
نتنياهو أمام القضاء الإسرائيلي: احتيال ورشاوى من رجال أعمال
افتُتح صباح اليوم الخميس الاستجواب المضاد لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في محكمة تل أبيب المركزية في قضايا تتعلق
بالفساد
والاحتيال وخيانة الأمانة، بعد ست سنوات على بدء الاستجواب. وأعلن المحامي جوناثان تدمر، مدير قسم الضرائب
والاقتصاد
في منطقة تل أبيب بمكتب النائب العام، أنه سيبدأ الاستجواب المضاد في القضية 1000، المتعلقة بتلقي نتنياهو هدايا ومزايا من رجلي الأعمال أرنون ميلشان وجيمس باكر.
تحاول النيابة العامة إثبات أن نتنياهو، وهو أول رئيس وزراء في تاريخ
إسرائيل
يدلي بشهادته متهماً وهو في منصبه، كان على علاقة بميلشان منذ البداية، وسط طلب رئيس الوزراء وزوجته سارة هدايا وتلقيها. وكان النائب العام الإسرائيلي أفيخاي مندلبليت وجه 21 نوفمبر 2019 لنتنياهو تهم الرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة، وذلك في القضايا المعروفة باسم 1000 و2000 و4000، وتتمحور حول شبهات تقديم نتنياهو تسهيلات ضريبية لشركة الاتصالات الإسرائيلية "بيزك"، بقيمة تقارب 370 مليون دولار مقابل قيام موقع "والا" الإخباري المملوك للمدير العام السابق لـ"بيزك"، ومالكها شاؤول إيلوفيتش، بتغطية إخبارية إيجابية لنتنياهو وأسرته في الموقع الإخباري.
وفي القضية المسماة "الملف 2000"، وجهت لنتنياهو تهم الاحتيال وخيانة الأمانة. وتتعلق القضية بشبهات مساومة نتنياهو ناشر صحيفة "يديعوت أحرونوت" أرنون موزيس، على الحصول على تغطية إعلامية إيجابية له ولأسرته، مقابل التضييق على صحيفة "يسرائيل هيوم" لصالح "يديعوت أحرونوت". كما يواجه نتنياهو تهمة الاحتيال وخيانة الأمانة في القضية المسماة "الملف 1000"، للاشتباه بحصوله على منافع (رشوة على شكل هدايا) من رجل الأعمال أرنون ميلشان، مقابل خدمات وصفقات سهلها نتنياهو له.
ووفق مندلبليت، فإن القرار بتوجيه لائحة الاتهام لنتنياهو جاء بناء على مئات الأدلة التي تراكمت خلال التحقيقات في القضايا الثلاث. ويحاكم في هذه القضايا أيضا المدير العام السابق ومالك شركة الاتصالات "بيزك" وموقع و"الا" شاؤول إيلوفيتش وزوجته إيريس، بتهمة الرشوة في "الملف 4000". كما يواجه ناشر صحيفة "يديعوت أحرونوت" أرنون موزيس المحاكمة بتهمة الرشوة في "الملف 2000".
مشاهدات من جلسة نتنياهو
وفق تقارير من "يديعوت أحرونوت" و"غلوبس" و"هآرتس"، سيُطلب من نتنياهو الآن الإجابة عن أسئلة النيابة العامة. وتترأس فريق الادعاء المحامية يهوديت تيروش، مديرة قسم الأوراق المالية في مكتب المدعي العام للضرائب والشؤون الاقتصادية؛ والمحامي يهوناتان تدمر، المدعي العام لمنطقة تل أبيب في مكتب المدعي العام للضرائب والشؤون الاقتصادية. ومن المتوقع أن يمتد الاستجواب المتبادل على عشرات الاجتماعات. وقد امتد التحقيق الرئيسي لنتنياهو على 35 اجتماعًا، بدأ في ديسمبر/ كانون الأول 2024، بينما يستغرق التحقيق الرئيسي عادةً عددًا أكبر بكثير من الاجتماعات. لذا، يُقدَّر أن يستمر الاستجواب المضاد لعدة أشهر.
اقتصاد دولي
التحديثات الحية
أبرز توقعات الاقتصاد الإسرائيلي في ظلّ توسّع العدوان على غزّة
ويأتي هذا في الوقت الذي دخلت فيه محاكمة نتنياهو عامها السادس مؤخرًا، بعد افتتاحها في مايو/ أيار 2020. وخلال الاستجواب المضاد، سيُمنع نتنياهو من التواصل مع محامي دفاعه، كما هو معتاد في الإجراءات الجنائية من هذا النوع، وذلك لمنع أي تأثير خارجي على الشهادة.
ومع ذلك، رفض القضاة طلب الادعاء بعدم السماح لشهود دفاع إضافيين بالإدلاء بشهاداتهم خلال الاستجواب المضاد. وجاء ذلك بعد أن أعرب الادعاء عن قلقه من أن الشهادة الموازية قد تتيح لنتنياهو "الاستماع من محاميه إلى ملخص للأدلة والشهادات التي سُمعت في المحاكمة؛ وتنشيط ذاكرته بشأن مسائل دقيقة تتعلق بمختلف ادعاءات الدفاع؛ ومتابعة شهادات من استجوبوه أو شاركوا في القضية أو الأحداث نفسها بشكل أو بآخر". ورغم هذا القلق، قرر القضاة، كما ذُكر، أن يُدلي شهود الدفاع بشهاداتهم في الوقت نفسه مع نتنياهو.
وفي افتتاح الاستجواب المتبادل في القضية 1000، بدأ المحامي يهوناتان تدمر، من مكتب المدعي العام، توضيح ملابسات استدعاء نتنياهو للاستجواب من قبل الشرطة في يناير 2018. وطُلب من نتنياهو في هذه المرحلة مراجعة منشورات قديمة حول تحقيق مراقب الدولة في قضيته، لكنه اشتكى من ظروف القراءة في قاعة المحكمة. قال: "لا أستطيع الرؤية من الشاشة، فأنا من الجيل القديم - أُفضّل دائمًا الورق". وعندما طُلب منه الاكتفاء بعرض على الشاشة، طلب: "إن أمكن، أحضروا لي مصباحًا يعمل بالبطارية". وأجاب تدمر: "لسنا ضد المصباح"، فأشعل محاميه أميت حداد بسرعة مصباح هاتفه الآيفون. التفت إليه نتنياهو: "هل لديك هاتف محمول مزود بمصباح؟"، فسأله تدمر: "أليس مفتوحًا على واتساب؟"، أجاب حداد ساخرًا: "إنه مفتوح على الرسائل الخفية على تردد لا يسمعه إلا هو". واصل رئيس الوزراء تصفح الوثيقة، وقال: "سآخذ دقيقة أخرى".
وفي تفاصيل قضايا الفساد ضد نتنياهو يتبين:
القضية رقم 1000: الاحتيال وخيانة الأمانة
وتتعلق هذه القضية بعلاقة رئيس الوزراء مع رجلي أعمال أرنون ميلشان، منتج أفلام إسرائيلي في هوليوود، وجيمس باكر، الملياردير الأسترالي. وتتضمن لائحة الاتهام أن نتنياهو وزوجته سارة تلقيا سلعا مختلفة من رجال الأعمال، "خاصة صناديق السيجار وصناديق الشمبانيا". زُعم أنها كانت تُسلم باستمرار، "بحيث أصبحت بمثابة قناة إمداد". بلغت قيمة البضائع حوالي 700 ألف شيكل (198 ألف دولار).
وأصر نتنياهو على أن هذه الهدايا كانت مجرد رموز للصداقة، وأنه لم يتصرف بشكل غير لائق في مقابلها.
القضية رقم 2000: الاحتيال وخيانة الأمانة
وتتعلق هذه القضية باجتماعات عقدها نتنياهو مع أرنون موزيس، رجل الأعمال والمساهم المسيطر في مجموعة "يديعوت أحرونوت" الإعلامية.
اقتصاد دولي
التحديثات الحية
انتقادات إسرائيلية للخطوط البريطانية: لا رحلات لاعتبارات سياسية
وجاء في ملخص لائحة الاتهام التي قدمها المدعي العام أنه على الرغم من "التنافس العميق" بين الرجلين، فإن نتنياهو وموزيس عقدا ثلاث سلاسل من الاجتماعات بين عامي 2008 و2014. "خلال كل من هذه الاجتماعات، انخرط نتنياهو وموزيس في مناقشات تتعلق بتعزيز مصالحهما المشتركة: تحسين التغطية التي تلقاها نتنياهو في مجموعة يديعوت أحرونوت الإعلامية؛ وفرض القيود على صحيفة إسرائيل اليوم، التي كانت ذات أهمية اقتصادية كبيرة لموزيس نفسه ومجموعة يديعوت أحرونوت"، كما زعم النائب العام.
في وقت انعقاد سلسلة الاجتماعات الأخيرة، كان يجري النظر في مشروع قانون تشريعي من شأنه أن يحد من توزيع صحيفة "إسرائيل اليوم"، وهي صحيفة يومية مجانية يملكها قطب الكازينو الأميركي شيلدون أديلسون، وهو مؤيد قديم لنتنياهو. وقال نتنياهو إن التشريع المتعلق بصحيفة "إسرائيل اليوم" لم يتم تمريره أبدا، وأنه حل ائتلافه الحاكم في عام 2015 بسبب معارضته له.
القضية رقم 4000: الرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة
وتتعلق هذه القضية بما وصفه النائب العام بأنه "اتفاق متبادل" تم التوصل إليه بين نتنياهو - الذي شغل أيضًا منصب وزير الاتصالات من عام 2014 إلى عام 2017 - وشاؤول إيلوفيتش، المساهم المسيطر في أكبر شركة اتصالات في إسرائيل بيزك، والتي تمتلك موقع والا الإخباري.
وبموجب الترتيب المفترض، مارس إيلوفيتش وزوجته إيريس "ضغوطا كبيرة ومستمرة" على المدير العام لموقع "والا" لتغيير تغطيته بما يتماشى مع المطالب المختلفة التي قدمها نتنياهو وأفراد عائلته، بحسب المدعي العام. في المقابل، ذكر أن نتنياهو "استغل صلاحياته وسلطاته بوصفه موظفا عاما للترويج لأمور تتوافق مع رغبات إيلوفيتش" فيما يتعلق ببيزك. و"تعامل نتنياهو في مناسبات عديدة مع مسائل تنظيمية تتعلق بإيلوفيتش، واتخذ إجراءات محددة عززت مصالحه التجارية المهمة ذات القيمة المالية الكبيرة". ونفى نتنياهو وإيلوفيتش وزوجته ارتكاب أي مخالفات.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


القدس العربي
منذ 5 ساعات
- القدس العربي
غزة بلا أضاحٍ.. إسرائيل تقضي على شعائر العيد للعام الثاني
فلسطينيون في مدينة خان يونس يشترون الأضاحي قبل عيد الأضحى في عام 2023 غزة: للعام الثاني على التوالي، تغيب شعيرة الأضحية عن قطاع غزة، بعدما حولت إسرائيل مزارع المواشي إلى أطلال وقتلت ما تبقى من الثروة الحيوانية بالتجويع أو بالقصف، خلال الإبادة الجماعية التي ترتكبها بحق الفلسطينيين منذ 20 شهرا. ويعد غياب الأضاحي واحدة من أبرز تجليات الحصار والمجاعة التي يعاني منها الفلسطينيون في قطاع غزة، نتيجة منع إدخال المواشي، وشح الأعلاف، والاستهداف المتكرر للمزارع والمنشآت البيطرية. وتعرضت معظم مزارع المواشي في القطاع إلى دمار كلي أو جزئي بفعل القصف الإسرائيلي، فيما نفقت آلاف رؤوس الماشية نتيجة التجويع الإسرائيلي الممنهج أو الإصابة أو غياب العلاج البيطري. ويحل عيد الأضحى غدا الجمعة ليكون رابع عيد يمر على الفلسطينيين مع استمرار الإبادة الجماعية التي خلفت أكثر من 180 ألف شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة قتلت كثيرين بينهم أطفال. وعلى خلاف الأعياد الثلاثة السابقة، يمر هذا العيد وسط مجاعة غير مسبوقة جراء إغلاق إسرائيل المعابر أمام الإمدادات منذ 2 مارس/ آذار الماضي. مزارع خاوية في جباليا شمال غزة، لم تعد أصوات المواشي تسمع، فالمزارع تحولت إلى أرض جرداء، لا يسكنها سوى جمال ضعيفة تقتات من الصبار في مشهد مؤلم يختصر حجم الكارثة. ويقول طه صلاح، صاحب إحدى المزارع التي تعرّضت للقصف: 'كنا نملك مئات رؤوس الماشية قبل العيد، واليوم المزرعة خاوية'. وتعرضت مزرعة صلاح لقصف إسرائيلي أدى إلى تدميرها جزئيا، واضطر لتحويل جزء منها إلى زراعة الخضار، في حين جرف الجيش الإسرائيلي مزرعته الثانية شرق القطاع. ويضيف صلاح بأسى: 'في السنوات الماضية كنا نبيع 200 إلى 300 رأس من الماشية يوميا، واليوم لا بيع ولا شراء، فلا شيء لدينا أساسا لنبيعه'. ويبيّن أن منطقة شمال غزة وحدها كانت تذبح 10 آلاف رأس من الماشية في العيد، 'أما هذا العام قد لا تشهد مزرعته أي عمليات ذبح على الإطلاق'. ويشير إلى أن ما تبقى من الثروة الحيوانية في شمال القطاع لا يتجاوز 14 جملًا هزيلًا، لم تُبع حتى الآن. وقبل اندلاع الإبادة في أكتوبر/ تشرين الأول 2023، شكّل موسم الأضاحي في غزة مشهدا من الاستقرار النسبي رغم الحصار المفروض على القطاع. ووفق بيانات صادرة عن وزارة الزراعة الفلسطينية، شهد يوليو/ تموز 2023 -قبل الحرب بثلاثة أشهر- ذبح نحو 17 ألف رأس من العجول، و24 ألف رأس من الأغنام، فيما بلغ عدد الأسر المضحية نحو 130 ألف أسرة، ما يعادل 28 بالمئة من إجمالي سكان القطاع. أسعار خيالية ومع هذا الواقع الصعب، وصلت أسعار الجِمال إلى مستويات خيالية تفوق قدرة الفلسطينيين المنهكين من الحرب المستمرة، إذ يتجاوز سعر الجمل 15 ألف دولار، بينما يتراوح سعر الكيلو الحي بين 67.57 دولار و81 دولارا، وفق المزارع طه. ويضيف: 'أما الخراف، فهي مفقودة تقريبا، وإن وُجدت، فهي نحيلة وضعيفة وغير مؤهلة للذبح'. ويوضح أن مزرعته كانت توفر مصدر رزق لنحو 50 أسرة فلسطينية، خاصة خلال فترة عيد الأضحى، لكن الحرب والحصار دمّرا هذا المورد، وتركا جميع العاملين فيها بلا عمل. ويحل العيد على غزة في وقت يكافح فيه المواطنون يوميا لتأمين الحد الأدنى من وسائل البقاء، مع قصف متواصل ودمار واسع، وانعدام مصادر الدخل، وغياب المساعدات الإنسانية. وتجاوزت الخسائر المباشرة للقطاع الزراعي والإنتاج الحيواني والثروة السمكية أكثر من 2.2 مليار دولار أمريكي، وفق بيانات صادرة عن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة. وعلى جانب آخر من المزرعة، يقف العامل عامر صلاح، وقد لجأ إلى تقطيع أشجار الصبّار لإطعام ما تبقى من الجمال الهزيلة. يقول: ' كنا نطعم المواشي أعلافًا جيدة، أما الآن فلا نجد شيئًا. حتى الأعلاف إن وُجدت، فالكيس الواحد يتجاوز 5000 شيقل (1351 دولارا)'. ويضيف أن إسرائيل تواصل منذ بداية الحرب منع إدخال المواشي إلى قطاع غزة، واقتصر الأمر خلال فترات التهدئة على السماح بدخول كميات محدودة من اللحوم المجمدة. ويتابع بأسى: 'لا أحد يستطيع شراء الأضاحي، سواء كانت جمالًا أو حتى خرافًا صغيرة. وإن وُجدت، فالأسعار جنونية'. لا ذبح هذا العيد أما عبد الرحمن عماد، وهو صاحب مزرعة في دير البلح، فيشير إلى الارتفاع الكبير في أسعار اللحوم قائلا: 'قبل الحرب، كان سعر كيلو الخروف الحي لا يتجاوز 25 شيقلا (6.76 دولار)، أما اليوم فقد قفز إلى أكثر من 250 شيقلا (67.57 دولار)، رغم ندرة الخراف'. ويؤكد أن 'عمليات البيع إن وجدت خراف، تقتصر على المؤسسات والجمعيات الخيرية، في ظل غياب القدرة الشرائية لدى المواطنين'. ويشير إلى أن بيئة تربية المواشي انهارت تماماً، وأضاف: 'لا أعلاف ولا أدوية ولا تطعيمات ولا حتى أطباء بيطريين. الاحتلال يمنع دخول كل شيء. حتى الخراف القليلة التي ما زالت موجودة تزن أقل من 30 كيلوغراما، بينما كان من المفترض أن تزن ضعف هذا الرقم'. ويقول: 'لم نعد نملك أي شيء. حتى من يودّ أن يضحي لا يملك القدرة. هذا العيد لن يكون كبقية الأعياد. لا لحوم، لا ذبح، لا فرحة'. وناشد أصحاب المزارع الزعماء العرب والمؤسسات الدولية، بالتدخل العاجل لإنقاذ ما تبقى قبل انهيار موسم الأضاحي، وطالبوا بفتح المعابر وإدخال المواشي والمواد الأساسية والأعلاف. (الأناضول)


BBC عربية
منذ 6 ساعات
- BBC عربية
نتنياهو يعلن استعادة الجيش جثتي رهينتين من قطاع غزة، وسقوط قتلى فلسطينيين في غارات إسرائيلية
أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الخميس، أن الجيش الإسرائيلي استعاد جثتي رهينتين كانا محتجزين لدى حماس، منذ هجوم السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023. وقال نتنياهو في بيان: "خلال عملية خاصة نفذها جهاز الأمن الداخلي (الشاباك) والجيش في قطاع غزة، نُقلت جثتا اثنين من رهائننا المحتجزين لدى منظمة حماس الإرهابية..إلى إسرائيل: جودي واينستين-هاغاي وغادي هاغاي من كيبوتس نير عوز". وأضاف: "قُتل كل من جودي وغادي في7 أكتوبر/ تشرين الأول، واختُطفا إلى قطاع غزة". وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، عبر منشور له على منصة "إكس" أن "إسرائيل لن ترتاح ولن تهدأ حتى يعود جميع الرهائن إلى الوطن، سواء كانوا أحياءً أو أمواتاً"، على حد تعبيره. وقال الجيش الإسرائيلي، في بيان، إنه تم انتشال الجثتين، وهما لرجل وزوجته، في عملية خاصة من منطقة خان يونس بقطاع غزة. وبحسب البيان، جرت عملية الاستعادة من جانب قوات القيادة الجنوبية بالجيش بالتعاون مع هيئة الاستخبارات ووحدات خاصة، وذلك استنادا إلى معلومات استخبارية دقيقة حصلت عليها الجهات المختصة، وفق البيان. وذكر البيان أنه بعد استعادة الجثتين، تم تشخيصهما بشكل رسمي في معهد الطب الشرعي بالتنسيق مع الشرطة الاسرائيلية. وبعد انتشال الجثتين، لا يزال نحو 56 رهينة إسرائيلي محتجزين لدى حماس، ويُعتقد أن أقل من نصفهم على قيد الحياة، وفقاً لتقديرات إسرائيلية. وفي 18 مارس/ آذار الماضي، انهارت هدنة هشة استمرت شهرين بين إسرائيل وحماس. وكثّفت إسرائيل عملياتها في غزة في 17 مايو/ أيار، مؤكدة تصميمها على تحرير ما تبقى من رهائن محتجزين في القطاع، والسيطرة على كامل القطاع والقضاء على حماس. قتلى من الفلسطينيين أعلن الدفاع المدني في غزة، الخميس، مقتل عشرة أشخاص على الأقل في غارات إسرائيلية على مواقع مختلفة في قطاع غزة. وقال المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة، محمود بصل، لوكالة فرانس برس إن هناك "عشرة شهداء جراء غارات إسرائيلية، منذ فجر اليوم الخميس على قطاع غزة وحتى هذه اللحظة". وأضاف أن الغارات استهدفت منزلا في جنوب شرق مدينة غزة، وخيمة تؤوي نازحين في خان يونس جنوبي القطاع ومنزلا في دير البلح في وسطه. وشنت إسرائيل حملتها العسكرية على غزة في أعقاب هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، الذي قتل فيه مسلحون بقيادة حماس 1200 شخص وأسروا 251 رهينة، وفقاً للإحصاءات الإسرائيلية. ومنذ اندلاع الحرب، بلغت الحصيلة الإجمالية للقتلى الفلسطينيين نحو 54 ألفا و607 أشخاص، بحسب وزارة الصحة في قطاع غزة. "مراكز توزيع المساعدات مغلقة" أرجأت "مؤسسة غزة الإنسانية"، المدعومة من الولايات المتحدة، إعادة فتح مراكز توزيع المساعدات في القطاع والذي كان مقررا اليوم الخميس للمرة الثانية على التوالي. وأغلقت المؤسسة أبوابها في أعقاب مقتل أكثر من عشرين فلسطينيا، خلال عمليات توزيع سابقة للمساعدات. وأفاد الجيش الإسرائيلي بأن الطرق المؤدية إلى مراكز التوزيع تُعد "مناطق قتال"، محذرا من خطر التنقل فيها. وفي منشور عبر صفحتها الرسمية على فيسبوك، أوضحت المؤسسة أن مراكزها ستظل مغلقة صباح اليوم الخميس نظرا لأعمال صيانة وإصلاحات جارية، مشيرة إلى أنها ستعلن لاحقا عن موعد إعادة التشغيل بمجرد الانتهاء من تلك الأعمال، دون أن تذكر موعداً محدداً.


العربي الجديد
منذ 7 ساعات
- العربي الجديد
الاحتلال يبيد فرحة أسواق غزة... لا بضائع ولا مشترين
يأتي عيد الأضحى هذا العام على قطاع غزة مثقلاً بالجراح، حيث تغيب ملامح العيد كلياً عن الأسواق، من دون أضاحٍ أو ملابس أو حتى بضائع تنعش الأجواء أو تدخل البهجة إلى قلوب السكان، فالمشهد الاقتصادي يُرثى له والأسواق شبه خالية والحركة التجارية شبه معدومة في ظل الحصار والدمار والنزوح. ويستقبل الغزيون عيدهم للعام الثاني بعيداً عن منازلهم محرومين من أدنى مقومات الحياة، في وقت ينزح عشرات الآلاف في الخيام المنتشرة على طول شريط الساحل وفي الساحات العامة، لا طعام أو ماء يكفي ولا كهرباء، فيما يعجز كثيرون عن توفير حتى لقمة العيش لأطفالهم. وكذلك يغيب موسم الأضاحي كلياً للعام الثاني على التوالي، في واحدة من أشد صور الكساد التي عرفتها الأسواق في غزة، فاللحوم غائبة بالكامل عن موائد الفلسطينيين والأسواق التي كانت تشهد حركة نسبية في مثل هذه المناسبات بدت خاوية تماماً، من دون أضاحٍ أو مشترين. وسبّبت الحرب على غزة تدمير أغلبية مزارع الماشية والتي كانت تتركز على الحدود الشرقية لمحافظات القطاع، ما فاقم الأزمة وأدى إلى خسائر فادحة للمربين والتجار الذين كانوا يعولون على هذا الموسم لتعويض جزء من خسائرهم التي تكبدوها منذ بداية الحرب على غزة في أكتوبر/ تشرين الأول 2023. عيد وسط النزوح قالت أم محمد صلاح، وهي أم لخمسة أطفال تسكن في خيام النازحين في منطقة المخابرات شمال غرب مدينة غزة: "العيد صار يوم حزن، لا قادرين نشتري ولا في حدا يساعد، كنا ننتظر عيد الأضحى لنأكل اللحوم، وحالياً يمر العيد ولا يوجد لدينا خبز.. إحنا مش في عيد، إحنا في معركة بقاء". اقتصاد الناس التحديثات الحية مهن أفرزتها الحرب على غزة لمواجهة كارثة الجوع وأضافت أم محمد في حديث لـ"العربي الجديد": "يمر عيد الأضحى للعام الثاني دون لحوم، ليس ذلك فحسب، بل لم نتناول اللحوم منذ عامين كاملين، في وقت تشدد إسرائيل الخناق على المعابر وترفض إدخال المساعدات للمواطنين". في حين، يستقبل باسم أبو ركبة العيد هذا العام وهو نازح مع أطفاله في خيمة داخل ميناء غزة، بعدما دُمّر منزله في منطقة الصفطاوي بشمال غزة، قائلاً: "أي عيد نتحدث عنه وإحنا في خيمة وكأنها من صفيح من نار، لم نعد نفكّر في شراء الملابس والألعاب لأطفالها، كل ما نفكر فيه كيفية الحصول على رغيف الخبز". وأضاف في حديث لـ"العربي الجديد": "كنا بنستنى الأعياد حتى نعيد ونفرح، بس اليوم الأعياد صارت وجع. لا في سوق، ولا في حركة، الناس مهمومة، والعيد مرّ علينا كأنه مش موجود". ويؤكد باسم أن أطفاله لا يعرفون حتى معنى كلمة "عيد" في هذا الوضع، فقد بات العيد مرادفاً للغصة والحرمان. بدوره، تحدّث اللحام أحمد نوفل، عن موسم الأضاحي الذي غاب للعام الثاني على التوالي، قائلاً": "كنا نأمل أن يسمح الاحتلال بإدخال المواشي للقطاع خلال هذا الموسم، ولكن آثرت استمرار سياسة التجويع وهو ما يعني فعلياً عاماً ثانياً دون مواشٍ". وأوضح نوفل في حديث لـ"العربي الجديد": "دمّرت آليات الاحتلال مزرعتي الواقعة شرق بلدة جباليا، كل المواشي راحت، والخسائر قريبة من مليون دولار، ولليوم ما قدرنا نرجع نوقف من جديد". ولفت إلى أن سوق المواشي بكامله في حاجة إلى إعادة تأهيل، عبر فتح المعبر لاستيراد المواشي والأعلاف وما يلزم المزارع، مؤكداً أن دمار مزرعته دفع بـ13 عاملاً إلى صفوف البطالة. خسائر كبيرة أكد المتحدث باسم وزارة الزراعة في غزة، محمد أبو عودة، أن قطاع الإنتاج الحيواني يشكل حوالي 39% من إجمالي الإنتاج الزراعي في القطاع، مشيرًا إلى التحديات الكبيرة التي تواجه هذا القطاع الحيوي في ظل الظروف الراهنة. وقال أبو عودة في حديث لـ"العربي الجديد" إن القطاع كان يضم نحو 100 مزرعة عجول، ويصل الإنتاج السنوي إلى قرابة 50 ألف عجل، بالإضافة إلى حوالي 5000 حظيرة لتربية الأغنام والماعز، ويبلغ عدد رؤوس المواشي فيها حوالي 70 ألف رأس. وأشار إلى أنه قبيل عيد الأضحى، يتم عادة استيراد ما يقارب 15 ألف عجل، وأكثر من 25 ألف رأس غنم لتلبية احتياجات السكان خلال موسم الأضاحي، إلا أن العامين الأخيرين شهدا حرمانًا كاملًا لسكان القطاع من ممارسة هذه الشعيرة بسبب العدوان والحصار. وأضاف: "يعتبر عيد الأضحى هذا العام الأصعب على الإطلاق، نتيجة اشتداد حالة المجاعة وندرة الموارد، في ظل الحصار الخانق والانهيار الاقتصادي والمعيشي الذي يعانيه السكان". وذكر منسق الإغاثة الزراعية الفلسطينية، أحمد قاسم، أن قطاع الثروة الحيوانية في غزة تكبّد خسائر كارثية خلال الحرب المستمرة، مشيرًا إلى أن الأضرار طاولت كل مكونات هذا القطاع الحيوي، ما يهدد الأمن الغذائي في القطاع بشكل غير مسبوق. وقال قاسم في حديث لـ"العربي الجديد" إن أكثر من 90% من مزارع العجول في غزة دمرت، في وقت يُقدّر فيه الاستهلاك السنوي للقطاع بنحو 50 ألف عجل، مشيراً إلى نفوق أكثر من 60 ألف رأس من الأغنام والماعز، إضافة إلى قرابة 2200 بقرة، ما يمثل ضربة قاسية للمزارعين ومربي المواشي. وأضاف: "إسرائيل استهدفت بشكل مباشر قطاع الأعلاف، حيث دمرت خمسة مصانع كانت تنتج نحو 35 ألف طن من الأعلاف سنويًّا، ما أدى إلى تفاقم معاناة مربي الماشية نتيجة فقدان الغذاء الحيواني الضروري". اقتصاد الناس التحديثات الحية فشل "توزيع المساعدات" يفاقم جوع غزة ويقفز بالأسعار وبيّن قاسم أن إسرائيل تواصل منذ عامين منع إدخال المواشي إلى قطاع غزة، الأمر الذي سبَّب فشل موسم الأضاحي للعام الثاني على التوالي، وحرمان آلاف الأسر من تناول اللحوم. وحذّر من أن استمرار هذه السياسات من شأنه أن يقضي على ما تبقى من الثروة الحيوانية في القطاع، داعيًا المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل من أجل حماية الأمن الغذائي ووقف الانتهاكات بحق القطاع الزراعي. مؤشرات كارثية في غزة من جهته، وصف الأكاديمي والمختص في الشأن الاقتصادي نسيم أبو جامع، حال الأسواق في العيد بأنه "أسوأ ما يكون منذ عقود"، مشيراً إلى أنه لا يوجد أي نوع من البضائع لشرائها في ظل استمرار إغلاق المعابر منذ مطلع مارس/ آذار الماضي، وما سبقه من تقنين إدخال الشاحنات خلال شهور الحرب. وقال أبو جامع في حديث لـ"العربي الجديد": "الوضع الاقتصادي في غزة دخل مرحلة الانهيار الكامل، الأسواق مشلولة ولا يوجد طعام كافٍ ولا بضائع ولا قدرة شرائية لدى المواطنين، ما انعكس جلياً على موسم العيد والأضاحي للعام الثاني". وأوضح أن أكثر من 90% من سكان غزة يعيشون تحت خط الفقر، في حين تجاوزت نسبة البطالة 83%، والمساعدات التي كانت تشكّل مصدر الدخل الأساسي لأغلب العائلات توقفت بالكامل منذ مطلع شهر مارس". وختم حديثه: "مواسم الأعياد السابقة للحرب كانت فرصة لتحريك الاقتصاد، لكن اليوم صارت عبئاً على الناس، كل شيء متوقف، فسابقاً كان بالأسواق بضائع، ولكن لا يوجد مشترون لضعف القدرة الشرائية، حالياً لا بضائع ولا مشترين".