logo
'قدس' الإيرانية تحاول كشف ألغاز .. مأمورية 'عراقجي' الشرقية

'قدس' الإيرانية تحاول كشف ألغاز .. مأمورية 'عراقجي' الشرقية

موقع كتابات١٨-٠٧-٢٠٢٥
خاص: ترجمة- د. محمد بناية:
بعد أكثر من أسبوعين على زيارة؛ العميد 'عزيز نصير زاده'، وزير الدفاع إلى 'الصين'، والتي فسّرها الكثيرون على أنها خطوة لتعزيز التعاون العسكري بين 'طهران' و'بكين'، بل وترددت الأنباء عن شراء 'إيران' أسلحة؛ من بينها مقاتلات (جي-10)، وهي ما نفته 'بكين' بالمناسبة. بحسّب ما استهل 'سيد حسين حسيني'؛ تقريره المنشور بصحيفة (قدس) الإيرانية.
والآن؛ وفي خضم الفوضى التي تعَّم 'غرب آسيا' بسبب التحركات العدوانية لـ'أميركا' وكيان الاحتلال الصهيوني، ها هو وزير الخارجية الإيراني؛ 'عباس عراقجي'، يحزم أمتعته ويتوجه إلى أرض التنين الأصفر؛ في خطوة لفتت انتباه المحللين.
وإن كان الهدف المبدئي من زيارة الوزير الإيراني والوفد المرافق له، هو المشاركة في اجتماع وزراء منظمة (تعاون شنغهاي)، لكن بالتأكيد يُمكن تقيّيم هذه الخطوة الدبلوماسية من جوانب مختلفة بالنظر إلى زيادة مستوى التوتر والاصطفافات العالمية.
يُذكر أن وزير الخارجية كان قد زار 'الصين'، نيسان/إبريل الماضي، أثناء المفاوضات النووية غير المباشرة مع 'الولايات المتحدة'؛ حيث التقى نظيره الصيني.
ووفق 'إسماعيل بقائي'؛ المتحدث باسم 'الخارجية الإيرانية'، سوف يلتقي 'عراقجي' على هامش المشاركة في اجتماع منظمة (شنغهاي)، عددٍ من نظرائه؛ بينهم 'سيرغي لافروف'، وزير الخارجية الروسي، لتبادل وجهات النظر حول الموضوعات الثنائية والتطورات الإقليمية؛ بما في ذلك الملف النووي الإيراني.
استكمال للدبلوماسية الدفاعية..
بينما تتطور الدبلوماسية الإيرانية عبر التركيز على منطقة 'شرق آسيا'، زادت زيارة الوزير؛ 'عراقجي'، إلى 'الصين'، بعد أيام من زيارة وزير الدفاع، التكهنات حول بلورة مرحلة جديدة من المشاورات الأمنية والاستراتيجية بين هاتين القوتين الشرقيتين.
يقول 'جواد منصوري'؛ سفير 'إيران' الأسبق في 'الصين': 'قد يكون للزيارة تداعيات إيجابية على الأوضاع الراهنة. فالصين أيضًا تواجه حاليًا صراعًا جديًا وواسع النطاق مع الولايات المتحدة، وهذا الأمر يمكن أن يسَّاهم في تقريب البلدين أكثر. وهذه الزيارة بالغة الأهمية من حيث تبادل المعلومات، ورفع مستوى التعاون المشترك، وتوضيح موقف إيران من التطورات الإقليمية الأخيرة والمسّار المستقبلي'.
وأضاف: 'من الطبيعي إجراء مباحثات ثنائية وإقليمية مع مسؤولين من الصين ودول أخرى، على هامش الاجتماعات. وتحظى هذه اللقاءات بالأهمية في التنسيّق السياسي وتوضيح مواقف الجمهورية الإيرانية'.
وفي معرض إجابته على سؤال بشأن التكهنات المطروحة في وسائل الإعلام الغربية، بخصوص مشتريات 'إيران' العسكرية من 'الصين'، قال: 'يعود التعاون العسكري بين الجانبين إلى عقود، ومن الطبيعي في هذه المرجلة الحديث عن صفقات سلاح، لكن لن يتمتع الإفصاح عنها لأسباب أمنية وحساسية الموضوع'.
وعن مكانة 'إيران' في منظمة (شنغهاي)، أضاف: 'يميّل باقي أعضاء المنظمة للتعرف على مواقف إيران من القضايا الإقليمية بوضوح وشفافية. وهذا النوع من المباحثات سوف يلعب دورًا هامًا في تشكيل التحالفات الإقليمية والنظم المستقبلية. الملاحظة الأهم أن منظمات (بريكس) و(شنغهاي) تمتلك، من حيث الكتلة السكانية، والناتج المحلي الإجمال، والمكانة الجيوسياسية، قدرات حقيقة مؤثرة على النُظم العالمية المستقبلية. لكن كيفية هذا التأثير، وطبيعة الدول الإيراني، يرتبط بالتطورات المستقبلية'.
بدوره تحدث؛ 'قاسم محب علي'، السفير الإيراني الأسبق في 'ماليزيا'، عن أبعاد أهمية زيارة 'عراقجي' إلى 'الصين'، موضحًا أن الزيارة قد تتطرق لإمكانية استمرار التعاون بين 'إيران' و'الصين' في مجالات غير رسمية وغير علنية مثل تبادل النفط والبضائع.
وقال: 'مع هذا، وبالمخالفة للأخبار والشائعات المنتَّشرة، من غير المُرجّح طرح موضوع بيع أسلحة صينية متطورة لإيران بشكلٍ علني خلال زيارة رسمية بارزة يترقبها العالم. لكن قد تُناقش هذه القضايا في اللقاءات الخاصة وغير الرسمية بعيدًا عن أعين وسائل الإعلام'.
وأكّد المدير العام السابق لشؤون الشرق الأوسط بـ'وزارة الخارجية': 'يتصرف الصينيون بحذرٍ شديد فيما يخص بيع الأسلحة؛ لا سيّما عندما يتعلق الأمر بدولة متورطة في توترات خطيرة مع الولايات المتحدة والكيان الصهيوني. فهم لا يُريدون وضع أنفسهم في مواجهة مباشرة مع واشنطن أو تل أبيب، وهذا ما جعلهم يتعاملون بحذر بالغ حتى في قضايا دول مثل سورية'.
وأوضح: 'تختلف زيارة؛ عراقجي، بشكلٍ جوهري عن زيارة؛ نصير زاده، إلى بكين، فالأولى تهدف إلى المشاركة في اجتماع وزراء خارجية منظمة (شنغهاي)، وهي زيارة سياسية ودبلوماسية بحتة. ومن الطبيعي إجراء مباحثات ولقاءات مع المسؤولين الصينيين والوفود الأخرى المشاركة على هامش هذا الاجتماع. وسيكون تحليل التطورات الأخيرة في المنطقة أحد المحاور المهمة للنقاش، وربما يقدم الجانب الصيني للجانب الإيراني توصيات واستشارات حول المستقبل والوضع الإقليمي'.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

إيران تُصعّد: تعويضات من أمريكا شرط لاستئناف المحادثات النووية
إيران تُصعّد: تعويضات من أمريكا شرط لاستئناف المحادثات النووية

وكالة الصحافة المستقلة

timeمنذ يوم واحد

  • وكالة الصحافة المستقلة

إيران تُصعّد: تعويضات من أمريكا شرط لاستئناف المحادثات النووية

المستقلة/- في تصعيد لافت قبيل أي استئناف محتمل للمحادثات النووية مع واشنطن، أكّد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أن على الولايات المتحدة دفع تعويضات لإيران عن الخسائر التي تكبّدتها خلال الحرب الأخيرة، في موقف نقلته صحيفة فاينانشال تايمز واعتبره مراقبون محاولة من طهران لتشديد موقفها التفاوضي وفرض معادلة جديدة على طاولة الحوار. ويأتي تصريح عراقجي في وقت تُعيد فيه طهران ترتيب أولوياتها التفاوضية مع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، واضعةً ملف التعويضات في صدارة الشروط السياسية الجديدة، ما يُعقّد من فرص العودة السريعة إلى مسار الاتفاق النووي المجمّد. البرلمان الإيراني يدخل على الخط: تحميل إسرائيل وأمريكا المسؤولية وفي ذات السياق، طالب عدد من نواب البرلمان الإيراني، من بينهم علي رضا سليمي، بضرورة تحميل إسرائيل والولايات المتحدة مسؤولية قانونية عن الهجمات الأخيرة التي استهدفت مواقع نووية وعسكرية داخل إيران خلال صراع دام 12 يوماً، معتبرين أن تلك الهجمات تمثل 'عدواناً عسكرياً مباشراً'. وقال سليمي خلال جلسة علنية في البرلمان: 'يجب مطالبة إسرائيل والولايات المتحدة بدفع تعويضات لإيران على خلفية الخسائر التي لحقت بها خلال العدوان العسكري الأخير الذي استمر 12 يومًا.' وأضاف: 'الهجمات التي شنّها النظام الإسرائيلي، والاعتداء الأمريكي على منشآت نووية إيرانية، تستوجب تحركًا قانونيًّا ودبلوماسيًّا جادًّا.' تعقيدات في المشهد الدبلوماسي هذا التصعيد من الجانب الإيراني يضيف تعقيداً جديداً إلى مشهد التفاوض النووي، الذي كان أصلاً يواجه تحديات كبيرة، أبرزها انسحاب واشنطن سابقاً من الاتفاق النووي، وعودة طهران لتخصيب اليورانيوم بمعدلات أعلى. ويؤكد مراقبون أن طرح طهران لمسألة التعويضات في هذا التوقيت يهدف إلى كسب أوراق ضغط إضافية في أي جولة مفاوضات قادمة، كما يسعى لتأطير الهجمات الأخيرة ضمن سياق قانوني دولي، قد يفتح الباب أمام تحرك في مؤسسات أممية أو عبر التحالفات الإقليمية. هل تُغيّر إيران قواعد اللعبة؟ المطالب الإيرانية الجديدة تشير إلى أن طهران لم تعد تكتفي بالعودة إلى الاتفاق النووي بشروط 2015، بل تسعى لإعادة صياغة العلاقة مع واشنطن وفق قواعد مختلفة، تتضمن هذه المرة تعويضاً مباشراً عن الأضرار، واعترافاً ضمنياً بما تعتبره 'عدواناً غير مشروع' من قبل الولايات المتحدة وإسرائيل. خلاصة تضع إيران اليوم الكرة في ملعب الولايات المتحدة، مرفقة شروطاً جديدة قد تعرقل فرص استئناف المحادثات النووية. وفي وقت تتصاعد فيه التوترات في المنطقة، يبقى السؤال الأبرز: هل تفتح مطالب التعويضات الباب لمواجهة دبلوماسية شاملة أم تعكس فقط استراتيجية تفاوضية محسوبة من طهران؟ الأسابيع القادمة ستكون حاسمة في تحديد الاتجاه.

'جهان صنعت' الإيرانية تكشف .. خبايا 'التجويع والإبادة' في غزة
'جهان صنعت' الإيرانية تكشف .. خبايا 'التجويع والإبادة' في غزة

موقع كتابات

timeمنذ 2 أيام

  • موقع كتابات

'جهان صنعت' الإيرانية تكشف .. خبايا 'التجويع والإبادة' في غزة

خاص: ترجمة- د. محمد بناية: بينما يتأثر الرأي العام العالمي بشدة جراء الألم والجوع في 'غزة'، تتبع 'الولايات المتحدة' والكيان الصهيوني في الحقيقة سياسة تهدف إلى إجبار الغزاويين على هجرة القطاع عبر الإبادة والتجويع المتَّعمد. وكان الكيان الصهيوني قد طرح هذا الموضوع غير مرة منذ تشرين أول/أكتوبر 2023م، والحرب على 'غزة'، وأعلن أنه لا يعتزم تسليم الفلسطينيين 'غزة' مجددًا. بحسّب ما يؤكد 'عبدالرضا فرجي راد'؛ خبير الجغرافيا السياسية، في بداية مقاله التحليلي المنشور بصحيفة (جهان صنعت) الإيرانية. 'تفريغ غزة من أهلها الفلسطينيين' استراتيجية إدارة ترمب.. وقد أطلق 'دونالد ترمب'؛ بعد عودته لـ'البيت الأبيض' مرة أخرى، يد 'إسرائيل' في تنفيذ هذا السياسة، لأنه ورغم رغبة؛ 'جو بايدن'، في القضاء على (حماس)، لكن إدارته كانت تُريد تسليم إدارة 'قطاع غزة'؛ في مرحلة ما بعد الحرب، للعرب، والمنظمات الدولية، أو حتى 'السلطة الفلسطينية'، لكن منذ استلام 'ترمب' العمل، أعلن بشكلٍ صريح، إن الرؤية والسياسة الأميركية تتمثّل في التنسيّق الكامل مع الكيان الصهيوني في تفريغ 'قطاع غزة' من سكانه الفلسطينيين. وبالتالي؛ نرى الكيان الصهيوني، بدعم من إدارة 'ترمب'، يُتابع بشراسة سياسة 'الإبادة الجماعية والتجويع' المتَّعمد، بينما يتحسّس الرأي العام العالمي شديدة تجاه هذه القضية. توزيع المساعدات جوًا وتقليل التعداد السكاني بالقطاع.. وقد تابعنا على مدار الأيام الأخيرة، كيف اضطرت 'إسرائيل' للموافقة على الإنزال الجوي للمساعدات على 'قطاع غزة' حتى لا تزداد الأمور سوءً بالنسبة للكيان الصهيوني، وذلك تحت وطأة حساسية الرأي العام في 'أميركا وأوروبا' الشديدة تجاه المجازر والتجويع في 'غزة'؛ حيث لم يُعاني السكان في أي منطقة مثل هذا القتل والمعاناة خلال القرن الماضي. بالوقت نفسه؛ يتّبنى الكيان الصهيوني خطة أخرى فيما يتعلق بالسماح بالمساعدات الجوية؛ وهو أنه بسبب الجوع وسوء التغذية الحاد، يتجمع الناس في مواقع توزيع المساعدات، وفي نفس الوقت يقوم جيش الكيان الصهيوني بإطلاق النار والقتل في التجمعات البشرية سعيًا لتقليل التعداد السكاني في 'قطاع غزة'. من جهة أخرى؛ يبُدى الأوروبيون، بخلاف المجتمع الدولي، انتقادًا للأوضاع البشرية المؤسفة في 'قطاع غزة'، ويؤكدون على ضرورة وقف الحرب والإبادة، لكن الأهم أن 'أوروبا' لا تمتلك الجرأة على المواجهة المتزامنة ضد 'أميركا' والكيان الصهيوني. بعبارة أخرى؛ إذ نتغاضى عن الموقف الحاسم من جانب بعض الدول؛ مثل: 'إيرلندا والنرويج'، فسوف نرى أن بعض القوى الأوروبية مثل: 'ألمانيا'، تدعم بشكلٍ كامل الكيان الصهيوني، وهذا الانقسام تسبب في ظهور خلافات بين الأوروبيين بشأن إنهاء الكارثة في 'غزة'. وعليه يبدو أن إيصال مساعدات غذائية قليلة إلى 'غزة'، ساعد على بلورة فضاء محدود للكيان الصهيوني للتخفيف بالفعل من الضغوط، ثم سيسّتمر في الإبادة وضغوط الحد الأقصى ضد الغزاويين في الوقت المناسب، لأنه وكما سبقت الإشارة، تتعاون إدارة 'ترمب' في انسجام تام مع الكيان الصهيوني بهدف إخلاء 'قطاع غزة' من الفلسطينيين. وطالما بقيت الإدارة الأميركية الحالية، وكذلك استمر وجود اليمين المتطرف على رأس السلطة في 'إسرائيل'، سوف تستمر هذه السياسة تجاه 'قطاع غزة'. جهود وقف إطلاق النار.. أما فيما يتعلق بعدم نجاح الجهود لوقف إطلاق النار، تُجدّر الإشارة إلى تذَّرع 'أميركا' والكيان الصهيوني بالإفراج الكامل عن الرهائن لقاء وقف الحرب. وبالتالي، تُريد (حماس)، التي تُدرك سياسة إخلاء 'غزة'، بطبيعة الحال استخدام هذه الورقة لإنهاء الحرب فعليًا. ففي الواقع، عندما تنتهي الحرب، لن تكون السياسة الحالية لـ'أميركا' والكيان الصهيوني تجاه 'غزة' ذات صلة. ولهذا السبب لا تنجح مفاوضات وقف إطلاق النار، بل حتى أننا نشهد أن (الكنيست) الصهيوني وافق مؤخرًا على مسّودة تقضي بضم 'الضفة الغربية' بالكامل إلى الأراضي المحتلة. وبالتالي؛ فإن السياسة الحالية للإسرائيليين بدعم أميركي هي إخلاء 'غزة' وضم 'الضفة الغربية'، بحيث لا يكون لموضوع إقامة 'دولة فلسطينية' مستقلة أي جدوى عملية. ومع ذلك؛ لا يبدو أن هذه السياسة ستنجح في النهاية، لأن أولًا: يعيش: (07-08) مليون فلسطيني في هذه المناطق، وثانيًا؛ مع ضغط الرأي العام الدولي، لن يكون هناك دائمًا شخص مثل 'ترمب' في السلطة لتمكيّن الكيان الصهيوني من فعل ما يشاء بسهولة. لذلك، ستستّمر 'قضية فلسطين'.

'اسكناس' الإيرانية تكشف .. الكيان الإسرائيلي ومسؤولية القحط في غزة
'اسكناس' الإيرانية تكشف .. الكيان الإسرائيلي ومسؤولية القحط في غزة

موقع كتابات

timeمنذ 3 أيام

  • موقع كتابات

'اسكناس' الإيرانية تكشف .. الكيان الإسرائيلي ومسؤولية القحط في غزة

خاص: ترجمة- د. محمد بناية: تابع العالم؛ منذ بداية هجوم الكيان الصهيوني الشامل على 'قطاع غزة'، منذ تشرين أول/أكتوبر 2023م، واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية المعاصرة وأكثرها منهجية؛ تتضمن الحصار الكامل، وتدمير البُنية التحتية الأساسية، وقطع تدفق المواد الغذائية والعلاجية، ومهاجمة مراكز توفير الماء والطاقة، بهدف تركيع مجتمع مدني عبر سياسة التجويع. بحسب ما استهلت 'ليلى تقربي'؛ خبير قانوني، تحليلها المنشور بصحيفة (اسكناس) الإيرانية. هذا النهج يتطابق وانتهاك المادة (54) من البروتوكول الأول الإضافي رقم (1977) بـ'اتفاقيات جنيف' الرباعية. وتبحث هذه المقالة، في مسؤولية الكيان الصهيوني عن التجويع المتعمَّد في 'غزة'، بناءً على مصادر القانون الدولي الإنساني وممارسات المنظمات الدولية. وتحظر المادة (54) من البروتوكول الأول الإضافي، الاستفادة من سياسة التجويع كأسلوب حرب، وتنص على: 'منع استخدام التجويع كأداة حرب ضد المدنيين، وحظر تدمير أو إتلاف أو نقل الأعيان التي لا غنى عنها لبقاء السكان المدنيين على قيّد الحياة، مثل مصادر المياه والغذاء والمحاصيل الزراعية'. وتهدف هذه المادة إلى حماية المدنيين في الصراعات الدولية المسلحة، والحيلولة دون الاستفادة من الوسائل التي قد تُهدّد بشكل مباشر حياة المدنيين. أمثلة للانتهاكات في 'حرب غزة'.. بحث التطورات الميدانية في 'قطاع غزة'؛ منذ تشرين أول/أكتوبر 2023م، حتى الآن، تُثبّت قيام الكيان الصهيوني بشكلٍ ممنهج ومتعمدَّ، بالإجراءات التالية للاستفادة من سياسة التجويع كسلاح حربي: 01 – فرض حصار كامل على 'غزة': منذ بداية العمليات، تم وقف دخول المواد الغذائية والمياه والوقود والدواء إلى 'قطاع غزة' عبر المعابر البرية، لا سيّما في (رفح) و(كرم أبو سالم). 02 – تدمير البُنية التحتية: تسبب قصف المزارع، وأنظمة الري، ومخازن الغذاء، والمخابز في تعطيل الكثير من مراكز توفير الماء والغذاء. 03 – الحيلولة دون تدفق المساعدات الإنسانية: تعرضت قوافل 'الأمم المتحدة' الإغاثية، والمؤسسات غير الانتفاعية، غير مرة للهجوم أو العرقلة، وبلغ الأمر مستوى تدمير شاحنات الدقيق والماء في بعض الحالات. 04 – خلق مجاعة مصَّطنعة: بناءً على تقرير 'برنامج الأغذية العالمي'؛ (WFP)، فإن أكثر من: (90%) من سكان 'غزة' يُعانون من انعدام الأمن الغذائي على مستوى خطير؛ حيث أصبح خطر الموت بسبب الجوع، خاصة بين الأطفال، حقيقيًا وفعليًا. مسؤولية الكيان الصهيوني الدولية.. في القانون الدولي؛ يُعدّ انتهاك القواعد الحاكمة، بما في ذلك القواعد الإنسانية، سببًا لقيام المسؤولية الدولية على عاتق الدولة المخالفة. وفي هذه الحالة؛ فإن الكيان الصهيوني، بسبب أفعاله المتعمدَّة في تجويع المدنيين، يتحمل المسؤولية الدولية للأسباب التالية: 01 – انتهاك الالتزامات العرفية: البروتوكول الأول الإضافي، ولم تصدَّق عليه 'إسرائيل'، لكن تُعرف بعض أجزاء البروتوكول مثل المادة (54) كقواعد عرفية دولية. وعليه فإن هذه المادة مُلزمة حتى بالنسبة للدول غير الأعضاء في الاتفاقية. 02 – المسؤولية الجنائية الدولية: استخدام المجاعة كسلاح حرب يُصنف في 'قانون الجنائية الدولية'، جريمة حرب، وجريمة ضد الإنسانية في بعض الحالات. والمادة (8) من 'لائحة روما'؛ (المحكمة الجنائية الدولية)، تُصنّف التدمير المتَّعمد للمصادر الضرورية للبقاء على قيّد الحياة، ضمن زمرة جرائم الحرب. 03 – ضرورة التعويض والمساءلة: بحسّب مقدَّمة مواد مسؤوليات الحكومات بـ'لجنة القانون الدولي'؛ (ILC)، يتعيّن على الدولة المسؤولة تعويض الخسائر، والحيلولة دون تكرار الأمر. وحال الاستمرار والتعمد، تُتخذ الإجراءات القانونية الدولية للمساءلة. رُغم قوة الجرائم المرتكبة في 'غزة' واتساع نطاقها، لا يتجاوز رد الفعل المجتمع الدولي تجاه المجاعة في 'غزة'، مستوى الإدانات السياسية والبيانات العامة، مع هذا اعتبر مراسلو 'الأمم المتحدة' الخاصون مرارًا وتكرارًا أن إجراءات النظام الصهيوني تُمثّل استخدامًا للجوع كسلاح. وتقوم 'المحكمة الجنائية الدولية'؛ (ICC)، حاليًا بدراسة ملفات تتعلق بجرائم حرب في الأراضي الفلسطينية المحتلة، والتي قد تشمل أيضًا التسبب في المجاعات. وأشارت 'محكمة العدل الدولية'؛ (ICJ)، في قضية 'جنوب إفريقيا' ضد 'إسرائيل'، إلى نقاط حول احتمال حدوث 'إبادة جماعية' واستخدام 'المجاعة' كأداة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store