
في أسبوع الرضاعة الطبيعية: هل استمرارها بعد العامين يسبب مخاطر على الطفل والأم؟
التقرير التالي يوضح رأي الفريقين، ويشرح فائدة الرضاعة الطبيعية وطرق الفطام الصحي منها، وأضرار الاستمرار لما بعد العامين، وذلك وفقاً لموقع "Kids health " الطبي.
معلومات تعرفي إليها:
توصي منظمة الصحة العالمية بالرضاعة الطبيعية لمدة سنتين على الأقل، ويمكن أن تستمر لأكثر من ذلك حسب رأي الأم وميل الرضيع.
الرضاعة الطبيعية تعزز الارتباط العاطفي بين الأم والطفل، وهذا الارتباط مهم جداً للطفل، وقد يفطم الطفل من تلقاء نفسه عندما يكون جاهزاً، ويُعرف هذا بالفطام الطبيعي.
الفطام يكون صعباً على الطفل بعد سنتين، خاصةً أن الرضاعة بعد ستة الأشهر مرتبطة بالراحة والأمان للطفل، أكثر من كونها للتغذية، بينما يمكن أن يتم الفطام الآمن؛ بالتقليل التدريجي لعدد الرضعات، تشتيت انتباه الطفل بالأنشطة المختلفة، توفير بدائل للرضاعة.
ماذا تقدم الرضاعة الطبيعية للطفل؟
الدعم الغذائي: تتغير تركيبة حليب الأم -الثدي- تبعاً لحاجة الطفل الغذائية، رغم أن بعض الأطفال يصعب إرضاؤهم بالأطعمة التي تتناسب مع سنهم.
تمد الطفل بالعديد من المعادن والفيتامينات" التي يحتاجها الطفل، كما أنها تزيد الصلة بين الطفل وأمه وتعزز سلامته النفسية كذلك.
الوقاية من الأمراض: تعزز الرضاعة الطبيعية مناعة الطفل، مما يجعله أقل عرضة للإصابة بنزلات البرد، والحساسية، والالتهابات الأخرى.
تساعد الطفل مستقبلاً: على خفض خطر الإصابة بزيادة الوزن، وارتفاع الكولسترول وضغط الدم.
شعور الطفل بالراحة: تساعد الرضاعة الطبيعية على تهدئة الطفل، وفي حال اضطرابه يشعر بالتحسن.
منح الطفل الهدوء: بعد يوم حافل للطفل، بين اللعب والاستكشاف؛ يحتاج إلى استراحة وهدوء، وهي فترة الرضاعة والاقتراب من الأم.
تعزيز صحة الدماغ: كلما كان الطفل يرضع لفترة أطول؛ زادت فرصته في أن يكون أكثر ذكاءً، ويعود ذلك إلى أحماض أوميغا 3 الموجودة في حليب الثدي التي تعزز من صحة الدماغ.
تعرفي إلى: مولودك من شهر وحتى عام: وزنه الطبيعي وطوله المثالي ومدى كفايته من حليب الأم
مخاطر استمرار الرضاعة الطبيعية بعد العامين
يحدث الكثير من المضاعفات الصحية والنفسية على شخصية الطفل؛ حيث تتأثر سلبياً بسبب طول فترة الرضاعة الطبيعية.
تتسبب في الإصابة بتسويس الأسنان، نتيجة زيادة فرصة تراكم البكتيريا الموجودة بالحليب، ما يؤدي لتآكل الأسنان اللبنية للطفل، والتأثير على نمو الأسنان الأساسية.
تزيد من تعلق الطفل بأمه بشكل مبالغ فيه، ما يسبب زيادة اعتماده عليها، وعدم تطور مهاراته الاجتماعية والمعرفية.
تؤثر على تغذية الطفل المطلوبة تلك الأثناء؛ إذ تجعله يرفض تناول الأطعمة التي يحتاجها جسمه، والتي لا تتوفر في لبن الأم.
يؤثر على نوم الطفل لساعات ممتدة، ما يؤثر على نموه؛ إذ يساعد النوم ليلاً لساعات متواصلة على نمو الطفل بشكل طبيعي.
يحمل بعض المخاطر على صحة الطفل وشخصيته؛ فازدياد تعلق الطفل بأمه، قد يضعف قدراته على التواصل الاجتماعي بمن حوله.
التأثير على نوم الطفل لساعات ممتدة، ما يؤثر على نموه، والمعروف علمياً أن النوم ليلاً لساعات متواصلة، يساعد على نمو الطفل بشكل طبيعي.
تأثر شخصية الطفل بشكل مباشر؛ فيتعلق بالأم بشكل زائد، ما يسبب زيادة اعتماد الطفل عليها، وعدم تطور المهارات الاجتماعية والمعرفية لديه طوال تلك المدة.
إصابة الطفل بحالة من الخجل، وعدم قدرته على الاستقلال بشخصيته في الوقت المناسب، بجانب تآكل الأسنان اللبنية، وهو ما يؤثر على نمو الأسنان الأساسية، وذلك نتيجة زيادة فرصة تراكم البكتيريا الموجودة بالحليب.
التأثير الكبير على تغذية الطفل المطلوبة في تلك الأثناء؛ إذ تجعل الرضاعة الطفل يبتعد عن تناول الأطعمة التي يحتاجها، حيث لا يحتوي لبن الأم على المغذيات التي يحتاجها جسمه.
سلبيات استمرار الرضاعة الطبيعية على الأم نفسها
الاستمرار في الرضاعة الطبيعية يسبب بعض الإزعاج والإرهاق للأم، مثل فقدان حريتها أو الشعور بالحرج في الأماكن العامة، كما أنها تسبب الخجل للأم، وقد تواجه العداء أو الاستهجان من المجتمع عند إرضاع طفل كبير.
الشعور بالإحراج في الأماكن العامة في حال طلب الطفل الرضاعة خارج المنزل، كما قد تؤثر الرضاعة الطبيعية لفترة طويلة على علاقة المرأة بزوجها، بجانب انعدام أو قلة الوقت اللازم لقضائه مع الأطفال الآخرين.
الفطام عن الرضاعة الطبيعية بعد عامين قد يكون أمراً صعباً على الطفل كذلك، مما يزعج الأم ويشعرها بالألم؛ حيث إنها تمد الطفل بالأمان والراحة أكثر من أنها للتغذية.
"فطام الطفل في اللّيل"..الأسباب والتوقيت تعرفي إلى الطريقة داخل التقرير.
نصائح لتجنب صدمة فطام الطفل
كثير من الأمهات المرضعات يتخوفن من قرار فطام الطفل، ومنهن من يؤجلنه حتى يأتي الشتاء خوفاً من تأثير حرارة الصيف، وفي كل الحالات فإن الفطام للطفل يعتبر صدمة لها توابعها النفسية والمرضية عليه.
الفطام عملية تغيير كبير بالنسبة للطفل، خاصة بعد العامين، لذا يجب القيام بها تدريجياً، مع اتباع بعض النصائح لتسهيله، وأن يتم وفق خطة تتبعها الأم على مدار عدة أشهر لتجنب تعرض الطفل للصدمة بشكل مفاجئ.
تبدأ الخطوات بالعمل على التقليل من عدد الرضعات نهاراً، ثم التخلص تدريجياً من الرضاعة قبل أو أثناء النوم، بجانب منع الرضاعة خارج المنزل، وزيادة الأنشطة والنزهات للطفل طوال النهار؛ لينشغل ويتشتت ذهنه عن التفكير في الرضاعة الطبيعية.
ترك الطفل مع شخص آخر مثل الأب يشعر معه الطفل بالراحة، خاصةً في الأوقات التي اعتاد على الرضاعة فيها، مع تجنب ارتداء الأم للملابس وخلعها أمام الطفل، وارتداء ملابس مقفلة مكان الصدر، يصعب مع الطفل فيها الرضاعة.
في حال استيقاظ الطفل ليلاً للرضاعة يفضل إعطاؤه الماء بدلاً من الحليب، حتى يرتوي وتخف حاجته لحليب الثدي، مع تقليل عدد مرات الرضاعة تدريجياً، يمكن تقديم الأطعمة الصلبة للطفل التي تضمن حصوله على التغذية اللازمة له والشعور بالشبع.
توقف الرضاعة خلال النهار ورضاعة الطفل في الليل، تتطلب إلهاء الطفل عن طريق تنظيم النزهات والأنشطة التي يمكن ممارستها معه.
عند توقف الرضاعة بشكل نهائي، على الأم عدم الابتعاد عن الطفل؛ حتى لا يشعر بالخوف والقلق، وإعطاؤه الماء عند الاستيقاظ بحثاً عن الرضاعة.
*ملاحظة من "سيدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صحيفة سبق
منذ 5 ساعات
- صحيفة سبق
غريق كل دقيقتين.. أكثر من 3 ملايين وفاة غرقًا خلال عقد واحد
حذرت منظمة الصحة العالمية من أن الغرق يودي بحياة شخص واحد كل دقيقتين حول العالم، مؤكدة أنه من أخطر التهديدات الصحية العامة التي لا تحظى بالاهتمام الكافي، خاصة بين الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين سنة وأربع سنوات. وقالت الدكتورة كارولين لوكاسزيك، المسؤول الفني للوقاية من الإصابات غير المتعمدة بالمنظمة، في لقاء ضمن برنامج "العلوم في خمس"، إن أكثر من 3 ملايين شخص لقوا حتفهم غرقًا خلال السنوات العشر الأخيرة، مشيرة إلى أن الحوادث تقع غالبًا في صمت، سواء في القرى أو أحواض الاستحمام أو أثناء التنقل اليومي. وأوضحت أن العديد من الناجين من حوادث الغرق يعانون إعاقات دائمة تمنعهم من العمل أو العيش باستقلالية، لافتة إلى ثلاثة عوامل رئيسية لارتفاع الخطر: البيئات المائية غير الآمنة، ونقص الوعي، وضعف مهارات ومعدات السلامة. وأضافت أن المجتمعات الريفية القريبة من الأنهار والبحيرات والبرك والآبار المكشوفة تواجه تحديات كبيرة في الإشراف المستمر على الأطفال، وأن تكلفة تأمين هذه المناطق مرتفعة، مما يجعل الحوادث واردة الحدوث بشكل كبير.


العربية
منذ 5 ساعات
- العربية
غريق كل دقيقتين.. خطر صامت يهدد الصحة العامة عالمياً
يفقد شخص حياته غرقًا كل دقيقتين حسب منظمة الصحة العالمية، ويُعد الغرق أحد الأسباب الرئيسية للوفاة بين الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين سنة وأربع سنوات، كما يعتبر أحد أكثر التهديدات الصحية العامة التي لا يتم التطرق إليها. في لقاء أجرته فيسميتا غوبتا سميث في حلقة من برنامج "العلوم في خمس"، الذي تبثه منظمة الصحة العالمية عبر منصاتها الرسمية، قالت الدكتورة كارولين لوكاسزيك، المسؤول الفني للوقاية من الإصابات غير المتعمدة في منظمة الصحة العالمية، إن الغرق يعد الخطر الأكثر إهمالًا للصحة العامة. 3 ملايين ضحية أشارت الدكتورة لوكاسزيك إلى أنه خلال السنوات العشر الماضية وحدها، فقد أكثر من 3 ملايين شخص حياتهم غرقًا، مؤكدة أنه تم إحراز تقدم كبير في حماية صحة الأطفال على مدار الأربعين عامًا الماضية، من خلال زيادة في الاستثمار في صحة الطفل والأم. لكن لا يزال الغرق حتى الآن أحد الأسباب الرئيسية للوفاة في هذه الفئة العمرية، لذا فقد حان الوقت حقًا لتوجيه الاهتمام إليه. خطر صامت لا تتناول وسائل الإعلام كثيرا أخبار الغرق، بل يحدث الغرق في صمت، في القرى وفي أحواض الاستحمام، أو أثناء تنقل الأشخاص اليومي من وإلى العمل أو المدرسة. لكن ينبغي توضيح أن حوادث الغرق ليست كلها قاتلة بالفعل، وأن الكثير من الأشخاص الذين يتعرضون للغرق ينتهي بهم الأمر بإعاقات مدى الحياة تمنعهم من العمل، وتمنعهم من العيش بشكل مستقل أو من المساهمة في مجتمعاتهم. عوامل خطر رئيسية وشرحت الدكتورة لوكاسزيك أن هناك ثلاث مجالات رئيسية، نوعًا ما، مثيرة للقلق. الأول يتعلق بالبيئات غير الآمنة، والثاني يتعلق بنقص الوعي، والثالث يتعلق بنقص مهارات السلامة ومعدات السلامة أيضًا. ويعيش العديد من الأشخاص حول العالم في مجتمعات ريفية قريبة جدًا من مجموعة واسعة من المسطحات المائية المختلفة، بما يشمل الأنهار والبحيرات والبرك والآبار المكشوفة أو حتى الخنادق. ومن الصعب والمعقد للغاية الحفاظ على إشراف فعال على الأطفال في جميع الأوقات في هذه المناطق، كما أن تسييج كل شيء للحفاظ على سلامته أمر مكلف للغاية ويتطلب موارد كثيرة. لذلك يمكن أن يدخل الأطفال إلى الماء عن طريق الخطأ، أو يختارون اللعب في مياه قد لا تكون آمنة. كما أن الفيضانات تعرض المجتمعات للمياه بطريقة مفاجئة وغير متوقعة وكذلك يستخدم أشخاص كثيرون وسائل نقل عبر المياه للوصول إلى المدرسة أو الرعاية الصحية أو العمل، وكذلك الأشخاص الذين يعملون بالقرب من المياه، معرضون للخطر إذا لم يكن لديهم معدات السلامة المناسبة مثل سترات النجاة. وأضافت أن العديد من دول العالم لا تُعلّم أطفالها مهارات السباحة والسلامة المائية من خلال المناهج الدراسية، مما يُؤدي إلى عدم امتلاك العديد من الأطفال لهذا النوع من الفهم أو هذه القدرة. الوقاية من الغرق وقالت الدكتورة لوكاسزيك إن الغرق يُمكن أن يكون قاتلًا صامتًا، لذا يتحتم وجود شخص مُدرّب جيدًا ولديه المهارات اللازمة لإجراء عملية إنقاذ آمنة في المنطقة. إن هناك عدداً من الأشياء التي يُمكن للأشخاص في المنزل القيام بها لحماية أنفسهم وعائلاتهم وأحبائهم من الغرق، من بينها تعلّم الإنعاش القلبي الرئوي ومهارات الإنقاذ الآمن. ومن النصائح الأخرى ضمان الإشراف المستمر والفعال على الأطفال، وخاصةً بالقرب من المسطحات المائية، حيث إن لحظة تشتيت للانتباه يمكن أن تؤدي إلى كارثة. ومن النصائح الأخرى تعليم الأطفال مهارات السباحة والسلامة المائية منذ الصغر، فحتى أبسط المهارات كالتنفس والطفو قد تنقذ حياة. ومن الضروري أن يرتدي الجميع سترات النجاة أثناء ركوب القارب مهما كانت مهاراتهم في السباحة جيدة. أهداف ونصائح وأوضحت الدكتورة لوكاسزيك أن أحد الأهداف الرئيسية لبرنامج منظمة الصحة العالمية للوقاية من الغرق هو التأكد من أن تكون الرسائل، التي يتم توجيهها للآباء، داعمة ومُشجّعة للغاية، بمعنى أنها لا تُلقي باللوم عليهم، بل تُزوّدهم بأفكار عملية وفعّالة حول كيفية الحفاظ على سلامة أطفالهم في هذه الأماكن. ويركز البرنامج على ضرورة تجنب إنجاز مهام متعددة أثناء رعاية الأطفال أثناء السباحة، لأنه من الصعب للغاية الحفاظ على التركيز. يبقى أنه من الضروري تذكر أن "أي شخص معرض للغرق، لكن يجب ألا يغرق أحد، لذا يجب جعل الماء والسباحة مصدر سعادة للجميع من خلال اتباع النصائح والإرشادات بدقة وتركيز".


العربية
منذ 6 ساعات
- العربية
منظمة الصحة العالمية: الأدوية المزورة خطر عالمي متصاعد
أدى ازدهار التجارة الإلكترونية إلى انتشار مواقع غير خاضعة للرقابة، ما سهّل نشوء سوق عالمية للأدوية المخالفة للمواصفات القانونية، في آفة تُشكّل تهديدًا للصحة العامة وتحديًا اقتصاديًا كبيرًا. و"الأدوية المزيّفة" هي المنتجات الطبية التي تُزيّف عمدًا أو بشكل احتيالي هويتها أو تركيبها أو مصدرها، وفق منظمة الصحة العالمية. قد تحتوي هذه الأدوية على المكونات الصحيحة ولكن بجرعة غير صحيحة، أو مكون فعّال آخر، أو حتى لا تحتوي على أي مادة فعالة على الإطلاق. كما قد تحتوي على سواغات (مواد مضافة) غير صحيحة. قد تكون هذه الأدوية أيضًا أدوية أصلية تُحوّل لإعادة بيعها بشكل غير قانوني، وغالبًا من دون علم المرضى. وفي حالات أخرى، يُسعى عمدًا لاستخدامها كأدوية منشّطة أو مؤثرة على العقل، وفق ما نقلته وكالة فرانس برس. حتى لو كان أصليًا في الأساس، فإن أي دواء يُسحب من قناة التوزيع الرسمية، على سبيل المثال عند طلبه من موقع إلكتروني غير قانوني لصيدلية، يصبح بحكم الواقع منتجًا غير قانوني. ويؤكد اتحاد شركات الأدوية الفرنسية (ليم): "من هنا فصاعدًا، يمكن الحديث عن دواء مزوّر ومحوّل". وينطبق الأمر نفسه على الأدوية منتهية الصلاحية التي تُعاد تعبئتها لإعادة بيعها، أو التي تخرج من سلسلة التوزيع القانونية عبر وصفات طبية مزيفة. وتُشير شركة الأدوية الفرنسية "سيرفييه" إلى أن السياق المجتمعي يُشجّع على انتشار الأدوية المزورة، مثل "ظهور ثقافة التطبيب الذاتي والتشخيص الذاتي في البلدان التي أصبح فيها الوصول إلى الاستشارات الطبية معقدًا أو مقيّدًا للغاية". خطر على الصحة توضح "سيرفييه" أنه "بينما كان المرضى يترددون سابقًا في تناول الأدوية من دون استشارة طبية، ينجذب البعض الآن إلى فكرة شراء الأدوية بدون وصفة طبية، خصوصًا عبر الإنترنت". تُشكّل الأدوية المزيفة تهديدًا كبيرًا للصحة العامة في جميع أنحاء العالم، وفق منظمة الصحة العالمية. قد تكون هذه الأدوية ضارة إذا كانت تحتوي على ملوثات أو مواد سامة، وأحيانًا يكون خطرها غير مباشر، كما الحال في مضادات الميكروبات، إذ تزيد من خطر مقاومة الأدوية. وفي أحسن الأحوال، تكون غير فعّالة. ويؤكد اتحاد "ليم" الفرنسي أن الأدوية المزورة "مشكلة صحية عامة رئيسية ذات مخاطر متفاوتة"، لكن "الناس لا يدركون ذلك". في عامي 2022 و2023، أثارت وفاة 300 طفل في غامبيا وأوزبكستان وإندونيسيا نتيجة تناولهم شراب سعال للأطفال مغشوشًا بمضاد تجمد يُصرف من دون وصفة طبية، رد فعل قويًا من منظمة الصحة العالمية. وقالت رئيسة مجموعة مكافحة التزييف في الاتحاد الأوروبي للصناعات الدوائية، مريم بورحلة لودييي، إن "لا منطقة في العالم ولا مجال علاجيًا بمنأى" عن تزوير الأدوية. يُعتبر هذا الاتجار، الذي يُسهّله ازدهار التجارة الإلكترونية وانتشار المواقع غير الخاضعة للرقابة، أكثر ربحية بكثير من الاتجار بالمخدرات. أسفرت عملية "بانجيا 17"، التي قادها الإنتربول ونُفذت بين ديسمبر/ كانون الأول 2024 ومايو/ أيار 2025، عن ضبط 50.4 مليون جرعة من المنتجات الصيدلانية المخالفة للمواصفات القانونية بقيمة 56 مليون يورو. وأفاد الإنتربول في نهاية يونيو/ حزيران بأن العملية التي نُفذت في 90 دولة أسفرت عن توقيف ما يقرب من 800 شخص، مشيرًا إلى "تزايد الطلب" على أدوية السكري. ووفقًا للخبراء، تظل العقوبات أقل شدة بشكل عام من تلك المرتبطة بالاتجار بالمخدرات. الأدوية الأكثر استهدافًا لسنوات عدة، كانت علاجات ضعف الانتصاب مثل الفياغرا مستهدفة بشكل خاص من جانب الجهات الضالعة بعمليات الاتجار غير المشروع بالأدوية. تشير بورحلة لودييي إلى أن "مجرمي الأدوية" يتكيفون دائمًا مع الطلب، مستهدفين منتجات عالية القيمة، تتراوح من علاجات السرطان إلى علاجات الأمراض المزمنة ومضادات القلق. منذ عام 2023، انضمت الأدوية التي تعالج اضطرابات التمثيل الغذائي، مثل أدوية السكري والسمنة، إلى المجالات العلاجية الأكثر تأثرًا بالتزوير، إلى جانب أدوية الجهاز البولي التناسلي والجهاز العصبي المركزي. في صيف عام 2024، حذّرت منظمة الصحة العالمية من دفعات مزيفة من الأدوية القائمة على مادة سيماغلوتيد، والمستخدمة لعلاج داء السكري من النوع الثاني والسمنة، بما في ذلك أوزمبيك وويغوفي.