
دراسة تكشف اختلافات سرطان القولون بين الرجال والنساء
ورغم أنه يُعتبر مرضًا يرتبط بالأشخاص في سن متقدمة، فقد أظهرت دراسة حديثة تزايدًا ملحوظًا في حالات الإصابة بين الأشخاص دون سن الـ 50 عامًا، مما يثير القلق بين الأطباء والباحثين.
إلا أن ما يزيد تعقيد هذا المرض هو الاختلافات الواضحة في كيفية تأثيره على الرجال والنساء، سواء من حيث الأعراض أو العوامل المسببة، وحتى الموقع الورمي داخل الأمعاء.
وأوضحت الدراسة التي نشرت في موقع timesofindia، أن سرطان القولون يبدأ عادة في خلايا الأمعاء الغليظة، وعادةً ما يتطور من بوليبات حميدة قد تتحول إلى أورام خبيثة مع مرور الوقت.
هذا المرض من الأنواع القابلة للعلاج إذا تم اكتشافه مبكرًا، ولكن لا يزال التشخيص المبكر تحديًا كبيرًا بسبب الفروق بين الجنسين في أعراض المرض والوقت الذي يتم فيه التشخيص.
دور هرمون الإستروجين في الوقاية من سرطان القولون
تتشابه الأعراض بين الرجال والنساء بشكل عام، حيث يعاني كلا الجنسين من أعراض مثل التغيرات في عادات الأمعاء، وجود دم في البراز، والإرهاق غير المفسر.
ومع ذلك، تشير الدراسات إلى أن النساء غالبًا ما يُظهرن هذه الأعراض في وقت متأخر بحوالي 10 سنوات مقارنة بالرجال.
هذا التأخير في ظهور الأعراض يمكن أن يؤدي إلى تأخير التشخيص والعلاج. بالإضافة إلى ذلك، تميل النساء إلى تأجيل طلب التقييم الطبي أكثر من الرجال، مما يزيد من احتمالية اكتشاف المرض في مراحل متقدمة.
وعلاوة على ذلك، هناك اختلافات أخرى في الموقع الورمي بين الجنسين، حيث يشير الأطباء إلى أن النساء أكثر عرضة للإصابة بسرطان القولون في الجزء الأيمن (البروكسيمالي) من الأمعاء الغليظة. تتميز الأورام في هذا الجزء بأنها أكثر عدوانية وأصعب في الكشف المبكر، إذ تميل إلى أن تكون مسطحة وأقل وضوحًا أثناء الفحوصات مثل التنظير القولوني، مما يجعل اكتشافها في المراحل المبكرة أكثر صعوبة. في المقابل، يميل الرجال إلى تطوير الأورام في الجانب الأيسر من الأمعاء، حيث تكون أكثر وضوحًا وأسهل في الكشف، مما يساهم في تشخيصها في وقت أبكر.
تلعب العوامل البيولوجية والوراثية دورًا محوريًا في هذه الاختلافات بين الجنسين.
فالنساء في سن ما قبل انقطاع الطمث يستفدن من تأثيرات وقائية لهرمون الإستروجين، الذي قد يقلل من خطر الإصابة بسرطان القولون، ولكن بعد انقطاع الطمث، قد يؤدي انخفاض مستويات الإستروجين إلى زيادة خطر الإصابة بالأورام الأكثر عدوانية.
بالإضافة إلى ذلك، أظهرت الدراسات أن الكروموسوم X في النساء يوفر بعض الحماية الجينية التي لا تتوفر لدى الرجال، مما يجعلهم أكثر عرضة للإصابة بالمرض.
وبالتالي، تتداخل هذه العوامل البيولوجية مع الاختلافات في الأعراض والموقع الورمي لتشكل تحديات إضافية في تشخيص وعلاج سرطان القولون بين الجنسين.
كيف يختلف سرطان القولون بين الرجال والنساء؟ دراسة تجيب - المصدر | shutterstock
تأثير العوامل الحياتية على المرض
تؤثر العديد من العوامل الحياتية مثل السمنة، النظام الغذائي الغني باللحوم الحمراء أو المعالجة، والتدخين بشكل كبير على خطر الإصابة بسرطان القولون.
وتشير الدراسات إلى أن الرجال يكونون أكثر عرضة للعوامل القابلة للتعديل مثل التدخين، استهلاك الكحول، واللحوم الحمراء، بينما تعتبر السمنة في مرحلة الطفولة عامل خطر أكبر بالنسبة للنساء، حيث ترتبط السمنة المبكرة بزيادة فرص الإصابة بسرطان القولون في مراحل لاحقة من الحياة.
وقد شهدت السنوات الأخيرة زيادة ملحوظة في حالات الإصابة بسرطان القولون في مرحلة مبكرة (أقل من 50 عامًا)، مما يعكس تحولًا كبيرًا في أنماط الإصابة بهذا المرض. العوامل مثل السمنة، النظام الغذائي الغربي، والعادات غير الصحية مثل قلة النشاط البدني، تساهم بشكل كبير في هذا الارتفاع.
ورغم أن النساء دون سن الـ 50 يعانين من نسبة إصابة أعلى مقارنة بالرجال في نفس الفئة العمرية، إلا أن التشخيص المتأخر يشكل تحديًا رئيسيًا، حيث يُعتقد عادةً أن الأشخاص الأصغر سنًا أقل عرضة للإصابة بالمرض.
وتعد الطريقة الأكثر فعالية لمكافحة سرطان القولون هي الكشف المبكر. وفقًا للإرشادات الحديثة، تم تعديل العمر الموصى به لبدء الفحص الدوري إلى 45 عامًا بدلاً من 50 عامًا.
كما يُنصح بتخصيص الفحوصات والوقاية وفقًا للجنس، نظرًا للاختلافات الواضحة في مخاطر الإصابة والعوامل المسببة بين الرجال والنساء.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الرجل
منذ 18 دقائق
- الرجل
دراسة جديدة تكشف كيف يؤثر الدوبامين على استراتيجيات التعلم المختلفة
كشفت دراسة جديدة أن الدوبامين، أحد المواد الكيميائية في الدماغ، يلعب دورًا معقدًا في كيفية تعلم البشر، إذ أشارت أنه يؤثر على نوعين رئيسيين من التعلم: التفكير السريع والمتطلب للجهد، وكذلك التعلم البطيء المرتبط بتكوين العادات. وهذا الاكتشاف يقدم رؤى جديدة حول كيفية تأثير مستويات الدوبامين على استراتيجيات التعلم المختلفة، وحسب الخبراء يوجد نوعان رئيسيان من أنظمة التعلم في الدماغ: - الأول هو التعلم بالتحفيز، وهو عملية بطيئة تتضمن التعلم التدريجي لقيمة الأفعال بناءً على نتائجها، مثل تعلم ركوب الدراجة من خلال التجربة والخطأ. - الثاني هو الذاكرة العاملة، وهي عملية سريعة ومرنة تسمح بتخزين ومعالجة كمية صغيرة من المعلومات في فترة قصيرة. تأثير الدوبامين على التعلم الدراسة المنشورة في مجلة Nature Communications، أظهرت أن مستويات الدوبامين تؤثر على هذين النوعين من التعلم، حيث يساعد الدوبامين في تحسين القدرة على التعلم بالتحفيز، عبر تعزيز القدرة على اتخاذ قرارات تعتمد على التجربة والخطأ، كما يساهم في تسريع عملية استخدام الذاكرة العاملة في التعامل مع المشاكل المعقدة. وقد أجريت الدراسة على 100 مشارك من البالغين الأصحاء، باستخدام مهام معرفية، وأدوات تصوير الدماغ، وتدخلات دوائية، وتم قياس الأداء باستخدام مجموعة متنوعة من الأدوية التي تؤثر على مستويات الدوبامين. وأظهرت النتائج أن المشاركين الذين لديهم قدرة أعلى على إنتاج الدوبامين، كانوا أكثر قدرة على استخدام الذاكرة العاملة بفاعلية، حيث كان أدائهم أقوى في المهام التي تتطلب جهدًا عقليًا. أما عندما تم استخدام دواء "سولبيريد"، الذي يقلل من تأثيرات الدوبامين، تراجع أداء المشاركين في المهام التي تتطلب الذاكرة العاملة، مما أظهر أن تعطيل مسار الدوبامين يجعل الذاكرة العاملة أقل كفاءة. ملاحظات مثيرة: تأثير الأدوية على التعلم البطيء المفاجأة كانت عندما قام الباحثون بتحليل تأثير دواء "ميثيلفينيدات" (الريتالين) الذي يعزز الدوبامين، فقد أظهرت النتائج أن المشاركين الذين تناولوا هذا الدواء أظهروا منحنيات تعلم أسرع وتحسن أكبر في التعلم بالمكافأة. وأظهرت نماذج البيانات أن هذا الدواء زاد من سرعة تعلم المشاركين، خاصةً أولئك الذين لديهم قدرة أعلى على إنتاج الدوبامين بشكل طبيعي، مما يشير إلى أن الدوبامين لا يقتصر على تحسين الذاكرة العاملة فقط، بل يعزز أيضًا التعلم البطيء الذي يعتمد على التحفيز. هذه النتائج تفتح الباب لفهم أفضل لكيفية تأثير مستويات الدوبامين على التعلم في حالات الأمراض النفسية والعصبية، مثل اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة (ADHD) والفصام، حيث يُعتقد أن هناك اضطرابات في إشارات الدوبامين. ويقول الباحثون أن هذه الدراسة توفر رؤى مهمة حول كيفية تأثير الدوبامين على جهد التفكير، وكيفية تعلمنا من خلال التجربة والخطأ.


الشرق الأوسط
منذ 3 ساعات
- الشرق الأوسط
القهوة السوداء... 5 فئات من الناس عليهم تجنب تناولها
تُعد القهوة السوداء خياراً مفضّلاً لدى الكثير من المهتمين بالصحة، بفضل احتوائها على القليل من السعرات الحرارية وغناها بمضادات الأكسدة، إضافةً إلى قدرتها المحتملة على تعزيز الأيض. ومع ذلك، فهي ليست مناسبة للجميع؛ إذ يمكن أن تُسبّب أضراراً صحية لبعض الفئات، خاصة عند تناولها بكميات كبيرة أو حتى معتدلة لدى الأشخاص الحساسين للكافيين أو الحموضة، حسب موقع «ذي هيلث سايت» الطبي. يعود السبب إلى أن القهوة السوداء تتميز بخصائص منبّهة، واحتوائها على الكافيين، وارتفاع حموضتها؛ ما قد يؤدي إلى تفاقم بعض الحالات الطبية أو التداخل مع بعض الأدوية. وفيما يلي خمس فئات يُنصح بتجنّبها تماماً: القهوة السوداء شديدة الحموضة، وقد تؤدي إلى تهيّج بطانة المعدة وزيادة حرقة المعدة والانتفاخ والألم. كما أن الكافيين يرخّي العضلة الفاصلة بين المعدة والمريء، مما يسهل ارتجاع الحمض ويؤخر التعافي. الكافيين يرفع معدل ضربات القلب ومستويات هرمونات التوتر، ما قد يفاقم أعراض القلق، مثل التوتر، والأرق، والتهيّج، وحتى نوبات الهلع. القهوة تمنع عمل مادة الأدينوزين المسؤولة عن الإحساس بالنعاس، ويمكن أن يبقى تأثير الكافيين لساعات طويلة، ما يؤدي إلى الأرق وتدهور جودة النوم، وحتى التعب المزمن. احتواء القهوة على الكافيين وارتفاع حموضتها قد يؤديان إلى تفاقم بعض الحالات الطبية أو التداخل مع بعض الأدوية (رويترز) قد يرفع الكافيين ضغط الدم بشكل مؤقت، مما يزيد خطر الإصابة بمضاعفات خطيرة مثل الجلطات أو النوبات القلبية لدى مرضى الضغط المرتفع. أثناء الحمل، يتباطأ حرق الكافيين في الجسم، ما يزيد مدة بقائه. الكميات الزائدة قد ترتبط بانخفاض وزن المولود أو الولادة المبكرة؛ لذا توصي الجمعيات الطبية بألا تتجاوز الحصة اليومية 200 ملغ أو الامتناع التام للمرأة الحامل عن تناول الكافيين. حتى لدى الأشخاص الأصحاء، قد يؤدي الإفراط (أكثر من 3-4 أكواب يومياً) في القهوة إلى اضطرابات هضمية، وزيادة ضربات القلب، والاعتماد على الكافيين وأعراض الانسحاب، وضعف امتصاص الكالسيوم مما يؤثر على صحة العظام.


الشرق الأوسط
منذ 3 ساعات
- الشرق الأوسط
5 أمراض خطيرة قد تؤدي إلى تورم القدمين أثناء الليل
قال موقع «هيلث سايت» إن تورم القدمَيْن الذي قد يُصاحبه التهاب غير مبرر يُعدّ حالة طبية طارئة خطيرة تتطلّب عناية فورية؛ لأن الأمر قد يكون أكثر من مجرد التهاب. وأضاف أن الخبراء يذكرون أن التورم غير المبرر في القدمَيْن خلال فترة الليل قد يكون أبرز علامة على وجود مشكلات صحية مثل داء السكري، وأمراض الكلى، وأمراض القلب، وغيرها؛ لذا إن كنت تعاني أيضاً من مشكلات تورم القدمَيْن فلا تتجاهل الأمر. تتورم القدمان عندما لا يعمل القلب بشكل صحيح. وتُعرف أمراض القلب بأنها أي حالة تؤثر في صحة القلب، مما يُصعّب على العضو القيام بوظائفه بشكل صحيح. وفي هذه الحالة، لا يستطيع القلب ضخ الدم بفاعلية، مما يؤدي إلى موت الخلايا فجأة. وتورم القدمَيْن حالة تبدأ بالحدوث عندما يتراكم الماء الزائد في تلك المنطقة من الجسم بسبب ضعف الدورة الدموية. تُعدّ أمراض القلب والأوعية الدموية السبب الرئيسي للوفاة عالمياً (رويترز) تلف الكلى يمكن أن يُسبب تورم القدم بشكل غير طبيعي. وتشير الدراسات إلى أنه عندما لا تعمل الكلى بشكل صحيح، فإنها تميل إلى فقدان قدرتها على التخلص من السوائل الزائدة من الجسم، مما يؤدي إلى تراكم هذه السوائل والتسبب في انتفاخ وتورم القدمَيْن. لذلك، إذا لاحظت تورم قدميك بشكل غير متوقع، فتأكد من فحص كليتيك. عندما لا يعمل الكبد بشكل صحيح، فقد يؤدي ذلك إلى احتباس السوائل في ساقَيْك وقدمَيْك. وإذا لاحظت تورماً مصحوباً بانتفاخ البطن، فأنت بحاجة إلى عناية طبية عاجلة. سيدة في مستشفى (رويترز) إذا لاحظت جلطة دموية في وريد ساقك، فعليك القلق بشأنها؛ لأنها قد تعوق تدفق الدم، مما قد يؤدي إلى تورم وألم في قدمك، ويجب عليك التصرف فوراً، واستشر الطبيب فوراً إذا لاحظت ذلك. قد يُصاب مرضى السكري بالتهابات في القدم تُسبب تورماً واحمراراً وألماً، وإذا لم تُعالج هذه الالتهابات في الوقت المناسب فقد تنتشر العدوى وتُسبب مضاعفات صحية خطيرة.