
ترمب يتهم الصين بـ«انتهاك» اتفاقها مع أميركا وإدارته «تفك الروابط»
احتفلت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، ليل الخميس، بنصر قضائي بعدما أوقفت محكمة استئناف فيدرالية تنفيذ قرار لمحكمة أدنى، وسمحت بمواصلة تحصيل الرسوم الجمركية المرتفعة. غير أن مشاعر القلق بقيت على حالها في أوساط المسؤولين الأميركيين الكبار، الذين يخشون أن تؤدي الهزائم القانونية المتتالية إلى عرقلة خطة ترمب لاستخدام هذه الرسوم لإعادة تشكيل التجارة العالمية، بالتزامن مع خطوات لفكّ الروابط الاقتصادية للولايات المتحدة مع الصين.
ولا يزال من غير الواضح ما إذا كان البيت الأبيض سيتمكّن من تحقيق انتصارات في معاركه القانونية المتعددة بعيدة المدى حول الرسوم الجمركية، وهي السلاح المفضل للرئيس ترمب في الحرب التجارية، باستخدام قانون صلاحيات الطوارئ الذي يعود تاريخه إلى إدارة الرئيس السابق جيمي كارتر. لكن في الوقت الحالي، يكافح المسؤولون على جبهات قانونية متعددة لإنقاذ استراتيجيته العالية المخاطر، بينما يدرسون طرقاً بديلة لفرض ضرائب استيراد شاملة، خصوصاً على الصين، في حال إخفاقهم.
قررت محكمة فيدرالية، الأربعاء، أن الرئيس الأميركي بالغ في استخدام سلطات الطوارئ لمعالجة مشاكل مزمنة، مثل العجز التجاري مع الصين ودول الاتحاد الأوروبي. ولكن مسؤولي البيت الأبيض تنفسوا الصعداء ليل الخميس، بعدما وافقت محكمة فيدرالية على وقف قرار لمحكمة أخرى في نيويورك، ريثما تنظر في حيثيات قضية الرسوم التجارية. ولكن قبل ذلك، رفضت محكمة فيدرالية ثانية منح ترمب حق استخدام صلاحيات الطوارئ لتجنب ما سماه «ضرراً كارثياً» لمفاوضات الولايات المتحدة مع شركائها التجاريين.
واتهمت الناطقة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت، محكمة التجارة الأميركية بـ«التجاوز القضائي» في عرقلة تعريفات الرئيس ترمب. وأبلغ محامو وزارة العدل محكمة الاستئناف الفيدرالية، بأنه في حال عدم منحها إعفاء فورياً، فإنهم سيتقدمون بطلب إلى المحكمة العليا للإبقاء على جدول التعريفات الحالي.
ويسابق وزير الخزانة سكوت بيسنت الزمن لإتمام مفاوضات مع الصين، وأكثر من 12 دولة أخرى، بموجب مهلة الأيام الـ90 التي حددها ترمب، لتعليق تعرفاته الجمركية بهدف السماح باستمرار المحادثات، لكنه هدد بإعادة فرضها إذا لم يُحرز تقدماً ملموساً.
وتزامنت هذه التحديات القانونية مع إجراءات عدة اتخذتها إدارة ترمب، ومنها إعلان الاستعدادات لإلغاء تأشيرات 277 ألفاً من الطلاب الصينيين في الولايات المتحدة، ومنع وصول سفن الشحن المحملة بالبضائع الصينية إلى المواني الأميركية، وتعليق مبيعات بعض التقنيات الأميركية المهمة إلى الصين، فيما يرقى إلى حملة شرسة لـ«فصل» الولايات المتحدة عن الصين، فيما يعني فك الروابط بين أكبر اقتصادين في العالم، والتخلص مما كان بمثابة ركيزة للعلاقات بينهما.
صورة بواسطة مسيرة لمستوعبات شحن آتية من الصين إلى ميناء لوس أنجليس في كاليفورنيا (رويترز)
وفي منشور على منصته «تروث سوشيال» للتواصل الاجتماعي، كتب ترمب الجمعة، أن «الصين انتهكت تماماً اتفاقها مع الولايات المتحدة، وربما ليس هذا مفاجئاً للبعض». وكان الوزير بيسنت أفاد عبر شبكة «فوكس نيوز» للتلفزيون، بأن محادثات التجارة مع الصين «متعثرة بعض الشيء»، مضيفاً أن التوصل إلى اتفاق نهائي سيتطلب على الأرجح مشاركة مباشرة من ترمب ونظيره الصيني شي جينبينغ.
وكان ترمب سعى خلال ولايته الأولى إلى هذا الفصل العدواني، مؤكداً أنه يعزز أمن الولايات المتحدة ويعجل ترسيخ نفوذها الإقليمي في منطقة آسيا والمحيط الهادئ. وعدّ مسؤولون في إدارة ترمب الأولى الروابط الاقتصادية والتعليمية في كثير من المجالات تُشكل تهديداً للأمن القومي. ورغم أن جهودهم أعادت صوغ العلاقة باعتبارها تنافسية بدلاً من كونها تعاونية، ظل حجم التجارة مرتفعاً بين البلدين، حتى خلال جائحة «كوفيد 19».
ومنذ بدء عهده الثاني في 20 يناير (كانون الثاني) الماضي، أطلق المسؤولون في إدارته حملة فك الارتباط مجدداً، فيما يخشى كثيرون أن يؤدي إلى عواقب وخيمة على البلدين وبقية دول العالم، علماً بأن الملايين بدأوا يشعرون فعلاً بآثار تقلبات الأسواق في الأسابيع الأخيرة، وأنه من السابق لأوانه التنبؤ بما إذا كانت الإدارة ستحقق أي نتائج ملموسة.
وبالإضافة إلى عدم استقرار السوق العالمية، يحذر كثيرون من جوانب سلبية كبيرة محتملة للولايات المتحدة في المحاولات السريعة لفك الروابط مع الصين، ومنها ارتفاع التضخم لدى الأميركيين، ودفع الباحثين الموهوبين إلى أحضان الحكومة الصينية أو دول أخرى، وفقدان الحكومة الأميركية إمكانية الوصول إلى المواطنين الصينيين ذوي المعرفة العميقة ببلدهم. غير أن المسؤولين الكبار في إدارة ترمب يعتقدون أن لهذا التواصل مخاطر أكبر بسبب وجود مئات الآلاف من الطلاب الصينيين في الولايات المتحدة، وبخاصة أولئك الذين يعملون في العلوم الفيزيائية أو التقنيات المتقدمة.
في هذه الأثناء، لا تزال الشركات، التي عانت لأشهر ضغوط ترمب المتكررة بالتهديد بفرض الرسوم الجمركية وإلغائها، غير متأكدة من كيفية المضي قدماً. وناقشت بعض الشركات استئناف الاستيراد، بما في ذلك من الصين، معوّلة على إعفاء مؤقت من الرسوم. لكن شركات أخرى كانت حذرة، خوفاً من أن يكون أي إعفاء من رسوم ترمب قصير الأمد.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


عكاظ
منذ 37 دقائق
- عكاظ
اكتشاف مذهل.. علاج مناعي يطيل حياة مرضى السرطان 40%
تابعوا عكاظ على كشفت نتائج تجربة سريرية هي الأولى من نوعها عالمياً نجاح العلاج المناعي باستخدام خلايا «كار تي-سيل Car T-cell» في إطالة حياة مرضى السرطان بنسبة 40% مقارنة بالعلاجات التقليدية. هذا العلاج الثوري، الذي يعتمد على تعديل الخلايا المناعية للمريض لمهاجمة الأورام، يُعد إنجازاً واعداً في مكافحة الأورام الصلبة، مثل سرطان المعدة والثدي والرئة والبنكرياس، التي تشكل نحو 90% من حالات السرطان. في التجربة التي أُجريت في الصين، شملت أكثر من 100 مريض بسرطان المعدة أو الوصل المعدي المريئي في مراحل متقدمة، تم تقسيمهم عشوائياً لتلقي إما العلاج المناعي أو العلاجات القياسية. وأظهرت النتائج، التي نُشرت في مجلة «The Lancet» وقُدمت في المؤتمر السنوي للجمعية الأمريكية لعلم الأورام (Asco) في شيكاغو، أن المرضى الذين تلقوا العلاج المناعي عاشوا بمعدل 7.9 شهر بعد التوزيع العشوائي، مقارنة بـ5.5 شهر لمن تلقوا العلاج التقليدي. كما شهدت المجموعة الأولى فترة 3.3 شهر دون تقدم المرض، مقارنة بـ1.8 شهر للمجموعة الأخرى. ووصف الباحثون من مستشفى ومعهد بكين للسرطان النتائج بأنها تحسن كبير وملحوظ في البقاء على قيد الحياة، مشيرين إلى أن هذا العلاج قد يمثل تحولاً جذرياً في رعاية المرضى الذين استنفدوا خيارات العلاج التقليدية. وأكد الدكتور كارل جون، خبير بارز في هذا المجال من جامعة بنسلفانيا، أن هذه الدراسة تمثل «إنجازاً تاريخياً» في علاج الأورام الصلبة. أخبار ذات صلة في سياق متصل، أظهرت دراسة أخرى من جامعة بنسلفانيا، سيتم عرضها في المؤتمر، أن العلاج المناعي يمكن أن يقلص أورام الدماغ في مرضى سرطان الجليوبلاستوما، وهو نوع عدواني من سرطان الدماغ، ما يعزز آمال المرضى في إطالة حياتهم. ويعتمد العلاج على هندسة الخلايا المناعية (T-cells) للمريض لتتعرف على الخلايا السرطانية وتدمرها بفعالية أكبر، حيث تُعدل هذه الخلايا في المختبر ثم تُعاد إلى مجرى دم المريض. ورغم نجاح هذا العلاج سابقاً في علاج سرطانات الدم، فإن النتائج الجديدة تُظهر إمكانياته في مواجهة الأورام الصلبة. وأعرب خبراء في شيكاغو عن تفاؤلهم بأن يحدث هذا العلاج ثورة في علاج الأورام الصلبة، مستندين إلى نجاحاته السابقة مع سرطانات الدم. وأشار الدكتور جون هانين من معهد السرطان الهولندي إلى أن هذه النتائج تمثل جيلاً جديداً من العلاجات، بينما أكدت الدكتورة كاثرين إليوت من مؤسسة أبحاث السرطان في المملكة المتحدة أن هذه الخطوة مشجعة، لكنها شددت على ضرورة إجراء تجارب أوسع لتأكيد الفعالية قبل تعميم العلاج. /*.article-main .article-entry > figure img {object-fit: cover !important;}*/ .articleImage .ratio{ padding-bottom:0 !important;height:auto;} .articleImage .ratio div{ position:relative;} .articleImage .ratio div img{ position:relative !important;width:100%;} .articleImage .ratio img{background-color: transparent !important;}


عكاظ
منذ ساعة واحدة
- عكاظ
ثلاثي أمريكي في مونديال الأندية بعد عبور «لوس أنجلوس»
تابعوا عكاظ على تمكن فريق لوس أنجلوس إف سي الأمريكي من حجز آخر بطاقات التأهل إلى بطولة كأس العالم للأندية 2025، التي ستقام في الولايات المتحدة الأمريكية في الفترة من 14 يونيو وحتى 13 يوليو القادم، بعد فوزه على كلوب أمريكا المكسيكي بنتيجة 2-1 في المباراة الفاصلة التي أقيمت على ملعب BMO في لوس أنجلوس. جاء هذا اللقاء الحاسم بعد قرار الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) استبعاد نادي ليون المكسيكي بسبب تعارض ملكيته مع نادي باتشوكا المكسيكي، ما اضطر إلى إقامة مباراة فاصلة بين لوس أنجلوس إف سي وكلوب أمريكا لتحديد الفريق الأخير المتأهل. افتتح كلوب أمريكا التسجيل في الدقيقة 64 عبر ركلة جزاء نفذها بنجاح اللاعب السابق في لوس أنجلوس الأمريكي الأوروغواياني برايان رودريغيز، بعد تدخل غير قانوني من لاعب وسط لوس أنجلوس مارك ديلغادو داخل منطقة الجزاء، وتأكد القرار من خلال تقنية الفيديو. وسط سيطرة شبه كاملة من الفريق المكسيكي وجماهيره الغفيرة التي غطت على جمهور لوس أنجلوس، بدا أن الفوز سيكون من نصيب الفريق الضيف. لكن لاعبي لوس أنجلوس لم يثنهم هذا التقدم، وبدعم من نجومهم المخضرمين، مثل أوليفيه جيرو وحارس المرمى هوغو لوريس، بدأ الفريق في الضغط ومبادرة الهجوم بحثاً عن التعادل. وتمكن البرازيلي إيغور جيسوس من تعديل النتيجة في الدقيقة 89 برأسية قوية إثر ركنية، ما أعاد التوازن إلى اللقاء وأشعل الحماس بين أنصار الفريق. أخبار ذات صلة وفي الوقت الإضافي، نجح المهاجم الفرنسي دينيس بوانغا في تسجيل هدف الفوز في الدقيقة 117، مستغلاً تمريرة داخل منطقة الجزاء، ليحسم المباراة لصالح لوس أنجلوس ويضمن تأهله إلى المجموعة الرابعة التي تضم كلاً من: تشيلسي الإنجليزي، فلامنجو البرازيلي، والترجي التونسي. يذكر أن لوس أنجلوس إف سي وصل إلى هذه المباراة بعد حصوله على المركز الثاني في دوري أبطال منطقة الكونكاكاف لعام 2023، بينما تأهل كلوب أمريكا كأفضل فريق في تصنيف أندية الاتحاد القاري في كأس العالم للأندية لعام 2024. تأتي نسخة 2025 من كأس العالم للأندية بنظام موسع يشابه كأس العالم للمنتخبات، بمشاركة 32 فريقاً تم تقسيمهم إلى 8 مجموعات، يتأهل منها أول وثاني كل مجموعة إلى دور الـ16 الذي يعتمد على نظام الإقصاء المباشر حتى النهائي. وتمثل الفرق المشاركة التوزيع الجغرافي لمختلف الاتحادات القارية مع 12 نادياً من الاتحاد الأوروبي، و4 من آسيا، و4 من أفريقيا ومنطقة الكونكاكاف، و6 من أمريكا الجنوبية، إلى جانب فريق من أوقيانوسيا وفريق من الدولة المضيفة. بهذا الانتصار، ينضم لوس أنجلوس إف سي إلى كل من سياتل ساوندرز وإنتر ميامي كأندية الدوري الأمريكي لكرة القدم المشاركة في البطولة الأكبر على الإطلاق. وتأتي مشاركة لوس أنجلوس ليس فقط كتحدٍ بل كتأكيد على تطور الدوري الأمريكي واحتدام المنافسة مع كبرى أندية العالم، وسط جوائز مالية ضخمة تصل إلى 9.55 مليون دولار كحد أدنى، وفرصة الفوز بالجائزة الكبرى التي تبلغ 140 مليون دولار. /*.article-main .article-entry > figure img {object-fit: cover !important;}*/ .articleImage .ratio{ padding-bottom:0 !important;height:auto;} .articleImage .ratio div{ position:relative;} .articleImage .ratio div img{ position:relative !important;width:100%;} .articleImage .ratio img{background-color: transparent !important;}


العربية
منذ 2 ساعات
- العربية
المغرب يطلق خارطة تجارية جديدة لزيادة الصادرات بـ 84 مليار درهم
أعلنت الحكومة المغربية عن خارطة طريق قطاع التجارة الخارجية للفترة 2025-2027، والتي تهدف إلى توفير 76 ألف فرصة عمل جديدة، وتوسيع قاعدة الصادرات من خلال إضافة 400 شركة مصدرة جديدة سنويًا. وقال رئيس الحكومة المغربية، عزيز أخنوش، إن خارطة طريق قطاع التجارة الخارجية تهدف إلى زيادة الصادرات المغربية بنحو 84 مليار درهم. وأضاف أن خارطة الطريق تهدف أيضًا إلى خلق إطار طموح لتطوير قطاع التجارة الخارجية الحيوي ضمن خطة التنمية الاقتصادية والاجتماعية للمغرب، وفق موقع "هسبريس" المغربي. وأوضح أخنوش، أنه تم اعتماد نهج متكامل وتشاركي يعتمد على تقوية صادرات الصناعات التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، وإنشاء مكاتب لدعم التجارة الخارجية في جميع جهات المغرب. وأشار إلى أن خارطة الطريق الجديدة تهدف إلى تحسين مستوى تغطية الصادرات بالواردات، عبر تعزيز الصادرات المغربية وتوجيه السياسات الاقتصادية نحو ضمان الاستدامة المالية والتجارية.