logo
تقرير لـ"Responsible Statecraft" يتحدث عما يخطئ الغرب في فهمه بشأن إيران.. وهذا ما كشفه

تقرير لـ"Responsible Statecraft" يتحدث عما يخطئ الغرب في فهمه بشأن إيران.. وهذا ما كشفه

ليبانون 24٢٢-٠٧-٢٠٢٥
ذكر موقع "Responsible Statecraft" الأميركي أنه "في الوقت الذي كان يستعد فيه المسؤولون الإيرانيون للجولة السادسة من المفاوضات مع نظرائهم الأميركيين بشأن البرنامج النووي الإيراني ، شنت إسرائيل ضربة عسكرية مفاجئة. وبدلًا من إدانة الهجوم، وقفت الولايات المتحدة وأوروبا متفرجتين. ووصف المستشار الألماني ما حدث بأنه "العمل القذر الذي تقوم به إسرائيل من أجلنا جميعًا". وقد عززت هذه اللحظة ما آمن به القادة الإيرانيون منذ زمن طويل: أن العالم يطالبهم بالاستسلام، ويتركهم وشأنهم، معرضين لخطر الخيانة والغزو الدائم. ما لم يبدأ الغرب بفهم التاريخ الإيراني، فسيستمر في إساءة فهم أفعال طهران. فما يبدو غالبًا عدوانًا أو عنادًا من الخارج، هو في أذهان صناع القرار الإيرانيين عمل دفاعي راسخ في الذاكرة الوطنية".
وبحسب الموقع، "لقرون، عاشت إيران في ظلّ الغزو والخيانة والعزلة، وكل فصل من تاريخها الحديث عزز الاستنتاج عينه لدى قادتها: بغض النظر عمّن يجلس إلى طاولة المفاوضات نيابةً عن إيران، سواءً أكان إصلاحيًا أم معتدلًا أم متشددًا، فإن على البلاد الاعتماد على نفسها فقط. الأمر ليس مسألة جنون العظمة، بل غريزة البقاء. لم يبدأ هذا الشعور في عام 2025 مع الهجمات الإسرائيلية ، أو حتى في عام 1980 مع غزو صدام حسين. لقد تشكلت إيران بفعل صدمة تمتد لأكثر من ألف عام من غزو الإسكندر الأكبر لبلاد فارس في القرن الرابع قبل الميلاد، والغزو العربي في القرن السابع، والغزوات المغولية في القرن الثالث عشر، والاعتداءات التركية والآسيوية الوسطى المتكررة. وفي القرون الأخيرة، خسرت أراضيها في الحروب الروسية الفارسية، واحتلتها قوات الحلفاء في الحربين العالميتين، رغم إعلانها الحياد. وواجهت إيران مرارًا وتكرارًا قوات أجنبية على أراضيها، وفي كل مرة، لم يأتِ أحد للمساعدة".
وتابع الموقع، "هذه الندبة التاريخية العميقة تُفسر قرارات القادة الإيرانيين أكثر مما يُفسرها أي خطاب. ولهذا السبب لا يعتبرون الاعتماد على الذات عسكريًا عدوانًا، بل ضمانًا. ولهذا السبب ينظرون إلى الدبلوماسية بريبة، ولهذا السبب يتردد حتى المعتدلون في طهران في الثقة بالنوايا الغربية. وفي العصر الحديث، كانت هناك على الأقل أربع خيانات كبرى ارتكبتها الولايات المتحدة، والتي لا تزال تؤكد خوف إيران من الازدواجية الأجنبية. أولاً، انقلاب عام 1953 ضد رئيس الوزراء محمد مصدق، بدعم من وكالة المخابرات المركزية الأميركية (CIA) وجهاز المخابرات البريطاني (MI6). ثانيًا، بعد هجمات الحادي عشر من أيلول، ساعدت إيران سرًا الولايات المتحدة في حملتها ضد طالبان، من خلال توفير المعلومات الاستخباراتية، والتعاون مع القوات المناهضة لها، ودعم تسوية ما بعد الحرب في أفغانستان. وبعد أسابيع قليلة، وُصفت بأنها جزء من "محور الشر" الذي أعلنه الرئيس جورج دبليو بوش".
وأضاف الموقع، "الخيانة الثالثة تتعلق بالاتفاق النووي لعام 2015، المعروف باسم خطة العمل الشاملة المشتركة (JCPOA). ففي عام 2018، انسحب الرئيس دونالد ترامب من الاتفاق بشكل أحادي، وأعاد فرض عقوبات مُشلّة، أشد من تلك التي كانت سارية قبل الاتفاق. رابعا، كانت الخيانة الأحدث والأكثر أهمية ربما في حزيران 2025. فبعد خمس جولات من المحادثات بين وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي والمبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف، بوساطة سلطنة عمان، تم تحديد موعد لجولة سادسة. تمسك الجانبان بمواقفهما الثابتة، لكنهما بقيا على طاولة المفاوضات. وسعت إيران إلى الاعتراف بحقها في تخصيب اليورانيوم للأغراض السلمية، في المقابل، طالبت الولايات المتحدة في نهاية المطاف بعدم تخصيب اليورانيوم على الأراضي الإيرانية. ورغم الجمود، أُحرز تقدم حذر، بناءً على تصريحات الجانبين بعد كل جولة من المحادثات. ثم، في صباح 13 حزيران 2025 شنّت القوات الإسرائيلية هجومًا غير مسبوق على إيران، هاجمت فيه مواقع نووية وقتلت مدنيين. لم تكن هذه طلقات تحذيرية رمزية، بل كانت ضربات قاسية ومنسقة، توقيتها دقيق لعرقلة الجهود الدبلوماسية".
وبحسب الموقع، "لكن إسرائيل لم تتحرك بمفردها. فبينما كان الهجوم الإسرائيلي الأولي أحادي الجانب، سرعان ما تبعته ضربات أميركية. أسقطت قاذفات الشبح الأميركية قنابل خارقة للتحصينات وزنها 30 ألف رطل على فوردو ونطنز. وقبل أيام، دعا الرئيس ترامب إيران إلى "استسلام غير مشروط". وبعد الضربات، أشاد بالعملية علنًا، وأعلن نجاحها، وحذّر من أن على إيران "التوصل إلى السلام أو مواجهة المزيد من الهجمات"، مضيفًا أن "هناك العديد من الأهداف المتبقية" إذا رفضت إيران التخلي عن أجزاء رئيسية من برنامجها النووي. في طهران، ليس من غير المنطقي الاعتقاد بأن الانخراط الدبلوماسي الأميركي لم يكن مُخططًا له أن ينجح. صحيح أن المفاوضات كانت حقيقية، لكن النوايا الكامنة وراءها تبدو الآن مشبوهة. وبالنسبة للقادة الإيرانيين، بدا الدرس جليًا: قد يتحدث الغرب بلغة الحوار، لكنه يتصرف بلغة القوة والعنف. إذن، ما الذي ينبغي للغرب أن يتوقعه الآن؟"
ورأى الموقع أنه "لا يهم من يحكم إيران. فالقيادة، بغض النظر عن ميولها، تشترك في اعتقاد راسخ: لا يمكن الوثوق بالغرب في الوفاء بوعوده، أو الوفاء باتفاقياته، أو احترام السيادة الإيرانية. هذا لا يعني أن إيران متصلبّة أو غير قادرة على التفاوض، لكن نقطة انطلاقها ليست الثقة، بل الحذر. وقد ازداد هذا الحذر مع مرور الوقت، لا سيما مع لجوء الغرب المتكرر إلى ما يسميه "بدائل" للدبلوماسية. إذا أراد الغرب نتيجة مختلفة مع إيران، فعليه التوقف عن التظاهر بالتعامل معها من الصفر. بالنسبة لإيران، فهي تتبع المسار التالي: أنتم وحدكم، فتصرفوا بناءً على ذلك. وحتى يتم تعطيل هذا السردية، ليس بالضربات الجوية، بل بالتزامات مستدامة وموثوقة، سيواصل قادة إيران القيام بالضبط بما علمهم التاريخ أن يفعلوه: المقاومة".
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

"الطريق ضيق لكنه ليس مستحيلاً"... عراقجي يكشف شروط إيران لاستئناف المحادثات النووية مع أميركا
"الطريق ضيق لكنه ليس مستحيلاً"... عراقجي يكشف شروط إيران لاستئناف المحادثات النووية مع أميركا

الديار

timeمنذ 17 دقائق

  • الديار

"الطريق ضيق لكنه ليس مستحيلاً"... عراقجي يكشف شروط إيران لاستئناف المحادثات النووية مع أميركا

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب أكد وزير الخارجية الإيرانية عباس عراقجي أن الولايات المتحدة يجب أن توافق على تعويض إيران عن الخسائر التي تكبدتها خلال الحرب الأخيرة، مشددًا على أن طهران متمسكة بموقفها ووضعت شروطًا جديدة لاستئناف المحادثات النووية مع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وفي مقابلة مع صحيفة "فاينانشال تايمز"، أوضح عراقجي أن إيران لن تقبل بالعودة إلى "العمل كالمعتاد" بعد الصراع الذي استمر 12 يومًا مع "إسرائيل"، والذي دعمت فيه الولايات المتحدة الجانب الإسرائيلي رغم استمرار المفاوضات. وأشار إلى ضرورة أن توضح واشنطن أسباب الهجوم عليها أثناء المفاوضات، وأن تضمن عدم تكرار مثل هذه الأعمال، إضافة إلى تقديم تعويضات مالية عن الأضرار التي لحقت بإيران. ولفت عراقجي إلى تبادل الرسائل مع المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف خلال الحرب وبعدها، معربًا عن أمله في التوصل إلى "حل رابح للطرفين"، لكنه شدد على أن الطريق إلى المفاوضات لا يزال ضيقًا، ويتطلب بناء ثقة حقيقية من الجانب الأمريكي. وأوضح أن الحرب زادت من المقاومة داخل النظام الإيراني ضد المفاوضات، مع وجود دعوات لتسليح البرنامج النووي، لكنه أكد التزام النظام ببرنامج نووي سلمي وفق فتوى المرشد الأعلى آية الله خامنئي التي تحرم تطوير السلاح النووي. وأكد أن الحرب زادت من انعدام الثقة بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي انسحب سابقًا من الاتفاق النووي المبرم عام 2015، مما أدى إلى تصاعد المشاعر المعادية للتفاوض داخل إيران. وأشار إلى أن طهران لا تزال تملك القدرة على تخصيب اليورانيوم، ويمكنها استئناف العمل في منشآتها في الوقت المناسب حسب الظروف، وكشف عن تعرض منشأة تخصيب جديدة بالقرب من أصفهان لهجوم قبل اندلاع الحرب، مؤكداً أنها لم تكن نشطة وقت الهجوم. وفيما يتعلق بالمحادثات مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، توقع عراقجي استئناف المحادثات الشهر المقبل حول آلية تعاون جديدة، لكنه انتقد الدول الأوروبية الموقعة على الاتفاق (بريطانيا وفرنسا وألمانيا) واتهمها بعدم الوفاء بالتزاماتها، محذرًا من أن طهران ستنهي المحادثات معها إذا أطلقت آلية "العودة السريعة" لفرض العقوبات مجددًا. وختم عراقجي بأن إيران مستعدة للتفاوض مع الولايات المتحدة لكنها لن توقف تخصيب اليورانيوم، مؤكداً أن إيقاف التخصيب بالكامل هو مطلب غير مقبول، وأن المفاوضات يجب أن تأخذ في الاعتبار مصالح الطرفين.

عراقجي: إيران لا تزال تمتلك القدرة على تخصيب اليورانيوم
عراقجي: إيران لا تزال تمتلك القدرة على تخصيب اليورانيوم

التحري

timeمنذ 17 دقائق

  • التحري

عراقجي: إيران لا تزال تمتلك القدرة على تخصيب اليورانيوم

كشف وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، عن أن 'المبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، حاول إقناعي بإمكانية استئناف المفاوضات، لكن نحن بحاجة إلى إجراءات حقيقية لبناء الثقة من جانبهم'. وأوضح عراجي في حديث لـ'فاينانشال تايمز'، أن 'الإجراءات يجب أن تتضمن تعويضاً مالياً وضمانات بألا تتعرض إيران لهجمات مرة أخرى خلال المحادثات'. وأضاف: 'لن نصل لاتفاق ما دام تصر أميركا على منعنا من التخصيب. وإيران لا تزال تمتلك القدرة على تخصيب اليورانيوم'.

نجل شمخاني في دائرة الاستهداف .. عقوبات أمريكية على 115 جهة مرتبطة بإيران
نجل شمخاني في دائرة الاستهداف .. عقوبات أمريكية على 115 جهة مرتبطة بإيران

صدى البلد

timeمنذ 23 دقائق

  • صدى البلد

نجل شمخاني في دائرة الاستهداف .. عقوبات أمريكية على 115 جهة مرتبطة بإيران

في تصعيد جديد ضمن حملة "أقصى الضغوط"، أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية فرض عقوبات جديدة على أكثر من 115 فردًا وكيانًا وسفينة على صلة بإيران، في أعقاب الضربات الجوية التي استهدفت منشآت نووية إيرانية رئيسية خلال يونيو الماضي. وقالت الوزارة إن هذه الحزمة تُعد أوسع إجراء من نوعه ضد إيران منذ عام 2018، أي منذ انسحاب إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من الاتفاق النووي الإيراني. ومن أبرز المستهدفين بالعقوبات الجديدة، محمد حسين شمخاني، نجل علي شمخاني، المستشار المقرب من المرشد الأعلى علي خامنئي. ووفقًا للبيان الأميركي، فإن شمخاني الابن يدير شبكة دولية معقدة من شركات شحن ووسطاء وسفن حاويات وناقلات، تسهم في بيع النفط الإيراني والروسي، إضافة إلى سلع أخرى، حول العالم، بما في ذلك بنما وإيطاليا وهونغ كونغ. وتتهم واشنطن شمخاني بـاستغلال النفوذ والفساد في طهران لجني مليارات الدولارات، تُستخدم – حسب البيان – في دعم النظام الإيراني، وتوسيع نفوذه الإقليمي. عقوبات واسعة النطاق، بحسب وزارة الخزانة، تستهدف: 15 شركة شحن و52 سفينة و12 فردًا و53 كيانًا في 17 دولة. وأكد مسؤول أمريكي رفيع أن هذه الخطوة صُممت بعناية بحيث لا تؤثر على استقرار سوق النفط العالمي، وتهدف إلى "شلّ القدرات الإيرانية في الالتفاف على العقوبات". ويُذكر أن الاتحاد الأوروبي كان قد فرض أيضًا عقوبات على محمد حسين شمخاني في يوليو الجاري، بسبب دوره في تجارة النفط الروسية، وذلك في إطار التنسيق المتزايد بين واشنطن وبروكسل في ملف العقوبات. وتصاعد التوتر بين واشنطن وطهران بشكل كبير منذ الثورة الإيرانية عام 1979، التي أطاحت بالشاه محمد رضا بهلوي، الحليف المقرب للولايات المتحدة. ومؤخرًا، انضمت الولايات المتحدة إلى إسرائيل في هجوم جوي واسع النطاق استمر 12 يومًا، استهدف ثلاث منشآت نووية إيرانية في فوردو وأصفهان ونطنز، في محاولة لتعطيل برنامج تخصيب اليورانيوم الإيراني. وتؤكد واشنطن أن الإجراءات الأخيرة تعكس إصرارها على منع إيران من تطوير قدرات نووية أو الاستفادة من الثغرات المالية لدعم أجندتها الإقليمية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store