
أفضل كتب أحلام مستغانمي
استطاع العديد من الكاتبات أن يصنعن أسماءهن في الوسط الأدبي، وأن يتصدرن قوائم الأديبات الأكثر تأثيراً، ومنهن الكاتبة والشاعرة الجزائرية المعاصرة أحلام مستغانمي، وهي من أكثر الكتاب العرب نجاحاً في عصرها، حيث صنفت من أكثر الشخصيات المؤثرات في العالم، ولقد وُلدت في المنفى خلال فترةٍ مليئةٍ بالاضطرابات في الجزائر، وتلك الخبرات التي اكتسبتها لكونها ابنة أستاذٍ للغة الفرنسية ومناضل في سبيل الحرية، كونت منظورها الثقافي وأمدتها بالوحي لكتاباتها، وسيدتي تقدم لكِ أفضل كتب لأحلام مستغانمي.
رواية ذاكرة الجسد
يُعتبر كتاب ذاكرة الجسد للكاتبة أحلام مستغانمي من أكثر الكتب التي تجعلك تغوصين في أعماق نفسك. لدى أحلام قدرة رهيبة في سرد الأحداث الرومانسية في سياق تاريخي عميق. فتمتزج عندك مشاعر الخوف والحب في آن واحد، وبطريقة سلسلة عبقرية، وكلمات منتقاة بعناية شديدة تكتب أحلام مستغانمي هذا الكتاب، ويجذبك كل حرف بين سطوره بلا إرادة منك. تكتب بلغة حارة وكأنها تكتب لفارس أحلامها. عُرفت بكتاباتها عن الحب وكل ما يمسّه من مواضيع العشق وما إلى ذلك، فلأحلام مستغانمي أسلوب فريد في الكتابة، تقف عاجزاً أمام توصيفه، فتارة تحبه، وتارة تكرهه، وهو أمر مستغرب حقاً، فلا يمنعك ذلك من إكمال ما تقرأ. أسلوب يجعل الملل في جبهة، ويجعلكِ في أبعد جبهة منه. قلم فريد يُحلق بك في الآفاق ثم يغوص بكِ في أعماق الأعماق. تنوع باهر في المشاعر والأحاسيس.
رواية عابر سرير
تُعتبر رواية عابر سرير للكاتبة أحلام مستغانمي من أكثر الروايات التي تجعلكِ تغوصين في أعماق نفسك، تحدثنا فيها عن الجزائر، فلدى أحلام قدرة رهيبة في سرد الأحداث الرومانسية في سياق تاريخي عميق. فيمتزج عندك مشاعر الخوف والحب في آن واحد، وبطريقة سلسلة عبقرية، وفي هذه الرواية سيجذبك كل حرف بين سطورها بلا إرادة منك، حيث تكتب بلغة حارة وكأنها تكتب لفارس أحلامها، وقد عُرفت بكتاباتها عن الحب وكل ما يمسّه من مواضيع العشق وما إلى ذلك، ومن خلال أحداث الرواية يصل مصور صحفي إلى فرنسا لاستلام جائزة التقطها لكلب، ثم تصبح بعدها مدينة باريس مرتكز الأحداث المكاني وتنطلق منها الشخصيات لاستكمال الحكاية، يخبرنا خالد المصور بلغة الأشواق والألم عن حبه لامرأة غائبة كانت قد ألهبت نيران العشق في صدره دون هوادة، فحياة وما يحمله هذا الاسم من رمزية يبقى في الانتظار على أمل العودة واللقاء، ويغدو الحزن دافعاً إلى البوح بذلك الحب المستعر.
رواية أصبحت أنت
في هذا الكتاب، تسرد الكاتبة الأكثر جماهيرية في العالم العربي، بصيغةٍ روائية جذابة، ومن القلب، مقتطفات من سيرتها ومذكراتها. سنوات تفتّحها واكتشافها حب المراهقة البريء، بداياتها مع الشعر وبرنامجها الإذاعي الذي أطلقها في الجزائر، علاقتها بوالدها المناضل الجزائري وبوالدتها وباللغة العربية التي كانت من أولى دفعات الشباب الجزائري الذي اعتمدها وتخرّج في جامعاتها، وعيها على القضايا الوطنية في الجزائر الفتية التي حققت استقلالها وما تلا ذلك من قضايا فرحة الاستقلال. هي رحلة ممتعة ودافئة في ماضي الكاتبة، ونصّ محمّل بتفاصيل عائلية واجتماعية ووطنية تنطلق من الشخصي لكنها تعني الجماعة والمرحلة التاريخية على نطاقٍ أوسع، مكتوب بأسلوب الكاتبة المعروف بتأثيره وشاعريته، بالإضافة إلى روح الطرفة التي تجعل القراءة أكثر إمتاعاً بعد. فيه أيضاً بوحٌ بتفاصيل لم تُذكَر من قبل، وفيه تكريمٌ جليلٌ للأب، والد الكاتبة الذي كان له الدور الأهم في إعدادها ودعم انطلاقتها، كما وفيه رسالة حب صادقة للجزائر، وتطرّق غنيّ لمرحلة نهاية الاستعمار الفرنسي وما تلاه سياسياً واجتماعياً، ما يُعدُّ استكمالاً لعملها في ثلاثية "ذاكرة الجسد". هذا الكتاب إضافة ضرورية لجمهور الكاتبة من القراء، المتعطشين لمعرفة المزيد عن كاتبتهم المفضلة.
قد ترغبين في متابعة الرابط:
رواية الأسود يليق بك
«الأسود يليق بك» رواية واقعية للروائية الجزائرية أحلام مستغانمي. تنتقد من خلالها بعض الأوضاع السياسية والاجتماعية في الجزائر، كما تقدم قصة حب استثنائية، اختارت لها بطلين منحتهما صفاتٍ استثنائية، مع منح البطلة مساحة أكبر للتعبير عن ذاتها، لعلها ترسم صورة تليق بالمرأة العربية الحديثة، مثلما يليق الثوب الأسود ببطلتها، وتدور عن هالة الوافي، فتاة جزائرية تعمل بالتدريس وتمارس هواية الغناء، تعيش مآسي المحنة الأمنية التي عاشها الوطن فترة التسعينيات، وترتدي الأسود حداداً على مقتل والدها وأخيها على يد الإرهاب، وتعيش الفتاة مع والدتها السورية الأصل، ونظراً للضغط الأمني والاجتماعي تقرر الفتاة ووالدتها السفر للعيش والاستقرار في سوريا، هناك تتعرف إلى رجل الأعمال اللبناني "طلال هاشم" والذي يسعى لاستمالتها والاستحواذ عليها بماله وغرائبية تصرفاته، وتبدو هي كما لو كانت أرجوحة في لعبة امتلاكه لها، على الرغم من تمسكها بقيمها ودفاعها عن كرامتها.
رواية شهيا كفراق
الحياة أقصر من أن تهدرها في إثبات حسن نواياك للآخرين، فهم في النهاية لن يحكموا عليك إلّا بحسب نواياهم، وتسرد هذه الرواية قصة فراق عاشها أحد الرجال، وفقد على إثرها ثقته بالحبّ. هو رجل غامض جداً، يتوجه برسالة من ذكرياته للكاتبة " أحلام مستغانمي"، ويتقرب من بطلة القصة والتي تعمل كاتبة، وتكشف الأحداث من هو هذا الرجل وماذا يريد من البطلة، وتضم الرواية ﺃﻳﻀﺎً ﺻﻔﺤﺎﺕ ﻣﻦ ﺫﻛﺮﻳﺎﺕ الكاتبة نفسها، ﺗقصها ﻷﻭﻝ ﻣﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺎﺭﺉ، وﺫﻛﺮﻳﺎتها التي ﻋﺎﺷﺘﻬﺎ ﻣﻊ نخبة من أبرز الشخصيات مثل: ﻧﺰﺍﺭ ﻗﺒﺎﻧﻲ، ﻭﻏﺎﺯﻱ ﺍﻟﻘﺼﻴﺒﻲ، ﻭغيرهم، إضافة إلى قصص ﻋﺎﺋﻠﻴﺔ ﺧﺎﺻﺔ. وتتناول الكاتبة أبطال رواياتها السابقين، وعلاقتها بهم وبالكتابة، وعن مشاعر فراقها لهم بعد كل كتاب تنهيه، ولقائها المتجدد مع الكتابة بكل وقت وحين، وبالمحتوى الغني الذي تحتويه قصصها وقصص الآخرين، وعن همومهم ومخاوفهم، سواء عاطفية أو اجتماعية أو وطنية. كتبت مستغانمي"هذا الكتاب لكي تتخلص من كل الأشياء التي كانت تحملها داخل قلبها، بعدما مر خمس سنوات على كتابة روايتها "الأسود يليق بكِ".
قد ترغبين في التعرف إلى:

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الشرق الأوسط
منذ 2 أيام
- الشرق الأوسط
بركة: أبحث عن أرض عذراء أزرع فيها شجرتي الروائية
يعدّ الروائي والكاتب الصحافي محمد بركة حالة خاصة في المشهد الثقافي المصري، فمع كل رواية يصدرها يثبت وجوده كأحد الأسماء المهمة، وتجد رواياته صدًى طيباً على مستوى التلقي النقدي، فضلاً عن تلقي القراء. في السنوات الخمس الماضية تخلى عن «كسله» وأصبح يصدر أعمالاً بشكل شبه منتظم، وقد مثّلت روايته «حانة الست» مرحلةً مهمةً في مسيرته، ولفتت إليه الأنظار بشدة، وهي الرواية التي ترجمت مؤخراً للإنجليزية، وبالتوازي مع صدور هذه الترجمة أصدر روايته الأحدث «مهنة سرية»، التي أحدثت ردود فعل طيبة وكتب عنها كثيرون. «الشرق الأوسط»... حاورته حول روايته الجديدة وسيكولوجية الكتابة لديه... وهنا نصّ الحوار: > روايتك الأحدث «مهنة سرية» يبدو فيها البطل وكأنه يتعرى روحياً كما لو كان في طقس اعتراف بكل ما اقترفه في حياته... هل كنت تقصد بهذه الاعترافات الوصول به لحالة من التطهر؟ - أكتب دائماً ما أفتقده في قراءاتي، فالروايات كثيرة والفن قليل، الشجن نادر ورعشة القلب أكثر ندرة. أحب نبرة الاعتراف في السرد، فهي تضع أبطالي في مواجهة مباشرة مع القارئ، لا مجال للتجمل أو المناورة، كما أنها تضع البطل نفسه في مواجهة مع ماضيه على طريقة «واجه أسوأ مخاوفك». ليس الهدف بالضرورة الوصول بالبطل إلى مرحلة التطهر، بمعنى إطلاق المشاعر المكبوتة على طريقة تراجيديات المسرح اليوناني، إنما الهدف الأساسي هو امتلاك ناصية السرد المرهف الحميم الذي يشتبك في منطقة شديدة الصدق مع المتلقي من خلال الشخصية الرئيسية التي تروي تفاصيل إنسانية مدهشة، على هامش مهنة تقديم المتعة من جانب شابّ إلى السائحات مقابل المال. > يبدأ كل فصل بسؤال وإجابة عنه تعيد تعريف بعض المفردات والمفاهيم عبر لغة محملة بحسّ تراثي وتقترب من لغة المتصوفة... هل هذا لكسر حدة الاعترافات والإحالة للدلالات الفكرية والروحية لقصة البطل؟ - كان الهدف الأول هو البحث عن عتبة أو مدخل مختلف لكل فصل، على نحو يجعله أكثر تشويقاً، بشرط أن يكون السؤال والإجابة نابعين من روح هذا الفصل، ويؤكدان على خصوصيته. الفكرة أيضاً أنني أردت صياغة تقترب من روح الشعر وعبق التراث مع حداثة المعنى، هكذا توالت العتبات عبر أسئلة وإجابات من نوعية «سألتني ما الحرمان؟ قلت: أنين الريح وهى تبحث عن شيء تلاعبه»، «سألتني وما الحب؟ قلت: أشهر شهداء الابتذال اللغوي». ظللت أداعب أصدقائي الشعراء وأقول لهم إنني قدّمت تعريفاً للشعر لم يقدموه هم أنفسهم: «سألتني وما الشعر؟ قلت أقدم محاولات البشر لمخاطبة الآلهة». > مكان الرواية يتراوح بين عالمين؛ الأول مكان نشأة البطل المفعم بروائح القمامة في إحدى عشوائيات القاهرة، والآخر مدينة شرم الشيخ وفنادقها بروائحها الخلابة... كيف صنعت هذا التناقض؟ وكيف ترى أثره على شخصية البطل؟ - المكان مهم في كتاباتي، هو ليس بطلاً مستقلاً بالمعنى المتعارف عليه، لكنه حاضر بشكل أو بآخر. قد يكون مدينة أوروبية رمادية مقبضة تمتص روح الراوي، وقد يكون مدينة قاسية بلا ملامح تم تشييدها حديثاً على أطراف الصحراء، أو قرية مبللة بالمطر ومغطاة بستارة صفراء من عواصف الخماسين. في «مهنة سرية» جاء التناقض المكاني بين الحي العشوائي المخصص لتداول تجارة القمامة، وبين شرم الشيخ صارخاً، أشبه بالتناقض بين الكابوس الأسود وبين الحلم الوردي. الأول مكان نشأة البطل الذي امتلك موهبة الشعر، لكنه فضّل السير في حقل ألغام، مكان بدا كأنه شاهد العيان على بؤس الطفولة، فقر الروح قبل فقر البيوت. الثاني يتمثل بمدينة الأحلام والحرية وملتقى جميلات الغرب اللواتي يحضرن في النص ليعزفن على وتر حساس، هو اللقاء بين الشرق والغرب. > سبق أن تُرجمت روايتك «الفضيحة الإيطالية»، ومؤخراً روايتك «حانة الست»، إلى الإنجليزية... ما رأيك في هوس بعض المبدعين العرب بترجمة أعمالهم تحت أي ذريعة بدعوى الوصول للعالمية؟ - إن لم تكن الترجمة حقيقية وعبر آليات قوية ذات مصداقية، فلن تصنع الفارق وسوف تصبح وهماً ومخدراً. ولهذا السبب تحديداً، كانت سعادتي غامرة أن تصدر «حانة الست» عن دار «Sulfur Editions» الدولية التي تمتلك فريقاً من المترجمين والمحررين الأجانب، ولا سيما الأميركيين. والجميل أن كثيراً من هؤلاء هم بالأساس روائيون وأدباء قبل أن يعملوا بصناعة النشر. وقريباً جداً، سوف تُطرح الرواية ورقياً في 120 دولة حول العالم، كما ستكون متوفرة في أكبر متاجر البيع الإلكتروني العالمية. الترجمة الناجحة ليس شرطاً أن تحمل توقيع أجنبي «خواجة»، فهناك على الساحة من النخبة الثقافية العربية من يتقن لغة الآخر بكفاءة لا تقل عن الآخر نفسه، وبالتالي حين يتصدى للترجمة يملك ميزة تفضيلية، تتمثل في قدرته على فهم ثقافة ولغة النص الأصلي أفضل من الأجنبي. وهذا ما ينطبق على سبيل المثال على «حانة الست» التي تصدّت لترجمتها د. سلوى جودة، وهى ترجمة أشاد بها فريق محرري الناشر الأجانب. ويظل الهوس بالعالمية بحاجة إلى مراجعة، فالأدب العربي الحالي تجاوز تلك العالمية وأصبح متفوقاً في كثير من نماذجه على نظيره في كثير من دول العالم، سواء «الطابع الإنساني» لموضوعاته أو أساليب الكتابة وتقنياتها المتطورة. أقول هذا من باب الإنصاف والموضوعية، وليس الانحياز، فأنا أتابع بشكل جيد أبرز ما يصدر روائياً في أوروبا والولايات المتحدة وأميركا اللاتينية وأفريقيا وآسيا. العالمية لم تعد حلماً. > روايتك السابقة «حانة الست» أثارت كثيراً من الجدل، ويبدو أن «مهنة سرية» في طريقها لإثارة جدل جديد... كيف ترى هذا الجدل؟ - لا أتعمده إطلاقاً، لكن الناس عموماً، والقارئ بشكل خاص، يكرهون الحقيقة. لا يحبون من يهدد قناعاتهم، مهما كانت زائفة، أو من يخالف تصوراتهم الموروثة، مهما كانت وهمية. الجدل كان صاخباً وعنيفاً بسبب «حانة الست» التي تعرضت بسببها لموجة واسعة من الهجوم، بدعوى تشويه أم كلثوم كرمز، ما وصل للمطالبة بسحب الرواية من الأسواق، ورفع دعوى قضائية ضدي. والحقيقة أن كل ما فعلته هو أنني رسمت الوجه الإنساني الآخر المسكوت عنه لكوكب الشرق، معتمداً على ما قالته أم كلثوم نفسها كمرجع موثق. أردت أن تتراجع الأسطورة قليلاً لتتقدم الإنسانية. الجدل حول «مهنة سرية» جاء مختلفاً، بسبب الطبيعة الصادمة للمهنة نفسها، لكن الجميل أن الجميع أكّد على رهافة وشاعرية التناول الذي عبّر عن التفاصيل الداخلية للمهنة بلغة ذات حساسية جمالية لافتة. > هل تبدأ أعمالك بالبحث عن فكرة مثيرة كعادة الصحافة ثم تبدأ صياغتها سردياً؟ - الإثارة الصحافية لا محل لها من الإعراب في تجربتي الأدبية، فهي مؤقتة وتبحث عن ضجة بأي ثمن. الإثارة تصيب الأدب بالسطحية، لأنه يعمل وفق آليات معاكسة، فهو يبحث عن الخلود عبر كل ما هو عميق وإنساني. لكن هذا لا يمنع أنني أفضّل، قدر المستطاع، أن يكون موضوع كل رواية جديدة أشتغل عليها مختلفاً وجديداً. أفضّل الذهاب إلى أرض عذراء غير مطروقة لأزرع فيها شجرتي، وأضع فيها بذرة مغامرتي الفنية. الأهم، بالطبع، من اختيار موضوع جديد أو مدهش، هو كيف ستعبر عنه، كيف ستتناوله. سؤال الأدب وتحديده دائماً هو «كيف» وليس «ماذا». طموحي أن أقدّم موضوعاً مختلفاً مع معالجة مدهشة بنفس الوقت. > كيف ترى مشروعك الروائي وتناميه وتطوره مؤخراً، خاصة مع تزايد أعمالك في الفترة الأخيرة، مقارنة بالبدايات؟ - منذ 2005 حتى 2019 لم تصدر لي سوى روايتين، هما «الفضيحة الإيطالية» و«أشباح بروكسل»، لكن يبدو أنني تخليت عن «كسلي التاريخي» في الآونة الأخيرة، فصدرت لي 5 أعمال في 6 سنوات. البعض يرى أن في الأعمال الخمسة «غزارة إنتاجية»، لكني أراه معدلاً طبيعياً للغاية لكاتب يأخذ الإبداع على محمل الجدّ ويكتب بشكل يومي، خاصة أن رواياتي قصيرة، وأحياناً قصيرة جداً، ولا تنتمي أبداً إلى عالم المطولات. ملامح التغيير في مشروعي الأدبي عديدة، أهمها برأيي أن عملية الكتابة نفسها صارت أكثر احترافية وانتظاماً وتأتي في صدارة اهتماماتي، وليس على هامش الحياة، أو تلعب في الوقت الضائع، كما كان يحدث في مرحلة سابقة من حياتي. هذا العام، قررت أن آخذ استراحة محارب، ولن يصدر لي عمل جديد، إلا في معرض القاهرة للكتاب 2027. > لماذا تبدو أحياناً في تصريحاتك كما لو كنت تشعر بغصّة ما، وكأن مشروعك الروائي لم ينل ما يستحق من تقدير؟ - على العكس تماماً، أنا آخر من قد يشكو «مظلومية» أو يدعي أنه لم يحصل على تقدير كافٍ، مصرياً وعربياً. نال مشروعي الروائي إشادات واسعة واحتفاء لافتاً، أكاديمياً ونقدياً وإعلامياً، وأصبحت رواياتي مادة لأطروحات عديدة في الماجستير والدكتوراه، وهناك اهتمام متزايد بها من المترجمين إلى لغات مختلفة. شعوري بالأسف المرير، وليس الغصة، يتعلق بجماعات المصالح التي باتت تتحكم بمفاصل الحياة الثقافية وتسيطر على الجوائز الأدبية، وترفع أسماء وتُخفض أخرى، بلا أي سبب موضوعي. > بدأت حياتك بالحصول على جائزة صحيفة «أخبار الأدب» المصرية في التسعينات... فكيف ترى غياب الجوائز عنك، رغم الانفجار الذي تشهده على الساحة؟ كنت أصغر المتسابقين سناً في جائزة «أخبار الأدب» الأولى للقصة القصيرة، التي أجريت في صيف عام 1994، وحضر نجيب محفوظ الحفل، وخرجت الصحيفة بمانشيت تاريخي يقول «عشرون كاتباً هديتنا إلى مصر». كان من بين الفائزين أسماء صنعت تجربتها بقوة فيما بعد. لا أعرف لماذا لم أحصل على جوائز فيما بعد، إما لأنني لا أشارك أصلاً أو ربما لأنني لست مقرباً على المستوى الشخصي من لجان التحكيم ودوائرها وحساباتها المعقدة. ورغم ذلك، انفجار الجوائز أحدث حراكاً وحيوية وحماساً لا يمكن إغفاله. المشكلة فقط أن كثيرين أصبحوا يكتبون وفق «وصفة واحدة» وينتجون نصوصاً مهادنة، أليفة، تشبه مدونات التنمية البشرية، و«استخرج الدروس المستفادة من النصّ أعلاه». وهكذا أصبحنا أمام كم مرعب من روايات نمطية، مكررة، تشبه حساء بارداً بلا مذاق أو حليباً فاسداً. > أخيراً، كيف أفاد عملك الصحافي لغة الروائي بداخلك واختياره لأفكار رواياته؟- لم يفدني عملي الصحافي على مستوى اللغة الأدبية، فهو يروم لغة مباشرة، واضحة، صريحة، فيما أحبّ أنا لغة السرد التي تفوح برائحة الشعر وتكتحل بالمجاز. الصحافة بشكل عام جارت على يومي ووقتي في فترات سابقة، ولم أضعها في حجمها الطبيعي إلا قبل سنوات قليلة، حين أصبحت الكتابة الإبداعية المنتظمة تتصدر أولوياتي.


مجلة سيدتي
منذ 2 أيام
- مجلة سيدتي
أفضل كتب أحلام مستغانمي
استطاع العديد من الكاتبات أن يصنعن أسماءهن في الوسط الأدبي، وأن يتصدرن قوائم الأديبات الأكثر تأثيراً، ومنهن الكاتبة والشاعرة الجزائرية المعاصرة أحلام مستغانمي، وهي من أكثر الكتاب العرب نجاحاً في عصرها، حيث صنفت من أكثر الشخصيات المؤثرات في العالم، ولقد وُلدت في المنفى خلال فترةٍ مليئةٍ بالاضطرابات في الجزائر، وتلك الخبرات التي اكتسبتها لكونها ابنة أستاذٍ للغة الفرنسية ومناضل في سبيل الحرية، كونت منظورها الثقافي وأمدتها بالوحي لكتاباتها، وسيدتي تقدم لكِ أفضل كتب لأحلام مستغانمي. رواية ذاكرة الجسد يُعتبر كتاب ذاكرة الجسد للكاتبة أحلام مستغانمي من أكثر الكتب التي تجعلك تغوصين في أعماق نفسك. لدى أحلام قدرة رهيبة في سرد الأحداث الرومانسية في سياق تاريخي عميق. فتمتزج عندك مشاعر الخوف والحب في آن واحد، وبطريقة سلسلة عبقرية، وكلمات منتقاة بعناية شديدة تكتب أحلام مستغانمي هذا الكتاب، ويجذبك كل حرف بين سطوره بلا إرادة منك. تكتب بلغة حارة وكأنها تكتب لفارس أحلامها. عُرفت بكتاباتها عن الحب وكل ما يمسّه من مواضيع العشق وما إلى ذلك، فلأحلام مستغانمي أسلوب فريد في الكتابة، تقف عاجزاً أمام توصيفه، فتارة تحبه، وتارة تكرهه، وهو أمر مستغرب حقاً، فلا يمنعك ذلك من إكمال ما تقرأ. أسلوب يجعل الملل في جبهة، ويجعلكِ في أبعد جبهة منه. قلم فريد يُحلق بك في الآفاق ثم يغوص بكِ في أعماق الأعماق. تنوع باهر في المشاعر والأحاسيس. رواية عابر سرير تُعتبر رواية عابر سرير للكاتبة أحلام مستغانمي من أكثر الروايات التي تجعلكِ تغوصين في أعماق نفسك، تحدثنا فيها عن الجزائر، فلدى أحلام قدرة رهيبة في سرد الأحداث الرومانسية في سياق تاريخي عميق. فيمتزج عندك مشاعر الخوف والحب في آن واحد، وبطريقة سلسلة عبقرية، وفي هذه الرواية سيجذبك كل حرف بين سطورها بلا إرادة منك، حيث تكتب بلغة حارة وكأنها تكتب لفارس أحلامها، وقد عُرفت بكتاباتها عن الحب وكل ما يمسّه من مواضيع العشق وما إلى ذلك، ومن خلال أحداث الرواية يصل مصور صحفي إلى فرنسا لاستلام جائزة التقطها لكلب، ثم تصبح بعدها مدينة باريس مرتكز الأحداث المكاني وتنطلق منها الشخصيات لاستكمال الحكاية، يخبرنا خالد المصور بلغة الأشواق والألم عن حبه لامرأة غائبة كانت قد ألهبت نيران العشق في صدره دون هوادة، فحياة وما يحمله هذا الاسم من رمزية يبقى في الانتظار على أمل العودة واللقاء، ويغدو الحزن دافعاً إلى البوح بذلك الحب المستعر. رواية أصبحت أنت في هذا الكتاب، تسرد الكاتبة الأكثر جماهيرية في العالم العربي، بصيغةٍ روائية جذابة، ومن القلب، مقتطفات من سيرتها ومذكراتها. سنوات تفتّحها واكتشافها حب المراهقة البريء، بداياتها مع الشعر وبرنامجها الإذاعي الذي أطلقها في الجزائر، علاقتها بوالدها المناضل الجزائري وبوالدتها وباللغة العربية التي كانت من أولى دفعات الشباب الجزائري الذي اعتمدها وتخرّج في جامعاتها، وعيها على القضايا الوطنية في الجزائر الفتية التي حققت استقلالها وما تلا ذلك من قضايا فرحة الاستقلال. هي رحلة ممتعة ودافئة في ماضي الكاتبة، ونصّ محمّل بتفاصيل عائلية واجتماعية ووطنية تنطلق من الشخصي لكنها تعني الجماعة والمرحلة التاريخية على نطاقٍ أوسع، مكتوب بأسلوب الكاتبة المعروف بتأثيره وشاعريته، بالإضافة إلى روح الطرفة التي تجعل القراءة أكثر إمتاعاً بعد. فيه أيضاً بوحٌ بتفاصيل لم تُذكَر من قبل، وفيه تكريمٌ جليلٌ للأب، والد الكاتبة الذي كان له الدور الأهم في إعدادها ودعم انطلاقتها، كما وفيه رسالة حب صادقة للجزائر، وتطرّق غنيّ لمرحلة نهاية الاستعمار الفرنسي وما تلاه سياسياً واجتماعياً، ما يُعدُّ استكمالاً لعملها في ثلاثية "ذاكرة الجسد". هذا الكتاب إضافة ضرورية لجمهور الكاتبة من القراء، المتعطشين لمعرفة المزيد عن كاتبتهم المفضلة. قد ترغبين في متابعة الرابط: رواية الأسود يليق بك «الأسود يليق بك» رواية واقعية للروائية الجزائرية أحلام مستغانمي. تنتقد من خلالها بعض الأوضاع السياسية والاجتماعية في الجزائر، كما تقدم قصة حب استثنائية، اختارت لها بطلين منحتهما صفاتٍ استثنائية، مع منح البطلة مساحة أكبر للتعبير عن ذاتها، لعلها ترسم صورة تليق بالمرأة العربية الحديثة، مثلما يليق الثوب الأسود ببطلتها، وتدور عن هالة الوافي، فتاة جزائرية تعمل بالتدريس وتمارس هواية الغناء، تعيش مآسي المحنة الأمنية التي عاشها الوطن فترة التسعينيات، وترتدي الأسود حداداً على مقتل والدها وأخيها على يد الإرهاب، وتعيش الفتاة مع والدتها السورية الأصل، ونظراً للضغط الأمني والاجتماعي تقرر الفتاة ووالدتها السفر للعيش والاستقرار في سوريا، هناك تتعرف إلى رجل الأعمال اللبناني "طلال هاشم" والذي يسعى لاستمالتها والاستحواذ عليها بماله وغرائبية تصرفاته، وتبدو هي كما لو كانت أرجوحة في لعبة امتلاكه لها، على الرغم من تمسكها بقيمها ودفاعها عن كرامتها. رواية شهيا كفراق الحياة أقصر من أن تهدرها في إثبات حسن نواياك للآخرين، فهم في النهاية لن يحكموا عليك إلّا بحسب نواياهم، وتسرد هذه الرواية قصة فراق عاشها أحد الرجال، وفقد على إثرها ثقته بالحبّ. هو رجل غامض جداً، يتوجه برسالة من ذكرياته للكاتبة " أحلام مستغانمي"، ويتقرب من بطلة القصة والتي تعمل كاتبة، وتكشف الأحداث من هو هذا الرجل وماذا يريد من البطلة، وتضم الرواية ﺃﻳﻀﺎً ﺻﻔﺤﺎﺕ ﻣﻦ ﺫﻛﺮﻳﺎﺕ الكاتبة نفسها، ﺗقصها ﻷﻭﻝ ﻣﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺎﺭﺉ، وﺫﻛﺮﻳﺎتها التي ﻋﺎﺷﺘﻬﺎ ﻣﻊ نخبة من أبرز الشخصيات مثل: ﻧﺰﺍﺭ ﻗﺒﺎﻧﻲ، ﻭﻏﺎﺯﻱ ﺍﻟﻘﺼﻴﺒﻲ، ﻭغيرهم، إضافة إلى قصص ﻋﺎﺋﻠﻴﺔ ﺧﺎﺻﺔ. وتتناول الكاتبة أبطال رواياتها السابقين، وعلاقتها بهم وبالكتابة، وعن مشاعر فراقها لهم بعد كل كتاب تنهيه، ولقائها المتجدد مع الكتابة بكل وقت وحين، وبالمحتوى الغني الذي تحتويه قصصها وقصص الآخرين، وعن همومهم ومخاوفهم، سواء عاطفية أو اجتماعية أو وطنية. كتبت مستغانمي"هذا الكتاب لكي تتخلص من كل الأشياء التي كانت تحملها داخل قلبها، بعدما مر خمس سنوات على كتابة روايتها "الأسود يليق بكِ". قد ترغبين في التعرف إلى:


الشرق الأوسط
منذ 2 أيام
- الشرق الأوسط
«سيرة هشّة ليوم عادي»... رواية تستعيد حميمية الريف المصري
عن دار «بيت الحكمة» بالقاهرة، صدرت حديثاً رواية «سيرة هشّة ليوم عادي» للكاتب المصري عبد الكريم الحجراوي، التي تدور أحداثها في 24 ساعة فقط. يرتكز العمل في بنيته السردية على التفاصيل البسيطة التي تتمتع بملامسة خاصة، وتصنع عالماً واسعاً ومتشعباً، على غرار لوحات الفسيسفساء لمشاهد حميمية من الريف المصري في نسخته الصعيدية بجنوب البلاد. يسعى المؤلف إلى تحويل ما هو عادي ومألوف، مثل طقوس الاستيقاظ من النوم وتربية الطيور ولحظات انفلات الأعصاب وملابس الرجال والنساء، إلى مشاهد تحمل معاني إنسانية أكثر رهافة وعمقاً، لكن بعض المشاهد جاءت محملة بحسّ تقريري مباشر ولغة وصفية فوتوغرافية، أفقدت السرد الدهشة المطلوبة. واللافت أنه يمكن قراءة الرواية من أي فصل من فصولها، التي تم تقسيمها زمنياً على نحو يتخذ من الوقت وحركة الشمس المتدرجة على مدار اليوم علامات دالة تصنع عنوان كل فصل، مثل «الفجر»، «الصبح»، «الشروق»، «البكور»، «الغدوة»، «الضحى»، «الرواح»، «الأصيل»، «الشفق». يصدّر المؤلف روايته بكلمة لافتة، يقول فيها: «هذا يوم رتيب بذلت قصارى جهدي في أن يبدو كذلك»، كما يتوجه في موضع آخر إلى القارئ قائلاً: «لك أيها القارئ الحرية الكاملة في قراءة هذه السيرة الهشّة ليوم عادي من أي وقت تختاره من أوقاته الأربعة والعشرين دون الالتزام بالتسلسل الموجود هنا، ولن يؤثر ذلك في حبكة النصّ الخالي من الحبكة تماماً». وفي موضع ثالث يستعيد مقولة للأديب الروسي الأشهر: «يقول أنطون تشيخوف إن المسدس الذي يظهر في المشهد الأول لا بد أن يطلق النار في المشهد الأخير، أما هنا فتظهر مئات المسدسات في كل مشهد لكنها لا تطلق النار أبداً». يذكر أن عبد الكريم الحجراوي كاتب وأكاديمي حاصل على درجة الدكتوراه في النقد المسرحي من كلية الآداب جامعة القاهرة، وتعدّ «سيرة هشّة ليوم عادي» روايته الأولى المنشورة، بعد روايتين لم ينشرا بعد، هما «ما قبل الرحيل» و«هند»، وله مساهمات أدبية ونقدية متنوعة، منها: «المسرحية الشعرية العامية في مصر - دراسة تحليلية»، «تجليات السير الشعبية في المسرح العربي - دراسة تداولية»، «صدمة التوحش - صورة (داعش) في المسرح العربي»، «الهوية - رؤية مأساوية للعالم»، وله تحت الطبع «معجم المسرح السيري - ببليوغرافيا شارحة لاستلهامات السير الشعبية في المسرح العربي من 1847 إلى 2022». ومن أجواء الرواية نقرأ: «البرد شديد هنا، لقد انتصف شهر (طوبة) والعشرة الأواسط منه أشدّها زمهريراً، والسّحر أشد أوقات الليل صقيعاً يجمد الأطراف. إنه برد الأربعين يوماً القارسة في كياك وطوبة. ترفع (سورية) الغطاء المحبوك بمغزل من الصوف بهمة لا تتناسب مع سنواتها التي قاربت السبعين، متحدية الصقيع الذي يدبّ صداه في العظم مباشرة. أطلق عليها والدها هذا الاسم إبان الوحدة بين مصر وسوريا من عقود خلت. تذكر (سورية) الله بصوت خافت وتناجيه باسمه الفتاح العليم، وحينما تنتهي من المناجاة تقبل يديها وتمسح بها على وجهها الذي ينكمش من صقيع اليدين اللتين تلامسانه. وجه لا يبين منه شيء في الظلام، ولا يسمع سوى خشخشة حراكه، تسند يدها إلى الحائط الطيني كي ترفع نفسها من على الحصير الذي تفترشه على الأرض. ما إن تكتمل قامتها في الانتصاب وينزلق الغطاء الصوفي حتى تسري البرودة في جسدها أكثر فأكثر، تسير بخطوات وئيدة عاقدة العزم على أن تشعل ناراً لعلها تدفئ برد هذا الشتاء وتطرد صقيعه متنبئة بصيف شديد الحرارة سيأتي، لا تعرف هل ستكون من أهله أم من أهل القبور. تخرج من غرفتها الطينية الكائنة في الجانب الجنوبي من المنزل متجهة إلى الغرف الطينية في الجانب الشمالي منه حيث يهجع ابنها الأصغر (شيبان) وزوجته (شادية). وفي البهو غير المسقوف الواصل بين الجانبين، تردد (سورية) وهي ترتعد فرائصها برداً: طوبة تخلي الصبية جلدة والعجوزة قردة، طوبة تخلي الشابة كركوبة».