إيران تصادق على قانون تعليق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية (تقرير)
وذكر التلفزيون الإيراني الرسمي، أن «بزشكيان» صادق على قانون تعليق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، التابعة للأمم المتحدة، مما يجعله نافذا.وقالت وكالة الأنباء الإيرانية «إرنا»: «أبلغ رئيس الجمهورية، قانون تعليق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية تطبيقا للمادة 123 من الدستور الإيراني إلى منظمة الطاقة الذرية الإيرانية والمجلس الأعلى للأمن القومي ووزارة الخارجية للتنفيذ».وأقر البرلمان الإيراني مشروع قانون تعليق التعاون مع مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، فيما أعلن مجلس صيانة الدستور الإيراني، الهيئة المخولة مراجعة التشريعات، أنه صادق على مشروع قانون لتعليق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بعد تصويت النواب الإيرانيين لصالح ذلك.وينص البند الوحيد في هذا القانون على التالي: «نظرا لانتهاك السيادة الوطنية والوحدة الإقليمية لإيران من قِبل الكيان الصهيوني (إسرائيل) والولايات المتحدة الأمريكية، واستهداف المنشآت النووية السلمية، وتهديد المصالح العليا للبلاد، وبالاستناد إلى المادة 60 من اتفاقية فيينا لعام 1969 الخاصة بالمعاهدات، فإن الحكومة مُلزمة، فور المصادقة على هذا القانون، بتعليق كافة أشكال التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية بموجب معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية (NPT) ونظام الضمانات المرتبط بها، وذلك إلى حين تحقق عدد من الشروط، من بينها: ضمان أمن المنشآت النووية والعلماء الإيرانيين»، وفقا لوكالة «تسنيم».في سياق متصل، قال وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، في مقابلة مع شبكة «سي بي إس نيوز»، إن القصف الأمريكي لموقع فوردو النووي الإيراني «ألحق أضرارا جسيمة وفادحة» بالمنشأة.وأوضح في المقابلة التي أذيعت، أمس الثلاثاء: «لا أحد يعرف بالضبط ما الذي حدث في فوردو.. إلا أن ما نعرفه حتى الآن هو أن المرافق تعرضت لأضرار جسيمة وفادحة».واستطرد عراقجي: لا أحد يملك معلومات دقيقة حول ما حدث حاليا، لكن بحسب ما لديه من علم، فإن الأضرار «كبيرة وجدية جدا»، مشيرا إلى أن منظمة الطاقة الذرية الإيرانية تقوم حاليا بتقييم الوضع، وسترفع نتائجها إلى الحكومة.وفي وقت سابق، أكد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، مرارا على أن الضربة العسكرية التي شنتها الولايات المتحدة الأمريكية على إيران «دمرت بالكامل» المواقع النووية الثلاثة (فوردو وأصفهان ونطنز) التي استهدفتها، نافيا صحة تقارير إعلامية نقلت عن مصادر مخابراتية أن الضربة لم تؤد سوى لتأخير برنامج طهران النووي بضعة أشهر.وردا على تصريحات الرئيس الأمريكي، قال «عراقجي»: «الظاهر يشير إلى أن الأضرار كانت ثقيلة وجدية، وأكرر بأنني لا أملك معلومات دقيقة، لكن يبدو أن المنشآت حاليا غير صالحة للاستخدام حتى يُحدد ما إذا كان بالإمكان إعادة تشغيلها ومتى، أو ما إذا كانت ستعاد للعمل أساسا أم لا».وقال عراقجي، إن بلاده خاضت صراعا من أجل حقها في تخصيب اليورانيوم، واعتبر ذلك فخرا وكرامة وطنية، مؤكدا أن التخصيب السلمي سيحافظ عليه بالتأكيد، وستبذل كل الجهود الممكنة في هذا السبيل.وعن تصريحات المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل جروسي، بخصوص إمكانية عودة إيران للتخصيب خلال أشهر، قال عراقجي: «تقييمه يستند إلى التكنولوجيا والمعرفة الإيرانية في مجال التخصيب، ومن هذه الزاوية أعتقد أنه على صواب، لأن صناعتنا في هذا المجال محلية بالكامل، وليست مستوردة من الخارج حتى يتم القضاء عليها بالقصف».وأضاف: «الطاقة النووية باتت علما وتكنولوجيا في إيران، ومن المعلوم أن التكنولوجيا لا يمكن القضاء عليها عبر القنابل، وإذا وجدت الإرادة للاستمرار، وهي موجودة بالفعل، فبإمكاننا بسرعة إصلاح كل الدمار وتعويض الخسائر، ليس لأن المنشآت لم تتضرر، بل لأن المعرفة والتكنولوجيا لا تزال بيد علمائنا».وبشأن مستقبل التخصيب في إيران، قال: «نحن نقوم بتقييم الأوضاع بعد العدوان الإسرائيلي-الأمريكي، ونعيد صياغة سياساتنا. الحقيقة أننا بذلنا جهدا كبيرا من أجل هذه الصناعة: علماؤنا تعبوا كثيرا، وشعبنا تحمل كثيرا، وعشنا لأكثر من 20 عاما تحت أشد العقوبات بسبب التخصيب، وقد أحيل ملفنا إلى مجلس الأمن (الدولي)، واستهدف علماؤنا بالاغتيال، وتعرضت منشآتنا للتخريب، ومع ذلك أصررنا على أن يبقى برنامجنا سلميا ولم نتجاوزه إلى غير ذلك، وحاولنا أن نُثبت للمجتمع الدولي أن هذا البرنامج سلمي بالكامل. بل وذهبنا إلى اتفاق نووي اعتبر إنجازا دبلوماسيا دوليا-في إشارة إلى (خطة العمل الشاملة المشتركة)، لكن للأسف انسحبت أمريكا منه».وأضاف عراقجي: «لقد صبرنا طيلة هذه السنوات.. التخصيب أصبح رمز فخر وطني للإيرانيين، والآن بعد أن خضنا حربا استمرت 12 يوما بسببه، أضيف بُعد جديد لهذا الفخر.. لهذا، لا يمكن لأحد أن يُنهي هذه الصناعة أو يتخلى عنها. إنها كرامة وطنية سنحافظ عليها بالتأكيد وسنبذل قصارى جهدنا من أجلها، مع التأكيد على أن برنامجنا النووي سيبقى سلميا، ونحن لا ننوي التوجه نحو الأسلحة النووية».وعبر عن أمله بأن «يتفهم الغرب والعالم أن للشعب الإيراني حقا مشرعا في الاستفادة السلمية من الطاقة النووية، وهو حق لن نتنازل عنه».
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


بوابة الأهرام
منذ 9 ساعات
- بوابة الأهرام
حكاية السبت جائزة ألبانيز
طالت وتعددت أسباب الجدل حول «نوبل» طوال عقود. فمثلا، هناك السؤال المشروع حول مدى شجاعتها وهى التى أنكرت العام الماضى على جوتيريش، أمين عام الأمم المتحدة، تقديرا مستحقا لقوله الحق فى زمن ساد فيه الباطل وخطابه. ومنحت جائزتها للسلام إلى «نيهون هنديكو»، المنظمة اليابانية المناهضة للأسلحة النووية منذ عام 1956 والقائمة على أكتاف ومآسى الناجين من «هيروشيما» و«ناجازاكي». المنظمة اليابانية ذات رسالة نبيلة، لا شك، ودلالة الرسالة والجهود التى تنطوى عليها تزداد أهمية فى زمن اشتعال التوتر بين القوى النووية الكبرى. لكن جوتيريش كان ومازال يواجه الكبار المتملصين من مسئولياتهم الأخلاقية فى «غزة». ويعلم كما يعلم كل مطلع، أنه بذلك يضع منصبه وحياته فى مهب الرياح. لكن «نوبل السلام» ستواجه فى المستقبل القريب اختبارا أكثر صعوبة، وفى الأغلب لن ينفع معه دبلوماسية «الاختيار الآمن». فأولا، المأساة زادت فصولها فى «غزة»، وطالت بلدانًا إقليمية وهيئات دولية. فيبدو مع ذلك أن أى محاولات لتحييد الجائزة الأكثر رونقا وتأثيرا دوليا، وكأنه فصل لـ«نوبل» عن الواقع، وبالتالى إضعاف لقيمتها. فجدل غياب الشجاعة ومعه اتهام الكيل بمكيالين سيزيد أضعافا مضاعفة. وثانيا، وما أدراك ما ثانيا، قائمة الترشيحات الجديدة يتصدرها الرئيس الأمريكى دونالد ترامب. فالرجل الذى جاء بتعهد انتخابى لإنهاء كل الحروب، يبدو أن طموح التاجر لديه لا ينافسه إلا حلم بنيله «نوبل السلام». قالها مرارا وتكرارا، ونال ترشيح باكستان مباشرة قبل ضربه منشأة «فوردو» النووية الإيرانية. لكن الأهم طبعا هو ترشيح رئيس وزراء إسرائيل المطلوب من الجنائية الدولية. لترامب مثنيا على «تفانيه الاستثنائي». وكأنها أيام بلفور، ببعض التصرف، فمن لا يستحيى يمنح من لا يستحق، وتكتمل عبثية حكاية نوبل هذا الزمان. عفوا، تبقت التفصيلة الأهم لاكتمال العبث، وهو ترشيح فرانشيسكا ألبانيز، مقررة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان فى الأراضى الفلسطينية المحتلة لنيل «نوبل السلام». والعبث، طبعا، ليس مصدره ترشيح القانونية المهاجمة لسياسات الفصل العنصرى والجرائم العسكرية لإسرائيل. العبث أن المرشحة التى تفانت فعليا طوال عقود دفاعا عن الحق الفلسطيني، تلاحقها اليوم عقوبات أمريكية واتهامات بمعاداة السامية لأنها أدانت مؤخرا ثلاث دول أوروبية لفتحها مجالها الجوى أمام نيتانياهو. ومصدر العبث، أيضا، أنه إذا ظلت الحال على ما هى عليه حتى «نوبل 2026»، فستتوالى الترشيحات على ترامب والعقوبات على ألبانيز ومن هم فى قاربها من أفراد وجهات. وسيكون ذلك اختبار الاختبارات لـ«نوبل»، فى زمن ما عادت تصلحه الجوائز بقدر ما تفعل المواقف.. وحتى المواقف تحتاج الى ثبات واستمرارية وإلا ما كان لها معنى.. فمبارك ألبانيز ومبارك جوتيريش.


النبأ
منذ 9 ساعات
- النبأ
تحذير من طهران: رد إيراني حاسم على أي استفزاز جديد
وجّه خطيب الجمعة المؤقت في طهران، محمد جواد حاج علي أكبري، تحذيرًا شديد اللهجة إلى من وصفهم بـ«الأعداء»، مؤكدًا أن أي «خطأ جديد» ضد إيران سيُقابل برد حاسم، وأن الشعب الإيراني في حالة جهوزية تامة للدفاع عن بلاده. تحذيرات قوية من المنبر في خطبة الجمعة التي نقلتها وكالة «تسنيم» الإيرانية، قال حاج علي أكبري:نوجه تحذيرًا واضحًا للأطراف التي أخطأت في حساباتها: إذا ارتكبتم أي خطأ جديد، فستواجهون شعبًا مختلفًا، وشبابًا أكثر عزيمة». وأكد الخطيب، أن الإيرانيين يحملون في وجدانهم «تضحيات أكثر من 1100 شهيد»، مضيفًا في لهجة تصعيدية، إذا تكررت الأخطاء، فلن تبقى هذه المرة من تل أبيب سوى الثلث، والبقية ستكون تحت الأرض». تلميحات نووية وتصعيد في الخطاب يأتي هذا التصعيد في وقت حساس، إذ سبق لإيران أن أعلنت نقل اليورانيوم المخصب إلى أماكن «آمنة»، وسط توترات مع إسرائيل والولايات المتحدة بشأن برنامجها النووي. التصريحات الإيرانية تتزامن مع رسائل تهديد متبادلة، إذ كانت تل أبيب قد أطلقت تحذيرات شديدة ضد طهران بشأن مشروعها النووي، معتبرة أنه يشكل تهديدًا وجوديًا. المفاوضات النووية المتعثرة أشار الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى أن مسؤولين إيرانيين تواصلوا مع الولايات المتحدة لتحديد موعد جديد لمحادثات حول البرنامج النووي، وهو ما نفته طهران رسميًا. وكانت المفاوضات غير المباشرة بين طهران وواشنطن قد انطلقت في أبريل، لكنها توقفت مع بدء العمليات العسكرية الإسرائيلية الشهر الماضي. وقال ترامب للصحفيين،«لقد حددنا موعدًا لمحادثات مع إيران، وهم يرغبون بذلك، إنهم يريدون التحدث»، مضيفًا أن هذه المحادثات ستُستأنف قريبًا. خلفية المشهد الإقليمي يشهد الشرق الأوسط تصعيدًا مستمرًا في اللهجة بين إيران وإسرائيل، في ظل تبادل التهديدات والتحذيرات العلنية. كما تعرقل الخلافات السياسية والعسكرية جهود استئناف المفاوضات النووية، وسط قلق دولي من تفاقم التوتر وتحوله إلى مواجهة أوسع في المنطقة.


نافذة على العالم
منذ 10 ساعات
- نافذة على العالم
الأخبار العالمية : فورين بوليسى: انهيار النظام الإيرانى قد يسبب كابوسا أمنيا نوويا
الخميس 10 يوليو 2025 05:50 مساءً نافذة على العالم - تساءل الرئيس الأمريكى دونالد ترامب: "إذا كان النظام الإيرانى الحالى عاجزا عن استعادة عظمته، فلماذا لا يغير النظام؟". وذكرت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية أن هذا التعليق جاء فى خضم حملة عسكرية إسرائيلية واسعة النطاق، وإن كانت تهدف ظاهريا إلى كبح جماح البرنامج النووى الإيراني، إلا أنها كانت تهدف بوضوح أيضا إلى إضعاف النظام، وربما حتى انهياره. اليوم، ورغم أن وقف إطلاق النار الهش بين إسرائيل وإيران قلص من نقاش هذا الاحتمال، إلا أن هناك ما يدعو إلى الاعتقاد بأنه قد يعود للظهور. وأشارت المجلة الأمريكية إلى أنه لعقود، كان الشاغل الدولى الرئيسى بشأن البرنامج النووى الإيرانى هو كيفية استخدام طهران لموادها وتقنياتها وخبراتها النووية لإنتاج أسلحة نووية. ولكن الشاغل الأكثر إلحاحا فى ضوء التطورات الأخيرة هو منع وقوع هذه الموارد فى الأيدى الخطأ إذا انهار النظام الحاكم هناك فجأة. وأوضحت المجلة أنه على الرغم من الجدل الحاد حول حجم الأضرار التى سببتها الضربات الأمريكية والإسرائيلية، إلا أن الحقيقة هى أن البنية التحتية النووية الإيرانية لم تُدمر بالكامل. فإيران ما تزال تمتلك قدرات استخراج اليورانيوم ومفاعلات للطاقة النووية والأبحاث، بالإضافة إلى أى مواد أو تقنيات يمكن استخلاصها من مواقع التخصيب المتضررة، بما فى ذلك موقعى "نطنز" و"فوردو". كما أن الأهم من ذلك هو أن إيران لا تزال على الأرجح تمتلك بعضا، إن لم يكن كل، ما يقارب 8000 كيلوجرام من اليورانيوم المخصب، بما فى ذلك ما لا يقل عن 400 كيلوجرام من اليورانيوم المخصب بنسبة 60%، وهو ما يكفى لصنع 10 أسلحة نووية، إذا ما تم تخصيبه بدرجة أعلى (90%). ويُرجح أيضا أن إيران تحتفظ بمخزون كبير من أجهزة الطرد المركزى المتطورة وقطع غيارها، وربما معدات متخصصة لتصنيع تلك الأجهزة، بالإضافة إلى وثائق ومعدات مرتبطة ببرنامجها النووي، بالإضافة إلى مئات، إن لم يكن آلاف، من العلماء ممن يمتلكون خبرة نووية بالغة الأهمية، بما فى ذلك كيفية تشغيل أجهزة الطرد المركزى وتصنيع الأسلحة. ولفتت "فورين بوليسي" إلى أنه مع بدء القصف الإسرائيلي، إن لم يكن قبل ذلك، فمن المرجح أن إيران أخفت الكثير من المواد والمعدات ذات الصلة ببرنامجها النووى فى مواقع آمنة متعددة. كما أنه بعد الاتفاق على وقف إطلاق النار، بات من الصعب على المجتمع الدولى معرفة ما إذا كانت أى مواد أو تقنيات قد فقدت أو سرقت. كما أن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل جروسي، كان صريحا بشأن فقدان "استمرارية المعرفة" بشأن البرنامج النووى الإيرانى التى بنيت بشق الأنفس على مدى العقد الماضي، وذلك بسبب الضربات الإسرائيلية. وقد تفاقمت الأوضاع فى 2 يوليو الجارى بإعلان إيران تعليق تعاونها مع الوكالة. ونوهت المجلة إلى أنه فى حين لا يعرف الخبراء الكثير عن ممارسات الأمن النووى الإيرانية، إلا أن التدابير اللازمة للحفاظ على المواد النووية والمعدات الحساسة تحت سيطرة الدولة، عادة ما تكون واسعة النطاق. وتشمل هذه التدابير، الحماية المادية (مثل الأسلحة والبوابات والحراس)، وطرقا لمراقبة المواد النووية المنتجة وحصرها، وأخيرا، برامج تخفف من خطر السرقة والتجسس من الداخل. لكن استدامة هذه التدابير تتطلب حكومة فاعلة. لذا، فإن وقوع فوضى أو عنف من شأنه التأثير سلبا على عمل القائمين على هذه التدابير. كما أن انهيار النظام الحالي، يحمل معه مخاوف كبيرة من انهيار مشروع الأمن النووى الإيراني. ونبهت "فورين بوليسي" إلى أن الأمر الأكثر إثارة للقلق فى هذا السيناريو (انهيار النظام) هو مصير اليورانيوم عالى التخصيب. فرغم أنه ليس من الناحية الفنية يورانيوم صالح للاستخدام فى صنع الأسلحة (يورانيوم مخصب بنسبة 90% على الأقل)، إلا أن اليورانيوم الإيرانى المخصب بنسبة 60% يمكن استخدامه فى صنع قنبلة نووية بدائية. وبما أن إنتاج هذه المادة يعد أصعب خطوة فى صنع سلاح نووي، فإنه سيكون جذابا للغاية لأى دولة أو جهة فاعلة غير حكومية مهتمة بالحصول على قنبلة نووية، خاصة وأن هذا اليورانيوم يمكن تخزينه فى عبوات يمكن تحميلها بسهولة على شاحنة. وأكدت المجلة الأمريكية أيضا على أهمية الخبرة النووية، حيث يتمتع العلماء النوويون الإيرانيون بخبرة تزيد عن عقدين فى بناء واختبار وتشغيل أجهزة الطرد المركزي، وهى تقنيات بالغة الأهمية لإنتاج مواد لصنع قنبلة نووية. وتفيد التقارير أن باحثين إيرانيين شاركوا فى أبحاث وتجارب على أنظمة تفجير معينة ومحفزات نيوترونية، وهى خطوات مهمة لبناء قنبلة نووية. لذا، سيكون هؤلاء الأفراد جذابين للغاية لمنظمة إرهابية أو دولة مهتمة بصنع قنبلة نووية حال حدوث مكروه للنظام القائم. وشددت المجلة على أنه نظرا لعدم فهم المواد والقدرات المتبقية لدى إيران، فإن الفوضى الحتمية التى ستصاحب أى تغيير فى النظام قد تشكل أخطر تحد للأمن النووى منذ سقوط الاتحاد السوفيتي. وبينت المجلة أنه لموجهة أزمة متعلقة بالأمن النووي، وبدون حراس أو مفتشين دوليين على الأرض، قد تضطر واشنطن إلى الاعتماد على قدراتها الاستخباراتية الخاصة وقدرات حلفائها لتحديد مكان وجود المواد النووية الإيرانية وتقييمها، مع التعاطى السريع مع أى مواد معرضة لخطر السرقة بشكل كبير، خاصة وأن مخاطر امتلاك إرهابى لسلاح نووى هائلة للغاية. وأخيرا، أكدت المجلة الأمريكية أن استئناف عمليات تفتيش المواقع النووية الإيرانية دون عوائق، وتخصيص موظفين لضمان أمن منشآت إيران الرئيسية، أمر مهم للغاية. وإن الفكرة التى سبق وطرحها ترامب حول وجود حكومة إيرانية جديدة تتطلب من واشنطن وشركائها بذل جهد كبير لجعل البرنامج النووى الإيرانى آمنا ومقاوما للانتشار قدر الإمكان، خاصة وأن انهيار الحكومة الحالية سيشكل بالتأكيد خطرا أمنيا نوويا أكثر إلحاحا، يهدد بوقوع كارثة نووية.