
Tunisie Telegraph ما الذي يمكن أن يفعله قيس سعيد لمواجهة قرارات ترامب ؟
تساءل الخبير الاقتصادي التونسي المقيم بأستراليا العربي بن بوهالي عن ما يمكن أن يفعله الرئيس قيس سعيد لمواجهة التحديات الجديدة التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على الصادرات التونسية
وتحت عنوان 'الفيل في الغرفة التي لا يستطيع أحد رؤيتها.The Elephant in the room.'كتب السيد العربي بن بوهالي موضحا
أولاً، أعدت كل دولة في العالم خلال الأشهر الستة الماضية خطة اقتصادية لمواجهة تعريفات ترامب، لكن المشكلة الحقيقية ليست تعريفات ترامب بنسبة 28٪ على المنتجات التونسية، المشكلة الحقيقية هي أن الرئيس قيس سعيد ليس لديه خطة اقتصادية لحماية الاقتصاد التونسي من الصدمات الخارجية مثل تعريفات ترامب. External Chock / Trump's tariffs
حصل المغرب للتو على ضخ نقدي بقيمة 2 مليار يورو من سوق سندات اليورو، Euro 2 billion وتلقت مصر ضخًا نقديًا بقيمة 4 مليارات يورو من المجتمع الأوروبي (Egypt Euro 4 billion) ,للاستعداد لأي صدمة اقتصادية خارجية من تعريفات ترامب لإنقاذ اقتصاداتها من الركود التضخمي.
ثانياً، لا أحد يعرف الأضرار الحقيقية الناجمة عن رسوم ترامب الجديدة؛ لأنه ليس لدينا دراسة علمية بأرقام تجريبية وقابلة للقياس لقياس الضرر الحقيقي. No Scientific studies لكننا نعلم في الاقتصاد أن التعريفات الجمركية هي ضريبة على الاستهلاك، والتي ستؤثر على معدل التضخم وسعر الفائدة وسعر الدينار في أسواق الصرف الأجنبي كما أن التعريفات الجمركية ستبطئ الناتج المحلي الإجمالي العالمي في عامي 2025 و2026 PIB Mondiale.
ثالثا، نعم لدى تونس فائض تجاري قدره 600 $ مليون دولار في عام 2024 في السلع مع الولايات المتحدة، لكن العديد من الاقتصاديين في تونس لا يتحدثون عن العجز التجاري الخفي في الخدمات / استهلاك التكنولوجيا Hi Tech Consumption العالية مع الولايات المتحدة: (انظر الرسم البياني أدناه):
ما مدى استهلاك التونسيين للتكنولوجيات والاتصالات الأمريكية (الفيل في الغرفة $$$ ملايين 75٪ من الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي US GDP is 75% made of Services, the Knowledge economy هو الخدمات):
1. التونسيون لديهم 7.000.000 حساب فيسبوك وحسابات إنستغرام وغيرها وكل نقرة تكلف أموالا للمستهلك التونسي (فيسبوك باع كل بيانات التوانسة لشركات التسويق حول العالم).
2. لم يدفع فيسبوك على مدى العشرين سنة الماضية للإعلام التونسي مقابل محتويات إعلامية تونسية وإنتاج تونسي على فيسبوك وجوجل. بموجب القانون في أوروبا وأستراليا، يجب على Google وFB دفع الملايين $$$ لأصحاب المحتويات المحلية.
3. محركات البحث جوجل الحصة السوقية في تونس part de marchet تبلغ 100% من السوق التونسية (احتكار كلي) ونفس الشيء بالنسبة لليوتيوب وتطبيقات ميكروسوفت وغيرها وكل ذلك يكلف أموالا.
4. يقضي مستخدمو الفيسبوك البالغ عددهم 7.000.000 تونسي ما متوسطه 4 ساعات يوميا طوال أيام الأسبوع و365 يوما في السنة، في الاقتصاد نسميها 'القيمة الزمنية للمال Time value of Money' و'تكلفة الفرصة البديلة لاختيار مكان الاستثمار Opportunity cost' ويمكن أن تصل إلى ملايين الدولارات. (في أستراليا يبلغ سعر SMIG $ 25 دولارًا للساعة أي ما يعادل 50 دينارًا للساعة).
5. يستخدم كل هاتف محمول أو جهاز لوحي في تونس إما أنظمة أبل أو أندرويدOS / Android (حصة السوق 100٪ للشركات الأمريكية) وكلاهما أنظمة أمريكية ويدفع المستهلكون التونسيون رسوم استخدام كلا النظامين.
6. كل حاسوب أو حاسوب محمول مستخدم في تونس يحتوي بشكل مباشر أو غير مباشر على التكنولوجيا الأمريكية وهناك رسوم خفية لبراءة الاختراع تدفع لشركات التكنولوجيا الأمريكية. نفس الشيء بالنسبة لبراءات اختراع الأدوية التي تستمر لمدة 50 عامًا.
7. كل لتر من البنزين والغاز الطبيعي يباع في تونس يتم تسعيره بالدولار الأمريكي في السوق العالمية ويجب على تونس الدفع بالدولار، وتحصل البنوك الأمريكية على عمولات كبيرة. وفي الشهر الماضي وحده، عانت تونس من عجز في الطاقة بقيمة 400 مليون دولار. يعد العجز في الطاقة في تونس أحد مصادر التضخم المستورد.
ما الذي يمكن أن يفعله الرئيس قيس سعيد بشكل عاجل لحماية الاقتصاد التونسي من الصدمات الخارجية؟ SOS – Giorgia Meloni
1. حان الوقت الآن لطلب المساعدة من رئيس الوزراء الإيطالي جيورجيا ميلوني؛ Giorgia Meloni -SOS- إن الاقتصاد التونسي في حاجة ماسة إلى العملات الأجنبية ويمكن للرئيس قيس سعيد أن يتعلم من التجربة المغربية والمصرية ويطلب المساعدة المالية من المجتمع الأوروبي ويعد حزمة اقتصادية لا تقل عن 2 مليار يورو لزيادة احتياطيات البنك المركزي إلى 150 يوما، مما سيعزز الدينار ويمنح المزيد من الأموال للبنوك التجارية التونسية لإقراض القطاع الخاص ومساعدة جميع الشركات التي تعاني من ضغوط مالية.
2. يمكن للرئيس قيس سعيد ووزارة المالية منح إعفاءات ضريبية وتخفيض ضريبة الشركات إلى 15% على مدى السنوات الثلاث المقبلة لمساعدة جميع المصدرين على تجاوز هذا الوقت العصيب.
3. الشريك التجاري الرئيسي لتونس هو المجتمع الأوروبي ويجب أن يتمتع الرئيس قيس سعيد بالشجاعة ليطلب من المجتمع الأوروبي المساعدة المالية لدعم الاقتصاد التونسي. إذا كان قيس سعيد يساعد الاتحاد الأوروبي في مكافحة الهجرة غير الشرعية، فيجب على الاتحاد الأوروبي أن يساعد الاقتصاد التونسي.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الصحفيين بصفاقس
منذ 3 ساعات
- الصحفيين بصفاقس
هل حلّ الدولتين في الأفق ؟…أ.د الصادق شعبان
هل حلّ الدولتين في الأفق ؟…أ.د الصادق شعبان 24 ماي، 21:15 كتبت منذ أيام أن السعودية – و كذلك الإمارات – كسبت من زيارة ترامب منافع أربع هامة ، من هذه المنافع إكتساب موقع المفاوض القويّ في المنطقة . حان الآن وقت تفعيل هذه القوة التفاوضية و تسريع حلّ الدولتين . الولايات المتحدة هي التي بقيت تساند إسرائيل دون حدود و يصعب فرض حلّ الدولتين دون موافقتها . علاقة السعودية بها و بدول الخليج عموما أصبحت قوية جدا و المصالح مترابطة جدا و قد تخسر الولايات المتحدة بعض هذه المصالح إن تمسكت بكل المواقف القديمة من اسرائيل ، الآن الراي العام في أمريكا كما في إسرائيل يتغير ، و الراي العام في الدول الكبرى عموما يتغير ، و المصالح تتبدل فعلا ، و يمكن للسعودية ان تتولى هذا العمل الكبير الذي لم ينجح فيه أحد من قبل : حلّ القضية الفلسطينية . قلت فيما كتبت أيضا أن السعودية يجب أن تعي بأن مكانتها الآن قوية و قدراتها كبيرة و يمكنها ان تقوم بدور فاعل و الفرصة الآن بين أيدي الأمير محمد بن سلمان . الكسب الذي تحققه السعودية بحل القضية هو أكبر كسب تكون حققته في التاريخ الحديث . الظرف الآن مواتي جدا للدعوة لمؤتمر بالرياض عنوانه ' حل الدولتين ' . دول عديدة مهيئة لهذا . دول هامة ثلاث هي فرنسا و بريطانيا و كندا أعلنت هذه الأيام عن عزمها الإعتراف بدولة فلسطين و حلّ الدولتين . السويد و النرويج و أسبانيا و أيرلندا سبق و أن إعترفت بدولة فلسطين . 147 دولة من 193 هي الآن إعترفت بدولة فلسطين . بقيت الولايات المتحدة التي كما قلنا إمتنعت عن الاعتراف ، لكن لم يعد بالامكان رفض اي تغيير و البقاء في التصلب المفرط ، و التأثير أصبح ممكنا . فالراي العام في الولايات المتحدة بدأ يتغير ، و مصالحها تتغير، و قد تخسر الكثير إن هي بقيت على أهواء اسرائيل و بين أيدي التيار المتطرف . على السعودية مسؤولية تاريخية اليوم . على الدول التي طبّعت ، أو برهمت – نسبة إلى لإتفاق إبراهيم ، مسؤولية أيضا. ألم تقل هذه الدول أن التطبيع هو الطريق الأفضل لترويض إسرائيل و لافتكاك حل الدولتين ! فلتبرهن عن ذلك اليوم ، و لتحرص على استرجاع شرعية شعبية فقدتها جراء التطبيع . مصر و المغرب و الأردن مدعوة لدور أكثر حركية و جرأة. ترامب الذي قال إنه سوف يقضي على الحروب هذه فرصته أيضا. شعار الرئيس ترامب هو 'صنع المال عوض الحرب' make money not war و هو الشعار الذي و ضعته شخصيا له و أراه مناسبا و لا أنتقده ، بل فيه جزء من الصحة – إذ الرخاء طريق للسلام ، فعلى الرئيس ترامب ان هو أراد الرخاء في الشرق الاوسط أن يفرض السلام ، و السلام ليس بالقوة و انما السلام بالعدل و بحل الدولتين . هذه فرصة ترامب لنوبل للسلام . هذه فرصة الأمير بن سلمان لتحقيق الرخاء في الشرق الاوسط ،و جعل الخليج أوربا الشرق كما يقول ، هذه فرصة الأنظمة التي طبّعت مع إسرائيل لتتصالح مع الرأي العام ، في الداخل و الخارج . هذه فرصة الغرب الذي سكت عن المجازر . هذه فرصة عديد الاعلاميين الذين تشدقوا بحرية الرأي و التعبير و بالاستقلالية و فقدوا ماء الوجه في غزة ، فرصتهم لأن يستعيدوا بعض المصداقية . هذه فرصة منظمات عديدة لحقوق الإنسان اختفت من ساحات غزة و الضفة لا ترى و لا تسمع ، هذه فرصة لآخرين كثيرين من أجل إعادة بناء تنظيم عالمي قام على تجنب إبادة ثانية لليهود فأخفق إخفاقا ذريعا و قلب الميزان و مكّن اليهود من إبادة شعب آخر هو شعب فلسطين. 24 ماي 2025


تونسكوب
منذ 11 ساعات
- تونسكوب
أخبار سيئة لقبة ترامب الذهبية
كشف الرئيس الأميركي دونالد ترامب قبل أيام عن رؤيته لمشروع "القبة الذهبية"، النظام الدفاعي الذي يهدف إلى حماية الولايات المتحدة من كافة الصواريخ. لكن ترامب أغفل تفصيلاً رئيسياً في خططه، وهو أنه لا يمكن بناء هذا المشروع دون مشاركة كندا. فحتى الآن، لم تعلن الجارة الشمالية عن رغبتها في الانضمام إلى هذا المشروع الذي قد تصل كلفته إلى 500 مليار دولار، وفقاً لصحيفة "بوليتيكو". ويلعب الجانب الكندي دوراً محورياً في توفير الرادارات والمجال الجوي الضروريين لتتبع الصواريخ القادمة من القطب الشمالي، حسبما أفاد مسؤولون وخبراء أميركيون. وفي حين يُصرّ ترامب على ضرورة مشاركة أوتاوا في المشروع، يظهر القادة الكنديون موقفاً أكثر برودة وتردداً تجاه الانضمام إلى هذه المبادرة الدفاعية.


Tunisie Focus
منذ 12 ساعات
- Tunisie Focus
تونس بين العبث الدبلوماسي و السقوط الجيوسياسي
تشهد تونس حاليًا تحولًا دراماتيكيًا في مسار سياستها الخارجية، حيث تسير نحو تراجع غير مسبوق عن قيمها الدبلوماسية العريقة المترسخة عبر التاريخ على ا الحياد الاستراتيجي والمحافظة على التحالفات الإقليمية مع تجنب الانحياز في الصراعات الجيوسياسية المعقدة والقضايا الدولية الحساسة وتأتي هذه التغيرات نتيجة للمسار الضيق الذي سلكه رئيس الدولة للتفرد بالحكم، لكي ينتهي به الطريق إلى الاختناق بعزلة دولية قاتلة، والتخبط بين الصراعات الداخلية والمحاكمات السياسية وما تولده من احتجاجات شعبية، وبين عجزها عن حل الأزمات الاقتصادية، وانهيار جسورها نهائيًا مع مفاوضات صندوق النقد الدولي وفي ظل هذا الفراغ المهيمن على جميع هياكل الدولة، وجهت طهران بوصلتها نحو تونس، و تحركت اذرعها لاستغلال الوضع من اجل تعزيز توسيع نفوذها وإيجاد بدائل في المنطقة ، خاصة بعد ان شهدت تغييرات جذرية انهكت نفوذها في الشرق الأوسط، عقب سقوط حليفها السوري الرئيس الأسبق ؛بشار الأسد، وانهيار قوى حليفيها 'حزب الله' في لبنان وحركة 'حماس' في قطاع غزة… فشهدت العلاقات التونسية الإيرانية فجأة تطورا ملحوظا.. حيث أعلن السفير الإيراني في تونس عن تشكيل لجنة اقتصادية مشتركة بين البلدين، عقب مكالمة هاتفية بين وزيري خارجية البلدين. وشاركت تونس، في الاجتماع الاستثنائي لوزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي، الذي جاء بطلب إيراني واحتضنته مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية. كما أعلنت السلطات التونسية عن قرار إلغاء التأشيرات للمواطنين الإيرانيين وهو ما أثار التساؤلات حول إمكانية تأثير هذا التحالف على علاقات البلاد الخارجية مع حلفائها الإقليميين التقليديين، فازدادت المخاوف والدعوات الملحة للنأي بتونس عن أتون الصراعات الدولية الثقيلة، ليواصل قيس سعيد حكمه على منهج 'ولاية الفقيه'، رغم الضغوط الصارمة التي تواجهها إيران جراء العقوبات الدولية، ومع كل الخراب الذي شهدته البلدان العربية اثر توغل الاذرع الإيرانية و انتهاجها لسياسة الحروب بالوكالة فجاءت، زيارة الرئيس التونسي، قيس سعيد، إلى إيران للمشاركة في مراسم تشييع الرئيس الراحل إبراهيم رئيسي، لتجسد تجاوزًاً لتقليد سياسي و وطني تونسي يعود لأكثر من ستة عقود ، وتكون أول زيارة مسؤول رئاسي تونسي لإيران بعد الاستقلال البلدين، منذ الزيارة التاريخية التي قام بها الحبيب بورقيبة عام 1965، حين كانت السلطة تحت إدارة الشاه محمد رضا بهلوي و في إطار الجهود الرامية للتغلغل الثقافي والفكري للأيديولوجية الإيرانية في تونس، فقد أقيمت ندوة بعنوان 'مكانة المرأة في المجتمع الحديث: التجربة الإيرانية والتجربة التونسية' خلال 'الأسبوع الثقافي الإيراني التونسي' والقت نساء من الحرس الثوري الإيراني الخطابات والدروس حول 'حقوق المرأة'، مما أثار ردود فعل كبيرة في المجتمع التونسي. إذ اعتُبرت المقارنة بين التجربتين التونسية والإيرانية تراجعاًً عن مكاسب المرأة التونسية وثوابت مجلة الأحوال الشخصية، وانتقاصاً من كرامة النساء التونسيات ومساساً بالتقدم الذي حققنه على مدار عقود من النضال واعتبرت مداخلة مساعدة الرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي بالخصوص بمثابة تحدٍ واضح للنساء التونسيات، إذ قدّمت لهن في عقر ديارهن ، دروساً حول 'مكانة المرأة' بينما في الواقع ان الإنجازات المزعومة السيدة' أنسية خزعلي ' في هذا المجال ، لا تتجاوز عدد الاحكام الصادرة في اعدام الـنساء الإيرانيات من اجل 'جرائم الشرف ' أو عدد ضحايا زواج القاصرات و زواج المتعة أو جهاد النكاح .. وربما كان نموذج 'مهسى أميني' النموذج الوحيد الذي قد غاب عن السيدة 'خزعلي'، التي كانت المرأة الوحيدة في حكومة رئيسي ووحدها كانت تستميت في الدفاع عن نظامه وعن جرائمه ضد النساء الإيرانييات وعلى المستوى المغاربي تدهورت العلاقات التونسية المغربية في السنوات الأخيرة، لتصل إلى أدنى مستوياتها منذ استقلال البلدين، وذلك بعد ثلاثة سنوات من الجمود والركود الدبلوماسي والصمت الااتصالي ، وغياب التهاني و تواصل شغور مناصب السفراء الذي جاء ، بعد استقبال الرئيس التونسي قيس سعيد لزعيم جبهة البوليساريو، إبراهيم غالي، في صيف 2022، ،وهو ما اعتبرته الرباط 'مكاناً خطيراً وغير مسبوق' يسيء إلى مشاعر الشعب المغربي ومكوناته الأساسية و في تناقض صارخ آخر مع خطها التاريخي القائم على الحياد الإيجابي ومحاولة التقريب بين الأشقاء بدل تغذية الخلافات.، زجت الدولة التونسية نفسها في أزمة دبلوماسية 'مجانبة ' مع المغرب ، نتيجة ظغوط ا'الشقيقة الكبرى ' الجزائر، وانزلقت في التصعيد وسط محاولات الرئيس تبون المتواصلة لاستخدام ورقة تونس وأزمتها السياسية الخانقة، و موجهة الغضب الشعبية المتصاعدة، واتهامات قيس سعيد بالتبعية للدوائر العسكرية الجزائرية، التي تستمر في توظيف الأزمة التونسية لصالح أجنداتها الإقليمية، حتى صارت عاجزة على استقلالية قرارها السياسي، بعيدا عن أية تأثيرات خارجية و بالرغم من هذه القطيعة بين الجارتين ، إلا أن الأمل كان يعم شعوب شمال إفريقيا بعودة العلاقات التونسية المغربية إلى طبيعتها، حتى جاءت توجهات الرئيس قيس سعيد مخيبة لكل الآمال مرة أخرى و متحدية لكل الأعراف الدولية والإقليمية ، حيث اسنتقبل مجدداً أفرادًا من البوليساريو في شهر أبريل الماضي ، خلال مؤتمر عُقد في العاصمة تونس تحت شعار : بناء التماسك الاجتماعي في عالم متغير وفي زمن العبث الدبلوماسي، جاء التصعيد الأخير في وقت كانت كل المؤشرات تدل على احتمال تصنيف واشنطن جبهة البوليساريو كمنظمة إرهابية، وتزامن بعد يومين فقط من التصريح القوي لمبعوث الرئيس ترامب للشؤون العربية والشرق أوسطية والإفريقية- الدكتور؛ مسعد بولس- حين افاد بان : 'الموقف الأمريكي من قضية الصحراء صريح جداً ولا يتخلله أي شك أو لبس'، مُشيرًا إلى أن ملف الصحراء يمثل 'أولوية قصوى' بالنسبة للبيت الأبيض. وأنه ينوي القيام بزيارة رسمية إلى المغرب والجزائر في الأيام القليلة المقبلة. والمتوقع أن ينجح الدكتور بولس بتسوية سياسية شاملة لقضية الصحراء ، خاصة بعد النجاح الكبير لزيارته الأخيرة لأربعة من الدول الأفريقية ووصوله إلى تقديم مقترح اتفاقية سلام تاريخي بين الكونغو الديمقراطية و روروندا، ليصبح مهندس السلام الأول في إدارة الرئيس ترامب بلا منازع ويطرح كل القضايا االعربية والأفريقية وتبقى تونس في عزلتها بعيدة عن كل الاهتمامات كانّها 'مقاطعة جزائرية' في عهد قيس سعيد وبينما كان من الأجدر للدولة التونسية ان تهتم بحل ازماتها الداخلية وتقدم مصالحها على مصالح البلدان أخرى وتنأى بنفسها عن هذه الصراعات الأقليمية والدولية والتحولات الجيوسياسية المعقدة، التي لا تحمل سوى عواقب وخيمة تفضي بالبلاد إلى هوة جيوسياسية مدوية ووضع يصعب إصلاحه أو السيطرة عليه إلا أن قيس سعيد يستمر في سياسته الخارجية المتهورة واللاعقلانية و يواصل خنقته الدبلوماسية فيغامر بكل مصالح الدولة ويرسم وحده تحالفاته الجيوسياسية مقابل سلطة بلا سيادة، لرئيس بلا شرعية و بين احضان ميلوني وأكتاف ماكرون وأذرع الخميني وسندان الجزائر ومطرقة واشنطن .. نخاف ان تنهار الدولة التونسية بقلم الدكتورة : شيماء العماري المصدر :