logo
«مستقبل البيتكوين» هل سيعيد التاريخ أزماته بأدوات رقمية مشفّرة؟

«مستقبل البيتكوين» هل سيعيد التاريخ أزماته بأدوات رقمية مشفّرة؟

سعورسمنذ 6 أيام
وبرأيي التاريخ يعيد نفسه بطريقة لا تخطئ. فما جرى عام 2000 مع تحرير المشتقات المالية خارج البورصة، والذي قاد في النهاية إلى أزمة 2008 عبر مقايضات الائتمان، يبدو كالمخطط المكرر نفسه الذي نشهده اليوم مع العملات المستقرة والبيتكوين، لكن الفارق هو أن الأداة الجديدة -العملات المشفرة- أكثر هشاشة وتطرفًا في تقلباتها من أي منتج مالي سابق، وعندما يُتوقع أن ينمو سوق العملات المستقرة من 200 مليار دولار إلى 2 تريليون، وفقاً لتقديرات وزير الخزانة الأميركي، فإن هذا لا يعكس نمواً صحياً بل فقاعة تتضخم وسط غياب الحذر التنظيمي. والمشكلة الأكبر أن التشريع الجديد -تماماً مثل سابقيه- لا يحمي الاقتصاد الكلي، بل يخلق انطباعاً زائفاً بالأمان، الادعاء بأن العملات المستقرة مدعومة بنسبة 1:1 بالدولار الأميركي لا يعالج جذور التقلب أو يقي النظام المالي من الانهيار عند أول صدمة، فنحن لا نتعامل هنا مع أصل استثماري تقليدي يمكن التنبؤ بسلوكه، بل مع أداة ذات «معامل بيتا» مرتفع جداً أي أنها لا تتحرك بشكل منفصل عن السوق، بل بشكل مضاعف لها. فبيتكوين، على سبيل المثال، يمتلك معامل بيتا يبلغ 2.6 مقارنة بمؤشر ستاندرد آند بورز، ما يعني أن أي هزة في الأسواق التقليدية ستنعكس بصورة أكبر على قيمة العملات المشفرة. وفي ظل ضبابية السياسة النقدية واحتمالات ارتفاع التضخم مجددًا، فإن أي تحرك من الفيدرالي لرفع أسعار الفائدة قد يؤدي إلى انهيارات حادة في السوق، وهذا لا يهدد فقط المستثمرين الأفراد، بل يطال المؤسسات المالية – خاصة تلك التي باتت تحتفظ بأصول مشفرة في ميزانياتها العمومية. والتهديد هنا لا يتعلق فقط بالخسائر، بل بإمكانية تجميد أسواق الائتمان وخلق ذعر مالي لا يختلف في طبيعته عن أزمة 2008، لكنه يأتي هذه المرة في ثوب رقمي.
ثم يأتي الخطر الهيكلي الأكبر: التأثير المحتمل على سوق سندات الخزانة الأميركية. في لحظة أزمة، قد تضطر شركات العملات المشفرة إلى بيع كميات ضخمة من السندات لتغطية عمليات الاسترداد، مما يخلق دوامة هبوط في أسعار السندات، ويرفع من تكاليف الاقتراض الحكومية. عندها ستُفرض ضغوط على الحكومة الأميركية، مرة أخرى، لإنقاذ المؤسسات المالية – ولكن هذه المرة لإنقاذ المضاربين في عالم رقمي لا تحكمه قواعد واقعية أو رقابة صارمة. وفي هذه اللحظة، ندخل مرحلة الاضطراب السياسي الحقيقي. وهو أحد أخطر تجليات هذه الأزمة المحتملة ويتمثل في انعدام ثقة المواطنين بالنظام الاقتصادي والسياسي السائد. فلقد أسهم تحرير الأسواق في التسعينيات، ثم أزمة 2008، في تفكيك العقد الاجتماعي بين الدولة والطبقة الوسطى، مما مهّد لصعود الشعبوية السياسية – من بينها ظاهرة ترامب. واليوم، نكرر الخطأ ذاته، عبر دعم تشريع مثل «قانون جينيوس»، الذي يحظى بتأييد الحزبين، ويأتي في وقت تتآكل فيه ثقة المواطن بالديمقراطية. وليس من قبيل الصدفة أن يشارك إريك ترامب كمتحدث رئيس في مؤتمرBitcoin Asia 2025. لإن انخراط هذه الرموز السياسية في ترويج العملات المشفرة ليس فقط جزءًا من استراتيجية انتخابية، بل دليل على توظيف الأدوات المالية عالية المخاطر كسلاح سياسي لتعبئة الغضب الشعبي، والتشكيك بالنظام القائم. ونحن نعلم أن الفوضى الاقتصادية هي الأرض الخصبة الأكثر مثالية لصعود الشعبوية، وهو ما يهدد ليس فقط الاقتصاد الأميركي، بل النظام المالي العالمي ككل. ولقد تجاوزت العملات المشفرة كونها أداة مالية إلى كونها أداة سياسية وثقافية وفكرية، ومع توسع دعمها المؤسسي في آسيا، وتحوّلها إلى جزء من استراتيجيات الشركات الكبرى، كما نرى في هونغ كونغ واليابان، فإن خطر انهيارها لم يعد مقتصرًا على الولايات المتحدة فقط. بل أصبح انهيارًا عالميًا محتملاً، سيطال البنوك، والشركات، والحكومات، وحتى ثقة الناس بالمال ذاته.
ومن وجهة نظري، الوقت ما زال متاحًا لاتخاذ خطوات تصحيحية. لكن ما نحتاجه ليس فقط تنظيمًا ماليًا صارمًا، بل إرادة سياسية لوقف اندماج الابتكار غير الناضج مع رأس المال السياسي. فلا توجد عملة -مشفرة أو ورقية- يمكنها أن تُقيم اقتصادًا ما لم تكن مبنية على أساس من الشفافية والمساءلة، أما إذا استمررنا في هذا الاتجاه، فإن السؤال لن يكون ما إذا كنا سنواجه أزمة، بل متى.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

واشنطن تتحدث عن مشاركة زيلينسكي بلقاء القمة مع بوتين وموسكو لا تناقشها
واشنطن تتحدث عن مشاركة زيلينسكي بلقاء القمة مع بوتين وموسكو لا تناقشها

العربية

timeمنذ 29 دقائق

  • العربية

واشنطن تتحدث عن مشاركة زيلينسكي بلقاء القمة مع بوتين وموسكو لا تناقشها

شبكة "سي إن إن": الرئيس الأميركي طلب ترتيب "كلا الاجتماعين" في أقرب وقت ممكن. أعلن مساعد الرئيس الروسي، يوري أوشاكوف، أن المبعوث الخاص للرئيس الأميركي، ستيف ويتكوف، ذكر إمكانية الاجتماع الثلاثي بين فلاديمير بوتين ودونالد ترامب وفولوديمير زيلينسكي، ولكن لم يعلق الطرف الروسي على ذلك، واقترح التركيز على التحضير لقمة ثنائية. وقال أوشاكوف للصحافيين: "أما فيما يتعلق بإمكانية إجراء اللقاء الثلاثي الذي تمت مناقشته في واشنطن أمس لسبب ما، فقد ذكرها المبعوث الأميركي وحسب خلال اللقاء في الكرملين، ولكن هذه الإمكانية تحديداً لم تناقش، ولم يعلق عليها الجانب الروسي أبداً". وأكد أوشاكوف على اللقاء الثنائي قائلاً: "نقترح، في المقام الأول، التركيز على إعداد لقاء ثنائي مع ترامب، ونرى أن من المهم أن يكون هذا اللقاء ناجحاً ومثمراً". وفي وقت سابق، صرّح ترامب في أعقاب اجتماع العمل بين فلاديمير بوتين ومبعوث الرئيس الأميركي، ستيف ويتكوف، الذي عقد عشية بآفاق جيدة للتسوية في أوكرانيا وعقد اجتماع مع كل من بوتين وزيلينسكي، وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن واشنطن تخطط لعقد قمة ثنائية أولا بين روسيا والولايات المتحدة، ثم اجتماع ثلاثي بمشاركة زيلينسكي. وأفادت شبكة "سي إن إن" في وقت لاحق أن الرئيس الأميركي طلب ترتيب "كلا الاجتماعين" في أقرب وقت ممكن. وجدد الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، الخميس، الدعوة لعقد لقاء مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين لوضع حد للحرب في أوكرانيا، وذلك غداة حديث الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، عن إمكان عقد اجتماع مع نظيريه "قريبا جدا". وكتب زيلينسكي على منصات التواصل الاجتماعي "نحن في أوكرانيا قلنا مرارا وتكرارا إن إيجاد حلول حقيقة قد يكون فعالا على مستوى القادة. من الضروري تحديد توقيت لمثل هذه الصيغة ومجموعة القضايا التي سيتم البحث فيها". وجرت بين روسيا وأوكرانيا ثلاث جولات تفاوضية في إسطنبول، لكن من دون تحقيق أيّ اختراق على مسار التوصّل إلى وقف لإطلاق النار، في ظل استمرار التباعد الكبير في موقفي البلدين.

أسعار النفط تنتعش بعد سلسلة خسائر استمرت 5 أيام متتالية
أسعار النفط تنتعش بعد سلسلة خسائر استمرت 5 أيام متتالية

مجلة رواد الأعمال

timeمنذ ساعة واحدة

  • مجلة رواد الأعمال

أسعار النفط تنتعش بعد سلسلة خسائر استمرت 5 أيام متتالية

شهدت أسعار النفط ارتفاعًا ملحوظًا اليوم الخميس، منهية بذلك سلسلة من الخسائر استمرت لخمسة أيام متتالية. يأتي هذا الارتفاع وسط مؤشرات إيجابية على استقرار الطلب في الولايات المتحدة، التي تعد أكبر مستهلك للنفط في العالم، رغم أن المخاوف بشأن الأثر الاقتصادي للتعريفات الجمركية الأمريكية حدّت من المكاسب. وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بمقدار 41 سنتًا، أو بنسبة 0.6%، لتصل إلى 67.3 دولار للبرميل بحلول الساعة 06:07 بتوقيت جرينتش، وفقًا لوكالة 'رويترز'. كما صعد خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بنسبة 0.6% أيضًا؛ ليصل إلى 64.76 دولار. ما يعكس تحسنًا عامًا في أسواق الطاقة. تراجع المخزونات الأمريكية يدعم الأسعار وجدت أسواق النفط دعمًا قويًا بسبب انخفاض أكبر من المتوقع في مخزونات الخام الأمريكية الأسبوع الماضي. وتعد بيانات المخزونات من المؤشرات الرئيسية التي يراقبها المستثمرون لتقييم صحة الطلب في الولايات المتحدة. وذكرت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، أمس الأربعاء، أن مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة انخفضت بمقدار 3 ملايين برميل. لتصل إلى 423.7 مليون برميل خلال الأسبوع المنتهي في 1 أغسطس. متجاوزة توقعات المحللين الذين توقعوا تراجعًا قدره 591 ألف برميل فقط. ارتفاع الصادرات وزيادة تشغيل المصافي وانخفضت المخزونات نتيجة ارتفاع صادرات الخام الأمريكي وزيادة معدلات تشغيل المصافي؛ حيث بلغت نسب الاستغلال في منطقة ساحل الخليج. وهي أكبر منطقة تكرير في البلاد، والساحل الغربي، أعلى مستوياتها منذ عام 2023. هذا الأداء يدل على وجود طلب قوي على المنتجات النفطية المكررة. علاوة على ذلك ذكر محللو 'جيه بي مورجان' أن الطلب العالمي على النفط حتى 5 أغسطس بلغ متوسطه 104.7 مليون برميل يوميًا. مع نمو سنوي قدره 300 ألف برميل يوميًا؛ ما يعكس اتجاهًا إيجابيًا في الاستهلاك. توقعات بتحسن الطلب في الأسابيع القادمة وقال المحللون 'رغم البداية الضعيفة نسبيًا للشهر مقارنة بتوقعاتنا. فإن المؤشرات اللحظية للطلب على النفط تشير إلى أن الاستهلاك العالمي من المرجح أن يتحسن تدريجيًا خلال الأسابيع المقبلة'. هذا التفاؤل يمنح السوق دفعة إيجابية للمضي قدمًا. وتوقع المحللون أن يقود وقود الطائرات واللقيم البتروكيماوية هذا النمو في الاستهلاك؛ ما يعكس انتعاشًا في قطاعات حيوية من الاقتصاد العالمي. ويدعم ذلك التحسن المتوقع في الطلب الأسعار على المدى القريب. توترات جيوسياسية جديدة تحد من المكاسب في حين تراجعت أسعار النفط بأكثر من دولار واحد أمس الأربعاء لتستقر عند أدنى مستوياتها خلال ثمانية أسابيع، بعد تصريحات للرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول التقدم في المحادثات مع موسكو. ومع ذلك فإن حالة عدم اليقين الاقتصادي العالمية، بعد أن أمرت الولايات المتحدة بفرض مجموعة جديدة من الرسوم الجمركية على السلع الهندية، حدّت من ارتفاع الأسعار. وفي إطار التطورات الجيوسياسية ذكر مسؤول في البيت الأبيض أن 'ترامب' قد يلتقي بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين في وقت مبكر من الأسبوع المقبل. رغم أن الولايات المتحدة تواصل استعداداتها لفرض عقوبات ثانوية، ربما تشمل الصين، للضغط على موسكو من أجل إنهاء الحرب في أوكرانيا.

ترامب يهدد باستدعاء الحرس الوطني لضبط الأمن في واشنطن
ترامب يهدد باستدعاء الحرس الوطني لضبط الأمن في واشنطن

الأمناء

timeمنذ ساعة واحدة

  • الأمناء

ترامب يهدد باستدعاء الحرس الوطني لضبط الأمن في واشنطن

قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمس الأربعاء إنه قد يستعين بالحرس الوطني لحفظ الأمن في شوارع العاصمة واشنطن، في حين أكد مسؤول في البيت الأبيض إن قوات إنفاذ القانون الاتحادية ستعزز وجودها في المدينة هذا الأسبوع. وهذا التهديد وما سيليه من تداعيات هو أحدث خطوة من جانب ترامب وإدارته نحو تولي إدارة المدينة التي تمثل مقر الحكومة الأميركية. وقال ترامب للصحفيين في البيت الأبيض "العاصمة غير آمنة تماما. علينا أن ندير العاصمة التي يجب أن تكون أفضل مكان يُدار في البلاد". ونقلت رويترز عن مسؤول في البيت الأبيض قوله إن التفاصيل العملية حول تعزيز الوجود الاتحادي لم تنته بعد. من جانبها ذكرت شبكة "سي إن إن" الأميركية أن مسؤولين من مكتب التحقيقات الاتحادي والحرس الوطني وإدارة الهجرة والجمارك، بالإضافة إلى عملاء من وزارة الأمن الداخلي سيشاركون في الأمر بدءا من اليوم الخميس. معدلات مرتفعة للجريمة وقالت كارولاين ليفيت المتحدثة باسم البيت الأبيض في بيان إن المدينة "ابتُليت بالجرائم الصغيرة والعنيفة لفترة طويلة جدا" وإن ترامب ملتزم بجعلها آمنة. وهدد ترامب بتولي جهات اتحادية السيطرة على المدينة عدة مرات، وصعد تلك التهديدات بعد الاعتداء على موظف شاب كان يعمل في إدارة الكفاءة الحكومية خلال مطلع الأسبوع. وقال إيلون ماسك، الملياردير والمستشار السابق لترامب الذي أشرف على إدارة الكفاءة الحكومية، إن الرجل تعرض للضرب وأصيب بارتجاج في المخ. وكتب ماسك "حان الوقت لجعل العاصمة اتحادية". وردا على سؤال عما إذا كان يفكر في تولي الأمور من شرطة العاصمة، أجاب ترامب بالإيجاب. وقال ترامب "سنقوم بتجميل المدينة. سنجعلها جميلة. إنه أمر مؤسف، معدل الجريمة والسرقات والقتل والجرائم الأخرى. لن نسمح بذلك. ويشمل ذلك استدعاء الحرس الوطني، وربما بسرعة كبيرة أيضا". وأفادت رويترز بأن متحدثا باسم رئيس بلدية العاصمة موريل باوزر رفض التعليق. ووفقا للسجلات على موقع إدارة الشرطة، انخفضت الجرائم العنيفة في الأشهر السبعة الأولى من عام 2025 بنسبة 26% في واشنطن مقارنة بالعام الماضي بينما انخفضت معدلات الجرائم بشكل عام بنحو 7%. وأظهر الموقع الإلكتروني أن معدل الجريمة عموما انخفض 15% في عام 2024 مقارنة بعام 2023. ورغم هذا الانخفاض النسبي في معدلات الجريمة فإن إدارة ترامب تبدو غير راضية عن المعدلات الحالية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store