logo
أزمة السكك الحديدية في فرنسا.. النقابات تغضب وتهدد بخطوات تصعيدية

أزمة السكك الحديدية في فرنسا.. النقابات تغضب وتهدد بخطوات تصعيدية

تم تحديثه الخميس 2025/5/8 08:30 م بتوقيت أبوظبي
رغم الدعوات المتكررة لإضراب واسع النطاق في شركة السكك الحديدية الفرنسية SNCF، تجنبت البلاد هذا الأسبوع شللاً كان متوقعًا نتيجة للخارجين عن الإضراب.
وأسمت وسائل الإعلام الفرنسية هؤلاء بـ"كاسري الإضراب"، وهم المتطوعون الذين استعانت بهم هيئة السكك الحديدية لتعويض غياب رؤساء القطارات..
لكن خلف القطارات التي واصلت سيرها، احتدم جدل آخر: اتهامات بـ"إخفاء" الصراع الاجتماعي، وغضب النقابات من لجوء الإدارة إلى كوادر "كاسري إضراب"، ما دفع بعضها إلى التهديد باللجوء إلى القضاء وتحديد مواعيد جديدة للتصعيد في يونيو/حزيران، بحسب صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية.
وتعتبر النقابات أن إدارة SNCF قد "أخفت الصراع" من خلال الاستعانة بكوادر متطوعة لتعويض غياب رؤساء القطار. وقد أعلنت نقابة SUD Rail نيتها رفع دعوى قضائية ضد هذا الإجراء.
وشهدت حركة القطارات اضطرابات موضعية في القطارات الإقليمية، بينما سارت قطارات "فائقة السرعة" بشكل شبه طبيعي، ما حال دون تحقق "الأسبوع الأسود" الذي كانت النقابات المعترضة تأمله داخل المجموعة. هذه النقابات تتهم الإدارة باستخدام "كاسري الإضراب".
وقال فابيان فيلديو، السكرتير الفيدرالي في نقابة هيئة السكك الحديدية، مستنكرًا: "هناك نية لإخفاء الصراع تمامًا". وقد دعت نقابته، التي تقود الاحتجاج، السائقين إلى الإضراب يوم الأربعاء، ثم المراقبين طوال عطلة نهاية الأسبوع بدءًا من الجمعة.
من جهتها، أعلنت CGT Cheminots، يوم الأربعاء 7 مايو/أيار، عن دعوة جديدة للإضراب لعدة أيام في يونيو/حزيران تشمل فئات مختلفة من موظفي هيئة السكك الحديدية للمترو في باريس، وتحث هذه النقابة، وهي الأكبر داخل الشركة، "جميع العاملين في السكك الحديدية، من كل الفئات والوظائف، على الإضراب" يوم 5 يونيو "لفرض جدول مفاوضات يلبي مطالبنا".
كما دعت إلى إضراب السائقين في 4 يونيو/حزيران، ومراقبي القطارات في 11 يونيو/حزيران تزامنًا مع اجتماعات مهنية لهاتين الفئتين.
وتطالب نقابتا SUD Rail وCGT Cheminots بإجراءات تتعلق بالرواتب وتحسين تنظيم الجداول الزمنية، التي يعتبرونها غير متوقعة بشكل مفرط. أما النقابتان الأخريان،UNSA Ferroviaire وCFDT Cheminots، فلم تدعوا إلى الإضراب.
ووفقًا لفابيان فيلديو، فإن "40% من سائقي القطارات في فرنسا شاركوا في الإضراب" يوم الأربعاء. وكانت المناطق الأكثر تضررًا هي إيل دو فرانس، حيث أُلغي نصف القطارات في المتوسط، ونوفيل أكيتين، التي لم يعمل فيها سوى 4 قطارات TER من أصل عشرة. أما قطارات TGV، فكانت تسير بشكل طبيعي.
وفي بداية الأسبوع، تركزت الاضطرابات في منطقة أو دو فرانس، وهي معقل لنقابة CGT. وبحسب الإدارة، فإن إضراب المراقبين المقرر أيام 9 و10 و11 مايو/أيار سيؤدي إلى إلغاء 10% فقط من رحلات TGV.
7 أيام من التدريب
ونجحت SNCF في الحد من آثار الإضراب من خلال الاستعانة الواسعة بـ"المرافقين المتطوعين العرضيين" (VAO)، وهم بعض الأشخاص في الشركة تلقوا تدريبًا سريعًا ومكلفون مؤقتًا بتعويض رؤساء القطارات الغائبين.
ووصف فابيان فيلديو هؤلاء بـ"المرتزقة كاسري الإضراب"، مؤكدًا أنهم "غير مؤهلين بدرجة كبيرة ويتقاضون أجورًا مفرطة".
ويحصل هؤلاء المتطوعون على تدريب لمدة سبعة أيام، ويتقاضون ما بين 15 و50 يورو في الساعة حسب نوع الخدمة التي يقدمونها أثناء تعويض المراقبين المضربين. وعلّقت الأمينة العامة لـCGT، صوفي بينيه، بقولها: "من غير المقبول استغلال هؤلاء بهذه الطريقة". وأعلنت نقابة SUD Rail نيتها الطعن قضائيًا في هذا الإجراء.
ومع ذلك، يقول أحد كوادر SNCF النقابيين إن "الحراك لم يكن بالزخم الذي توقعته (نقابتا CGT وSUD)". فقد نجت بعض المناطق تقريبًا من الإضراب، مثل مركز-فال دو لوار، حيث بلغت نسبة المضربين من السائقين 16% فقط يوم الثلاثاء.
أما بين المراقبين، فقد بلغت نسبة نوايا الإضراب ليوم الجمعة 31%، منهم نحو 60٪ على خطوط TGV، بحسب التصريحات المسبقة للموظفين. وتشير وثيقة داخلية للإدارة إلى أن هذه النسبة قد ترتفع قليلًا يوم السبت.
يوم تعبئة جديد
وقال جيل دانسار، رئيس تحرير Mobilettre المتخصصة في النقل: "بالنسبة للمراقبين، لا تحظى هذه الحركة بشعبية كالاحتجاجات السابقة". وأوضح أن الجيل الجديد من المراقبين لا يتماشى تمامًا مع القدامى، المنضوين في "التجمع الوطني للمراقبين" (CNA)، الذين يركزون بشدة على قضايا نهاية الخدمة وحقوق التقاعد.
وأضاف دانسار: "غالبية النقابات لا تؤيد الحركات الفئوية". ورغم تفادي "الأسبوع الأسود"، إلا أن "فرضية صراع اجتماعي كبير لم تكن واقعية"، بحسب رأيه. وأشاد دانسار باستراتيجية الإدارة التي اعتمدت على المتطوعون من كاسري الإضراب، معتبرًا إياها فعالة.
من جهته، أكد فابيان فيلديو من SUD Rail أن "الغضب سيبقى. ولن نتوقف هنا". فبعد فشل الحركة السابقة ضد تفكيك Fret SNCF في نهاية العام الماضي، تراهن النقابات المعترضة كثيرًا على هذا الملف.
aXA6IDgyLjI5LjIxMS40OCA=
جزيرة ام اند امز
LV

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

أزمة السكك الحديدية في فرنسا.. النقابات تغضب وتهدد بخطوات تصعيدية
أزمة السكك الحديدية في فرنسا.. النقابات تغضب وتهدد بخطوات تصعيدية

العين الإخبارية

time٠٨-٠٥-٢٠٢٥

  • العين الإخبارية

أزمة السكك الحديدية في فرنسا.. النقابات تغضب وتهدد بخطوات تصعيدية

تم تحديثه الخميس 2025/5/8 08:30 م بتوقيت أبوظبي رغم الدعوات المتكررة لإضراب واسع النطاق في شركة السكك الحديدية الفرنسية SNCF، تجنبت البلاد هذا الأسبوع شللاً كان متوقعًا نتيجة للخارجين عن الإضراب. وأسمت وسائل الإعلام الفرنسية هؤلاء بـ"كاسري الإضراب"، وهم المتطوعون الذين استعانت بهم هيئة السكك الحديدية لتعويض غياب رؤساء القطارات.. لكن خلف القطارات التي واصلت سيرها، احتدم جدل آخر: اتهامات بـ"إخفاء" الصراع الاجتماعي، وغضب النقابات من لجوء الإدارة إلى كوادر "كاسري إضراب"، ما دفع بعضها إلى التهديد باللجوء إلى القضاء وتحديد مواعيد جديدة للتصعيد في يونيو/حزيران، بحسب صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية. وتعتبر النقابات أن إدارة SNCF قد "أخفت الصراع" من خلال الاستعانة بكوادر متطوعة لتعويض غياب رؤساء القطار. وقد أعلنت نقابة SUD Rail نيتها رفع دعوى قضائية ضد هذا الإجراء. وشهدت حركة القطارات اضطرابات موضعية في القطارات الإقليمية، بينما سارت قطارات "فائقة السرعة" بشكل شبه طبيعي، ما حال دون تحقق "الأسبوع الأسود" الذي كانت النقابات المعترضة تأمله داخل المجموعة. هذه النقابات تتهم الإدارة باستخدام "كاسري الإضراب". وقال فابيان فيلديو، السكرتير الفيدرالي في نقابة هيئة السكك الحديدية، مستنكرًا: "هناك نية لإخفاء الصراع تمامًا". وقد دعت نقابته، التي تقود الاحتجاج، السائقين إلى الإضراب يوم الأربعاء، ثم المراقبين طوال عطلة نهاية الأسبوع بدءًا من الجمعة. من جهتها، أعلنت CGT Cheminots، يوم الأربعاء 7 مايو/أيار، عن دعوة جديدة للإضراب لعدة أيام في يونيو/حزيران تشمل فئات مختلفة من موظفي هيئة السكك الحديدية للمترو في باريس، وتحث هذه النقابة، وهي الأكبر داخل الشركة، "جميع العاملين في السكك الحديدية، من كل الفئات والوظائف، على الإضراب" يوم 5 يونيو "لفرض جدول مفاوضات يلبي مطالبنا". كما دعت إلى إضراب السائقين في 4 يونيو/حزيران، ومراقبي القطارات في 11 يونيو/حزيران تزامنًا مع اجتماعات مهنية لهاتين الفئتين. وتطالب نقابتا SUD Rail وCGT Cheminots بإجراءات تتعلق بالرواتب وتحسين تنظيم الجداول الزمنية، التي يعتبرونها غير متوقعة بشكل مفرط. أما النقابتان الأخريان،UNSA Ferroviaire وCFDT Cheminots، فلم تدعوا إلى الإضراب. ووفقًا لفابيان فيلديو، فإن "40% من سائقي القطارات في فرنسا شاركوا في الإضراب" يوم الأربعاء. وكانت المناطق الأكثر تضررًا هي إيل دو فرانس، حيث أُلغي نصف القطارات في المتوسط، ونوفيل أكيتين، التي لم يعمل فيها سوى 4 قطارات TER من أصل عشرة. أما قطارات TGV، فكانت تسير بشكل طبيعي. وفي بداية الأسبوع، تركزت الاضطرابات في منطقة أو دو فرانس، وهي معقل لنقابة CGT. وبحسب الإدارة، فإن إضراب المراقبين المقرر أيام 9 و10 و11 مايو/أيار سيؤدي إلى إلغاء 10% فقط من رحلات TGV. 7 أيام من التدريب ونجحت SNCF في الحد من آثار الإضراب من خلال الاستعانة الواسعة بـ"المرافقين المتطوعين العرضيين" (VAO)، وهم بعض الأشخاص في الشركة تلقوا تدريبًا سريعًا ومكلفون مؤقتًا بتعويض رؤساء القطارات الغائبين. ووصف فابيان فيلديو هؤلاء بـ"المرتزقة كاسري الإضراب"، مؤكدًا أنهم "غير مؤهلين بدرجة كبيرة ويتقاضون أجورًا مفرطة". ويحصل هؤلاء المتطوعون على تدريب لمدة سبعة أيام، ويتقاضون ما بين 15 و50 يورو في الساعة حسب نوع الخدمة التي يقدمونها أثناء تعويض المراقبين المضربين. وعلّقت الأمينة العامة لـCGT، صوفي بينيه، بقولها: "من غير المقبول استغلال هؤلاء بهذه الطريقة". وأعلنت نقابة SUD Rail نيتها الطعن قضائيًا في هذا الإجراء. ومع ذلك، يقول أحد كوادر SNCF النقابيين إن "الحراك لم يكن بالزخم الذي توقعته (نقابتا CGT وSUD)". فقد نجت بعض المناطق تقريبًا من الإضراب، مثل مركز-فال دو لوار، حيث بلغت نسبة المضربين من السائقين 16% فقط يوم الثلاثاء. أما بين المراقبين، فقد بلغت نسبة نوايا الإضراب ليوم الجمعة 31%، منهم نحو 60٪ على خطوط TGV، بحسب التصريحات المسبقة للموظفين. وتشير وثيقة داخلية للإدارة إلى أن هذه النسبة قد ترتفع قليلًا يوم السبت. يوم تعبئة جديد وقال جيل دانسار، رئيس تحرير Mobilettre المتخصصة في النقل: "بالنسبة للمراقبين، لا تحظى هذه الحركة بشعبية كالاحتجاجات السابقة". وأوضح أن الجيل الجديد من المراقبين لا يتماشى تمامًا مع القدامى، المنضوين في "التجمع الوطني للمراقبين" (CNA)، الذين يركزون بشدة على قضايا نهاية الخدمة وحقوق التقاعد. وأضاف دانسار: "غالبية النقابات لا تؤيد الحركات الفئوية". ورغم تفادي "الأسبوع الأسود"، إلا أن "فرضية صراع اجتماعي كبير لم تكن واقعية"، بحسب رأيه. وأشاد دانسار باستراتيجية الإدارة التي اعتمدت على المتطوعون من كاسري الإضراب، معتبرًا إياها فعالة. من جهته، أكد فابيان فيلديو من SUD Rail أن "الغضب سيبقى. ولن نتوقف هنا". فبعد فشل الحركة السابقة ضد تفكيك Fret SNCF في نهاية العام الماضي، تراهن النقابات المعترضة كثيرًا على هذا الملف. aXA6IDgyLjI5LjIxMS40OCA= جزيرة ام اند امز LV

تمرد المراقبين في سكك الحديد الفرنسية.. هل النقابات خلف كواليس الغضب؟
تمرد المراقبين في سكك الحديد الفرنسية.. هل النقابات خلف كواليس الغضب؟

العين الإخبارية

time٢٣-٠٤-٢٠٢٥

  • العين الإخبارية

تمرد المراقبين في سكك الحديد الفرنسية.. هل النقابات خلف كواليس الغضب؟

في مشهد غير مألوف في تاريخ التحركات الاجتماعية داخل شركة السكك الحديدية الفرنسية، يبدو أن زمام المبادرة بات بيد مجموعة من مراقبي القطار الذين لا ينتمون لأي نقابة تقليدية. وذكرت مجلة "ماريان" الفرنسية في تقرير لها، أنه "بينما دعت نقابتان رئيسيتان في السكك الحديدية الفرنسية إلى إضراب واسع خلال عطلة 8 مايو/ أيار، يبرز مجددًا "الائتلاف الوطني لمراقبي القطارات" كقوة مؤثرة تهز موازين القوة النقابية داخل الشركة الوطنية للسكك الحديدية". وتساءلت المجلة الفرنسية: "فهل بات هذا الكيان غير النقابي يتحكم بإيقاع الحراك الاجتماعي؟". وفي تطور جديد لمشهد الإضرابات المتكررة في شركة السكك الحديدية الوطنية الفرنسية (SNCF)، انضمت النقابات العمالية الكبرى، وعلى رأسها CGT-Cheminots وSUD-Rail، إلى حركة احتجاجية أطلقها "التجمع الوطني لمراقبي القطارات" المعروف بـCNA. ويعود هذا الكيان الذي يصف نفسه بأنه "لا نقابي" إلى عام 2022، حين حرك غضب المراقبين عبر وسائل التواصل الاجتماعي وفرض إيقاعه على النقابات الرسمية خلال إضرابات أعياد نهاية العام. وقالت المجلة الفرنسية إن هذا "الائتلاف الوطني للمراقبين" (CNA)، الذي نشأ على فيسبوك قبل عامين، بات اليوم يفرض إيقاعه على نقابات عريقة كـ CGT وSUD-Rail، ويدفع بها إلى التنسيق معه في إضراب يُتوقع أن يشل حركة القطارات خلال عطلة 8 مايو في فرنسا. فهل نحن أمام تحول في ميزان القوى داخل SNCF؟ وكيف تنظر مراكز البحث إلى هذا التبدل في المعادلات النقابية؟ من جانبه، قال بيار لافورج، الباحث في مركز الدراسات العمالية والاجتماعية بباريس (CETOP) لـ"العين الإخبارية"، إن "تصاعد نفوذ ائتلاف CNA يعكس أزمة ثقة متزايدة تجاه النقابات الكلاسيكية، لكنه أيضًا يعيد تعريف العلاقة بين التمثيل النقابي وقواعده القاعدية". وأضاف: "النقابات الكبرى مجبرة اليوم على إعادة النظر في طرق اشتغالها، فهي إن تجاهلت هذه الحركات القطاعية الجديدة، ستجد نفسها خارج المعادلة، أما إن احتوتها بذكاء، فربما تنجح في إعادة بناء شرعيتها الاجتماعية". تمرد المراقبين في سكك الحديد الفرنسية: النقابات خلف كواليس الغضب؟ هذا العام، تعود نفس الموجة، حيث أعلنت CGT عن "أسبوع أسود في النقل" بدءًا من 5 مايو، مطالبة بإعادة هيكلة العلاوات الخاصة بسائقي القطارات والمراقبين. ومع أن النقابة حاولت إبراز موقفها المستقل، إلا أن التحرك يبدو متماهيًا إلى حد كبير مع مطالب CNA، مما يثير تساؤلات حول من يقود فعليًا زمام المبادرة. أما SUD-Rail، النقابة التي لطالما وصفت بأنها "مقاتِلة"، فقد سبقت الجميع بإطلاق دعوة للإضراب في عطلة نهاية الأسبوع الممتدة من 9 إلى 11 مايو/ أيار، رافعة مطالب تشمل زيادة شهرية قدرها 100 يورو للمراقبين وتحسين جداول العمل. لكن العنصر المفاجئ كان في الكواليس: التحرك تم بالتنسيق الصريح والمسبق مع CNA، الذي لم يتوانَ في توجيه الدعوات وتنسيق الأجندة من خلال مجموعات WhatsApp وتلغرام، بعد أن بدأت نواته من مجموعة فيسبوك تجاوز أعضاؤها 3900 شخص. وعلى الرغم من أن CNA لا يملك صفة قانونية للتفاوض باسم العمال، إلا أن النقابات اضطرت لتبني تحركاته رسميًا، في سابقة لم تشهدها الساحة النقابية الفرنسية بهذه الحدة منذ سنوات. موقف النقابات: تحوّل أم اضطرار؟ في السابق، رفضت CGT أي تنسيق مباشر مع CNA ووصفت تحركاته بـ"الفئوية والمُقسّمة للعمال"، بحسب رسالة مفتوحة نُشرت في مايو/ أيار 2023. لكنها اليوم تسير على إيقاع CNA، وإن بتكتيك يحافظ على مظهر القيادة النقابية. في المقابل، تعتبر نقابات مثل UNSA-Ferroviaire وCFDT أن هذا النوع من التحركات يُهدد وحدة صفوف العاملين، وامتنعوا عن المشاركة في الإضراب. من جانبه، قال الخبير الفرنسي لوران بيرتونشو، الباحث في "مركز الدراسات حول السياسات الاجتماعية والعمالية" في باريس لـ"العين الإخبارية":" إن ما نشهده هو انتقال النفوذ من النقابات التقليدية إلى ما يُشبه النقابية القاعدية الرقمية. CNA يعكس توقًا إلى تمثيل مباشر للمطالب دون بيروقراطية. النقابات لم تفقد شرعيتها، لكنها أصبحت مجبرة على التحرك في توقيت ومطالب لا تحددها هي وحدها. وهذا ما قد يعيد رسم مشهد العمل النقابي في فرنسا." موقف الحكومة وفيما تعلو الأصوات المطالبة بضمان "فترات آمنة بلا إضرابات" خاصة في قطاع النقل، صرّح وزير النقل الفرنسي فيليب تابارو أن مطالب المراقبين "غير مشروعة" و"يفتقرون إلى أسباب موضوعية للإضراب"، معتبرًا أن مهنتهم أقل إجهادًا من غيرها في SNCF. لكن الواقع يشير إلى أن الغضب قد تجاوز بالفعل النطاق المهني الضيق، وأن تحالف النقابات مع CNA ليس إلا انعكاسًا لتغيير جذري في طريقة التعبير العمالي الحديثة، حيث الشبكات الاجتماعية تحل محل المكاتب النقابية. aXA6IDEwNC4yNTIuNDIuMTM0IA== جزيرة ام اند امز CH

«ليبراسيون»: كيف سيفكك إيلون ماسك الحكومة الأمريكية؟
«ليبراسيون»: كيف سيفكك إيلون ماسك الحكومة الأمريكية؟

البوابة

time٢١-٠١-٢٠٢٥

  • البوابة

«ليبراسيون»: كيف سيفكك إيلون ماسك الحكومة الأمريكية؟

ذكرت صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية، إن إيلون ماسك أقدم في الأسابيع التي سبقت تنصيب دونالد ترامب على عمل غريب، فقد أعطى أغنى رجل في العالم مشتركيه على منصة إكس والبالغ عددهم 200 مليون، أسماء الموظفين الفيدراليين الذين لديهم "وظائف وهمية"، على حد قوله، وكانت النتيجة إهانات متتالية، سخرية، رسائل شرسة، وفي غضون دقائق، أشعلت منشورات الرئيس التنفيذي لشركة تسلا سيولا من الكراهية تجاه الموظفين المذكورين، تجربة وحشية، حتى أن أحدا منهم أغلق جميع حساباته على الإنترنت واختفى من على الإنترنت تماما. وعلق ايفيريت كيلى رئيس الاتحاد الأمريكي للموظفين الحكوميين على هذا التصرف لشبكة سى إن إن قائلا إن "هذا التكتيك يهدف إلى بث الرعب والخوف لدى الموظفين الفيدراليين".. وهو خوف قائم بداخلهم بالفعل: فمن بين مايقرب من 2.3 مليون موظف، هناك 75 % عرضة لالغاء وظائفهم من جانب الملياردير.. فبعد أن دعم حملة دونالد ترامب ب 277 مليون دولار، فإن إيلون ماسك يتوقع أن تؤتى جهوده ثمارها. وقالت الصحيفة الفرنسية إن رجل الأعمال ـ الذي حجز لنفسه مكانا خلال الزيارات الرئاسية الودية ــ كما يتضح من تواجده تحت صحن كاتدرائية نوتردام في باريس أثناء إعادة الافتتاح ــ يكتسب طابعا سياسيا. فبالتعاون مع فيفيك راماسوامي، وهو ملياردير محافظ متطرف آخر، سوف يرأس "إدارة الكفاءة الحكومية" وستكون مهمتها هي خفض 2 تريليون دولار من الإنفاق الحكومي – أي 30% من ميزانية الولايات المتحدة. وأشارت الصحيفة إلى أن هذا الهدف "مدو"وتنفيذه "غامض".. وما يمكن فهمه من تصريحاتهما المختلفة، فإن الرجلين يعتمدان على تكتيك مزدوج: إلغاء جماعى للوظائف وتفكيك الوكالات الحكومية.. فمن بين 400 فى المجمل، اكثر من 300 يمكن أن تختفى كما يعتقد ماسك.. مضيفة أن رئيس مجلس إدارة تسلا، دعا فى الاسابيع الأخيرة إلى حل منظمة تم تأسيسها بعد أزمة 2008 لحماية المستهلكين من التعسفات المالية. وتساءلت الصحيفة: هل هذا كافى لبلوغ وفرة 2000 مليار دولار التى سبق ووعد بها ؟ وقالت: بعيدا عن الحسابات، خلال عام 2023، انفقت الحكومة 6100 مليار دولار.. وكان ما يقرب من ثلثى هذا المبلغ نفقات "إلزامية".. فما هى هذه النفقات الإجبارية ؟ بصفة أساسية، فإن الامر يتعلق بميزانية الضمان الإجتماعى ودعم الدخل والوصول إلى الرعاية الصحية.. الحكومة لا يمكنها إذن ببساطة تقليل الاعتمادات المخصصة وذلك حسبما قال اليكى ماير، المحاضر فى جامعة كليرمون ـ أوفيرنى.. ومع ذلك، إذا أردنا الحد من الإنفاق، فيمكننا تغيير بعض معايير القانون، على سبيل المثال عن طريق رفع سن التقاعد". المشكلة: طوال حملته الانتخابية، أكد دونالد ترامب أنه لن يعدل هذه البرامج. يتبقى إذن ثلث الميزانية، أي حوالى 1700 مليار دولار تخصص لنفقات يطلق عليها "تقديرية".. ويشير ماير إلى أن "هذه المبالغ التي يصوت عليها الكونجرس كل عام تقرر ميزانية الإدارة الفيدرالية... ويذهب جزء كبير منها إلى الدفاع الوطني، وهو القطاع الذي لا أستطيع أن أرى الجمهوريين يقترحون تخفيضات فيه". ولذلك نقوم بطرح المبالغ المخصصة لهذه الخدمات. وهذا لا يتبقى سوى 900 مليار دولار ليتم تخفيضها. "إذا قمنا بإزالة كل شيء، فهذا يعني إزالة جميع الوكالات: الطاقة، والشؤون الخارجية... وهذا أمر سخيف. علاوة على ذلك، فإن الأمر بسيط بعض الشيء: من خلال تفكيكها، سيتم ببساطة إسناد جزء من مهامها على الأقل إلى هياكل أخرى"، كما يتابع أليكس ماير. بمعنى آخر، لن تختفي جميع نفقاتهم. وتبدو المهمة صعبة.. ولكن المليارديرين يواجهان هذه المسألة بإخلاص بما إن جذور هذه الإدارة الجديدة "إدارة الكفاءة الحكومية" هى معركة أيدولوجية أيضا.. ويقول إيلون ماسك ـ وهو ليبرالى ـ إنه من خلال تدمير الإدارة فإنه يسعى لوضع حد لدولة أصبحت كبيرة للغاية ومصدر للاحتيال والغش والتنظيم المفرط.. ومن الناحية غير الرسمية، من شأن "إدارة الكفاءة الحكومية " أيضا أن يخفف عبئا (صغيرا) عن كاهل دونالد ترامب... الطرد الجماعي للمهاجرين غير المسجلين، وخفض الضرائب، والرسوم الجمركية على الواردات... على مدى عقد من الزمان، قد تكلف السياسات التي يدعو إليها الرئيس ما يصل إلى 15 ألف مليار دولار، وفقا لمحللين نقلت عنهم صحيفة نيويورك تايمز. ولكن حتى لو فشلوا في الوصول إلى مبلغ 200 مليار دولار من المدخرات التي تم الترويج لها، فإن التخفيضات القليلة التي تمكن إيلون ماسك وفيفيك راماسوامي من إجرائها ستظل موضع ترحيب لتعويض خسائر الجمهوريين. لا يزال الثنائي، الذي يصف نفسه بأنه "متطوعان خارجيان"، مضطرين إلى تحقيق هدف واحد فقط. وتساءلت "ليبراسيون": ما هى آلية عمل هذه "الإدارة" ؟ وكم عدد الأشخاص الذين سيعملون بها؟ وماهي سلطاتها فى فعل شيء من عدمه ؟ وقالت: إن الشكل الذى ستكون عليه هذه المنظمة الجديدة أمر مبهم ولكن هذا ما سيحدده المرسوم الرئاسى.. وحتى اللحظة، هناك أمران مؤكدان: عمليات التعيين جارية مع معايير انتقاء خاصة جدا بما إنهم يسعون لتعيين أعضاء "ثوريين" يتمتعون بمعدل ذكاء عال وعلى استعداد للعمل اكثر من 80 ساعة اسبوعيا كما تم الإعلان على منصة /إكس/. وإذا كانت "الإدارات " في الولايات المتحدة تعادل الوزارات، فإن هذه الإدارة لن تكون كذلك. "كان إنشاء مثل هذا المجلس يتطلب موافقة الكونجرس"، كما أوضح أليكس ماير. "من المحتمل أن تكون لجنة استشارية." وهذا يعني أنها لجنة استشارية، وبالتالي "لا تملك أي سلطة تنظيمية ولا تستطيع سوى تقديم التوصيات"، كما يؤكد المتخصص. التوصيات التي يجب أن يقبلها الرئيس لكي يتم تنفيذها، وفي معظم الأحيان يصوت عليها الكونجرس وما يبدو أنه يدور فى ذهن إيلون ماسك وفيفيك راماسوامي. واختتمت الصحيفة افتتاحيتها بالقول إنه من المثير للخوف أن إيلون ماسك، بفضل رئيس ممتن وسلطة قادرة على الهمس في أذنه، يملك كل الأوراق في يده لجعل إمبراطوريته اللامحدودة تزدهر. على الأقل حتى الرابع من يوليو 2026، وهو الموعد النهائي الذي حدده دونالد ترامب لـ"الإدارة" لإنجاز مهمتها. سوف يستغرق الأمر ما يقرب من عامين لتنفيذ "مشروع مانهاتن عصرنا" - وهو تعبير يستخدمه الرئيس المنتخب في إشارة إلى الرجل الذي شهد ميلاد القنبلة النووية. مع وجود خطر، على الرغم من أنه ليس معدوما، بأنه سوف يفجر كل شيء في طريقه.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store