تنظيم الأدوية ومنتجات الرعاية الصحية البريطانية (MHRA) مع شركة 'جينوميكس إنجلاند'، في دعوة الأشخاص الذين تناولوا أدوية التخسيس وتم نقلهم إلى المستشفى بسبب التهاب البنكرياس للمشاركة في الدراسة الجينية الجديدة.
أدوية تحت المجهر
تشمل الدراسة أدوية شهيرة مثل Mounjaro وOzempic وWegovy، التي تُستخدم أيضًا لعلاج مرض السكري من النوع الثاني. ورغم ورود تقارير تربطها بالتهاب البنكرياس، لم يتم تأكيد وجود علاقة مباشرة بين الأدوية وتلك الحالات حتى الآن.
وتهدف الدراسة، وفقًا للدكتورة أليسون كايف، رئيسة قسم السلامة في MHRA، إلى 'فهم العوامل الوراثية التي قد تجعل بعض الأشخاص أكثر عرضة للآثار الجانبية الخطيرة'، مما يساعد على تقديم 'علاجات أكثر أمانًا تستند إلى الخصائص الجينية لكل مريض'.
مشاركة المرضى: عينات لعالم أكثر أمانًا
الدراسة ستُدار من خلال برنامج الإبلاغ المعروف باسم 'البطاقة الصفراء' (Yellow Card)، والذي يتيح للمرضى الإبلاغ عن الأعراض الجانبية المرتبطة بالأدوية واللقاحات والأجهزة الطبية.
وطُلب من المرضى الذين تبلغ أعمارهم 18 عامًا فأكثر، وسبق لهم التعرض لمضاعفات شديدة أثناء استخدامهم لأدوية التخسيس، التوجه لموقع 'البطاقة الصفراء' لتسجيل تفاصيل حالتهم. وقد يُطلب منهم لاحقًا تقديم عينة لعابية ومزيد من المعلومات، للمساهمة في البحث.
وبحسب البيانات المتاحة حتى 13 مايو 2025، تم الإبلاغ عن 10 حالات وفاة لمرضى كانوا يتناولون هذه الأدوية وتعرضوا لالتهاب البنكرياس، رغم أن العوامل المسببة للوفاة قد تكون متعددة ولم تُحسم بشكل قاطع.
بين الأمل والتحذير
ويرى مسؤولون صحيون أن هذه الأدوية قد تلعب دورًا كبيرًا في مواجهة أزمة السمنة، لكنهم يشددون على أنها ليست حلًا سحريًا، وغالبًا ما تأتي مصحوبة بآثار جانبية شائعة مثل الغثيان، والإمساك، والإسهال.
كما حذرت MHRA من أن عقار Mounjaro قد يقلل من فعالية حبوب منع الحمل الفموية لدى بعض النساء، ما يتطلب حذرًا إضافيًا في الاستخدام.
نحو رعاية صحية وقائية
وقال البروفيسور مات براون، كبير العلماء في شركة Genomics England: 'رغم فعالية أدوية GLP-1 مثل Ozempic وWegovy، إلا أن لها مخاطر مثلها مثل أي دواء'. وأضاف: 'العديد من ردود الفعل السلبية قد تكون ذات أسباب وراثية، وهدفنا هو جمع البيانات التي تتيح تصميم وصفات علاجية أكثر دقة، تعزز من التوجه نحو نظام صحي وقائي'.
وتشير التقديرات إلى أن التفاعلات الدوائية الضارة قد تكلف هيئة الخدمات الصحية البريطانية (NHS) ما يزيد على 2.2 مليار جنيه إسترليني سنويًا من تكاليف الإقامة في المستشفيات فقط، ما يعزز الحاجة لتطوير حلول استباقية مبنية على الجينات.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


Independent عربية
منذ 6 أيام
- Independent عربية
في بريطانيا... 10 وفيات ومئات الحالات الخطرة بسبب حقن التنحيف
في المملكة المتحدة، حذرت هيئة تنظيم الأدوية من وجود علاقة بين نوع من الحقن المخصصة لإنقاص الوزن، وإصابة مئات المستخدمين بداء خطير يهدد الحياة، إضافة إلى تسجيل 10 وفيات يعتقد أن لها صلة مباشرة باستخدام هذه الأدوية. وفي التفاصيل، تحقق "هيئة تنظيم الأدوية ومنتجات الرعاية الصحية" MHRA في بريطانيا عقب تسجيل 294 إصابة بالتهاب البنكرياس، بنوعيه الحاد والمزمن، لدى أشخاص استخدموا "تيرزيباتيد" tirzepatide، المكون النشط في دواء "مونجارو" Mounjaro، و"سيماغلوتايد" semaglutide، المستخدم في "أوزمبيك"Ozempic و"ويغوفي" Wegovy. وعلى رغم عدم وجود أدلة قاطعة تؤكد الارتباط المباشر لهذه الحالات بالأدوية من فئة محفزات مستقبلات "جي أل بي- 1"GLP-1 [تحاكي تأثير هرمون يسمى "الببتيد" الشبيه بـ"الغلوكاغون 1" الذي يحفز إنتاج الإنسولين ويخفض مستويات السكر في الدم]، المستخدمة أيضاً في علاج السكري، تتزايد المخاوف في شأن محدودية المعلومات المتاحة حول الروابط المحتملة بين هذه العقاقير من جهة والمضاعفات الصحية المسجلة من جهة أخرى، مما دفع مسؤولي الصحة في المملكة المتحدة إلى الشروع في دراسة جديدة تتفحص آثارها الجانبية الضارة. ويأتي هذا التحذير بعد أيام قليلة من طرح دواء "مونجارو" في عيادات أطباء الصحة العامة في مختلف أنحاء إنجلترا، بينما في المستطاع الحصول على "أوزمبيك" و"ويغوفي" لدى "هيئة الخدمات الصحية الوطنية" NHS بعدما يحيل الطبيب المريض إلى برنامج طبي متخصص في إنقاص الوزن [حيث يُصار إلى تقييم الحال وتحديد الحاجة إلى العلاج بالأدوية ضمن خطة متكاملة]. ولكن مع ذلك، يمكن شراء "مونجارو" و"ويغوفي" عبر الإنترنت خارج نطاق النظام الصحي الرسمي [ومن دون الحاجة إلى وصفة أو إحالة طبيتين]. ويعتقد أن نحو 1.5 مليون شخص يستخدمون حالياً حقن إنقاص الوزن في المملكة المتحدة، أي ما يعادل أربعة في المئة من الأسر، مع تزايد شعبيتها بصورة كبيرة، وقد صرح مدير الأطباء لدى "هيئة الخدمات الصحية الوطنية" ستيفن بويس، بأنها ربما تصبح قريباً الدواء الأكثر استخداماً بين السكان. ولكن المتخصصين أبدوا مخاوفهم في شأن الاستخدام المتزايد لهذه الحقن. تحدث في هذا الشأن الدكتور سيمون كورك، المحاضر الأول في علم وظائف الأعضاء في "جامعة أنجليا روسكين" في المملكة المتحدة، فقال إن "نسب التهاب البنكرياس التي لوحظت في التجارب السريرية كانت منخفضة، بيد أننا نعلم أن كثيرين يشترون هذه الأدوية الآن من القطاع الخاص. ولكن مع تزايد عدد المستخدمين، حتى النسب الصغيرة ستترجم أعداداً أكبر من الإصابات، على رغم أن هذه الحالات ما زالت نادرة". ومع ذلك، شدد الدكتور كورك على أهمية الإقرار بأن الأخطار المرتبطة بالسمنة تفوق بأشواط الأخطار التي ينطوي عليها استخدام هذه الأدوية. وأضاف الدكتور كورك: "بالنسبة إلى الغالبية العظمى من الناس، ستساعد هذه الأدوية على إنقاص الوزن، وتبقى آمنة إلى حد كبير. ولكن لدى قلة من المستخدمين، ستظهر آثار جانبية خطرة، ومن المهم الحرص على خضوع هؤلاء الأشخاص للمتابعة من اختصاصيي الرعاية الصحية". من بين المستخدمين الذين يُعتقد أنهم عانوا آثاراً جانبية جراء استخدام "مونجارو"، جولي بيشوب، البالغة من العمر 55 سنة، والتي شخّص الأطباء إصابتها بالتهاب البنكرياس الحاد بعد لجوئها إلى هذا الدواء بهدف إنقاص الوزن. وعلى رغم عدم توفر أدلة قاطعة تؤكد وجود علاقة مباشرة بين الدواء وحالها الصحية، ناشدت بيشوب كل المستخدمين بضرورة الوعي التام بالأخطار المحتملة التي ينطوي عليها. وقالت بيشوب في تصريح إلى "اندبندنت": "أعرف كثيرين يستخدمون هذا الدواء، لذا لم أكن قلقة في البداية في شأن اللجوء إليه. أعتقد أنه من المفيد توعية الناس بالأهمية التي تكتسيها الأعضاء الحيوية في الجسم، مثل البنكرياس، ومدى الضرر الذي يُسببه أي أثر جانبي". "أفكر في العودة إلى استخدام [مونجارو] مجدداً، ولكن أرفض أن يكون ذلك إلا عبر 'هيئة الخدمات الصحية الوطنية'. أعتقد أن هذه الأدوية يجب أن تتاح للناس عبر هذه الهيئة حصراً - وربما مقابل دفع ثمنها - نظراً إلى الأخطار المصاحبة لها"، أضافت بيشوب. تستند نتائج "وكالة تنظيم الأدوية ومنتجات الرعاية الصحية" إلى تقارير طبية توثق وقوع مضاعفات صحية بعد استخدام المرضى أدوية محفزات مستقبلات "جي أل بي- 1". ومع أن استخدام هذه العقاقير ربما يكون قد تزامن مع ظهور حالات صحية أو وقوع وفيات، ولكن من دون أن يكون مسؤولاً عنها، فإن اعتماد نظام الإبلاغ الطوعي ربما يسبب نقصاً في عدد البلاغات، مما يعني احتمال وجود أعداد أكبر من الحالات غير الموثقة. كذلك كشفت الأرقام عن تسجيل 116 حالة التهاب حاد ومزمن في البنكرياس مرتبطة بدواء "ليراغلوتايد" liraglutide، بينها وفاة واحدة، و101 حالة مرتبطة بدواء "إكسيناتيد" exenatide، من بينها ثلاث وفيات. وارتبطت خمس وفيات بدواء "تيرزيباتيد" tirzepatide، وحالة واحدة بدواء "سيماغلوتيد" semaglutide. وفي سياق متصل، سجلت السلطات الصحية في المملكة المتحدة 52 إصابة بالتهاب البنكرياس الحاد والمزمن مرتبطة باستخدام عقار "دولاغلوتايد"، و11 حالة أخرى مرتبطة بعقار "ليكسيسيناتيد"، مما يرفع إجمالي الوفيات المتصلة بأدوية "جي أي بي- 1" إلى 10 حالات. بناء على ذلك، تعتزم "هيئة تنظيم الأدوية ومنتجات الرعاية الصحية" إطلاق دراسة تستهدف حالات التهاب البنكرياس المرتبطة بأدوية محفزات مستقبلات "جي أل بي- 1"، بغية التحقق مما إذا كانت العوامل الوراثية تؤدي دوراً ما في تطور هذه الإصابات. وتدعو الهيئة الأفراد إلى الإبلاغ عن أية آثار جانبية يعانونها، وذلك من خلال مشروع "البطاقة الصفراء للبنك الحيوي"، الذي يدار بالتعاون مع شركة "جينوميكس إنجلترا" (هيئة الجينوم البريطانية). وتشير كبيرة مسؤولي السلامة في "هيئة تنظيم الأدوية ومنتجات الرعاية الصحية"، الدكتورة أليسون كايف، إلى أن الأدلة العلمية تدعم إمكان الوقاية من نحو ثلث الآثار الجانبية المرتبطة بالأدوية من طريق تطبيق التحاليل الطبية الجينية. ومن المتوقع أن تثقل الآثار الجانبية لهذه الأدوية كاهل "هيئة الخدمات الصحية الوطنية" بأكثر من 2.2 مليار جنيه إسترليني سنوياً، نتيجة فترات الإقامة في المستشفى وحدها. وتوضح الدكتورة كايف أن المعلومات التي يوفرها مشروع "البطاقة الصفراء للبنك الحيوي" ستسهم في تعزيز قدرتنا على توقع الأشخاص الأكثر عرضة للآثار الجانبية، مما يتيح تقديم العلاجات الأكثر أماناً للمرضى في مختلف أنحاء المملكة المتحدة، استناداً إلى تركيبتهم الجينية". وفي العام الماضي، توصل فريق بحثي من "جامعة كولومبيا البريطانية" في كندا إلى أن استخدام الحقن المخصصة لإنقاص الوزن من شأنه أن يفاقم خطر الإصابة بمشكلات هضمية حادة، بما في ذلك التهاب البنكرياس. وقال الباحث الرئيس موهيت سودي بأنه على رغم ندرة هذه الحالات، ينبغي على "المرضى الذين يفكرون في استخدام الحقن بغرض إنقاص الوزن أن يأخذوا الآثار الجانبية السيئة المحتملة في الاعتبار". اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) ويدرج "المعهد الوطني للتميز في الرعاية الصحية" NICE في بريطانيا التهاب البنكرياس كأحد الآثار الجانبية المحتمل لعقار "مونجارو". كذلك يوصي المعهد "هيئة الخدمات الصحية الوطنية" باستخدامه لعلاج السمنة لدى المرضى، الذين يلتزمون نظاماً غذائياً منخفض السعرات الحرارية، وزيادة النشاط البدني. وفي تصريح إلى "اندبندنت"، قال متحدث باسم "ليلي" Lilly، الشركة المصنعة لعقار "مونجارو"، إن سلامة المرضى تمثل أولوية قصوى لديهم، مشيراً إلى أن الشركة تتابع وترصد بصورة دؤوبة كل البيانات المتعلقة بسلامة استخدام الدواء، ولا تتردد في الإبلاغ عنها. وأضاف المتحدث أن المضاعفات السلبية التي قد تظهر بعد تناول الأدوية ربما تكون ناجمة عن عوامل أخرى، من بينها حالات مرضية موجودة أصلاً لدى المستخدم. كذلك أوضح المتحدث باسم "ليلي" أن "النشرة المرفقة مع عقار 'مونجارو' تحذر من أن التهاب البنكرياس (الحاد) يندرج ضمن الآثار الجانبية غير الشائعة (التي ربما تصيب ما يصل إلى شخص واحد من كل 100 مستخدم). كذلك توصي النشرة المرضى باستشارة طبيبهم أو أي اختصاصي في الرعاية الصحية قبل استخدام 'مونجارو'، في حال كانوا قد أصيبوا سابقاً بالتهاب البنكرياس". و"نحث المرضى على استشارة طبيبهم أو متخصص في الرعاية الصحية في شأن أية آثار جانبية يكابدونها، والتأكد من حصولهم على العقار الأصلي من "ليلي"، ختم المتحدث.


الشرق الأوسط
٢٨-٠٦-٢٠٢٥
- الشرق الأوسط
أدوية إنقاص الوزن قد تُبطل مفعول بعض وسائل منع الحمل
حذرت وكالة تنظيم الأدوية ومنتجات الرعاية الصحية البريطانية (MHRA) من أن أدوية إنقاص الوزن مثل «أوزمبيك» و«ويغوفي» و«مونجارو»، قد تُبطل مفعول وسائل منع الحمل الفموية، بعد تلقيها نحو 40 بلاغاً مرتبطاً بهذا الأمر. وحسب صحيفة «نيويورك بوست» الأميركية، فقد تلقت الوكالة 28 بلاغاً يتعلق بالحمل لدى مريضات يتناولن «مونجارو»، و9 بلاغات تتعلق بنساء يتناولن «أوزمبيك» و«ويغوفي». وحذّرت الوكالة من أن هذه الأدوية قد تقلل من فاعلية موانع الحمل الفموية، وأوصت باستخدام وسائل منع الحمل العازلة كالواقي الذكري بوصفه بديلاً أفضل تأثيراً. وحتى الآن، لا يوجد دليل على أن هذه الأدوية تؤثر على وسائل منع الحمل غير الفموية. يأتي هذا التحذير في الوقت الذي تغمر فيه عدد من النساء وسائل التواصل الاجتماعي بقصص عن الظاهرة التي أطلقن عليها اسم «أطفال أوزمبيك»، حيث لفت أولئك النساء إلى أنهن حملن بعد استخدام أدوية إنقاص الوزن رغم تناولهن حبوباً لمنع الحمل. ويتعارض ذلك إلى حد ما مع تحذير أطلقته آيلا بارمر، اختصاصية التغذية المُعتمدة وخبيرة الصحة الإنجابية الأميركية قبل أيام، حيث قالت إن «أوزمبيك» و«ويغوفي» قد يؤثران على خصوبة الرجال والنساء ويقللان القدرة على الإنجاب. وصرحت بارمر لـ«نيويورك بوست» بأن نحو 15 في المائة من مرضاها الذين استخدموا هذه الأدوية واجهوا صعوبة في الحمل والإنجاب. وأضافت أن نحو 40 في المائة منهم أبلغوا عن مشكلات مثل عدم انتظام الدورة الشهرية، وتأخر التبويض، وانخفاض جودة الحيوانات المنوية.


Independent عربية
٢٨-٠٦-٢٠٢٥
- Independent عربية
ماذا نعرف عن تأثير الاستخدام الطويل الأمد لأوزمبيك ومونجارو؟
جاءت عناوين الأخبار هذا الأسبوع صاخبة في وقعها ومقلقة في مضمونها. فقد ذكرت إحدى الصحف أن "أوزمبيك ربما يعطل مفعول حبوب منع الحمل"، وذلك عقب تحذير أصدرته "وكالة تنظيم الأدوية ومنتجات الرعاية الصحية" Medicines and Healthcare Products Regulatory Agency في بريطانيا، أوصت فيه النساء اللاتي يستخدمن حبوب منع الحمل الهرمونية باعتماد وسيلة إضافية خلال فترة تلقيهن الحقن، وتجنب الأخيرة تماماً خلال فترتي الحمل أو الرضاعة. ومن جهتها، حذرت "الجمعية البريطانية لانقطاع الطمث" The British Menopause Society أن النساء اللاتي يعتمدن على العلاج بالهرمونات البديلة قد يواجهن انخفاضاً في امتصاص أقراص هرمون البروجسترون خلال استعمال هذه العقاقير، مما قد يفاقم خطر الإصابة بسرطان بطانة الرحم. وفي السياق ذاته، حذرت تقارير أخرى من أن الحقن التي يستخدمها كثيرون لإنقاص الوزن، مثل "ويغوفي" Wegovy و"مونجارو" Mounjaro، ربما تنطوي أيضاً على خطر خفي للإصابة بسرطان الكلى. كذلك أصدرت "وكالة الأدوية الأوروبية" هذا الشهر تحذيراً يفيد بأن استخدام "سيماغلوتايد" [المادة الفاعلة في عدد من أدوية السكري وإنقاص الوزن مثل "أوزمبيك" و"ويغوفي"] قد يضاعف خطر الإصابة بحالة نادرة تسبب فقداناً مفاجئاً للبصر، تسمى طبياً "الاعتلال العصبي البصري الأمامي الإقفاري غير الشرياني" (اختصاراً NAION). في الحقيقة، هذه العناوين الأخبارية كفيلة بإثارة القلق حتى لو كانت الأدوية التي تتحدث عنها نادرة الاستخدام، ولكن ما يسمى حقن إنقاص الوزن أصبحت شائعة جداً إلى حد فاق توقعات الشركات المصنعة نفسها. وبدءاً من هذا الأسبوع، يُسمح للأطباء العامين بإعطاء دواء "مونجارو" للأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة والذين يعانون أيضاً مجموعة من المضاعفات الصحية الأخرى. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) حتى مارس (آذار) 2025، قدرت شركة "آي كيو فيا" IQVIA المتخصصة في تحليلات سوق الأدوية أن نحو 1.5 مليون شخص في المملكة المتحدة يستخدمون علاجات لإنقاص الوزن. ولما كانت هذه العلاجات غير متوفرة بشكل كاف لدى "هيئة الخدمات الصحية الوطنية"، يشتري المستخدمون 80 في المئة منها على نفقتهم الخاصة، وغالباً عبر الإنترنت، لذا تصدرت الشركات المصنعة قائمة الشركات الأعلى قيمة في أوروبا. ولكن مع عدم توفر دراسات علمية موثوقة طويلة الأمد، هل نملك فعلاً معرفة عميقة بمدى مأمونية استخدام هذه الأدوية؟ صحيح أنها خضعت لاختبارات دقيقة قبل طرحها في السوق، ولكن هل راعت الشركات المصنعة كيفية استخدام الناس لها، ما الذي نعرفه حقاً عن آثارها الطويلة الأجل، هل نحن إزاء إنجاز طبي حقيقي، أم إننا نعيش فصلاً آخر في تاريخ عقاقير إنقاص الوزن الحافل بالإخفاقات والمشكلات؟ أزمة تتطلب حلولاً عاجلة لا يختلف اثنان على أن السمنة تمثل حالة طوارئ صحية عامة. اليوم، يعاني نحو ثلاثة أرباع الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 45 و75 سنة في المملكة المتحدة زيادة في الوزن، بعدما كانت نسبتهم عام 1993 تتجاوز قليلاً نصف هذا العدد. وترتبط السمنة بجملة من المشكلات الصحية الخطرة، من قبيل داء السكري من النوع الثاني، وأمراض القلب، واضطرابات المفاصل، والعقم، فضلاً عن حوالى 30 نوعاً من السرطان. تقدر النفقات السنوية التي تتحملها "هيئة الخدمات الصحية الوطنية" في المملكة المتحدة لعلاج السمنة وتبعاتها بنحو 6.5 مليار جنيه إسترليني سنوياً. وفي ضوء هذا العبء المالي الهائل، يعد البحث عن دواء آمن وفاعل لمكافحة السمنة "الكأس المقدسة" التي يطمح الطب إليها. ولكن المحاولات السابقة غالباً ما انتهت بفشل ذريع، سواء بسبب نتائج ضعيفة وغير مرضية، أو مشكلات خطرة تتعلق بسلامة الاستخدام. سجل حافل بالمشكلات على مر التاريخ، كانت أدوية إنقاص الوزن مصحوبة بأخطار جسيمة. أحد أقدم هذه الأدوية مركب "2.4 دينيتروفينول" 2,4-dinitrophenol، الذي استخدم في الأصل كمادة متفجرة في الحرب العالمية الأولى. كان يعمل من طريق زيادة معدل التمثيل الغذائي أو الأيض، محفزاً الجسم على حرق السعرات الحرارية على شكل حرارة. ومع بروز موضة عشرينيات القرن العشرين التي كشفت أجزاء أكبر من الجسم، سارع كثيرون إلى استخدامه، ولكن اتضح أن الجرعة الخطأ منه تؤدي فعلاً إلى احتراق الجسم من الداخل. وقد دفعت الوفيات المروعة إلى حظر استخدام هذا الدواء عام 1938. لاحقاً، ظهرت أدوية إنقاص الوزن القائمة على مركبات "الأمفيتامين" amphetamine، التي لاقت رواجاً واسعاً في خمسينيات القرن العشرين وستينياته قبل أن يؤدي اكتشاف صلتها بالإدمان وأمراض القلب والأوعية الدموية إلى حظر استخدامها. وفي مراحل أقرب زمنياً، سحبت الهيئات التنظيمية المعنية الدواءين "سيبوترامين" sibutramine (ريدكتيل Reductil) و"ريمونابانت" rimonabant (أكومبليا Acomplia) من الأسواق بعد ثبوت ارتباطهما بحدوث نوبات قلبية وسكتات دماغية، إضافة إلى ظهور آثار نفسية خطرة. وخلال الفترة التي سبقت تعليق استخدام "أكومبليا" عام 2008، حدثت أربع حالات انتحار بين المشاركين في تجربة سريرية خاصة به. وهنا، ظهر جيل جديد من عقاقير إنقاص الوزن التي تنتمي إلى عائلة من الأدوية تسمى "محفزات مستقبلات جي أل بي- 1" (GLP-1). تشمل هذه الأدوية المركبين "سيماغلوتيد" semaglutide و"تيرزيباتيد" tirzepatide، اللذين يعملان من طريق محاكاة عمل هرموناتنا الطبيعية في الجسم المسؤولة عن التحكم في الشهية والشعور بالشبع. وكان أول عقار من هذه الفئة يُطرح في الأسواق "إكسيناتيد" exenatide ، المخصص أساساً لعلاج السكري من النوع الثاني، وذلك عام 2005. ثم حصل "أوزمبيك" على موافقة الاستخدام عام 2017، وتبعه "مونجارو" عام 2023. أظهرت التجارب السريرية نتائج غير مسبوقة، إذ فقد بعض المشاركين ما يصل إلى 26 في المئة من وزن الجسم، في نسبة تعادل النتائج التي تحققها جراحة السمنة، إضافة إلى غياب الآثار الجانبية المميتة التي ارتبطت بأدوية إنقاص الوزن السابقة. ولكن، لماذا تختلف هذه الأدوية عن سابقاتها؟ يشرح البروفيسور جايلز يو، الاختصاصي في الغدد الصماء العصبية الجزيئية في "جامعة كامبريدج" البريطانية، قائلاً: "كانت معظم الأدوية السابقة تستهدف الدماغ، لأنه ببساطة المركز المسؤول عن الشعور بالجوع. ولكن أدى ذلك إلى آثار جانبية خطرة. ويضيف "أما هذه الأدوية الأحدث فعبارة عن نسخ معدلة وطويلة المفعول من هرمونات طبيعية موجودة أصلاً في أجسامنا، ومصممة لتصل إلى المناطق المطلوبة من الدماغ بشكل طبيعي، مما يتيح للجسم التفاعل معها تماماً كما يتعامل مع هرموناتنا الخاصة". حل سحري أم حقل ألغام؟ رغم نجاحها اللافت، أثار الانتشار السريع لاستخدام هذه الحقن مخاوف متزايدة. مستخدمون كثر يحصلون عليها الآن من طريق عيادات خاصة عبر الإنترنت، وغالباً من دون رقابة طبية كافية. بل إن البعض يلجأ إلى شراء "تركيبات" غير قانونية منها، يحضرها بشكل غير رسمي متخصصون في التجميل. كذلك تغص وسائل التواصل الاجتماعي بتقييمات المستخدمين، ونصائح حول الجرعات البالغة الصغر micro-dosing، وصور "قبل الاستخدام وبعده" توثق فقدان الوزن. ولكن هذا الأسبوع، حذر متحدث باسم شركة "نوفو نورديسك" الدنماركية، المصنعة لعقاقير "أوزمبيك" و"ويغوفي"، من هذه الممارسات، وقال في تصريح إلى "ديلي ميل" إنهم لا يوصون بالجرعات الدقيقة مثلاً، موضحاً أن "الجرعات المعتمدة رسمياً وحدها التي خضعت للدراسة السريرية، وحصلت بناء على النتائج على الترخيص بالاستخدام". وعلى نحو مماثل، حذرت "الجمعية الصيدلانية الملكية" Royal Pharmaceutical Society من أنه في حالة غياب الإشراف الطبي المناسب، يواجه المستخدمون أخطاراً صحية تشمل الجفاف، وحصوات المرارة، وسوء التغذية، وفقدان العضلات. ماذا عن سلامة الاستخدام الطويل الأمد؟ يبدي البروفيسور يو تفاؤله قائلاً إن "الهيئات التنظيمية، مثل 'إدارة الغذاء والدواء الأميركية' و'وكالة الأدوية الأوروبية'، صارمة جداً في تقييم الأدوية. هذه العقاقير معتمدة في مختلف أنحاء العالم، ولو أنها غير آمنة لما حازت التراخيص بالاستخدام". ويضيف البروفيسور كاريل لورو، الخبير في الطب الأيضي في "جامعة أولستر" في إيرلندا الشمالية، أن جميع الأدوية المعتمدة، وليس عقاقير إنقاص الوزن وحدها، لا بد من أن تخضع للدراسة لمدة لا تقل عن 52 أسبوعاً. ومرد ذلك، كما يقول، إلى أنه "في حال عدم ظهور مشكلات كبيرة خلال عام، فمن غير المرجح أن نشهدها لاحقاً. ويستند هذا التقييم إلى خبرة تراكمية واسعة لدى الهيئات التنظيمية، استمدتها من مراجعة عشرات الآلاف من الدراسات السابقة". ولكن الآثار الجانبية الأقل وضوحاً لا تظهر في العادة إلا بعد بدء الاستخدام الواسع النطاق. ويؤكد البروفيسور لورو أن النتائج الجديدة التي تصدرت عناوين الأخبار في الأسابيع القليلة الماضية تمثل جانباً طبيعياً من العملية المعتادة "المراقبة ما بعد التسويق"، كما تسمى، وفيها تواصل شركات الأدوية والهيئات التنظيمية جمع البيانات [ومتابعة سلامة الأدوية بعد طرحها في الأسواق]. ويقول البروفيسور لورو "نعم، ربما تظهر بعض المشكلات أو الآثار الجانبية. لكننا استخدمنا هذه الفئة من الأدوية طوال 20 عاماً، غالباً على أشخاص كانت حالهم أكثر سوءاً من المستخدمين الحاليين. وتبدو البيانات مطمئنة جداً". كذلك يشير البروفيسور لورو إلى أنه في التجارب، واجه المشاركون الذين أخذوا هذه الأدوية آثاراً جانبية خطرة أقل مقارنة بالمجموعة التي تلقت دواء وهمياً. و"يعزى ذلك إلى أن السمنة وداء السكري حالتان صحيتان مؤذيتان جداً في حد ذاتهما. وعند نقطة معينة، يصبح من غير المبرر أخلاقياً عدم إجازة دواء أثبت قدرته على تحسين صحة المرضى". تحليل الأخطار لا تزال بعض الأخطار قيد الدراسة. أثيرت التحذيرات بشأن سرطان الكلى بناء على دراسة شملت 43 ألف شخص ممن يتلقون عقاقير من فئة "محفزات مستقبلات 'جي أل بي- 1'"، مقابل عدد مماثل في مجموعة الضبط. وقد سجلت مجموعة العلاج 83 إصابة مقارنة مع 58 إصابة في مجموعة الضبط، مما يمثل زيادة طفيفة في العدد الكلي للحالات، وليس بالضرورة دليلاً قاطعاً على وجود علاقة سببية مباشرة. وعلى النقيض، أظهرت تجارب سريرية أخرى أن العقاقير نفسها توفر فوائدة كبيرة في حماية الكلى. تابعت تجربة "فلو" FLOW (التي امتدت من 2019 إلى 2023) أكثر من 3500 مريض، ووجدت أن استخدام "سيماغلوتيد" ارتبط بانخفاض بنسبة 24 في المئة في خطر الإصابة بالفشل الكلوي، وانخفاض بنسبة 50 في المئة في الوفيات الناجمة عن أمراض الكلى. وكانت النتائج حاسمة إلى حد إنهاء التجربة مبكراً لتمكين مجموعة الدواء الوهمي من تلقي العلاج. البروفيسور لورو الواثق في فاعلية العقاقير، يقول "لقد أظهرنا أن هذه الأدوية قادرة على تقليص معدلات النوبات القلبية بنسبة تصل حتى 25 في المئة، وتقليل خطر الإصابة بالسكري لدى المعرضين للإصابة به بنسبة تراوح ما بين 80 و90 في المئة. نعم، شهدنا مشكلات في العينين، ولكن هذه الحالة تحديداً لا تظهر إلا لدى مرضى السكري، ولا يتجاوز معدل حدوثها حالة واحدة من كل 10 آلاف شخص". كذلك يشير البروفيسور يو إلى أن "السكري من النوع الثاني يمثل السبب الرئيس لفقدان البصر في أوساط البالغين". ماذا عن المخاوف المتعلقة بوسائل منع الحمل والعلاج بالهرمونات البديلة؟ يوضح البروفيسور لورو أن السبب المحتمل يعود إلى التقيؤ، علماً أنه أحد الآثار الجانبية المعروفة لهذه الأدوية، وليس لأن الدواء نفسه يعوق الامتصاص. "أي مادة نبتلعها سيمتصها الجسم في النهاية، إلا إذا طرحها خارجاً من طريق القيء". للحد من الغثيان أثناء استخدام هذه الأدوية، ينصح الخبراء بالالتزام بالجرعات المنخفضة، حتى لو تباطأت وتيرة فقدان الوزن. وإذا استمرت مشكلة التقيؤ، يكمن الحل في التحول إلى أشكال غير فموية من العلاج بالهرمونات البديلة، مثل اللاصقات، أو استخدام الواقي الذكري، أو اللولب الرحمي. هشاشة العظام وأخطار أخرى أعرب آخرون عن مخاوفهم بشأن تأثير حقن إنقاص الوزن على العضلات والعظام. مثلاً، المغنية الأميركية أفيري التي استخدمت "أوزمبيك" لمدة عام على رغم معاناتها اضطرابات في الأكل، كشفت لجمهورها، وقد اغرورقت عيناها بالدموع، عن تشخيص إصابتها بهشاشة العظام. وأقرت أنها لم تحصل على الدواء بوصفة طبية. فهل نحن أمام حالة فردية، أم إن كثراً مروا بتجربة مشابهة؟ أظهرت دراسة نشرت العام الماضي أن ما بين 15 و40 في المئة من الوزن المفقود باستخدام "سيماغلوتايد" ربما يكون ناتجاً عن فقدان جزء من الأنسجة غير الدهنية في الجسم. في رأي البروفيسور يو، لا بد من أن يعرف المستخدمون هذه الحقيقة. ويوضح أن "كل شخص يفقد الوزن، أياً كانت الوسيلة، سيخسر دائماً، إلى جانب الدهون، جزءاً من الأنسجة الخالية من الدهون، والتي تشمل الماء والعضلات والعظام". ومع ذلك، يقول إنه ليس بين أيدينا دليل حتى الآن على أن حقن إنقاص الوزن تسهم بشكل مباشر ومستقل في الإصابة بهشاشة العظام". وفي رأي البروفيسور يو، تبقى التمارين الرياضية الطريقة الأفضل لتقليص فقدان العظام، إذ تظهر الدراسات أنها تساعد في الحفاظ على الكتلة العضلية وكثافة العظام عند ممارستها بالتزامن مع هذه الأدوية. كذلك يساعد اتباع نظام غذائي غني بالبروتين في الحفاظ على العضلات. أظهرت مراجعات علمية أيضاً أنه بعد خسارة الوزن، ورغم فقدان الأنسجة غير الدهنية، يمتلك المستخدمون في العادة نسبة أعلى من الكتلة العضلية مقارنة بالدهون، وأن هذه العضلات قد تكون "أفضل جودة" بفضل ما تتميز به من ألياف عضلية أقوى. ولكن، بالنسبة إلى كبار السن الذين يملكون احتياطات عضلية أقل، فإن فقدان مقدار كبير من الوزن والعضلات ربما يكون محفوفاً بالأخطار، لا سيما أن استعادة الكتلة العضلية تصبح أكثر صعوبة مع التقدم في السن. مشكلة الإدمان لا تقضي هذه الأدوية على السمنة بصورة نهائية، بل تتحكم بها. عند التوقف عن الحقن، تعود شهيتك إلى سابق عهدها. وجدت إحدى الدراسات أن المرضى استعادوا ثلثي الوزن الذي فقدوه في غضون سنة واحدة من توقفهم عن العلاج. تثير هذه الحقيقة تساؤلات صعبة. يقول لورو "أحد أهم الأسئلة التي نطرحها على المرضى الآن: هل أنت على استعداد لاستخدام هذا العقار مدى الحياة؟" وبالطبع، تترتب على هذا الخيار كلفة مالية، سواء من جيب المستخدم (حوالى 250 جنيهاً استرلينياً شهرياً) أو من "هيئة الخدمات الصحية الوطنية"، التي سيتوجب عليها النظر في تغطية تكاليف الوصفات الطبية مدى الحياة. ومع هذه ومع هذه الكلفة المرتفعة، يبقى السؤال: كيف نمنع استغلال الأدوية وبيعها بشكل غير قانوني في السوق السوداء؟ الجيل المقبل: أمل أم مبالغة؟ تركز الأدوية الحالية على هرمون أو اثنين فقط من هرمونات الأمعاء التي تنظم الشهية. غير أن الجهاز الهضمي يضم، كما يوضح البروفيسور يو، نحو 20 هرموناً معوياً تؤثر في الشعور بالشبع. بناء عليه، ليس مستبعداً أن تعتمد علاجات الجيل المقبل من أدوية إنقاص الوزن على دمج عدد أكبر من هذه الهرمونات، مما يسمح باستخدام جرعات أقل، ومن ثم خفض الآثار الجانبية المحتملة، مثل القيء. ويقول يو إن "العلاجات المقبلة ربما تخلو تماماً من أي آثار جانبية هضمية". إضافة إلى ذلك، يعمل الخبراء على تصميم بعض أدوية إنقاص الوزن من الجيل الجديد بطريقة تتيح حماية الكتلة العضلية والحفاظ على كثافة العظام، وذلك عبر تنشيط مسارات بيولوجية تحاكي تأثيرات التمارين الرياضية. كذلك يوضح البروفيسور يو أن الأقراص غير المكلفة المتوقع طرحها في المستقبل ربما تمثل السر أيضاً وراء الحفاظ على نتائج فقدان الوزن مدى الحياة. ومع إعلان "منظمة الصحة العالمية" في مايو (أيار) الماضي عزمها دعم استخدام أدوية مكافحة السمنة لعلاج البالغين، ربما يتوسع نطاق الوصول إلى هذه العلاجات عالمياً، مما قد يشكل نقطة تحول طبية بارزة. ولكنها ليست مناسبة للجميع قلة في المجتمع الطبي تشكك في أن "محفزات مستقبلات جي أل بي- 1" تمثل إنجازاً كبيراً. ولكنها في الوقت ذاته ليست حلاً شاملاً يناسب الجميع. مثلاً، حوالى 15 في المئة من المرضى لا يستجيبون للعلاج. وثمة قلق متزايد من أن الوصول إليها لا يزال مقتصراً على من يستطيعون تحمل تكاليف الوصفات الطبية الخاصة، بينما يواجه مرضى "هيئة الخدمات الصحية الوطنية" قيوداً على استخدامها. كذلك يلجأ إليها كثيرون من دون ممارسة التمارين الرياضية أو تحسين نظامهم الغذائي، علماً أنهما يكتسيان أهمية بالغة في الحفاظ على قوة العضلات والعظام في المستقبل. ومع ذلك، يرى البروفيسور يو أن التغيير قادم. ويقول في هذا الصدد "تنتهي صلاحية براءة اختراع 'أوزمبيك' بعد سبعة أعوام. وأتوقع أن ينخفض سعره من 200 جنيه استرليني إلى نحو 10 جنيهات استرلينية شهرياً. عندها، ستتمكن "هيئة الخدمات الصحية الوطنية" من توفيره على نطاق واسع، وتحت إشراف مناسب، ذلك أن هذه الأدوية الفاعلة مصممة لأغراض صحية، وليس كأداة تجميلية. الهدف منها مساعدة الأشخاص الذين يعانون السمنة. وإذا تناولها أشخاص نحيفون، ترتفع حينها احتمالات الآثار الجانبية بشكل كبير، وترجح كفة الميزان لمصلحة الأخطار مقابل الفوائد. لذا، لا بد من الحرص على عدم وقوعها في الأيدي الخطأ". في الحقيقة، تعد أدوية مثل "سيماغلوتايد" سلاحاً جديداً في المعركة ضد السمنة، الحالة الصحية التي بقيت عصية على العلاج طوال عقود من الزمن، وتكلف "هيئة الخدمات الصحية الوطنية" ملايين الجنيهات بسبب الأمراض المصاحبة لها، بدءاً بالنوع الثاني من السكري، والسرطان، وأمراض القلب والأوعية الدموية، وصولاً إلى هشاشة العظام، وحتى الاكتئاب. ومع ذلك، ليست هذه العقاقير حلولاً سحرية، إذ لا تخلو من أخطار، ويبقى نطاق فاعليتها محدوداً، كما أنها تتطلب اتخاذ قرارات صعبة بشأن الاستخدام طويل الأمد [مثلاً، هل من الآمن استخدامها مدى الحياة، وما الآثار الجانبية المحتملة مع الاستخدام المطول، وهل تتحمل الأنظمة الطبية تكلفة توفيرها على المدى الطويل؟]. عند استخدامها بالشكل المناسب، وتحت إشراف طبي، ومع توقعات معقولة، تحدث هذه العقاقير تغييراً جذرياً في حياة المرضى. ولكن الاختبار الحقيقي لا يكمن فقط في الوزن المفقود هذا العام، بل في ما سيحدث خلال العقد المقبل. يبقى أن التفاؤل بعلاجات إنقاص الوزن هذه ينبغي أن يكون مصحوباً بالحذر الشديد واليقظة التامة.