
السفارة السودانية بالدوحة: الحكومة تسيطر على معظم البلاد وترفض السلطة الموزاية
وأوضح ميرغني يوسف أن الحكومة السودانية تفرض سيادتها على 75% من أراضي البلاد التي بدأت تشهد عودة تدريجية للنازحين إلى المناطق المحررة بفضل التحسن الأمني وإعادة تشغيل الخدمات، في ظل حكومة كفاءات مدنية برئاسة الدكتور كامل إدريس ، التي حازت دعما إقليميا ودوليا واسعا باعتبارها خطوة محورية نحو استعادة مؤسسات الدولة وترسيخ التحول الديمقراطي.
وأشاد خلال إحاطة إعلامية بمقر السفارة السودانية في الدوحة بالمواقف الدولية الحاسمة التي أثبتت تمسكها بشرعية مؤسسات الدولة ووحدة أراضيها من خلال رفض المجتمع الدولي محاولات تشكيل سلطة موازية، مؤكدا أن هذه التحركات تمثل تهديدا لوحدة السودان واستقراره.
ممارسة أعمال السيادة
وشهدت الإحاطة الإعلامية حضور الملحق العسكري بالسفارة السودانية بالدوحة العميد الركن ياسر الطيب حسن، والمستشار بالسفارة عبد الحكيم المهدي، وعدد من ممثلي وسائل الإعلام، والجالية السودانية بالعاصمة القطرية.
وأوضح ميرغني يوسف أن رئيس مجلس السيادة الفريق عبد الفتاح البرهان أعلن خارطة طريق في فبراير/ شباط 2025، التي تهدف إلى استقرار الأوضاع، وتهيئة المناخ لعودة النازحين واللاجئين، وتفعيل المؤسسات المدنية.
وانطلاقا من هذه الخطة، تم تعيين رئيس وزراء مدني يوم 19 مايو/أيار الماضي وتكليفه بتشكيل حكومة كفاءات مدنية، باشرت أعمالها بتوفير الخدمات الشرطية وخدمات المياه والصحة والتعليم والكهرباء، التي طالتها أيدي قوات الدعم السريع بالتخريب، وذلك لاستكمال عودة المواطنين إلى ديارهم وتوفير الأمن والعيش الكريم لهم.
ووفق القائم بالأعمال السوداني، فقد ظلت الحكومة السودانية متماسكة وتقوم بواجباتها في إدارة شؤون البلاد وبسط الأمن والاستقرار، وتواصل دورها في تمكين المواطنين من العودة إلى مدنهم وقراهم التي استردتها القوات المسلحة والقوات المساندة لها.
وركز على إعادة تشغيل المؤسسات الخدمية في مجالات الصحة والكهرباء والمياه والتعليم، وفتح الطرق وتسيير المواصلات في المناطق التي تسيطر عليها القوات المسلحة السودانية حاليا، مؤكدا أن المواطن بات ينتقل من مدينة وادي حلفا المتاخمة للحدود المصرية في أقصى شمالي السودان إلى أقصى جنوب ولاية النيل الأزرق المتاخمة لـ جنوب السودان في طرق آمنة ومعبدة.
وفي إطار العودة التدريجية للعاصمة الخرطوم ، أعادت الحكومة فتح كل مراكز الشرطة فيها، حيث عاد إلى المدينة حتى الآن نسبة مقدرة من مواطنيها الذين غادروها في أثناء الحرب، وشرعت الحكومة في صيانة المقار الحكومية والخدمية، وباشرت بعض الوزارات عملها من ولاية الخرطوم مثل وزارة الداخلية.
كما اكتملت صيانة وتشغيل 36 مستشفى ومؤسسة علاجية، وعدد من محطات مياه الشرب ومحطات توليد الكهرباء، وبدأت الجامعات في فتح أبوابها، وسبق أن هبطت طائرة رئيس مجلس السيادة البرهان كأول طائرة مدنية تهبط في مطار الخرطوم بعد سيطرة القوات المسلحة السودانية عليه.
انتهاك القانون الدولي
وركز القائم بالأعمال السوداني السفير محمد ميرغني يوسف على ما أسماها "المحاولة اليائسة لمليشيا الدعم السريع المتمردة وحلفائها السياسيين لتهديد وحدة السودان واستقراره عبر إعلان سلطة وهمية موازية، بهدف حكم الشعب الذي أذاقوه ويلات القتل والتشريد والنهب والاغتصاب".
وذكر أن حكومة السودان طالبت في بيان لها الدول والمنظمات برفض وإدانة "المزاعم التي تفتح الباب لتهديد أمن وسلامة المنطقة إن لم يتم التصدي لها بحسم".
بدوره أصدر كل من مجلس السلم والأمن الأفريقي، والجامعة العربية، ومكتب الأمين العام للأمم المتحدة، ومنظمة المؤتمر الدولي لإقليم البحيرات العظمى، وبعض الدول الصديقة للسودان، بيانات رافضة للسلطة الموازية، وأكدت على توصيفها كـ"حالة تمرد على الدولة السودانية في جزء من دارفور"، معربة عن التزامها باحترام سيادة ووحدة وسلامة واستقرار السودان، واعترافها فقط بمجلس السيادة الانتقالي.
وأشاد ميرغني يوسف بما أسماها "المواقف المسؤولة والحازمة"، التي تضع دول العالم أمام مسؤولياتها وتدعوها إلى الوقوف بحزم إلى جانب وحدة وسيادة السودان وسلامة أراضيه حفاظا على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين.
واستطرد ميرغني يوسف في الحديث عن محاولات الدعم السريع تشويه صورة الدولة السودانية، مشيرا إلى "تحركات مربوطة مع بعض الدوائر المشبوهة للقدح في صورة مؤسسات الدولة السودانية وتشويه سمعتها بإطلاق ادعاءات زائفة ضدها، وعلى وجه الخصوص ضد القوات المسلحة".
وشدد على أن القوات المسلحة تراعي في كل عملياتها قوانين الحرب وقواعد الاشتباك و القانون الدولي الإنساني ، واضعة في الاعتبار ما يصاحب هذا النوع من عمليات القتال في المناطق المأهولة من خسائر مشتركة أو أضرار جانبية مصاحبة، وقال إنه "لتجنب مثل هذه الحوادث أصدرت القوات المسلحة عدة بيانات تطالب بالابتعاد عن أماكن وجود المليشيا المتمردة باعتبارها أهدافا عسكرية".
وأضاف "في المقابل لا يخفى على أحد ما تقوم به المليشيا المتمردة من قصف متعمد للمناطق المدنية والمراكز الخدمية مثل محطات المياه والكهرباء والمستشفيات، وارتكابها أبشع الجرائم في حق المواطنين من قتل ونهب وتشريد، واغتصاب للنساء وبيعهن والأطفال لشبكات الاتجار بالبشر العابرة للحدود، وارتكابها المجازر بوحشية وبشاعة في العديد من المناطق".
الوضع الإنساني
وركز ميرغني يوسف على استعراض الوضع الإنساني بالسودان، مؤكدا سعي حكومة الخرطوم لتخفيف وطأة الحرب على المواطنين، والمساهمة الفاعلة في تسهيل وصول المساعدات الإنسانية للمتضررين، حيث فتحت 6 معابر حدودية برية مع الدول المجاورة، ومعبرا بحريا وآخر نهريا و5 مطارات ومهابط جوية لاستقبال المساعدات.
وذكر أنه تم تخصيص عدد من المستودعات في عدة مناطق في السودان لضمان استقبال وتوزيع المساعدات بصورة سلسة، ومنحت حكومة السودان 6485 تأشيرة دخول عاجلة لمنسوبي المنظمات الأممية والعاملين في حقل العمل الإنساني خلال الفترة من سبتمبر/أيلول 2023 إلى يونيو/حزيران الماضي، كما تم إصدار 16 ألفا و978 إذنا في الفترة ذاتها لحركة القوافل الإنسانية والطبية المنقذة للحياة، وفق إحصائيات مفوضية العون الإنساني.
واستدرك ميرغني يوسف قائلا إنه "رغم جهود الحكومة السودانية في توفير الدعم الإنساني وقبولها بفتح المعابر والممرات الإنسانية، والتزامها بالهدن المعلنة والقرارات الصادرة عن الأمم المتحدة في هذا الشأن، فإن المليشيا المتمردة ظلت تخرق بشكل دائم هذه القرارات وتعمل على تضييق الخناق على مدن كادقلي والدلنج والفاشر".
ودعا ميرغني يوسف الأمم المتحدة والمجتمع الدولي للقيام بواجباتهم تجاه المدنيين العزل في المدن المحاصرة بالسودان، والضغط على "المليشيا المتمردة" وإلزامها بتنفيذ قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، وفك الحصار عن تلك المدن لفتح ممرات إنسانية لدخول المساعدات وإخلاء المرضى والجرحى.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ 2 ساعات
- الجزيرة
كيف يفاقم حصار كادقلي والدلنج الأزمة الإنسانية بالسودان؟
الخرطوم- بعد نحو 15 شهرا على حصار قوات الدعم السريع مدينة الفاشر عاصمة إقليم دارفور غرب السودان -والتي أصبحت تواجه خطر المجاعة- يزداد الحصار المشابه على كادقلي عاصمة ولاية جنوب كردفان ، والدلنج ثاني أكبر مدن الولاية. وتقترب السلع الغذائية من النفاد، مما دفع الجهات الرسمية والشعبية إلى التحرك لإنقاذ أكثر من نصف مليون نسمة في المدينتين المحاصرتين. فمنذ أكثر من عام ضيقت قوات الحركة الشعبية -شمال بقيادة عبد العزيز الحلو الخناق على كادقلي محاولة اقتحامها مرات عدة، لكن الجيش كبدها خسائر كبيرة، فلجأت إلى قصف المدينة خلال الأسابيع الماضية. محاولات للسيطرة كما قطعت قوات الحلو الطريق الرابط بين كادقلي والدلنج، قبل أن يعيد الجيش فتحه، وبعد سيطرة قوات الدعم السريع على شمال الولاية في منطقة الدبيبات القريبة من الدلنج تحالفت مع الحركة الشعبية ضمن "تحالف السودان التأسيسي" في فبراير/شباط الماضي، وسعت القوتان إلى السيطرة على الدلنج، لكنهما لم تتمكنا من ذلك. الأوضاع الإنسانية في المدينتين كارثية، حيث أدى الحصار إلى تدهور الخدمات وارتفاع حاد في أسعار السلع الغذائية مع اقتراب مخزونها من النفاد، إضافة إلى انعدام السيولة النقدية وشح الأدوية، الأمر الذي دفع آلاف الأسر إلى مغادرة منازلها بحثا عن ملاذ يوفر الخدمات الضرورية. وتوجد في منطقة الدبيبات شمال ولاية جنوب كردفان -التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع- عشرات آلاف الأسر النازحة بلا مأوى تحت الأمطار وظروف قاسية، إضافة إلى نقص مقومات الحياة. وأكدت مصادر رسمية أن والي جنوب كردفان محمد إبراهيم عبد الكريم لم يغادر ولايته منذ اندلاع الحرب، في حين توجه نائبه ومسؤولون آخرون إلى العاصمة الإدارية بورتسودان ، لنقل صورة تردي الأوضاع الإنسانية في كادقلي والدلنج إلى قيادة الدولة. انقطاع الخدمات ويعاني السكان هناك من انقطاع الخدمات الأساسية مثل الصحة والمياه والكهرباء، إضافة إلى توقف الاتصالات وغياب الخدمات المصرفية نتيجة نقص السيولة وعدم إمكانية نقلها لأسباب أمنية، مما زاد معاناة السكان. وخلال أكتوبر/تشرين الأول ونوفمبر/تشرين الثاني الماضيين وافقت السلطات السودانية والحركة الشعبية-شمال على إرسال مساعدات إنسانية إلى المناطق المتضررة، حيث نفذت الأمم المتحدة 78 رحلة إسقاط جوي للمساعدات على كادقلي ومنطقتي كاودا وجلد انطلاقا من مطار جوبا في جنوب السودان. وفي مواجهة الأزمة الإنسانية المتفاقمة أطلق ناشطون ومجموعات شبابية ومتطوعون مبادرات عدة لتخفيف معاناة سكان كادقلي والدلنج، ومن بين هذه المبادرات "نفير" و"رؤية جيل" اللتان تهدفان إلى توفير الغذاء للفئات غير القادرة على شراء السلع الغذائية بعد ارتفاع الأسعار بشكل كبير. وأوضح الناشط الإنساني حامد عبد الله للجزيرة نت أن الوضع في المدينتين وصل إلى مرحلة مأساوية، حيث أصبحت المواد الغذائية والأدوية نادرة، والمواطن عاجز عن تأمين وجبة واحدة له ولأسرته يوميا. وأشار عبد الله إلى لجوء عدد كبير من السكان إلى تناول النباتات والحشائش لتعويض النقص الحاد في الغذاء، نتيجة الحصار المشدد الذي منع دخول السلع خلال الشهور الأخيرة. كما تحدّث عن ارتفاع معدلات الوفيات -خاصة بين النساء أثناء الولادة- بسبب انعدام الأدوية الأساسية والمحاليل الطبية وغياب مادة التخدير، مما يجعل عمليات الولادة تُجرى في ظروف قاسية وبدائية تهدد حياة الأمهات والأطفال حديثي الولادة. ودعا الناشط المنظمات الإنسانية والحقوقية الدولية إلى الضغط على قوات الدعم السريع لفتح ممرات إنسانية آمنة تسمح بدخول المساعدات الغذائية والطبية، أو اللجوء إلى عمليات إسقاط جوي للمساعدات كما نفذت الأمم المتحدة سابقا في مناطق الحكومة ومواقع سيطرة الحركة الشعبية بمنطقتي كاودا وجلد. من جهته، وعد وزير المالية جبريل إبراهيم خلال لقائه عبد الرحمن دلدوم نائب حاكم ولاية جنوب كردفان بالسعي إلى معالجة تدهور الأوضاع الإنسانية والصحية وشح السيولة لدى مواطني كادقلي والدلنج، نتيجة الحصار المفروض من الحركة الشعبية وقوات الدعم السريع. كما تعهد إبراهيم بالتنسيق مع الجهات الحكومية ومنظمات الأمم المتحدة لتنفيذ عمليات إسعافية عاجلة لإسقاط الأدوية والغذاء، والاستفادة من برامج الدعم النقدي، حتى يتم إيجاد حلول جذرية عبر رفع الحصار وفتح طرق الولاية ومسارات العون الإنساني. تحرك جماعي ودفعت الأوضاع الإنسانية الصعبة في جنوب كردفان إلى تحرك رموز سياسية واجتماعية، حيث أطلقوا نداء استغاثة عاجل لإنقاذ أكثر من نصف مليون شخص يعيشون في ظروف كارثية تهدد حياتهم بسبب الحرب والحصار الخانق الذي يمنع وصول الغذاء والماء والدواء. وأكد نداء الاستغاثة أن الحياة اليومية تحولت إلى صراع للبقاء، وأن ما يحدث ليس مجرد أزمة إنسانية، بل كارثة صامتة حيث يموت الناس ببطء وسط تجاهل العالم. ومن بين الشخصيات التي وقّعت على الرسالة المفتوحة حاكم ولاية جنوب كردفان السابق حامد البشير وعضو مجلس السيادة السابق البروفيسور صديق تاور كافي وعبد الجليل الباشا القيادي في حزب الأمة القومي وزير السياحة السابق، بالإضافة إلى القيادي في الحزب الاتحادي الديمقراطي إسماعيل رحال. أما الكاتب المتخصص في شؤون غرب السودان يوسف عبد المنان فأوضح أن الدلنج وكادقلي تواجهان خطر مجاعة يهدد نصف مليون شخص، وتتدهور الأوضاع يوما بعد يوم في ظل موسم زراعي شحيح الأمطار. ولفت عبد المنان إلى أن الحكومة تبدو غير مبالية بمصير سكان جنوب كردفان، وكأنها تسعى إلى التخلص من عبء على كاهلها. وبعد أن اقترب الجيش في مايو/أيار الماضي من تحرير مدينة الدبيبات وفتح الحصار عن الدلنج تراجع إلى أطراف الأبيض عاصمة ولاية شمال كردفان، في حين استعادت قوات الدعم السريع سيطرتها على المنطقة، مما يوضح أن الحكومة تركز على الدفاع عن الأبيض بدلا من إنهاء الحصار عن منطقة جبال النوبة. ويرى الكاتب في حديثه للجزيرة نت أن توصيل المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة يمكن أن يتم إما عبر الأمم المتحدة أو من خلال توقيع اتفاق جديد على غرار "شريان الحياة" الذي سبق أن وقعته الحكومة لضمان إيصال المساعدات.


الجزيرة
منذ 13 ساعات
- الجزيرة
نتنياهو يلوح مجددا بتهجير الفلسطينيين وجنوب السودان وجهة مقترحة
أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مساء الثلاثاء أن إسرائيل "ستسمح" لسكان قطاع غزة الذين يريدون الفرار من الحرب المستمرة بالمغادرة إلى الخارج، في حين تجري إسرائيل محادثات لتهجير فلسطينيي قطاع غزة إلى جنوب السودان. وقال نتنياهو، في مقابلة مع قناة "آي 24" الإسرائيلية، إنه يريد تحقيق رؤية الرئيس الأميركي دونالد ترامب المتمثلة في نقل جزء كبير من سكان غزة من خلال ما سماها بـ"الهجرة الطوعية". وأضاف نتنياهو "أعتقد أن الشيء الصائب، حتى وفقًا لقوانين الحرب كما أعرفها، هو السماح للسكان بالمغادرة، ثم تدخل بكل قوتك ضد العدو الذي يبقى هناك". وأوضح "نمنح سكان غزة الفرصة لمغادرة مناطق القتال في المقام الأول، ومغادرة القطاع عموما، إذا رغبوا في ذلك"، مشيرا بهذا الصدد إلى مغادرة لاجئين خلال الحروب في سوريا وأوكرانيا و أفغانستان. وأشار نتنياهو إلى أن "إسرائيل تتحدث إلى العديد من الدول التي يمكن أن تكون مضيفة، وعلى جميع من يبدون قلقهم على الفلسطينيين ويريدون مساعدتهم أن يفتحوا أبوابهم لهم". وكانت دعوات سابقة لترحيل الغزيين إلى خارج القطاع بما فيها التي أطلقها ترامب، أثارت مخاوف لدى الفلسطينيين، واستدعت إدانات دولية. وكان نتنياهو قد صرح في وقت سابق بأن حكومته تعمل على إيجاد دول ثالثة تستقبل سكان قطاع غزة، وذلك عقب اقتراح ترامب تهجيرهم وتطوير القطاع كوجهة سياحية. ودعا وزراء اليمين المتطرف في ائتلاف نتنياهو إلى رحيل "طوعي" لفلسطينيي غزة. وفي سياق متصل، تجري إسرائيل محادثات مع جنوب السودان بشأن إمكانية تهجير فلسطينيين من قطاع غزة إلى أراضيها. وأكد 6 أشخاص مطلعين على الأمر هذه المحادثات لوكالة أسوشيتد برس، دون أن يتضح بعد مدى التقدّم في هذه المفاوضات. وامتنعت وزارة الخارجية الإسرائيلية عن التعليق، ولم يرد وزير خارجية جنوب السودان على أسئلة حول هذه المفاوضات. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية إن الوزارة لا تعلق على المحادثات الدبلوماسية الخاصة. وقال جو سلافِك، مؤسس شركة ضغط أميركية تعمل مع جنوب السودان، إنه أُبلغ من قبل مسؤولين في جنوب السودان بهذه المحادثات، مضيفا أن وفدًا إسرائيليا يخطط لزيارة البلاد لبحث إمكانية إنشاء مخيمات للفلسطينيين هناك، دون تحديد موعد معروف للزيارة. وأشار إلى أن إسرائيل قد تدفع تكاليف هذه المخيمات المؤقتة. وقال مسؤولان مصريان لوكالة أسوشيتد برس إنهما على علم منذ أشهر بمحاولات إسرائيل إيجاد دولة تقبل الفلسطينيين بما في ذلك تواصلها مع جنوب السودان، مضيفين أنهما ضغطا على جنوب السودان لرفض قبولهم. وتعترض مصر بشدة على أي خطط لنقل الفلسطينيين خارج قطاع غزة خوفًا من تدفق اللاجئين إلى أراضيها. وكانت أسوشيتد برس قد أوردت سابقًا أن إسرائيل والولايات المتحدة أجرتا محادثات مماثلة مع السودان و الصومال ، وكذلك مع إقليم "أرض الصومال" الانفصالي، لكن لا يُعرف ما آلت إليه تلك المباحثات. وأي مسعى بالنسبة للفلسطينيين لإجبارهم على مغادرة أراضيهم سيُعيد إلى الأذهان ذكرى النكبة عام 1948. وقد رفض الفلسطينيون ومنظمات حقوق الإنسان ومعظم المجتمع الدولي هذه المقترحات، واعتبروها مخططًا للتهجير القسري في انتهاك للقانون الدولي.


الجزيرة
منذ 15 ساعات
- الجزيرة
مبعوث أممي: الاضطرابات الإقليمية تقوض استقرار اليمن
وجه المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن هانس غروندبرغ مساء الثلاثاء تحذيرا جديدا من أن تقوض الاضطرابات الإقليمية آفاق السلام والاستقرار في اليمن، معتبرا أن الوضع "لا يزال هشا". وقال غروندبرغ، في إحاطته أمام اجتماع لمجلس الأمن لمناقشة الوضع في اليمن، إنه من أجل أن تحظى البلاد بفرصة حقيقية للسلام، يجب "حمايتها من الانجرار أكثر إلى الاضطرابات الإقليمية المستمرة الناجمة عن حرب غزة". وحث المبعوث الأممي الخاص على ضرورة أن تتوقف الهجمات على السفن المدنية في البحر الأحمر، كما طالب بإنهاء "الهجمات الصاروخية على إسرائيل والهجمات الإسرائيلية التي تتبعها على اليمن". وأشار غروندبرغ إلى مصادرة شحنة كبيرة من الأسلحة والتكنولوجيا مؤخرا قبالة سواحل اليمن على البحر الأحمر، موضحا أن ذلك يؤكد أهمية تذكير جميع الدول الأعضاء بالتزامها بالامتثال الكامل لقرارات مجلس الأمن الدولي المتعلقة بحظر الأسلحة. وتحدث غروندبرغ عما يمكن للأطراف في اليمن تحقيقه من تقدم نحو محادثات سياسية أوسع نطاقا عبر إيجاد حلول وتسويات تمكّن الاقتصاد اليمني من العمل بفعالية لتوفير السلع والخدمات للجميع، معتبرا أن "المزيد من التصعيد والتشرذم الاقتصادي ليس في مصلحة أحد". ورحب بالخطوات الأخيرة التي اتخذها البنك المركزي اليمني في عدن والحكومة اليمنية لمعالجة انخفاض قيمة العملة مؤخرا، لافتا إلى اتخاذ الأطراف قرارات أحادية وتصعيدية تنذر بتعميق الانقسامات داخل المؤسسات وهياكل الدولة. كما أكد المسؤول الأممي أنه لا ينبغي الاستهانة بدور الشباب في تذليل العقبات نحو العملية السياسية، وجدد الدعوة إلى إطلاق سراح 23 موظفا أمميا لا يزالون محتجزين في اليمن، إلى جانب محتجزين آخرين من منظمات غير حكومية وطنية ودولية ومنظمات مجتمع مدني وبعثات دبلوماسية "فورا ودون قيد أو شرط". وقال غروندبرغ "يجب أن نبقى ثابتين في جهودنا المشتركة لدفع اليمن نحو مستقبل ينعم فيه بالسلام مع نفسه ومع المنطقة". من جهته، اعتبر راميش راجاسينغهام رئيس مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في جنيف أن اليمن بات "واحدا من أكثر دول العالم معاناة من الأمن الغذائي"، مبينا أن نصف أطفال البلاد دون سن الخامسة يعانون من سوء تغذية حاد، ويعاني ما يقرب من نصفهم من التقزم، مشيرا إلى أن هذا يعني تأخرا في النمو والإصابة بالعدوى، وأن خطر الوفاة من الأمراض الشائعة أعلى من المتوسط بما يتراوح بين 9 و12 مرة. وشدد على أن الجوع يمكن الوقاية منه، مطالبا بزيادة التمويل الآن لتوسيع نطاق الدعم الغذائي الطارئ، وتقديم دعم مالي مباشر لصندوق التمويل الإنساني في اليمن.