
قمة اقتصادية ساخنة... بكين تحذر أوروبا من بناء الجدران والانعزال الاقتصادي
قمة ساخنة
انعقدت، أمس الخميس، في بكين بين قادة الاتحاد الأوروبي والرئيس الصيني شي جين بينغ، عبر الأوروبيون عن نفاد صبرهم إزاء تفاقم العجز التجاري مع الصين وتفاقم التوترات التجارية، بينما حذر شي بروكسل من مغبة "بناء الجدران والانعزال" مع دعوات لضبط النفس. القمة الأوروبية الصينية انعقدت بمناسبة الذكرى الخمسين للعلاقات الدبلوماسية بين الاتحاد الأوروبي والصين، بقاعة الشعب الكبرى في بكين، وسط أجواء مشحونة بالتوتر الاقتصادي، وشهدت تصريحات صريحة غير معتادة من الجانبين. وقالت رئيسة
المفوضية الأوروبية
أورسولا فون ديرلاين، في مستهل القمة: "لقد تعمقت علاقاتنا، لكن معها تعمقت الاختلالات". وأشارت إلى أن العلاقات التجارية مع الصين بلغت "نقطة تحول" تستدعي إعادة التوازن، مشددة على أن الاتحاد الأوروبي "فقد صبره" حيال استمرار اختلال الميزان التجاري وغياب المعاملة بالمثل. وطالبت باتخاذ خطوات ملموسة لخفض العجز التجاري الأوروبي مع
الصين
، بحسب "أسوشييتد برس".
ورد الرئيس الصيني شي جين بينغ خلال القمة برسائل واضحة، دعا فيها الاتحاد الأوروبي إلى "التمسك بالتعاون المنفتح ومعالجة الخلافات بروح بناءة"، مشدداً على أن "بناء الجدران والانفصال الاقتصادي سيقود إلى العزلة فقط"، وفق ما نقلته وكالة شينخوا الرسمية. وأشار شي صراحة إلى أن التحديات التي تواجه أوروبا "لا تأتي من الصين"، بل من ظروف عالمية معقدة تشمل التوترات الجيوسياسية والحرب التجارية المتصاعدة مع الولايات المتحدة. وطالب شي الاتحاد الأوروبي بعدم استخدام ما وصفه بـ "أدوات اقتصادية مقيدة" ضد الشركات الصينية، مشدداً على ضرورة توفير بيئة استثمارية مستقرة وآمنة للمؤسسات الصينية في الأسواق الأوروبية.
العجز التجاري وعقدة السيارات الكهربائية
أحد أبرز الملفات الشائكة التي طرحتها القمة كان العجز التجاري الأوروبي مع الصين، الذي بلغ 305.8 مليارات يورو في 2024، بزيادة قياسية بلغت 20% عن العام السابق، بحسب إحصاءات المفوضية الأوروبية. وفيما يتعلق بالصادرات، اتهمت بروكسل بكين بإغراق السوق الأوروبية بالسيارات الكهربائية الرخيصة، المدعومة من الحكومة الصينية. وقالت فون ديرلاين في تصريحات نقلتها "فايننشال تايمز" إن "الإغراق الصيني يهدد 2.5 مليون وظيفة في صناعة السيارات الأوروبية، و10.3 ملايين وظيفة مرتبطة بها بشكل غير مباشر".
وردت الصين بالمثل، حيث فرضت مؤخراً تحقيقات تجارية على منتجات أوروبية مثل اللحوم الفرنسية والأجبان، كما شددت الرقابة على صادرات المعادن الأرضية النادرة، التي تستخدم في تصنيع السيارات والتكنولوجيا المتقدمة. وفي تطور لافت، كشفت بيانات الجمارك الصينية، أن صادرات الصين من مغناطيسات العناصر النادرة إلى أوروبا ارتفعت بنسبة 245% خلال يونيو/حزيران مقارنة بمايو/أيار الماضيين، رغم أنها لا تزال أقل بنسبة 35% عن نفس الفترة من العام السابق، مما يشير إلى مرونة بكين في استخدام الورقة التجارية.
اقتصاد دولي
التحديثات الحية
ترامب يعلن اتفاقاً تجارياً مع الفيليبين ويستعد لمحادثات مع الصين
ويرى مراقبون أن السبب الرئيسي للعجز التجاري الأوروبي مع الصين هو اعتماد أوروبا الكبير على الواردات الصينية في القطاعات التقنية والصناعية، لا سيما مكونات السيارات والمنتجات الإلكترونية النادرة. وبحسب "رويترز"، فإن الاتحاد الأوروبي لا يزال يعتمد بنسبة تفوق 80% على الصين في توريد المعادن الأرضية النادرة، الضرورية لصناعة البطاريات والمغناطيسات والرقائق الدقيقة. كما يواجه القطاع الصناعي الأوروبي صعوبات في مواجهة سياسة الدعم الحكومي التي تعتمدها بكين، ما دفع المفوضية لفتح سلسلة من التحقيقات ضد الشركات الصينية المتهمة بالإغراق.
وتتركز الشكاوى الأوروبية خصوصاً في قطاع السيارات الكهربائية، حيث يتهم صانعو السيارات الأوروبيون، مثل "فولكسفاغن" و"رينو"، نظراءهم الصينيين بإغراق السوق بطرازات منخفضة السعر مدعومة بشكل غير تنافسي. ووفق "فايننشال تايمز"، ارتفعت حصة الصين من سوق السيارات الكهربائية الأوروبية إلى أكثر من 8% في النصف الأول من عام 2025، مقارنة بنسبة 4.7% في الفترة نفسها من العام السابق، وهو ما اعتبره الاتحاد الأوروبي تهديداً مباشراً لصناعته المحلية.
أوروبا بين فكي كماشة
تأتي القمة الأوروبية الصينية في وقت يتصاعد فيه التوتر بين واشنطن وبكين. ومع إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن حزمة رسوم جمركية جديدة على واردات السيارات الصينية بنسبة 30%، تشعر أوروبا أنها وسط فكي كماشة: فلا هي قادرة على مجابهة الصين منفردة، ولا على إغضاب واشنطن، بحسب تحليل "فايننشال تايمز". وقالت الصحيفة البريطانية إن مسؤولي الاتحاد الأوروبي يشعرون بالقلق من أن "أي تقارب مفرط مع بكين قد يستفز إدارة ترامب"، ولذلك يتبنون سياسة مزدوجة: الضغط على الصين تجارياً، مع التمسك بتحالفاتهم الاستراتيجية الغربية. من جهته، قال كبير اقتصاديي مركز السياسات الأوروبية، فابيان زوليغ، لوكالة أسوشييتد برس: "الاتحاد الأوروبي يسير على حبل مشدود: لا يريد خسارة السوق الصينية، لكنه لا يستطيع تحدي ترامب علناً. هذه المعادلة تعقد أي تقارب فعلي بين بروكسل وبكين".
ولم تقتصر القمة الأوروبية - الصينية على الملفات التجارية فقط، بل حضرت الحرب في أوكرانيا بوصفها من أكثر القضايا حساسية. فقد دعا رئيس المجلس الأوروبي، أنطونيو كوستا، الصين إلى استخدام نفوذها السياسي والاقتصادي لدى موسكو لـ "إنهاء الحرب بأسرع وقت ممكن"، وفق "أسوشييتد برس". وأكد كوستا أن الاتحاد الأوروبي ينظر إلى بكين على أنها طرف قادر على لعب دور محوري في الحد من التصعيد، وليس مجرد مراقب بعيد.
اقتصاد دولي
التحديثات الحية
الاتحاد الأوروبي يبحث الرد على رسوم ترامب وسط مساع للتوصل إلى اتفاق
وفي المقابل تجاهل الرئيس الصيني الدعوة بشكل مباشر، مكتفياً بالدعوة إلى حلول سياسية تراعي المصالح الأمنية لجميع الأطراف، دون إشارة إلى روسيا أو مسؤوليتها عن استمرار الحرب. كما أعرب عن رفضه للعقوبات الأوروبية الأخيرة التي شملت بنكين صينيين بسبب اتهامهما بتقديم خدمات مالية لقطاع التصنيع العسكري الروسي، بحسب "فايننشال تايمز". وردت وزارة التجارة الصينية على تلك العقوبات ببيان رسمي وصفتها فيه بأنها انتهاك صارخ للقواعد الاقتصادية العالمية، متوعدة باتخاذ إجراءات ضرورية لحماية مصالح المؤسسات المالية الصينية، ما زاد من تعقيد مسار القمة وقلص فرص التوصل إلى تفاهمات سياسية حقيقية.
وفي السياق ذاته، قالت رئيسة المفوضية الأوروبية، إن استمرار دعم بكين لقطاعات صناعية روسية أو التغاضي عن صادرات "ثنائية الاستخدام" يعرض العلاقات الثنائية لمزيد من التدهور، معتبرة أن أوروبا "لن تقف مكتوفة الأيدي أمام من يمكن آلة الحرب الروسية"، بحسب "واشنطن بوست". لكن مراقبين أوروبيين قللوا من جدوى الضغط على بكين في هذا الملف تحديداً، مشيرين إلى أن الصين، التي ترى في الحرب فرصة لإضعاف الغرب اقتصادياً، لن تغامر بتقويض تحالفها الاستراتيجي مع روسيا. وقالت "رويترز" إن بكين باتت أقل رغبة في الاستجابة للمطالب الأوروبية منذ أن خففت الولايات المتحدة لهجتها في الحرب التجارية، ما منح الصين هامشاً أكبر في مواجهة شركائها الأوروبيين دون تقديم تنازلات.
نقاط اتفاق محدودة
ورغم حدة الخلافات، أبدى الطرفان اهتماماً بالتوصل إلى بيان مشترك بشأن المناخ، تمهيداً لقمة الأمم المتحدة المرتقبة في البرازيل، نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، وهو ما وصفه المراقبون بـ "المنفذ الوحيد" لإنقاذ القمة من الفشل الكامل، وفق "واشنطن بوست". كما دعا شي إلى "التركيز على التعاون، وتجنب القطيعة التجارية"، قائلاً: "تحسين التنافسية لا يتم ببناء الأسوار، بل بالتعاون والاندماج." لكن دبلوماسياً أوروبياً رفيعاً قال لـ"فايننشال تايمز" إن "الصين تتحدث عن التعاون، لكنها عملياً لا تقدم تنازلات"، مشيراً إلى أن محاولات بروكسل لتعديل قواعد المنافسة ما زالت تصطدم بتعنت بكين.
ويرى خبراء في الاقتصاد السياسي أن أوروبا تحاول بناء "استقلالية استراتيجية"، لكنها لم تترجم هذا الطموح إلى أدوات فعلية، لا في التجارة ولا في السياسة. وقال نواه باركين، من مجموعة روديوم، في مقابلة مع "بلومبيرغ": "الصين تشعر الآن أنها انتصرت في المواجهة مع ترامب، وتستنتج من ذلك أن استراتيجية الصمود تفوق التنازلات. وهذا يقلل من فرص أي تفاهم حقيقي مع أوروبا".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العربي الجديد
منذ 3 ساعات
- العربي الجديد
اتفاق الرسوم الجمركية... هل فازت فون ديرلاين أم التهمها ترامب؟
قبل أيام قليلة من موعد نهائي محدد بمطلع أغسطس/ آب، توصلت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون ديرلاين والرئيس الأميركي دونالد ترامب، يوم الأحد الماضي، إلى اتفاق تجاري لتجنب فرض رسوم جمركية نسبتها 30% على الواردات الأميركية للتكتل. والسؤال المطروح هو: هل نجحت فون ديرلاين في تحاشي السيناريو الأسوأ، أم إن ترامب "التهمها في سهولة ويسر"، بحسب وصف رئيس وزراء المجر فيكتور أوربان، الذي لا يكف عن إصدار الانتقادات؟ المعلوم والمجهول وتواجه معظم صادرات الاتحاد الأوروبي الآن رسوماً جمركية شاملة نسبتها 15% - أعلى من النسبة قبل عودة ترامب للبيت الأبيض، ولكنها أقل بكثير من نسبة 30% التي هدد بها الرئيس الأميركي. ومن المقرر أن تدخل هذه الرسوم حيز التنفيذ يوم 7 أغسطس/آب الجاري - أي بعد أسبوع واحد من الموعد النهائي الأصلي - بحسب أمر تنفيذي اعتمده ترامب الخميس الماضي. وجاء في بيان للبيت الأبيض: "سوف يزيل الاتحاد الأوروبي الرسوم الجمركية الضخمة، بما في ذلك جميع الرسوم الأوروبية على السلع الصناعية الأمريكية المصدرة إلى التكتل، مما يخلق فرصاً هائلة للسلع المصنعة والمزروعة في أميركا للمنافسة والفوز في أوروبا". وأكدت المفوضية الأوروبية في بيان توضيحي عقب الاجتماع أن تفاصيل الاتفاق ليست سوى "معايير رئيسية" و"خطوة أولى في إطار عملية". سيارات التحديثات الحية السيارات الأوروبية وألمانيا الأكثر تضرراً من اتفاق الرسوم وأضافت أن الرسوم الجمركية، بنسبة 15%، تسري تقريباً على جميع صادرات الاتحاد الأوروبي، التي تخضع لرسوم متبادلة، وكذلك على السيارات وقطع الغيار، التي تصل نسبة الرسوم عليها حالياً إلى 25%. كما ستطبق الرسوم الجمركية المحتملة على المنتجات الصيدلانية وأشباه الموصلات مستقبلاً. ومع ذلك، سوف تعود الرسوم الجمركية على الطائرات، وأجزائها، وبعض المواد الكيميائية، والأدوية، والمواد الخام، إلى مستويات ما قبل تنصيب ترامب في يناير/ كانون الثاني الماضي. كما تعهد الاتحاد الأوروبي بتحسين وصول منتجات الأسماك الأميركية، وبعض الصادرات الزراعية من الولايات المتحدة، إلى أسواقه. ولا تزال بعض التفاصيل الدقيقة غير واضحة، ويصر البيت الأبيض على إبقاء الرسوم الجمركية على الصلب والألومنيوم والنحاس عند 50%، ولكن الاتحاد الأوروبي يخالف هذا الرأي، حيث تقول المفوضية: "سوف يحدد الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة حصصاً لنسب الرسوم الجمركية على صادرات الاتحاد الأوروبي إلى مستويات تاريخية، مما يخفض الرسوم الحالية التي تبلغ 50%". وأوضحت المفوضية أن الاتفاق غير مُلزم قانوناً، وأنه ستكون هناك مفاوضات إضافية. ووفقاً لبيان صدر عن البيت الأبيض، التزم الاتحاد الأوروبي أيضاً بعمليات شراء واسعة لمعدات الطاقة والمعدات العسكرية الأميركية. ولم تؤكد المفوضية الأوروبية سوى مشتريات معدات الطاقة. وقالت المفوضية إنها تعتزم شراء كميات من الغاز الطبيعي المسال، أو النفط، بقيمة 700 مليار يورو (750 مليار دولار) على مدى السنوات الثلاث المقبلة، إلى جانب تشجيع الشركات الأوروبية على استثمار قرابة 550 مليار يورو (600 مليار دولار). ما مدى سوء الأمر؟ لم يظهر قادة الاتحاد الأوروبي سعادة كبيرة بالاتفاق، ولكن معظمهم أقر، على مضض، بأنه قد يكون أفضل اتفاق متاح حالياً. وقال مفوّض التجارة في الاتحاد الأوروبي ماروش شيفتشوفيتش: "أنا على يقين تام بأن هذا الاتفاق أفضل من حرب تجارية مع الولايات المتحدة". وصرح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، يوم الأربعاء الماضي، بأن الاتحاد الأوروبي لم "يكن مخيفاً" بما يكفي، في مفاوضات التجارة، وتعهد بأن يكون "حازماً" في محادثات المُتابعة. وفي ألمانيا، حذر المستشار فريدريش ميرتس من أن التسوية التي تم التوصل إليها سوف تؤثر بقوة على اقتصاد بلاده الذي يعتمد على التصدير ولكنه دافع عن المفوضية الأوروبية، قائلاً: "هذا أفضل ما يمكن تحقيقه وسط الظروف الراهنة". وفي روما، رحبت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجا ميلوني بالاتفاق، وقالت: "لطالما اعتقدت، وما زلت، أن أي تصعيد تجاري بين أوروبا وأميركا سوف يجلب عواقب لا يمكن التنبؤ بها، ومن المحتمل أن تكون مدمرة". اقتصاد دولي التحديثات الحية 6 نقاط ضعف تهدّد الاقتصاد الأميركي بالركود وتقض مضجع إدارة ترامب وقال رئيس وزراء البرتغال لويس مونتينيغرو بأن الاتفاق "يوفر القدرة على التنبؤ والاستقرار، وهما أمران حيويان للشركات وللاقتصاد البرتغالي". اتسم رد فعل سلوفينيا الرسمي بالتردد، ولا تزال وزارة الاقتصاد السلوفينية تقوم بتحليل فحوى الاتفاق، ولكنها شددت على أهمية القدرة على التنبؤ والاستقرار، أيضاً للقطاعات المهمة مثل صناعات السيارات والأدوية. الرابحون والخاسرون يتفق المحللون على أن الولايات المتحدة خرجت فائزة بصورة أكبر. وعلى سبيل المثال، لا يواجه مُصدِّرو السيارات أي رسوم جمركية عند بيعها للاتحاد الأوروبي. ورغم ذلك، قد يواجه المستهلكون الأميركيون زيادة في أسعار السلع المستوردة، حيث قد تضع الشركات التكلفة الإضافية عليهم. وحذر المستشار الألماني من أن أمريكا لن تُحقق كافة النتائج التي ترجوها، وقال: "سوف نرى أيضا عواقب هذه السياسة التجارية في أميركا"، مضيفاً أنه لن يكون هناك ارتفاع في معدل التضخم فحسب، بل سوف يحدث اضطراب عام في التجارة عبر الأطلسي. وتعد ألمانيا، من حيث القيمة، أكبر مُصدِّري السلع إلى أميركا، التي تعد مقصداً رئيسياً لسياراتها وفولاذها وآلاتها. وبلغ إجمالي قيمة صادرات هذه السلع 161.2 مليار يورو في عام 2024. وتلي أيرلندا وإيطاليا ألمانيا في هذا الشأن، حيث بلغت قيمة صادراتهما لأميركا العام الماضي 72 مليار يورو و64 مليار يورو على الترتيب، بحسب مكتب إحصاءات الاتحاد الأوروبي (يوروستات). وتعد فرنسا أقل تضرراً، حتى وإن كانت الشركات الفرنسية العملاقة في قطاعات الطيران والأغذية الزراعية والنبيذ والسلع الفاخرة، تواجه خطر فقدان أسواقها. ووفقاً لـ "يوروستات"، يذهب حوالي 20% من صادرات الاتحاد الأوروبي السلعية لأميركا. وتختلف تداعيات الرسوم الجمركية الأميركية بشكل كبير على دول الاتحاد. وعلى سبيل المثال، تتركز معظم صادرات البرتغال داخل الاتحاد الأوروبي، وبشكل خاص لإسبانيا. وتشكل الصادرات لأميركا حوالي 5% فقط من إجمالي حجم التصدير. ومع ذلك، تعهدت الحكومة البرتغالية بالتعاون الكامل للتخفيف من التبعات السلبية للاتفاق، ودعم الشركات الوطنية، وخاصة في قطاعات النسيج والأحذية والنبيذ والمعادن. أما ألمانيا، وعلى نحو خاص صناعة السيارات الضخمة، فتقع على الطرف الآخر، حيث تُعتبر البلاد أكبر مُصدّر للسوق الأميركية. وقال اتحاد الصناعات الألمانية إن فرض رسوم جمركية بنسبة 15% فقط سوف يخلف أثارا سلبية ضخمة على الصناعة الألمانية المُوجّهة نحو التصدير. وبحسب رابطة صناعة السيارات في ألمانيا، تُقدر التكاليف السنوية لشركات صناعة السيارات الألمانية وحدها بالمليارات. أسواق التحديثات الحية الأسواق العالمية تهتز بعد قرار ترامب فرض رسوم جمركية على 68 دولة أما أيرلندا، فهي لها ميزة خاصة: إذ تتمتع الجزيرة بأكبر فائض تجاري بين دول الاتحاد الأوروبي السبع والعشرين، وتقوم بتصدير أكثر من 25% من سلعها للولايات المتحدة. وبشكل عام، سوف تكون بعض القطاعات أكثر تضررا، خاصة صناعات الأغذية والنبيذ، كما هو الحال في إسبانيا، وقطاعي الطيران والسلع الفاخرة في فرنسا، بالإضافة إلى قطاع السيارات في إيطاليا. وقد علقت شركة ستيلانتيس الفرنسية الإيطالية، ولا سيما فيات وبيجو، توقعاتها لهذا العام في إبريل/نيسان بسبب هذه الشكوك. وفي حين يسعى الاتحاد الأوروبي إلى تسوية شروط اتفاقية الرسوم الجمركية، بدأ المصدرون البلغار يشعرون بآثارها، بشكل فعلي- وبدأوا وضع استراتيجية لتنويع التجارة. ويمثل الكافيار مثالا على لك، حيث إن بلغاريا حاليا واحدة من أكبر منتجي الكافيار الأسود في أوروبا. ويقول رئيس جمعية تجار الكافيار الأسود في بلغاريا، إميل أرابادجييف، إن البلاد تصدر ما يتجاوز 15 طنا سنويا، وأعرب عن اعتقاده أن ارتفاع الأسعار لن ينال من الطلب عبر المحيط الأطلسي، حيث يوجد نقص في المنتج، ولكن التنويع في وجهات جديدة مثل أستراليا وكندا وإسبانيا من شأنه أن يعيد الهدوء إلى الصناعة. (أسوشييتد برس)


العربي الجديد
منذ 6 ساعات
- العربي الجديد
ليفركوزن يتصدر قائمة الأندية الأكثر ربحاً في الميركاتو الصيفي
يشهد نادي باير ليفركوزن الألماني مرحلة مفصلية عنوانها التغيير، إذ يتصدر قائمة الأندية الأكثر ربحاً في " الميركاتو " الصيفي الحالي، في مؤشر واضح على تحوّل استراتيجي يعتمده النادي. وتأتي هذه التحركات في أعقاب الإخفاق في الحفاظ على لقب الدوري خلال المواسم، التي تلت تتويجه التاريخي في موسم 2023-2024، ما دفع الإدارة إلى اعتماد سياسة بيع عدد من النجوم، واستقدام عناصر جديدة، بعضها من المواهب الشابة، بهدف إعادة بناء المشروع الكروي، وضمان استمرارية المنافسة . واتسم أداء باير ليفركوزن في الموسم الماضي بالتذبذب، رغم احتفاظه بمعظم نجومه، إلى جانب المدير الفني الإسباني، تشابي ألونسو (43 عاماً)، الذي يشرف حالياً على تدريب ريال مدريد بمقابل مالي كبير. ومنذ رحيل ألونسو، تبنّى النادي سياسة جديدة تمثلت بالتفريط بعدد من ركائزه الأساسية، ما دفع وسائل الإعلام إلى وصف ما جرى بـ"عاصفة الخروج الجماعي"، إيذاناً بنهاية الجيل الذهبي الذي صنع أمجاد النادي، وأعاد البسمة إلى وجوه الجماهير. وقد غادر الفريق ستة لاعبين كان لهم دور محوري في تحقيق الإنجازات التاريخية . ونجح باير ليفركوزن في جمع 205 ملايين يورو من صفقات البيع خلال "الميركاتو" الصيفي، متجاوزاً بوروسيا دورتموند، ليصبح النادي الألماني الأكثر ربحاً من انتقالات اللاعبين، بحسب ما أوردته صحيفة سبورت الإسبانية، الخميس. وشكّلت صفقة انتقال النجم الشاب، فلوريان فيرتز (22 عاماً) إلى ليفربول الإنكليزي أبرز محطات السوق، بعدما دفع بطل "البريمييرليغ" 125 مليون يورو لضمه، مع إمكانية ارتفاع المبلغ إلى 140 مليوناً عبر الحوافز والبنود الإضافية . كذلك انضم المدافع الهولندي، جيريمي فريمبونغ (24 عاماً)، إلى ليفربول في صفقة بلغت 40 مليون يورو، فيما انتقل الإيفواري أوديلون كوسونو (24 عاماً) إلى نادي أتلانتا الإيطالي مقابل 20 مليون يورو. وواصل باير ليفركوزن تصدير لاعبيه، حتى في صفقات صغيرة نسبياً، من بينها انتقال الكولومبي غوستافو بويرتا (22 عاماً) إلى هال سيتي الإنكليزي مقابل 3.5 ملايين يورو، إضافة إلى رحيل المدافع الدولي الألماني، جوناثان تاه، الذي فضّل الانتقال إلى بايرن ميونخ في صفقة قُدّرت بمليوني يورو . بعيدا عن الملاعب التحديثات الحية بايرن ميونخ يعزز مداخيله بعقد رعاية ضخم بشروط غير معتادة لكن السلسلة لم تتوقف هنا، إذ أضاف ليفركوزن مبلغاً جديداً إلى خزائنه من خلال بيع غرانيت تشاكا (32 عاماً) لنادي سندرلاند، في صفقة قُدّرت بحوالى 20 مليون يورو. ويعود الدولي السويسري بذلك إلى الدوري الإنكليزي الممتاز بعد موسمين ناجحين في ألمانيا، كان خلالهما صاحب دور محوري في تتويج الفريق بلقبي الدوري والكأس . وبهذه السياسة الجديدة، يفتح باير ليفركوزن صفحة جديدة في تاريخه، مرتكزاً على أرباح قياسية ورؤية فنية متجددة، تسعى لإعادة بناء الفريق دون التفريط بطموحات المنافسة. وبين رهان على المواهب الصاعدة وتدوير الخبرات، يبدو أن النادي الألماني يراهن على مشروع طويل المدى، يهدف إلى البقاء في دائرة الأضواء رغم رحيل الجيل الذهبي .


العربي الجديد
منذ 13 ساعات
- العربي الجديد
المغرب يتوقع أكثر من 10 مليارات دولار من مبيعات الفوسفات نتيجة لارتفاع الطلب العالمي
يتجه المغرب نحو تحقيق إيرادات تفوق 10 مليارات دولار في العام الحالي من صادرات الفوسفات والأسمدة، حيث سيستفيد من ارتفاع أسعار الأسمدة وزيادة الطلب العالمي عليه في سياق قيود صينية وعقوبات مفروضة على روسيا. ويكشف التقرير الشهري لمكتب الصرف أن صادرات الفوسفات ومشتقاته سجلت في النصف الأول من العام الجاري ارتفاعا بنسبة 18.9%، لتصل إلى 4.66 مليارات دولار. ويأتي ذلك، حسب المكتب التابع لوزارة الاقتصاد والمالية، بعد ارتفاع مبيعات الأسمدة الطبيعية والكيماوية بنسبة 16.7%، كي تصل قيمتها إلى 3.41 مليارات دولار الربع الأول من العام الجاري. وزادت صادرات شركة المجمع الشريف للفوسفات المملوك للدولة بعد ارتفاع مبيعات الفوسفات الخام بنسبة 51.4% في متم يونيو الماضي، كي تبلغ 480 مليون دولار، فيما ارتفعت مبيعات الحامض الفوسفوري بنسبة 12.8%لتصل إلى 756 مليون دولار. وكانت صادرات الفوسفات ومشتقاته وصلت في العام الماضي، حسب مكتب الصرف، إلى 8.7 مليارات دولار، مسجلة زيادة بسبة 13.1% مقارنة بعام 2023. اقتصاد عربي التحديثات الحية العجز التجاري للمغرب يتسع 18.4% رغم نمو الصادرات والفوسفات ويتوقع بنك االمغرب أن ترتفع صادرات الفوسفات ومشتقاته في العام الحالي بنسبة 20.1% في العام الحالي، كي تصل عائداتها إلى حوالي 10.5 مليارات دولار، مدفوعة بارتفاع الأسعار، علما أنها كانت قفزت إلى 11.4 مليار دولار في 2022. ويشير بنك المغرب إلى أن أسعار الفوسفات الخام المغربي ستنخفض منن 214 دولارا للطن في 2024 إلى 206 دولارات في 2025، ثم إلى 183 دولارا في العام المقبل. غير أنه يشير إلى أن أسعار مشتقات الفوسفات تتجه نحو الارتفاع ارتباطا بتراجع العرض العالمي، حيث سيصل سعر السماد ثنائي فوسفات الأمونيوم إلى 689 دولارا للطن في العام الحالي، فيما سيصل سعر سماد ثلاثي سوبر فوسفات إلى 540 دولارا للطن. وتتوقع المندوبية االسامية للتخطيط،، في الميزانية الاقتصادية الاستشرافية، أن تعزز الصادرات من الفوسفات ومشتقاته من منحاها التصاعدي خلال سنتي 2025 و2026، مدعومة بقوة الطلب العالمي، خاصة الطلب الوارد من أميركا اللاتينية وأوروبا وآسيا، مستفيدة من القيود المفروضة على الصادرات الصينية واستمرار فرض العقوبات على الفوسفات الروسي، وهي العقوبات التي شرع الاتحاد الأوروبي في تفعيلها. اقتصاد دولي التحديثات الحية روسيا: اتفاق تسهيل تصدير الغذاء والأسمدة فشل بسبب العقوبات وسيستفيد المغرب من ارتفاع الطلب على الأسمدة من الهند بعد القيود المفروضة على الصادرات الصينية. فقد ارتفعت مشتريات الهند من الأسمدة المغربية بنسبة 22% كي تصل إلى مليون طن بين يناير/كانون الثاني وإبريل/نيسان 2025، حسب وزارة التجارة الهندية. وتؤكد المندوبية السامية للتخطيط أن ملاءمة منتجات المجمع الشريف للفوسفات مع المعايير البيئية الأوروبية ستساهم في تعزيز ولوج الصادرات من الفوسفات إلى الأسواق الأوروبية. وتشدد المندوبية على أن قيمة الصادرات من السلع ستشهد زيادة بنسبة 5.7% في العام الحالي و6% سنة 2026، مستفيدة من ارتفاع أسعار الفوسفات ومشتقاته. يأتي دور المغرب الوازن في سوق الأسمدة من كون أرض المملكة تختزن 70% من المخزون العالمي من الفوسفات، ما يجعل منه لاعبا حاسما في السياسة الزراعية في العالم عبر الأسمدة المتنوعة التي يسعى إلى توفيرها كي توافق نوعية التربة. ويشير الاقتصادي محمد الشيكر إلى أنه رغم ارتفاع مبيعات قطاع السيارات في الأعوام الأخيرة، إلا أن عائدات الفوسفات التي يستفيد منها المغرب تعد الأعلى، على اعتبار أن تلك الصناعة محلية خالصة، عكس صناعة السيارات التي تتولاها مجموعات أجنبية. اقتصاد عربي التحديثات الحية الصادرات المغربية أمام تحدي ضريبة الكربون الأوروبية ويوضح في تصريح لـ"العربي االجديد" أن الاستراتيجية التي تبناها المجمع الشريف للفوسفات ، والتي تقوم على تحويل الفوسفات إلى أسمدة، تساهم في زيادة القيمة المضافة والتموقع بقوة في أسواق مهمة، خاصة في ظل توفر المملكة على أكبر احتياطي من الفوسفات في العالم. ويسعى المغرب إلى تعزيز حضوره في سوق الأسمدة. فقد كشف مجموعة المكتب الشريف للفوسفات "OCP Nutricrops"، في الأسبوع الماضي، عن تجاوز سقف 5 ملايين طن من الطاقة الإنتاجية لسماد ثلاثي سوبر فوسفات. تلك طاقة يراهن ذلك الفرع على رفعها إلى 7 ملايين طن في نهاية 2025. وسعى المجمع الشريف للفوسفات إلى رفع قدرات إنتاج الأسمدة بين 2023 و2027 كي تنتقل من 12 مليون طن إلى 20 مليون طن، وهو ما سيقتضي توسيع قدرات استخراج الفوسفات الخام وفتح مصانع لتوفير الأسمدة. يأتي ذلك الاستثمار كي يُضاف إلى المشاريع التي شرع في تنفيذها قبل عشرة أعوام. فقد كان المجمع الشريف للفوسفات أطلق برنامجا استثماريا بـ8 مليارات دولار، بهدف مضاعفة قدراته الإنتاجية من الأسمدة من 4 ملايين طن إلى 12 مليون طن، ليتحول إلى أكبر منتج ومصدر الأسمدة الفوسفاتية. ويشير تقرير المؤسسات والشركات العمومية الصادر عن وزارة الاقتصاد والمالية إلى أن استثمارات المجمع الشريف للفوسفات في الأعوام الثلاثة المقبلة ستصل إلى 14 مليار دولار، حيث تتوزع بين 4,5 مليارات دولار من الاستثمارات في 2025 و 5.2 مليارات دولار في 2026 و4.21 مليارات دولار في 2027. وقد تمكن المغرب من تحويل هذه الثروة إلى رافعة للتحول الاقتصادي، وذلك من خلال نهج مجموعة المكتب الشريف للفوسفات سياسةً صناعيةً طموحةً منذ سنة 2008. وتهدف استراتيجية المجمع الشريف للفوسفات، المملوك للدولة، منذ سنة 2008، إلى النهوض بنموذج الاستخراج المعدني المعتمد على الفوسفات الخام والانتقال إلى نموذج متكامل ذي قيمة مضافة عالية يرتكز على التصنيع المحلي وإنتاج أسمدة كيميائية، حيث ساهم تعزيز البنية التحتية الصناعية وتحسين نقل الفوسفات عبر خطوط الأنابيب وتوسيع قدرات إنتاج الأسمدة عالية القيمة في تعزيز التحول الصناعي وتطوير إنتاج الفوسفات.