logo
ما هي مصالح وأهداف إسرائيل في سوريا؟ – DW – 2025/7/18

ما هي مصالح وأهداف إسرائيل في سوريا؟ – DW – 2025/7/18

DW١٨-٠٧-٢٠٢٥
بذريعة حماية الدروز شنت إسرائيل هجوماً على سوريا عقب اشتباكات السويداء الأخيرة، ولكن يقول خبراء إنه لإسرائيل أهدافاً أخرى، فماذا تريد من سوريا؟
في خطاب حازم ألقاه الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع عبر تلفزيون سوريا الوطني بعد اشتباكات السويداء الأخيرة، وجّه رسائل مباشرة داخلية وخارجية.
صرّح الشرع بانتهاء الاشتباكات الداخلية التي اندلعت بين الدروزوالبدو السُّنة، وأودت بحياة حوالي 360 شخصاً، بالإضافة إلى انسحاب القوات الحكومية من السويداء في جنوب البلاد، مؤكداً التزامه بحماية حقوق وحريات الطائفة الدرزية.
جزء كبير من الخطاب توجّه به الشرع إلى إسرائيل. إذ شنّت الأخيرة غارات جوية على هيئة الأركان السورية (وزارة الدفاع السورية) بقلب العاصمة دمشقإلى جانب هجمات أخرى على القوات الحكومية في السويداءأسفرت عن مقتل 20 شخصاً.
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وصف هجمات إسرائيل بأنها "ضرورية" تهدف إلى "إنقاذ إخواننا الدروز والقضاء على عصابات النظام" على حدّ تعبيره.
في حين يرى الشرع أن ذلك ذريعة لإسرائيل لاستهداف البنية التحتية المدنية في سوريا وعرقلة جهود السلام وإعادة الإعمار في البلاد.
وقال الشرع في خطابه: "نحن الشعب السوري نعرف جيداً من يحاول جرنا إلى الحرب ومن يعمل على تقسيمنا"، مضيفاً: "لن نمنحهم الفرصة لتوريط شعبنا في حرب لا تؤدي إلا إلى تفتيت وطننا وزرع الدمار".
هجمات إسرائيل على سوريا ليست الأولى، وإنما هي تصعيد للحملة العسكرية التي شنتها على البلاد بعد الإطاحة بنظام الأسد في ديسمبر 2024.
إذ شنّت إسرائيل غارات متكررة على سوريا تهدف ظاهرياً إلى ضمان عدم وقوع أسلحة نظام الأسد في أيدي الحكومة الجديدة.
ولكن فعلياً حققت إسرائيل أهدافاً أخرى، فبحسب تشارلز ليستر، رئيس مبادرة سوريا في معهد الشرق الأوسط ومقره واشنطن، نفذت إسرائيل حوالي 1000 غارة على سوريا، واحتلت 180 كيلومتراً مربعاً من البلاد منذ ديسمبر 2024، في حين لم ترد الحكومة السورية الجديدة على هذه الهجمات.
ورسمياً، سوريا وإسرائيل في حالة حرب منذ عام 1967، عندما احتلت إسرائيل هضبة الجولان السورية، وضمتها فعلياً في عام 1981.
وبالرغم من ذلك يعتبر المجتمع الدولي مرتفعات الجولان أرضاً سورية تحت الاحتلال الإسرائيلي، في حين تعترف الولايات المتحدة وإسرائيل بالمنطقة على أنها أراضٍ إسرائيلية.
سقوط نظام الأسد فتح أمام إسرائيل باباً جديداً، إذ تسعى إلى ما هو أبعد من المنطقة منزوعة السلاح على طول الحدود الإسرائيلية السورية التي كانت تراقبها الأمم المتحدة منذ اتفاق وقف إطلاق النار بين البلدين عام 1974.
وقال ريان بول، كبير محللي شؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في شركة راين نتورك للاستخبارات الأمنية ومقرها الولايات المتحدة، لوكالة بلومبرغ للأنباء: "تحاول إسرائيل إنشاء منطقة عازلة غير رسمية في جنوب سوريا". وهو ما أكّده نتنياهو بتصريح منه في وقت سابق من شهر مارس/ آذار: إذ قال إن جنوب سوريا يجب أن يكون منطقة منزوعة السلاح.
وفسّر يوسي ميكلبيرغ، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة ريجنت بلندن في لقاء مع DW ضربات إسرائيل الأخيرة على سوريا بأنها رسالة الحكومة في دمشق مفادها أن إسرائيل تتابع باهتمام وقلق ما يحدث في سوريا.
وأضاف ميكلبيرغ: "إحدى مشاكل الحكومة الإسرائيلية الحالية هي أن أسلوب عملها الوحيد هو استخدام القوة".
عوامل عديدة تفسّر تدخل إسرائيل لحماية الدروز في سوريا، فيقول ميكلبيرغ: "هناك ضغط في إسرائيل لحماية الدروز، إذ يوجد تحالف طويل الأمد وعميق الجذور بين الدروز واليهود في إسرائيل".
كما يبلغ عدد الدروز في إسرائيل 150 ألف نسمة، ويخدم الرجال الدروز بانتظام في الجيش الإسرائيلي، وعلى الجانب الآخر يبلغ عدد الدروز في سوريا 700 ألف درزي، ما يجعلهم إحدى أكبر الأقليات في البلاد.
ولكن على ما يبدو أن توقيت الضربات الإسرائيلية على سوريا هذا الأسبوع كان مدروساً، إذ اضطر نتنياهو يوم الأربعاء الماضي للمثول أمام المحكمة كجزء من محاكمته الجارية بتهم الفساد.
كما أصبحت حكومته الائتلافية هشة بشكل متزايد بعد أن تركها حزبان في وقت سابق من هذا الشهر. وهو ما قد يؤدي إلى انتخابات عامة في بداية عام 2026.
ويتعرّض نتنياهو لضغوط متزايدة من الولايات المتحدة والدول الأوروبية لإنهاء الحرب في غزة ويواجه دعوات لإعادة الرهائن الذين لا يزالون محتجزين لدى حركة حماس المسلحة التي تتخذ من غزة مقراً لها، والتي تصنفها أوروبا والولايات المتحدة ودول أخرى على أنها جماعة إرهابية.
بالإضافة إلى ذلك يواجه نتنياهو إدانة محلية ودولية بسبب الكارثة الإنسانية في غزة نتيجة الحملة العسكرية الإسرائيلية المستمرة هناك.
ويعتقد ميكلبيرغ أنه بالرغم من إظهار نتنياهو السخرية والانتهازية المتواصلة في خطاباته، إلا أنه يستغل مواقف مثل الاشتباكات التي شملت الأقلية الدرزية في سوريا لصرف الانتباه عن شؤونه القانونية والأزمة داخل ائتلافه.
وأضاف ميكلبيرغ: "أن إبقاء جبهة واحدة على الأقل مفتوحة وتصوير نفسه، على الرغم من 7 أكتوبر، على أنه "سيد الأمن"، خاصة عندما قد يفكر في إجراء انتخابات عامة مبكرة، هي الطريقة التي عمل بها دائماً".
هدف آخر لإسرائيل في سوريا، وهو إضعاف البلاد بحيث لا تتمكن من تهديد إسرائيل بحسب تصريح بول من شبكة ران لبلومبرغ. وهو ما حدث بالفعل بحسب ننار حواتش، كبير محللي الشؤون السورية في مركز أبحاث مجموعة الأزمات الدولية، إذ قال في مقابلة مع DW: "خرجت دمشق ضعيفة من الاشتباكات الأخيرة، واضطرت إلى التراجع عسكرياً، وفقدت ثقة ليس فقط المجتمع الدرزي، ولكن أيضاً المجتمعات المختلفة التي لا تتوافق مع الدولة". وأضاف: "خسرت دمشق أيضاً من الناحية الجيوسياسية، حيث أصبح للحكومة الآن وجود أقل في الجنوب، وخاصة في السويداء".
ويشكك حواتش بقدرة الشرع على الوفاء بوعوده وحماية الأقلية الدرزية، ويعتبر تصريحاته لفتة سياسية أكثر من أنها ضمانة موثوقة، موضحاً أن القوات الحكومية تُعتبر منحازة إلى الفصائل المعادية للدروز، وتوجد تقارير توثق قيام بعض أفراد القوات الحكومية بإساءة معاملة المدنيين الدروز.
واختتم حواتش حديثه قائلاً: "ما لم تُصلح دمشق نهجها الأمني وتُحاسب قواتها، فستواجه صعوبة في إقناع الدروز، أو غيرهم من الأقليات، بأنها قادرة حقاً على ضمان سلامتهم".
أعدته للعربية: ميراي الجراح
تحرير: هشام الدريوش
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ميرتس يلتقي عبدالله الثاني.. ما هي الخطوات القادمة بشأن غزة؟ – DW – 2025/7/29
ميرتس يلتقي عبدالله الثاني.. ما هي الخطوات القادمة بشأن غزة؟ – DW – 2025/7/29

DW

timeمنذ ساعة واحدة

  • DW

ميرتس يلتقي عبدالله الثاني.. ما هي الخطوات القادمة بشأن غزة؟ – DW – 2025/7/29

أعلن المستشار الألماني عن جهود مشتركة بين برلين وباريس ولندن للدفع باتجاه وقف إطلاق النار في غزة وإدخال المزيد من المساعدات إليها. قال المستشار الألماني فريدريش ميرتس الثلاثاء (29 تموز/يوليو) إن ألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة ستوفد "على الأرجح" الأسبوع المقبل وزراء خارجيتها إلى إسرائيل للمطالبة بإدخال مزيد من المساعدات إلى قطاع غزة. وأوضح ميريتس خلال مؤتمر صحافي في برلين مع العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني أن الدول الثلاث ستطلب من الوزراء التوجه إلى إسرائيل "على الأرجح يوم الخميس من الأسبوع المقبل". وأضاف "ننطلق من مبدأ أن الحكومة الإسرائيلية مستعدة بالكامل للاعتراف بضرورة التحرك الآن". وأشار ميرتس إلى أن وزير خارجيته يوهان فاديفول سيزور المنطقة الخميس لدفع مفاوضات وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس قدماً. وحول الجسر الجوي الإنساني مع غزة الذي أعلنته برلين الاثنين، أوضح ميرتس أن طائرتي شحن عسكريتين في طريقهما إلى الأردن. وأشار ميرتس إلى أن الطائرتين وهما من طراز A400M "سيتم تجهيزهما وتزويدهما" في الأردن "حتى تتمكنا من تنفيذ مهمتهما اعتباراً من نهاية هذا الأسبوع على أبعد تقدير، أو حتى غداُ". وإذ أعرب الملك عبد الله الثاني عن امتنانه لمبادرات إلقاء المساعدات من الجو هذه، إلا أنه أشار إلى أنها لا تمثل سوى "قطرة في بحر". ودعا إلى السماح بدخول المزيد من الشاحنات المحملة بالمساعدات الإنسانية إلى غزة. كذلك، ستقوم فرنسا "في الأيام المقبلة" بعمليات إلقاء مساعدات من الجو فوق غزة، وفق ما أفاد مصدر دبلوماسي وكالة فرانس برس الثلاثاء. يرزح قطاع غزة البالغ عدد سكانه نحو 2.4 مليون نسمة، تحت وطأة حصار محكم تفرضه إسرائيل منذ اندلاع الحرب بين الدولة العبرية وحماس إثر هجوم غير مسبوق شنّته الحركة على الأراضي الإسرائيلية في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023. وأعلن "التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي" IPC، المرصد الرئيسي للأمن الغذائي في العالم الذي وضعته الأمم المتحدة، الثلاثاء أن "أسوأ سيناريو مجاعة يحصل الآن" في قطاع غزة. وفي سياق الحرب في غزة وعواقبها الإنسانية، أكد العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني ضرورة الإنهاء الفوري للكارثة الإنسانية في غزة. ووفق وكالة الأنباء الأردنية (بترا)، جاء ذلك خلال اتصال هاتفي تلقاه الملك عبدالله، اليوم، من رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر. وشدد الملك عبد الله على ضرورة التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة، والسماح بتدفق المساعدات الإغاثية بكميات كافية إلى جميع المناطق، للحد من المأساة التي يعاني منها أهالي القطاع. ولفت إلى استمرار الأردن بالتنسيق مع الدول "الشقيقة والصديقة" لتسهيل دخول المساعدات إلى غزة، مثمناً الموقف الأوروبي الداعم لإنهاء الحرب وتحقيق السلام وفق حل الدولتين. وطبقاً للوكالة، تناول الاتصال التعاون بين الأردن والمملكة المتحدة لتكثيف الاستجابة الإنسانية في غزة وإرسال المساعدات براً، وهي الوسيلة الرئيسة والأكثر فعالية، بالإضافة إلى الإنزالات الجوية. وحذر الملك الأردني خلال الاتصال من خطورة التصعيد في الضفة الغربية والقدس. وتطرق الاتصال إلى أهمية الحفاظ على أمن سوريا واستقرارها وسيادتها.

غزة بين الجوع والقصف.. النازحون يواجهون الموت – DW – 2025/7/28
غزة بين الجوع والقصف.. النازحون يواجهون الموت – DW – 2025/7/28

DW

timeمنذ يوم واحد

  • DW

غزة بين الجوع والقصف.. النازحون يواجهون الموت – DW – 2025/7/28

يعيش سكان غزة في حالة من الإنهاك والجوع والخوف مع استمرار القصف وتوقف المساعدات. نازحون يرون لـ DW عن واقع مأساوي يتفاقم يوما بعد يوم، وسط تحذيرات دولية من الكارثة. باتت أيام معظم سكان غزة تمتزج بالإرهاق والإنهاك، إذ إن القصف الإسرائيلي المستمر وانعدام النوم ومشقة البحث عن الطعام، كلها أمور تثقل كاهل النازحين الذين أنهكهم النزوح. وفي هذا السياق، قال الأب الغزاوي رائد العثامنة، الذي نزح مع أسرته إلى مدينة غزة، "أقضي يومي وشغلي الشاغل هو التفكير في كيفية إيجاد طعام لعائلتي". وأضاف في مقابلة مع DW عبر الهاتف، نظرا لمنع الصحفيين الأجانب من دخول غزة: "لا يوجد ما نأكله. لا يوجد خبز، ولا أستطيع شراء الطحين لأنه أصبح باهظ الثمن. اليوم، كان لدينا بعض العدس لأطفالي ووالدتي، لكنني لا أعرف ماذا سنطعمهم غدا". وقال العثامنة، الذي كان يعمل سائقًا لصحفيين أجانب في غزة، إنه لا يجد كلمات يصف بها الوضع. وأضاف "هناك غارات جوية وقصف مستمر. رأيت أشخاصا يُغمى عليهم في الشوارع من شدة الجوع. مواقع التواصل مليئة بمقاطع لأشخاص يسقطون فجأة من الجوع". وكانت DW قد أجرت مقابلة مع العثامنة في مايو/أيار الماضي عندما سُمح بدخول بعض شاحنات المساعدات إلى غزة بعد حصار دام ثلاثة أشهر. آنذاك، لم يكن يتوقع أن يزداد الوضع سوءا، لكن بعد شهرين، قال إن الوضع بات "سيئا للغاية". وأضاف "لا يمكن العثور على كسرة خبز. إنه وضع صعب جدا. أحفادي يبكون بلا توقف ويطلبون فقط كسرة خبز. لا يفهمون أننا لا نجد طعاما. قلوبنا تنفطر من بكائهم". وحذرت منظمات أممية وإغاثية الدولية مرارا من تدهور الأوضاع في غزة، بسبب نقص الطعام والدواء والإمدادات الحيوية. وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة (أوتشا) إن 88 بالمئة من مناطق القطاع تخضع لأوامر إخلاء أو تُصنف كمناطق عسكرية، بما في ذلك أراضٍ زراعية، مما يدفع النازحين للعيش في مساحات ضيقة ويعوق وصول المساعدات. وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، إن "جزءا كبيرا من سكان غزة يتضورون جوعا. لا أعرف ماذا يمكن أن نُسميه سوى مجاعة جماعية من صنع الإنسان". من جهته، صرح روس سميث، مدير الطوارئ في برنامج الغذاء العالمي، بأن سوء التغذية بلغ "مستويات مذهلة من اليأس حيث يقضي ثلث السكان أياما متتالية دون طعام". وأعلنت وزارة الصحة في غزة أن 48 فلسطينيًا لقوا حتفهم في يوليو/تموز الجاري بسبب سوء التغذية و59 شخصا منذ بداية العام مقارنة بخمسين حالة وفاة في العام الماضي وأربع حالات فقط عام 2023 عندما بدأت إسرائيل حربها على حماس عقب هجومها الإرهابي على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023. وقد نفى المسؤولون الإسرائيليون هذه الادعاءات، ووصفوها بأنها دعاية. يقول عياد أمين، أب لثلاثة أطفال ونازح إلى مدينة غزة إن "الطعام غير متوفر، وعندما يتوفر، يكون باهظ الثمن". وأضاف أنه تمكن من شراء بعض الخضار، لكنها بأسعار يصعب على معظم سكان غزة دفعها، "اشتريت اليوم حبتين من البطاطا، وحبتين من الطماطم، وبعض الفلفل الأخضر. كلّفتني هذه الأشياء البسيطة 140 شيكلا [حوالي 36 يورو/42 دولارا]". ولم يعد لدى إياد أي عمل، كحال معظم سكان غزة الذين باتوا يعتمدون على المساعدات التي تصل إليهم من ذويهم في الخارج. بيد أن الوضع يصبح أكثر صعوبة لمن لا يجد من يعينه. وتعتمد شيرين قمر، الأم لطفلين في شمال مدينة غزة، على دعم والديها. وقالت "نقضي أياما دون طعام، وما نأكله هو فقط للبقاء على قيد الحياة. أصابنا الوهن والضعف. لقد فقدت 15 كيلوغراما من وزني خلال الأشهر الأربعة الماضية". وتُشير إلى أن الأمر لا يقتصر على الطعام، بل يمتد إلى الدواء. وأضافت أنه "عندما يُصاب الأطفال بسوء التغذية أو أمراض مثل الإنفلونزا، لا نجد أي دواء في المستشفيات أو الصيدليات ونضطر للانتظار لساعات طويلة أمام المنظمات الدولية والمستشفيات للحصول على مسكنات الألم". وحذّرت منظمة الصحة العالمية من أن سوء التغذية في قطاع غزة بلغ "مستويات تنذر بالخطر"، مشيرة إلى أن "الحظر المتعمد" للمساعدات أودى بحياة كثيرين وكان من الممكن تفاديه. ونقلت المنظمة عن شركائها في مجموعة التغذية العالمية أن ما يقرب من طفل من كل خمسة دون سن الخامسة في مدينة غزة يعاني الآن من سوء التغذية الحاد. وكانت إسرائيل قد أعلنت "تعليقا تكتيكيا" يوميا لعملياتها في بعض مناطق غزة لتسهيل توزيع المساعدات في القطاع المدمر جراء الحرب المتواصلة منذ 21 شهرا، حيث يتضور السكان جوعا. وأكد مكتب تنسيق أنشطة الحكومة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية (كوغات) أن حمولة 120 شاحنة مساعدات وُزعت في قطاع غزة. ومنعت إسرائيل جميع الإمدادات عن القطاع في مارس/آذار الماضي، قبل أن تسمح بدخولها مجددا في مايو/أيار الماضي مع فرض قيود جديدة. وتقول إنها ملتزمة بإدخال المساعدات، لكن عليها التحكم فيها للحيلولة دون سيطرة المسلحين عليها. وتقول أيضا إنها سمحت بدخول ما يكفي من الطعام إلى غزة خلال الحرب، وتحمل حماس مسؤولية معاناة سكان القطاع. وحولت إسرائيل آلية توزيع المساعدات من منظمات الأمم المتحدة إلى مؤسسة غزة الإنسانية المثيرة للجدل والمدعومة من الولايات المتحدة. وتوزع المؤسسة الطعام في ثلاثة مواقع داخل المناطق العسكرية الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية. وأفادت منظمة "ميد غلوبال" غير الحكومية بأن "حالات سوء التغذية الحاد لدى الأطفال قد تضاعفت ثلاث مرات تقريبًا" منذ بداية يوليو/تموز الجاري. وتدير المنظمة، ومقرها الولايات المتحدة، مراكز لعلاج سوء التغذية في غزة. وقال جون كاهلر، المؤسس المشارك للمنظمة، والذي كان يعالج الأطفال في غزة العام الماضي: "لم يعد هناك أي هامش احتياطي". وأضاف أنه "عندما يُصاب أي شخص بفيروس فجأة، يُصاب بالإسهال، وهذا سيدفعه إلى حافة الهاوية لأنه جسد بات في حالة وهن. الأمر المرعب في غزة هو أن الجميع يعرف أن الإمدادات الغذائية لا تبعد سوى عشرة كيلومترات". To view this video please enable JavaScript, and consider upgrading to a web browser that supports HTML5 video وفي تصريح لـ DW، قال مكتب "كوغات" إن "950 شاحنة مساعدات تنتظر على الجانب الفلسطيني" من نقاط الدخول. وأضاف المكتب أن إسرائيل لا تُقيّد دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، لكنها أقرت بوجود "تحديات كبيرة في جمع الشاحنات على جانب غزة". وعزت الأمم المتحدة تكدس المساعدات أمام المعابر إلى صعوبات، منها التنسيق مع الجيش الإسرائيلي، حيث لا يمكن للشاحنات التحرك دون تصريح لضمان تنقلها بأمان نسبي من المعبر إلى المستودعات ومراكز التوزيع دون التعرض لنيران الجيش الإسرائيلي. ونظرا لنقص الإمدادات الغذائية، فقد تزايدت أعمال النهب. وقبل أسبوع، قال برنامج الأغذية العالمي إن الجيش الإسرائيلي أطلق النار على حشود من منتظري المساعدات أثناء اقترابهم من إحدى قوافله الإغاثية في شمال غزة. وأفاد مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان بمقتل 875 شخصا في غزة أثناء محاولتهم الحصول على الغذاء حتى 13 يوليو/تموز. وأشار المكتب إلى أن 674 من هؤلاء قُتلوا بالقرب من مواقع "مؤسسة غزة الإنسانية". وبالعودة إلى الأب الغزاوي العثامنة، فقد سعى إلى الحصول على مساعدات، لكنه توقف الآن. وقال: "إذا تعرضت للإصابة، فلا أحد سيساعدني، سأموت هناك. فالمستشفيات لم يعد بمقدورها العلاج". وأضاف أن الوضع العام "أصبح مستحيلا، فإما الموت من القصف أو الجوع. الساسة يتحدثون عن قرب وقف لإطلاق النار، لكن أين هذه الهدنة؟ الأمور تزداد سوءا. ماذا يمكننا أن نفعل؟" أعده للعربية: محمد فرحان تحرير: عارف جابو

منظمتان إسرائيليتان تتهمان بلدهما بارتكاب "إبادة" في غزة – DW – 2025/7/28
منظمتان إسرائيليتان تتهمان بلدهما بارتكاب "إبادة" في غزة – DW – 2025/7/28

DW

timeمنذ يوم واحد

  • DW

منظمتان إسرائيليتان تتهمان بلدهما بارتكاب "إبادة" في غزة – DW – 2025/7/28

في خطوة هي الأولى من نوعها، اتهمت منظمتا حقوق إنسان إسرائيليتين الدولة العبرية بارتكاب "إبادة جماعية" في غزة. والرئيس الأمريكي دونالد ترامب يؤكد أن الأولوية القصوى هي إطعام الناس لأن هناك الكثير منهم "يتضورون جوعا". في بيان مشترك، نددت منظمتا بتسيلم وأطباء لحقوق الإنسان الإسرائيليتان بتطوير "نظام إبادة جماعية في إسرائيل يعمل على تدمير وإبادة المجتمع الفلسطيني في قطاع غزة". وتنتقد المنظمتان سياسات الحكومة الإسرائيلية بشكل متكرر، لكن اللغة المستخدمة في مؤتمرهما المشترك لإعلان صدور تقريريهما هي الأكثر حدة. وقالت يولي نوفاك، المديرة العامة لمنظمة بتسيلم، في البيان "لا شيء يهيئُك لإدراك حقيقة أنك جزء من مجتمع ينفذ إبادة جماعية، إنها لحظة صعبة جدا بالنسبة لنا". وأضافت "كإسرائيليين وفلسطينيين نعيش هنا ونطلع يوميا على الإفادات والواقع، من واجبنا أن نقول الحقيقة بأوضح صورة ممكنة: إسرائيل ترتكب إبادة جماعية بحق الفلسطينيين". ومع استمرار الحرب في غزة وصعوبة وصول المساعدات الإنسانية، تحذّر وكالات الأمم المتحدة من أن سكان غزة يعانون من سوء التغذية وتوشك المجاعة أن تفتك بهم. وخلصت محكمة العدل الدولية في حكم صدر مطلع 2024 في إطار دعوى رفعتها جنوب إفريقيا إلى "احتمال" أن تكون العملية الإسرائيلية في غزة انتهكت اتفاقية الأمم المتحدة لمنع ومعاقبة جريمة الإبادة الجماعية. وتنفي الحكومة الإسرائيلية، بدعم من الولايات المتحدة، التهمة بشدة، قائلة إنها تقاتل لهزيمة حماس وإعادة الرهائن الإسرائيليين الذين ما زالوا محتجزين في غزة. لكن منظمتي بتسيلم وأطباء لحقوق الإنسان، وهما من أبرز المجموعات الحقوقية في إسرائيلية، تشيران إلى أن أهداف الحرب أبعد من ذلك. واقتبست بتسليم تصريحات صادرة عن كبار السياسيين لإظهار أن إسرائيل "تعمل بشكل منسّق وانطلاقا من نوايا واضحة من أجل تدمير المجتمع الفلسطيني في قطاع غزة". ووثّق تقرير أطباء لحقوق الإنسان ما قالت المنظمة إنه "تفكيك متعمّد وممنهج للجهاز الصحي في قطاع غزة". وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن الأولوية القصوى في غزة هي إطعام الناس لأن "هناك الكثير من الناس يتضورون جوعا"، مضيفا أنه لن يتخذ موقفا بشأن دولة فلسطينية في الوقت الحالي. وقال ترامب، متحدثا إلى جانب رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر في منتجعه للغولف في تيرنبري باسكتلندا، إن الولايات المتحدة قدمت مساعدات إنسانية بقيمة 60 مليون دولار، وسيتعين على الدول الأخرى زيادة مساهماتها. وأضاف أنه ناقش هذه القضية مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين أمس الأحد، وأبلغته أن الدول الأوروبية ستزيد مساعداتها بشكل كبير. وذكر أنه يعتزم أيضا مناقشة الوضع الإنساني مع ستارمر خلال زيارته اليوم. وأضاف ترامب "نقدم الكثير من المال والكثير من الطعام، والدول الأخرى تزيد مساهماتها الآن. إنها فوضى عارمة. يجب أن يحصلوا على الغذاء والأمان الآن". ووافق ستارمر على ذلك قائلا "إنها أزمة إنسانية، أليس كذلك؟ إنها كارثة بكل المقاييس... أعتقد أن الناس في بريطانيا يشعرون بالاشمئزاز مما يشاهدونه على شاشاتهم". وقال ترامب إنه لن يعلق على مساعي الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لدعم قيام دولة فلسطينية. وانتقد ترامب أيضا حماس لعدم موافقتها على إطلاق سراح المزيد من الرهائن، بين أحياء وأموات، وقال إنه أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن نهج إسرائيل يجب أن يتغير على الأرجح. وكرر ترامب تعليقات مماثلة أدلى بها أمس، وقال "لقد أخبرت بيبي أنه ربما يتعين عليك القيام بذلك بطريقة مختلفة". وعندما سُئل عما إذا كان وقف إطلاق النار لا يزال ممكنا، قال ترامب "نعم، وقف إطلاق النار ممكن، ولكن عليك التوصل له، عليك إنهاؤه". ولم يوضح ما يعنيه. وشدد ترامب على أهمية إطلاق سراح الرهائن المحتجزين لدى حماس في غزة، وقال إن الحركة غيرت موقفها وترفض إطلاق سراح المزيد منهم. وأعلنت حماس استعدادها لإطلاق سراح رهائن بموجب اتفاق لوقف إطلاق النار مع إسرائيل. وقدمت ردها على مقترح وقف إطلاق النار المدعوم من الولايات المتحدة يوم الخميس خلال محادثات في الدوحة. وانسحبت إسرائيل من المحادثات بعد ذلك بساعات. وقال ترامب أمس الأحد إنه يتعين على إسرائيل اتخاذ قرار بشأن الخطوات التالية، مضيفا "أعرف ما سأفعله، لكنني لا أعتقد أنه من المناسب أن أقول ذلك". ونفذت إسرائيل عملية إسقاط جوي لمساعدات وأعلنت عن سلسلة من الإجراءات مطلع الأسبوع لتحسين وصول المساعدات، ومنها هدن إنسانية يومية في ثلاث مناطق من غزة وممرات آمنة جديدة للقوافل. وأعلنت السلطات الصحية في غزة الإثنين عن وفاة 14 شخصا على الأقل خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية بسبب الجوع وسوء التغذية، مما يرفع عدد الذين لقوا حتفهم جراء الجوع منذ بدء الحرب إلى 147، بينهم 89 طفلا، معظمهم في الأسابيع القليلة الماضية فقط. ومنعت إسرائيل جميع الإمدادات عن غزة منذ بداية آذار/مارس، ثم سمحت في أيار/مايو بعودة دخول المساعدات لكن وفق قيود جديدة. وتقول إسرائيل إنها تلتزم بالقانون الدولي لكن يتعين عليها منع المسلحين من تحويل مسار المساعدات، وتحمل حماس مسؤولية معاناة سكان غزة. وقال نتنياهو أمس الأحد "يجري تصوير إسرائيل كما لو أننا ننفذ حملة تجويع في غزة. يا لها من كذبة مكشوفة! لا توجد سياسة تجويع في غزة، ولا يوجد تجويع في غزة". يذكر أن حركة حماس، هي مجموعة مسلحة فلسطينية إسلاموية، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى كمنظمة إرهابية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store