logo
ما هي المعادن النادرة؟ ولماذا هي مهمة؟

ما هي المعادن النادرة؟ ولماذا هي مهمة؟

يفتح الاتفاق الذي يصبو إليه ترامب الباب أمام الشركات الأميركية للوصول إلى احتياطيات النفط والغاز ، فضلاً عن المعادن الحيوية ، في خطوة تثير تساؤلات حول مدى استقلالية القرار الاقتصادي الأوكراني في خضم المعادلات السياسية المعقدة.
غير أن ما يضاعف أهمية هذا الاتفاق هو التركيز الأميركي على المعادن الأرضية النادرة ، التي تُعد العمود الفقري لصناعات التكنولوجيا المتقدمة، بدءاً من الهواتف المحمولة وحتى السيارات الكهربائية.
هذه الموارد، التي تتسابق عليها القوى الكبرى، تضع أوكرانيا في قلب معركة اقتصادية عالمية، حيث تسعى الولايات المتحدة لتعزيز سلاسل التوريد الخاصة بها وتقليل الاعتماد على الصين ، المنافس الأبرز في هذا المجال، ما يمنح البعد الاقتصادي للصراع بعدًا أكثر تعقيداً.
واهتمام الرئيس ترامب بالمعادن النادرة ليس جديداً، بحسب تقرير لصحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، أشار إلى أنه:
في العام 2017، وخلال ولايته الأولى وقع الرئيس الأميركي أمراً تنفيذياً بشأن تأمين إمدادات المعادن الأساسية.
ثم أعقب ذلك في العام 2020 بأمر تنفيذي آخر يركز على هيمنة الصين على توريد العناصر الأرضية النادرة.
كما ينبع اهتمام الرئيس الأخير بالسيطرة على غرينلاند من الموارد المعدنية في البلاد.
ووفقاً لمجموعة الأبحاث "بروجكت بلو"، فإن قطاع المعادن النادرة لم يتجاوز قيمته 7 مليارات دولار على مستوى العالم في العام 2023.
ولا يزال ترامب عازماً على الاستحواذ على حصة أكبر من سوق المعادن النادرة. ويقول خبراء الصناعة إن هيمنة الصين على تكرير هذه العناصر وإنتاجها تشكل تهديداً للولايات المتحدة والشركات الغربية وسلاسل التوريد الخاصة بها.
هناك 17 عنصراً نادراً من العناصر الأرضية، والتي على الرغم من اسمها، ليست نادرة بشكل خاص.
هي ضرورية للتحول إلى الطاقة النظيفة ، وتستخدم في مجموعة من الصناعات والمنتجات، مثل الهواتف الذكية وأجهزة التلفزيون وطواحين الهواء والمحولات الحفازة في السيارات.
تتواجد المعادن في بعض الصخور النارية والرواسب الطينية في جميع أنحاء العالم، ولكن استخراجها مكلف وينطوي على عملية تعدين معقدة.
ضرورية لإنتاج المغناطيسات الدائمة التي تستخدم في الطائرات المقاتلة والصواريخ. ونتيجة لهذا، تظهر في قوائم الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة للمعادن الهامة التي تشمل الليثيوم والنيكل والكوبالت.
أين يمكن العثور عليها حول العالم؟
وفقاً للمسح الجيولوجي الأميركي، تمتلك الصين ما يقل قليلاً عن نصف احتياطيات العالم من المعادن النادرة، إلى جانب البرازيل والهند وأستراليا التي تعد أيضا من النقاط الساخنة لهذه الاحتياطيات.
يعد منجم بايان أوبو في منطقة منغوليا الداخلية الصينية أكبر منجم للمعادن النادرة، والذي ينتج المعادن إلى جانب خام الحديد.
على الرغم من أن المعادن النادرة لا تعتبر نادرة بشكل واضح، فإن تركيز المعادن الموجودة في أي رواسب معينة لا يكون في كثير من الأحيان كافياً لجعل الموقع قابلاً للتعدين اقتصادياً.
ووفق أستاذة علم الصخور والكيمياء الجيولوجية بجامعة كامبريدج، سالي جيبسون، فإن "الأمر النادر في هذه الرواسب هو وجودها بتركيزات عالية"، مضيفة أن الرواسب تميل إلى أن يكون قطرها أقل من كيلومتر واحد، مما يجعل العثور عليها أمراً صعباً.
يتم استخراج المعادن النادرة عادة كمنتج ثانوي للمعادن الأخرى الأكثر شهرة واستخداماً على نطاق واسع، مثل الحديد والفوسفور، والتي توجد جنباً إلى جنب معها.
على الرغم من اهتمام ترامب بالمعادن النادرة في أوكرانيا، لا توجد مناجم نشطة أو رواسب قيد التطوير في البلاد، وفقًا لشركة Benchmark Mineral Intelligence.
إنتاج المعادن النادرة معقد للغاية ومكلف.
استخراجها من الصخور والطين وتنقيتها إلى منتج يمكن استخدامه للأغراض الصناعية هي عملية طويلة؛ لأنه يجب فصل المعادن وتنقيتها بشكل فردي.
إنها تتضمن العديد من المراحل وهي صعبة لأن المعادن لها خصائص كيميائية متشابهة، مما يجعل فصلها صعباً بشكل خاص.
وقال نائب مدير مركز استخبارات المعادن النادرة في المملكة المتحدة، بيير جوسو: "إن عملية التكرير صعبة.. إن فصلها إلى عناصر فردية يستغرق الكثير من الوقت والطاقة".
قد تكون هذه العملية ملوثة، حيث تحتوي بعض الخامات التي تحتوي على معادن أرضية نادرة على عناصر مشعة، مثل الثوريوم. وهذا يعني أن مصانع المعالجة قد تنتهي إلى إنتاج نفايات مشعة، وهو أمر صعب ومكلف للتخلص منه.
لماذا تهيمن الصين على السوق؟
تستثمر الصين في تكرير ومعالجة المعادن النادرة منذ 30 عاماً، وتسيطر على 90 بالمئة من القدرة العالمية على المعالجة، وفقا لوكالة الطاقة الدولية.
بحسب جوسو فإن "يمكنك التعدين في أي مكان في العالم، ولكن إذا لم تقم أيضاً ببناء القدرة على الصهر والتكرير، فسوف ترسل خامك إلى الصين لتكريره".
تدرك الصناعة المخاطر التي تواجهها الشركات الغربية بسبب هيمنة الصين على سلسلة التوريد.
وقالت مديرة مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في الولايات المتحدة، جريسلين باسكاران: "كنا نعلم منذ فترة طويلة أن هذا يشكل ثغرة استراتيجية، لكن الأمر يتطلب رأس مال مكثف لبناء المعالجة الوسطى التي تشمل التخزين والنقل".
واصلت الصين إنتاج المعادن النادرة على نطاق واسع، على الرغم من انخفاض الأسعار مع تفوق العرض على الطلب.
زاد نمو العرض الصيني بشكل أسرع من الطلب منذ عام 2020.. ومن المتوقع أن يستمر العرض الزائد حتى عام 2026 أو 2027 على الأقل، وفقًا لـ Benchmark Mineral Intelligence.
لماذا تعتبر العناصر الأرضية النادرة مهمة؟
تشعر الحكومات الغربية بالقلق إزاء هيمنة الصين على سوق المعادن النادرة بسبب أهميتها في مجموعة من القطاعات، بما في ذلك تلك التي تعتبر حاسمة للأمن القومي، مثل الدفاع.
يؤدي هذا الاعتماد على الصين إلى تعريض الغرب للتغيرات في سياسات البلاد، وهو ما قد يؤدي إلى إحداث فوضى في سلاسل التوريد وصحة الشركات التي تعتمد على المعادن في منتجاتها.
تعود المخاوف بشأن الصين إلى عام 2010 على الأقل عندما حذرت جمعية المواد المغناطيسية الأميركية من "أزمة المعادن النادرة الوشيكة" التي قالت إنها تشكل تهديداً للاقتصاد والأمن القومي للولايات المتحدة.
رغم هذه المخاوف، فشل الغرب في الاستجابة. على سبيل المثال، لا يزال الاتحاد الأوروبي لا ينتج أي عناصر أرضية نادرة مستخرجة من المناجم. وهو يستورد 98 بالمئة من مغناطيساته من العناصر الأرضية النادرة من الصين، وفقاً للمفوضية الأوروبية.
ويشير تقرير الصحيفة البريطانية إلى أن بكين أظهرت كيف يمكنها استغلال هيمنتها على السوق في ديسمبر 2023 عندما حظرت تصدير تكنولوجيا معالجة المعادن النادرة.
بدوره، قال خبير اقتصاديات الطاقة نهاد إسماعيل، لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية" إن:
الصين تهيمن على سوق المعادن النادرة عالمياً (..) بينما تأتي نسب متفاوتة من روسيا وأستراليا وأوكرانيا.
عمليات استخراج المعادن النادرة وفرزها معقدة ومكلفة، إذ تمتزج هذه المعادن بمواد أخرى، ما يجعل عمليات التنجيم والمعالجة عالية التكلفة وتستغرق وقتًا طويلًا، فضلًا عن تأثيراتها السلبية على البيئة.
نقص المعادن النادرة يمثل عائقًا أمام برامج الانتقال إلى الطاقة النظيفة والاقتصاد الأخضر، كما يبطئ إنتاج السيارات الكهربائية والطائرات، خاصة أن روسيا تحتكر معدن التيتانيوم المستخدم في صناعات الطيران.
الصين وروسيا اتخذتا إجراءات لتقييد تصدير هذه المعادن الاستراتيجية، حيث قررت بكين منع تصدير الغاليوم والجيرانيوم، وكلاهما عنصر حيوي في صناعة الرقائق الإلكترونية.
هذه الإجراءات دفعت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي إلى البحث عن مصادر بديلة للمعادن النادرة، مثل فيتنام والبرازيل وأستراليا وأوكرانيا.
ويضيف: التنافس على الموارد المعدنية دفع واشنطن إلى السعي لعقد اتفاق طويل الأمد مع كييف لاستغلال الثروات المعدنية الأوكرانية، خاصة أن أوكرانيا تمتلك احتياطات تقدر بنحو 19 مليون طن من الغرافيت ، المستخدم في تصنيع البطاريات، والسيارات الكهربائية، والصلب، والمؤتمرات الكهربائية، والمفاعلات النووية. كما تزخر أوكرانيا بمعادن أخرى مثل النيكل والكوبالت والأربيوم والسكانديوم، وتعد أكبر مصدر لليثيوم.
ويلفت إلى تقديرات تشير إلى أن القيمة التجارية المقدرة لمعادن أوكرانيا تصل إلى 12 تريليون دولار، لكن التحدي الأبرز يكمن في أن 53 بالمئة من هذه الثروات تقع في مناطق تخضع لسيطرة روسيا ، مما يزيد من تعقيد المشهد الجيوسياسي والاقتصادي في المنطقة.
شكوك
وإلى ذلك، يشير تقرير لـ "يورونيوز" إلى تقديرات هيئة المسح الجيولوجي الأوكرانية، التي تقول إن نحو 5 بالمئة من المواد الخام الحيوية في العالم توجد في أوكرانيا، بما في ذلك ملايين الأطنان من احتياطيات الجرافيت، وثلث رواسب الليثيوم في أوروبا، و7 بالمئة من إمدادات التيتانيوم في أوروبا. كما تحتفظ البلاد باحتياطيات كبيرة من المعادن الحيوية، مثل النحاس والزنك والفضة والنيكل والكوبالت. كما تم العثور على معادن نادرة تتألف من 17 عنصراً في أوكرانيا.
ولكن ربما احتلت روسيا بعض المواقع الرئيسية للمناجم الأوكرانية ورواسب المعادن النادرة منذ بدء الحرب في العام 2022. وبالإضافة إلى ذلك، فإن الافتقار إلى الاستثمار في أوكرانيا قد يمنع البلاد من إنتاج الناتج الذي يتصوره ترامب، وخاصة فيما يتعلق بقدرات التكرير. ويتساءل خبراء الصناعة أيضاً عما إذا كانت أوكرانيا تمتلك احتياطيات المعادن النادرة التي يتوقعها ترامب.
هيمنة على الثروات
من جانبه، توضح أستاذة الاقتصاد والطاقة بالقاهرة، الدكتورة وفاء علي، في تصريحات خاصة لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية" أن المعطيات العالمية تشير إلى أن دونالد ترامب يسعى للهيمنة على الثروات الطبيعية، في مشهد غير مسبوق، باعتباره يقود العالم نحو إعادة رسم خارطة النفوذ الاقتصادي.
وتوضح أن الجغرافيا منحت أوكرانيا مخزونًا هائلًا من المعادن النادرة، والتي تُستخدم في صناعات استراتيجية تشمل الهواتف المحمولة ، والسيارات الكهربائية، والمعدات العسكرية، وأشباه الموصلات، مشددة على أن محاولات ترامب للاستحواذ على هذه الموارد تعود إلى ولايته الأولى، وفي ولايته الجديدة برزت المعادن الأوكرانية كعامل حاسم في الصراع الروسي الأوكراني، ما أدى إلى اختزال الحرب في ما وصفته بصفقة المعادن.
وتشير إلى أن أوكرانيا تمتلك احتياطات ضخمة من التيتانيوم والنيكل والرقائق الإلكترونية واليورانيوم، بالإضافة إلى هكتارات من الليثيوم، فضلًا عن 17 معدنًا أساسيًا تُعد ضرورية لصناعات الطاقة المتجددة، والمحولات المحفزة في السيارات، وإنتاج المغناطيس الدائم المستخدم في الطائرات والصواريخ. وتؤكد أن العالم يعتمد بشكل متزايد على ما يُعرف بالمعادن الحرجة، مثل الليثيوم والكوبالت والنيكل.
وتربط الدكتورة وفاء علي هذه المساعي الأميركية بالقلق المتصاعد من هيمنة الصين على سوق المعادن، وهو ما تعتبره واشنطن تهديدًا لأمنها القومي. وتشير إلى أن الصين تُعد المنتج الأكبر عالميًا للمعادن النادرة، وتستحوذ على نصف الاحتياطيات العالمية، وتسيطر على 90 بالمئة من عمليات المعالجة، وفقًا لتقارير وكالة الطاقة الدولية، في حين تنتج تلجأ العديد من الشركات الأميركية إلى إرسال معادنها للمعالجة في الصين.
وتضيف: طموحات ترامب لم تقف عند أوكرانيا، بل امتدت إلى غرينلاند، التي يسعى إلى ضمها بسبب احتياطياتها غير المستغلة من المعادن النادرة، معتبرة أن هذه الخطوة تأتي في إطار محاولة واشنطن تقليص الاعتماد العالمي على الصين.
وتعتقد بأن صفقة المعادن ليست فقط أداة للسيطرة الاقتصادية، بل وسيلة جديدة لترامب لتعزيز قبضته على الاتحاد الأوروبي، الذي يعتمد على استيراد 98 بالمئة من هذه المعادن من الصين، خاصة بعد أن فرضت بكين في عام 2023 قيودًا على تصدير تكنولوجيا معالجة المعادن النادرة، مما جعل هذه الموارد محورًا رئيسيًا في استراتيجية ترامب حول الثروات في عصر ما وصفته بـ"النهب الدولي".

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

«أراضي دبي» تطلق أول مشروع عقاري مرمّز في المنطقة عبر «بريبكو مِنت»
«أراضي دبي» تطلق أول مشروع عقاري مرمّز في المنطقة عبر «بريبكو مِنت»

الاتحاد

timeمنذ 34 دقائق

  • الاتحاد

«أراضي دبي» تطلق أول مشروع عقاري مرمّز في المنطقة عبر «بريبكو مِنت»

دبي (الاتحاد) في خطوة استراتيجية لتعزيز ريادة دبي في قطاع العقارات وتوظيف التقنيات الحديثة في خدمة الاستثمار العقاري، أطلقت دائرة الأراضي والأملاك في دبي، أول مشروع عقاري مرمّز في المنطقة عبر منصّة «بريبكو مِنت»، بالشراكة مع شركة بريبكو القابضة، وبالتعاون مع سلطة تنظيم الأصول الافتراضية (VARA)، ومصرف الإمارات المركزي، ومؤسسة دبي للمستقبل من خلال «ساندبوكس العقاري»، في حين تم اختيار بنك «زاند» الرقمي كشريك من القطاع المصرفي للمشروع في مرحلته التجريبية، لتكون دبي بذلك أول مدينة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تعتمد منصة مرخصة للترميز العقاري. وبدأت الدائرة المرحلة التجريبية للاستثمار في العقار المرمّز، ما يمثل الإطلاق الرسمي للمنصة الإلكترونيّة التي تمكّن المستخدمين من تحقيق المكاسب، وامتلاك حصة في مشروع عقاري مميّز بدبي، وباتت المنصّة متاحة بشكل حصري لحاملي الهوية الإماراتية، على أن يتم قريباً توسيع نطاقها وطرحها عالمياً، إلى جانب إشراك المزيد من المنصات في مراحل لاحقة، ما يعزز مكانة دبي كمركز رائد في ابتكار العقارات المرمّزة. فرص مبتكرة ويوفر المشروع فرصاً استثمارية مبتكرة للأفراد عبر شراء حصص مرمّزة في عقارات جاهزة بدبي، تبدأ من 2000 درهم وتُنفذ العمليات باستخدام الدرهم الإماراتي فقط، دون أي تعاملات بالعملات الرقمية في المرحلة الأولى، وتتم عمليات الشراء عبر المنصة التي يتيح للمستثمرين الاطلاع على جميع تفاصيل العقار، من السعر والمخاطر والمواصفات الفنية إلى الحد الأدنى للاستثمار. وتأتي هذه المبادرة في إطار اتفاقية شراكة استراتيجية بين دائرة الأراضي والأملاك في دبي وكل من «بريبكو القابضة» و«كنترول ألت سوليوشنز»، لتطوير بيئة تنظيمية وتشغيلية مبتكرة في مجال الترميز العقاري، بما يشمل تعزيز التشريعات، ونشر المعرفة، وجذب شركات متخصصة في ترميز الأصول، إلى جانب دعم جهود الابتكار وحماية حقوق المستثمرين، ومع تطور السوق، من المتوقع أن تمثل الأصول المرمزة ما يصل إلى 7% من سوق العقارات في دبي بحلول 2033، بقيمة تصل إلى 60 مليار درهم (16 مليار دولار أميركي)، وتعدّ «بريبكو مِنت» حجر الزاوية لهذه الثورة. تنظيم متكامل ويُدار مشروع الترميز العقاري من خلال تعاون مشترك بين دائرة الأراضي والأملاك في دبي، بصفتها الجهة المنظمة للأصول العقارية المادية، وسلطة تنظيم الأصول الافتراضية (VARA) بصفتها الجهة التنظيمية للأصول الرقمية، بهدف ضمان تنظيم متكامل وشفاف لهذا النوع من المشاريع العقارية المبتكرة. ويأتي هذا المشروع ضمن جهود الدائرة لتحقيق مستهدفات استراتيجية دبي للقطاع العقاري 2033، التي تسعى إلى ترسيخ ريادة دبي العالمية في هذا القطاع الحيوي، من خلال تعزيز الشراكة مع القطاع الخاص واستقطاب الشركات العالمية المبتكرة. ويقتصر المشروع في مرحلته الأولى على العقارات الجاهزة، ولا يُسمح بترميز أي عقار إلا من خلال شركات مرخصة من سلطة الأصول الافتراضيّة، كما تتولى دائرة الأراضي والأملاك في دبي مراجعة عدالة تسعير العقار قبل إدراجه ضمن المنصة، وتشمل المرحلة التجريبية شركتين معتمدتين، على أن يُفتح المجال لاحقًا أمام المزيد من الشركات المؤهلة للانضمام إلى هذا السوق الناشئ. عوائد إيجاريّة ويستفيد المستثمر من عائدات إيجاريّة، وأخرى على رأس المال ناتجة عن زيادة قيمة العقار، مع امتلاكه لحصة قانونية موثقة في العقار، صادرة عن دائرة الأراضي والأملاك في دبي، ما يوفر تجربة استثمارية شفافة وآمنة، بعيداً عن تفاصيل إدارة العقارات التقليدية. ويُعد هذا المشروع جزءاً من مبادرة «ريس للابتكار العقاري» التي أطلقتها الدائرة سابقاً، والتي تهدف إلى وضع دبي على الخريطة العالمية لتكنولوجيا العقار والذكاء الاصطناعي، عبر تمكين بيئة تشريعية مرنة، وتشجيع استقطاب المواهب والشركات الناشئة في هذا المجال الحيوي، بما يعزز تنافسية الإمارة على الصعيد الدولي.

«نيوم» في يد خبير الهندسة الذكية.. من هو أيمن المديفر؟
«نيوم» في يد خبير الهندسة الذكية.. من هو أيمن المديفر؟

العين الإخبارية

timeمنذ 37 دقائق

  • العين الإخبارية

«نيوم» في يد خبير الهندسة الذكية.. من هو أيمن المديفر؟

تم تحديثه الأحد 2025/5/25 04:47 م بتوقيت أبوظبي رسمت المملكة العربية السعودية ملامح مرحلة جديدة في مشروع نيوم الطموح بتعيين المهندس أيمن المديفر رئيسًا تنفيذيًا وعضوًا منتدبًا للشركة. مع دخول أيمن المديفر رسميًا على خط قيادة "نيوم"، تبدأ مرحلة جديدة من المشروع السعودي العملاق، ترتكز على ترجمة الرؤية الطموحة إلى إنجازات واقعية. فـ"نيوم" لم تعد مجرد مشروع على الورق، بل باتت في طريقها لأن تكون أحد أبرز نماذج المدن المستقبلية الذكية في العالم، بقيادة رجل يجمع بين الخبرة والرؤية والطموح. من هو الرئيس التنفيذي الجديد لشركة نيوم؟ قرار تعيين المهندس أيمن المديفر، يأتي بعد فترة من قيادته للمشروع بالإنابة منذ نوفمبر/ تشرين الثاني 2023، حيث أظهر خلالها كفاءة عالية في إدارة ملف نيوم وسط تحديات مرحلية حساسة، أبرزها إجراء مراجعة شاملة للمشروعات الجارية. وقد منحت هذه الخطوة القيادة ثقة أكبر بقدرته على توجيه دفة المشروع العملاق نحو تحقيق مستهدفاته الطموحة. سيرة مهنية حافلة يحمل المديفر درجة البكالوريوس في هندسة النظم من جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، وبرنامجاً تدريبياً في التمويل من JPMorgan Chase. ولدى "المديفر" خبرة تمتد لأكثر من ربع قرن في القطاعين العام والخاص، إذ بدأ مشواره المهني عام 1999 في صندوق التنمية الصناعية السعودي، حيث عمل كمحلل ائتماني ثم مستشار، قبل أن ينتقل إلى هيئة السوق المالية ويتولى فيها إدارة التفتيش (2015-2018). لكن المحطة الأبرز في مسيرته، كانت مع صندوق الاستثمارات العامة السعودي (PIF) منذ عام 2018 إلى عام 2023، حيث قاد إدارة الاستثمارات العقارية المحلية، وأشرف على محفظة استثمارية تضم 52 مشروعاً عقارياً، كما ساهم في تحقيق عائد استثماري متوسط 7.8% للمحفظة العقارية (حسب التقرير السنوي لـPIF 2023). أما القطاع الخاص، فقد تولى مناصب تنفيذية في شركات كبرى، منها "شمول القابضة" و"الأندلس العقارية" (2012-2015)، بالإضافة إلى رئاسته لمجلس إدارة شركة "رؤى المدينة القابضة"، فضلًا عن عضويته في مجالس إدارات شركات ومؤسسات حكومية رفيعة. تحديات كبرى يركز المهندس أيمن المديفر خلال المرحلة الأولى من قيادته لـ"نيوم" على ملفات ملحة، في وقت تواجه فيه الشركة تحديات محورية، أبرزها: إنجاز 30% من مشروع "ذا لاين" بحلول 2025 استكمال البنية التحتية لمدينة أوكساجون الصناعية جذب استثمارات ضخمة 100 مليار دولار بحلول 2026، لدعم المشروع الذي تتجاوز قيمته 500 مليار دولار تحقيق التوازن بين الابتكار والاستدامة وسط ضغوط دولية لمعايير المدن الخضراء تحويل الرؤية إلى واقع ملموس عبر تقدم فعلي على الأرض يواكب الزخم الإعلامي العالمي توظيف 30,000 موظف جديد خلال 2025 "نيوم ليست مجرد مدينة... بل نموذج عالمي" في أول تعليق له بعد تعيينه رسميًا، عبّر المديفر عن طموح يتجاوز المفهوم التقليدي للمدن، قائلًا: "نحن لا نبني مدينة فحسب، بل نرسم نموذجًا جديدًا للعيش والعمل في القرن الحادي والعشرين." وترتكز رؤيته الاستراتيجية على ثلاث دعائم رئيسية: تحويل نيوم إلى مركز عالمي للتكنولوجيا والابتكار قيادة توجه عالمي في مجال الطاقة النظيفة والاستدامة تأسيس منظومة اقتصادية مرنة تجذب رواد الأعمال والمستثمرين من كل أنحاء العالم إنجازات المديفر خلال فترة الإنابة (2023-2024) خلال توليه منصب الرئيس التنفيذي بالإنابة، نجح أيمن المديفر في تحقيق نتائج ملموسة، من أبرزها: خفض تكاليف التشغيل بنسبة 12% (تقرير نيوم الربعي 2024) تسريع وتيرة التنفيذ بنسبة 18% لنفس الفترة إتمام مراجعة شاملة لجميع المشاريع الجارية 4 أهداف مستقبلية يركز أيمن المديفر في رؤيته المتوسطة المدى على تحقيق أربعة أهداف محورية تشمل: جذب 40 شركة تكنولوجيا كبرى بحلول 2026 تطوير 15 مشروعاً للطاقة المتجددة خفض الاعتماد على المقاولين من 70% إلى 50% بحلول 2027 زيادة نسبة التوطين في المناصب القيادية إلى 60% aXA6IDEwNy4xODEuMTI5LjExNCA= جزيرة ام اند امز GB

إنفيديا.. تعاون ضخم مع أوروبا لتدشين حاسوب ذكاء اصطناعي فائق بالسويد
إنفيديا.. تعاون ضخم مع أوروبا لتدشين حاسوب ذكاء اصطناعي فائق بالسويد

العين الإخبارية

timeمنذ ساعة واحدة

  • العين الإخبارية

إنفيديا.. تعاون ضخم مع أوروبا لتدشين حاسوب ذكاء اصطناعي فائق بالسويد

أعلنت شركة إنفيديا عن مشروع مشترك مع عدة شركات مدعومة من مجموعة فالينبرغ لتطوير بنية تحتية للذكاء الاصطناعي في السويد. وبحسب بلومبرغ، يهدف هذا التعاون إلى تطوير أكبر حاسوب فائق للذكاء الاصطناعي للأعمال في البلاد. وتشمل الشركات المشاركة: أسترازينيكا (AstraZeneca) وإريكسون (Ericsson)، وساب (Saab) وSEB، وكيان استثماري تابع لعائلة فالينبرغ. كما تخطط نفيديا أيضًا لإنشاء أول مركز تقني للذكاء الاصطناعي في السويد وسيسهّل هذا المركز التعاون في الأبحاث مع شركاء صناعيين. وتقوم عائلة فالينبرغ، التي تُعد من أبرز المؤثرين في الصناعة الأوروبية، باستثمار جزء كبير من أرباحها في البحث والتعليم. وقال جنسن هوانغ، الرئيس التنفيذي لشركة نفيديا: إن "البلاد تبني أول بنية تحتية لها في مجال الذكاء الاصطناعي — واضعة الأساس لاختراقات مستقبلية في مجالات العلم والصناعة والمجتمع." وكجزء من هذه المبادرة، قالت شركة ساب (Saab) إنها ستطبق منهجية الذكاء الاصطناعي لتسريع تطوير قدراتها الدفاعية. كما قدّمت الشركات الأخرى التزامات بدورها. وقال ماركوس فالينبرغ، رئيس مجلس إدارة شركة Wallenberg Investments AB: "نعتقد أن هذه المبادرة ستُولّد آثارًا إيجابية غير مباشرة قيّمة." عائلة فالينبرغ وعائلة فالينبرغ، وهي سلالة صناعية سويدية تعود جذورها إلى القرن التاسع عشر، مساهمًا نشطًا في بعض أكبر الشركات الأوروبية، وذلك بشكل أساسي من خلال ملكيتها في شركتي Investor AB وFAM. ويتم توزيع الأرباح عبر ما يُعرف بـ"نظام بيئي" من المؤسسات، حيث يتم توجيه أكثر من 2.9 مليار كرونة سويدية (حوالي 287 مليون دولار) سنويًا إلى البحث والتعليم في الدول الإسكندنافية. ويشكّل التعاون بين إنفيديا وفالينبرغ إمتدادًا لمنظومة الذكاء الاصطناعي الراسخة في السويد، بدلًا من بنائها من الصفر. فمنذ عام 2017، خصص برنامج فالينبرغ للذكاء الاصطناعي والأنظمة المستقلة والبرمجيات (WASP) مليارات الكرونات لأبحاث الذكاء الاصطناعي في الجامعات السويدية الرائدة، مما جعل البلاد مركزًا ناشئًا في هذا المجال. كما أطلقت السويد أيضًا AI Sweden في عام 2019 كمركز وطني للذكاء الاصطناعي التطبيقي، ويتعاون مع أكثر من 160 شريكًا من قطاع الأعمال والقطاع العام والأوساط الأكاديمية. ووضعت الحكومة استراتيجية وطنية للذكاء الاصطناعي عام 2018، وهي تركز على التعليم والبحث والتعاون الصناعي، وهو ما تستفيد منه إنفيديا الآن. ويمثل هذا المشروع تحولًا كبيرًا في بنية الذكاء الاصطناعي في السويد، حيث يُحوّل سنوات من الاستثمار البحثي إلى تطبيقات تجارية ودفاعية بالشراكة مع إحدى أكثر شركات التكنولوجيا قيمة في العالم. البُعد الدفاعي ووفقا للتقارير، فإن الدور البارز لشركة ساب (Saab) في هذه الشراكة يشير إلى أن بنية الذكاء الاصطناعي التحتية باتت تُنظر إليها من زاوية الأمن القومي. ويشير الإعلان صراحة إلى أن ساب ستقوم "بنشر منهجيات الذكاء الاصطناعي لتسريع تطوير قدراتها الدفاعية"، مما يدل على أن التطبيقات العسكرية تُعد دافعًا رئيسيًا لهذا الاستثمار. وتعكس مقاربة السويد إدراكًا متزايدًا بأن البنية التحتية المتقدمة للذكاء الاصطناعي تخدم غايتين مزدوجتين: التنافسية التجارية والقدرة الدفاعية، خاصة مع التأثير المتزايد للذكاء الاصطناعي في أنظمة الحرب والأمن الحديثة. وتظهر هذه الشراكة كيف أن دولًا خارج الولايات المتحدة والصين تعمل على تطوير استراتيجياتها الخاصة للسيادة في الذكاء الاصطناعي، حيث تستفيد السويد من قوتها الصناعية وتقنيات نفيديا لضمان بقائها في طليعة المنافسة الاقتصادية والدفاعية. aXA6IDgyLjI5LjIxMy4xMTIg جزيرة ام اند امز GB

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store