logo
أزمة المياه في غزة: انهيار حصة الفرد بنسبة 97% وكوب واحد أصبح يساوي نحو 19 دولارا

أزمة المياه في غزة: انهيار حصة الفرد بنسبة 97% وكوب واحد أصبح يساوي نحو 19 دولارا

يورو نيوز٠٥-٠٤-٢٠٢٥

اعلان
في ظل الدمار الهائل الذي خلفته الحرب على قطاع غزة، تبرز أزمة المياه كواحدة من أقسى الكوارث الإنسانية التي يعاني منها السكان، حيث تراجعت حصة الفرد من المياه إلى مستويات خطيرة، لتسجل أدنى معدلاتها منذ سنوات. فبعد أن كانت الشبكات والآبار توفر الحد الأدنى من الاحتياجات اليومية، أصبحت
غزة اليوم تواجه شحّاً غير مسبوق
، زادت حدّته بسبب تدمير أكثر من 60% من البنية التحتية لشبكات المياه، فضلاً عن انقطاع الإمدادات الإسرائيلية وشح الوقود اللازم لتشغيل الآبار.
ومع كل قطرة ماء يبحث عنها الغزيون، تتكشف مأساة أكبر: شبكات مدمرة، آبار متوقفة، و
مصادر ملوثة تهدد الصحة العامة
. وأضحت هذه الأزمة لا تشكل خطرا على الحياة اليومية فحسب، بل تمتد آثارها إلى المستقبل، حيث أصبح الوصول إلى مياه نظيفة تحديًا وجوديًا لأكثر من مليوني إنسان يعيشون في القطاع، في ظل ندرة متزايدة وموارد محدودة.
انهيار حصة الفرد من المياه بنسبة 97%
تحولت أجزاء كبيرة من القطاع -خاصة في شماله وجنوبه- إلى مناطق "منكوبة" وفق توصيفات أممية، بعد أن دمرت إسرائيل عشرات الآبار وشبكات التوزيع، ما جعل الحياة شبه مستحيلة في هذه البقعة الصغيرة.
Related
مياه الصرف الصحي والقمامة تحاصران الفلسطينيين في غزة وتتسبب بمخاطر صحية كبيرة
تقرير "أوكسفام": أزمة مياه غير مسبوقة تهدد شمال غزة ورفح بكارثة صحية
فقد تم استهداف مصادر المياه الرئيسية بشكل منهجي، وفقدت العائلات إمكانية الوصول حتى إلى الحد الأدنى من احتياجاتها اليومية. وتشير أرقام وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الأونروا إلى تدمير أكثر من 67% من مرافق المياه والصرف الصحي، بينما تؤكد بلدية غزة توقف 80% من آلياتها الخدمية، بما فيها مضخات المياه وآليات معالجة الصرف الصحي.
اليوم، يعتمد الغزيون على محطات تحلية هشة، تبرعت بها جهات عربية ودولية، لكنها تظل غير كافية لتلبية احتياجات سكان القطاع. ولم تعد الطوابير الطويلة أمام نقاط التوزيع، ومشاهد نقل المياه في دلاء وخزانات بدائية، حالة استثنائية بل واقعاً يومياً يُجبر السكان على تقنين كل قطرة ماء.
محطة محلية لتحلية المياه في دير البلح بتاريخ 2 نيسان 2025
يورونيوز
حيث كشف تقرير صادر عن الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني وسلطة المياه الفلسطينية عن انهيار حصة الفرد من المياه بنسبة 97% لتتراجع من 84.6 لترًا يوميًا قبل الحرب إلى ما بين 3-15 لترًا فقط حاليا وتشير البيانات إلى أن الكمية المتاحة اليوم لا تتجاوز 10-20% من إجمالي المياه التي كانت تصل إلى القطاع قبل الحرب، وهي كمية غير مستقرة، ومرهونة بتوفر الوقود اللازم لتشغيل الآبار المتبقية ومحطات التحلية وتتأثر بشكل كبير مع أزمة النزوح المتكررة.
مياه البحر المالحة بين الاستعمال كما هي أو التحلية البدائية
في مشهد يعكس عمق المأساة، اضطر آلاف الغزيين إلى اللجوء لمياه البحر للغسيل والاستحمام، بينما يحاول البعض تحليتها بطرق بدائية مثل التبخير عبر نار الحطب، دون جدوى تُذكر. أما
محطات التحلية الدولية، التي كانت شريان الحياة الوحيد، فقد تعطلت بنسبة 95% بسبب انقطاع الكهرباء ونفاد الوقود
، ما أجبر السكان على الانتظار في طوابير تمتد لساعات للحصول على 20 لترًا من المياه كل أسبوعين.
طوابير أمام نقطة توزيع الماء في غزة بتاريخ 2 نيسان 2025
يورونيوز
آبار تُحفر على عجل لكن ماءها لا يصلح للاستهلاك
في زاوية من معسكر دير البلح، يقف أحمد شرف أمام "بئر العطش" الذي حفره بمجهوده الشخصي، محاولاً إنقاذ 300 أسرة من كارثة الجفاف. لكن المياه التي يضخها هذا البئر على عمق 22 متراً ليست سوى "سم زعاف" – كما يصفها – إذ تبلغ ملوحتها ضعف المسموح به عالمياً، مما يجعلها غير صالحة حتى للغسيل، ناهيك عن الشرب.
بعد أن توقفت بلدية
دير البلح
عن ضخ المياه، اضطر شرف لإنشاء هذا البئر الارتوازي الذي يعمل بالطاقة الشمسية، ليوزع المياه المجانية (أو شبه المجانية) على الأسر بمبلغ لا يتجاوز 10 دولارات شهرياً. ويضيف وهو يفحص التمديدات وما بقي من جهد ببطاريات الطاقة البديلة: "الناس تنتظر لساعات تحت الشمس، وبعضهم يغادر دون حصته."
تمديدات لتعبئة المياه المالحة معسكر دير البلح بتاريخ 2 نيسان 2025
يورونيوز
وفي مشهد يلخص الانهيار الكامل لقطاع المياه، يصطف العشرات أمام البئر منذ الفجر، يحملون أواني بلاستيكية مهترئة. يقول شرف: "بعض العائلات تعيد استخدام الماء 3 مرات: للغسيل ثم التنظيف ثم المرحاض".
أسوء أزمة منذ عقود
في مشهد يختزل مأساة إنسانية متكاملة الأبعاد، يواجه قطاع غزة أزمة مياه هي الأسوأ منذ عقود، حيث أدت الحرب الأخيرة إلى تدمير ما يقارب 70% من البنية التحتية للمياه و
الصرف الصحي
وفق تصريحات اتحاد بلديات القطاع. إذ أكد حسني مهنا الناطق الرسمي للاتحاد أن الدمار طال بشكل خاص شمال وجنوب غزة، ما عطل بالكامل تقديم الخدمات الأساسية للسكان.
ومازاد في تفاقم الأوضاع هو استمرار إسرائيل في منع دخول المعدات الثقيلة ومواد إعادة الإعمار، مما يحول دون أي محاولات جادة لترميم ما تبقى من شبكات المياه المتضررة. وأصبح المشهد اليوم في غزة يظهر شاحنات مياه غير معقمة تقف في طوابير طويلة أمام نقاط التعبئة، بينما ينتظر السكان لساعات لملء أوعية بلاستيكية مهترئة، في عملية نقل بدائية تعرض المياه للتلوث وتزيد من مخاطر انتشار الأوبئة.
طوابير توزيع المياه شمال قطاع غزة بتاريخ 2 نيسان 2025
يورونيوز
وتكشف الأرقام الرسمية أن 39 بئراً مائياً دمرت بالكامل، بينما تعرض 93 بئراً أخرى لأضرار جسيمة، ولم يعد يعمل من أصل 284 بئراً جوفياً سوى 17% منها.
في شوارع دير البلح المدمّرة، يجرّ نبيل البحيصي عربته الخشبية التي يعلوها خزان بلاستيكي يحوي هذه المادة الحيوية، يحاول بيع "كوب من الماء" للمارة العطشى. لكن ما كان سابقاً سلعة متاحة للجميع بـ5 شواكل، أصبح اليوم رفاهية، بعد أن ارتفع سعره إلى 70 شيكلاً للكوب الواحد. يقول البحيصي "الناس تشتري الماء اليوم كما تشتري الذهب.. قطرة قطرة بحساب".
المأساة تكمن في التفاصيل التي يرويها البحيصي: محطة تحلية دير البلح - التي أصبحت المصدر الوحيد تقريباً للمياه الصالحة للشرب في المنطقة - هي نفسها تعاني من شح الوقود وانهيار قطع الغيار. ما كان يكلفه 3 شواكل لملء الكوب الواحد قبل الحرب، أصبحت كلفته الآن 30 شيكلاً حين يخرج من المحطة، قبل أن يبيعه بـ70 شيكلاً بعد حساب تكاليف النقل المتوفرة من الغاز أو السولار الذي يُشترى من السوق السوداء بأسعار فلكية.
اعلان
معاناة النازحين في شمال غزة للحصول على مياه الشرب
في المخيمات المكتظة بشمال القطاع،
يتحول الحصول على كوب ماء نظيف إلى معركة يومية تنهك النازحين
. موسى عليان، عضو فريق مبادرة "رحماء بينهم"، يروي كيف تحولت مشاريع سقيا الماء من أعمال خيرية مؤقتة إلى شريان حياة أساسي لآلاف العائلات التي تعيش في خيام مزدحمة تفتقر لأدنى مقومات الحياة.
يقول عليان: "أطلقنا مبادرات طويلة الأمد لسقيا الماء بسبب الشح الكبير في الموارد، نحاول توفير الجهد والوقت على النازحين الذين يعيشون في ظروف لا إنسانية". لكن هذه المهمة تواجه تحديات جمة، أبرزها ندرة الوقود اللازم لتشغيل سيارات نقل المياه، بالإضافة إلى الخوف الدائم من استهداف هذه السيارات من قبل الجيش الإسرائيلي.
حين يصبح كوب الماء في غزة حلما بعيد المنال
تكلفة نقل المياه أصبحت باهظة بشكل غير مسبوق، حيث يصل سعر الكوب الواحد من المياه الصالحة للشرب ما بين 150 و200 شيكل، مما يعني أن تكلفة تعبئة عربة واحدة قد تصل إلى 1000 شيكل. "نحن كفريق نتكفل بهذه التكاليف من خلال المساعدات، ونوفر المياه مجاناً للنازحين ومراكز الإيواء"، يضيف عليان.
تعبئة المياه المعالجة من محطة تحلية في دير البلح وسط قطاع غزة بتاريخ 2 نيسان 2025
يورونيوز
لكن هذه الجهود تبقى قليلة مقارنة بحجم الكارثة. أم محمد وشاح، نازحة في أحد المخيمات، تروي معاناتها: "ننتظر أربعة أيام كاملة حتى تأتي سيارات توزيع الماء، ثم نقف في طوابير طويلة تحت الشمس الحارقة للحصول على حصتنا".
اعلان
بعد ذلك تبدأ معاناة أخرى، حيث تضطر هذه الأم إلى نقل الماء بنفسها من نقطة التوزيع إلى خيمتها البعيدة، ثم توزيعه بحذر شديد على أفراد أسرتها ليكفيهم حتى الدورة التالية بعد أربعة أيام.
تعبئة المياه المالحة في معسكر دير البلح وسط غزة تاريخ 2 نيسان 2025
يورونيوز
Related
تقرير: إسرائيل تستخدم الماء كسلاح حرب في غزة والفلسطيني يحصل على أقل من 5 لترات يوميا
وكانت منظمات حقوقية، بينها هيومن رايتس ووتش و
أوكسفام، قد اتهمت إسرائيل
ب
استخدام المياه كسلاح
، عبر حرمان الغزيين من الحد الأدنى الذي حددته منظمة الصحة العالمية للبقاء على قيد الحياة (وهو الحصول على كمية تتراوح ما بين 15 إلى 20 لترًا يوميًا). وأكدت تلك المنظمات أن هذه الممارسات قد ترقى إلى جرائم إبادة جماعية بموجب القانون الدولي لكن تل أبيب تواصل نفي هذه الاتهامات، رغم إعلانها
قطع المياه والكهرباء
عن القطاع منذ اليوم الأول للحرب الذي تلى هجوم حركة حماس الذي أسفر عن مقتل 1200 إسرائيليا.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

غزة على شفا المجاعة: غارات على مدار الساعة ومخزونات الغذاء إلى نفاد
غزة على شفا المجاعة: غارات على مدار الساعة ومخزونات الغذاء إلى نفاد

يورو نيوز

time٣٠-٠٤-٢٠٢٥

  • يورو نيوز

غزة على شفا المجاعة: غارات على مدار الساعة ومخزونات الغذاء إلى نفاد

اعلان في مشهد يعيد إلى الأذهان أحلك فصول الكوارث الإنسانية، تغرق وسائل التواصل بمشاهد أجساد هزيلة، وعيون غائرة لأطفال لا يجدون ما يسد رمقهم في قطاع غزة، الذي يعيش حصاراً خانقاً في ظل الحرب الدائرة منذ عامٍ ونصف العام، والمتجددة منذ 44 يوماً. ولم تعد هذه الأخبار حكرًا على تقارير المنظمات الدولية ، بل باتت حاضرة في كل زاوية من منصات التواصل، تحت وسم: "غزة تموت جوعًا". وفيه لكل صورةٍ حكاية عائلة تبحث عن وجبة غذائية واحدة. وتتجاوز أزمة الجوع في القطاع حدود الأزمات الإنسانية العابرة، لتتحول إلى إجراءات سياسية وحربية تدخل المدنيين في إطار الحسابات السياسية، بحسب وكالة إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" التي تقول إن المجاعة في غزة ليست كارثة طبيعية، بل خطة بقرارٍ سياسي محض. وفي مقابلة مطوّلة أجرتها وكالة الأناضول مع جوناثان فاولر، مدير الاتصال لدى "الأونروا" برزت ملامح المشهد الإنساني القاتم في غزة، والذي وصفه فاولر بأنه "أشبه بأهوال يوم القيامة". من المشاهد اليومية في قطاع غزة AP Photo الحصار كسلاح سياسي ومنذ مطلع مارس/آذار 2025، أغلقت إسرائيل جميع المعابر المؤدية إلى قطاع غزة، بما فيها معبر كرم أبو سالم وإيريز وزيكيم، ما أدى إلى وقف تام لدخول المساعدات الغذائية والطبية والوقود. ويرى فاور أن القرار لم يكن استجابة لأوضاع أمنية،، بل ممارسة متعمدة لتجويع السكان وتحويل الغذاء إلى أداة ضغط في الحرب حسب قوله ومع استمرار الحصار لما يزيد عن 60 يومًا، تؤكد الأونروا أن قطاع غزة دخل فعليًا المراحل الأولى من المجاعة، في ظل نفاد كامل للمخزونات الغذائية. بدوره، أعلن برنامج الأغذية العالمي رسميًا أنه لم يعد يملك أي مواد قابلة للتوزيع داخل القطاع، بعدما استنفدت مخزونات الطحين قبل أيام، تاركًا السكان بلا غذاء ولا أمل، بينما ينتشر سوء التغذية الحاد بشكل ينذر بكارثة، خاصة بين الأطفال. Related "الغارديان" عن عاملين في المجال الإنساني في قطاع غزة: "المجاعة باتت أشد من الغارات" المجاعة تتفاقم في غزة: أطفال القطاع يعانون سوء التغذية ونقص الأدوية غزة تحت القصف والمجاعة تهدد السكان وسط تحركات سياسية مكثفة فاولر لا يرى في هذه المجاعة نتيجة حتمية للحرب، بل قرارًا سياسيًا إسرائيليًا خالصًا، مشددًا على أن المعونات جاهزة وتنتظر فقط إذنا بالدخول، وهو ما ترفضه إسرائيل بشكل قاطع. ووصف المسؤول في الأونروا الحصار القائم على قطاع غزة بأنه " فضيحة حقيقية ". فرغم النداءات المتكررة من الأمم المتحدة والوكالات الإنسانية، لم يُسجل أي تحرك ملموس لفرض إدخال المساعدات. "ليس الوضع معقدًا، بل واضح جدًا"، قال فاولر. "الناس لا يجدون شيئًا ليأكلوه لأن إسرائيل تمنع الطعام عنهم عمدًا". ومن وجهة نظره، فإن ما يحدث في غزة اليوم يهدد حياة الملايين، ويُقوّض أسس القانون الدولي الإنساني، ويبعث برسالة خطيرة مفادها أن استخدام المجاعة كسلاح عقابي بات أمرًا مقبولًا في ظل إفلات كامل من العقاب. استهداف الأونروا... وإلى جانب الحصار الغذائي ، تشنّ إسرائيل حملة منظمة لتفكيك وجود الأونروا في المناطق الفلسطينية، وخاصة في القدس الشرقية، عبر حظرها من العمل في المناطق التي تعتبرها إسرائيل "أراضيها السيادية". كما شمل الحظر قطع جميع القنوات الرسمية للتواصل بين الحكومة الإسرائيلية والوكالة الأممية، ما يعقّد أي تنسيق إنساني، ويفتح الباب لمزيد من العراقيل أمام العمل الميداني. تدير الأونروا في القدس الشرقية مؤسسات تعليمية وصحية يستفيد منها عشرات الآلاف، ويؤكد فاولر أن هذه الخدمات مهددة بالتوقف الكامل، في ظل انعدام قنوات التواصل والتضييق المتصاعد على موظفي الوكالة. وبالعودة إلى غزة، فبرغم انسحاب الطواقم الدولية نتيجة المخاطر الأمنية، ما زالت الأونروا تنشط ميدانيًا عبر 12 ألف موظف فلسطيني، يقدمون خدمات يومية صحية لنحو 15 ألف شخص، ويؤمّنون تعليمًا بديلًا لنحو 12 ألف طفل، ويعملون حتى على ترميم آبار المياه بقطع غيار مصنّعة من الخردة. لكن هذه الجهود تقف على حافة الانهيار، بعدما صنّفت إسرائيل ثلثي القطاع كمناطق عسكرية مغلقة، ومنعت حركة فرق الإغاثة، وهو ما وصفه فاولر بأنه سابقة قانونية خطيرة تهدّد بإعادة تعريف علاقة الدول مع الوكالات الإنسانية الأممية . الصورة المكررة في غزة لأطفال يتضورون جوعاً. AP Photo تمويل مشروط من جانبها، أوقفت الولايات المتحدة إلى جانب عدد من الدول الأوروبية، تمويلها للأونروا، استنادًا إلى ادعاءات إسرائيلية تتهم عددا من موظفي الوكالة بالتورّط في عمليات نفذتها "حماس" في 7 أكتوبر 2023. لكن الأونروا نفت تلك المزاعم بشكلٍ قاطع، وناشدت الممولين إعادة النظر بقراراتهم التي تمس أرواح المدنيين في غزة. اعلان وكانت واشنطن تقدم للأونروا نحو 350 مليون دولار سنويًا، ما يمثل أكثر من ربع الميزانية السنوية للوكالة البالغة 1.2 مليار دولار، لكن الانسحاب الأمريكي فتح فجوة مالية ضخمة، تحاول الأونروا سدّها عبر دعم من دول أخرى، غير أن حجم التحديات يفوق ما يمكن لأي دولة بمفردها تحمله. فاولر اختصر المعادلة بوضوح بقوله إن " استهداف الأونروا يهدد بتكرار هذا النموذج مع وكالات أخرى مستقبلاً، وهو تقويض لمنظومة الأمم المتحدة ذاتها". Related غزة: غارات إسرائيل تقتل العشرات بينهم أطفال وعائلة كاملة مُحيت من السجل المدني في غزة.. الخبز مفقود والعدس لا يكفي والمطابخ الخيرية تلفظ أنفاسها الأخيرة جنوب أفريقيا للعدل الدولية: "غزة تحوّلت إلى جحيم مفتوح" وتدعو لمحاسبة إسرائيل الأمين العام للأمم المتحدة: غزة يجب أن تبقى جزءاً لا يتجزأ من الدولة الفلسطينية المستقبلية الحرب مستمرة، والموت أيضاً وفي اليوم الـ44 من تجدد الحرب، تواصل إسرائيل عملياتها العسكرية المكثفة، حيث قُتل 23 فلسطينيًا في القطاع، بينهم 14 في وسط غزة، وفق مصادر طبية. ومع استمرار الغارات واستحالة إدخال الدواء والغذاء، تحذّر المنظمات الإنسانية من أن المجاعة ستتحول إلى موت جماعي إذا لم يُرفع الحصار فورًا. ورغم كل هذه التحذيرات، تصرّ الدولة العبرية على استكمال حملتها، حيث أكد وزير الدفاع يسرائيل كاتس أن الحكومة لن تتراجع من "دون تحقيق نصر كامل "، بينما تستمر عمليات الهدم والمداهمات في الضفة الغربية، ما يُفاقم منسوب التوتر في عموم الأراضي الفلسطينية. اعلان من جهتها، ترى إسرائيل أن الإجراءات المتخذة تأتي ضمن سياق عملياتها العسكرية المستمرة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، فيما تؤكد الأمم المتحدة أن وصول المساعدات الإنسانية يجب أن يكون غير مشروط، وفق القانون الدولي. وفي خضم ذلك كله، تتواصل الدعوات الدولية لتمكين المنظمات الإنسانية من الوصول إلى السكان المدنيين وضمان حماية البنية الأساسية والخدمات الحيوية في القطاع.

أرقام صادمة: انعدام الأمن الغذائي يمسّ 91% من سكان غزة و345 ألفا يعانون من المجاعة
أرقام صادمة: انعدام الأمن الغذائي يمسّ 91% من سكان غزة و345 ألفا يعانون من المجاعة

يورو نيوز

time٢٠-٠٤-٢٠٢٥

  • يورو نيوز

أرقام صادمة: انعدام الأمن الغذائي يمسّ 91% من سكان غزة و345 ألفا يعانون من المجاعة

اعلان ويقول سكان القطاع إن "الحياة تحولت إلى جحيم لا يُطاق" حسب تعبيرهم حيث انهارت كل مقوّمات الحياة: مخابز توقفت عن العمل، مستشفيات تحولت إلى ساحات للموت البطيء، وأطفال يلفظون أنفاسهم الأخيرة جراء الجوع ، كان آخرهم الطفل عدي فادي أحمد الذي قضى بمستشفى الأقصى بدير البلح بسبب سوء التغذية. وقد عكست الأرقام الأخيرة عن حجم المأساة: 3,600 طفل يتلقون العلاج حالياً بسبب سوء التغذية ، ب زيادة 80% عن الشهر الماضي، وفقاً لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا). أما اليونيسف، فقد حذرت من أن 335 ألف طفل دون سن الخامسة - أي كل أطفال غزة من هذه الفئة العمرية - على شفا الموت بسبب سوء التغذية الحاد. ويزداد المشهد قتامة مع تقارير تفيد بأن 96% من سكان القطاع يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد. 345 ألف شخص في حالة مجاعة كاملة و91% من السكان يعانون من انعدام الأمن الغذائي وبحسب شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية فإن قطاع غزة قد دخل مرحلة المجاعة الكاملة، محذرة من كارثة إنسانية غير مسبوقة تهدد حياة السكان، خاصة الأطفال والنساء، بسبب استمرار منع المساعدات الإنسانية منذ الثاني من مارس/آذار 2025. وأشارت الشبكة في بيانها وفقا لمعطيات صادرة عن مؤسسات إغاثية إلى أن 91% من سكان قطاع غزة يعيشون الآن في مرحلة "الأزمة" من انعدام الأمن الغذائي (المرحلة الثالثة فما فوق)، بينما يوجد 345 ألف شخص في المرحلة الخامسة - الأخطر - والتي تعني المجاعة الكاملة. ووفقا للشبكة تكشف الأرقام أن 92% من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 أشهر وسنتين، بالإضافة إلى الأمهات المرضعات، لا يحصلون على الحد الأدنى من احتياجاتهم الغذائية الأساسية، مما يعرضهم لمخاطر صحية جسيمة ستلازمهم طوال حياتهم. كما أن 65% من السكان لم يعودوا قادرين على الحصول على مياه نظيفة للشرب أو الطهو. صور لمئات الفلسطينيين يحتشدون أمام أكشاك الطعام للحصول على المساعدات الغذائية يورونيوز من جانبها، اتهمت حركة حماس إسرائيل باستخدام التجويع كسلاح حرب، وأكدت في بيان لها أن غزة دخلت مرحلة المجاعة الفعلية، واصفة الأزمة بأنها "واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في التاريخ الحديث". وقالت الحركة: "منذ 2 مارس/آذار، صعّدت إسرائيل حصارها بإغلاق المعابر ومنعت دخول الغذاء والماء والدواء، في جريمة تمثل تصعيداً خطيراً لسياسة الإبادة الجماعية". Related بين شبح المجاعة وصرخات الاستغاثة.. تحذيرات من كارثة وشيكة في شمال غزة المجاعة تهدد غزة.. أطفال القطاع يصطفون في طوابير للحصول على لقمة طعام تحذير أممي من مجاعة وشيكة في غزة: المخزون الغذائي لن يكفي لأكثر من أسبوعين معاناة يومية مع الجوع وسوء التغذية أمام خيمتها تجلس "أم أيـمن العر" مع أسرتها المكونة من سبعة أفراد، تحكي معاناتها اليومية لـ توفير أبسط مقومات الحياة . زوجها، الذي فقد عمله بسبب الحرب، يخرج كل صباح بحثاً عن أي مصدر رزق، بينما تعتمد العائلة بشكل كامل على ما توفره "التكيات" القريبة ومشاريع الإطعام المؤقتة في المخيم، التي أصبحت بدورها تعاني من نقص حاد في المواد الغذائية بعد إغلاق المعابر. "عدنا إلى المربع الأول"، تقول أم أيـمن بحسرة، مشيرة إلى اختفاء الخضروات واللحوم من الأسواق، واضطرارها إلى الاعتماد على المساعدات المحدودة التي لم تعد كافية لتلبية احتياجات أسرتها. صور لمئات الفلسطينيين يحتشدون أمام أكشاك الطعام للحصول على المساعدات الغذائية يورونيوز في مخيم آخر، تروي "سهام المبحوح" قصتها المؤلمة مع أبناء شقيقها، الذين أصبحت مسؤولة عنهم بعد مقتل والدتهم وسفر والدهم للعلاج مطلع يناير الماضي. "والله زهقنا من المعكرونة والعدس والرز"، تقول العمّة، التي تعاني مع أطفال أخيها من سوء التغذية بعد اعتمادهم على هذه الأطعمة بشكل يومي منذ بداية رمضان الماضي. وتضيف سهام أنها تعاني من حساسية تجاه المواد الحافظة في المعلبات، التي كانت لفترات طويلة تمثل شريان الحياة الوحيد للعائلة. وتحاول جاهدة حثّ الأطفال على تناول الطعام المتوفر، لكنها تفشل في كثير من الأحيان، بينما تتفاقم المشاكل الصحية لدى الجميع بسبب نقص التغذية السليمة.

غزة عطشى: ست ليترات يوميًا للفرد لا تكفيه
غزة عطشى: ست ليترات يوميًا للفرد لا تكفيه

يورو نيوز

time١٨-٠٤-٢٠٢٥

  • يورو نيوز

غزة عطشى: ست ليترات يوميًا للفرد لا تكفيه

اعلان "الماء أبسط شيء... نحن لا نطلب رفاهية، بل حقوقنا الأساسية، كالطعام والشراب والعلاج. إلى متى سيستمر الحال هكذا؟ لقد أرهقنا"، تقول نيفين الدحلول، وتكرر النازحة من بيت لاهيا عبارتها الأخيرة تأكيدًا على سوء حالها وحال العديد من سكان القطاع. في وقت سابق، كشف تقرير رسمي فلسطيني عن انهيار حصة الفرد من المياه بنسبة 97%، لتتراجع من 84.6 لترًا يوميًا قبل الحرب إلى ما بين 3-15 لترًا فقط حاليًا. وتشير البيانات إلى أن الكمية المتاحة اليوم لا تتجاوز 10-20% من إجمالي المياه التي كانت تصل القطاع قبل الحرب. وقد تحولت أجزاء كبيرة من القطاع -خاصة في شماله وجنوبه- إلى مناطق "منكوبة" وفق توصيفات أممية، بعد أن دمرت إسرائيل عشرات الآبار وشبكات التوزيع، ما جعل الحياة شبه مستحيلة في هذه البقعة الصغيرة. Related الاتحاد الأوروبي يعلن تقديم 1.6 مليار يورو للسلطة الفلسطينية لدعم مشروعات في الضفة الغربية وغزة أزمة المياه في غزة: انهيار حصة الفرد بنسبة 97% وكوب واحد أصبح يساوي نحو 19 دولارا المساعدات تنفد في غزة وسط حصار مطبق وأزمة إنسانية متفاقمة وفيما يعتمد الغزيون على محطات تحلية هشة تبرعت بها جهات عربية ودولية، إلا أنها تظل غير كافية لتلبية احتياجات سكان القطاع. ولم تعد الطوابير الطويلة أمام نقاط التوزيع، ومشاهد نقل المياه في دلاء وخزانات بدائية، حالة استثنائية بل واقعًا يوميًا يُجبر السكان على تقنين كل قطرة ماء. في حديثه لوكالة "أسوشيتد برس"، يقول عمر شتات، نائب مدير شركة المياه الساحلية، إن كل شخص في القطاع يحصل على ما معدله ستة إلى سبعة لترات يوميًا من المياه الصالحة للشرب، وهي كمية قليلة. يتابع شتات: "نحن نواجه كارثة مائية، هذا ليس وضعًا طبيعيًا على الإطلاق. فهو ينعكس بطبيعة الحال على النظام الصحي العام في قطاع غزة". ومع دخول الحصار الإسرائيلي على القطاع أسبوعه السابع على التوالي، تحذّر وكالات الإغاثة من أن المساعدات الغذائية والإمدادات اللازمة بدأت تنفد. وقد أعرب مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، يوم الأربعاء، عن قلقه إثر تلقيه معلومات من العاملين في المجال الإنساني في غزة، تفيد بارتفاع حالات سوء التغذية الحاد. فالمطابخ الخيرية، التي تعدّ يوميًا أكثر من مليون وجبة، لا تكفي لتلبية احتياجات الناس الهائلة، حسب المكتب. إذ أن معظم سكان غزة يحصلون على الطعام من خلال إمدادات المساعدات والمطابخ الخيرية. وعن معاناتها اليومية، تقول هناء وادي، من جباليا: "الوضع كله صعب، من جميع الجوانب: الدقيق، الماء، الغاز وكل شيء آخر. الناس كلها تعاني وتموت ببطء".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store