
«عواقب كارثية».. تحذيرات أممية من خطط إسرائيلية تصعيدية في غزة
تحذيرات أممية من «عواقب كارثية» بشأن خطط إسرائيلية لتوسع عملياتها في غزة.
ووصفت الأمم المتحدة، الثلاثاء، التقارير المتعلقة بقرار محتمل لتوسيع العمليات العسكرية الإسرائيلية في أنحاء قطاع غزة بأنها "مقلقة للغاية" إذا صحت.
وقال ميروسلاف جينا مساعد الأمين العام للأمم المتحدة خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي عن الوضع في غزة إن مثل هذه الخطوة "ستُنذر بعواقب كارثية... وقد تُعرّض حياة الرهائن المتبقين في غزة للخطر بشكل أكبر".
وأضاف "القانون الدولي واضح في هذا الصدد، غزة جزء لا يتجزأ من الدولة الفلسطينية المستقبلية ويجب أن تبقى كذلك".
وفي وقت سابق اليوم، قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي في بيان تلقته "العين الاخبارية": "عقد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو جلسة أمنية محدودة استمرت حوالي ثلاث ساعات، عرض فيها رئيس الأركان (إيال زامير) خيارات مواصلة العملية العسكرية في غزة".
وأضاف: "الجيش الإسرائيلي مستعد لتنفيذ أي قرار يتخذه المجلس الوزاري السياسي الأمني المصغر (الكابينت)".
وذكرت القناة 12 الإسرائيلية أن "خطة احتلال غزة بالكامل ستعرض يوم الخميس على مجلس الوزراء الأمني للموافقة عليها".
وأضافت "القرار الذي سيعرض على مجلس الوزراء الخميس يسمح للجيش بشن عمليات في الأماكن التي كان يتجنبها خشية إيذاء الرهائن".
وكان موقع "يديعوت أحرونوت" نقل عن مسؤول كبير مقرب من رئيس الوزراء قوله: "لقد حُسم الأمر - نحن نهدف إلى احتلال كامل لقطاع غزة".
ويقول الجيش الإسرائيلي إنه يسيطر بالفعل على أكثر من 75% من غزة، ويُقدّر أن تطهير جميع البنى التحتية لحماس قد يستغرق سنوات. كما قد يعرّض ذلك الرهائن لخطر القتل على يد خاطفيهم إذا اقتربت القوات من مكان احتجازهم.
aXA6IDMxLjU5LjMyLjgzIA==
جزيرة ام اند امز
GB
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الاتحاد
منذ 2 ساعات
- الاتحاد
خبراء ومحللون لـ«الاتحاد»: الإمارات ركيزة أساسية للجهود الإنسانية والإغاثية في غزة
أحمد مراد، عبد الله أبو ضيف، أحمد عاطف (غزة، القاهرة) شدّد خبراء ومحللون على أن المساعدات الإماراتية الموجهة إلى غزة، تشكّل ركيزة أساسية للجهود الإنسانية والإغاثية في القطاع، في ظل الظروف الإنسانية القاسية، التي يعيشها السكان، مشيدين بحرص الدولة على تلبية الاحتياجات الأساسية لسكان القطاع، عبر مبادرات إنسانية وإغاثية متكاملة توفر الغذاء والمياه والدواء. واعتبر هؤلاء، في تصريحات لـ«الاتحاد»، أن الإمارات تُعد من أبرز الداعمين لحقوق الشعب الفلسطيني، مما يظهر في مواقفها الثابتة والمشرّفة في المحافل الدولية دفاعاً عن الحقوق الفلسطينية، ودعماً لحل الدولتين استناداً إلى قرارات الشرعية الدولية، باعتباره السبيل الوحيد لتحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة. وأوضح مدير شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية، أمجد الشوا، أن الدعم الإماراتي لقطاع غزة، كان له أثر كبير في مواجهة الجوع وتداعيات الحصار، مشيراً إلى أن عشرات آلاف الأطنان من الأغذية والأدوية التي أرسلتها الإمارات ساعدت، بشكل مباشر وفعّال، في الحد من الأزمة الإنسانية المتفاقمة في القطاع. وذكر الشوا، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن عملية إدخال المساعدات الإنسانية تمت رغم العقبات المستمرة وصعوبات فتح المعابر، فضلاً عن الإجراءات التعسفية التي حالت دون إدخال أكثر من 130 ألف طن من المساعدات العالقة على الحدود، لافتاً إلى أن أهمية المساعدات الإماراتية، تبرز في ظل الانهيار الصحي الخطير، بعد توقف المستشفيات الكبرى عن العمل، وارتفاع احتمالية تفشي الأوبئة، بسبب نقص المياه النظيفة. وشدّد على ضرورة الاهتمام بالمنظومة الغذائية الخاصة بالأطفال، والتي تعاني تدهوراً خطيراً يجبر العائلات على اللجوء إلى مصادر تغذية غير آمنة، داعياً إلى الإسراع في استئناف إدخال المساعدات بعد توقفها المؤقت. وأشار الشوا إلى أن المساعدات الإماراتية أثبتت فعاليتها في دعم سكان غزة وتعزيز صمودهم، لا سيما مع تصاعد التوجهات الإسرائيلية الرامية إلى إضعاف دور الأمم المتحدة، واستبدال منظومة الإغاثة الدولية بشركات خاصة تُستخدم كوسائل للضغط السياسي والتهجير. من جهته، اعتبر أستاذ العلوم السياسية في جامعة القدس، الدكتور أيمن الرقب، أن الإمارات تُعد من أبرز الداعمين لحقوق الشعب الفلسطيني، وهو ما يظهر جلياً في مواقفها الثابتة والمشرفة في المحافل الدولية دفاعاً عن القضية الفلسطينية، إضافة إلى جهودها المتواصلة لدعم أهالي غزة إنسانياً وإغاثياً، سواء قبل اندلاع الحرب الحالية أو بعدها. وقال الرقب، في تصريح لـ«الاتحاد»، إن الدعم الإماراتي لقطاع غزة لا يقتصر على المواقف السياسية والدبلوماسية الداعمة لإنهاء الحرب، بل تجسّد أيضاً في مبادرات إنسانية ومساعدات متواصلة، لا سيما مبادرتي «طيور الخير» و«الفارس الشهم 3»، بالإضافة إلى جهودها الرامية لدعم «الأونروا». وأضاف أن الدور الإنساني المحوري الذي تضطلع به الإمارات في قطاع غزة، يمتد بجذوره إلى عهد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، وهو مستمر حتى الآن بنفس درجة التفاني والإخلاص، مؤكداً أن الدولة تؤكد باستمرار على مركزية القضية الفلسطينية، وتدعو المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته تجاه الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة. في السياق، أكد نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية، الدكتور مختار الغباشي، أن المساعدات الإماراتية الموجهة إلى غزة، تشكّل ركيزة أساسية للجهود الإنسانية والإغاثية في القطاع، في ظل الظروف الإنسانية القاسية التي يعيشها السكان نتيجة الحصار والعدوان المستمر. وذكر الغباشي، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن الإمارات تحرص على تلبية الاحتياجات الأساسية لسكان القطاع، مثل الغذاء والدواء والمياه، عبر مبادرات إنسانية وإغاثية متكاملة. وشدّد على أهمية الجهود الإماراتية الرامية إلى دعم حل الدولتين، استناداً إلى قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، باعتباره السبيل الوحيد لتحقيق السلام العادل والشامل. وشدّد المتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح، عماد محسن، على أهمية المساعدات الإماراتية، لا سيما أنها تأتي في وقت بلغت فيه المجاعة في غزة مستويات غير مسبوقة، مشيداً بمبادرة «طيور الخير» التي تتضمن إسقاط مساعدات جوية على مناطق النزوح. وأوضح محسن، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن المبادرات الإنسانية الإماراتية لم تقتصر على إيصال الدعم لأهالي القطاع، بل سلّطت الضوء على حجم الكارثة، وأسهمت في دفع دول أخرى إلى المشاركة في جهود الإغاثة الجوية. وأشار إلى أن المساعدات الإماراتية شكّلت بارقة أمل لآلاف العائلات المحرومة من الغذاء والماء والمأوى، داعياً إلى مضاعفة حجم الدعم العربي والدولي لضمان دخول آلاف الشاحنات عبر المعابر البرية، باعتبار ذلك خطوة أساسية لمنع الانهيار الكامل في قطاع غزة. وأفاد محسن بأن الأولوية الملحة في الوقت الراهن تتمثل في فتح المعابر فوراً، ورفع القيود المفروضة على دخول المساعدات، مؤكداً أن استمرار الحصار يؤدي إلى تعميق معاناة الجوع، ويزيد من خطر المجاعة، خاصة على الأطفال الذين يدفعون الثمن الأكبر.


سبوتنيك بالعربية
منذ 5 ساعات
- سبوتنيك بالعربية
فرنسا تعلن تعليق إعفاء التأشيرة للجوازات الجزائرية الرسمية
فرنسا تعلن تعليق إعفاء التأشيرة للجوازات الجزائرية الرسمية فرنسا تعلن تعليق إعفاء التأشيرة للجوازات الجزائرية الرسمية سبوتنيك عربي وجّه الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، اليوم الأربعاء، حكومته للتحرك "بمزيد من الحزم والتصميم" تجاه الجزائر، حيث طلب بتعليق الإعفاء من التأشيرات لجوزات السفر... 06.08.2025, سبوتنيك عربي 2025-08-06T19:08+0000 2025-08-06T19:08+0000 2025-08-06T19:08+0000 العالم أخبار العالم الآن أخبار فرنسا الجزائر وأشار الرئيس الفرنسي إلى "مصير" الكاتب بوعلام صنصال والصحافي كريستوف غليز المسجونين في الجزائر، ووجّه باتخاذ "قرارات إضافية" في هذا الشأن. وكان رئيس المجلس الوطني للجباية بالجزائر، سلامي أبو بكر، قد قال، السبت الماضي، إن السياسة الفرنسية أضرت بالمؤسسات الاقتصادية الفرنسية العاملة في الجزائر. وأضاف في حديثه مع "سبوتنيك"، السبت الماضي، أن الجزائر لم تصدر تعليمات رسمية أو توجيهات للمؤسسات الجزائرية بعدم التعامل مع المؤسسات الفرنسية، إلا أن توتر العلاقات السياسية أثر بشكل مباشر على حجم المبادلات التي كانت تصل إلى نحو 9 مليارات دولار بشكل متوازن. ولفت إلى أن فرنسا ليس لديها بدائل للطاقة التي تستوردها من الجزائر، في حين أن الجزائر وجدت البدائل للسلع التي تستوردها من فرنسا، ما عزز خسائر شركاتها وتراجع حجم التعامل معها بصورة طبيعية. وأشار إلى أن الإجراءات المالية والبنكية وكافة الخطوات المتمثلة في الجمارك وأذون الإفراج، وغيرها من الإجراءات، وجدت صعوبة في ظل توترات سياسية ودبلوماسية، ما دفع بعض المؤسسات لعدم التعامل مع المؤسسات الفرنسية.وأشارت تقارير صحفية إلى أن أصحاب بعض الشركات الفرنسية العاملة في الجزائر أطلقوا ما يشبه صرخة استغاثة لإنقاذ أعمالهم من الانهيار.في الإطار أكد ميشال بيساك، رئيس "غرفة التجارة والصناعة الفرنسية الجزائرية" (هيئة تمثل المصالح الاقتصادية والتجارية للشركات الفرنسية والجزائرية، وتعمل على تعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين)، في تصريحات لوسائل إعلام جزائرية، أن إجراءات اتخذها وزير الداخلية الفرنسي، برونو روتايو، الأسبوع الماضي، تخص التصرف في الحقائب الدبلوماسية للسفارة الجزائرية في باريس، "زادت من تعقيد الأزمة". ونقلت المخاوف إلى عضوين في البرلمان الفرنسي، زارا الجزائر الأربعاء الماضي، ووقفا على صعوبة إعادة بناء العلاقات بين البلدين، وفق "الشرق الأوسط". وفي 27 يوليو/ تموز 2025 أعلنت وزارة الخارجية الجزائرية "استدعاء القائم بأعمال سفارة فرنسا بالجزائر، بخصوص استمرار العراقيل التي تواجهها سفارة الجزائر بباريس لإيصال واستلام الحقائب الدبلوماسية".وردا على ذلك، أعلنت الجزائر تطبيق مبدأ المعاملة بالمثل "بشكل صارم وفوري"، محتفظة بحقها في اتخاذ كافة الإجراءات القانونية، بما في ذلك اللجوء إلى الأمم المتحدة، لحماية حقوق بعثتها الدبلوماسية في فرنسا. وتراجع حجم التبادل بين البلدين بصورة كبيرة دون وجود أرقام دقيقة لعام 2025، بعد أن كانت الصادرات الفرنسية إلى الجزائر في عام 2023 مستقرة مقارنة بعام 2022، من حيث القيمة باعت فرنسا سلعا بقيمة 4.49 مليار يورو إلى الجزائر في عام 2023، مقارنة بـ4.51 مليار يورو في عام 2022، بانخفاض طفيف بنسبة 0.5%، وهذا التغير كان متوقعا بعدما قامت الجزائر بتجميد التبادل التجاري مع إسبانيا بسبب موقفها الداعم للمغرب في ملف الصحراء الغربية. أخبار فرنسا الجزائر سبوتنيك عربي +74956456601 MIA 'Rossiya Segodnya' 252 60 2025 سبوتنيك عربي +74956456601 MIA 'Rossiya Segodnya' 252 60 الأخبار ar_EG سبوتنيك عربي +74956456601 MIA 'Rossiya Segodnya' 252 60 1920 1080 true 1920 1440 true 1920 1920 true سبوتنيك عربي +74956456601 MIA 'Rossiya Segodnya' 252 60 سبوتنيك عربي العالم, أخبار العالم الآن, أخبار فرنسا , الجزائر


البوابة
منذ 5 ساعات
- البوابة
نار تحت الرماد.. هل تتجه إسرائيل وإيران نحو فصل جديد من الحرب؟
بعد شهر ونصف من انتهاء صراع مفتوح غير مسبوق على مدى "الاثنى عشر يومًا"، بين القوتين العسكريتين فى الشرق الأوسط، يُفعّل كل طرف خططه استعدادًا للفصل الثانى من الحرب، حيث يحشد كل طرف قواته وحلفائه، فلا أحد فى طهران أو تل أبيب يُخفى رغبته فى خوض الحرب خلال بضعة أشهر أو أسابيع. وتشير داليا شيندلين، الباحثة فى مركز الأبحاث الأمريكى "سنتشرى إنترناشونال" والخبيرة فى الرأى العام الإسرائيلي، إلى أن "الحاجز النفسى أمام هجوم مباشر بين إيران وإسرائيل قد سقط ثلاث مرات فى أقل من عامين". وتضيف: "هذا يعنى أن جميع الخيارات مطروحة الآن، بما فى ذلك استئناف الأعمال العدائية. علاوة على ذلك، يعلم الجميع أن النجاحات الإسرائيلية فى إيران كانت كبيرة، لكن نطاقها لا يزال محدودًا".. وعلى هذا فإن الوضعٌ قابل للانفجار فى أى لحظة. مناخ عدوانى بشكل متزايد وفقًا للبنتاجون، لم تُؤخّر الضربات الإسرائيلية والأمريكية فى يونيو البرنامج النووى للجمهورية الإسلامية إلا بضعة أشهر، مما دفع صقور تل أبيب إلى الدعوة لشن ضربات جديدة على طهران "لإنهاء المهمة" فى أسرع وقت ممكن. وقال مستشار لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو: "سيكون من قبيل الانتحار ألا تضرب إسرائيل إيران استباقيًا". وأضاف: "يُكرّر الإيرانيون أنفسهم أن إسرائيل دولة بحجم هيروشيما، وأن قنبلة ذرية واحدة تكفى لمحوها من على وجه الأرض". وحذّر رافائيل جروسي، مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، من أن إيران قد تستأنف تخصيب اليورانيوم فى غضون ثلاثة إلى أربعة أشهر. وفى ١١ يوليو، أعلن نتنياهو أنه سينتظر ستين يومًا لمراقبة تطور التهديد النووى الإيرانى قبل "اتخاذ قرار بشأن الخطوة التالية". هناك سبب آخر للقلق فى تل أبيب: قدرات الصواريخ الباليستية الإيرانية. بفضل القبة الحديدية، اعترضت دفاعات إسرائيل حوالى ٩٠٪ من الهجمات الموجهة ضد أراضيها. هذا يعني، مع ذلك، أن ١٠٪ منها أفلتت من العقاب، وهو أمر لا يزال يثير استياء السلطات.. يؤكد ضابط إسرائيلى رفيع المستوى: "خلال هذه الحرب التى استمرت اثنى عشر يومًا، أطلقت إيران أكثر من ٥٠٠ صاروخ باليستى على إسرائيل، وخططت للوصول إلى ١٠٠٠٠، أو حتى ٢٠٠٠٠ صاروخ باليستي". ويضيف: "إذا لم نتحرك الآن، وإذا انتظرنا عامين لنرى ما إذا كانوا سيهاجموننا أم لا، فلن نتمكن من الدفاع عن أنفسنا؛ لا يوجد نظام دفاع جوى فى العالم قادر على اعتراض هذا العدد الهائل من الصواريخ. إذا لم نقاتل الآن، فسنموت لاحقًا، فلنقاتل الآن!" جنون عظمة متبادل بين الطرفين فى هذه القضية، لا تحتكر إسرائيل جنون العظمة. فمنذ وقف إطلاق النار الذى فرضته الولايات المتحدة فى ٢٤ يونيو، شهدت إيران تصاعدًا فى الانفجارات الغامضة. انفجار أو انفجاران يوميًا، غالبًا فى مواقع استراتيجية مثل المصافى أو المستودعات العسكرية. فى الوقت الحالي، يرفض النظام الإيرانى توجيه اتهام مباشر لإسرائيل، حتى لا يُصدق نظرية تسلل العدو المكثف إلى صفوفه. لكن هذه التسريبات الغازية المتعددة، والتى يُقال رسميًا إنها ناجمة عن منشآت قديمة أو معدات معيبة، ليست محض مصادفات: إذ يقول كبار الشخصيات الإيرانيون الذين أجرت صحيفة نيويورك تايمز مقابلات معهم فى الأيام الأخيرة إنهم يرون يدًا لإسرائيل وراء هذه الحوادث. فى يونيو، بعد وقف إطلاق النار، أدلى مدير الموساد بتصريح علنى نادر، مؤكدًا بشكل لا لبس فيه وجود عملائه فى إيران: "سنظل هناك، كما كنا حتى الآن". لا يهدأ النظام الإيرانى فى وجه هذا التهديد. فبعد أن أذلته نجاحات الاستخبارات الإسرائيلية، التى قضت بدقة على قادتها وأشهر علمائها، تُجرى الجمهورية الإسلامية تطهيرًا شاملًا فى صفوفها، بحثًا عن أى جواسيس يعملون لصالح إسرائيل. والنتيجة: مئات الاعتقالات، ومحاكمات متسرعة، وعدد غير مسبوق من الإعدامات فى سجونها. فى طهران، أكد قائد القوات المسلحة، أمير حاتمي، فى ٣ أغسطس الجارى، أن إسرائيل لا تزال تُشكل "تهديدًا مُستمرًا" وأن صواريخ الجمهورية الإسلامية وطائراتها المُسيّرة "لا تزال موجودة وجاهزة لعمليات جديدة". ولخص عيران عتصيون، الرئيس السابق لمجلس الأمن القومى الإسرائيلي، الوضع قائلاً: "الإيرانيون فى وضع هجومى للغاية. لقد تعرّض كبرياؤهم الوطنى لضربة موجعة، وهم يُدركون الآن أن موقفهم الدفاعى الذى تبنّوه فى السنوات الأخيرة لم يعد يُحتمل". إعادة التسلح بسرعة كاملة بعد وقف إطلاق النار، توجه بنيامين نتنياهو إلى واشنطن بأسرع ما يمكن. طلب صواريخ دفاع جوى جديدة وذخائر متطورة. قُبلت الشحنات دون أى تردد من قبل الملياردير القابع فى البيت الأبيض. وحذر دونالد ترامب فى نهاية يوليو قائلاً: "الإيرانيون يرسلون إشارات سيئة للغاية، وإشارات عدوانية للغاية، ولا ينبغى لهم أن يفعلوا هذا.. لقد دمرنا قدراتهم النووية، وإذا كرروا ذلك، فسندمرهم أسرع مما تستطيعون تحريك إصبع". تنشط إيران أيضًا فى سوق الأسلحة، ولكن بشكل أكثر تحفظًا. ووفقًا لعدة وسائل إعلام عربية، أفادت تقارير أن الصين سلمت طهران بطاريات صواريخ أرض-جو فور انتهاء القتال. كما أفادت التقارير باستئناف النظام الإيرانى المفاوضات مع بكين لشراء طائرات مقاتلة من طراز J-١٠C مقابل النفط الخام. يوضح عيران عتصيون الرئيس السابق لمجلس الأمن القومى الإسرائيلي: "على الرغم من النجاحات العملياتية، يسود شعور عميق بانعدام الأمن فى إسرائيل. لقد نجحت إيران فى إلحاق أضرار جسيمة بأراضينا، والإسرائيليون يدركون أن إيران ليست حزب الله، ولا حماس، ولا حتى سوريا: إنها قوة إقليمية مهمة، قادرة على إعادة بناء قدراتها العسكرية بسرعة كبيرة، وتعمل بالفعل مع الصين لتحسين تقنياتها ودفاعاتها الجوية". الجميع يحشد حلفاءه وفقًا لصحيفة "إسرائيل اليوم"، أوسع الصحف انتشارًا فى البلاد، عاد بنيامين نتنياهو من اجتماعه مع دونالد ترامب فى واشنطن مطلع يوليو، مُعطيًا الضوء الأخضر لضرب إيران مجددًا إذا لزم الأمر. شكّل هذا طمأنينة أساسية للجيش الإسرائيلي، الذى عمل دون مقاومة تُذكر فى يونيو، لكن مخزوناته العسكرية استُنفدت بسبب الحروب ضد حزب الله فى لبنان وحماس فى غزة. فى إيران، استؤنفت المناورات الكبرى بجدية على الصعيد الإقليمي. بعد عامين كارثيين لحلفائها، تسعى طهران إلى إعادة تنشيط "محور المقاومة" الذى ضعف بشدة: فقد سحق الجيش الإسرائيلى حزب الله وحماس، وأُجبر بشار الأسد على الفرار فى ديسمبر الماضي. ونتيجةً لذلك، وجدت إيران نفسها فى يونيو وحيدةً تمامًا فى حربها ضد إسرائيل. فى الأسابيع الأخيرة، عُقدت عدة اجتماعات بين مسؤولين إيرانيين وممثلين عن جماعات مقربة من الجمهورية الإسلامية. وفى بغداد، مطلع يوليو، التقى حزب الله، والحوثيون، وحماس، والجهاد الإسلامي، وائتلاف الحشد الشعبى العراقي، وجماعتان إسلاميتان متطرفتان متمركزتان فى السعودية والبحرين. ومنذ ذلك الاجتماع، تجددت الأعمال العدائية بين هذه الجماعات الإرهابية والدول التى تنشط فيها. ففى لبنان، على سبيل المثال، رفض حزب الله إلقاء سلاحه، ويحاول استئناف أنشطته فى جنوب البلاد، مما أدى إلى غارات إسرائيلية شبه يومية. فى منتصف يوليو، أعلنت القيادة المركزية الأمريكية، المسؤولة عن العمليات العسكرية الأمريكية فى الشرق الأوسط، أن السلطات اليمنية صادرت ٧٥٠ طنًا من المعدات العسكرية من إيران كانت متجهة إلى الحوثيين: صواريخ كروز، وصواريخ مضادة للسفن والطائرات، ومحركات طائرات مسيرة. وأكد مصدر عسكرى إسرائيلى أن "تهديد وكلاء إيران انخفض اليوم بفضل نتائجنا الممتازة ضدهم خلال العامين الماضيين". وأضاف: "لكن لدينا معلومات دقيقة للغاية عن خطة لإحياء هذا التهديد وتكرار ما حدث فى ٧ أكتوبر بعد بضع سنوات، ولكن هذه المرة من جميع الاتجاهات: حماس، وحزب الله، وميليشيات من سوريا والأردن.. أعداء جدد، وعدم استقرار جديد: ربما تكون دوامة حروب الشرق الأوسط قد بدأت للتو.