logo
تحليل اقتصادي: لماذا قد يغير دونالد ترامب مساره بشأن الرسوم الجمركية؟

تحليل اقتصادي: لماذا قد يغير دونالد ترامب مساره بشأن الرسوم الجمركية؟

وهج الخليج٠٧-٠٤-٢٠٢٥

وهج الخليج ـ وكالات
أطلق جيمس كارفيل ، المستشار السياسي للرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون ، مقولته الشهيرة 'أعتدت أن أعتقد أنه إذا كان هناك تناسخ للأرواح ، فإني كنت اريد العودة كرئيس أو البابا أو لاعب بيسبول سجل 400 ضربة. ولكن أود الآن العودة في صورة سوق سندات ، حيث يمكنك أن تروع الجميع'. وقال ديزموند لاكمان ، وهو زميل بارز في معهد أميركان إنتربرايز، وشغل سابقا منصب نائب مدير في إدارة تطوير ومراجعة السياسات بصندوق النقد الدولي، وكبير الاستراتيجيين الاقتصاديين للأسواق الناشئة في شركة سالومون سميث بارني ، إنه لوكان كارفيل قد شهد رد فعل سوق الأسهم العنيف يوم الخميس الماضي على إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن الرسوم على الواردات في 'يوم التحرير'، فربما يريد الآن أن يعود في صورة سوق أسهم. وأضاف لاكمان ، في تقرير نشرته مجلة ناشونال انتريست، أنه ربما يكون الأمر مسألة وقت فقط قبل أن يرغم انهيار أسواق الأسهم الجاري الآن ، الرئيس ترامب على إجراء تحول كامل محرج سياسيا في سياسة الرسوم لوقف نزيف الأسواق.
وإذا كانت الأسواق قد رفضت في أي وقت مضى إعلانا بشأن سياسة اقتصادية ، لكان تراجع سوق الأسهم بنسبة 5% يوم الخميس الماضي رد فعل على مبادرة ترامب بشان الرسوم على الواردات التي أعلنها في حديقة الورود بالبيت الأبيض. وكان ذلك أكبر تراجع للأسهم في يوم واحد منذ جائحة كوفيد -19. وفي حين أن ترامب ربما قد أعتقد أن إعلانه الخاص بالرسوم على الواردات بالمثل سوف يجلب فترة من الأزدهار الاقتصادي منقطع النظير ونموا سريعا للتوظيف في قطاع التصنيع ، فمن الواضح أن سوق الأسهم رأي غير ذلك. وبدلا من اقتصاد العصر الذهبي الذي كان في ذهن ترامب، بدا السوق يخشي خطر الجمع المخيف لكساد عالمي مقترن بارتفاع تضخم الأسعار. وتابع لاكمان 'للأسف ،هناك أسباب كثيرة للاعتقاد بأن السوق على صواب في أن يخشى الركود التضخمي. ويتمثل أحد الأسباب في أن فرض رسوم على الواردات على الكثير من شركائنا التجاريين الرئيسيين سوف يزيد بشكل كبير تكاليف انتاج شركات مثل أبل ونايك التي تستخدم مدخلات من تلك الدول في عملياتها الخاصة بالتصنيع.
وربما يُقال نفس الشئ على الرسوم السابقة بنسبة 25% على الصلب والألومنيوم التي سوف تزيد بشكل كبير تكاليف انتاج الكثير من الشركات التي تحتاج لمدخلات كثيرة مصنعة من الصلب والألومنيوم. وتابع لاكمان 'أن سببا آخر لجعل السوق يخشي ركودا محليا يتمثل في أنه من المؤكد أن يؤدي الإجراء العنيف الذي اتخذه ترامب إلى انتقام من جانب شركائنا التجاريين ، وأن بعض شركائنا مثل كندا والصين والاتحاد الأوروبي قد أشاروا بالفعل إلى أنهم يعتزمون تطبيق إجراءات انتقامية '. وأوضح لاكمان 'من المرجح أن تستهدف تلك الأجراءات أجزاء حساسة سياسيا من قطاعنا الخاص بالتصدير ، وليس أقلها المركز الزراعي للبلاد . وبالتالي ، قد يدفعنا ذلك إلى طريق سياسات إفقار الجار التي كانت مدمرة اقتصاديا في حقبة ثلاثينيات القرن الماضي إذا رد ترامب على تلك الإجراءات الانتقامية بالمثل'.
ومن المرجح أيضا أن تؤدي إجراءات ترامب الخاصة بالرسوم إلى تعقيد مهمة مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأمريكي ) المتمثلة في خفض التضخم إلى النسبة المستهدفة والتي تبلغ 2%. وتشير تقديرات وول ستريت إلى أن الرسوم التي فرضها ترامب قد ترفع مؤشر أسعار المستهلك تقريبا بنسبة 5%، بينما يحذر المحللون في قطاع السيارات من أن الرسوم قد تتسبب في رفع أسعار السيارات بعدة آلاف من الدولارات . وأي قفزة في الأسعار ستجعل من الصعب على مجلس الاحتياطي الفيدرالي استئناف دورته الخاصة بخفض الفائدة في أي وقت قريب. واضاف لاكمان أن هناك سببا وجيها أيضا للاعتقاد بأن إجراء ترامب الخاص بالرسوم سوف يتسبب في حدوث ركود في عدد من شركائنا التجاريين '، وأن الشئ الأخير الذي كان يحتاجه اقتصاد صيني يتصارع مع انفجار فقاعة في سوق العقارات هو رسوم واردات أمريكية بنسبة 54%. كما أن الاقتصادين الكندي والمكسيكي المعتمدين بكثافة على الصادرات لم يكونا في حاجة إلى رسوم بنسبة 25% على الواردات من الدولة التي تشكل قرابة 80 % من صادراتهما. وربما يُقال نفس الشئ على الاقتصاد الألماني الذي يعاني بالفعل من ركود منذ عامين. ويبدو أنه لم يغب عن أذهان المشاركين في السوق أن 30% من إجمالي عائدات مؤشر ستاندار آند بورز 500 مصدرها الخارج. وهذا يعني أن ركودا اقتصاديا في الخارج سوف يقضي على الدخل الصافي لتلك الشركات.
كما لم يغب عن السوق أن الطريقة الفوضوية التي ينتهج بها ترامب السياسة التجارية تتسبب في تراجع مقلق في ثقة المستهلك والأسرة. ويواصل ترامب التأكيد على أن لديه قدرة تحمل عالية للألم الاقتصادي المؤقت لكي يجرى التغييرات الأساسية التي يعتقد أنها ضرورية للنمو الاقتصادي على المدى الطويل . غير أنه من المشكوك فيه أن ترامب سوف يتمالك أعصابه لفترة طويلة إذا واصل السوق استنزاف تريلونات من الدولارات من ثروة الأسر .
واختتم لاكمان تقريره بالقول ' يتعين علينا أن نأمل في أن يعيد السيد ترامب في القريب العاجل بشكل كامل السياسة التجارية إلى ما كانت عليه قبل أن يوجه انهيار سوق الأسم نفسه ضربة مؤلمة لاقتصاد الولايات المتحدة'.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

بالفيديو.. أمريكا تطلق "القبة الذهبية".. مشروع دفاعي بتكلفة 500 مليار دولار
بالفيديو.. أمريكا تطلق "القبة الذهبية".. مشروع دفاعي بتكلفة 500 مليار دولار

جريدة الرؤية

timeمنذ 2 أيام

  • جريدة الرؤية

بالفيديو.. أمريكا تطلق "القبة الذهبية".. مشروع دفاعي بتكلفة 500 مليار دولار

واشنطن - الوكالات أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عن إطلاق مشروع دفاع صاروخي جديد يُعرف باسم "القبة الذهبية"، يهدف إلى حماية الولايات المتحدة من التهديدات الصاروخية المتقدمة، بما في ذلك الصواريخ الباليستية والفرط صوتية، بالإضافة إلى الطائرات بدون طيار. وفي تصريحاته من البيت الأبيض، أوضح ترامب أن النظام سيعتمد على تقنيات فضائية متقدمة، مثل الأقمار الصناعية وأجهزة الاستشعار، لاعتراض التهديدات المحتملة حتى لو تم إطلاقها من الفضاء أو من أقصى بقاع الأرض. تبلغ التكلفة المتوقعة للمشروع حوالي 175 مليار دولار على مدى ثلاث سنوات، مع إمكانية ارتفاعها إلى أكثر من 500 مليار دولار خلال العقدين المقبلين. وقد تم تعيين الجنرال مايكل غيتلين من قوة الفضاء الأمريكية لقيادة المشروع، مع احتمال تعاون شركات مثل سبيس إكس ولوكheed مارتن في تنفيذه. أثار المشروع ردود فعل متباينة؛ حيث أعربت الصين عن قلقها، معتبرة أن "القبة الذهبية" قد تزعزع استقرار الأمن الدولي. كما شكك بعض المشرعين الأمريكيين في جدوى المشروع وتكلفته الباهظة، مشيرين إلى أنه قد يؤدي إلى سباق تسلح جديد في الفضاء. من جانبه، أكد ترامب أن النظام سيكون "أكثر تطورًا" من نظيره الإسرائيلي "القبة الحديدية"، مشددًا على أن جميع مكوناته ستُصنع في الولايات المتحدة. يُذكر أن ترامب يطمح إلى تشغيل النظام قبل نهاية ولايته الرئاسية في يناير 2029، رغم أن خبراء الصناعة يرون أن هذا الجدول الزمني طموح للغاية.

الرئيس الأمريكي يكشف عن منظومة دفاعية جديدة باسم 'القبة الذهبية'
الرئيس الأمريكي يكشف عن منظومة دفاعية جديدة باسم 'القبة الذهبية'

الشبيبة

timeمنذ 2 أيام

  • الشبيبة

الرئيس الأمريكي يكشف عن منظومة دفاعية جديدة باسم 'القبة الذهبية'

كشف الرئيس الأمريكي دونالد ترمب عن رؤيته المقترحة لبناء منظومة دفاع صاروخي متقدمة تحت مسمى "القبة الذهبية"، تهدف إلى حماية الولايات المتحدة من التهديدات الخارجية، بتكلفة تقديرية تبلغ نحو 175 مليار دولار. وأكد ترمب، خلال مؤتمر صحفي عقده بالبيت الأبيض على أن المشروع يمثل حجر الزاوية في استراتيجيته العسكرية، مرجحا بدء تشغيله جزئيا قبل نهاية ولايته الحالية في يناير 2029، مشيرا إلى أن النظام سيكون قادرا على اعتراض الصواريخ، بما في ذلك تلك التي تطلق من الفضاء. وأضاف أن وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) ستباشر بدءا من اليوم تنفيذ مراحل اختبار وشراء المكونات الأساسية للمنظومة، بما يشمل الصواريخ، والأقمار الصناعية، وأجهزة الاستشعار. وأشار الرئيس الأمريكي إلى أن المشروع الذي تم إطلاقه لأول مرة بمرسوم رئاسي في يناير الماضي، يعتمد على شبكة متكاملة من الوسائط الدفاعية الأرضية والفضائية، مصممة لاكتشاف وتتبع واعتراض الصواريخ في مختلف مراحل مسارها، بدءًا من ما قبل الإطلاق، وصولا إلى اقترابها من الأهداف، لافتًا إلى أن ولاية ألاسكا ستضطلع بدور محوري ضمن هذه المنظومة الدفاعية.

ترامب يعيد تشكيل الدفاع الأمريكي بمشروع "القبة الذهبية"
ترامب يعيد تشكيل الدفاع الأمريكي بمشروع "القبة الذهبية"

جريدة الرؤية

timeمنذ 2 أيام

  • جريدة الرؤية

ترامب يعيد تشكيل الدفاع الأمريكي بمشروع "القبة الذهبية"

واشنطن-رويترز قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اليوم إنه اختار تصميما لدرع الدفاع الصاروخي "القبة الذهبية" التي تبلغ تكلفتها 175 مليار دولار، وعيّن جنرالا من سلاح الفضاء لرئاسة البرنامج الطموح الذي يهدف إلى صد تهديدات الصين وروسيا. وأعلن ترامب في مؤتمر صحفي في البيت الأبيض أن الجنرال مايكل جويتلاين من سلاح الفضاء الأمريكي سيكون المدير الرئيسي للمشروع، وهو جهد يُنظر إليه على نطاق واسع على أنه حجر الزاوية في تخطيط ترامب العسكري. وقال ترامب من المكتب البيضاوي إن القبة الذهبية "ستحمي وطننا"، وأضاف أن كندا قالت إنها تريد أن تكون جزءا منه. ولم يتسن بعد الحصول على تعليق من مكتب رئيس الوزراء الكندي مارك كارني. وتهدف القبة الذهبية التي أمر بها ترامب لأول مرة في يناير كانون الثاني، إلى إنشاء شبكة من الأقمار الصناعية لرصد الصواريخ القادمة وتتبعها وربما اعتراضها. وسيستغرق تنفيذ "القبة الذهبية" سنوات، إذ يواجه البرنامج المثير للجدل تدقيقا سياسيا وغموضا بشأن التمويل. وعبر مشرعون ديمقراطيون عن قلقهم إزاء عملية الشراء ومشاركة شركة سبيس إكس المملوكة لإيلون ماسك حليف ترامب التي برزت كمرشح أول إلى جانب شركتي بالانتير وأندوريل لبناء المكونات الرئيسية للنظام. وفكرة القبة الذهبية مستوحاة من الدرع الدفاعية الإسرائيلية "القبة الحديدية" الأرضية التي تحمي إسرائيل من الصواريخ والقذائف. أما القبة الذهبية التي اقترحها ترامب فهي أكثر شمولا وتتضمن مجموعة ضخمة من أقمار المراقبة وأسطولا منفصلا من الأقمار الصناعية الهجومية التي من شأنها إسقاط الصواريخ الهجومية بعد فترة وجيزة من انطلاقها. ويدشن إعلان اليوم جهود وزارة الدفاع (البنتاجون) لاختبار وشراء الصواريخ والأنظمة وأجهزة الاستشعار والأقمار الصناعية التي ستشكل القبة الذهبية في نهاية المطاف. وقال ترامب إن المشروع سيكتمل بحلول نهاية ولايته في يناير كانون الثاني 2029، مضيفا أن ولاية ألاسكا ستكون جزءا كبيرا من البرنامج.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store