
قمة ألاسكا المرتقبة: أوروبا تشترط وقف القتال وكييف ترفض أي تغيير للحدود بالقوة
وجاء الموقف الأوروبي الموحّد في أعقاب اجتماع عُقد يوم السبت في "تشيفينينغ هاوس"، الفيلا الرسمية جنوب شرق لندن، ضم نائب الرئيس الأمريكي جي. دي. فانس مع وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي وممثلين عن أوكرانيا وعدد من القادة الأوروبيين، بينهم من فرنسا وألمانيا وإيطاليا وبولندا وفنلندا، بالإضافة إلى رئيس المفوضية الأوروبية.
وأصدر القادة المشاركين بيانًا مشتركًا نقلته "رويترز"، أكدوا فيه أن "أي حل دبلوماسي لا يمكن أن يُفرض من الخارج، ولا يمكن أن يُقرّر دون أوكرانيا". وشددوا على أن "المصالح الأمنية لأوكرانيا وأوروبا لا تُفاوض عليها، ويجب أن تكون الضمانات الأمنية جزءًا لا يتجزأ من أي اتفاق مستقبلي".
وأوضح البيان أن "الخط الأمامي الحالي لا يمكن أن يُعتبر حدودًا رسمية"، وأن "مبدأ عدم تغيير الحدود بالقوة يظل ركيزة أساسية للنظام الدولي"، داعين إلى أن تُشكّل وقف إطلاق النار شرطًا مسبقًا لأي مفاوضات جوهرية، وليس العكس.
وتأتي هذه التصريحات في وقت تجري فيه الإدارة الأمريكية ترتيبات لقمة ثنائية بين ترامب وبوتين في ألاسكا، الجمعة المقبل، بعد زيارة قام بها مستشار ترامب، ستيف ويتكوف، إلى موسكو، وصفها الرئيس الأمريكي بأنها "حققت تقدمًا كبيرًا". وبحسب مسؤول في البيت الأبيض، فإن ترامب منفتح على عقد قمة ثلاثية تضم زيلينسكي وبوتين، لكنه سيبدأ بلقاء ثنائي بناءً على طلب من الجانب الروسي.
وأشار المسؤول إلى أن الاتفاق المحتمل قد يتضمن "تبادلًا جزئيًا للأراضي لصالح الطرفين"، دون توضيح الطبيعة الجغرافية أو القانونية لهذا التبادل.
وعلّق كبير موظفي الرئاسة الأوكرانية، أندريه ييرماك، الذي شارك في اجتماع تشيفينغ: "وقف إطلاق النار ضروري، لكن الخط الأمامي ليس حدودًا". وأضاف عبر "إكس": "نقدّر الجهود الأمريكية والأوروبية، ونشكر نائب الرئيس فانس على احترامه لجميع وجهات النظر"، مؤكدًا أن "أوكرانيا لن تقبل بأي تسوية لا تُعيد كامل أراضيها".
وفي باريس، أكد الرئيس إيمانويل ماكرون، في سلسلة مكالمات مع زيلينسكي وستارمر وميرتس، أن "مستقبل أوكرانيا لا يمكن أن يُقرّر دون الأوكرانيين"، مضيفًا أن "الأمن الأوروبي مهدد، وبالتالي فإن أوروبا لن تكون متفرجة، بل شريكًا أساسيًا في أي حل دائم".
وأجرى زيلينسكي، من جانبه، سلسلة اتصالات مع حلفائه، ووصف اجتماع تشيفينينغ بأنه "بنّاء"، لكنه شدد في خطابه المسائي على أن "طريق السلام يجب أن يُقرّر معًا، وبشكل حصري مع أوكرانيا. هذا هو المبدأ الأساسي".
وأعربت روسيا عن تمسكها بمطالبها، بما في ذلك اعتراف أوكرانيا بضم مناطق لوهانسك ودونيتسك وزابوريجيا وخيرسون، إلى جانب القرم التي ضمتها عام 2014. لكنها تنفي وجود قوات أوكرانية في منطقة كورسك الروسية، رغم تأكيدات كييف باحتفاظها بوجود عسكري هناك منذ العام الماضي.
وفي تقييم لمركز كارنيغي لأوراسيا، قالت الباحثة تاتيانا ستانوفايا إن المبادرة الأمريكية "تمثّل أول محاولة واقعية نسبيًا لإنهاء الحرب"، لكنها أبدت شكوكًا حيال قدرة الأطراف على الالتزام بأي ترتيبات ناتجة عنها، مشيرة إلى أن "النتائج المطروحة قد تكون كارثية لأوكرانيا إن لم تُرافق بضمانات دولية قوية".
ويستمر القتال على طول الجبهة التي تمتد لأكثر من 1000 كيلومتر في شرق وجنوب أوكرانيا، حيث يواصل الجيش الروسي تقدمه البطيء دون تحقيق اختراقات حاسمة، وفق تقييمات عسكرية أوكرانية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


يورو نيوز
منذ 5 ساعات
- يورو نيوز
إسرائيل تبحث التوجّه إلى الدوحة ووفد حماس يصل القاهرة.. نتنياهو: الصفقة الجزئية أصبحت خلفنا
أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن إمكانية التوصل إلى اتفاق جزئي لوقف إطلاق النار مع حماس "أصبحت وراءنا"، مضيفًا: "لقد حاولنا مرارًا ولكن تبين أنهم يخدعوننا". وفي مقابلة مع قناة i24 التلفزيونية، استشهد بتصريح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي قال فيه إن "حماس ليست مستعدة للتوصل إلى اتفاق". وتابع قائلًا: "أريد استعادة جميع الرهائن في إطار إنهاء الحرب وبشروط نحن من يحددها". هذا وأشار إلى أن "إسرائيل ستسمح لسكان غزة الراغبين في الهجرة بسبب الحرب المستمرة في القطاع بمغادرته""، مضيفًا: "هذا الأمر يحصل في كل النزاعات، سنسمح بذلك خلال المعارك وبعدها". وفي واشنطن، أعلن البيت الأبيض أنه "بذل جهودًا كبيرة لإنهاء الحرب"، لكن "حماس لم توافق على المقترحات التي قدمتها الإدارة الأمريكية"، معتبرًا أن الحرب في غزة "معقدة للغاية" و"ورثناها عن بايدن". كما صرح وزير الخارجية الأمريكي بأن الحرب في غزة ستنتهي "في اليوم الذي لا تكون فيه حماس تهديدًا عسكريًا"، مضيفًا: "لن يكون في غزة سلام ما دامت حماس موجودة". وأردف بالقول: "عملنا لوقف إطلاق النار في غزة لكن رفض حماس يجعلها في حرب مع الناس في القطاع". تحركات لإحياء الهدنة جاءت تصريحات نتنياهو بعد وقت قصير من إعلان مصر أنها تعمل على إحياء خطط لإطلاق سراح رهائن لمدة 60 يومًا ووقف إطلاق النار في غزة. وقال وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي اليوم إن القاهرة تتحرك بالتنسيق مع قطر والولايات المتحدة ضمن مساعٍ جديدة لإنهاء الحرب الإسرائيلية. وأوضح أن "الهدف الرئيسي هو العودة إلى المقترح الأول، القاضي بوقف إطلاق النار لمدة ستين يومًا، يتزامن مع الإفراج عن بعض الرهائن والمعتقلين الفلسطينيين، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية والطبية إلى غزة دون عوائق أو شروط". ورغم ما تنفيه إسرائيل من تقدّم في مسار المفاوضات، فإن الدولة العبرية تدرس، بحسب موقع "أكسيوس"، إمكانية إرسال وفد رفيع المستوى إلى الدوحة في وقت لاحق من هذا الأسبوع، بهدف اللقاء بمسؤولين قطريين ضمن جهود استئناف مفاوضات صفقة التبادل. ووفقًا للموقع، إن وصول الوفد الإسرائيلي يعني أن المحادثات ستبحث صفقة شاملة تنهي الحرب وتطلق سراح جميع الرهائن. وتأتي هذه التحركات وسط قلق متزايد من أن يؤدي أي تحرك إسرائيلي للسيطر على القطاع إلى زعزعة استقرار المنطقة. ويعمل الوسطاء القطريون والمصريون حاليًا على صياغة مقترح جديد يستند إلى عرض ويتكوف السابق لوقف جزئي لإطلاق النار لمدة 60 يومًا، مع إضافة بنود جديدة تتعلق بترتيبات ما بعد الحرب في غزة، بهدف تحويله إلى اتفاق شامل ينهي النزاع. وفي هذا الإطار، التقى مبعوث البيت الأبيض ستيف ويتكوف، ورئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، نهاية الأسبوع، لبحث إمكانية التوصل إلى اتفاق شامل لإنهاء الحرب والإفراج عن جميع الرهائن. كما وصلت وفود من حماس إلى القاهرة الاثنين لإجراء محادثات مع المخابرات المصرية حول استئناف مفاوضات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، بعد أن كانت هذه الوفود قد غادرت قطر إلى تركيا قبل أسبوعين عقب انهيار المحادثات.


يورو نيوز
منذ 7 ساعات
- يورو نيوز
اتصال روسيى- أميركي تمهيدًا لقمة ألاسكا.. وزيلينسكي يعتبر حضور بوتين "انتصارًا" للكرملين
أعلنت وزارة الخارجية الأميركية أن الوزير ماركو روبيو أجرى، الثلاثاء، اتصالًا هاتفيًا مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، في إطار التحضير للقمة المرتقبة بين الرئيسين الأميركي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين، والمقررة الجمعة في ألاسكا. وأكد الجانبان، وفق المتحدثة باسم الخارجية تامي بروس، التزامهما بضمان نجاح الحدث. واعتبر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن اللقاء المرتقب بين بوتين وترامب يشكل "انتصارًا شخصيًا" لبوتين، مشيرًا إلى أن هذه الخطوة تمنحه فرصة للخروج من عزلته السياسية منذ بدء الغزو الشامل لأوكرانيا في شباط/فبراير 2022، وقد تؤجل فرض عقوبات أميركية جديدة على موسكو. وفي تصريحات للصحافيين في كييف، شدد زيلينسكي على رفض بلاده القاطع لأي انسحاب من منطقة دونباس ضمن أي اتفاق سلام محتمل، معتبرًا أن سيطرة موسكو على هذه الأراضي ستتيح لها "منصة لشن هجمات جديدة" على أوكرانيا مستقبلاً. وأضاف أن مجموعات من الجنود الروس تقدمت نحو عشرة كيلومترات في بعض قطاعات الجبهة، لكنها مزودة بأسلحة خفيفة فقط، مؤكدًا أن "بعض هذه المجموعات تم تدميره، وأخرى أُسرت، وسيجري القضاء على البقية قريبًا". وأوضح أن هذه التحركات تهدف إلى خلق انطباع بأن "روسيا تتقدم وأوكرانيا تتراجع" قبيل القمة. مخاوف أوكرانية وأوروبية من ضغوط على كييف تأتي هذه التطورات وسط تكهنات بأن القمة قد تؤدي إلى تفاهمات على حساب كييف، في ظل تصريحات ترامب التي أشار فيها إلى أن تسوية النزاع قد تتضمن "تبادلًا للأراضي". موقفٌ رفضته أوكرانيا وحلفاؤها الأوروبيون، الذين يسعون لضمان مصالح كييف في أي مفاوضات. وتشترط موسكو، وفق ما أعلنته في جولات تفاوض سابقة فشلت في تركيا، اعتراف أوكرانيا بضمها أربع مناطق محتلة جزئيًا - دونيتسك ولوغانسك وزابوريجيا وخيرسون - إضافة إلى شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا عام 2014، مع التخلي عن طلب الانضمام إلى حلف الناتو ووقف إمدادات السلاح الغربية. في المقابل، تطالب كييف بانسحاب كامل للقوات الروسية وضمانات أمنية غربية، تشمل استمرار الدعم العسكري ونشر قوة أوروبية، وهو ما ترفضه موسكو. ومن المتوقع أن يُعقد لقاء بوتين - ترامب دون مشاركة زيلينسكي، ما يثير مخاوف في كييف من احتمال تعرضها لضغوط للتنازل عن أجزاء من أراضيها. ومن المقرر أن يجتمع الرئيس الأوكراني وقادة أوروبيون مع ترامب الأربعاء لبحث الموقف. تصعيد ميداني على الصعيد الميداني، أكد الجيش الأوكراني أن القتال لا يزال محتدمًا على جبهات عدة، وسط تقدم روسي في مناطق استراتيجية شرق البلاد. وأفاد بأن القوات الروسية حققت مكاسب عدة كيلومترات شمال شرق مدينة بوكروفسك في دونيتسك، في هجمات وصفها محللون بأنها تندرج في إطار اختبار الدفاعات الأوكرانية. وأشار زيلينسكي إلى أن موسكو تستعد لعمليات هجومية جديدة في ثلاثة محاور رئيسية: زابوريجيا، بوكروفسك، ونوفوبافليفكا، في وقت تتزايد فيه المخاوف من تصعيد قبيل القمة الأميركية - الروسية. ويأتي هذا التصعيد ضمن نزاع يوصف بأنه الأكبر في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، وتسبب في مقتل أو إصابة عشرات الآلاف، فضلًا عن دمار واسع ونزوح الملايين.


يورو نيوز
منذ 9 ساعات
- يورو نيوز
ترامب يصعّد هجومه على رئيس الاحتياطي الفدرالي: تهديد بملاحقة قضائية ودعوة عاجلة لخفض الفائدة
أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الثلاثاء، أنه قد يسمح برفع دعوى قضائية ضد رئيس البنك المركزي الأميركي (الاحتياطي الفدرالي) جيروم باول، مكرراً انتقاداته لطريقة إشرافه على أعمال تجديد مقر المؤسسة في واشنطن. وكتب ترامب على منصته "تروث سوشال" أن "الضرر الذي أحدثه بتأخره الدائم لا يُحصى"، في إشارة إلى باول، مضيفاً أنه يدرس السماح برفع دعوى قضائية بهذا الشأن، من دون تقديم مزيد من التفاصيل. ويأتي ذلك في ظل انتقادات متكررة من ترامب لرئيس الاحتياطي الفدرالي هذا العام، بعد قرارات الإبقاء على أسعار الفائدة ثابتة منذ آخر خفض في ديسمبر/كانون الأول الماضي. ويراقب صناع السياسة النقدية تأثير الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب على الاقتصاد الأميركي، وسط نقاش حول توقيت أي خفض جديد للفائدة. ولم تحسم هيئة المحافظين ما إذا كانت الرسوم الأخيرة ستؤثر على التضخم بشكل مؤقت أو طويل الأمد، فيما يواصل ترامب الدعوة لخفض الفائدة مستشهداً بأرقام اقتصادية إيجابية. وعقب صدور بيانات حكومية أظهرت استقرار معدل تضخم أسعار المستهلكين عند 2.7% في يوليو/تموز، كتب ترامب على وسائل التواصل الاجتماعي مطالباً باول بـ "خفض معدل الفائدة فوراً"، واصفاً أسلوب قيادة الاحتياطي الفدرالي بأنه "متساهل". كما طرح ترامب فكرة إقالة باول، منتقداً ما اعتبره تجاوزاً لتكاليف أعمال التجديد، إذ ذكر أن التكلفة بلغت 3.1 مليارات دولار، وهو رقم قال باول إنه يدمج بين تكلفة المشروع الحالي المقدرة بـ 2.5 مليار دولار وأعمال أُنجزت سابقاً في مبنى آخر. واختتم ترامب تصريحاته بالقول إن إشراف باول على مشروع تجديد مقر الاحتياطي الفدرالي كان "سيئاً".