logo
بعد "صدمة" أرقام الوظائف.. ترامب يطيح بمسؤولة رفيعة في وزارة العمل

بعد "صدمة" أرقام الوظائف.. ترامب يطيح بمسؤولة رفيعة في وزارة العمل

يورو نيوزمنذ 3 أيام
أقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الجمعة، مسؤولة رفيعة في وزارة العمل، في خطوة جاءت مباشرة بعد صدور تقرير صادم عن ضعف أداء سوق العمل الأمريكي، واتهمها – دون أدلة – بتزوير الأرقام، ما أثار مخاوف متزايدة حول نزاهة البيانات الاقتصادية الصادرة عن الحكومة الفيدرالية.
وجاء القرار بعد دقائق من إعلان مكتب إحصاءات العمل (Bureau of Labor Statistics - BLS) أن الاقتصاد الأمريكي أضاف فقط 73 ألف وظيفة في يوليو، وهو رقم أقل بكثير من التوقعات. ولكن الأهم كان المراجعات السلبية الكبيرة التي كشفت أن الاقتصاد أنشأ 258 ألف وظيفة أقل في شهري مايو ويونيو مما أُبلغ عنه سابقاً، ما أثار ارتياباً واسعاً في دقة البيانات.
وكتب ترامب على منصته "تروث سوشيال": "نحتاج إلى أرقام توظيف دقيقة. لقد وجّهت فريقي بإقالة هذه الموظفة السياسية التابعة لبايدن فوراً. وسيتم استبدالها بشخص أكثر كفاءة وتأهيلاً بكثير".
ووفقاً لمسؤول في إدارة ترامب تحدث لـ"رويترز" شريطة عدم الكشف عن هويته، فإن البيت الأبيض يشعر بقلق متزايد من حجم المراجعات الكبيرة في البيانات الاقتصادية الأخيرة، إضافة إلى تراجع معدلات الاستجابة في الاستبيانات التي يعتمد عليها المكتب.
واعتبر المسؤول أن هذه المشكلات "كامنة منذ سنوات، بدأت خلال جائحة كوفيد، ولم تُعالج"، مضيفاً: "الأسواق والشركات والحكومة بحاجة إلى بيانات دقيقة، لكننا ببساطة لم نحصل على ذلك".
وأظهرت بيانات المكتب أن معدل الاستجابة في الاستبيانات المتعلقة بالتوظيف انخفض من 80.3% في أكتوبر 2020 إلى 67.1% في يوليو 2024، ما يُضعف من موثوقية النتائج. كما خفّض المكتب بالفعل من حجم عينات جمع البيانات الخاصة بمؤشر أسعار المستهلكين (CPI) ومؤشر أسعار المنتجين (PPI)، بسبب ما وصفه بـ"قيود الموارد".
ويستطلع مكتب إحصاءات العمل نحو 121 ألف شركة ومؤسسة حكومية، تمثل حوالي 631 ألف موقع عمل فردي لتقرير التوظيف الشهري. ورغم أهمية هذه البيانات، فإن تراجع الاستجابة والموارد البشرية أثّر على دقتها، وفق خبراء.
وأشار استطلاع أجرته "رويترز" الشهر الماضي إلى أن 89 من أصل 100 خبير اقتصادي وسياسي بارز يشعرون بالقلق من جودة البيانات الاقتصادية الأمريكية، مع تأكيد معظمهم على أن السلطات لا تعالج هذه المخاوف بالسرعة الكافية.
وأثار قرار ترامب بإقالة ماكنترفير مخاوف من أن تُستخدم البيانات الاقتصادية كأداة سياسية. وقال مايكل مادويتز، الخبير الاقتصادي الرئيسي في معهد روزفلت: "تسييس الإحصاءات الاقتصادية عمل يضر بالذات. المصداقية أسهل في الفقدان منها في البناء، ومصداقية البيانات الاقتصادية الأمريكية هي العمود الفقري لأقوى اقتصاد في العالم. إخفاء الحقيقة عن حالة الاقتصاد له تاريخ طويل، ولا ينتهي أبداً بشكل جيد".
"فرصة مبكرة" لترامب
أعلنت حاكمة الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي أدريانا كوغلر استقالتها بشكل مفاجئ بعد ظهر الجمعة، ما يفتح أمام ترامب فرصة أبكر من المتوقع للتأثير على تشكيل مجلس محافظي البنك المركزي.
وكان ترامب قد هدّد مراراً بإقالة رئيس الفيدرالي جيروم باول، بسبب رفضه خفض أسعار الفائدة بالشكل الذي يطالب به الرئيس، الذي يرى أن الفائدة المرتفعة تعيق النمو. وينتهي ولاية باول الرسمية في مايو 2025، لكنه يمكن أن يبقى في المجلس حتى 31 يناير 2028 إذا رغب.
وباستقالة كوغلر، التي ستُنهي مهامها في نهاية الأسبوع القادم، يحصل ترامب على فرصة لتعيين حاكم جديد لإكمال مدتها التي تنتهي في 31 يناير 2026. ويمكن لهذا الحاكم أن يُعاد تعيينه لولاية كاملة مدتها 14 عاماً، ما يمنح ترامب نفوذاً مستمراً على البنك المركزي.
وتشير التكهنات إلى أن ترامب قد يستخدم هذا المنصب كخطوة تمهيدية لترشيح خلف محتمل لباول. ومن بين الأسماء المرشحة: كيفن هاسيت، المستشار الاقتصادي لترامب، وسكوت بيسنت، وزير الخزانة، والحاكم السابق للفيدرالي كيفن وارش، والحاكم الحالي كريس والر، الذي عيّنه ترامب، وصوّت هذا الأسبوع ضد قرار البنك بالإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير، مفضلاً بدء خفضها فوراً.
وأثناء مغادرته البيت الأبيض لقضاء عطلة نهاية الأسبوع في مقره في بدمينستر بنيو جيرسي، عبّر ترامب عن سعادته بالمنصب الشاغر، دون التطرق إلى تفاصيل التعيين القادم.
وقال ديريك تانغ، المحلل في شركة "إل إتش ماير" للأبحاث: "لا ينبغي أن نقرأ دوافع سياسية مباشرة في قرار كوغلر، رغم أن النتيجة هي أنها تُجبر ترامب على التحرك. إنها تُرجع الكرة إلى ملعبه وتقول له: أنت تمارس ضغوطاً هائلة على الفيدرالي وترغب في التحكم في التعيينات، حسناً، إليك منصباً شاغراً".
أسواق منهارة تحت وطأة التطورات
وجاءت هذه التطورات في وقت تعاني فيه أسواق الأسهم من تقلبات حادة بسبب سلسلة إعلانات ترامب الأخيرة حول فرض رسوم جمركية جديدة، إضافة إلى البيانات الضعيفة عن سوق العمل. وهبط مؤشر "S&P 500" القياسي بنسبة 1.6%، في أكبر انخفاض يومي له منذ أكثر من شهرين.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

"بوتين لن يرضخ".. تقرير يكشف عدم اكتراث الرئيس الروسي لتهديدات ترامب بشأن أوكرانيا
"بوتين لن يرضخ".. تقرير يكشف عدم اكتراث الرئيس الروسي لتهديدات ترامب بشأن أوكرانيا

يورو نيوز

timeمنذ 3 ساعات

  • يورو نيوز

"بوتين لن يرضخ".. تقرير يكشف عدم اكتراث الرئيس الروسي لتهديدات ترامب بشأن أوكرانيا

وهدد ترامب بفرض عقوبات جديدة على روسيا وفرض رسوم جمركية بنسبة 100% على الدول التي تشتري نفطها - وأكبرها الصين والهند - ما لم يوافق بوتين على وقف إطلاق النار في حرب روسيا في أوكرانيا. وينبع تصميم بوتين على الاستمرار من إيمانه بأن روسيا تنتصر، ومن تشككه في أن المزيد من العقوبات الأمريكية سيكون له تأثير كبير بعد موجات متتالية من العقوبات الاقتصادية خلال ثلاث سنوات ونصف من الحرب، وفقًا لمصادر الكرملين. تجنب إغضاب ترامب ولا يريد الرئيس الروسي إغضاب ترامب، ويُدرك أنه قد يُضيّع فرصةً لتحسين العلاقات مع واشنطن والغرب، لكن أهدافه الحربية لها الأولوية. وأفاد مصدر أن هدف بوتين هو الاستيلاء الكامل على مناطق دونيتسك ولوغانسك وزابوريزهيا وخيرسون الأوكرانية، التي تُطالب بها روسيا، ثمّ مناقشة اتفاقية سلام. وأضاف مصدر أن عملية المحادثات الحالية، التي التقى فيها المفاوضون الروس والأوكرانيون ثلاث مرات منذ مايو/ أيار، كانت محاولةً من موسكو لإقناع ترامب بأن بوتين لا يرفض السلام، مضيفًا أن المحادثات كانت خاليةً من أي مضمون حقيقي باستثناء مناقشات التبادلات الإنسانية. تقول روسيا إنها جادة في التوصل إلى سلام طويل الأمد في المفاوضات، إلا أن العملية معقدة نظرًا لتباعد مواقف الجانبين. ووصف بوتين المحادثات الأسبوع الماضي بأنها إيجابية. وتشمل مطالب موسكو المعلنة انسحابًا أوكرانيًا كاملًا من المناطق الأربع، وقبول كييف بوضع الحياد، وفرض قيود على حجم جيشها، وهي مطالب رفضتها أوكرانيا. ويتكوف في موسكو وفي إشارة إلى احتمال وجود فرصة للتوصل إلى اتفاق قبل الموعد النهائي، من المتوقع أن يزور المبعوث الخاص لترامب، ستيف ويتكوف، روسيا هذا الأسبوع، عقب تصعيد في الخطاب بين ترامب وموسكو بشأن مخاطر الحرب النووية. ويوم الاثنين، أعلنت روسيا أنها لم تعد ملزمة بوقف اختياري للصواريخ النووية قصيرة ومتوسطة المدى. ترامب، الذي أشاد سابقًا ببوتين وألمح إلى احتمال إبرام صفقات تجارية مربحة بين بلديهما، أعرب مؤخرًا عن نفاد صبره المتزايد تجاه الرئيس الروسي. وقد اشتكى مما وصفه بـ"هراء" بوتين، ووصف القصف الروسي المتواصل لكييف ومدن أوكرانية أخرى بأنه "مثير للاشمئزاز". دعت رئيسة الوزراء الأوكرانية يوليا سفيريدينكو العالم الأسبوع الماضي إلى الرد بـ"أقصى قدر من الضغط" بعد أن أسفرت أسوأ غارة جوية روسية هذا العام عن مقتل 31 شخصًا في كييف، بينهم خمسة أطفال، فيما وصفته برد روسيا على مهلة ترامب النهائية. وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، آنا كيلي: "يريد الرئيس ترامب وقف القتل، ولهذا السبب يبيع أسلحة أمريكية الصنع لأعضاء الناتو، ويهدد بوتين برسوم جمركية وعقوبات قاسية إذا لم يوافق على وقف إطلاق النار". تهديد مؤلم وقال مصدر آخر إن تهديد ترامب بالعقوبات كان "مؤلمًا ومزعجًا"، ولكنه ليس كارثيًا. وأضاف المصدر أنه لم يتضح بعد ما إذا كان ترامب سينفذ إنذاره، مضيفًا أنه "سبق أن وجّه تهديدات" ثم لم يقم بأي إجراء، أو غيّر رأيه، مشيراً إلى أنه من الصعب تخيّل أن الصين ستتوقف عن شراء النفط الروسي بناءً على تعليمات من ترامب، وأن أفعاله قد تأتي بنتائج عكسية برفع أسعار النفط. ونتيجةً لجولات العقوبات السابقة، تضررت إيرادات مُصدّري النفط والغاز الروس بشكل كبير، وانخفض الاستثمار الأجنبي المباشر في البلاد بنسبة 63% العام الماضي، وفقًا لبيانات التجارة الصادرة عن الأمم المتحدة. كما جُمّدت أصولٌ للبنوك المركزية في ولايات قضائية أجنبية تُقدّر بنحو 300 مليار دولار. لكن قدرة روسيا على شنّ الحرب لم تُعقّد، ويعود الفضل في ذلك جزئيًا إلى إمدادات الذخيرة من كوريا الشمالية وواردات الصين من المكونات ذات الاستخدام المزدوج التي ساهمت في زيادة هائلة في إنتاج الأسلحة. وقد صرّح الكرملين مرارًا وتكرارًا بأن روسيا تتمتع ببعض "الحصانة" من العقوبات. وأقرّ ترامب بمهارة روسيا في التهرب من العقوبات. وقال للصحفيين في نهاية الأسبوع، ردًا على سؤال حول ردّه إذا لم توافق روسيا على وقف إطلاق النار: "إنهم أشخاص ماكرون، وهم بارعون جدًا في تجنب العقوبات، لذا سنرى ما سيحدث". أشار المصدر الروسي إلى أن بوتين، في سعيه لحل النزاع، يُدير ظهره لعرض أمريكي قُدّم في مارس/ آذار، مفاده أن واشنطن، مقابل موافقته على وقف إطلاق نار كامل، سترفع العقوبات الأمريكية، وتعترف بملكية روسيا لشبه جزيرة القرم - التي ضمتها من أوكرانيا عام 2014 - وتعترف بالسيطرة الروسية الفعلية على الأراضي التي استولت عليها قواتها منذ عام 2022. ووصف المصدر العرض بأنه "فرصة رائعة"، لكنه قال إن وقف الحرب أصعب بكثير من إشعالها. خطوط مواجهة مشتعلة لا تزال خطوط المواجهة شرقي أوكرانيا مشتعلة منذ أكثر من ثلاث سنوات، قتل ثلاثة أشخاص في هجوم روسي بواسطة طائرات مسيرة على مدينة لوزوفا الواقعة في منطقة خاركيف شرقي أوكرانيا. وفي سياق متصل، أفاد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، على منصة تلغرام، بأن روسيا أطلقت أكثر من 25 مسيّرة باتّجاه المدينة وضربت "بنى تحتية مدنية"، مؤكدا أن الهجوم ألحق أضرارا "بالسكك الحديد بما في ذلك مستودع ومحطة"، ما تسبب بإصابة عشرة أشخاص بجروح. من جهتها، أكدت روسيا سيطرة قواتها من مجموعة "الشرق" على بلدة يانفارسكيه في مقاطعة دنيبروبتروفسك وسط أوكرانيا. ونوهت وزارة الدفاع الروسية إلى أسقاط دفاعاتها الجوية خلال الليلة الماضية 24 طائرة مسيرة أوكرانية، بما في ذلك 13 فوق بريانسك وسبع فوق روستوف، واثنتان فوق كالوغا وسمولينسك. حتى الآن، لم تُفلح وعود ترامب وتهديداته ومُحاولاته في تغيير موقف الكرملين، ولا يزال الجمود الدبلوماسي قائمًا. في غضون ذلك، تخسر أوكرانيا المزيد من الأراضي على خط المواجهة، على الرغم من عدم وجود أي مؤشر على انهيار وشيك لدفاعاتها.

ديمتري مدفيديف يستفز دونالد ترامب.. تجاوزات "زعيم التحريض" في سلطات بوتين
ديمتري مدفيديف يستفز دونالد ترامب.. تجاوزات "زعيم التحريض" في سلطات بوتين

فرانس 24

timeمنذ 5 ساعات

  • فرانس 24

ديمتري مدفيديف يستفز دونالد ترامب.. تجاوزات "زعيم التحريض" في سلطات بوتين

إنه الرجل الذي دفع بدونالد ترامب، الجمعة 1 أغسطس / أب إلى نشر غواصتين نوويتين فيما أسماه "أماكن مناسبة" غير بعيدة عن روسيا. يعتبر الرئيس الروسي السابق ديمتري مدفيديف المسؤول الروسي الذي يدفع بالاستفزاز إلى أقصى مدى منذ بداية الغزو الروسي الواسع على أوكرانيا في فبراير/ شباط 2022. ويعتبر هذا، تحولا كبيرا بالنسبة لسياسي، كان، قبل عشر سنوات، يجسد الوجه الليبرالي لروسيا. معتاد على التصريحات الاستفزازية مبررا قراره بنشر غواصتين، نشر دونالد ترامب على موقعه الاجتماعي تروث سوشيال "الكلمات تحمل معاني ويمكن أن يكون لها عواقب". للإشارة، سبق لديمتري مدفيديف أن تهور مرات عدة عبر المواقع الاجتماعية ضد المهلة الجديدة المحددة بعشرة أيام الذي منحتها واشنطن لموسكو، لوضع حد لحرب أوكرانيا. وتحدث الرئيس السابق عبر منصة إكس عن احتمال وقوع حرب عالمية ثالثة إذا أصر ترامب على إرغام فلاديمير بوتين ، من جديد على التهديد بالسلاح النووي. يبدو أن ترامب يرى أن الأمر بلغ مداه. إلا أن الوقوع في فخ استفزازات ديمتري مدفيديف قد يكون مدهشا، يرى ستيفن هال، وهو مختص في السياسة الروسية بجامعة باث الإنكليزية. ومن جهتها، تقول جيني ماترس، وهي مختصة في المسائل الأمنية في روسيا، بجامعة أبيريستويث الإنكليزية "إذا أردنا معرفة ما يفكر فيه فلاديمير بوتين وخاصة ما الذي يريد إيصاله للعالم، فلا يجب الاستماع إلى ديمتري مدفيديف، بل إلى سيرغي لافروف، (وزير الخارجية الروسي)." أصبح الرئيس الروسي السابق (2008-2012) معتادا على إصدار التصريحات الاستفزازية في السنوات الأخيرة. حسابه على تليغرام الذي يتابعه أكثر من مليون شخص، يزخر بالاستفزازات التي تكاد أن تبلغ درجة الشتائم. حيث سبق له أن وصف أورسولا فون دير لاين الرئيسة الألمانية للمفوضية الأوروبية على أنها "الجدة الهيستيرية". كما اتهم فرنسا بالحنين لنظام فيشي، واعتبر دول البلطيق حقيرة. كل هذه التصريحات في رسالة واحدة، اطلع عليها أكثر من ثلاثة ملايين مستخدم على تيلغرام. لماذا كل هذه الكراهية؟ علاوة على هذا، مدفيديف فخور بكل ذلك، مؤكدا "الكره سلاح عظيم". وفي هذا السياق، تقول جيني ماترس "الشيء المثير للاهتمام هو أنه لطالما جسد نسخة أكثر تطرفا من ذلك الوجه الذي كان فلاديمير بوتين يريد إظهاره للعالم". مدفيديف ومشواره السياسي عندما وصل ديمتري مدفيديف في 2008 إلى سدة الحكم، كان الأوان قد حان للتقارب بين الولايات المتحدة التي يترأسها حينها باراك أوباما، تقارب كان يريده بوتين. ويقول الباحث ستيفان هال "كان يقدم على أنه سياسي معتدل وليبرالي قادر على التأقلم مع الغرب، لأنه كان يحسن استخدام تويتر وآيباد". وفي نظر فلاديمير بوتين، يمتلك مدفيديف ميزة أخرى، كونه "لم يكن ضمن دائرة "السلوفيكي" أي رجال جهاز أمن الدولة، وكذا تكوينه القانوني يجعله مرشحا جيدا لتجسيد روسيا أكثر حداثة"، يضيف ستيفان هال. تعتبر عودة فلاديمير بوتين إلى رئاسة الدولة في 2012 بمثابة بداية مسار أكثر سلطوية وإمبريالية للنظام الروسي. وفي سياق متصل، تقول جيني ماترس "منذ ذلك الحين، صار مدفيديف يطلق تصريحات أكثر تطرفا من تصريحات بوتين نفسه". بالنسبة للرئيس السابق فإن الأمر يتعلق "جزئيا بالبقاء في المشوار السياسي"، كما يؤكد ستيفين هال. فقد شهدت مسيرة ديمتري مدفيديف السياسية تنازلا منذ 2012، حيث انتقل من أعلى هرم السلطة إلى منصب رئيس الوزراء، لكي ينتهي به الأمر إلى منصب متواضع مثل نائب رئيس مجلس الأمن. وتقول المختصة جيني ماترس "هو ليس حتى رئيس لهذه الهيئة... ولكن يبقى منصبا رسميا يسمح له بالتعبير عن قضايا تمس بالأمن الوطني، يعني تقريبا كل شيء". ومع ذلك "في هذا المنصب، لا يلعب أي دور حاسم، ربما قد يطلب منه، وهو نائب الرئيس، التوقيع على الوثائق، تنظيم الاجتماعات، وتقديم الشاي لمسؤولين مثل نيكولاي باتروشيف وسيرغي شويغو، الأمينين العامين لمجلس الأمن"، يقول ستيفن هال. هل يمكن اعتبار الاستفزاز انتصارا؟ بصراخه بصوت أعلى من الاخرين، يأمل مدفيديف في إثبات وجوده وفائدته. كيف ذلك؟ "يشغل إلى حد ما دور الراحل غلاديمير جيرنوفسكي، الزعيم القومي المتطرف السابق والذي توفي في 2022. فمدفيديف يسير على خطى هذا الأخير ويقدم تصريحات واقتراحات متطرفة واستفزازية، مما يمكن النظام الروسي من فهم ما يمكن تقبله لدى الرأي العام" يفسر المختص ستيفان هال. على الساحة الدولية، يمكن للكرملين أن يدع محرضه الرئيسي يتفاعل "دون مخاطرة كبيرة، فهو ليس في منصب جد مهم، لذلك إذا تجاوز حدوده في تصريح ما، يمكن لفلاديمير بوتين أن يقول إن ذلك لا يعكس الموقف الرسمي للسلطة"، تشير جيني ماترس. وفي انتظار صدور تجاوز مبالغ فيه، يأمل الكرملين أيضا أن تدفع تصريحات ديمتري مدفيديف الاستفزازية المتكررة البلدان الغربية إلى تقليل دعمها لأوكرانيا... إلى حد ما. "موسكو تعلم أن الديمقراطيات الغربية لا يمكن لها أن تتجاهل تماما التهديدات التي يطلقها مدفيديف، حتى وإن كانت تعلم أن 99 بالمئة منها، إنما هي *تبجح صارخ*"، يضيف ستيفن هال. هل تجاوز ديمتري مدفيديف نقطة اللاعودة مع ترامب؟ ليس بالتأكيد، يجمع الخبراء الذين حاورتهم فرانس24. يهدد الرئيس الأمريكي منذ مدة بأنه سيرفع من نبرته ويتحرك بشكل أكثر جدية ضد روسيا. لكن "كان من الصعب عليه مهاجمة فلاديمير بوتين، وجها لوجه، فيما يتعين على واشنطن أن تتفاوض معه من أجل التوصل إلى وقف الحرب في أوكرانيا" يقول ستيفن هال. من هذا المنظور، بدا مدفيديف بمثابة كبش فداء بامتياز لسلوكيات ترامب الغاضب. "لديه ميزة كونه رئيسا سابقا، لذا يمكن أن يظهر كشريك دبلوماسي ملائم لتبادل رسائل دبلوماسية عبر مواقع التواصل الاجتماعي مع دونالد ترامب"، يخلص ستيفان هال.

تراجع حاد في ولاء المستهلكين لعلامة "تسلا".. تقرير يكشف الأسباب
تراجع حاد في ولاء المستهلكين لعلامة "تسلا".. تقرير يكشف الأسباب

يورو نيوز

timeمنذ 9 ساعات

  • يورو نيوز

تراجع حاد في ولاء المستهلكين لعلامة "تسلا".. تقرير يكشف الأسباب

بلغت ذروة ولاء العملاء لتسلا في حزيران/يونيو 2024، حين اختار 73٪ من مالكي سيارات تسلا الذين قرروا شراء سيارة جديدة، البقاء مع العلامة ذاتها. لكن هذا المعدل بدأ في الانخفاض بشكل حاد بعد دعم ماسك لترامب إثر محاولة اغتياله في بنسلفانيا، ليصل إلى أدنى مستوياته في آذار/مارس الماضي عند 49.9٪، أي أدنى من متوسط السوق. ورغم تعافٍ جزئي في أيار/مايو وبلوغه 57.4٪، إلا أن تسلا باتت في منافسة مباشرة مع علامات مثل تويوتا، ومتأخرة عن شيفروليه وفورد. وبحسب "رويترز" يرى محللون أن توقيت ماسك في الانخراط بالسياسة كان "سيئًا جدًا" بالنسبة لتسلا، لا سيما في وقت تواجه فيه الشركة منافسة محتدمة من شركات صينية وعلامات كبرى. وبحسب S&P، فإن الانخفاض السريع في ولاء العملاء أمر غير مسبوق في الصناعة. وقال المحلل توم ليبي: "لم أرَ يومًا تراجعًا بهذه السرعة من الصدارة إلى المتوسط". ورفضت تيسلا وماسك التعليق على هذه البيانات وفقا لـ"رويترز". أسباب التراجع يرى بعض المحللين أن دعم ماسك لترامب نفّر جزءًا من القاعدة البيئية الليبرالية التي شكلت نسبة كبيرة من زبائن تسلا الأوفياء. كما أن التباطؤ في إطلاق طرازات جديدة، واقتصار الابتكار على تطوير تقنية القيادة الذاتية بدلًا من سيارات بأسعار معقولة، ساهم في تآكل جاذبية العلامة. والجدير بالذكر أن الطراز الجديد الوحيد الذي قدمته الشركة منذ عام 2020 هو "سايبر ترك"، والذي لم يحقق النجاح المتوقع. في مكالمة الأرباح التي جرت في نيسان/أبريل، أشار المدير المالي في تسلا فايبهاف تانجا إلى "تأثير أعمال التخريب والعداء غير المبرر" تجاه العلامة التجارية وموظفيها، وأضاف أن هناك "أسابيع عدة من توقف الإنتاج" بسبب تحديث خطوط تصنيع طراز Model Y. ماسك نفسه قال خلال المكالمة إنه "لا يرى تراجعًا في الطلب ما لم تكن هناك مشاكل اقتصادية عامة". ومع ذلك، أظهرت بيانات S&P انخفاضًا بنسبة 8٪ في مبيعات تسلا داخل الولايات المتحدة خلال الأشهر الخمسة الأولى من 2025، وتراجعًا بنسبة 33٪ في أوروبا، حيث كان للرفض الشعبي لسياسات ماسك أثر واضح على تراجع المبيعات. خسارة الولاء وتحوّل اتجاهات الشراء وتشير "رويترز" في تقريرها، الى انه حتى منتصف عام 2024، كانت تسلا تكتسب نحو خمسة عملاء جدد مقابل كل عميل تخسره. لكن هذا المعدل تراجع منذ شباط/فبراير ليصبح أقل من اثنين، وهو أدنى مستوى على الإطلاق بحسب بيانات S&P. وهذا يعني أن المستهلكين باتوا يتحوّلون من تسلا إلى علامات أخرى بوتيرة غير مسبوقة. من بين العلامات التي باتت تجتذب عملاء تسلا أكثر مما تخسر لصالحها: ريفيان، بولستار، بورشه وكاديلاك. وتحتل تسلا الصدارة في سوق السيارات الكهربائية في الولايات المتحدة، لكن هيمنتها تآكلت في الأشهر الأخيرة بسبب تركيزها على تقنيات القيادة الذاتية بدلاً من توسيع خيارات الطرازات للمستهلك العادي. وتقول S&P إن الاحتفاظ بالعملاء أسهل وأقل كلفة بكثير من محاولة جذب عملاء جدد من علامات منافسة، مما يجعل تراجع الولاء مؤشرًا مقلقًا على المدى الطويل. الآمال معلّقة على القيادة الذاتية رغم هذه التحديات، يرى بعض المستثمرين أن مستقبل تسلا ما زال واعدًا بفضل خططها لتشغيل شبكة سيارات الأجرة الذاتية (روبوتاكسي) وترخيص تقنياتها لمصنّعين آخرين. وقال برايان مولبيري، مدير محفظة لدى شركة الاستثمار Zacks، إن "تسلا قد تصل إلى مرحلة لا تحتاج فيها لبيع السيارات أصلًا، إذا نجحت في ترخيص تقنية القيادة الذاتية وتشغيل شبكات النقل الذكي". وكانت تسلا قد أطلقت برنامجًا تجريبيًا محدودًا في حزيران/يونيو بمدينة أوستن، يسمح لعدد من المعجبين والمؤثرين بتجربة خدمة "روبوتاكسي"، لكنّها لم تُفتح بعد لعامة الناس.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store