logo
واشنطن تخفف الخناق عن النفط الإيراني.. لإغراء الصين بشراء الخام الأمريكي

واشنطن تخفف الخناق عن النفط الإيراني.. لإغراء الصين بشراء الخام الأمريكي

يورو نيوزمنذ 6 ساعات

هذا التصريح يُعد تراجعاً واضحاً عن سياسة "الضغط الأقصى" التي أعاد ترامب تفعيلها فور عودته إلى البيت الأبيض في فبراير 2025، والتي هدفت إلى خفض صادرات إيران النفطية إلى الصفر في محاولة لحرمان طهران من تمويل برنامجها النووي.
غير أن ترامب يبدو أنه يعيد تشكيل أدوات الضغط الأميركية، مستبدلاً العقوبات الصارمة بمزيج من الحوافز التجارية والتهدئة السياسية، في إطار ما وصفه مراقبون بـ"الدبلوماسية التبادلية". فإلى جانب إعلانه عن وقف إطلاق نار مبدئي بين إسرائيل وإيران، جاءت هذه اللفتة تجاه بكين كمؤشر على صفقة غير معلنة: استقرار إقليمي مقابل تعزيز صادرات الطاقة الأميركية.
النفط الإيراني... طريق الصين الخلفي
وتستورد الصين اليوم نحو 90% من صادرات النفط الإيراني المنقولة بحراً، مستفيدة من ضعف الطلب العالمي على هذا النفط بفعل العقوبات الأميركية. وتشير بيانات شركة "كبلر" إلى أن متوسط واردات الصين من الخام الإيراني بلغ 1.38 مليون برميل يومياً في النصف الأول من عام 2025، مقارنة بـ1.48 مليون برميل يومياً في عام 2024، أي ما نسبته 14.6% من مجمل وارداتها النفطية.
ويُعد المشترون الأساسيون لهذا النفط شركات التكرير المستقلة في مقاطعة شاندونغ، والتي تجذبها الأسعار المنخفضة التي يقدمها الموردون الإيرانيون مقارنة بالنفط غير الخاضع للعقوبات. وتشكل هذه الشركات نحو ربع طاقة التكرير الصينية، وتعمل بهوامش ربح ضئيلة، وأحياناً سالبة، ما يجعلها أكثر عرضة للمخاطرة والضغوط الناجمة عن ضعف الطلب المحلي.
في المقابل، تواصل شركات النفط الحكومية الكبرى في الصين الامتناع عن التعامل مع الخام الإيراني منذ عام 2018، نتيجة المخاوف من العقوبات الأميركية، وهو ما دفع إدارة ترامب مؤخراً إلى إدراج ثلاث من شركات التكرير المستقلة على قائمة العقوبات، بحسب ما نقلته وكالة "رويترز".
خصومات حادة وسوق موازية
ووفقاً لبيانات السوق، يباع النفط الإيراني الخفيف حالياً بخصم يتراوح بين 3.30 و3.50 دولارات للبرميل دون سعر خام برنت في بورصة "إنتركونتيننتال" لتسليمات يوليو، مقارنة بخصومات بلغت نحو 2.50 دولار في يونيو. وتشير مصادر تجارية إلى أن هذا التراجع في الأسعار يأتي في وقت بدأت فيه شركات التكرير الصينية المستقلة التباطؤ في الشراء، وسط محاولات من الموردين لتصريف المخزونات.
وبالمقارنة مع نفط الشرق الأوسط غير الخاضع للعقوبات، تُباع الشحنات الإيرانية بخصم يتراوح بين 7 و8 دولارات للبرميل، ما يمنحها ميزة تنافسية تُغري المشترين الباحثين عن هوامش أرباح رغم المخاطر السياسية.
ويرى مراقبون أن هذا التحول في لهجة ترامب لا يهدف إلى خفض أسعار النفط فحسب، بل إلى استثمار النفوذ العسكري والدبلوماسي الأميركي لتحقيق مكاسب اقتصادية مباشرة. فالرسالة المبطنة إلى بكين واضحة: التعاون التجاري سيُكافأ، وتجنب التصعيد سيُقابل بتساهل في العقوبات.
ومع بقاء الصين الحريصة على علاقتها بإيران دون ردود فعل قوية تجاه التطورات الأخيرة في الشرق الأوسط، يبدو أن واشنطن اختارت أن ترد بالمرونة، أملاً في دفع بكين نحو زيادة وارداتها من النفط الأميركي وتقليل اعتمادها على الخام الإيراني المدعوم من موسكو.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ترامب من قمة الناتو: قد نتحدث مع إيران الأسبوع المقبل وبوتين صعب ويجب على إسبانيا أن تعوضنا بالتجارة
ترامب من قمة الناتو: قد نتحدث مع إيران الأسبوع المقبل وبوتين صعب ويجب على إسبانيا أن تعوضنا بالتجارة

يورو نيوز

timeمنذ 2 ساعات

  • يورو نيوز

ترامب من قمة الناتو: قد نتحدث مع إيران الأسبوع المقبل وبوتين صعب ويجب على إسبانيا أن تعوضنا بالتجارة

صرّح ترامب بأنه قد يستأنف المفاوضات مع طهران الأسبوع المقبل، قائلًا: "قد نوقّع اتفاقًا، لا أعرف". لكنه أضاف أن الأمر لا يهمه كثيرًا، مؤكدًا: "انتهى أمر إيران، ودمرت طموحاتها النووية". وقد هاجم التقارير التي شككت في تدمير المنشآت النووية الإيرانية بالكامل، ووجّه انتقادات حادة لوسائل إعلام مثل "سي إن إن" و"نيويورك تايمز"، متهمًا إياها بـ"الإضرار بالطيارين الأمريكيين". وأضاف: "أحد الطيارين أكد لي أن الضربة كانت مثالية"، وأن "النيران اشتعلت تحت الأرض بعد القصف". تصريحات وزير الدفاع من جهته، دافع وزير الدفاع بيت هيغسيث عن موقف ترامب، الذي اقترح أن يسميه ممازحًا بـ"وزير الحرب"، واتهم الإعلام بتحريف المعلومات الاستخباراتية المسربة لإلحاق الضرر بالرئيس. وقال: "يحاولون إظهاره بصورة سيئة". المواجهة بين إيران وإسرائيل وأكد سيد البيت الأبيض أن المواجهة بين طهران وتل أبيب قد انتهت، مشيرًا إلى أن الطرفين "متعبان". كما أوضح أن الهجوم على قاعدة العديد الجوية في قطر تم دون إصابات، إذ أُخليت القاعدة بالكامل باستثناء المدفعية. وفي إشارة إلى تخفيف العقوبات عن إيران، قال: "سيحتاجون إلى المال لإعادة بناء بلادهم، ونحن نريد أن نرى ذلك". إشادة أمين عام الناتو بدوره، أشاد أمين عام الناتو مارك روته بتدخل ترامب في النزاع الإيراني- الإسرائيلي، قائلًا: "إجراءاتك الحاسمة كانت استثنائية وجعلتنا أكثر أمانًا". أوكرانيا وبطاريات باتريوت وعند سؤاله عن إمكانية إرسال مزيد من بطاريات باتريوت إلى أوكرانيا، قال ترامب: "سنرى، الأمر صعب لأنها فعالة للغاية بنسبة 100% ونحتاجها نحن أيضًا كما تحتاجها إسرائيل". وعن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، زعم أنه "يريد الخروج من هذا الوضع، إنه فوضى بالنسبة له". وأضاف: "اتصل بي مؤخرًا وعرض مساعدتي بشأن إيران، فقلت له: 'لا، يمكنك مساعدتي بشأن روسيا'". وقد سأله أحد الصحفيين عن عدم قدرته على إنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا، كما وعد، فاعترف بذلك، وقال إن الامر أصعب مما تتخيلون، بوتين صعب، ولدينا مشاكل مع زيلينسكي". لكنه عدد الحروب التي استطاع إنهاءها خلال ولايته، وأهمها بين الهند وباكستان، حسب تعبيره. إسبانيا ونفقات الدفاع وأشاد ترامب بقرار الناتو لزيادة الإنفاق الدفاعي إلى 5%، باستثناء إسبانيا التي رفضت. واعتبر أنه يمثل "نصبًا تذكاريًا للنصر". أما عن موقف مدريد، فوصفه بأنه "غير عادل"، مقترحًا تعويض ذلك بفرض رسوم جمركية أعلى عليها. ورغم أن إسبانيا عضو في الاتحاد الأوروبي الذي يتولى التفاوض التجاري نيابة عن أعضائه، أصر ترامب على أنه "سيتفاوض مباشرة مع إسبانيا". ترامب "أب الحلف" وكان روته قد وصف ترامب بـ"أب الحلف". ورد الأخير ضاحكًا: "روته يحبني، أعتقد أنه يحبني.. لو كان الأمر عكس ذلك لضربته بشكل مبرح، لقد قال ذلك بمودة كبيرة، "أنت والدي".

واشنطن تخفف الخناق عن النفط الإيراني.. لإغراء الصين بشراء الخام الأمريكي
واشنطن تخفف الخناق عن النفط الإيراني.. لإغراء الصين بشراء الخام الأمريكي

يورو نيوز

timeمنذ 6 ساعات

  • يورو نيوز

واشنطن تخفف الخناق عن النفط الإيراني.. لإغراء الصين بشراء الخام الأمريكي

هذا التصريح يُعد تراجعاً واضحاً عن سياسة "الضغط الأقصى" التي أعاد ترامب تفعيلها فور عودته إلى البيت الأبيض في فبراير 2025، والتي هدفت إلى خفض صادرات إيران النفطية إلى الصفر في محاولة لحرمان طهران من تمويل برنامجها النووي. غير أن ترامب يبدو أنه يعيد تشكيل أدوات الضغط الأميركية، مستبدلاً العقوبات الصارمة بمزيج من الحوافز التجارية والتهدئة السياسية، في إطار ما وصفه مراقبون بـ"الدبلوماسية التبادلية". فإلى جانب إعلانه عن وقف إطلاق نار مبدئي بين إسرائيل وإيران، جاءت هذه اللفتة تجاه بكين كمؤشر على صفقة غير معلنة: استقرار إقليمي مقابل تعزيز صادرات الطاقة الأميركية. النفط الإيراني... طريق الصين الخلفي وتستورد الصين اليوم نحو 90% من صادرات النفط الإيراني المنقولة بحراً، مستفيدة من ضعف الطلب العالمي على هذا النفط بفعل العقوبات الأميركية. وتشير بيانات شركة "كبلر" إلى أن متوسط واردات الصين من الخام الإيراني بلغ 1.38 مليون برميل يومياً في النصف الأول من عام 2025، مقارنة بـ1.48 مليون برميل يومياً في عام 2024، أي ما نسبته 14.6% من مجمل وارداتها النفطية. ويُعد المشترون الأساسيون لهذا النفط شركات التكرير المستقلة في مقاطعة شاندونغ، والتي تجذبها الأسعار المنخفضة التي يقدمها الموردون الإيرانيون مقارنة بالنفط غير الخاضع للعقوبات. وتشكل هذه الشركات نحو ربع طاقة التكرير الصينية، وتعمل بهوامش ربح ضئيلة، وأحياناً سالبة، ما يجعلها أكثر عرضة للمخاطرة والضغوط الناجمة عن ضعف الطلب المحلي. في المقابل، تواصل شركات النفط الحكومية الكبرى في الصين الامتناع عن التعامل مع الخام الإيراني منذ عام 2018، نتيجة المخاوف من العقوبات الأميركية، وهو ما دفع إدارة ترامب مؤخراً إلى إدراج ثلاث من شركات التكرير المستقلة على قائمة العقوبات، بحسب ما نقلته وكالة "رويترز". خصومات حادة وسوق موازية ووفقاً لبيانات السوق، يباع النفط الإيراني الخفيف حالياً بخصم يتراوح بين 3.30 و3.50 دولارات للبرميل دون سعر خام برنت في بورصة "إنتركونتيننتال" لتسليمات يوليو، مقارنة بخصومات بلغت نحو 2.50 دولار في يونيو. وتشير مصادر تجارية إلى أن هذا التراجع في الأسعار يأتي في وقت بدأت فيه شركات التكرير الصينية المستقلة التباطؤ في الشراء، وسط محاولات من الموردين لتصريف المخزونات. وبالمقارنة مع نفط الشرق الأوسط غير الخاضع للعقوبات، تُباع الشحنات الإيرانية بخصم يتراوح بين 7 و8 دولارات للبرميل، ما يمنحها ميزة تنافسية تُغري المشترين الباحثين عن هوامش أرباح رغم المخاطر السياسية. ويرى مراقبون أن هذا التحول في لهجة ترامب لا يهدف إلى خفض أسعار النفط فحسب، بل إلى استثمار النفوذ العسكري والدبلوماسي الأميركي لتحقيق مكاسب اقتصادية مباشرة. فالرسالة المبطنة إلى بكين واضحة: التعاون التجاري سيُكافأ، وتجنب التصعيد سيُقابل بتساهل في العقوبات. ومع بقاء الصين الحريصة على علاقتها بإيران دون ردود فعل قوية تجاه التطورات الأخيرة في الشرق الأوسط، يبدو أن واشنطن اختارت أن ترد بالمرونة، أملاً في دفع بكين نحو زيادة وارداتها من النفط الأميركي وتقليل اعتمادها على الخام الإيراني المدعوم من موسكو.

ترامب يُشبّه ضربة إيران بـ "هيروشيما" ويؤكد: أخبار جيدة عن غزة قريباً
ترامب يُشبّه ضربة إيران بـ "هيروشيما" ويؤكد: أخبار جيدة عن غزة قريباً

يورو نيوز

timeمنذ 9 ساعات

  • يورو نيوز

ترامب يُشبّه ضربة إيران بـ "هيروشيما" ويؤكد: أخبار جيدة عن غزة قريباً

في تصريحات مثيرة للجدل أدلى بها من لاهاي، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن الضربة الأميركية الأخيرة على المنشآت النووية الإيرانية كانت "حاسمة" ومثّلت ما وصفه بـ"الانتصار الكبير"، مؤكدًا أن إسرائيل تعرضت لأضرار جسيمة خلال الأيام الأخيرة، وأنه لولا هذا الهجوم الأمريكي "لما كان بالإمكان التوصل إلى تسوية مع الإيرانيين"، على حد تعبيره. وجاءت تصريحات ترامب خلال لقائه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته، على هامش قمة الناتو المنعقدة في المدينة الهولندية، حيث تطرق إلى جملة من الملفات الإقليمية والدولية، أبرزها الصراع الإيراني - الإسرائيلي والوضع في غزة ومستقبل علاقات واشنطن بطهران. انتصار أمريكي في إيران الرئيس الأميركي وصف الضربة التي استهدفت مواقع نووية إيرانية بأنها "دمرت كل ما لم تتمكن إسرائيل من تدميره"، مشيرًا إلى أن طائرات إسرائيلية كانت تستعد لتنفيذ ضربات جديدة قبل أن تتراجع بعد نجاح الهجوم الأميركي. وأضاف: "ما حدث في إيران هو دمار كامل للمنشآت النووية، ولا أعتقد أنهم نجحوا في إنقاذ أي مواد"، مؤكدًا أن إيران لن يُسمح لها بتخصيب اليورانيوم مجددًا. كما وجّه انتقادات لاذعة لوسائل إعلام من بينها شبكة "سي إن إن"، واصفًا تقاريرها المشككة في حجم الدمار بـ"الكاذبة" والمخزية. وتابع ترامب بالقول إن "وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران يسير بشكل جيد"، مضيفًا أن هذه الضربة كانت بمثابة اللحظة التي أنهت الحرب، كما فعلت ضربتا هيروشيما وناغازاكي في الحرب العالمية الثانية. موسكو، غزة والناتو وفي ما بدا رسالة مزدوجة، كشف ترامب عن تواصله المتكرر مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، موضحًا أن بوتين تطوّع للمساعدة في الملف الإيراني، لكنه قال له: "نحتاج مساعدتكم في أوكرانيا، لا إيران". أما بشأن غزة، فأشار الرئيس الجمهوري إلى "تقدم كبير" في هذا الملف، لافتًا إلى أن الضربة على إيران ساعدت في الضغط من أجل إطلاق سراح الرهائن، ومعلنًا عن اقتراب التوصل إلى اتفاق، بناءً على ما نقله المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف. وفي حديثه عن التحالف الأطلسي، دعا ترامب دول الناتو إلى رفع إنفاقها الدفاعي، قائلاً: "طلبت منذ سنوات رفعه إلى 5% من الناتج المحلي، واليوم سيفعلون ذلك، بعد أن كان 2% فقط". تقرير "نتائج ضرب إيران" وكانت شبكة "سي إن إن" نقلت عن مصادر مطلعة في وزارة الدفاع الأميركية قولها إن التقييم الاستخباراتي الأوّلي يشير إلى أن الضربات على منشآت فوردو ونطنز وأصفهان "لم تدمر المكونات الأساسية للبرنامج النووي الإيراني"، بل أرجعته فقط عدة أشهر إلى الوراء. وأشارت المصادر إلى أن التقرير، الذي لم يُنشر بعد، استند إلى تقييم القيادة المركزية الأميركية، مضيفة أن أجهزة الطرد المركزي الإيرانية "لا تزال سليمة إلى حد كبير"، وأن مخزون اليورانيوم المخصب لم يُصب بأضرار جسيمة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store