
ما مدى خطورة المقاتلين الأجانب في سوريا؟ – DW – 2025/5/22
يشجع تنظيم "الدولة الإسلامية" المقاتلين الأجانب على الانقلاب على الحكومة السورية الجديدة، فيما يحذر قادة غربيون دمشق من إيواء متطرفين أجانب. فما حجم الخطر الذي يمثله المقاتلون الاجانب في سوريا؟
إنه "خائن للقضية" و"كافر" و"عبد" و"تذلل أمام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب"، هكذا وصف "تنظيم الدولة الإسلامية" المتطرف، والمعروف أيضًا باسم "داعش"، في العدد الأخير من نشرته الأسبوعية الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع ولقاءه مع الرئيس الأمريكي الأسبوع الماضي.
في الواقع، هذا النوع من العداوة بين جماعة "داعش" وجماعة "هيئة تحرير الشام" التي قادها الشرع ذات يوم ليس جديدًا. فبين عامي 2012 و2013، كانت "هيئة تحرير الشام" جزءًا مما يسمى بـ"تنظيم الدولة الإسلامية"، قبل أن تتحالف مع تنظيم "القاعدة".
وبعد قطع العلاقات مع تنظيم "القاعدة" في عام 2016، أمضت "هيئة تحرير الشام" ما يقرب من عقد من الزمان في قتال "داعش" بأجزاء من البلاد التي كانت تسيطر عليها. لذا فإن انتقاد المسار السياسي الحالي الأكثر اعتدالًا للشرع يعتبر أمرًا متوقعًا.
"باعك لأسياده"، هكذا وصف تنظيم "الدولة الإسلامية" المتطرف الرئيس السوري المؤقت، أحمد الشرع. صورة من: Bandar Al-Jaloud/Saudi Royal Palace/IMAGO
ولكن هناك جانب آخر مثير للاهتمام في النشرة الإخبارية، إذ دعت "داعش" المقاتلين الأجانب في سوريا إلى الانشقاق عن الحكومة الحالية بقيادة الشرع. وحثت الجماعة المقاتلين الأجانب الغاضبين من دبلوماسية الشرع مع الولايات المتحدة على الانضمام إلى "داعش".
وأعاد هذا الحديث، فضلًا عن اجتماع الشرع مع ترامب، الاهتمام لواحد من أصعب الملفات التي تواجهها الحكومة الانتقالية في سوريا، وهو ملف المقاتلين الأجانب الموجودين في البلاد.
وكان الرئيس الأمريكي، خلال اللقاء الذي جمعه بالشرع، قد ضغط "لإجبار جميع الإرهابيين الأجانب بمغادرة سوريا" كواحد من شروط تخفيف العقوبات. وأدلى المبعوثون الفرنسيون والألمان بتصريحات مماثلة، إذ يخشى كثيرون من أن تصبح سوريا ملاذًا للجماعات ذات الأيديولوجيات المتطرفة التي يمكن أن تنشط دوليًا لاحقًا.
من هم المقاتلون الأجانب في سوريا؟
من الصعب تحديد عدد الأجانب الذين قاتلوا إلى جانب "هيئة تحرير الشام". ويمكن أن يتراوح العدد ما بين 1500 و6000 مقاتل، وفقًا لخبراء يرجحوا أن يكون الرقم الحقيقي ما بين العددين.
وتتكون أكبر مجموعة من المقاتلين من الأويغور ، الذين يشار إليهم أيضًا باسم "التركستان"، القادمين من وسط وشرق آسيا، بما في ذلك الصين. ويأتي المقاتلون الآخرون من روسيا ودول سوفيتية سابقة ومنطقة البلقان وتركيا ودول عربية ودول أوروبية.
وجاء معظم المقاتلين إلى سوريا في وقت مبكر خلال الحرب الأهلية التي شهدتها سوريا استجابة لدعوات من "تنظيم الدولة الإسلامية"، الذي كان يحاول حينها إقامة ما يسمى بـ"خلافة". ولكن بعد قطع "هيئة تحرير الشام" لعلاقتها مع "داعش" و"القاعدة"، غادر بعض الأجانب التنظيم بينما بقي آخرون.
وفي أواخر عام 2024، خلال العملية التي قادها تنظيم "هيئة تحرير الشام" للإطاحة بالرئيس السوري السابق بشار الأسد، لعبت عدة مجموعات من الأجانب، بمن فيهم الأويغور والشيشان، دورًا أساسيًا في نجاح الحملة. وقال الشرع إنه يجب مكافأتهم على مساعدتهم، وتم تعيين عدد منهم في شهر يناير بمناصب عليا في الجيش السوري الجديد، وهو ما أثار بعض الجدل.
الشرع يؤكد على حماية الاقليات والتعددية وحقوق المرأة
To view this video please enable JavaScript, and consider upgrading to a web browser that supports HTML5 video
ويرى الباحث في معهد واشنطن، آرون زيلين، في حوار مع DW، أنه من الصعب تحديد مدى أهمية المقاتلين الأجانب لقوات الأمن السورية الآن "لأن عدد السوريين يفوق بكثير عدد الأجانب". لكنه أشار إلى أن بعضهم يتمتع بأهمية أكبر، فعلى سبيل المثال، يعمل مقاتلو الكتيبة الأويغورية الآن كقوة أمنية شخصية للشرع. ويقول زيلين: "هم أساسًا من يحمونه لأنه يثق بهم، ويُنظر إليهم كرفاق سلاح في القتال ضد الأسد".
ويذكر لاجئ سوري مقيم في ألمانيا، طلب عدم الكشف عن هويته لأسباب أمنية، أنه التقى بعدد من المقاتلين الأجانب أثناء قتاله قوات نظام الأسد في مدينة حلب السورية. وقال اللاجئ السوري لـ DW: "كان بعضهم جيدًا، بينما لم يكن البعضهم الآخر جيدًا. كانوا شديدي التركيز على القتال، وكان لدى الكثير منهم عقلية سلفية. أرادوا الذهاب إلى حيث تدور المعارك".
ويضيف المصدر: "الذين بقوا الآن لديهم عائلات في سوريا. لهذا، شخصيًا، سأمنحهم فرصة، خاصة لأننا لو طردناهم، سنطرد أيضًا النساء والأطفال. على أي حال، لا تنسوا أن هناك أيضًا الكثير من السوريين الذين يشاركون ولو جزءًا من هذه العقلية (الدينية)".
ما مدى خطورة المقاتلين الأجانب؟
اتُهم مقاتلون أجانب ذوو توجه ديني أكثر تشددًا بالمشاركة في أعمال عنف وقعت حديثًا ضد الأقليات السورية، كما أُلقي عليهم اللوم في محاولات فرض رقابة على ملابس النساء والسلوكيات الاجتماعية في المدن السورية.
مشروع "الجيش الوطني الموحد".. مغري لجميع السوريين؟
To view this video please enable JavaScript, and consider upgrading to a web browser that supports HTML5 video
ويوضح الباحث والخبير في الشؤون السورية، عروة عجوب، في تقرير للمعهد الإيطالي للدراسات السياسية الدولية، أنه حتى وقت قريب جدًا، كانت "هيئة تحرير الشام" لا تزال تُصوّر نفسها على أنها "مدافعة عن الإسلام السني.
ولكن بعد سقوط نظام الأسد، اتخذت الجماعة مسارًا أكثر ليبرالية، بحسب التقرير. ويقول عجوب: "يُمثل هذا التغيير المفاجئ في السردية تعديلًا كبيرًا للصفوف… قد يكون هذا التحول تحديًا للمقاتلين الذين اعتادوا على وجهة نظر طائفية أضيق. يواجه العديد من مقاتلي هيئة تحرير الشام، الذين لم يغادروا أبدًا البيئة المحافظة في إدلب، مجتمعات أقل تحفظًا في دمشق".
الانضمام إلى "تنظيم الدولة الإسلامية"!
ويرى الباحث في معهد أبحاث السياسة الخارجية في فيلادلفيا، محمد صالح، أنه "إذا استمرت هيئة تحرير الشام في اتجاهها نحو الاعتدال النسبي، مثل التسامح مع النساء غير المحجبات والسماح ببيع الكحول والمشاركة في عملية سياسية على النمط الغربي، فقد تنشق العناصر المتشددة داخل هيئة تحرير الشام، وخاصة الجهاديين الأجانب، أو تنشق عنهم، أو تتعاون مع داعش أو القاعدة".
توجهت أصابع اللوم إلى مقاتلين أجانب في إشعال النار بشجرة عيد الميلاد في غرب سوريا خلال ديسمبر الماضي. صورة من: Khalil Hamra/AP Photo/picture alliance
ولكن يتشكك الباحث في معهد واشنطن، آرون زيلين، في أن يشكل المقاتلون الأجانب في سوريا"أي تهديد واسع النطاق"، على حد تعبيره. ويري زيلين أن "أولئك الذين شعروا أن هيئة تحرير الشام لم تعد متشددة بما يكفي بالنسبة لهم قد غادروا بالفعل على الأرجح، وأن العديد من المقاتلين الأجانب الأقل تطرفًا الذين بقوا، يتمتعون بانضباط شديد".
كما حاول الشرع لفترة طويلة تهميش أو اعتقال أو طرد أي مقاتل أجنبي قاوم المسار الجديد للجماعة.
ولا يزال بإمكان المقاتلين الأجانب بالطبع ارتكاب جرائم أو التسبب في مشاكل. إلا أن التهديد الأكبر يأتي حقيقة من المقاتلين الأجانب الأعضاء في "تنظيم الدولة الإسلامية"، والذين يواصلون تمردًا محدودًا في شرق سوريا، بالإضافة إلى مقاتلين معتقلين في شمال شرق سوريا.
وماذا بعد؟
بعد اجتماع الشرع مع ترامب، ظهرت أنباء بشأن مداهمات من قوات الأمن السورية لقواعد خاصة بالمقاتلين الأجانب في محافظة إدلب. ويرى مراقبون ومحللون أنه لا يزال من غير الواضح ما إن كان الأمر صحيح أم مجرد شائعات أو "مسرحيات سياسية".
ويبدو أن شن حملة كبيرة ضدهم هو أمر غير مرجح. ويجادل أعضاء في الحكومة السورية الجديدة بأن المقاتلين الأجانب لا يشكلون أي تهديد للدول الأخرى وأن عددهم أقل من أن يؤثر بشكل كبير على الجيش السوري الجديد، كما أنهم موالون لإدارة الشرع الجديدة على أي حال. بل ويرى البعض أن دمج المقاتلين الأجانب في القوات السورية الجديدة ربما يكون أفضل طريقة للتعامل معهم على أرض الواقع.
ويقول زيلين: "من بين جميع الطلبات التي قدمتها الولايات المتحدة، ربما يكون هذا هو الأصعب بالنسبة لسوريا. لا أعتقد أنهم يريدون حقًا تسليم المقاتلين الأجانب إلا إذا كانوا، على سبيل المثال، يفعلون شيئًا مخالفًا للقانون".
أعدته للعربية: دينا البسنلي
تحرير: عبده جميل المخلافي
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


DW
منذ 3 ساعات
- DW
ما مدى خطورة المقاتلين الأجانب في سوريا؟ – DW – 2025/5/22
يشجع تنظيم "الدولة الإسلامية" المقاتلين الأجانب على الانقلاب على الحكومة السورية الجديدة، فيما يحذر قادة غربيون دمشق من إيواء متطرفين أجانب. فما حجم الخطر الذي يمثله المقاتلون الاجانب في سوريا؟ إنه "خائن للقضية" و"كافر" و"عبد" و"تذلل أمام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب"، هكذا وصف "تنظيم الدولة الإسلامية" المتطرف، والمعروف أيضًا باسم "داعش"، في العدد الأخير من نشرته الأسبوعية الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع ولقاءه مع الرئيس الأمريكي الأسبوع الماضي. في الواقع، هذا النوع من العداوة بين جماعة "داعش" وجماعة "هيئة تحرير الشام" التي قادها الشرع ذات يوم ليس جديدًا. فبين عامي 2012 و2013، كانت "هيئة تحرير الشام" جزءًا مما يسمى بـ"تنظيم الدولة الإسلامية"، قبل أن تتحالف مع تنظيم "القاعدة". وبعد قطع العلاقات مع تنظيم "القاعدة" في عام 2016، أمضت "هيئة تحرير الشام" ما يقرب من عقد من الزمان في قتال "داعش" بأجزاء من البلاد التي كانت تسيطر عليها. لذا فإن انتقاد المسار السياسي الحالي الأكثر اعتدالًا للشرع يعتبر أمرًا متوقعًا. "باعك لأسياده"، هكذا وصف تنظيم "الدولة الإسلامية" المتطرف الرئيس السوري المؤقت، أحمد الشرع. صورة من: Bandar Al-Jaloud/Saudi Royal Palace/IMAGO ولكن هناك جانب آخر مثير للاهتمام في النشرة الإخبارية، إذ دعت "داعش" المقاتلين الأجانب في سوريا إلى الانشقاق عن الحكومة الحالية بقيادة الشرع. وحثت الجماعة المقاتلين الأجانب الغاضبين من دبلوماسية الشرع مع الولايات المتحدة على الانضمام إلى "داعش". وأعاد هذا الحديث، فضلًا عن اجتماع الشرع مع ترامب، الاهتمام لواحد من أصعب الملفات التي تواجهها الحكومة الانتقالية في سوريا، وهو ملف المقاتلين الأجانب الموجودين في البلاد. وكان الرئيس الأمريكي، خلال اللقاء الذي جمعه بالشرع، قد ضغط "لإجبار جميع الإرهابيين الأجانب بمغادرة سوريا" كواحد من شروط تخفيف العقوبات. وأدلى المبعوثون الفرنسيون والألمان بتصريحات مماثلة، إذ يخشى كثيرون من أن تصبح سوريا ملاذًا للجماعات ذات الأيديولوجيات المتطرفة التي يمكن أن تنشط دوليًا لاحقًا. من هم المقاتلون الأجانب في سوريا؟ من الصعب تحديد عدد الأجانب الذين قاتلوا إلى جانب "هيئة تحرير الشام". ويمكن أن يتراوح العدد ما بين 1500 و6000 مقاتل، وفقًا لخبراء يرجحوا أن يكون الرقم الحقيقي ما بين العددين. وتتكون أكبر مجموعة من المقاتلين من الأويغور ، الذين يشار إليهم أيضًا باسم "التركستان"، القادمين من وسط وشرق آسيا، بما في ذلك الصين. ويأتي المقاتلون الآخرون من روسيا ودول سوفيتية سابقة ومنطقة البلقان وتركيا ودول عربية ودول أوروبية. وجاء معظم المقاتلين إلى سوريا في وقت مبكر خلال الحرب الأهلية التي شهدتها سوريا استجابة لدعوات من "تنظيم الدولة الإسلامية"، الذي كان يحاول حينها إقامة ما يسمى بـ"خلافة". ولكن بعد قطع "هيئة تحرير الشام" لعلاقتها مع "داعش" و"القاعدة"، غادر بعض الأجانب التنظيم بينما بقي آخرون. وفي أواخر عام 2024، خلال العملية التي قادها تنظيم "هيئة تحرير الشام" للإطاحة بالرئيس السوري السابق بشار الأسد، لعبت عدة مجموعات من الأجانب، بمن فيهم الأويغور والشيشان، دورًا أساسيًا في نجاح الحملة. وقال الشرع إنه يجب مكافأتهم على مساعدتهم، وتم تعيين عدد منهم في شهر يناير بمناصب عليا في الجيش السوري الجديد، وهو ما أثار بعض الجدل. الشرع يؤكد على حماية الاقليات والتعددية وحقوق المرأة To view this video please enable JavaScript, and consider upgrading to a web browser that supports HTML5 video ويرى الباحث في معهد واشنطن، آرون زيلين، في حوار مع DW، أنه من الصعب تحديد مدى أهمية المقاتلين الأجانب لقوات الأمن السورية الآن "لأن عدد السوريين يفوق بكثير عدد الأجانب". لكنه أشار إلى أن بعضهم يتمتع بأهمية أكبر، فعلى سبيل المثال، يعمل مقاتلو الكتيبة الأويغورية الآن كقوة أمنية شخصية للشرع. ويقول زيلين: "هم أساسًا من يحمونه لأنه يثق بهم، ويُنظر إليهم كرفاق سلاح في القتال ضد الأسد". ويذكر لاجئ سوري مقيم في ألمانيا، طلب عدم الكشف عن هويته لأسباب أمنية، أنه التقى بعدد من المقاتلين الأجانب أثناء قتاله قوات نظام الأسد في مدينة حلب السورية. وقال اللاجئ السوري لـ DW: "كان بعضهم جيدًا، بينما لم يكن البعضهم الآخر جيدًا. كانوا شديدي التركيز على القتال، وكان لدى الكثير منهم عقلية سلفية. أرادوا الذهاب إلى حيث تدور المعارك". ويضيف المصدر: "الذين بقوا الآن لديهم عائلات في سوريا. لهذا، شخصيًا، سأمنحهم فرصة، خاصة لأننا لو طردناهم، سنطرد أيضًا النساء والأطفال. على أي حال، لا تنسوا أن هناك أيضًا الكثير من السوريين الذين يشاركون ولو جزءًا من هذه العقلية (الدينية)". ما مدى خطورة المقاتلين الأجانب؟ اتُهم مقاتلون أجانب ذوو توجه ديني أكثر تشددًا بالمشاركة في أعمال عنف وقعت حديثًا ضد الأقليات السورية، كما أُلقي عليهم اللوم في محاولات فرض رقابة على ملابس النساء والسلوكيات الاجتماعية في المدن السورية. مشروع "الجيش الوطني الموحد".. مغري لجميع السوريين؟ To view this video please enable JavaScript, and consider upgrading to a web browser that supports HTML5 video ويوضح الباحث والخبير في الشؤون السورية، عروة عجوب، في تقرير للمعهد الإيطالي للدراسات السياسية الدولية، أنه حتى وقت قريب جدًا، كانت "هيئة تحرير الشام" لا تزال تُصوّر نفسها على أنها "مدافعة عن الإسلام السني. ولكن بعد سقوط نظام الأسد، اتخذت الجماعة مسارًا أكثر ليبرالية، بحسب التقرير. ويقول عجوب: "يُمثل هذا التغيير المفاجئ في السردية تعديلًا كبيرًا للصفوف… قد يكون هذا التحول تحديًا للمقاتلين الذين اعتادوا على وجهة نظر طائفية أضيق. يواجه العديد من مقاتلي هيئة تحرير الشام، الذين لم يغادروا أبدًا البيئة المحافظة في إدلب، مجتمعات أقل تحفظًا في دمشق". الانضمام إلى "تنظيم الدولة الإسلامية"! ويرى الباحث في معهد أبحاث السياسة الخارجية في فيلادلفيا، محمد صالح، أنه "إذا استمرت هيئة تحرير الشام في اتجاهها نحو الاعتدال النسبي، مثل التسامح مع النساء غير المحجبات والسماح ببيع الكحول والمشاركة في عملية سياسية على النمط الغربي، فقد تنشق العناصر المتشددة داخل هيئة تحرير الشام، وخاصة الجهاديين الأجانب، أو تنشق عنهم، أو تتعاون مع داعش أو القاعدة". توجهت أصابع اللوم إلى مقاتلين أجانب في إشعال النار بشجرة عيد الميلاد في غرب سوريا خلال ديسمبر الماضي. صورة من: Khalil Hamra/AP Photo/picture alliance ولكن يتشكك الباحث في معهد واشنطن، آرون زيلين، في أن يشكل المقاتلون الأجانب في سوريا"أي تهديد واسع النطاق"، على حد تعبيره. ويري زيلين أن "أولئك الذين شعروا أن هيئة تحرير الشام لم تعد متشددة بما يكفي بالنسبة لهم قد غادروا بالفعل على الأرجح، وأن العديد من المقاتلين الأجانب الأقل تطرفًا الذين بقوا، يتمتعون بانضباط شديد". كما حاول الشرع لفترة طويلة تهميش أو اعتقال أو طرد أي مقاتل أجنبي قاوم المسار الجديد للجماعة. ولا يزال بإمكان المقاتلين الأجانب بالطبع ارتكاب جرائم أو التسبب في مشاكل. إلا أن التهديد الأكبر يأتي حقيقة من المقاتلين الأجانب الأعضاء في "تنظيم الدولة الإسلامية"، والذين يواصلون تمردًا محدودًا في شرق سوريا، بالإضافة إلى مقاتلين معتقلين في شمال شرق سوريا. وماذا بعد؟ بعد اجتماع الشرع مع ترامب، ظهرت أنباء بشأن مداهمات من قوات الأمن السورية لقواعد خاصة بالمقاتلين الأجانب في محافظة إدلب. ويرى مراقبون ومحللون أنه لا يزال من غير الواضح ما إن كان الأمر صحيح أم مجرد شائعات أو "مسرحيات سياسية". ويبدو أن شن حملة كبيرة ضدهم هو أمر غير مرجح. ويجادل أعضاء في الحكومة السورية الجديدة بأن المقاتلين الأجانب لا يشكلون أي تهديد للدول الأخرى وأن عددهم أقل من أن يؤثر بشكل كبير على الجيش السوري الجديد، كما أنهم موالون لإدارة الشرع الجديدة على أي حال. بل ويرى البعض أن دمج المقاتلين الأجانب في القوات السورية الجديدة ربما يكون أفضل طريقة للتعامل معهم على أرض الواقع. ويقول زيلين: "من بين جميع الطلبات التي قدمتها الولايات المتحدة، ربما يكون هذا هو الأصعب بالنسبة لسوريا. لا أعتقد أنهم يريدون حقًا تسليم المقاتلين الأجانب إلا إذا كانوا، على سبيل المثال، يفعلون شيئًا مخالفًا للقانون". أعدته للعربية: دينا البسنلي تحرير: عبده جميل المخلافي


DW
منذ 10 ساعات
- DW
غزة تنتظر المساعدات وتفاؤل أمريكي حذر بنهاية "سريعة" للحرب – DW – 2025/5/21
أعلن وزير الخارجية الأمريكي استمرار المساعي لوقف إطلاق النار في غزة، وفيما أبدى نتنياهو استعدادا لهدنة مؤقتة، مع تأكيد نيته استكمال السيطرة على القطاع، دخلت شاحنات مساعدات، لكن مشاكل التوزيع أعاقت وصولها إلى المحتاجين. أ ف ب، رويترز صلاح شرارة أ ف ب، رويترز صلاح شرارة أ ف ب، رويترز أبدى وزير الخارجية الاميركي ماركو روبيو الأربعاء (21 مايو/ أيار 2025) تفاؤلا حذرا بإمكان التوصل "سريعا" إلى حل يؤدي إلى إنهاء الحرب في غزة والإفراج عن جميع الرهائن الذين تحتجزهم حماس. يذكر أن حركة حماس، هي مجموعة مسلحة فلسطينية إسلاموية، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى كمنظمة إرهابية. وقال روبيو أمام لجنة برلمانية "لدي قدر معين من التفاؤل في ما يتصل بإمكان الحصول سريعا على نتائج إيجابية، مع أمل بوضع حد لهذا الوضع والإفراج عن جميع الرهائن". وإذ أقرّ بأنه سبق أن أدلى بمثل هذه التوقعات، أكد أنه لا يريد أن يستبق الأحداث، وقال "شعرت بذلك أربع مرات على الأقل خلال الشهرين الماضيين، ولسبب أو لآخر، لم يحدث ذلك في اللحظة الأخيرة". وأضاف "لا أريد أن أشعر بخيبة أمل مرة أخرى، لكنني أريدكم أن تعلموا أن هناك جهودا تبذل لتقديم مزيد من المساعدات الإنسانية وإنهاء هذا النزاع". مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي يوافق على التصعيد في غزة To view this video please enable JavaScript, and consider upgrading to a web browser that supports HTML5 video نتانياهو مستعد لهدنة تعيد الرهائن ومن جهته، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الأربعاء إنه مستعد لوقف مؤقت لإطلاق النار لضمان الإفراج عن الرهائن المحتجزين في غزة. وقال نتانياهو في مؤتمر صحفي: "إذا كان ثمة خيار لوقف مؤقت لإطلاق النار بهدف الإفراج عن الرهائن، سنكون جاهزين" لذلك، مضيفا أن في القطاع "20 رهينة من المؤكد انهم أحياء". "الجيش سيسيطر على القطاع بعد انتهاء الهجوم كما قال نتانياهو الأربعاء إن غزة ستكون بالكامل تحت السيطرة الإسرائيلية بعد انتهاء العملية العسكرية الموسّعة في القطاع الفلسطيني. وصرّح نتانياهو خلال إحاطة إعلامية في القدس إن "كامل قطاع غزة سيكون تحت سيطرة الجيش الإسرائيلي"، مشيرا إلى ضرورة "تفادي أزمة إنسانية بغية الحفاظ على حرّية التصرّف في عملياتنا" في ظلّ تنامي الضغوط الدولية على الدولة العبرية لإدخال المساعدات إلى القطاع المحاصر. رفض فلسطيني لاقتراح ترامب بالسيطرة على القطاع To view this video please enable JavaScript, and consider upgrading to a web browser that supports HTML5 video دخول شاحنات مساعدات ولكن! وقال الجيش الإسرائيلي إن إسرائيل سمحت بدخول 100 شاحنة مساعدات محملة بالطحين وأغذية الأطفال والمعدات الطبية إلى قطاع غزة اليوم الأربعاء، بعد أن سمحت بمرور 93 شاحنة الثلاثاء وحوالى عشر شاحنات الاثنين بعد أكثر من شهرين ونصف شهر من الحصار الخانق للقطاع الذي دمرته الحرب. وقالت وكالة كوغات التابعة لوزارة الدفاع الإسرائيلية في بيان "تم اليوم (الأربعاء) إدخال مئة شاحنة تابعة للأمم المتحدة والمجتمع الدولي، تحمل مساعدات إنسانية - بما في ذلك الدقيق وطعام الأطفال والإمدادات الطبية - إلى قطاع غزة عبر معبر كرم أبو سالم". وكان مسؤولون من الأمم المتحدة قد قالوا إن مشكلات التوزيع أدت إلى عدم وصول أي مساعدات حتى الآن إلى من يحتاجونها. ونقلت رويترز عن المسؤولين اليوم الأربعاء أن سكان غزة لم يتسلموا أي مساعدات، مع مرور يومين على إعلان الحكومة الإسرائيلية رفع حصار مستمر منذ 11 أسبوعا جعل القطاع الفلسطيني على شفا المجاعة. وقال مسؤولو إغاثة ومخابز محلية، كانت تنتظر استلام إمدادات الطحين، إن الإمدادات لم تصل إلى المطابخ الخيرية ولا المخابز ولا الأسواق ولا المستشفيات في غزة. لكن اثنين من التجار المطلعين على الأمر قالوا لرويترز في وقت متأخر من اليوم إن 15 شاحنة مساعدات على الأقل غادرت معبر كرم أبو سالم في طريقها إلى مخازن برنامج الأغذية العالمي في وسط غزة. تحرير: ع.ش


DW
منذ 16 ساعات
- DW
تنديدات واستدعاء سفراء بعد طلقات باتجاه دبلوماسيين في جنين – DW – 2025/5/21
أطلق جنود إسرائيليون طلقات باتجاه دبلوماسيين من دول عدة، كانوا يقومون بجولة في الضفة الغربية. ونددت جهات غربية بالواقعة فيما تأسف الجيش الإسرائيلي لإطلاق "طلقات تحذيرية" بعدما "انحرف" الدبلوماسيون عن المسار المعتمد. رويترز، أ ف ب، د ب أ صلاح شرارة رويترز، أ ف ب، د ب أ صلاح شرارة رويترز، أ ف ب، د ب أ نددت إيطاليا وإسبانيا وبلجيكا والاتحاد الأوروبي بقيام جنود إسرائيليين بإطلاق طلقات تحذيرية في اتجاه وفد من الدبلوماسيين الأجانب، كانوا يقومون بزيارة إلى مدينة جنين في الضفة الغربية المحتلة اليوم الأربعاء (21 مايو/ أيار 2025)، وشجبت هذه الأطراف "تهديد" الدبلوماسيين، داعية إسرائيل الى توضيح ملابسات ما جرى. برلين "تدين بشدة" إطلاق النار باتجاه الدبلوماسيين ودانت وزارة الخارجية الألمانية مساء الأربعاء "بشدة" إطلاق الجيش الإسرائيلي النار في اتجاه دبلوماسيين، بينهم ألماني، في الضفة الغربية. وقالت الوزارة في بيان "يتعين على الحكومة الإسرائيلية الكشف فورا عن الملابسات واحترام حصانة الدبلوماسيين. وهذا ما سيُبلغه أيضا وزير الخارجية يوهان فادفول لنظيره الإسرائيلي". إيطاليا وفرنسا تستدعيان سفيري إسرائيل واعتبرت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس أن أي تهديد لحياة الدبلوماسيين هو "غير مقبول". وأضافت كالاس للصحافيين في بروكسل "ندعو إسرائيل إلى التحقيق في هذه الحادثة ونطلب محاسبة المسؤولين عنها". وندّدت وزارة الخارجية الإسبانية "بشدّة" بالواقعة، وجاء في بيان مقتضب لها إن "الوزارة تحقّق في كلّ ما جرى. وكان إسباني ضمن مجموعة الدبلوماسيين وهو بخير. ونحن نتواصل مع بلدان أخرى معنيّة بالمسألة لتقديم ردّ مشترك على ما حصل، وهو أمر نندّد به بشدّة". الضفة الغربية المحتلة.. إسرائيل توسّع عملياتها العسكرية في الشمال To view this video please enable JavaScript, and consider upgrading to a web browser that supports HTML5 video وأعلنت وزارة الخارجية الإيطالية استدعاء السفير الإسرائيلي في روما. وأفاد وزير الخارجية الايطالي أنتونيو تاياني على منصة إكس بأنه أصدر تعليماته "باستدعاء السفير الإسرائيلي في روما للحصول على توضيحات رسمية بشأن ما حدث في جنين". وقبل ذلك كتب تاياني في منشور على موقع "إكس": "نطلب من الحكومة الإسرائيلية توضيحات فورية لما حصل. والتهديدات في حقّ الدبلوماسيين غير مقبولة". وأضاف تاياني أنه تواصل مع نائب القنصل الإيطالي أليساندرو توتينو و"هو بخير"، موضحا أن الأخير "كان بين الدبلوماسيين الذين تعرضوا لهجوم بإطلاق عيارات نارية قرب مخيم جنين للاجئين". كما أعلن وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو اليوم الأربعاء أنه سيستدعي السفير الإسرائيلي بعد تعرض دبلوماسيين لإطلاق نار من قِبل جنود إسرائيليين في مدينة جنين بالضفة الغربية. وكتب بارو على منصة إكس: "زيارة إلى جنين شارك فيها أحد دبلوماسيينا، تعرضت لإطلاق نار من جنود إسرائيليين. هذا أمر غير مقبول. سيتم استدعاء السفير الإسرائيلي لتقديم توضيحات. نؤكد دعمنا الكامل لموظفينا في المكان ولعملهم المتميّز في ظل هذه الظروف الصعبة". الجيش الإسرائيلي يأسف للإزعاج وأعلن الجيش الإسرائيلي أن جنوده أطلقوا "طلقات تحذيرية" بعدما "انحرفت" الزيارة، التي يقوم بها دبلوماسيون أجانب عن المسار المتفق عليه. وقال في بيان "انحرف الوفد عن المسار المعتمد ودخل منطقة لم يُصرح له بالتواجد فيها"، مؤكدا أن "الجنود الذين كانوا في المنطقة أطلقوا طلقات تحذيرية". وأضاف أنه "يأسف للإزعاج الذي تسببت به الحادثة"، مشيرا إلى أنه لم يتم الإبلاغ عن وقوع إصابات. وكانت الإذاعة العامة الإسرائيلية قد نقلت عن مصادر عسكرية أن الوفد "انحرف عن المسار المنسق مسبقا"، وأن الجيش يعتزم التواصل مع الممثلين الدبلوماسيين لتوضيح ملابسات ما جرى. الجيش الإسرائيلي يواصل العملية العسكرية في الضفة الغربية To view this video please enable JavaScript, and consider upgrading to a web browser that supports HTML5 video وذكرت مصادرفلسطينية أن إطلاق النار وقع في منطقة قريبة من المدخل الشرقي لمخيم جنين، حيث كان الوفد، الذي يضم ممثلين من عدة دول، يزور المخيم للاطلاع على الأوضاع الإنسانية والاقتصادية، وسط استمرار العملية العسكرية الإسرائيلية في المنطقة منذ يناير/كانون الثاني الماضي. وبحسب تسجيلات مصورة بثها التلفزيون الفلسطيني، اضطر أعضاء الوفد، ومن ضمنهم سفراء وقناصل من دول أوروبية وعربية وآسيوية، إلى مغادرة المكان سريعا. ولم ترد تقارير عن وقوع إصابات. وأظهرت لقطات لفرانس برس في المكان جمعا من الدبلوماسيين الأجانب والصحافيين وهم يهرعون للاحتماء من الطلقات النارية. وأشار صحافي في فرانس برس كان في المكان، إلى سماع صوت طلقات نارية عدة متتالية صادرة من داخل مخيم جنين للاجئين الفلسطينيين. أظهرت لقطات في المكان في جنين جمعا من الدبلوماسيين الأجانب والصحافيين وهم يهرعون للاحتماء من الطلقات النارية. (21/5/2025) صورة من: Mohammad Ateeq/AFP جولات ميدانية لدبلوماسيين بالضفة الغربية وتنظم وزارة الخارجية الفلسطينية جولات ميدانية لدبلوماسيين أجانب، بهدف إطلاعهم على ما يجري في شمال الضفة الغربية. وكان الجيش الإسرائيلي أطلق في 21 يناير/كانون الثاني عملية عسكرية واسعة النطاق في شمال الضفة تستهدف فصائل مسلحة تنشط في مخيمات اللاجئين. وفي جنين التي يعتبرها الجيش معقلا للفصائل المسلحة، أخلت القوات الإسرائيلية مخيم اللاجئين بالكامل من المقيمين فيه وسيطرت عليه. وتقول وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) إن العملية الإسرائيلية أدت إلى نزوح 16 ألف شخص من جنين في الفترة الممتدة حتى 31 آذار/مارس. مقتل 25 فلسطينيًا في جنين ومخيمها ونزوح 15 ألفًا آخرين To view this video please enable JavaScript, and consider upgrading to a web browser that supports HTML5 video وفي بيان دانت وزارة الخارجية الفلسطينية ما وقع من الجنود الإسرائيليين وقال أحمد الديك، المستشار السياسي للوزارة، والذي كان يقود الوفد خلال الزيارة "أطلقوا النار علينا بجنون". وأضاف أن فعل الجيش الإسرائيلي "أعطى انطباعا حيا للوفد الدبلوماسي عن الحياة التي يعيشها الشعب الفلسطيني، ونتمنى على أعضاء الوفد الدبلوماسي أن ينقلوا هذه الصورة وأن يتم التعبير عنها بمواقف واضحة". القاهرة تدين الواقعة كما دانت القاهرة "بأشد العبارات" إطلاق الجيش الإسرائيلي "طلقات نارية.. خلال زيارة عدد من رؤساء البعثات الدبلوماسية من دول مختلفة لمدينة جنين، ومنهم السفير المصري". وقالت وزارة الخارجية المصرية في بيان "تشدد جمهورية مصر العربية على رفضها المطلق لتلك الواقعة التي تعد منافية لكافة الأعراف الدبلوماسية، وتطالب الجانب الإسرائيلي بتقديم التوضيحات اللازمة حول ملابسات تلك الواقعة". وكان الوفد قد بدأ زيارته صباح اليوم في محافظة جنين، حيث اطلع على الأضرار الناجمة عن العمليات العسكرية، والتي تشمل تدمير منشآت وبنى تحتية ونزوح سكان، بحسب تقديرات فلسطينية. وتنفذ القوات الإسرائيلية عمليات في شمال الضفة الغربية منذ أكثر من ثلاثة أشهر، مستهدفة مناطق جنين وطولكرم وطوباس، وتقول إنها تهدف إلى "إحباط أنشطة مسلحة". وقد أسفرت العمليات عن مقتل واعتقال عدد من الفلسطينيين، بحسب مصادر فلسطينية ومنظمات حقوقية. تحرير: ع.ش