
تباطؤ طفيف للتضخم في اليابان يضغط على الحكومة قبل الانتخابات
وارتفعت أسعار المستهلك، باستثناء الغذاء الطازج، بنسبة 3.3% على أساس سنوي في يونيو، مقارنة بزيادة قدرها 3.7% في مايو، والتي كانت الأعلى منذ عامين، وفق بيانات وزارة الشؤون الداخلية الصادرة الجمعة. وتوقّع خبراء الاقتصاد ارتفاعاً بمعدل 3.4%، بدعم من تأثير دعم الحكومة لأسعار الطاقة الذي ساعد في تهدئة وتيرة التضخم.
في المقابل، أظهر مقياس أعمق للتضخم، يستبعد أيضاً أسعار الطاقة، ارتفاعاً بنسبة 3.4%، وهو أسرع معدل منذ يناير 2023، متجاوزاً التوقعات البالغة 3.3%.
وعلى الرغم من التباطؤ الطفيف في المؤشر الرئيسي، تؤكد البيانات على قوة الزخم التضخمي الكامن، في وقت تواجه فيه حكومة إيشيبا خطر فقدان الأغلبية في انتخابات مجلس الشيوخ.
وفي حال تكبّد إيشيبا خسائر سياسية، قد تضطر حكومته إلى تقديم تنازلات للمعارضة التي تَعِد بتخفيف القيود على الإنفاق العام لمساعدة الأسر في مواجهة ارتفاع كلفة المعيشة.
بنك اليابان يتجه لمراجعة توقعاته التضخمية
قال تور سوهيرو، كبير الاقتصاديين في "دايوا سيكيوريتز": "هناك عوامل مؤقتة، ولا داعي للقلق من تباطؤ مؤشر الأسعار الأساسي، لكن إذا نظرنا إلى المؤشر الأعمق، نجد أنه تسارع"، مضيفاً أن هذه النتائج القوية "ستجعل من المرجح أن يرفع بنك اليابان توقعاته للتضخم هذا الشهر".
ومن المرجح أن تدفع الأرقام الأخيرة بنك اليابان إلى التمهيد لمزيد من رفع الفائدة، خصوصاً مع ترقّب تطورات محادثات الرسوم الجمركية الجارية مع الولايات المتحدة. ويتوقع أن يُبقي البنك على سعر الفائدة الأساسي من دون تغيير في اجتماعه المقبل في 31 يوليو.
من جهته، اعتبر الخبير الاقتصادي في "بلومبرغ إيكونوميكس" تارو كيمورا أن "بنك اليابان سيركز على القوة الكامنة، وهي إشارة إلى أن دورة الأجور والأسعار تكتسب زخماً وتدفع التضخم نحو هدفه البالغ 2%".
وأضاف: "نتوقع أن يواصل بنك اليابان تقليص التحفيز بمجرد أن يتضح مسار محادثات التجارة مع الولايات المتحدة وتهدأ المخاوف في سوق سندات الحكومة اليابانية".
أسعار الغذاء والرز في قلب المشهد الانتخابي
لا تزال أسعار الرز، أحد العوامل الرئيسية وراء التضخم هذا العام، تُظهر تضاعفاً مقارنة بالعام الماضي. وقد أجبر ذلك حكومة إيشيبا على اتخاذ إجراءات غير مسبوقة، من بينها الإفراج عن مخزونات طارئة من الحبوب.
وأفاد تقرير صادر عن "تيكوكو داتابنك" بأن عدد المنتجات الغذائية التي سترتفع أسعارها من قبل كبرى الشركات اليابانية سيصل إلى 2,105 خلال يوليو، أي خمسة أضعاف ما كان عليه قبل عام. ومن بين العناصر التي ساهمت في إبقاء التضخم مرتفعاً خلال يونيو: الأغذية (باستثناء الطازجة) ورسوم الهاتف المحمول.
ونقلت "بلومبرغ" عن أشخاص مطلعين أن مسؤولي بنك اليابان قد يدرسون رفع توقعاتهم للتضخم هذا الشهر بسبب قوة التضخم الغذائي غير المتوقعة. كما ارتفعت أسعار الخدمات بنسبة 1.5%، وهو أعلى معدل منذ ديسمبر، بعد أن كانت 1.4% في الشهر السابق.
التضخم يتجاوز مجموعة السبع
تجاوز معدل التضخم في اليابان معدلات الدول الأخرى ضمن مجموعة السبع، وظل أعلى من 3% على مدى السبعة أشهر الماضية، ما ضغط على الأسر بسبب تراجع الدخل الحقيقي، وجعل من التضخم محوراً رئيسياً في الانتخابات.
ويعكس استمرار ارتفاع الأسعار في اليابان تغيّراً في التوقعات العامة، حيث باتت الشركات والمستهلكون يتقبلون فكرة ارتفاع الأسعار، بعد عقود من الانكماش. وقد أصبحت الشركات أكثر استعداداً لتمرير التكاليف إلى المستهلكين في ظل نقص العمالة وارتفاع تكاليف التشغيل.
وختم سوِهيرو بالقول: "رغم تباطؤ التضخم الأساسي، إلا أنه لا يزال مرتفعاً، وتضخم الغذاء يزداد"، مضيفاً: "لا تملك حكومة إيشيبا الكثير لتتفاخر به أمام الناخبين في ضوء بيانات اليوم".
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الشرق السعودية
منذ 2 ساعات
- الشرق السعودية
تايوان.. تصويت تاريخي لعزل أعضاء بالبرلمان وسط اتهامات بتدخل صيني
يدلي الناخبون في تايوان، السبت، بأصواتهم في اقتراع يستهدف عزل خُمس أعضاء البرلمان، وجميعهم من الحزب المعارض الرئيسي، في خطوة يأمل مؤيدوها أن توجه رسالة حازمة إلى الصين بينما يصفها المعارضون بأنها هجوم على الديمقراطية. وقالت حكومة تايوان إن هذا التصويت، الذي يُعد أكبر عملية عزل برلماني في تاريخ الجزيرة، يواجه تدخلاً انتخابياً "غير مسبوق" من جانب الصين التي تعتبر تايوان جزءاً من أراضيها، وذلك رداً على رفض الجزيرة القاطع لهذه المزاعم. وقد تعيد هذه العملية تشكيل موازين القوى داخل البرلمان، وتمنح الحزب الديمقراطي التقدمي الحاكم بزعامة الرئيس لاي تشينج-ته، فرصة لاستعادة أغلبيته التشريعية. ورغم فوز "لاي" في الانتخابات الرئاسية العام الماضي، خسر حزبه أغلبيته في البرلمان، ومنذ ذلك الحين استعرضت المعارضة قوتها لإقرار قوانين عارضتها الحكومة، وفرض خفض في الموازنات، مما يعقد الجهود الرامية إلى زيادة الإنفاق الدفاعي على وجه الخصوص. ويأتي هذا التحرك السياسي في وقت تصعّد فيه الصين ضغوطها العسكرية والدبلوماسية على تايوان، في محاولة لتأكيد مطالبها الإقليمية التي يرفضها "لاي" وحكومته، ورغم دعواته المتكررة للحوار مع بكين، قوبلت تلك الدعوات بالرفض من جانب الصين التي تصفه بأنه "انفصالي". وتراقب الصين عن كثب حملة العزل المحمومة حيث علّق مكتب شؤون تايوان ووسائل الإعلام الرسمية مراراً على عملية التصويت ، مستخدمين خطاباً مشابهاً لذلك الذي يعتمده حزب المعارضة الرئيسي لانتقاد "لاي"، بحسب ما أفادت به "رويترز" الأسبوع الماضي. وقالت السلطات في تايبيه إن "بكين تحاول بوضوح التدخل في ديمقراطيتنا"، مشددة على أن قرار العزل أو الإبقاء على النواب هو شأن يخص الشعب التايواني وحده. ويُحسم في التصويت مصير 24 نائباً من حزب المعارضة الرئيسي، حيث يُحتمل عزلهم وإجراء انتخابات فرعية لمقاعدهم، فيما يُنتظر إجراء اقتراع لعزل 7 نواب آخرين من الحزب نفسه في 23 أغسطس.


أرقام
منذ 4 ساعات
- أرقام
الصين تنفي اتهامات الاتحاد الأوروبي بدعمها المفرط لقطاع الصناعة
دحض رئيس الوزراء الصيني لي تشيانغ الخميس مخاوف بروكسل بشأن مزاعم الدعم المفرط الذي تقدمه بكين لصناعاتها الوطنية، مؤكدا لقادة الاتحاد الأوروبي أن الصين "لا تستطيع تحمّل" مثل هذه النفقات. وقال لي تشيانغ خلال جلسة حوارية مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين الخميس "الصين لا تعتمد بأي شكل من الأشكال ما يسميه البعض سياسة الدعم أو الإعانات الضريبية". وجاءت تصريحات رئيس الوزراء الصيني في إطار قمة أوروبية صينية عُقدت في بكين اتسمت بالتوتر بسبب المواضيع الخلافية بين الجانبين من الحرب في أوكرانيا الى التجارة. وأعربت بروكسل عن قلقها إزاء الدعم الكبير الذي تقدمه بكين لصناعاتها، والذي قد يمكّنها من تقويض قدرة المنافسين الأوروبيين من خلال ضخّ صادرات بأسعار زهيدة إلى السوق الأوروبية. وردا على ذلك، قال رئيس الوزراء الصيني "الصين ليست غنية كأوروبا، وليست لديها الإمكانات لذلك"، مضيفا "لن نكون أغبياء إلى حدّ استخدام الأموال العامة التي تجمعها الحكومة والعمل الحثيث الذي يقوم به شعبنا من أجل بيع منتجاتنا لمستهلكين أجانب". وارتفع العجز في الميزان التجاري للاتحاد الأوروبي مع الصين العام الماضي الى 360 مليار دولار. ورفض لي هذه الادعاءات معتبرا أن هذا الاختلال غير مرتبط بالدعم، وقال "قدرات الصين الصناعية كبيرة جدا، فبعض المصانع تعمل على مدار الساعة". كما نفى أن يكون الاقتصاد الصيني، ثاني أكبر اقتصاد في العالم، في حالة تدهور ويعاني من نمو ضعيف أو خطر انكماش اقتصادي أو ارتفاع في معدل البطالة بين الشباب. وقال "بالطبع هناك صعوبات وتحديات، لكن لا يمكن القول إن الاقتصاد الصيني في حالة ركود".


الشرق الأوسط
منذ 6 ساعات
- الشرق الأوسط
المحكمة الدستورية في تايلاند تعلق مهام رئيسة الوزراء
قررت المحكمة الدستورية في تايلاند، اليوم الثلاثاء، تعليق مهام رئيسة الوزراء بايتونغتارن شيناواترا، مع فتح تحقيق بشأن سلوكها في إطار خلاف دبلوماسي مع كمبوديا. وأفاد بيان صادر عن المحكمة نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية» بأن «المحكمة الدستورية وبأغلبية 7 - 2 تعلّق مهام شيناواترا من رئاسة الوزراء اعتباراً من الأول من يوليو (تموز) إلى حين صدور حكم المحكمة الدستورية»، وذلك بعدما تقدّم عدد من أعضاء مجلس الشيوخ المحافظين بدعوى تتهم رئيسة الوزراء بانتهاك الأخلاقيات الوزارية في إطار نزاع حدودي مع كمبوديا. وتطور نزاع حول الأراضي قائم منذ مدة طويلة بين تايلاند وكمبوديا إلى مواجهات عبر الحدود في مايو (أيار)، أودت بحياة جندي كمبودي. وعندما اتصلت بايتونغتارن برئيس الوزراء الكمبودي السابق هون سين لبحث التوترات، خاطبته بـ«العم»، في حين وصفت قائداً عسكرياً تايلاندياً بأنه «خصمها»، بحسب المكالمة المسربة التي أثارت ردود فعل غاضبة. ويتهم النواب المحافظون بايتونغتارن بالخضوع لكمبوديا وتقويض الجيش وخرق مواد دستورية توجب «النزاهة الواضحة» و«المعايير الأخلاقية» في أوساط الوزراء. ومن جهته، صدق ملك تايلاند على تعيينات أعضاء مجلس وزراء جدد اليوم في الحكومة الائتلافية. وقد تم نشر تصديق الملك ماها فاجيرالونغكورن على مجلس الوزراء الجديد في الجريدة الرسمية.