logo
قمة حاسمة بين ترمب وبوتين في ألاسكا بشأن حرب أوكرانيا

قمة حاسمة بين ترمب وبوتين في ألاسكا بشأن حرب أوكرانيا

Independent عربيةمنذ 9 ساعات
التقى الرئيسان الأميركي دونالد ترمب والروسي فلاديمير بوتين وجها لوجه في ألاسكا الجمعة في قمة تنطوي على رهانات عالية وقد تحدد إمكانية التوصل إلى وقف لإطلاق النار في أعنف صراع في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.
وبدأ ترمب وبوتين محادثات في ألاسكا بشأن إنهاء الحرب المدمرة في أوكرانيا التي بدأت مع الهجوم الروسي عام 2022.
وجلس الرئيسان الأميركي والروسي بصمت بينما اتخذ أعضاء وفديهما مقاعدهم في أول لقاء بين الرئيسين منذ عام 2019. وتمت دعوة الصحافيين لمغادرة قاعة الاجتماع بعيد جلوس ترمب وبوتين ومسؤولين آخرين في مقاعدهم أمام خلفية كتب عليها "السعي إلى السلام".
ونقلت وكالة "تاس" الروسية عن مصدر قوله إن بوتين وترمب قد يتفقان على إعادة عمل البعثات الدبلوماسية. وأضافت أن الرئيس الروسي سيطرح على نظيره الأميركي بشكل أو بأخر التأثير المدمر للعقوبات.
بدورها، أشارت وسائل إعلام أميركية إلى "مؤشرات" على أن الاجتماع بين الرئيسين الأميركي والروسي يسير على ما يرام.
وشارك الكرملين مقطعين مصوّرين للرئيسين الروسي والأميركي وهما يتبادلان الابتسامات والحديث قبل بدء اجتماعهما في ألاسكا.
كما نشرت وسائل إعلام روسية صوراً بدا فيها بوتين وهو يرفع حاجبيه استجابة لأسئلة صاخبة وجهها إليه الصحافيون الحاضرون. وفي لحظة أخرى، ظهر بوتين وهو يضع كفيه حول فمه وكأنه يقول شيئاً، لكن صوته لم يُسمع.
سجادة حمراء
قبيل انعقاد القمة، استقبل ترمب الرئيس الروسي على سجادة حمراء في قاعدة إلمندورف-ريتشاردسون الجوية. وتصافح الرئيسان بحرارة ولمس كل منهما ذراع الآخر. وفي خطوة نادرة، صعد بوتين على متن سيارة ترمب المدرعة للوصول إلى مكان الاجتماع.
وشهد استقبال الرئيس الأميركي لنظيره الروسي تحليق طائرات حربية أميركية متطورة في سماء الولاية، أبرزها طائرة الشبح. وذكرت وسائل إعلام أميركية، أن الطائرات التي حلقت خلال استقبال بوتين هي من نوع "بي-2" المعروفة بـ"الشبح" و"إف-35"، وهي من أكثر الطائرات الأميركية تطوراً.
ويكتسب مكان انعقاد القمة أهمية رمزية، إذ باعت روسيا هذه المنطقة الشاسعة للولايات المتحدة في القرن التاسع عشر. وسيتعين على الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والقادة الأوروبيين انتظار الرئيس الأميركي لإبلاغهم بمضمون اجتماعه، كما وعد.
مخاوف أوكرانية وأوروبية
يخشى زيلينسكي، الذي لم يُدعَ إلى المحادثات، وحلفاؤه الأوروبيون من أن ترمب قد يتخلى عن أوكرانيا بتجميد الصراع والاعتراف -ولو بشكل غير رسمي- بالسيطرة الروسية على خُمس أراضيها.
لكن ترمب سعى في وقت سابق إلى تهدئة هذه المخاوف في أثناء صعوده على متن الطائرة الرئاسية، موضحاً أنه سيترك لأوكرانيا اتخاذ قرار بشأن أي تبادل محتمل للأراضي. وقال "لست هنا للتفاوض نيابة عن أوكرانيا، بل كي أجعلهم يجلسون إلى طاولة المفاوضات".
وقال للصحافيين بينما كان على متن طائرة الرئاسة رداً على سؤال حول ما سيجعل الاجتماع ناجحاً "أريد أن أرى وقفاً سريعاً لإطلاق النار... لن أكون سعيداً إذا لم نتوصل لذلك اليوم... أريد أن يتوقف القتل".
وانضم وزير الخارجية ماركو روبيو ومبعوث الرئيس الخاص ستيف ويتكوف إلى ترمب في اجتماعه مع بوتين.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت إن اجتماعاً لاحقاً سيضم أيضاً وزير الخزانة سكوت بيسنت، ووزير التجارة هوارد لوتنيك، ووزير الدفاع بيت هيغسيث، وكبيرة موظفي البيت الأبيض سوزي وايلز.
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
"انتصار لبوتين"
أما بوتين فيرافقه في المحادثات مع الوفد الأميركي كل من وزير الخارجية سيرغي لافروف ومساعد الرئيس للسياسة الخارجية يوري أوشاكوف.
يأمل ترمب في التوصل إلى هدنة في الحرب الدائرة منذ ثلاث سنوات ونصف السنة، تجلب السلام إلى المنطقة وتعزز موقفه باعتباره صانع سلام عالمي جدير بجائزة نوبل للسلام.
وبالنسبة لبوتين، تُعد القمة بالفعل انتصاراً كبيراً، إذ يمكنه استخدامها دليلاً للتأكيد على أن سنوات من المحاولات الغربية لعزل روسيا لم تؤت ثمارها، وأن موسكو استعادت مكانتها اللائقة على رأس الدبلوماسية الدولية.
قمة ثلاثية لاحقة
الخميس أقر ترمب، الذي قال في وقت سابق إنه سينهي الحرب الروسية في أوكرانيا خلال 24 ساعة، أن الصراع اتضح أنه أصعب مما كان يعتقد.
وقال إنه إذا سارت محادثاته مع بوتين على ما يرام، فإن الإسراع في عقد قمة ثلاثية لاحقة تضم زيلينسكي سيكون أكثر أهمية من لقائه مع بوتين.
ونقلت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء عن بيسكوف قوله إن من الممكن عقد اجتماع ثلاثي في وقت لاحق إذا أسفرت محادثات ألاسكا عن نتائج. وذكر بيسكوف أيضاً أن المحادثات بين بوتين وترمب قد تستمر من ست إلى سبع ساعات.
وقال زيلينسكي إن القمة ينبغي أن تمهد الطريق إلى "سلام عادل"، وإجراء محادثات ثلاثية بمشاركته، لكنه استطرد قائلاً إن روسيا لا تزال تشن حربها على بلاده. وأصاب صاروخ باليستي روسي في وقت سابق الجمعة منطقة دنيبروبتروفسك الأوكرانية مما أدى إلى مقتل شخص واحد على الأقل وإصابة آخر.
وكتب زيلينسكي عبر تطبيق تيليغرام للمراسلة "حان الوقت لإنهاء الحرب، وعلى روسيا اتخاذ الخطوات اللازمة. نحن نعتمد على أميركا".
"رجل ذكي"
ذكر ترمب قبل القمة أن هناك احتراماً متبادلاً بينه وبين بوتين. وقال عن بوتين "إنه رجل ذكي، وهو يفعل ذلك منذ وقت طويل، ولكن أنا أيضاً... نحن على وفاق، وهناك قدر جيد من الاحترام بيننا". ورحب أيضاً بقرار بوتين إحضار رجال الأعمال معه إلى ألاسكا.
وأضاف "لكنهم لن يقوموا بأعمال تجارية قبل أن ننتهي من الحرب"، مكرراً تهديده بعواقب "اقتصادية وخيمة" على روسيا إذا سارت القمة بشكل سيء.
وقالت ثلاثة مصادر مطلعة لـ "رويترز" إن الولايات المتحدة أجرت مشاورات داخلية حول استخدام كاسحات الجليد الروسية التي تعمل بالطاقة النووية لدعم تطوير مشاريع الغاز والغاز الطبيعي المسال في ألاسكا باعتبارها صفقة يمكن السعي إليها خلال القمة.
وقال مصدر مقرب من الكرملين إن هناك دلائل على أن موسكو قد تكون مستعدة للتوصل إلى تسوية بشأن أوكرانيا نظراً لإدراك بوتين لمشاكل روسيا الاقتصادية وتكاليف استمرار الحرب.
وكانت "رويترز" قد ذكرت في وقت سابق أن بوتين قد يكون مستعداً لتجميد الصراع عند خطوط المواجهة، شريطة أن يكون هناك تعهد ملزم قانوناً بعدم توسيع حلف شمال الأطلسي شرقاً ورفع بعض العقوبات الغربية.
وروسيا، التي ظهرت علامات الإنهاك على اقتصادها، مُعرضة لعقوبات أميركية إضافية وهدد ترمب بفرض رسوم جمركية على مشتري النفط الخام الروسي وخاصة الصين والهند.
وقال المصدر الروسي "بالنسبة لبوتين، المشاكل الاقتصادية تأتي في المرتبة الثانية بعد الأهداف، لكنه يدرك هشاشة وضعنا (الاقتصادي) والتكاليف التي نتكبدها".
وفي اليوم السابق للقمة، ألمح بوتين إلى احتمال إنجاز شيء آخر يعرف أن ترمب يرغب فيه وهو إبرام اتفاقية جديدة للحد من الأسلحة النووية لتحل محل الاتفاقية الوحيدة المتبقية بين الجانبين والمقرر أن ينتهي سريانها في فبراير (شباط).
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ترمب: شي أبلغني أنه لن يغزو تايوان خلال رئاستي
ترمب: شي أبلغني أنه لن يغزو تايوان خلال رئاستي

Independent عربية

timeمنذ 12 دقائق

  • Independent عربية

ترمب: شي أبلغني أنه لن يغزو تايوان خلال رئاستي

قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب أمس الجمعة إن نظيره الصيني شي جينبينغ أخبره أن بكين لن تغزو تايوان أثناء وجود ترمب في منصبه. وأدلى الرئيس الأميركي بهذه التصريحات في مقابلة مع قناة "فوكس نيوز"، قبل محادثات مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين حول الحرب الأوكرانية. وذكر ترمب خلال مقابلة مع برنامج "تقرير خاص" (سبيشال ريبورت) على القناة، "أقول لكم، كما تعلمون، لديكم شيء مشابه جداً مع الرئيس الصيني شي وتايوان، لكنني لا أعتقد أن ذلك سيحدث بأي حال من الأحوال ما دمت أنا هنا، سنرى". وأضاف "قال لي الرئيس شي: لن أفعل ذلك أبداً ما دمت رئيساً". وقلت له "حسناً، أنا أقدر ذلك"، لكنه قال أيضاً "لكنني صبور جداً، والصين صبورة جداً". وكان ترمب وشي قد أجريا أول اتصال هاتفي مؤكد بينهما خلال فترة ترمب الرئاسية الثانية في يونيو (حزيران) الماضي. وقال ترمب أيضاً في أبريل (نيسان) الماضي إن شي اتصل به ولكنه لم يحدد متى جرت تلك المكالمة. تنظر الصين إلى تايوان على أنها جزء لا يتجزأ من أراضيها، وتعهدت إعادة التوحيد مع الجزيرة الديمقراطية التي تحظى بحكم ذاتي، بالقوة إذا لزم الأمر. وتعترض تايوان بشدة على مطالبات الصين بالسيادة عليها. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) ووصفت السفارة الصينية لدى واشنطن أمس الجمعة موضوع تايوان بأنه "القضية الأكثر أهمية وحساسية" في العلاقات الصينية - الأميركية. وقال المتحدث باسم السفارة ليو بنغ يو في بيان "يجب على الحكومة الأميركية الالتزام بمبدأ الصين الواحدة والبيانات الثلاثة المشتركة بين الولايات المتحدة والصين والتعامل مع القضايا المتعلقة بتايوان بحكمة وحماية العلاقات الصينية - الأميركية والسلام والاستقرار عبر مضيق تايوان بجدية". على رغم أن واشنطن هي المورد الرئيس للأسلحة والداعم الدولي لتايوان، فإن الولايات المتحدة، مثل معظم الدول، لا تربطها علاقات دبلوماسية رسمية مع الجزيرة.

حلوى بايدن أفسدت زيلينسكي.. ترامب يرمي الكرة بملعب كييف
حلوى بايدن أفسدت زيلينسكي.. ترامب يرمي الكرة بملعب كييف

العربية

timeمنذ 26 دقائق

  • العربية

حلوى بايدن أفسدت زيلينسكي.. ترامب يرمي الكرة بملعب كييف

على الرغم من أن القمة بين الرئيسين الأميركي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين أمس الجمعة لم تسفر عن أي اتفاق للتوصل لحل بشأن الحرب في أوكرانيا أو وقفها، وصفها الرئيسان بالمثمرة. وأعرب الرئيس الأميرك عن ثقته في أن روسيا والولايات المتحدة على وشك التوصل لصفقة بشأن أوكرانيا.وقال في مقابلة مع "فوكس نيوز"، عقب مباحثاته مع نظيره الروسي في ألاسكا: "أعتقد أننا قريبون جداً من التوصل إلى صفقة.. الآن أوكرانيا بحاجة إلى الموافقة على هذا". "مال كالحلوى" لكنه أشار إلى امكانية أن ترفض كييف الأمر، ملمحاً إلى أن الأموال التي أغدقت على أوكرانيا ورئيسها فولدومير زيلينسكي قد تكون أفسدتهم أو جعلتهم أكثر تصلباً. وقال:" ربما سيقولون لا لأن الرئيس الأميركي السابق جو بايدن أعطاهم المال كما لو كان يقدم لهم حلوى. كما أعطتهم أوروبا الكثير من المال"، في ما فهم على أنه انتقاد واضح لبايدن والاتحاد الأوروبي، ومبطن لزيلينسكي. . @POTUS: "The meeting was a very warm meeting between two very important countries — and it's very good when they get along. I think we're pretty close to a deal. Now look, Ukraine has to agree to it." — Rapid Response 47 (@RapidResponse47) August 16, 2025 وأشار ترامب إلى أن القمة كانت "اجتماعاً دافئاً بين رئيسي الدولتين، وهذا أمر مهم للغاية ...". الناتو والضمانات والأرض كذلك لفت إلى أنهما تحدثا عن حلف شمال الأطلسي والضمانات الأمنية لكييف. وقال:" تفاوضت مع بوتين على نقاط تشمل حلف شمال الأطلسي وإجراءات أمنية والأرض"، في إشارة إلى امكانية تبادل الأراضي بين روسيا وأوكرانيا. إلا أن أيا من الرئيسين الأميركي والروسي لم يفصحا عن تفاصيل ما جرى خلف الأبواب المغلق في قاعدة إلمندورف-ريتشاردسون المشتركة بأنكوريج في ألاسكا على مدى ما يقارب الـ 3 ساعات. وكان زيلينسكي اعتبر في وقت سابقا أن روسيا تشتري الوقت وتخادع، وأن عليها وقف الحرب لأنها هي التي بدأتها. فيما حث قادة الدول الأوروبية ترامب على عدم تقديم أي تنازلات لروسيا، قبل اشتراط وقف إطلاق النار، وهو الأمر الذي لا يبدو حتى الآن أن الرئيسين الروسي والأميركي توافقا عليه.

البيت الأبيض: قمة ألاسكا بين ترمب وبوتين 'من أجل السلام'
البيت الأبيض: قمة ألاسكا بين ترمب وبوتين 'من أجل السلام'

الوئام

timeمنذ 43 دقائق

  • الوئام

البيت الأبيض: قمة ألاسكا بين ترمب وبوتين 'من أجل السلام'

نشر البيت الأبيض، فجر السبت، صورة لافتة بالأبيض والأسود جمعت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأمريكي دونالد ترمب، مرفقة بعبارة: 'الهدف دائمًا هو السلام'، في خطوة عكست محاولة لإبراز الطابع الإيجابي للاجتماع الذي عقد بين الزعيمين. وجرى اللقاء في قاعدة 'إلمندورف-ريتشاردسون' العسكرية بمدينة أنكوريج بولاية ألاسكا، حيث استمرت المحادثات الثنائية نحو ساعتين و45 دقيقة، تناول خلالها الطرفان ملفات دولية حساسة في ظل تصاعد التوتر بين موسكو وواشنطن. وحضر الاجتماع من الجانب الروسي وزير الخارجية سيرغي لافروف ومساعد الرئيس يوري أوشاكوف، فيما مثل الولايات المتحدة وزير الخارجية ماركو روبيو والمبعوث الخاص للرئيس ستيفن ويتكوف. ونشرت الصورة عبر الحساب الرسمي للبيت الأبيض على منصة 'إكس'، حيث ظهر فيها بوتين وترامب إلى جانب المترجم الروسي، في مشهد حمل أبعادًا رمزية حول مساعي التقارب رغم الخلافات العميقة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store